الإستراتيجية الصينية في أفريقيا : دراسة حالة أثيوبيا
إعداد الباحثه : ساره ممدوح حسن – المركز الديمقراطي العربي
المفدمة:
تسعي الصين إلي الصدارة في الميدان الدولي فهي لديها نمو إقتصادي سريع للناتج المحلي الإجمالي(GDB) الصين وتمتلك موارد طاقة مهمة فمساحتها تعادل مساحة الولايات المتحدة وعدد سكانها يفوق عدد سكان الولايات المتحدة وتمتلك الجيش الأضخم في العالم ولديها اكثر من 250 رأس نووي وفي حين تتطلع الصين إلي أن تصبح قطب العالم الأوحد إلا أنها لا تمتلك موارد قوية للقوة الناعمة بإستثناء معاهد كونفيشيوس والتي أوجدت المئات منها حول العالم[1] فليس لديها هووليود كأمريكا ؛أو بوليود مثل الهند ؛كما أن جامعاتها غير موجودة في القمة ؛وتفتقر لمنظمات المجتمع المدني.
لذلك تعتمد الصين في نفوذها في العالم علي القوة الإقتصادية الهائلة وسعر الصرف المنخفض للعملة الصينية اليوان والذي يمثل حاليا9 % من مجموع التجارة العالمي لذلك فالتجارة الصينية هي أكثر ضخامة لكنها أقل تطورا وتوظفها الصين للإنتشاروفي أفريقيا خاصةً[2] .
ستتناول الدراسة محورين الأول عن الإستراتيجة الصينية والآخر عن العلاقات الصينية الإثيوبية وسيناريوهاتها المستقبلية.
أولا الإستراتيجية الصينية في أفريقيا :
تعتمد الصين في التغلغل في أفريقيا علي التغيير الناعم طبقا لإستراتيجية صاغها المفكر الهندي (برهما تشيلاني) وهي ما تعرف بإستراتيجية( تقطيع شرائح السجق) والتي تقوم علي أن التحركات الصينية خفيفة وبطيئة ولا تشكل إستفزازاً إلا أن مجموع هذه التحركات يصنع تغيرا إستراتيجيا علي الأرض[3] وهو ما طبق في أفريقيا إستنادا إلي حقيقة جلية أنها لم تقم بإحتلال أي دولة أفريقية بعكس الغرب الذي ينظر إلي أفريقيا علي أنها أرضا محتلة ووجوده في أفريقيا يستهدف سلب ثرواتهم وهو ما يزيد من إحترام النخب الإفريقية للنظام الصيني ؛ولا شك أن هذة السياسة تدفع الصين لتحقيق نفوذ إقتصادي وعسكري عالمي أكبر من نفوذها الحالي وقد إكتست الصين بالثوب الأفريقي لتقديم نفسها كنموذج فريد مقرب من النمط الافريقي حيث تعتمد علي العمالة البشرية بصورة أكبر من الألة والإستناد إلي تشجيع شركائها التجاريين الافريقيين لتطوير إقتصادهم والاستثمار في البني التحتية والمؤسسات الأجتماعية دون شروط للتقييد سياسيا أو إقتصاديا [4].
في منتدي قمة التعاون الصيني الأفريقي أعلن الرئيس الصيني (شي جين بينغ) تقديم 6 مليار دولار أمريكي كدعم مالي للقارة الأفريقية في قطاعات متعدة تنموية وزراعية والبني التحتية والتصنيع وشدد الرئيس الصيني خلال لقائه مع رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي (دلاميني زوما ) علي إن بلاده مهتمة بتنمية العلاقات مع الإتحاد .
وبحسب تقرير صادر عن البنك الدولي أصبحت الصين تدعم التطور والتكامل في أفريقيا فمنذ العام 2009 أصبحت الشريك التجاري والإقتصادي الأكبر والأهم لقارة أفريقيا بإرتفاع حجم التبادل التجاري بينهم من 12 مليار دولار عام 1995 إلي 166 مليار دولار في 2005 إلي 210 مليار دولار في عام 2013[5].
