الدراسات البحثيةالنظم السياسي

الشرق الأوسط في ظل السياسة الخارجية للرئيس الأمريكي ترامب،أي مستقبل؟

اعداد : د. طحشي بلقاسم 

اختصاص جغرافيا سياسية – من جامعة باريس السوربون- -جامعة زيان عاشور- الجلفة-الجزائر

  • المركز الديمقراطي العربي

ملخص:

شكل تولي ترامب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية منعرجا كبيرا في النظام العالمي التقليدي و المعهود منذ أمد بعيد و أجبر كثيرا من الدول، الصديقة منها و العدوة، إلى إعادة النظر في حساباتها من جديد مغيرة بذلك استراتجياتها بطرح سيناريوهات جديدة لتساير هذا التغيير.

ونظرا لحساسية منطقة الشرق الأوسط وأهميتها الإقليمية والعالمية ستحاول هذه الورقة بناء نظرةشاملة متعددة الأبعاد للمشهدالحالي مع بناء سيناريوهات محتملة قد ترسم معالم مستقبل الشرق الأوسط في ظل السياسة الخارجية للرئيس ترامب مع إبراز أهم المتغيرات الفاعلة في هذا الإطار كالبترول والغاز وكذا الجانب التاريخي والجيوسياسي.

الكلمات الدالة: ترامب، الشرق الأوسط، الولايات المتحدة الأمريكية، سيناريوهات، إقليمية، عالمية، السياسةالخارجية، بترول، غاز، تاريخ، جيوسياسية

Abstract

Trump’s assumption to the presidency of the United States has been a major turning point in the traditional and long-standing World Order, forcing manycountries friendly and hostile to rethink their visions by changing their strategies by introducing new scenarios to keep pace with this change.

Given the sensitivity of the Middle East region and its regional and international importance, this paper will attempt to givea global andmultidimensional vision of the current situation andbuild some potential scenarios that may shape the future of the Middle East under President Trump’s foreign policy, while highlighting the most important variables in this context such as oil and gas as well as the historical and geopolitical aspects.

Key words: Trump, Middle East, United States, Scenarios, Regional, international, Foreign Policy, Oil, Gas, History, Geopolitical

المقدمة:

من مونرو إلى ترامب، 39 رئيسا، لم يثر أي منهم تحولات جذرية كبيرة إثر توليه زمام السلطة في الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من دونالد ترامب، وذلك من خلال إجراء تغييرات كبيرة في السياسة الخارجية الأمريكية، وحتى الداخلية، والتي اتسمت بجمودها خلال عدة إدارات متتالية، فإن لم يكن نشر الديمقراطية كهدف أساس للإدارات السابقة فهو مكافحة الإرهاب.عكس الرئيس السابق باراك أوباما، فالرئيس ترامب يفرض رؤيته وطريقته في القيام بمهامه.

وها هو ألانيعطي تعريفات جديدة لمفاهيم الحمائية[1] عندما يتحدث عن الاقتصاد[2]، والإرهاب الذي يربطه مباشرة بالإسلام، والإجرام قريناللهجرة. فبالنسبة لوالتر روسيل مايد من معهد هيدسون، يوصف ترامب “بحراك واقعي يحدث نتيجة لتهديد محتمل وليس لحفظ نظام دولي قائم”. وليس من الغريب إن يرى بعض المراقبون بأن مزاجه البركاني مشابه للرئيس الأمريكي أندرو جاكسون 1829-[3]1837.

من المؤكد ومن الضروري التفريق بين ترامب الشعبويوالاستفزازي، الذي أصبح الرئيس الأمريكي الـ45 والرجل الاستراتيجي المشبع تكتيكيا، حسب رأي بعض الأوساط، الذي تجرأ على تغيير سياسة واشنطن التي لم يغيرها أوباما و لا من سبقه من رؤساء في الثلاث عقود الأخيرة رغم التغييرات الاقتصادية و الجيوسياسية التي طرأت على العالم.

في الواقع، ما لم يكن ممكنا في وقت مضى هو الآن حقيقة، وهذه هي نقطة الانعطاف أو التغيير، فترامب المرشحالذي لم يكن يحسب له أصبح رئيسا وهو الآن ملزم ومقيد بتنفيذوعود حملته، وكل طرق وأساليب الوفاء مناسبة لذلك بما أنها تفي بالغرض وتضمن بذلك النتيجة ولو كانت على حساب تقاليد دبلوماسية عريقة في النظام الأمريكي.

صحيح أن سياسة العزلة أو الحمائية التي كان ترامب داعيا لها في أول أيامه هددت الدولار الذي كان لفترة طويلة أول عميل دبلوماسي أمريكي في الخارج، وكادت تجعل من الامبريالية الأمريكية ممثلة في جهازها الاقتصادي والسياسي غير مجدية وبدون حاجة إلى الجانب العسكري (Air SeaBattle، على سبيل المثال) بعد غياب أسباب حرب خارج حدود الولايات المتحدة مفقدا الحلم الأمريكي جانبه الملهم لبقية العالم، ويصبح مجرد حلم وفقط.

وأول ضحايا هذه الإستراتيجية هم جيران الولايات المتحدة وحلفاءها في أوقات مضت. فعلى الصعيد الاقتصادي، فإنها تعزل المكسيكوتلّوح بالأمر نفسه مع كندا، التي يقل سوقها الاستهلاكيعن 36 مليون مستهلك،فكندا الجارة والحليفة تسعى دائما للحفاظ على حجم صادراتها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، التي تمثل الجزء الأكبر من الاستثمار الكندي المباشر في الخارج. أما بالنسبة لبقية العالم بما في ذلك الصين واستراليا وأوروبا، يبدو أنه إعلان حرب اقتصادية، سياسيةوبيئية بدرجات متفاوتة، فما تداعيات ذلك على دول الشرق الأوسط وخاصة تلك التي ساندت المرشحة الديمقراطية إلى حد كبير على حساب ترامب؟ وما مستقبل الشرق الأوسط في ظل السياسة الخارجية الأمريكية للرئيس ترامب؟

إن المتتبع لمجريات الأحداث منذ تولي ترامب الحكم يرى بأن أحد أهم نقاط التحول في السياسة الأمريكية في عهد الرئيس الجديد كانت و من دون شك قمة الرياض في 20 مايو/أيار، فالرجل لم يكن يظن بأن تنجح زيارته إلى ذلك الحد و ينساق له  55 حاكما و ممثلا عن دول العالم الإسلامي و العربي ليعود إلى شعبه منتشيا بما عاد به من صفقات بالمليارات أكثر مما وصلت إليه أبعاد الاجتماع بالقادة و ممثلي الدول الإسلامية مما يدل على أن رجل الأعمال ترامب كان أكثر حضورا من رجل الدولة هناك حيث غاب الحس السياسي تاركا المجال للحس الاقتصادي العملي وهو أحسن ما يجيده ترامب.وعلى صعيد آخر، فإن تصدع البيت الخليجي مباشرة بعد مغادرة ترامب لتراب المملكة السعودية أظهر إلى حد كبير هشاشة العلاقات بين الدول الخليجية في حد ذاتها وامتداد التصدع إلى بعض من دول التحالف أثبت العلة نفسها على مستوى الدول العربية الأخرى.

فتبعا لما آلت إليه الأوضاع في الشرق الأوسط والخليج العربي خاصة، فإنه و من دون شك ستتسارع الأحداث بوتيرة كبيرة و كأن عهدة ترامب غير قابلة للتجديد و الأجندة التي رسمها، رغم تغيرها نسبيا، ملزم بتنفيذها أو على الأقل رسم معالمها في الواقع ليصل إلى ما لم يصل إليه من قبله من رؤساء. فالثابت في السيناريوهات التي هيالأقرب للتحقق والأجدر بالدراسة والتعمق، والتي سيأتي ذكرها لاحقا، هو تطبيع عربي-إسرائيلي غير مشروط بدعم ومباركة سعودية إرضاء للرئيس ترامب وسعيا للارتقاء بالولايات المتحدة الأمريكية إلى الحليف رقم واحد والأساسي في المنطقة للدول العربية السنية مخافة من الجار الإيراني الشيعي وفي ظل حضور روسي متزايد بالمنطقة وتخوف من تنامي قوة ونفوذ أنقرة بالمنطقة.

من أجل الإجابة على الإشكالية المطروحة تم اقتراح المخطط التالي:

المدخل الأول: تفكك وتباعد أو حين يتبخر حلم الوحدة في أبسط صوره

  • ترامب والشرق الأوسط، سر الاهتمام
  • حرب الخليج وميراث الضغينة
  • معطيات جديدة للإشكاليات القديمة

المدخل الثاني: سيناريوهات الشرق الأوسط في ظل السياسة الخارجية للرئيس ترامب، و الأسوأ قادم!

  • ويبقى البترول سيد الموقف
  • السيناريو الأول: أحلاهما مر!
  • السيناريو الثاني: الفوضى العارمة

المدخل الثالث: من ملوك الطواف إلى سفينة الكوينسي، ماذا لو أعاد التاريخ نفسه؟

  • الزعامات ورموز الحراك بين الغياب والتغييب
  • في زمن اللاحرب واللاسلم، أكون أو لا أكون تلك هي المشكلة
  • عندما يأتي نصر القضايا الإسلامية من غير العرب
  1. المدخل الأول: تفكك وتباعد أو حين يتبخر حلم الوحدة في أبسط صوره
  2. ترامب والشرق الأوسط، سر الاهتمام

من الناحية الجغرافية فإنحتى التمثيل الخرائطي الحالي والمعمول به عالميا يجعل من الشرق الأوسط مركزاللعالموالبعد التاريخييضفيعليه صفة مهد الحضارات،إلاأن هذا ليس كل مافي الأمر. فترامب قد أكد اهتمامه بالشرق الأوسط من قبل حتى أن يظهر نواياه بالترشح لرئاسة أقوى دولة في العالم. ففي لقاء تلفزيوني[4] مع المذيعة المشهورة أوبرا ونفري بث سنة 1988تحدث ترامب مطولا على الكويت و كيف أن دولة بذلك الحجم تتمتع بذلك الكم من الأموال و الثروات. فترامب الذي أبدى بعض الانتقادات لسياسة واشنطن أثناء حملته الانتخابية، كان له نقاط مشتركة مع سابقيه بخصوص ملف الشرق الأوسط فهو يكتسي أهمية بالنسبةإليه نظرا لسببين رئيسيين. فالأول اقتصادي بحت، حيث تمثل دول الخليج أكبر مخزون نفطي في العالم و أحد أهم أسواق للمنتجات الأمريكية.والسبب الثاني يعود إلى وجود الكيان الإسرائيليالذي يسعى لفرض وجوده سياسيا، عسكريا و اقتصاديابإيعاز أمريكي مع العلم أنها تسعى مليا إلى الخروج من صفة المحمية الأمريكية إلى صفة شرطي الشرق الأوسط في ظل توفر أهم الشروط والمتمثلة في المشاكل التي تعاني منها دول المنطقة ووجود شخص الرئيس الأمريكي ترامب الذي بارك كل مساعي الحكومة الحالية للكيان الإسرائيلي[5] تحت قيادة بنيامين نتنياهو.

  1. حرب الخليج وميراث الضغينة

شكلت حرب الخليج الثانية منعرجا كبيرا في العلاقات العربية-العربية[6] حيث انقسمت جموع الدول العربية إلى تكتلات منها الموالي للتدخل الأجنبي و منها المعارض و آخر محايد،إلاأن ذلك لم يكن على مستوى توقعات دول الخليج التي ظنت، وعلى رأسهم السعودية،أن كل الدول و بدون استثناء سوف تساند دول الخليج في حربها ضد العراق ليس لاعتبار المساندة لمواجهة خطر صدام حسين أكثر منظنها حتى ذلك الحين أن كل الدول العربية والإسلامية تدين لها بالولاء كونها حامية لديار العروبة و قبلة حجيجهم.ليكون ذلك أول شرخ بين دول الخليج و الدول العربية من جهة و حتى بين الحكومات المساندة لهم و شعوبهم التي ساندت بدون هوادة صدام حسين، من جهة أخرى.

هذه النتيجة جعلت من دول الخليج تسبح في فلك غير الذي تسبح فيه باقي دول الشرق الأوسط، فنادي الملوك والأمراء الذي ينتمي إليه حكام الخليج ودرجة الثراء التي وصلوا إليها جعل منهم و من شعوبهم يبتعدون أكثر فأكثر عن دول الشرق الأوسط و شعوبها و قضاياهم التي كانت إلى وقت قريب محل إجماع،وهي الحقيقة التي يدركها ترامب جيدا والتي لم يغفلها في إستراتيجية تعامله مع منطقة الشرق الأوسط، والذي تتنافس فيه أربع دول في آن واحد على الريادة و بسط النفوذ. فإيرانوتركيا وقطر والسعودية يسعون جاهدين لاكتساء حلة الريادةوالمرجعية في منطقة الشرق الأوسط كل بطريقته، فإيران التي تعد قبلة لأهل التشيع تعمل على استمالة قلوب المسلمين من خلال مساندتهاللقضية الفلسطينيةومعاداة إسرائيل،وقدبنت نموذجها الخاص القائم على الاقتصاد المقاوم. أما تركيا فتلعب على وترين حساسين أولهما اقتصادي فهي تصدر نموذجا اقتصاديا ناجحا أخرج تركيا من التبعية إلى الريادة والثاني هو كاريزما أردوغان الذي احتضن كل قضايا الوطن العربي والإسلامي والذي هو الآن بصدد تأسيس نظام جديد قد يخرج تركيا من العلمانية إلى نظام إسلامي ديمقراطي معتدل. أما قطر فإن طموحها للريادة العربيةتراجع كثيرا، أينكانت أول انتكاسة لها في سوريا وهو الأمر الذي دفعها الآن إلى بناء تحالفات وتكتلات إقليمية فاسحة المجال للعربية السعودية في لعب دور القائد العربي بكل أبعاده الدينية والسياسة وحتى العسكرية وخير مثال على ذلك حرب اليمن.

في ظل كل هذه التجاذباتيظهر أن هدف إدارة ترامب في المنطقة قائم على كسر شوكة إيران خاصة في ظل التقارب التركي الإيرانيالذي كان نتيجة السياسة الأمريكيةالداعمة لأكراد سوريا.من جهة أخرى و في ظل انكفاء الدور القطري عربيا و ذلك بعد ان عنصرا فاعلا في اتساع رقعة ثورات الربيع العربي واتجاهها إلى ترسيخ دور لها في المجال الإقليمي،ستراهنإدارة ترامب على العربية السعودية كحليف يسعى لكسب الثقة الأمريكية واسترداد دور الريادة ، وهو ما سيؤدي إلى كبح طموح أردوغان في تصدر المشهد الشرق أوسطي. في هذا السياق ستسعى السعودية جاهدة لتجسيد هذا التعاون ولو كان ثمن ذلك الدخول في نزاع مسلح مع إيران، وهو السيناريو الأمثل الذي يسعى إليه ترامب.

  1. معطيات جديدة للإشكاليات القديمة
  • عودة الإمبراطوريات

كل الدراسات المقامة في زمن حرب الخليج الثانية و حتى فيما بعدها تحدثت عن نظام عالمي جديد حيث يكون لكل من إيران و تركيا دورا مهما و فعالا، و لكن ليس للدرجة التي وصلا إليها اليوم من تأثير و حضور سياسي،عسكري، اقتصادي و حتى عقائدي شبه آلي على كل الأصعدة و الجبهات. إلا أن المتتبع يجد بأن هذا الحضور ليس وليد هذه الحقبة بل هو انبعاث لفكر الإمبراطوريات من جديد. فمن جهة نجد إيران قد أسست فكرا توسعيا في الشرق الأوسط مبنىعلى بسط نفوذ عسكري وسياسي في مناطق النزاع والتوتر وتنمية خلايا شيعية نائمة ذات ولاء إيراني في الدول الخصمة مع تعزيز العلاقات مع الدول الحليفة والصديقة، فهي في حرب نفوذ من أجل التموقع في مراكز متقدمة، كل هذا لتبعث روح إمبراطورية فارس من جديد بعد أكثر 1300 سنة من سقوطها.

بالمقابل تسير دولة أخرى على نفس النهج ولكن بصفة أكثر وضوح وهي تركيا التي بنيت على أثار الدولة العثمانية أو ما اصطلح عليها من أسامي كالخلافة أو الإمبراطورية العثمانية. أردوغان يعلم ذلك جيدا،فهو يعمل على بسط نفوذه في كل الأقطار العربية و يتبنى جل القضايا المصيرية للأمة العربية و الإسلامية. رجب طيب أردوغان يلعب بثلاثة أوراق.أولها الورقة الاقتصادية و نوايا المساعدة و الاستثمارات في الدول العربية و تصدير النموذج التركي أما الثانية فهي ورقة التكتلات السياسية التي تجعل منه حليفا لكل الدول والتيارات على حسب الحاجة فهو حليف لروسيا عندما يتعلق الأمر بالأكراد و كان بالأمس القريب يبدي تقاربه بالولايات المتحدة بشأن الإطاحة بالأسد و يقف بجانب قطر في أزمتها الخليجية إلى غير ذلك من الخرجات المدوية إعلاميا و سياسيا. أما الورقة الثالثة الأكثر أهمية هي الورقة الثقافية، فقد قامت تركيا ببناء ثقافة عثمانية صدرتها إلى كل العالم العربي عبر مسلسلات وأعمال فنية أعادت إلى الأذهان مجد الدولة العثمانية و محت من العقول فكر أتاتورك في المجتمع التركي و خارجه.على صعيد آخر تجدر الإشارة إلى أن تركيا حاليا هي خارج حسابات الرئيس الأمريكي ترامب إما لأنه يعتبرها لا تزال حليفة أو أن تأثيرها الإقليمي قد لا يتجاوز حدودها السياسية لتجعل من تركيا أردوغان في معزل عن الضغوط والتأثيرات ماعدا التي تأتي من الدول الأوربية و خاصة ألمانيا.

ليبقى الفرق بين الدولتين الإيرانيةوالتركية هو أن الأولى مبنية علىالولاء والمرجعية لفكر و نظام قائم قد يكتب له الاستمرار مهما تغير الحكام و الرؤساء أما بالنسبة لتركيا الحديثة فقد بنيت على فكر الشخص الواحد ليجعل من استمرارها و صمودها مرهون بوجود أردوغان الشيء الذي يصعب التكهن به.

  • إسرائيل والتطبيع:

“يتواصل التطبيع بين دولة الإمارات العربية المتحدةو إسرائيل عبر قنوات سرية وعامة ومن خلال السفير الإماراتي لدى واشنطن يوسف العتيبة .حسب وكيليكس.[7]هذا هو آخر تقرير عن عملية التطبيع مع الكيان الإسرائيلي و لعله الأهم و الأكثر رسمية لتخرج بذلك حركة التطبيع و صنّاعها من المجهولإلى المعلوم و يذكر لأول مرة اسم مسؤول رفيع المستوى بحجم يوسف العتيبة سفير الإمارات في واشنطن. من جانب آخر وعلى عكس ما يتبادر بالأذهان،فان التطبيع ليس وليد الساعة ولكنه موجود منذ أمد بعيد وله مؤيدوهودعاته، إلا أن الملفت للانتباه هو تزامن خروج التطبيع من السرّإلى العلانية مع زيارة ترامب للشرق الأوسط،زيارة حملت معها الكثير من الرموز والمعاني.

فقد ألهبت تغريدة #سعوديين_مع_التطبيعالتي تلت زيارة ترامب مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومعارض إلا أنها كانت فرصة لرصد غير رسمي للرأي العام السعودي حول التطبيع مع إسرائيل. وفي نفس السياق فقد نشرت صحيفة “عرب نيوز”الناطقة بالإنجليزية[8] قبل نحو أسبوع من زيارة ترامب إلى السعودية مقالا بعنوان “عدو عدوي صديقي”[9]و الذي يوضح بأن هذا التقارب غير محتمل و لكنه ممكن في ظل التغيرات الجيوسياسية و مؤكدا أن التعاون الاستخباراتي موجود منذ زمن و حتمي مع إسرائيل ذات الاختصاص في هذا المجال.من جانب آخر جاءت زيارة الدكتور عشقي[10]–غير الرسمية كما سماها-مع وفد سعودي إلى إسرائيل لتكرس مبدأ التطبيع بنكهة  خاصة حيث سلط الضوء على كون القضية الفلسطينية شرطا لذلك لا يمكن التنازل عنه و أنه يخشى أن تتبناه إيران العدو التقليدي لكلا الطرفين حيث صرح قائلا ” إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي سيحرم الأطراف الأخرى، و إيران تحديدا، من إمكانية استغلال القضية الفلسطينية لأهدافها عبر دعم بعض الجماعات و التنظيمات”[11]. أما من الناحية الميدانية فأن إعادة ترسيم الحدود بين مصر و السعودية و الذي أفضىإلى استرجاع السعودية لجزيرتي تيران و صنافير كان أول بوادر التطبيع،حيث أن مصر و السعودية ستصبحان شريكتان في إدارة ممر السفن الإسرائيلية و الأردنية جاعلة من معاهدة كامب ديفيد معاهدة دولية بين أطراف تطل على مياه إقليمية و ليست ثنائية بين مصر و إسرائيل فقط، ليكون التغيير جغرافيا و سياسيا و اقتصاديا في آن واحد، إلا أن ذلك لم يكن ليتحقق لولا ضمانات لحرية الملاحة للسفن الإسرائيلية وهو الشيء الذي يلزم السعودية تحضير أرضية لتطوير التعاون مع شبه الجارة إسرائيل.

فبعد التأكد من أن إيران صارتعدوا مشتركا لكل من السعودية و إسرائيلأصبح باستطاعة إدارة ترامب أن تسرّع عملية التطبيع خدمة لمصالح إسرائيل و ممهدة الطريق نحو عزل إيران على كل الأصعدة تنفيذا لبرنامجه المعلن عنه بهذا الشأن. ليبقى أمام إسرائيل وترامب طريق طويل من أجل انجاز مشروع التطبيع الذي لم يعد حلما إسرائيليا فحسب حيث يجمع الملاحظون على وجوب القيام به في إطار إقليمي غير الذي قامت به انفراديا مع مصر والأردن في وقت مضى.

