تحليل : أزمة في البيت الأبيض وعزلة متزايدة ل”ترامب” في قمة السلطة
-المركز الديمقراطي العربي
في البيت الأبيض .. وحدة الرئيس دونالد ترامب تتزايد في قمة السلطة في الولايات المتحدة.
يبدي جمهوريون من حزب ترامب في الكونجرس إشارات على أنهم يتصرفون وفقا لأهوائهم فيما يخص السياسة وطرق ممارستها مع تصميمهم على إنقاذ ما يمكن إنقاذه من أجندتهم في مجالات مثل الرعاية الصحية والإصلاحات الضريبية في أعقاب واحد من أصعب الأسابيع التي شهدتها رئاسة أمريكية.
وفي ذات الوقت فإن فشل ترامب في تعيين من يشغلون مناصب عليا في وكالات اتحادية يعني أنه يفتقر لكوادر تدين له بالولاء يمكن أن تساعده في كبح جماح جهات حكومية يعتقد الكثيرون في الدوائر المقربة من ترامب أنهم يسربون معلومات بهدف إلحاق الضرر بسمعة الرئيس. وزاد ذلك من حدة عزلة البيت الأبيض في مدينة تعتمد على الأصدقاء والحلفاء للخروج من أزمة.
والنتيجة هي مشكلات على عدة جبهات. حكومة تتعرض علاقاتها بالكونجرس وبالوكالات الاتحادية وصورتها العامة لشروخ متزايدة وبرنامج إصلاحات طموح لكنه معطل ورئيس تهدد نسب شعبيته الآخذة في التدني بفقدان حزبه للأغلبية في الكونجرس في انتخابات نصفية تجرى العام المقبل.
ويقول مساعدون في البيت الأبيض لرويترز إن ترامب وأعضاء فريقه يشعرون أنهم محاصرون بوابل من القصص السلبية وأن الجمهوريين في الكونجرس تخلوا عنهم في الوقت الذي لم تظهر فيه أي علامة تذكر على تراجع الغضب من إقالة مدير مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) جيمس كومي ومزاعم بمحاولة ترامب التأثير على تحقيق في التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة العام الماضي.
ومنذ نشر مقتطفات مسربة مما قيل إنها مذكرة تفصيلية من كومي لمحادثاته مع ترامب يوم الثلاثاء لم يسارع إلا القليل من الجمهوريين من خارج البيت الأبيض إلى الدفاع علنا ضد إشارات على اتهام للرئيس بإعاقة العدالة عندما طلب من كومي إنهاء التحقيق في أداء مستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين.
ومع دخول التحقيق في الصلات بروسيا مرحلة جديدة يوم الأربعاء بتعيين مدير إف.بي.آي السابق روبرت مولر مستشارا خاصا للتحقيق وهي خطوة ستضع البيت الأبيض على الأرجح محل المزيد من التمحيص عبر جمهوريون عن دهشتهم من عدم بذل البيت الأبيض لمزيد من الجهود لتكليفهم بحماية الرئيس.
وقال السناتور جيمس إنهوف وهو جمهوري من ولاية أوكلاهوما عندما سألته رويترز عما إذا كان البيت الأبيض تواصل معه للدفاع عن ترامب “الأمر هزلي نوعا ما. الإجابة لا… لا أعرف أي شخص آخر أيضا تواصلوا معه”.
ولم يستجب البيت الأبيض لطلب بالتعليق على هذه القصة. وغادر ترامب يوم الجمعة في أول جولة خارجية له كرئيس. وستأخذه الجولة التي تستمر عشرة أيام إلى السعودية وإسرائيل وأوروبا.
* مواقع شاغرة
ظلت الإدارة الأمريكية تواجه صعوبات جمة في شغل مئات من المناصب الشاغرة في مستويات عليا في الحكومة الأمر الذي جعل البيت الأبيض وحيدا في مجابهة التحديات.
على سبيل المثال ما زالت مواقع بارزة في وزارة العدل شاغرة من بينها رئاسة إدارات مكافحة الاحتكار والحقوق المدنية والجنائية إضافة إلى مكتب الكحول والتبغ والأسلحة النارية والمتفجرات وذلك وفقا لموقع الوزارة على الإنترنت والوضع كذلك في وزارتي الأمن الداخلي والتعليم.
وشكا ترامب مرارا من أن الديمقراطيين في مجلس الشيوخ يعطلون عملية التصديق على مرشحيه للمناصب. لكن البيت الأبيض كان أبطأ من إدارات سابقة أيضا في إرسال المرشحين لمجلس الشيوخ.
وهناك مواقع قيادية في وزارة الخارجية شاغرة أيضا ونتيجة لذلك قال عدة مسؤولين إن خبراء الوزارة لم يقوموا بالكثير لإبلاغ ترامب بالمعلومات الضرورية التي يحتاجها في محادثة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ولا لاجتماعه مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف والسفير سيرجي كيسلياك وهي مواقف قال عنها مسؤولون إنه أفشى خلالها معلومات مخابراتية سرية.
ويقول مسؤولون في وزارة الخارجية وفي أجهزة المخابرات إن تركز السلطة بشكل متزايد في يد قلة من المخلصين لترامب في البيت الأبيض قلص من أدوار المحترفين في الخارجية والمخابرات والدوائر الحكومية مقارنة بأدوارهم في عهد إدارات سابقة.
*إحباط في الكونجرس
تسبب الافتقار إلى التواصل مع البيت الأبيض في شعور كثيرين من الجمهوريين في الكونجرس بالإحباط فيما خيم شعور بالأزمة على الأسبوع المنصرم. وشكا أحدهم علنا من الأمر وهو ريتشارد بور رئيس لجنة المخابرات في مجلس الشيوخ التي تجري تحقيقا منفصلا بشأن الصلات مع روسيا.
إذ قال بور صباح الثلاثاء بعد أنباء عن كشف ترامب عن معلومات سرية لمسؤولين روس إنه لم يتمكن من الاتصال بالبيت الأبيض فيما كانت القصة تشعل البرامج الإخبارية على التلفزيون ومواقع التواصل على الإنترنت.
وقال “ربما هم مشغولون”.
وقال بعض الجمهوريين إن التركيز المستمر على الرد على مزاعم متعلقة بالتحقيق الروسي تستنفد طاقتهم المطلوبة للدفع بأجندتهم.
وقال أحد المستشارين لرويترز إن أعضاء جمهوريين في الكونجرس بدأوا، في ظل عدم وجود توجيهات، في اللجوء لاستراتيجياتهم الخاصة بشأن سبل الرد على سيل الأنباء السيئة.
وفي البيت الأبيض الذي تبدو فيه قنوات الاتصال مع الكونجرس متقطعة في بعض الأوقات هبت دائرة ضيقة من الأشخاص للدفاع عن الرئيس مع مكافحة كبار الموظفين للتعامل مع الموقف ليس فقط بسبب وابل من الأنباء الآخذة في التكشف لكن بسبب تصريحات الرئيس على تويتر التي تتناقض أحيانا مع حججهم أيضا.
وقال مستشار في البيت الأبيض “الجميع متعبون فحسب”.المصدر:رويترز