لا يقتصر الأمر فقط علي الدعم المقدم من الصين إلي أفريقيا لكن أفريقيا أيضا تقدم الدعم للصين من خلال مواردها الطبيعية من المعادن والبترول كما تحتاج الصين إلي الدول الأفريقية للحصول علي الدعم لإستجلاب الدعم الأممي لها في مقابل قضاياها الداخلية الحساسة التي تقوض سمعتها الدولية مثل حقوق الانسان[6] ووضع الأقليات داخل الصين وخارجيا مثل ما يتعلق بقضية تايوان أو مبدأ الصين الواحدة [7]حيث صوتت 26 دولة إفريقية مع الصين ضد تايوان وكل القرارات التي تتخذ ضد الصين في مجالات حقوق الإنسان والأقليات تم إفشالها بأصوت إفريقية والتي تعادل ربع أصوات الجمعية العامة للأمم المتحدة ؛كما نجحت الصين في قطع العلاقات الدبلوماسية بين الدول الأفريقية وتايوان[8] لمواصلة الصدارة والصعود في النظام الدولي ويذكر دبلومسي العالم في هذا الصدد ما قاله الزعيم الشيوعي الصيني (ماوتسي تونج) أننا لن ننسي أنه عندما عادت الصين إلي الأمم المتحدة قام المندبون الأفارقة بالرقص والتصفيق بل إن الصين عادت إلي الأمم المتحدة محمولة علي الأعناق الأفريقية[9] .
وفي جنوب السودان منافسة حامية الوطيس حيث تنافس الصين وتضغط بورقة النفط السوداني فيما تتمسك الولايات المتحدة في جنوب السودان بالحل السياسي فالصين هي المستورد الأول للنفط الجنوب سوداني والداعم الرئيسي للدولة في المحافل الدولية فقد إفتحت الصين قنصلية لها في جنوب السوادن قبل الانفصال حيث 6 مليارات متر مكعب من النفط في باطن جنوب السودان بدًل وجهة نظر الصين إلي الجنوب كحليف إستراتيجي في مواجة الشمال[10].
لذلك تنطلق السياسة الخارجية الصينية تجاه أفريقيا من عوامل متعددة منها المبادئ الخمسة للتعايش السلمي والتي تشملهم مبادئ الأمم المتحدة والقوة الإقتصادية الصينية الضخمة.
فيما تسعي الولايات المتحدة لمقارعة الصين من خلال قوات (الأفريكوم) والدعم السياسي والأقتصادي للقارة وأيضا دخلت قوي أخري إلي الملعب الأفريقي مثل تركيا[11] وإيران.
ثانيا العلاقات الصينية الأثيوبية :
الموقع :
هي أحد دول القرن الأفريقي والتي عرفت قديما بالحبشة وأقدم دول العالم بل تعتبر من أقدم حضارات التاريخ وعاصمتها (أديس أبابا) والتي تعني الوردة الجميلة وهي من الدول الحبيسة التي لا تطل علي أي مسطحات مائية وثاني أكبر الدول الأفريقية سكانا بعد نيجريا والعاشرة أفريقيا من حيث المساحة يحدها من الشمال إريتريا ومن الشرق جيبوتي والصومال ومن الشمال الغربي السودان ومن ناحية الغرب جنوب السودان والجنوبي الغربي كينيا[12] .
تعد الصين هي إحدي الدول الحاضرة وبقوة في القارة الأفريقية وذلك من خلال توقيعها عدة إتفاقيات مع أثيوبيا مثل المساهمة في بناء سد االنهضة والإستثمار في مجالي الطاقة والزراعة وكان آخر تلك الأتفاقيات توقيع إتفاقية بين البلدين للإستثمار في مجال الطاقة .
مجالات التعاون بين الدولتين شاسع ويشمل قطاعات متنوعة سياسيا وإقتصاديا وعسكريا وإجتماعيا وأيضا لتقديم الدعم الدولي للصين في المحافل الدولية كذلك لتجاورها إلي السودان الذي يستحوذ علي 80% من صادرات النفط الجنوب سودانية كما ذكرنا آنفا .
سيتم تقسيم هذه الجزئية إلي مجالات التعاون المختلفة .
- إقتصاديا :
الإستراتيجية الصينية نحو العالم بأكملة تعتمد علي الجوانب الأقتصادية والتمويلية الناعمة وتجاه أفريقيا بشكل خاص ؛حيث وقع حيث وقع رئيس الوزراء ورجال الاعمال الصينيون المرافقون لرئيس الوزراء الصيني خلال زيارته لاثيوبيا 16 اتفاقية مع نظرائهم الاثيوبين وشملت اتفاقيات تمويل وقروض ومساعدات إقتصادية لتشييد طرق ومناطق صناعية وخلال زيارته لإثيوبيا شارك رئيس الوزراء الصيني في إفتتاح أول طريق سريع بطول 80 كم يربط العاصمة أديس أبابا بالطريق الذي يمر بجنوب البلاد ويمتد إلي مينا جيبوتي وتم تشييده بقرض من بنك الصادرات والواردات الصيني .
فقد إهتمت الصين بالإستثمار في أثيوبيا وزادت من إستثماراتها المباشرة إلي85.5 مليون دولار في 2010 ؛وفقا لوزاة التجارة الصينية تم تسجيل 372 مستثمر صيني (بإستثناء المستثمرين في قطاع الخدمات) دخلوا وإستثمروا في اثيوبيا في مايو 2012 وذلك وفقا للسفارة الصينية في أديس أبابا ؛حيث بدأ العمل في 86 مشروعا بما فيها المشروعات الخدمية في عام 2011 وقد أدي إلي تدعيم العلاقات الإقتصادية بين البلدين توافر الإرادة السياسية لذلك .
كما تشمل الإستثمارات الصينية في إثيوبيا قطاعات رئيسية ثلاثة التصنيع ويبلغ عدد المصانع حوالي 45 مصنعا صينيا والقطاع الثاني هو الإنشاءات ويبلغ 13 مصنعا أما الاخير هو قطاع الخدمات ويبلغ 11 مصنعا صينيا كما تشمل قطاعات فرعية تبلع 56 مصنعا موزعة علي قطاعات اخري مثل الملابس والخدمات والمنسوجات والإلكترونيات ؛ وفي الفترة ما بين 2007-2011 أصبحت الصين ثالث أكبر مستثمر في أثيوبيا بعد السعودية والهند وشاركت الصين في تمويل الكثير من السدود التي تقوم بها أثيوبيا وبلغ عددهم 8 سدود أبرزهم النهضة ؛ وتاكيزي[13] .
وتعمل الآن في أثيوبيا أكثر من 500 شركة صينية بإجمالي إستثمارات تفوق الواحد ونصف بليون دولار ؛كما تقوم الصين بتحديث شبكات الجيل الرابع من الأتصالات وأيضا خدمات الجيل الثالث في كافة أنحاء البلاد[14]
لذلك تعتبر الصين شريكا أساسيا لأثيوبيا في مسعي أثيوبيا لتوسيع البني التحتية والسكك الحديدية والمواصلات؛وقد إستثمرت الصين في أثيوبيا العام الماضي زهاء مليار دولار[15].
كما تقوم الصين ببناء مناطق تعاون إقتصادي في مصر وموريوشوس ونيجيريا وفي أثيوبيا وتشمل إنشاء بنية تحتية تقدر قيمتها ب 250 مليون دولار وبمجرد الأنتهاء منها ستساعد مناطق تعاون هذه البلدان بما فيه أثيوبيا علي جذب الأستثمارات الصينية وخلق فرض عمل وتحسين البنية التحتية ومناخ الإستثمار للدول في أفريقيا وفقا للكتاب الأبيض التي أصدرته الحكومة الصينية[16].
