تنصيب ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية: لا أحد يعرف ما سيفعل في البيت الأبيض
-المركز الديمقراطي العربي
تقام اليوم الجمعة الـ 20 من كانون الثاني / يناير 2017 مراسم تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية ليصبح الرئيس الـ 45 منذ نالت البلاد استقلالها في عام 1776.
ستتحول واشنطن إلى حصن فعلي قبيل تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب يوم الجمعة بينما تستعد العاصمة الأمريكية لاستقبال أكثر من ربع مليون محتج من المتوقع خروجهم خلال تنصيب الرئيس الجمهوري.
وتتوقع الشرطة أن يتدفق على واشنطن نحو 900 ألف شخص من المؤيدين والمناوئين على حد سواء لحضور مراسم التنصيب التي تشمل أداء اليمين على درج الكونجرس ومسيرة إلى البيت الأبيض في الشوارع التي سيحتشد فيها المتابعون.
نشرت صحيفة “الغارديان” في صفحتها الأولى تقريرا عن تنصيب، دونالد ترامب، رئيسا للولايات المتحدة، تقول فيه إنه لا أحد يعرف ما الذي سيفعله ترامب في البيت الأبيض بحسب بي بي سي.
وتشير الصحيفة إلى أن الرئيس الأمريكي الجديد وعد بتغير النظام الموجود، وأدلى بتصريحات ومواقف متناقضة، تسببت في غضب بعض العواصم الأجنبية، قبل أن يتولى الرئاسة.
كما أثيرت تساؤلات بشأن شخصيته وتصرفاته إذ اتهم بالتحرش بالنساء، ولا يزال يدخل في شجارات مع مشاهير عبر موقع تويتر، وهو ما يجعل القوة العالمية العظمى، حسب الغارديان، في طريق المجهول.
وتضيف الصحيفة أن تولي ترامب رئاسة الولايات المتحدة تشوبه مزاعم بتدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية، وهو ما دفع ببعض الديمقراطيين للتشكيك في شرعيته، إذ سيقاطع حفل التنصيب نحو 60 من أعضاء الكونغرس.
وستكون هيلاري كلينتون، التي هددها ترامب بالسجن في الحملة الانتخابية، حاضرة في حفل تنصيبه، إلى جانب الرؤساء السابقين، بيل كلينتون، وجورج بوش الابن، وجيمي كارتر.
وسيكون ترامب الرئيس 45 للولايات المتحدة، وأول رئيس لم يخدم في الجيش، ولم يسبق له أن تولى مسؤولية حكومي.
وترى الغارديان أن أصدقاء الولايات المتحدة وخصومها في العالم سيدققون في كل كلمة يقولها ترامب في خطاب حفل التنصيب، لأنه أثار الكثير من التساؤلات عندما شكك في قيمة الاتحاد الأوروبي، وحلف شمال الأطلسي (ناتو)، وتحدى الصين بشأن تايوان وبحر الصين الجنوبي، وتحدث عن احتمال رفع العقوبات عن روسيا، كما قلل من أهمية التغير المناخي.
وفي حملته الانتخابية كان ترامب يحرك عواطف أنصاره بالحديث عن بناء جدار على الحدود مع المكسيك، وترحيل 11 مليونا من المهاجرين غير الشرعيين، ومنع دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة.
وتحدى بهذا الخطاب 16 مرشحا في الانتخابات التمهيدية وفاز عليهم، وحصل على تزكية الحزب الجمهوري لتمثيله في الانتخابات الرئاسية.
ونشرت صحيفة “التايمز” مقالا تتحدث فيه عن بدء نوع جديد من الرئاسة في الولايات المتحدة، وتشير إلى أن المخاطر كبيرة، ولكنها تقول إن احتمالات نجاح ترامب في مهمته ممكنة أيضا، إذا عمل بالنصيحة واعتمد على حدسه بحسب بي بي سي.
وتضيف التايمز أن خمس ساعات كافية لنقل، دونالد ترامب، ترامب وعائلته للإقامة في البيت الأبيض، لكن لابد من وقت أطول لمعرفة ما إذا كان الرئيس الجديد سيبقى “انفعاليا ومستفزا مثلما كان في الحملة الانتخابية”، ولكنها تقول إن صفات الانفعال والاستفزاز لا تمنعه من النجاح.
وترى التايمز أن ترامب يثير مخاوف الملايين لأنه يسعى إلى علاقات طيبة مع فلاديمير بوتين، والرئيس الروسي هدفه عرقلة أو تفكيك الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، ولا أحد يعرف كيف سيجمع ترامب بين هذه التناقضات، ولكن لديه فرصة تاريخية ليثبت للمشككين في قدراته أنه إصلاحي من الدرجة الأولى.
وتضيف الصحيفة أن ترامب يستعمل لغة مختلفة عن لغة سلفه، باراك أوباما، الذي وعد بالكثير في 8 أعوام من الحكم ولكن لم يقدم إلا قرارات خجولة وعنفا ودما في الربيع العربي، أما وعود ترامب فهي أقل بكثير، ولكنه سيكون أقوى بفضل الكونغرس.
وتقول التايمز إن المطلوب عاجلا من ترامب أن يثبت للناخبين الذين صوتوا له أنه سيعيد الوظائف في قطاع التصنيع، دون الإضرار بالاقتصاد على نطاق أوسع.
أما على الصعيد الدولى، فترى الصحيفة أنه على ترامب أن يطمئن حلفاء الولايات المتحدة بأن سياسته ليست انعزالية.
وحصلت نحو 30 جماعة يزعم المنظمون أنها ستستقطب نحو 270 ألفا من المحتجين على ترامب أو من المؤيدين له على تصاريح بتنظيم تجمعات حاشدة أو مسيرات قبل وأثناء وبعد التنصيب. ومن المتوقع تنظيم مزيد من الاحتجاجات دون تصاريح.
وأكبر احتجاج سيكون مسيرة للنساء في واشنطن يوم السبت والتي يتوقع منظمون أن تجتذب ربع مليون شخص.
ومن المقرر تنظيم احتجاجات متعلقة بمسيرة النساء في أنحاء الولايات المتحدة وحول العالم أيضا.
ومن المقرر تنظيم احتجاج مناهض لترامب أيضا في نيويورك مساء الخميس عندما يشارك رئيس البلدية بيل دي بلازيو والمخرج مايكل مور والممثلان مارك رفالو وأليك بولدوين الذي يلعب دور ترامب في برنامج “ساترداي نايت لايف” في تجمع حاشد خارج فندق ترامب الدولي وبرجه.
وكانت جماعة كبيرة من المحتجين تعرف باسم “ديسرابت جيه 20” أو (عطلوا تنصيب ترامب في 20 يناير) قد تعهدت بتنظيم مظاهرات عند كل من الاثنتي عشرة نقطة تفتيش وبمنع الوصول إلى احتفالات التنصيب في متنزه (ناشيونال مول) في قلب واشنطن.
وسيخرج أحد الاحتجاجات في واشنطن وسط دخان الماريوانا ليظهر مؤيدو تقنين تلك النبتة المخدرة معارضتهم لمرشح ترامب لمنصب وزير العدل السناتور جيف سيشنز عضو مجلس الشيوخ المنتقد لتقنينها.
وتعتزم هذه الجماعة توزيع نحو 4200 من سجائر الماريوانا خلال التنصيب ودعوة المشاركين لإشعالها. وحيازة كميات صغيرة من الماريوانا قانونية في واشنطن لكن يُحظر تعاطيها علنا.
وقال الرئيس المؤقت للشرطة بيتر نيوشام إن الضباط مستعدون لتنفيذ حملات اعتقال جماعية بيد أن السلطات تأمل ألا تكون هناك ضرورة لذلك.
وأضاف في مقابلة مع محطة تلفزيون (إن.بي.سي 4) في واشنطن “إذا قمنا بعمليات اعتقال جماعي فسنتمكن من فرز الأشخاص بسرعة كبيرة.”
وقالت الشرطة ومسؤولو الأمن مرارا إنهم ملتزمون بضمان الحقوق الدستورية للمحتجين في حرية التعبير والتجمع السلمي.
ومن المتوقع أن تقل حشود الجمعة عن المليوني شخص الذين حضروا تنصيب أوباما للمرة الأولى في 2009 وأن تكون في حدود المليون الذين شاركوا في تنصيبه في فترته الثانية قبل أربعة أعوام.
وسيمر الاستعراض الافتتاحي في بنسلفانيا أفينيو بفندق ترامب الدولي وهو نقطة تجمع للمحتجين منذ انتخاب ترامب وتطوقه الأسيجة الأمنية حاليا.
وفي علامة على القلق المتعلق بترامب والذي يعصف بواشنطن قال كبير قساوسة الكاتدرائية الوطنية بواشنطن هذا الأسبوع إن جوقتها ستغني “جاد بليس أميريكا” في التنصيب على الرغم من الهواجس لدى بعض الأعضاء.
وقال القس راندولف مارشال هوليريث في رسالة “دعوني أكون واضحا: نحن لا نغني للرئيس. نحن نغني للرب لأن هذا ما تفعله جوقة الكنيسة.وكالات