السياسية الخارجية الأمريكية والاصلاح التعليمي في المنطقة العربية: مصر كحالة دراسية
المؤلف : د. عائشة محمد أحمد محمد الجميل
تحميل نسخة pdf –
السياسية الخارجية الأمريكية والاصلاح التعليمي في المنطقة العربية مصر كحالة دراسية 2001 2010
الطبعة الأولى “2018″ – كتاب: السياسية الخارجية الأمريكية والاصلاح التعليمي في المنطقة العربية: مصر كحالة دراسية
جميع حقوق الطبع محفوظة: للمركز الديمقراطي العربي ولا يسمح بإعادة إصدار هذا الكتاب أو اي جزء منه أو تخزينه في نطاق إستعادة المعلومات أو نقله بأي شكل من الأشكال، دون إذن مسبق خطي من الناشر .
مقدمة:
شهدت مصر والعديد من الدول العربية فى العقد الأخير من القرن العشرين الكثير من التغيرات والتحولات فى شتى المجالات نتيجة للأحداث السريعة والمتلاحقة على المستويين العالمي والمحلى، فعلى الصعيد العالمى نجد ثورة التكنولوجيا والاتصالات وما أفرزته من ظاهرة العولمة، ومحاولة نشرالامبريالية الثقافية الأمريكية من خلال تنميط العالم بنمط ثقافى واحد، مما شكل العديد من التحديات أمام مصروالدول العربية، وفرض عليها ضرورة التطوير والتحديث استجابةً لمطالب تلك الظاهرة، ومحاولة التفاعل معها، ثم أتت أحداث الحادى عشر من سبتمبر وإشارة الولايات المتحدة الأمريكية إلى الدول العربية بأن ثقافتها ونظمها التعليمية تمثل أرضاً خصبةً لاحتضان ورعاية الإرهاب، حيث زعمت مصادر أمريكية أن 82% من الإرهابيين ينتمون إلى الدول العربية، واتخاذها من شعار مكافحة الإرهاب ونشر القيم الديمقراطية ذريعة للتدخل فى الشئون الداخلية للدول العربية من أجل تحقيق أهدافها فى المنطقة العربية، ومطالبتها الدول العربية بضرورة تبنى سياسة تعليمية تدعى أنها تشجع على الحرية والإبداع والإبتكار، وتنمى مهارات التواصل والحوار والتفاهم مع الآخر. وإعلان الولايات المتحدة الأمريكية أنها لن تتوان فى اتخاذ أي إجراءات ترى أنها تمس قضية أمنها القومي، كما إنها سوف تستخدم كافة الوسائل الممكنة والمتاحة لإحداث ذلك التغيير خاصةً وأنها تسعى للإنفراد بإدارة النظام العالمي الجديد بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وتراجع دوره فى المنطقة العربية، وتنوعت تلك الوسائل ما بين الحرب على الإرهاب تارة، والعقوبات الاقتصادية والضغط تارةً أخرى، أما على الصعيد المحلى فقد واجهت الدول العربية العديد من التحديات الداخلية حيث تأكل مبدأ السيادة الوطنية فى ظل النظام العالمى الجديد وحق الولايات المتحدة الأمريكية فى التدخل فى الشئون الداخلية للدول دون مراعاة الشريعة الدولية ووفقاً لما تراه ضرورياً للحفاظ على أمنها القومى، كذلك ما فرضته ظاهرة العولمة، وثورة التكنولوجيا والاتصال من تحديات داخلية أمام العديد من النظم الداخلية للدول العربية، وضرورة تحديث نظمها التعليمية بوصفها قائدة مسيرة التحديث والتطوير والتنمية فى المجتمع من ناحية، ولنفى الاتهامات الموجهة إليها من جانب الولايات المتحدة بأنها أرض خصبة للإرهاب من ناحية أخرى، مع مراعاة المحافظة على الهوية والخصوصية الثقافية لدول الوطن العربي خلال مسيرة التطوير والتحديث .
سوف يتناول موضوع الدراسة السياسة الخارجية الأمريكية والإصلاح التعليمى فى المنطقة العربية،متضمناً أهم الآليات والأهداف التى تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى تحقيقها من خلال إحداث هذا التطوير والتغيير، كما إنه سوف يتم دراسة بعض استراتيجيات التطوير التى طرحتها الدول العربية لمواجهة التحديات الخارجية والداخلية مع التركيز على مصر كحالة للدراسة بدءأً من عام 1987، حيث إنها بداية تطوير سياساتها التعليمية وبدء التدخل الأجنبى فى السياسات التعليمية من خلال إنشاء مراكز التطوير التى تضم العديد من الخبراء الأجانب فى عهد الدكتور أحمد فتحى سرور وزير التعليم السابق .
- الناشر: المركز الديمقراطي العربي للدراسات الإستراتيجية والسياسية والاقتصادية