أما في مجال السياحة فإن أثيوبيا تراهن علي الصين لزيادة أعداد السياح القادمين إليها خاصة من الصين إذا قدم إلي هذه البلد علي سبيل السياحة 918 ألف وخاصة من الصينين وهو ما حقق للدولة الأثيوبية ما قيمتة 4.3 مليار دولار.
كما شاركت الصين في المجال الرياضي عندما تم التوقيع بين شركة هندسة البناء الصينية الحكومية ووزارة الشباب والرياضة الأثيوبية لبناء المرحلة الأولي من الملعب الكبير في العاصمة بتكلفة 2.47 مليار (بير) ومن المتوقع أن يتم إنهاءه في عامين ونصف .
في نفس السياق تمتاز الصين بإقتناصها للفرص بعدما فازت بتطوير مطار أديس أبابا بتكلفة تصل قدرها إلي 300 مليون دولار ؛وتمويل سد تيكنزي بمبلغ 365 مليون دولار وقد سال اللعاب الصين علي الأراضي الخصبة الأثوبية وأيضا قربها من موارد المياه العذبة خاصة بعد إتفاقها علي زراعة 10 آلاف فدان في السودان[17].
الصادرات الصينية تتوسع في أثيوبيا وذلك من شأنه أن يعزز العلاقات الأثيوبيه الصينية كما أنها تقوم بتمويل سد النهضة أحد أكبر القضايا الأفريقية القابلة للإضطراد وأيضا مشروع سكك حديدية تقوم به شركة صينية يربط بين ميناء جيبوتي والعاصمة أديس أبابا ويمتد مسافة 750 كم ؛بتكلفة تصل إلي 3.4 مليار دولار[18].
- إستراتيجيا :
تقدم أثيوبيا بعدا إستراتيجيا مهما للصين رغم الجفاف والفقر الغذائي التي تعاني منه فهي تجاور من ناحية الشرق دولة جيبوتي والتي تضع الصين هذه الدولة علي قائمة أولوياتها حيث أن كل الطرق الصينية لا بد أن تمر بها ونقلت وسائل إعلام رسمية عن ضابط كبير في الجيش الصيني قوله إن بكين ستعزز علاقتها العسكرية مع جيبوتي كما أنها ستبني أول قاعدة بحرية لها خارج البلاد في هذه الدولة والتي تم تشيديها في فبراير الماضي لتكون قاعدة إمداد للسفن المشاركة في حفظ السلام والعمليات الإنسانية وتسعي الصين كما أعلنت إلي التعاون مع الجيش الجيبوتي بشكل صحي ومستقر وتقع هذه الدولة في موقع إستراتيجي مهم بين الصومال وأثيوبيا وإريتريا كما أنها تستضيف قواعد عسكرية فرنسية وأمريكية ويابانية فهي مرتعا لكل الأطراف الدولية[19].
كما تجاورها دولة الصومال ذات البعد الإستراتيجي المهم والتي تشرف علي خليج عدن والمدخل الجنوبي للبحر الاحمر والتي أصبحت مطمعا لغالبية الدول الغربية أخرهم تركيا التي ستقوم بإفتتاح قاعدة عسكرية لها هناك وهي عبارة عن ثلاث مدارس عسكرية لتدريب الجيش الصومالي[20] .
كما يحدها من الشمال الغربي السودان والتي تعتبر موقعا مهما بالنسبة للصين من حيث الموارد الطبيعية والغير طبيعية مثل النفط السوداني الذي يشكل النصيب الصيني فيه 80% كما ذكرنا آنفا.
لذلك التوغل الصيني في أثيوبيا يضمن لها النفوذ والسيطرة علي قطاعات عديدة ؛وأوراق ضغط كثيرة وقوية سواء علي التوغل الفرنسي في القارة الأفريقية ؛أو علي مصر من خلال الحصة المائية لها وبالتالي الإستفادة من الإمتيازات سواء في إنشاء العاصمة الجديدة ؛او تسهيلات مرور من خلال المجري الملاحي قناة السويس كما يضمن لها مزيدا من النفوذ خاصة وأن أثيوبيا كانت دائما بعيدة عن بؤرة التنافس الإستعماري بسبب أنها حبيسة فقط لا غير.
- سياسيا:
تنامي الدور السياسي الصيني في أفريقيا عامة وأثيوبيا بشكل خاص حيث أقمحمت بكين نفسها في المشاكل الأفريقية كالتوسط في الأزمة السودانيه بين جوبا والخرطوم أو التوسط الحالي في جنوب السودان بين أطراف النزاع كما ساهمت الصين في قوات حفظ السلام داخل القارة والتي تعتبر الاكبر عالميا في هذا المجال برصيد 4000 جندي صيني [21].
تعود العلاقات الرسمية بين الصين وأثيوبيا إلي عام 1971 والعلاقات الصينية مع اثيوبيا تختلف عن علاقاتها مع مع غيرها من دول القرن الأفريقي حيث تعد كلا الدولتين مهمة للأخري فالصين تعتبر أثيوبيا حليفا إستراتيجيا ؛بالإضافة إلي الدور السياسي التي تقوم به أثيوبيا والذي يعد مفتاحا لدخول الصين إلي القارة الافريقية في حين تعتبر أثيوبيا الصين حليفا بسبب سياسية المنح والقروض وأن النموذج الصيني نموذج يحتذي به [22].
رغم العلاقات الصينية الأثيوبية القوية إلا أنه الكواليس تشهد مشادات حيث سلم السفير الصيني لدي أثيوبيا رسالة قوية من حكومة الصين تدعو أثيوبيا إلي التخلص من السلبية والعزلة التي تتبعها والتي تؤرق المستثمرين الصينين هناك وقد وعد المسئول الأثيوبي بحل المشكلة من جذورها لأن الدولة تسعي إلي الإنفتاح وأن تصبح قوية أفريقية كبيره لا يستهان بها إلا أن لهجة البيان كانت قوية وعنيفة رغم هدوء الطافي علي سطح العلاقات بين البلدين.
ترتبط الصين بعلاقات قوية مع الجانب الأثيوبي علي الصعيد السياسي فهي وجهة الزيارات الصينية دائما ويشدد المسئولين الصينين علي أهميهتا وقدرتها علي الحشد لدعم الصين في المحافل الدولية وذلك لأنها مقر دائم للإتحاد الافريقي.
في هذا الصدد قال (تشانغ ) رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني إن المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني يقدر علاقات الصداقة مع المجلس الإتحادي لإثيوبيا وأضاف أن الجانبين يتعين عليهم زيادة التبادلات حول الحوكمة وتعزيز الأساس القانونية والتعاون العملي وتطوير مساندة إجتماعية لتعزيز العلاقات الثنائية ودعى البلدين إلي بناء علاقات تحقق المنفعة المتبادلة من أجل تحقيق منافع ملموسة للشعبين ودفع العلاقت الثنائية والتنمية فيما قال رئيس الأتحاد الفيدرالي الأثيوبي أن أثيوبيا تعتبر الصين شريكا إستراتيجيا وأشار أن بلاده علي أتم الإستعداد للحفاظ علي قوة دافعة في الإتصالات عالية المستوي وتنفيذ التوافق الذي توصل له البلدين وأن أثيوبيا علي إستعداد لتنفيذ مشروعات كبري وتوسيع التبادلات بين الشعبين وبين الجهازين التشريعيين[23].
فيما أعلنت الحكومة الأثيوبية بعد إتفاقها مع الصين إلي ضرورة الإسراع بإعداد إطار عمل جديد للتعاون الشامل من أجل تعزيز العلاقت الثنائية ؛بين البلدين .
وأعلن نائب رئيس الوزراء الأثيوبي (ديميك ميكونز) أن إطار التعاون الجديد الذي تم توقيعه تبلغ مدته عشرة أعوام ويتضمن قطاات التعدين والطيران والإتصالات ؛وأن هذا الإطار الجديد سيساعد البلدين علي تحسين التعاون بينهم ؛فيما أكد وزير الخارجية الأثيوبي أن العلاقات الاثيوبية الصينية الراسخة تشجع التعاون لتحقيق التنمية الإقتصادية وأضاف أن التعاون بين البلدين تدعمه علاقات سياسية وثقافية وشعبية وإقتصادية متعددة الأبعاد كما صرح بذلك الجانب الصيني الذي رأي أن العلاقت مع أثيوبيا تمثل واحدة من أفضل علاقات الصين مع العالم[24].
وقد دفع عدم الإستقرار الموجود في أثيوبيا نتيجة التوترات الاخيرة أحداثا دامية وفوضي عارمة هزت النظام الاثيوبي وهذا الأمر لو تكرر سيعوق العلاقات الصينية الأثيوبية علي جميع الأصعدة خصوصا عمليات الاختطاف الرعايا والمواطنين الصينين أو مهاجمة المواقع والمنشأت الصينية تكررت في بؤر التوتر ؛كان أخطرها في إقليم أوغادين في 2002 عندما سقط 9 صينين قتلي وتم إختطاف مجموعة أخري قبل أن تم إطلاق سراحهم لاحقا ؛وحادثة أخري كانت في إقليم كردفان وحادثة اخري في عام 2007 ؛إختطف فيها 9 صينين سقط فيهم 4 قتلي[25].
وبالرغم هذه الحواداث البسيطة التي تطفو علي السطح من حينا إلي أخر إلا أن العلاقات الصينية الإثيوبية إستطاعت ان تغرد بعيدا عن مثل هذه الأمور وأن تقدم مثالا إفريقيا فريدا علي الشراكة الحقيقية بعيدا عن الوصاية أو التبعية.
السيناريوهات المستقبلية : هنالك سيناريوهان للعلاقات الصينية الأثيوبية يتوقف حدوث أي منهما علي مستجدات الأمور:
أولا : سيناريو التعاون
هو السيناريو الأكثر واقعية والأقرب للحدوث ؛وهو مزيدا من التبادل التجاري والتعاون بين البلدين ؛وهو ما تعززه العلاقات الإقتصادية القوية بين البلدين ؛والنظرة الصينية المختلفة لأفريقيا وما يساعد في ذلك التاريخ ناصع البياض للصين في أفريقيا في مقابل الدول الغربية وسجلها الإستعماري ؛هذا السيناريو ينطلق من القيمة الجيواستراتيجية لأثيوبيا في وجهة النظر الصينية في حماية قاعدتها في جيبوتي بحثا عن مزيد من النفوذ في أفريقيا ؛كما أنها تستطيع أن تطل من نافذة أثيوبيا بورقة المياة علي مصر والسودان كورقة تفاوضية حقيقية ونفوذ أكثر واقعية.
ثانيا : سيناريو الصدام
هذا السيناريو غير متاح بالمرة ؛وإحتمالات ظهوره او صعوده قليل جدا ؛ إذ أنه يتعلق بقدرات الدولة التي تتعارض مصالح الصين معها في أثيوبيا مثل مصر؛وعدم قدرتها علي الضغط لوقف سيل الأموال الصينية في أثيوبيا ؛ ذلك أن العلاقات الأثيوبية الصينية راسخة لن يقلل منها حدث ولن تحجمها دولة .
المراجع:
[1] – جوزيف ناي ،هل إنتهي القرن الامريكي ، ترجمة محمد إبراهيم العبدالله(الرياض :العبيكان:2016) ،ص ص47؛48
[2] – جوزيف ناي ،مرجع سبق ذكره ،ص ص 49؛50
[3] -اسلام المنسي،إستراتيجية شرائح اللحم:كيف تحدي الصينيون الجغرافيا؟،(مصر:إضاءات:2017)،للمزيد إنظر: http://ida2at.com
[4] -…….،الصين والتغيير الناعم في أفريقيا العولمة البديلة (العراق :مركز الروابط :2014) للمزيد إنظر : http://rawabetcenter.com/archives/934
[5] -أحمد عبدالله وعبده عبدالكريم ، 60 مليار دولار من الصين للقارة الأفريقية (تركيا :الاناضول ) ،للمزيد إنظر : http://aa.com.tr/ar
[6] -…..،الصين:تفشي التعذيب والإعترافات القسرية وسط الدوس علي حقوق المحامين ،(لندن:منظمة العفو الدولية:2015)،للمزيد إنظر: https://www.amnesty.org/ar/latest/news/2015/11
[7] -أمنية محسن عمر ،السياسة الخارجية الصينية تجاة افريقيا 1991_2015 (برلين :المركز الديمواقراطي العربي ) ،للمزيد إنظر : https://democraticac.de/?p=35916
[8] -عزت شحرور ،العلاقات الصين وأفريقيا ..الفرص والتحديات وجهة نظر صينية (قطر :مركز الجزيرة للدراسات :2014) للمزيد إنظر : http://studies.aljazeera.net/ar/issues/2014/04/201441916577266546.htm
[9] – أيمن الحماد ،الوجود الصيني إستثمار بتهمة الإعمار (السعودية :صحيفة الرياض:2011)للمزيد إنظر : http://www.alriyadh.com/642468
[10] – شفيعة حداد ،الحضور الصيني في أفريقيا وحتمية الصراع مع الولايات المتحدة التنافس في السودان نموذجا (الجزائر : دفاتر السياسة والقانون :2014) العدد العاشر ،ص 22؛23
[11] -أيمن شبانه،دوافع تأسيس تركيا قاعدة عسكرية في الصومال،(الأمارات:مركز المستقبل:2017)،للمزيد إنظر: https://futureuae.com/ar
[12] – ……..، موقع أثيوبيا ،للمزيد إنظر
https://www.google.com.eg/maps/place
[13] -…… ،الوجود الصيني في دول حوض النيل ،(لندن :مجلة اوراق الشرق الاوسط :2013) العدد 61 ؛ص ص 220 ؛221؛؛222؛225
-[14] محمود علي ،أثيوبيا تحالف الحلفاء والخصوم ( مصر:البديل :2015) للمزيد إنظر : http://elbadil.com/2015/12
[15] -…..،رئيس الوزراء الصيني يبدأ جولة أفريقية من أثيوبيا ،(قطر:الجزيرة :2016) للمزيد إنظر : http://www.aljazeera.net/news/international/2014/5/4
[16] -علي ريا ، الصين نعومة المخالب ،(الصين :الصين بعيون عربية :2014) للمزيد إنظر : http://www.chinainarabic.org/?p=18084
[17] -محمد محروس،الاستثمار الأجنبي في اثيوبيا ’’الدولة الحبيسة ’’ تركب القطار الصيني لجيبوتي وتبحث عن الذهب الأبيض ،(مصر :الأهرام:2017)للمزيد إنظر : http://gate.ahram.org.eg/News/1366324.aspx
[18] – كمال الدين شيخ محمد عرب ،أبعاد الأهتمام الصيني بشرق أفريقيا :الفرص والعقبات ،(مصر :مجلة قراءات أفريقية :2017) للمزيد إنظر : http://www.qiraatafrican.com/home/new
[19] – …..،الصين تعزز علاقتها العسكرية مع جيبوتي ،(لندن:الحياة) ،للمزيد إنظر : http://www.alhayat.com/Articles
[20] – أيمن شبانه ،مرجع سبق ذكرة
[21] – كمال الدين شيخ محمد عرب ،مرجع سبق ذكره
[22] – الوجود الصيني في دول حوض النيل ،مرجع سبق ذكرة ص 219
[23] -…..،كبير المشرعيين الصينين يجتمع مع رئيس المجلس الإتحادي الأثيوبي ،(بكين :cctvبالعربية :2015) للمزيد إنظر : http://arabic.cntv.cn/2015/04/09l
[24] – ….؛أثيوبيا والصين تتفقان علي إطار عمل جديد للتعاون بينهم ،(لندن :الحياه) للمزيد إنظر: http://www.alhayat.com/m/story/1598350
[25] – كمال الدين شيخ عرب ،مرجع سبق ذكره