  1. المدخل الثاني: سيناريوهات الشرق الأوسط في ظل السياسة الخارجية للرئيس ترامب، والأسوأ قادم!
  2. و يبقى البترول سيد الموقف

قد يعجب القارئ أنه بعد ما يقارب السبعونعاما من اكتشاف البترول في دول الشرق الأوسط،وتوفر أكثر مناطق العالم عليه و بروزمصادر أخرى له غير تقليدية كالصخري مثلا من جهة وظهور فكر بيئي سمح بتطوير استعمال طاقات متنوعة و متجددة من جهة أخرى، يبقى بهذه الأهمية و تبنى على أساسه السيناريوهاتو تقوم على أثره الحروب و النزاعات. إلا أن الإشكالية الكبرى هي عدم توزعه في أرجاء العالم بصفة متوازنة ومتكافئة وهنا تظهر جليا أهمية الشرق الأوسط. فدول الشرق الأوسط مثلا والخليج العربي خاصة تحوى لوحدها أكبر مخزونات العالم من البترول و الغاز بما يقارب 48.1 %من المجموع الكلي. ناهيك على الموقع الاستراتيجي الذي يميز المنطقة واحتواءها على أربع مناطق عبور بين مضائق و قنوات ذات الأهمية البالغة و هم : مضيق هرمز، مضيق باب المندب، مضيق البوسفور و قناة السويس.

  1. السيناريو الأول : أحلاهما مر!

في حال ما إذا بقيت الولايات المتحدة الأمريكية معتمدة على بترول وغاز الخليج و دول الشرق الأوسط عموما،فإنها لا تملك سوى السعي وراء تثبيت الأمن في المنطقة و كذلك عدم المغامرة بالدخول في مواجهة مباشرة أو غير مباشرة مع إيران من أجل الحفاظ على وارداتها من بترول وغاز الخليج الذي يسلك مضيق هرمز يوميا من جهة،أو استغلال النفط و الغاز الإيراني. فضلا على أن هذا الموقف تجاه إيران يكسبها دورا استراتيجيا في المنطقة فهو يرسي توازنا إقليميا حيث يجعل السعودية ليست الفاعل الطاقوي الوحيد في المنطقة بعد التلاعب في الإنتاج المنسوب إليها من أجل خفض الأسعار وعدم السماح بتنامي إنتاج النفط والغاز الصخري في العالم وفي الولايات الأمريكية المتحدة خاصة.

يبقى هذا السيناريو هو الأحسن لجميع الأطراف، إلا انه صعب التحقق وإن تحقق فليس من الممكن أن يدوم لفترة طويلة، فرغم أن المحروقات هي الأساس الذي تقوم عليه كل السيناريوهاتإلاأن خصوصية المنطقة تبقى متأثرة بمتغيرات عديدة ترسم معلم جغرافيا سياسية للمنطقة وإن كان أهمها رؤى ترامب للمنطقة في المستقبل القريب والبعيد.

  1. السيناريو الثاني: الفوضى العارمة!

في تصريح للرئيس ترامب أثناء آخر زيارة قام بها إلى بولندا، ركز هذا الأخير على أن الولايات المتحدة الأميركية سوف تصبح مصدرا هاما للمحروقات في سنة 2018، هذا التصريح كان قد سبقه إليه مسئولون أمريكيون وخبراء في سنة 2014 و2015 كانوا على يقين بأن الولايات المتحدة الأمريكية سوف تصبح مصدرا للمحروقات مطلع سنة 2017 لولا تدني أسعار البترول التي لم تسمح بتغطية تكاليف استثمارات البترول والغاز الصخريين. أما الآن فإن انتعاش أسواق البترول اقترنت بتناقص كبير في تكاليف إنتاج البترول غير التقليدي،وجعلت من إمكانية أن تكون أمريكا مصدرا للبترول والغاز أمراحتميا ومسألة وقت لا غير، ليكون تصريح الرئيس ترامب بهذا الشأن جديا وخاليا من كل مناورة.

هذا السيناريو قد يجعل ترامب بغير حاجة لإمدادات النفط السعودي و لا الغاز القطري و ينقص من دور إيران التي كانت تلعب ورقة التخويف بغلق مضيق هرمز، ليصبح الشرق الأوسط كله لا يحظى باهتمام أمريكي و قد مكن لحليفته إسرائيل في أثناء ذلك دورا قويا في المنطقة و نشوب حرب مباشرة بين إيران الشيعية والسعودية السنية [12]بحلفائها قد يخدم مصالح أمريكا الاقتصادية بتسليح الأطراف المتنازعة، ويجعل إسرائيل في مأمن من الصراع العربي خصوصا مع اقتراب حل الأزمة السورية و إضعاف حلفاء كل من حزب الله و حماس بالمنطقة مما يؤدي إلى قطع الإمدادات نحوهم.

  • المدخل الثالث : من ملوك الطواف إلى سفينة الكوينسي، ماذا لو أعاد التاريخ نفسه؟

قد لايكفي الوقت و لا المجال للتعمق في تاريخ الدول العربية و الشرق أوسطية خاصة و من أجل إثبات فرضية كيف أن التاريخ يعيد نفسه و أن ما حصل في قمة الرياض من رضوخ للرئيس ترامب و شراء للسّلم، و رشوة من أجل كسب حليف استراتيجي و ذلك بصفقات تسلحتاريخية ،من جهة، و شدٍ للرحال لقادة أغلب الدول العربية الإسلامية اتجاه عريش ترامب الذي اختار له مستقرا بالعربية السعودية، من جهة أخرى. و لكن يجدر بنا التذكير أن ملوك الطوائف قبيل سقوطهم كانوا زبائن لسلم مؤقت اشتروه من الملك الفونس ليتعدوا ذلك و يستعينون به على بعضهم البعض قبل أن يعصف بهم أجمعين عندما علم ضعفهم لولا سند المرابطين ليصبح الفونس الأمس هو ترامب اليوم.على صعيد أخر ترامب لم يأتي بجديد بزيارته هذه، فقد مشى على خطى الرئيس السابق روزفلت الذي حط الرحال مباشرة بعد الحرب العالمية الثانية من سنة 1945 بسفينته الحربية الكوينسي على سواحل البحر الأحمر[13] و دعا كل من الملك ابن سعود و الملك فاروق الذين زاروه الواحد تلو الأخر و يعقد اتفاق الكوينسي بين الولايات المتحدة و السعودية[14].

  1. الزعامات ورموز الحراك بين الغياب والتغييب

يعتقد بعض السلاطين أن البطش يحفظ الملك وأن العامة على دين ملوكهم فتزين لهم بطانتهم أعمالهم حتى ينقطع ما بين العامة والسلاطين. فيحسبون أن السكون خضوعا حتى تأتي أيام بما غفلوا عنه حين لا ينفع الندم…… هذا كلام ليس للمؤلف ولكنهمنسوبلصاحبه صلاح الدين الأيوبي. فالاستشهاد به في هذا الموضع من المقالة ليس عفويا و لا تعظيما لشخصه و لكن جرت العادة و ميول الذات الإنسانية[15]، و ليست العربية فقط، إلى البحث عن مرجعيات أو قيادات أو حتى زعامات في تاريخ الأمم لكل حراك. ففي ظل الأزمات والنكسات وغياب للقيادات ذات إجماع تقوم الشعوب بالبحث عن قائد تاريخي في حقبة مشابهة كان له فيها دور الإرشاد والنهضة والأمثلة كثيرة إن أردنا الخوض في ذلك. لتتبلور لنا إحدى أهمإشكاليات الحاضر العربي والإسلامي وهي غياب أو تغييب ممنهج لشخصيات تتزعم الحراك والتغيير وتكتسي دور الريادة خاصة في دول الشرق الأوسط. ففي ظل غياب هذه الفئة والضعف الذي طال حكام الدول الشرق أوسطية يكون من الصعب مواجهة رئيس مثل ترامب ذو شخصية قوية تسلطية وهذا من بين عوامل التفرق والانهيار التي وقعت فيها أقطار الوطن العربي جاعلة استكمال بناء كل أنواع التنظيمات والاتحادات صعبة التحقيق إن لم نقل مستحيلة. فلا مجلس التعاون الخليجي استوفى أهدافه المسطرة والأزمةالقطرية قد تعصف به نهائيا ولا المغرب العربي نجح في بناء حلم الوحدة والخلاف الجزائري المغربي جعل منه بعيد المنال إن لم نقل أجهز عليه كليا. على صعيد آخر، فان جامعة الدول العربية أصبحت عديمة التأثير بعد أن فقدت دورها المنشود في توحيد السياسة العربية الخارجية منذ زمن ،لتنحازتدريجيا إلى دول الخليج قبل أن تدخل في خانة الجمود و عدم الفعالية منذ ثورات الربيع العربيو أزمة اللاجئين ناهيك عن الدور السلبي في القضية الفلسطينية مؤكدة بذلك نهاية حلم الأمة[16].

  1. في زمن اللاحرب واللاسلم، أكون أو لا أكون تلك هي المشكلة:

زمن اللاحرب واللاسلم هي حقبة ترامب بلا منازع، فهو من دون شك يلعب بين سياستين مختلفتين، فتارة هو على خطى كيسينجر الموصوف سياسيا بالسلمي والانعزالي إلى حد ما، وتارة أخرى هو على خطى بريجنسكي في فكره التوسعي، التسلطي والإمبريالي. إلا أن الملاحظ في خطابات ترامب هو التحول التدريجي من الفكر الانعزالي إلى فكر يميل أكثر إلى التدخل وبسط السيطرة والنفوذ تحسبا لمخاطر محتملة ليحاول بذلك التوفيق بين برنامجه وتقاليد السياسة الأمريكية، وهو الخيار المرجح لترامب في هذه الحالة.

فعلاقة ترامب بدول الشرق الأوسط باتت واضحة المعالم مباشرة بعد قمة الرياض. فبعد التأكد من أن الأطراف العربية والإسلامية تخافه وتحسب له ألف حساب مظهرة بذلك نقاط ضعفها، هو لا يحتاج إلى حرب للوصول إلى مبتغاه،ولنيؤمن لهاسلما كاملا قد يؤدي إلى فقدانه السيطرة عليها أو قد يؤدي إلى السماح بتغيير داخل مجتمعات هذه الدول ينمّي فكراديمقراطيا يكرس مبدأ التجديد والتداول في الحكم مما يقوي فرضية تغيير الطبقات الحاكمة فاتحا المجال إلىأنظمة سياسية جديدة قد لا تقبل الهوان والضعف أمام الهيمنة الأمريكية في ظل حكم الرئيس ترامب.

عندما يأتي نصر القضايا الإسلامية من غير العرب:

موقفان قد لا يسمح التاريخ بنسيانهما أو تناسيهما. أولهما كان في الثاني من سبتمبر من سنة ألفينو خمسة عشر جالت صورة الطفل ايلان جثة هامدة على السواحل التركية أقطار العالم فيما لا يقل عن ستة ساعات لتكون حديث الساعة وتهز أركان العالم شرقه وغربه وتستفيق لأثرها قلوب تحجرت ونست لوقت طويل أزمات اللاجئين. فقد أيقظت الصورة قلوب من لم يكونوا معنيين مباشرة بمخلّفات الحرب السورية، ولا أقصد العرب هنا بالتأكيد، بل المقصود هنا هم مسيحيو أوربا وعلى رأسهم ألمانيا. و في موقف آخر، فإن قرار ترامب بحضر السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية لستة جنسيات عربية[17]في جانفي/يناير 2017 كان بإمكانه إثارة ردّات فعل كثيرة من الأوساط الحكومية العربية للدول المعنية و حلفاؤهم من بني جنسهم و أصحاب دينهم إلا أن الأمر كان غير ذلك، حيث انه لم يحرك ساكنا لهذه الدول و كانت الإشكالية الكبرى أن ردود الأفعال المناوئة لهذا القرار كانت داخلية من المجتمع الأمريكي الأبيض و خارجيا من دول غربية لا تدين للإسلام و العروبة بشيء، لتنصر العروبة و الإسلام مرةً أخرى بغير أهلهما.و على صعيد آخر، فان جلّ الأوساط السياسية و الصحفية أجمعت على أن ترامب لم يكن ليتخذ هذا القرار تنفيذا لوعوده الانتخابية بقدر ما هو امتحان لردة فعل الدول العربية، و خاصة الشرق أوسطية كونها حاملة و حامية لانشغالات الأمة، و التي فشلت بسكوتها في أول اختبار و أضحت بعد ذلك في خانة الدول المغلوب على أمرها في عهد الرئيس ترامب. كل المؤشرات قد تبين أن السنة القادمة لن تأتي بجديد وقد تشهد حلا ربما قد يكون عسكريا بمبادرة أمريكية لمشكلة الروهينغا وهي الأقلية المسلمة المضطهدة في بورما على غرار ما جرا في حرب أمريكا على صربيا لإنقاذ الأقلية المسلمة في كوسوفو في سنة 1999. أليس التاريخ يعيد نفسه؟

الخاتمة:

مع انطلاق الحملة الانتخابية لمرشح الرئاسيات آنذاك دونالد ترامب سادت دول الشرق الأوسط بأكملها وباختلاف أديانها و لغاتها حالة من التوجس والخوف من برنامج هذا المترشح  في حالة لو وصل إلى سدة الرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية.لكن جاءت زيارته الأولى للشرق الأوسط كأول سفر له خارج تراب الولايات المتحدة الأمريكية،لتؤشرعلى  المكانة المهمة للمنطقة في أجندة إدارة الرئيس ترامب،وهو الموقف الذي أعطى نوعا من الاطمئنان لدول المنطقة وخاصة العربية منها، لكن هذا الاهتمام بالمنطقة بدأ يخبوا ويتراجع ضمن أولويات ترامبوذلك بعد أن أرخت الأزمة الكورية بظلالهاعلى المشهد الدولي وأرغمت ترامب على التفرغ لها و مراقبتها عن كثب إضافة إلى بعض المشاكل الداخلية و الكوارث الطبيعية التي عصفت بالولايات المتحدة الأمريكية في الآونة الأخيرة.

من جانب آخر أسقطت الأزمة الكورية عن ترامب قناع الرئيس القوي المتسلط والمندفع،وكشفت عن وجه آخر له غير الذي كان أظهره في السابق و خاصة اتجاه دول الشرق الأوسط،فبعد التهديد والوعيد للزعيم الكوري و المناورات العسكرية الثنائية مع كوريا الجنوبية، رضخ بشكل أو بآخرإلى طلب الحوار الذي لم يأتي بنتيجة و خاض كسابقيه رحلة البحث عن الوساطة مع دولة صمدت ولم تأبه لتهديداته و هي التجربة التي قد تتبناها إيران مستقبلا وهي التي تجيد تقنية اللعب على الحافة.

نعم ترامب ليس بذلك الحجم من التأثير، ووعوده الانتخابية لم تتحقق كلياوحتى قوانينه التي أقرها كالحضر وإحباط قانون أوباما للصحة وكذلك بناء الجدار العازل لم تتجسد، مما يعكس صغر مساحة المناورة التي يتمتع بها الرئيس ترامب. ففي المنظور القريب، يبقى تأثير السياسة الخارجية لترامب في الشرق الأوسطمرتبطا بعدة معايير أهمها البترول والغازأو ما يعرفبمصادر الطاقةوضمان كلي لحقوق إسرائيل، أما في المنظور المتوسط والبعيد فتبقى سياستهغامضة وغير محددة كون ذلك يخضع لمتغيرات منها ما هو جيوسياسي بامتياز ولكن أهمها هو إمكانية تجديد ترامب لعهدته الرئاسية مرة أخرى و في هذه الحالة فقط يكون تأثيره أقوى وواضح المعالم.ليبقى أكبر تأثير له هو افتعاله للأزمات وتسارع للأحداث في زمنه وكأنه يسعى إلى إثارة فوضى تعم المنطقة قد يسمح له فيها بلعب دور مهم يجعله ينسف كل ما قام به سلفه الرئيس أوباما،ويعيد ترتيب أولويات أجندة السياسة الخارجية في منطقة الشرق الأوسط.

المراجع

مراجع عربية:

-محبوب عبد الرحيم عبد الحفيظ، الإرهابوالشرقالأوسط الجديد:الطلقةالقاتلة: نشرثقافةالحواروالتسامح، e-kutub، 2017

-عبد الرحمن بن محمد بن خلدون،المقدمة،دار يعرب:مصر،2004.

مراجع أجنبية:

-Adam Al-Hor, Donald Trump:We Are Not the Enemy!: A Muslim-American U.S. MilitaryVeteranExplains the Muslim “Problem” and OffersProposals for Peace,  Ed. Kindle edition, 2016.

-Bruno Etienne, VivianeFuglestad-Aumeunier, “Guerre du Golfe :arabisme, islamisme et relations internationals”, Revue du monde musulman et de la Méditerranée, Volume 62  Numéro 1, 1991, pp. 154-161

-Donald J. Trump, L’Amériqueparalysée, EditionsRocher, 2016

-Donald J. Trump and Tony Schwartz, Great again:How to fix our Crippled America, Paperback Edition, 2016

-Donald J. Trump, Trump: the Art of the Deal, Paperback Edition, 2015

-Hamed Abdel-Samad, Le fascism islamique. Uneanalyse, Ed. Grasset, 2017.

-Jean Pierre Favennec, Geololitics of Energy, Ed.Technip, Paris, 2011

-Marc Fisher, Michael Kranish, ‎TrumpRevealed: The DefinitiveBiography of the 45th President,Scribner, NY, 2016

-Michel Collon, Grégoire Lalieu, Le monde selon Trumped. InvestigAction,Paris, 2017

-Michel Korinman, « The art of the deal », Outre Terre , Vol.50, no.1, pp.9-28, 2017

-Belgacem Tahchi, « La fin de l’Oumma », Outre Terre , Vol.41, no.1, pp.27-30, 2015

مراجع الكترونية:

AkramBelkaïd, Etats-Unis et ArabieSaoudite : feu, le pacte du Quincy ?

https://oumma.com/etats-unis-et-arabie-saoudite-feu-le-pacte-du-quincy/[03/09/2017]

Crise du Golfe:Trump propose samédiation http://www.bbc.com/afrique/41196632[07/09/2017]

ArabieSaoudite-Iran, la guerre qui effraie le monde, Le Point, (N° 2338) 29/Juin, 2017, pp 36-54[01/09/2017]

The OprahWinfrey Show | OWN: http://www.oprah.com/FindOWN[14/09/2017]

Israel and UAE are normalising relations https://www.middleeastmonitor.com/20170908-israel-and-uae-are-normalising-relations/

حمائية ترامب و معادلة الغربين “الأوسط” و “الأقصى”www.alhayat.com/Articles/22985312/

المركز الديمقراطي العربي ، القمم الثلاث في الرياض : توقعات بتعزيز السلام العربي-الاسرائيلي و الدفع نحو التطبيع www.democraticac.de/?p=46560 [14/09/2017]

SinemCengiz, Myenemy’senemyismyfriend, www.arabnews.com/node/1098796  [14/09/2017]

مغردون سعوديون مع التطبيع و آخرون ضده www.dw.com/ar/

المحكمة العليا ترفع جزئيا التحفظات على قرار ترامب منع دخول المسلمينwww.bbc.com/arabic/world-40403864

‎مواقع الكترونية:

www.foreignpolicy.com

www.politico.com

www.foreignaffairs.com

[1]الحمائية : مذهب اقتصادي يقيد التجارة بين الدول لحماية المنتوج و  الاقتصاد الوطني و يتم ذلك بطرق متنوعة  منها فرض رسوم جمركية و تحديد الكميات المستوردة.

[2]حمائية ترامب و معادلة الغربين “الأوسط” و “الأقصى”www.alhayat.com/Articles/22985312/

[3]Cf. Michel Korinman, « The art of the deal », Outre Terre, Vol.50, no.1, pp.9-28, 2017

[4]The OprahWinfrey Show | OWN: http://www.oprah.com/FindOWN[14/09/2017]

[5] Michel Collon, Grégoire Lalieu, Le monde selon Trumped. InvestigAction,Paris, 2017

[6] Bruno Etienne, VivianeFuglestad-Aumeunier, “Guerre du Golfe :arabisme, islamisme et relations internationals”, Revue du monde musulman et de la Méditerranée, Volume 62  Numéro 1, 1991, pp. 154-161

[7]Israel and UAE are normalising relationshttps://www.middleeastmonitor.com/20170908-israel-and-uae-are-normalising-relations/

[8]المركز الديمقراطي العربي ، القمم الثلاث في الرياض : توقعات بتعزيز السلام العربي-الاسرائيلي و الدفع نحو التطبيع www.democraticac.de/?p=46560 [14/09/2017]

[9]SinemCengiz, Myenemy’senemyismyfriend, www.arabnews.com/node/1098796[14/09/2017]

[10]أنور عشقي، لواء سابق في القوات المسلحة السعودية و مدير مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية

[11]مغردون سعوديون مع التطبيع و آخرون ضده www.dw.com/ar/

[12] ArabieSaoudite-Iran, la guerre qui effraie le monde, Le Point, (N° 2338) 29/Juin, 2017, pp 36-54[01/09/2017]

[13] -Jean Pierre Favennec, Geololitics of Energy, Ed.Technip, Paris, 2011

[14] AkramBelkaïd, Etats-Unis et ArabieSaoudite : feu, le pacte du Quincy ?

https://oumma.com/etats-unis-et-arabie-saoudite-feu-le-pacte-du-quincy/[03/09/2017]

[15]عبد الرحمن بن محمد بن خلدون،المقدمة،دار يعرب:مصر،2004.

[16]Belgacem Tahchi, « La fin de l’Oumma », Outre Terre , Vol.41, no.1, pp.27-30, 2015

[17]المحكمة العليا ترفع جزئيا التحفظات على قرار ترامب منع دخول المسلمينwww.bbc.com/arabic/world-40403864

  • الورقة البحثية نشرت ضمن مبادرة دعم الشباب الباحثين لتأليف كتب جماعية برعاية المركز الديمقراطي العربي – تحت عنوان :الشرق الأوسط في ظل أجندات السياسة الخارجية الأمريكية “دراسة تحليلية للفترة الانتقالية بين حكم أوباما و ترامب
Rate this post

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى