عاجل

موقف ترامب من “اتفاق إيران النووي” قد يؤدي إلى سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط

-المركز الديمقراطي العربي

قال مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية يوم الخميس إن من المتوقع أن يعلن الرئيس دونالد ترامب قريبا أنه لن يصدق على الاتفاق. وأمام ترامب مهلة حتى 15 أكتوبر تشرين الأول للتصديق على أن إيران ملتزمة ببنود الاتفاق.

اتهمت ادارة ترامب علنا ايران بانتهاك “روحية” الاتفاق — المعروف باسم “خطة التحرك الشاملة المشتركة” — رغم ان بعض المسؤولين يقرون في مجالس خاصة ان هناك خط رفيع يفصل بين اختبار القدرة والانتهاك الفعلي.

أعلن الرئيس الاميركي دونالد ترامب الخميس ان ايران لم تلتزم ببنود الاتفاق الذي يهدف الى ضمان الطابع السلمي لبرنامجها النووي، وذلك قبل ايام من اعلانه موقفه من مستقبل هذا الاتفاق.

وقال ترامب متحدثا عن ايران “إنهم لم يحترموا روح هذا الاتفاق” وذلك في بداية اجتماع في البيت الابيض بحضور القادة العسكريين قبيل اتخاذ احد اهم قراراته المتعلقة بالسياسة الخارجية خلال فترة رئاسته.

وقال ترامب ان “النظام الايراني يدعم الارهاب ويصدر العنف والفوضى في الشرق الاوسط”. وتابع “لذا، يجب ان نضع حدا لعدوان ايران المستمر، ولطموحاتها النووية”. واضاف “ستسمعون ما يتعلق بايران قريبا جدا”.

ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” يوم الخميس أن الرئيس دونالد ترامب يعتزم إعلان أنه ”لن يصدق“ على اتفاق إيران النووي الأسبوع المقبل وسيقول إنه ليس في صالح الولايات المتحدة وسيحيل الملف للكونجرس للتعامل معه.

وقالت الصحيفة نقلا عن مصادر مطلعة على استراتيجية البيت الأبيض إن قرار الرئيس سيكون أول خطوة في عملية قد تؤدي إلى تقويض الاتفاق الموقع في 2015 والذي حد من الأنشطة النووية الإيرانية بحسب رويترز.

غالبا ما يبدي الرئيس دونالد ترامب معارضته للاتفاق الهادف الى كبح برنامج ايران النووي لكن مسؤولين يقولون انه بعيدا عن الغاء الاتفاق فإن ترامب يعتزم اعادة القرار بشأنه الى الكونغرس.

قالت المفوضية الأوروبية يوم الجمعة إن الاتفاق الدولي للحد من أنشطة إيران النووية الذي أبرم عام 2015 ناجح وعلى جميع الأطراف الالتزام به.

وقالت متحدثة باسم المفوضية في مؤتمر صحفي في بروكسل ”نتابع كل التطورات بشأن الاتفاق عن كثب… ونذكر بأنه اتفاق لمنع الانتشار النووي اعتمده مجلس الأمن الدولي وهو ناجح ويحقق المرجو منه بعد أن تحققت الوكالة الدولية للطاقة الذرية (من الالتزام به) ثماني مرات“.

وأضافت ”إنه حل قوي وطويل الأجل للقضية النووية الإيرانية يكفل لكل الأطراف الضمانات اللازمة ونتوقع من جميع الأطراف الالتزام بتعهداتها بموجب الاتفاق“.

ونشرت صحيفة “الفايننشال تايمز” مقالا افتتاحيا عن موقف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، من الاتفاق النووي مع إيران، تقول فيه إن ترامب لابد أن يحذر من الوقوع في تصادم آخر مع إيران.

وتضيف الصحيفة أن الرئيس ترامب تعود على تصريحات لا تتحمل إدارته تبعاتها. فهو يتوعد كوريا الشمالية من جهة ويهدد يتمزيق الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع القوى العظمى من جهة أخرى.

وسيؤدي مثل هذا الموقف إلى إشارات سلبية بشأن مصداقية الولايات المتحدة والاعتماد على وعودها واتفاقياتها. وقد تؤدي بإيران إلى استئناف برنامجها النووي، وإطلاق سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط.

وتضيف الصحيفة أن ترامب يعتقد أنه سلفه أوباما كان لينا مع إيران في هذا الاتفاق، ولكنه لم يقدم بديلا له، لأن لا شيء سيمنع إيران من استئناف برنامجها النووي حينها إلا الحرب.

والاتفاق الموقع عام 2015 خلال فترة حكم سلفه باراك اوباما يعفي طهران من عقوبات اقتصادية، مقابل وضع حد لعمليات تخصيب اليورانيوم والسماح بعمليات تفتيش للمواقع. ويجبر القانون الرئيس الاميركي على إبلاغ الكونغرس كل 90 يوما عما اذا كانت ايران تحترم الاتفاق، الامر الذي ادى الى متاعب سياسية للرئيس في مناسبتين.

ويتعين على ترامب ان يُبلغ الكونغرس بحلول 15 تشرين الاول/اكتوبر ما إذا كانت إيران ملتزمة برأيه بالاتفاق النووي. وقد يخالف ترامب نصيحة بعض اقرب مستشاريه، ويعلن ان ايران لا تلتزم ببنود الاتفاق، ما سيترك مصير الاتفاق بيد الكونغرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون.

ومع اقتراب موعد اعلان القرار، يدور جدل حاد في البيت الابيض وضغوط قوية في الكونغرس. وتحدث وزير الدفاع جيمس ماتيس وقائد اركان الجيوش الاميركية وجو دانفور علانية لصالح الاتفاق.

وتتوالى زيارات السفراء الاوروبيين والدبلوماسيين الى الكابيتول هيل سعيا لعرض موقفهم المعارض لاي اجراءات عقابية من شأنها ان تسمح لايران بالقول ان الولايات المتحدة لا تلتزم بجانبها من الاتفاق.وكالات

Rate this post

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى