الشرق الأوسطتحليلاتعاجل

أزمة دستورية في أمريكا حال إصدار ترامب عفوٍ عن نفسه لتجنُّب عقوبة محتملة ؟

-المركز الديمقراطي العربي

ساره هاكابي ساندرز التي تنتمي إلى عائلة سياسية من ولاية أركنسو،تسلمت مهام ما قد يكون اصعب وظيفة في العالم وهي التحدث باسم الرئيس الاميركي دونالد ترامب. والمتحدثة الجديدة الحادة الطباع التي ولدت في بلدة هوب مسقط راس الرئيس السابق بيل كلينتون كذلك تحمل معها إلى “غرفة حيمس برادي لجلسات الإحاطة الصحافية” لكنة جنوبية وسرعة بديهة ممزوجة بنزعة تهكمية.

لا تستبعد سارة هاكابي ساندرز، نائبة المتحدث باسم البيت الأبيض، احتمال استخدام الرئيس الأميركي دونالد ترامب سُلطة العفو لحماية نفسه، وأفراد أسرته، وإدارته من قضايا فيدرالية، وفق ما ذكر تقرير لصحيفة الإندبندنت البريطانية.

وكانت الأخبار الصادمة التي أفادت بأنَّ ترامب ومحاميه يفكّران في العفو عن أفرادٍ قد تطالهم التحقيقات الجارية بسبب وجود علاقاتٍ بين حملة ترامب الانتخابية عام 2016 وروسيا قد هزَّت أرجاء واشنطن.

وأكَّد الكثيرون أنَّه إذا فعل ترامب شيئاً كهذا، قد يؤدي إلى نشوب أزمةٍ دستورية في الولايات المتحدة، مع أنَّ بعض الخبراء القانونيين الآخرين قد اختلفوا مع هذا الرأي.

وأفادت تقاريرٌ بأن مولر قد شكَّل فريقاً قانونياً يضم نخبةً من أبرز الخبراء للتحقيق في التدخُّل الروسي، ووسَّع نطاق عمله عدة مراتٍ ليشمل لقاءً أُجري بين نجل دونالد ترامب، وصهره، جاريد كوشنر، ومدير حملته السابق، كوري ليفاندوفسكي، وعدة أشخاصٍ على علاقةٍ بروسيا. وذكرت تقاريرٌ أنَّ نطاق التحقيق قد اتسع ليشمل علاقات ترامب المالية المحتملة مع روسيا.

وليس من الواضح ما إذا كان ترامب سيكون قادراً على إصدار عفوٍ عن نفسه لتجنُّب عقوبة محتملة بالسجن بسبب اتهامه في قضايا فيدرالية. وبصفته رئيساً، فإنَّ ترامب هو الوحيد القادر على إصدار عفوٍ في الجرائم الفيدرالية، وقد يتمكَّن من حماية أسرته وأي حلفاءٍ يختار إصدار عفوٍ عنهم. لكن إذا اختار ترامب فعل ذلك، فإنَّه قد يضطر لتجاوز بروتوكول العفو النموذجي.

وعند سؤالها عن موقف ترامب من استخدام صلاحية العفو، قالت سارة: “سأحيلكم إلى التعليقات التي ذكرها مستشاره القانوني بالفعل”.وأضافت “يمتلك الرئيس صلاحيات العفو كأي رئيسٍ آخر”، لكنها استطردت قائلةً: “ليست هناك بيانات” تخص العفو في الوقت الحالي.

وقال مايكل دورف، أستاذ القانون الدستوري في جامعة كورنيل، في تصريحاتٍ لصحيفة الإندبندنت البريطانية:

إنَّ أي شخصٍ يجزم بأنَّ الرئيس يمكنه، أو لا يمكنه، العفو عن نفسه يستند إلى حجةٍ معيارية أو توقعٍ معياري أكثر من كونه يستند إلى نصوص القانون الفعلية، مشيراً إلى وجود سوابق قانونية قد تدعم كلا الاحتمالين، لكن في ظل عدم وجود محاولاتٍ سابقة لاستخدام هذه السُلطة، فمن المستحيل تحديد قرار المحكمة النهائي في هذه المسألة.

وساندرز البالغة من العمر 34 عاما سياسية تمتلك قدرات على المراوغة، وشقت طريقها بمفردها عام 2016، بعملها كمستشارة سياسية رفيعة لدعم حاكم مينيسوتا المحافظ تيم باولنتي قبل أن تنضم إلى حملة ترامب بعد فشل الأول.

ومنذ كانت في مرحلة المراهقة، وجدت نفسها في صدارة الأحداث عندما خاض والدها مايك هاكابي حملة ناجحة للفوز بمنصب حاكم أركنسو. وفي حملة العام 2008 الرئاسية ساعدت والدها على الحصول على غالبية أصوات مجالس آيوا الانتخابية إلا أن حملته فشلت لاحقا في الاستمرار.

ورغم الخبرة التي اكتسبتها خارج العائلة، إلا أن تأثير والدها القس المعمداني واضح للغاية. والأهم من ذلك أنها تتشارك معه القدرة على تشريح القضايا تماما وإعادة صياغتها باستخدام عبارات بليغة.

وعلقت مؤخرا بالقول إنه “إذا سار الرئيس عبر نهر بوتوماك، فستشير وسائل الإعلام إلى عدم قدرته على السباحة،” مذكرة بنكتة قديمة للرئيس السابق ليندون جونسون.

وتعمد كذلك أحياناً إلى سحب البساط من تحت اقدام من يحاولون إحراجها بتحدي المنطق الذي تقوم عليه فرضياتهم أو توجيه تعليق لاذع ما أو التحدث عن أحد ابنائها الثلاثة، وجميعهم تبلغ أعمارهم أقل من ست سنوات. وفي بعض الحالات، قد تلجأ إلى ايمانها للرد.

وقالت مؤخرا “لقد سئلت في السابق عن قدوتي. كمؤمنة أعتقد أن جميعنا لدينا قدوة مثالية”. وأوضحت “عندما يتم سؤالي عن هذه المسألة أشير إلى الرب، كما أشير إلى ايماني، وهو من سأقول لأطفالي أن يتوجهوا بأنظارهم إليه”.

وأمامها حاليا مهمة محفوفة بالتحديات تتمثل بالحلول مكان شون سبايسر الذي قد يكون أحد أكثر المتحدثين الذين تعرضوا إلى التشهير وفقدوا مصداقيتهم. كما سيكون لزاما عليها التحدث باسم أكثر رئيس متقلب وغير تقليدي أو منضبط لا يمكن التنبؤ بما سيفعل أو يقول. لكنها لن تتسلم المنصب بشكل مفاجئ حيث كانت لعدة أشهر المتحدثة بحكم الأمر الواقع بعد ابتعاد سبايسر عن الاضواء اثر تعرضه للكثير من الانتقادات.

ونظمت ساندرز مؤتمرات صحافية خلال معظم أيام الشهر الماضي رغم أن غالبيتها كانت بعيدة عن الكاميرات.

وقد تكون أول مهمة صعبة لها حاليا محاولة اثبات نفسها كلاعبة أساسية في بيت ترامب الأبيض المليء بالأفاعي وايجاد تقاسم مناسب للأدوار مع المدير الجديد للاعلام انتوني سكاراموتشي.

وتقليديا، يلعب مدراء الاعلام دورا بعيدا عن الأضواء حيث يخططون طريقة عرض السياسات، ويعملون على صياغة الإشارات المراد توجيهها، ويتأكدون من أن جميع الوزارات تغرد داخل السرب ذاته.

لكن سكاراموتشي استحوذ على الأضواء في أول وقفة على المنبر كمتحدث، حيث راح يتباهى بعلاقته القوية بالرئيس متعاملا مع عشرات الأسئلة وسط إشادات بأدائه في وظيفة ليست من صلب مهامه ظاهريا.

وشغف سكاراموتشي بالأضواء — حيث كان وجها تلفزيونيا لعدة أعوام — قد يؤدي إلى وضع يوجد فيه متحدثان فعليان باسم البيت الأبيض. لكن ساندرز تستمتع بفترة يمكن تسميتها بـ”شهر العسل” حيث حصلت على تهاني حتى من أعضاء في الحزب الديموقراطي.

وفي هذا السياق قالت جاين بساكي، مديرة الاتصالات في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، “تهانينا لسارة هاكابي. قد نختلف سياسيا لكن من الرائع دائما أن نرى امرأة مجتهدة تصل إلى واجهة البيت الأبيض العلنية”.

انتقد مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) السابق جون برينان يوم الجمعة الجهود “المخزية” التي يبذلها الرئيس دونالد ترامب للتهوين من تقدير وكالات المخابرات الأمريكية بأن روسيا تدخلت في الانتخابات الأمريكية عام 2016.

وتلاحق إدارة ترامب تحقيقات في مزاعم التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية العام الماضي والعلاقات المحتملة مع فريق حملته. وكان ترامب قال قبل يوم من أول اجتماع له مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في هامبورج هذا الشهر إنه يشتبه في وجود تدخل روسي في الانتخابات لكن لا أحد يعلم ذلك على وجه اليقين.

وقال برينان مدير المخابرات المركزية الأمريكية في عهد الرئيس السابق باراك أوباما في منتدى أسبن الأمني “هذا النوع من التعليقات مخز تماما… والشخص الذي قالها يجب أن يخجل من نفسه”.

ويحقق المستشار الخاص روبرت مولر وعدة لجان من الكونجرس فيما إذا كانت روسيا تدخلت في الانتخابات وتواطأت مع حملة ترامب لمحاولة توجيه الانتخابات لصالحه على حساب منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون. وكالات + مواقع

Rate this post

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى