تقرير: تجربة كوريا الشمالية لصاروخ بالستي عابر للقارات “رسالة تحذير” الى أمريكا
-المركز الديمقراطي العربي
قال سلاحا الجو الأمريكي والكوري الجنوبي إن قاذفتين أمريكيتين من طراز (بي-1بي) الأسرع من الصوت حلقتا فوق شبه الجزيرة الكورية في استعراض للقوة يوم الأحد ردا على التجربتين الصاروخيتين العابرتين للقارات اللتين أجرتهما كوريا الشمالية في الآونة الأخيرة.
وكانت كوريا الشمالية قالت إنها أجرت تجربة ناجحة أخرى يوم الجمعة لإطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات أثبت قدرته على ضرب كل البر الرئيسي الأمريكي مما أثار تحذيرا شديدا من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقال بيان سلاح الجو الأمريكي إن طلعة القاذفتين كانت ردا مباشرا على التجربة الصاروخية الأخيرة والتجربة التي سبقتها في الثالث من يوليو تموز لاختبار إطلاق صاروخ “هواسونج-14”. وأكد سلاح الجو الكوري الجنوبي أن التحليق تم في وقت مبكر يوم الأحد. وأضاف البيان أن القاذفتين أقلعتا من قاعدة جوية أمريكية في جوام وانضمت لهما مقاتلات من اليابان وكوريا الجنوبية أثناء التدريب.
وقال قائد سلاح الجو الأمريكي في المحيط الهادي الجنرال تيرنس جيه.أوشنسي في البيان “لا تزال كوريا الشمالية تشكل التهديد الأكثر إلحاحا لاستقرار المنطقة”.
وأضاف “إذا استدعينا فإننا على استعداد للرد بسرعة وقوة شديدة في الوقت والمكان الذي نحدده”. ونفذت الولايات المتحدة في السابق طلعات لقاذفات (بي-1بي) الأسرع من الصوت لاستعراض القوة ردا على .
وقد أعلنت كوريا الشمالية الاحد أن تجربتها الاخيرة لصاروخ بالستي عابر للقارات كانت بمثابة “تحذير” للولايات المتحدة بسبب مساعيها لفرض عقوبات جديدة على بيونغ يانغ، وهددت بالرد على أي ضربة في حال استفزتها واشنطن عسكريا.
وأجرت كوريا الشمالية تجربتها الثانية على صاروخ بالستي عابر للقارات الجمعة وتباهى الزعيم كيم-جونغ-اون بقدرة البلاد على ضرب “الاراضي الاميركية”.
وأثارت التجربة قلقا دوليا ووفرت “المزيد من الذرائع” لكوريا الشمالية لمواصلة برامجها للاسلحة، بحسب بيان لوزارة خارجية بيونغ يانغ نشرته وكالة الانباء الحكومية.
وافاد البيان ان “تجربة الصاروخ البالستي العابر للقارات هدفه هذه المرة ارسال تحذير صارم للولايات المتحدة التي تطلق التصريحات غير المنطقية وحملة محمومة لفرض عقوبات وضغوط على كوريا الشمالية”. وياتي هذا البيان بعد ساعات من تحذير الرئيس الاميركي دونالد ترامب بأنه لن يسمح للصين، حليفة كوريا الشمالية، بأن “لا تفعل شيئا” حيال بيونغ يانغ.
وانتقد ترامب بكين رابطا بين الخلل في العلاقات التجارية مع العملاق الاسيوي لجهة العجز الاميركي في الميزان التجاري مع الصين الذي بلغ 309 مليارات دولار العام الماضي، والسياسة حيال كوريا الشمالية، بعد ان اعلنت كوريا الجنوبية انها ستسرع عملية نشر نظام دفاع صاروخي اميركي تعترض عليه الصين.
ودعت بيونغ يانغ في بيانها الولايات المتحدة الى “ان تستفيق من حلمها الغبي بأنها ستلحق اضرارا بكوريا الشمالية”.
وأضاف البيان “اذا تجرأ الاميركيون على التلويح بالخيار النووي لتهديدنا مرة اخرى .. فإن كوريا الشمالية ستلقنهم درسا في الادب من خلال القوة النووية الاستراتيجية”.
وتحوم شكوك حيال قدرة كوريا الشمالية على تصغير حجم سلاح نووي لتحميله داخل الرأس الصاروخية، او امتلاكها التكنولوجيا اللازمة من اجل ابقاء الصاروخ على مساره بعد عودته الى الغلاف الجوي.
وحققت كوريا الشمالية تقدما تقنيا كبيرا منذ وصول كيم جونغ اون الى الحكم، وأجرت تجارب نووية وسلسلة من التجارب الصاروخية.
وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية إن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون أشرف بنفسه على إطلاق الصاروخ أثناء الليل يوم الجمعة وقال إنه “تحذير شديد” للولايات المتحدة وإنها لن تكون بمأمن من الدمار إذا حاولت شن هجوم.
وبث التلفزيون الكوري الشمالي الرسمي صورا لعملية إطلاق الصاروخ مخلفا كتلة من اللهب في الظلام وكيم وهو يهلل مع مساعديه العسكريين.
وقالت الصين، الحليفة الرئيسية لكوريا الشمالية، إنها تعارض أنشطة الإطلاق التي تقوم بها بيونجيانج التي قالت إنها تتنافى مع قرارات مجلس الأمن الدولي الرامية لكبح جماح برنامج كوريا الشمالية النووي والصاروخي.
وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان يوم السبت “في نفس الوقت تأمل الصين أن تتصرف الأطراف كافة بحذر لمنع استمرار تصاعد التوترات”.
وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية إن الصاروخ هواسونج-14 الذي أُطلق يوم الجمعة وصل إلى ارتفاع بلغ 3724.9 كيلومتر وقطع مسافة 998 كيلومترا وحلق لمدة 47 دقيقة و12 ثانية قبل أن يسقط في المياه الواقعة قبالة الساحل الشرقي لشبه الجزيرة الكورية.
وقال خبراء غربيون إن الحسابات القائمة على بيانات الطيران وتقديرات عسكرية أمريكية ويابانية وكورية جنوبية أظهرت أن بإمكان الصاروخ الوصول إلى مدى بعيد داخل الولايات المتحدة يصل إلى دنفر وشيكاجو.
وقال ديفيد رايت عضو اتحاد العلماء المعنيين في تدوينة إن الصاروخ إذا انطلق في مسار تقليدي فإن مداه سيبلغ 10400 كيلومتر.
وقالت كوريا الشمالية يوم الأحد إنها اضطرت لتطوير صواريخ طويلة المدى وأسلحة نووية بسبب النوايا العدوانية “للوحوش الاستعمارية الأمريكية” التي تبحث عن فرصة أخرى لغزو البلاد.
وقالت وزارة خارجية كوريا الشمالية في بيان “إذا لم تثب الولايات المتحدة إلى رشدها وواصلت اللجوء لمغامرة عسكرية و’عقوبات قاسية’ فسترد جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية بشكل عادل وحازم كما أعلنت بالفعل”
وجاءت التجربة الصاروخية لكوريا الشمالية بعد يوم من موافقة مجلس الشيوخ الأمريكي على حزمة عقوبات تستهدف كوريا الشمالية وروسيا وإيران.
واتفق وزراء خارجية كوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة على تكثيف الضغوط على بيونجيانج والدفع من أجل تطبيق قرار عقوبات أقوى في مجلس الأمن.وكالات