سيميولوجيا القدس في البنية المعرفية للهوية المقدسية
The semeiotic of Jerusalem in the epistemological structures of Jerusalemite identity
اعداد: د. محمود محمد حماد – استاذ مساعد – جامعة بيت لحم
- المركز الديمقراطي العربي –
-
مجلة العلوم الاجتماعية – العدد الرابع يونيو – حُزيران“2018”، وهي مجلة دولية محكمة تصدر عن المركز الديمقراطي العربي المانيا- برلين.Nationales ISSN-Zentrum für DeutschlandISSN 2568-6739
الملخص:
هدفت الدراسة للتعرف على سياسات الاحتلال الصهيوني في القدس المحتلة لطمس رموز الهوية المقدسية، والتعرف على طرق صمود الفلسطينيين في مواجهة تلك السياسات، واعتمد الباحث على المنهج السيميولوجي كقراءة تحليلية مستعينا بأدوات البحث الكيفي، وتم مقابلة 90 فرداً من 15 اسرة ممتدة موزعة على القدس وضواحيها. من ابرز نتائج الدراسة أن الفلسطينيون قد ابدوا وعيا كبيرا ومتقاربا حول الالمام بسياسات الاحتلال الصهيوني في القدس المحتلة وما يقوم به من تكثيف اشهار العلامات الاقتصادية والعمرانية والرموز المؤسطرة بطابع ديني وتاريخي مزيف بهدف الاقصاء والاقتلاع للفلسطينيين(وهذا ما يسمى بذرائعية العلامة). وابرزت النتائج أهمية دور الاسرة والدعم الاقتصادي والتعليمي لتثبيت صمودهم واعادة احياء مملكة العلامات المقدسية سواء العمرانية او التاريخية او الدينية. وابرزت النتائج أهمية المدينة وعلاماتها الممتدة الى خمسة آلاف عام ق.م في تشكيل الهوية المعرفية الفلسطينية.
Abstract:
The study aimed to identify the policies of the Zionist occupation in occupied Jerusalem to obliterate the symbols of the Jerusalemite identity and to identify the strategies of steadfastness that Palestinians have developed to face these policies. The study adopted the semeiotic approach to analyze data by using qualitative research tools and the study interviewed 90 individuals from 15 extended families distributed in Jerusalem and its environs. The results of this study has shown a high awareness from the Palestinian about the policies of the Zionist occupation in occupied Jerusalem and the intensification of the publicity of economic and architectural signs and symbols that are characterized by a false religious and historical character with the aim of exclusion and uprooting of the Palestinians. The results highlighted the importance of the role of the family and economic and educational support to consolidate their steadfastness and revive the Kingdom of Jerusalem signs, whether urban, historical or religious. The results highlighted the importance of the city and its marks extending to five thousand years BC in the formation of the Palestinian epistemological identity.
المقدمة:
ان ما تمر به مدينة القدس المحتلة في الوقت الحالي من تحديات كبيرة تهدد مستقبل اصحابها الفلسطينيين وتستهدف تشويه رموز هويتهم، كان لا بد من تسليط الضوء على ما يقترفه الاحتلال الاسرائيلي من جرائم بحق الفلسطينيين ورموزهم الثقافية والدينية والمكانية، متمثلة في سلسلة من الاجراءات الاقتصادية والتعليمية والسياسية العسكرية والسياسات المعلنة والخفية التي تستهدف الانسان الفلسطيني وتشويه هويتهم وسرقة رموزهم الوطنية، ولذلك فان المواطنين الفلسطينيين القاطنين في القدس المحتلة ما زالوا يعانون من الاحتلال واجراءاته واعوانه الامريكان خاصة في ظل نقل السفارة الامريكية وغياب المرجعية الدولية والعربية التي من المفترض انها تدعم اهل هذه المدينة وصمودهم بما يتناسب مع مكانة مدينة القدس الدينية والتاريخية والرمزية، ومنع السلطة الفلسطينية من العمل داخل مدينة القدس.
منذ الاحتلال الاسرائيلي للقدس وبتاريخ 27/6/1967 قرر الكنيست اعتبار القدس الشرقية هي ضمن الولاية الإسرائيلية وبهذا القرار تم السماح لوزير داخلية الاحتلال بتوسعة مساحة بلدية القدس لتصبح 69900 دونم . وتم توسيعها مرة اخرى عام 1985. وتم تدمير باب المغاربة في 11/6/1967 بهدف ترحيل السكان الفلسطينيين وتم مصادرة 116 دونم من باب المغاربة، وحارة الشرف، وحارة النبي داود، وحي الميدان، واجزاء من حارة السريان ،لإقامة ساحة المبكى بدلا من حائط البراق. وتم كذلك مصادرة 700 مبنى حجريا تحوي 437 مشغلا وحانوتا و1048 شقة كان يقطنها حوالي 600 فلسطيني، ومصادرة سجلات الامانة واملاكها المنقولة وغير المنقولة. وعلى ضوء قانون توسعة بلدية القدس عام 1967 تم مصادرة المزيد من الاراضي الفلسطينية مثل (الشيخ جراح ،عناتا، الرام، النبي يعقوب) تحت حجج الحدائق الخضراء والمناطق العسكرية مما اتاح المجال للمزيد من الاستيطان في القدس. لم يتبقى للفلسطينيين في القدس الا ما يعادل 9504 دونما للتوسع العمراني الحالي والمستقبلي( مصطفى، 1997، ص73-80). وقد استمر مسلسل اجراءات مصادرة الاراضي الفلسطينية لغاية اليوم. وهذا ما يؤكده ايضاً الباحث (وائل مجدي، 2017) .
قامت جمعية “العاد” (الاستيطانية) بأدلجة اساليب دعائية لطمس الرموز الفلسطينية تنشرها على صفحتها الالكترونية. والهدف من هذا الاجراء توطيد العلاقة بين اليهود وبين مدينة القدس عبر استقطابهم وخلق مشاريع سياحية وتربوية وبناءً عليه قاموا بالحفريات والتنقيب والتخريب وشراء العقارات من الفلسطينيين ما امكن، وترحيل الفلسطينيين بعد تصدع بيوتهم نتيجة الانفاق والحفريات كما حدث في اسفل قرية سلوان، ومن الشركات التي تقوم بشراء العقارات هي شركة Lowell Investment. التي قامت ببناء مركز زوار استيطاني يعرف باسم “مبنى كيدم” وهو على بعد امتار قليلة من المسجد الاقصى ( سجى غرة، 2017). ولم تسلم ايضا القصور الاموية من حملة التهويد الممنهجة فقد حولتها بلدية الاحتلال لمزار سياحي كما فعل رئيس بلدية القدس نير بركات وافتتح احد تلك القصور وقاموا بتسميته “مطاهر” (الجزيرة، 2017).
نلاحظ مما سبق ان رموز القدس الفلسطينية قد تعرضت وما زالت تتعرض لأبشع اجراءات التشويه والطمس ويلاحظ الباحث ان هناك جانبا آخر مهما لموضوع البحث لم يتم التركيز عليه في الادب السابق وهو ان جل هذه الدراسات لم تقم ببحث امبريقي من وجهة نظر الفلسطينيين انفسهم ومعرفة طرق صمودهم ، وتم استخدام المنهج السيميولوجي الاكثر مناسبة في هذا النوع من الابحاث، وسيستخدم الباحث نسبة الفلسطيني على كل من له هوية فلسطينية وهذا مدلولا أساسياً في التشكل الموروفولوجي (علم التشكل والبنية).
الاطار النظري:
بعد مراجعة الادبيات التي تناولت بعضا من جوانب هذا البحث، يمكن تقسيم الادب المرجعي الى قسمين، الاول تناول اجراءات الاحتلال الاسرائيلي من خلال المنهج التاريخي، والقسم الآخر ركز على اهمية دعم صمود سكان القدس الفلسطينيين بدون الاعتماد على منهج علمي واضح.
القسم الاول تمثل فيما يلي:
اشار الباحث( أحمد رويضي،1997) الى أن الاحتلال الاسرائيلي قد عمد في الفترات الحديثة الى استحداث سياسة جديدة تستهدف الوجود الفلسطيني في مدينة القدس، وذلك من خلال سحب الهويات المقدسية من السكان الفلسطينيين في مدينة القدس وضواحيها وارغام الفلسطينيين بدفع ضريبة “أرنونا” وتعني “ضريبة الاملاك” المفروضة عليهم كما هو حاصل في الاحياء العربية الفقيرة في القدس الشرقية وام طوبا والعيسوية وجبل المكبر مما يضطر بعض الفلسطينيين الى اغلاق محالهم او الهجرة القصرية واحلال اليهود المستوطنين مكانهم. واتفقت الباحثة (ايمان ابو الخير، 2014) في نتائجها مع الباحث احمد رويضي حول سياسة سحب الهويات المقدسية لترحيل الفلسطينيين. واضافت ان الاحتلال يستخدم طرقا اخرى لنشر الفساد بين الشباب الفلسطينيين في القدس المحتلة من خلال نشر المخدرات بينهم.
وعن طريق ارهاب الاحتلال والقتل وسياسات التهويد تم الاستيلاء على العديد من القرى الفلسطينية داخل القدس مثل قرى” لفتا، دير ياسين، عين كارم، المالحة، حي الطالبية، أحياء القطمون، البقعة، وحي مأمن الله (اطلق عليه ماملا)، وحي ابو طور وغيرها الكثير (ابراهيم مطر، 1997، ص 53).
وفي نفس السياق فقد نقل الباحث( نواف الزرو،1991) عن الباحث ( رائف نجم،1983، ص 70) ان هناك العديد من الاجراءات التي مارسها الاحتلال الاسرائيلي على صعيد التعليم والقضاء، فمنذ الايام الاولى من احتلال القدس اخضع الاحتلال الاسرائيلي المؤسسات التعليمية ومناهجها تحت الاشراف الاداري للاحتلال وسن عدة قوانين منها قانون الاشراف على المدارس عام 1969 حيث مورس اجراء ارهاب رجال التعليم وسجنهم وفرض البرامج التعليمية التي تهدف الى القضاء على الروح الوطنية والقيم التراثية، (نواف الزرو، 1991، ص 37).
ولتحقيق الهدف من الاجراءات التي يمارسها الاحتلال الاسرائيلي كان لا بد من ايجاد قنوات ومؤسسات اخرى لتمرير تلك الاجراءات، ومثال ذلك مؤسسة عطيرات ( Ateret Cohanim) وتعني “التاج الكهنوتي” والتي تأسست عام 1978 بهدف شراء الاراضي والاستيلاء على البيوت خاصة في القدس، وتعمل هذه المؤسسة بالتوازي مع مؤسسة “العاد” الاستيطانية الاخرى، وقد اقامت مؤسسة عطيرات معهدا دينياً في المنازل التي تمت استولت عليها من الفلسطينيين في باب” خان الزيت” واسموه ( كوليل جاليسيا) في منطقة الصبرة، واقام الاحتلال في الدور العلوي فيما يسمى “بكلية الهيكل والقدس”، واقامة هيرودس جيت في المنطقة الواقعة الى جوار باب الساهرة. ومؤسسة عطيرات لها نفوذ كبير داخل مؤسسات الاحتلال الاسرائيلي، ولها انتشار واسع في اميركا وتحظى بدعم من الملياردير اليهودي الامريكي “اورفينج ميسكوفيتش” ويزعم هذا الاخير بانه سيسمح لليهود وحدهم بالعيش في مدينة القدس بعد عودة المسيح (حسام محمد يونس، 2014، ص 146-147).
ان التخوف الحقيقي من اجراءات الاحتلال السابقة الذكر، هو ان الاحتلال يؤكد رغبته الجامحة بتحقيق هدفه وهو انتزاع مدينة القدس من الحيز الفلسطيني، وبهذا سيقضي نهائياً على قابلية الدولة الفلسطينية بالحياة. بالإضافة الى خطر ان يعترف العالم بشكل عام بالقدس عاصمة موحدة وابدية لدولة الاحتلال وهذا يعني ان الاحتلال يسعى دائما لتحقيق ما يسمى بسياسة الامر الواقع الذي يتبناه بعد ان يقوم بطمس معالم الحضارة العربية الاسلامية والمسيحية واقامة الهيكل الثالث حسب زعمهم (عدنان ابو عامر، 2009، ص 67).
وهذه الرأي يتوافق مع الباحث (خالد عزب،2010) والذي اشار الى ان الاحتلال يعتمد على سياسة الامر الواقع، ولتحقيق هذه الغاية تم نقل اجهزة دولة الاحتلال الى القدس ويعتقدون بان القدس ينقصها القاعدة الاقتصادية الواسعة لليهود وينقصهم وفرة الارض.
ان أهم فكرة لدى الحركة الصهيونية في محاولتها لتغيير الواقع الموجود في القدس خاصة ضد سكانها الأصليين هو الاستبعاد وتغيير الخارطة الديمغرافية، وهذا يتفق مع الأيديولوجية الصهيونية المرتكزة على اثنية واحدة لا ثان لها أي تصبح دولة ذات أيديولوجية ودين يهودي واحد (نور الدين مصالحة، 1993، ص 3). وقد اتفق الباحث أسامة الحلبي مع (إبراهيم أبو لغد، 1982) في عرضه لنتائج ما وراء رمزية الجدار الجغرافية الذي أقامه الاحتلال الإسرائيلي في مناطق أراضي عام 1967، اما الهدف المخفي والأوسع لهذا الجدار هو السيطرة على الأرض والإنسان الفلسطيني معا(اسامة حلبي، 1997، ص21-22).
ان الهدف من هذا الجدار اخطر من ذلك بكثير فهو يهدف الى اقتطاع جزءا مهما في تشكل الهوية الفلسطينية التي ارتبطت بالأرض والتراث كرموز لهويه معرفية وجدانية تدعم مقاومة الصمود، ويهدف الى خلق حاجز نفسي ووجداني محبط وخطير في إطار تشكيل بنية التفكير الفلسطيني الذي يرمي الى انسلاخهم عن ارضهم وبالتالي فقدان هويتهم، هذا عدا عن وجود علامات فارقة حاولت تجنيد ما أمكن من صور مشوهة أخرى تقدم للعالم بشكل فاضح تحت شعار نستطيع ان نطلق عليه مجازاً “جدارية خوف اليهودي من العربي” كمدلولا اضافياً لمفهوم الارهاب وقد اتفق على تداول أبعاده كما هو معروف لدى الساسة!.
وهذا يتفق مع تحليل المفارقة المركبة التي أشار إليها الباحث (محمد فرحات، 2010 ص 105). في رؤية الاحتلال الإسرائيلي لسكان القدس كمشكلة بنيوية وجوهرية أمام استراتيجية الاحتلال بتحقيق وجود (إسرائيل) بشكل حاسم ومطلق، واكتساح الفضاء بالمعنى الرمزي اليهودي الأوحد، وإذا ما تبقى من أحد من السكان الأصليين يمكن تحويلهم إلى فئات وأقاليم مقهورة أو مستبعدة وهذا ينطبق الى حد ما مع (ادوارد سعيد) واشار إدوارد سعيد في البعد الآخر على لسان (Eisenzwieg Uri) “بأن اليهود الأوروبيون كان لديهم في الخيال اليهودي أراض مقدسة حيث كانوا يتطلعون إلى يوتوبيا وتعني “افكار متعالية تتجاوز نطاق الوجود المادي للمكان وتحتوي على اهداف ونوازع العصر غير المحققة، ويكون لها تأثير تحويلي على النظام الاجتماعي القائم”،(معجم المعاني الجامع عربي / عربي). أي أنه يمكن القضاء على كافة الظروف التاريخية ويحققوا آمالهم وكأن فلسطين تابعة لأوروبا! ويعتبر ذلك تجسيدا لرغبة غير واعية في إعادة خلق مكان مغلق (Chattel) يتم استبعاد الغرباء(الفلسطينيين) منه! ويعتقد (Eisenzwieg) أنه فعلا تم استبعاد الفلسطينيين من خلال قوة الخيال (ادوارد سعيد، 1981، ص 21-23). إلا أن هذه النتيجة لا يمكن اعتبارها صحيحة حيث ان عدد الفلسطينيين في آخر احصائية وصل عدده (435000) الف نسمة في القدس وضواحيها ( جهاز مركز الاحصاء الفلسطيني،2017) وما زالوا يقاومون من خلال رموزهم الثقافية والدينية والمعرفية.
تستمر محاولات الاحتلال الصهيوني انتزاع أشد هذه الرموز صلابة كبقعة جغرافية تتجمع فيها عدة رموز مثل استمرار محاولة الاحتلال مصادقة ما يسمى بالمجلس القطري على بناء 4500 وحدة استيطانية جنوب القدس المحتلة في المنطقة التي تسمى (رخس لفان) ويطلق عليها فلسطينيا “التلة البيضاء” قرب قرية الولجة القديمة والمهدمة عام 1950 وهذا يعني مصادرة 600 دونم للاستيطان، و1000 دون للمنتزه (نشر على موقع معا 6/9/2017). وقد اتفقت هذه النتيجة مع الباحثة (بيان الحوت، 1991) في ان الاحتلال الصهيوني اعتمد على سياسة الترحيل والإقصاء والإنكار في سياق اعتقاد شعب الله المختار، وهي فكرة إجرامية غير موجودة في الشرائع السماوية، ويتقاطع هذا الرأي مع روجي بارت (1984) الذي رأى في مقولة “شعب الله المختار” أنها جريمة سياسية تضفي صفة القداسة على كل ألوان العذاب والتوسع على حساب الأصل.
يلاحظ من خلال الابحاث السابقة انها كانت في معظمها دراسات غير امبريقية (غير تجريبية) اكتفت بالإشارة الى بعض الاجراءات الاحتلالية التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي مكتفين بالمراجع التاريخية والقانونية ولم تلجأ الى اخذ عينة بحثية من الفلسطينيين انفسهم كما انها لم تستخدم المنهج السيميولوجي .
القسم الثاني من الادب المرجعي:
ذكر الباحث (برهان الدجاني، 1998) في دراسته “أهمية دور الاقتصاد في صمود القدس” من خلال إعادة صناعة الحرف اليدوية، والتغلب على البطالة والتأكيد على دعم المشاريع الاقتصادية وتشجيع الاستثمار في السياحة الإسلامية والمسيحية للمدينة العربية، وهناك دراسات أخرى مشابهة مثل دراسة (أحمد فهيم جبر، 1998) حيث اهتم بإبراز ما هو المطلوب اتجاه القدس من حيث مشاركة الأدب بأنواعه في دعم صمود القدس وإحياء المناسبات الوطنية لتأدية نفس الهدف ، والتأكيد على أهمية العوامل الاجتماعية كقيم التضامن والمحبة والاحتفال بالمناسبات الدينية وإحياءها مثل الإسراء والمعراج، وموسم النبي موسى، وعلى الرغم من تراجع مثل هذه القيم إلا أن أهل هذه المدينة متمسكون بها تاريخياً.
وهناك من نادى نظرياً بأهمية “دور النضال الشعبي في صمود أهل القدس ” مثل دراسة (بهجت أبو غربية ،1998) وكان أبرز نتائج هذه الدراسة ضرورة عدم وضع النضال الفلسطيني خارج نطاق النضال العربي والإسلامي بعامة. وكذلك دراسة (عبد الله عوض الخباص، 1998) التي جاءت تحت عنوان” دور الأدب في صمود القدس” حيث اهتم بمساهمة الشعراء والأدباء في مديح ورثاء القدس. وهناك أيضا عددا من المسرحيات التي حاولت أيضا إبراز مكانة القدس والخطر المحدق بها مثل ” مسرحية المصير ليوسف جاد الحق؛ أسرة الشهيد لمحي الدين الحج عيسى؛ راحيل لنجاتي البخاري، الطريق إلى القدس لعابدين بسيسو” (أبحاث الندوة التاسعة، 1998).
وعلى الرغم من أهمية الدراسات السابقة في الأدب الحديث من مؤرخين وباحثين وشعراء وأدباء، إلا أن أي من هؤلاء لم يستخدم المنهج السيميولوجي في تفكيك وتحليل سياسات الاحتلال بالاعتماد على ادوات المنهج الكيفي، ولم يتم إجراء المقارنات من خلال المقابلات مع أفراد المجتمع الفلسطيني انفسهم من مختلف المناطق الفلسطينية في القدس المحتلة، للوقوف على اهم المصاعب التي يعانون منها وبالتالي معرفة رؤيتهم حول طرق صمودهم وتعزيز رموزهم التراثية والدينية والحضارية في القدس المحتلة. أي أن مجمل هذه الأبحاث ليس امبريقيا.
مشكلة البحث والاسئلة:
هناك العديد من اجراءات الاحتلال الصهيوني المتنوعة، التي تستهدف ترحيل الفلسطينيين المقيمين في القدس المحتلة وطمس وسرقة وتزييف اهم الرموز المقدسية كالرموز الثقافية والدينية والمكانية وغيرها. لذلك فإن تحليل ابعاد هذه الاجراءات والكشف عنها مهم جدا، كما سيتم التعرف على اهم طرق صمود الفلسطينيين في القدس التي ينتهجونها لمواجهة اجراءات الاحتلال الصهيوني التي تهدف الى فرض واقع جديد يبعث على الاستسلام وضياع الهوية. حيث سعى الباحث الى الاجابة عن السؤال المركزي التالي: كيف يقرا ويعي الانسان الفلسطيني سياسات واجراءات الاحتلال الصهيوني ودلالاتها السيميولوجية في القدس المحتلة من وجهة نظر الأجيال الفلسطينية الثلاثة(الاجداد، الابناء، الاحفاد)؟ ويتفرع عن هذا السؤال سؤال آخر وهو: ما هي وسائل وطرق الصمود الفلسطيني في القدس المحتلة امام سياسات واجراءات الاحتلال الصهيوني ودلالاتها السيميولوجية من وجهة نظر الأجيال الفلسطينية الثلاثة (الاجداد، الابناء، الاحفاد)؟
أهمية البحث:
تعتبر هذه الدراسة الأولى من نوعها في استخدام المنهج السيميولوجي بالاعتماد على استخدام ادوات المنهج الكيفي، من وجهة نظر المبحوثين أنفسهم، وإعادة تمظهرها في الوعي الفلسطيني وليس من وجهة نظر الباحث الشخصية فقط، وليست عين الكاميرا التي أعدت لإعطاء إطار معد سلفا كما حصل في الاتفاق الذي تم بين الأردن والاحتلال الإسرائيلي حول وضع كاميرات في الأقصى (رفض اهل القدس هذا الاقتراح)، ووضع البوابات الإلكترونية وإغلاق الأقصى( تم رفضها ومقاومتها فلسطينيا). حيث كان الهدف من هذه الدوال مدلولات تشير الى اختزال عملية البطش وسياسات التهويد من قبل الاحتلال لأنها خارج نطاق العدسات المرئية! وهذا يعتبر من ضمن معايير التيهان السياسي والشرود الذهني حيث تختزل الرواية والأحداث في رقعة ضيقة هنا أو هناك.
ومن الأسباب الأخرى التي دفعت الباحث لإجراء هذه الدراسة هو أن هناك تخوفاً حقيقياً من ضياع الأكثر رمزية في حياة وتاريخ الشعب الفلسطيني رمزاً تلو الآخر، وهذا يمكن لمسه في روايات وقصص المقدسيين خاصة فيما يدور داخل القدس وانسحاب ذلك الى خارج مدينة القدس. كما ابرزت هذه الدراسة اهم طرق صمود الفلسطينيين في القدس المحتلة لمواجهة سياسات الطمس للرموز الثقافية والوطنية صهر الوعي الفلسطيني. كما ستشكل هذه الدراسة مرجعا مهما للباحثين وللمؤسسات الوطنية الفلسطينية المتنوعة.
حدود ونطاق البحث:
موضوع هذا البحث يهدف إلى تناول اجراءات الاحتلال الاسرائيلي في القدس المحتلة لاستهداف الفلسطينيين واستهداف الدور الأساسي الذي تلعبه الرموز المخفية والمعلنة لمدينة القدس في تشكيل بنية الهوية المعرفية للمواطن الفلسطيني عبر الأجيال الثلاثة للأسرة الفلسطينية في مناطق وضواحي القدس المحتلة، وسيتم القيام بهذا البحث من خلال المنهج السيميولوجي بالاعتماد على ادوات المنهج الكيفي والذي يعتبر الأكثر ملاءمة لإجراء مثل هذا النوع من البحوث. وسيتم إجراء مقارنة بين الفلسطينيين من مختلف مناطق القدس المحتلة وبين الأجيال الثلاثة في مدى تشكيل البنية المعرفية في الهوية المقدسية .
منهجية البحث:
انطلاقا من الهدف المحدد لهذه الدراسة يرى الباحث ان استخدام المنهج السيميولوجي بالاعتماد على ادوات المنهج الكيفي يعتبر أكثر ملائمة لتحقيق هدف الدراسة، وهو الوصول إلى تحليل وفهم معمق في كيفية نشوء العلاقة الديناميكية بين الدال والمدلول داخل الأسرة عبر الثلاثة أجيال، وبهذا فمن الصعب على البحث الكمي قياس هذه الظواهر والعوامل(Naila Kabeer, 1994) . حيث عرف بارت مفهوم السيميولوجيا بأنه “العلم الذى يدرس مختلف الدلائل كيفما كانت العلاقة بين الدوال والمدلولات، وتوسع بارت في التعريف قليلا ليشمل كافة العلامات والرموز مع التأكيد على الوشائج (تشابك وتداخل) بين السيميولوجيا واللسانيات البنيوية (الدراسات العربية بالكلية متعددة التخصصات: 2013).
يعتبر بعض الخبراء أن استخدام ادوات البحث الكيفي يمكن الباحثين من التوصل الى فهم أعمق للظواهر الاجتماعية والنفسية (A Bryman, 1988) وتعتبر مادة التحليل التي ينقلها المبحوثين من كلمات وصور وتصرفات في سياق تجاربهم وخبراتهم مادة رئيسية في التحليل وليس الاعتماد على البيانات الإحصائية.(Jane Gilgun, 1992) .
ان النظرة الشمولية التي تدخل بعمق في كل تفاصيل السيميولوجيا، من شانها ان تساهم بشكل أعمق في دراسة هذا التوع من المواضيع، وتحديدا في سياق تحليل المعاني للإجراءات والتي تأخذ اشكالا متعددة من السلوكيات، حيث ان المعلومة المستقاة منهم هي بالأساس مادة التحليل، ولذلك سيتم الاستعانة بنظرية السيميولوجيا الاجتماعية( محسن بوعزيزي،2010) كمرجعية في القراءة السيميولوجية لنتائج البحث.
أدوات البحث :
سيتم استخدام المقابلة المعمقة لدراسة الأسر المكونة من ثلاثة اجيال، من خلال تقييم توجهات المبحوثين داخل هذه الوحدات البحثية، ودراسة دلالات اجراءات الاحتلال الصهيوني الاقتصادية والسياسية العسكرية والتعليمية والسياسات المعلنة والخفية التي تستهدف الفلسطينيين ورموزهم في القدس المحتلة وطرق صمودهم، من وجهة نظر الأجيال الفلسطينية الثلاثة(الاجداد، الابناء، الاحفاد). وتم اعداد دليل المقابلة واشتمل على ثلاثة قضايا تناولت الخلفية الاجتماعية واجراءات الاحتلال الصهيوني ضد المواطن الفلسطيني ورموز هويته، وطرق ووسائل الحفاظ على الهوية المقدسية.
خصائص العينة وطريقة اختيارها:
تم اختيار عينة عشوائية مكونة من 15 أسرة فلسطينية ممتدة موزعين على مناطق وضواحي مدينة القدس كونهم يستطيعون رصد التغييرات الحاصلة اكثر من غيرهم، وتحتوي كل أسرة على ثلاثة أجيال (الجد والجدة ، الابن وزوجته، الحفيد والحفيدة)، حيث كان عدد الأفراد النهائي الذين تمت مقابلتهم 90 فردا، وتم مراعاة التنوع في الخلفية الاجتماعية والاقتصادية والسكنية ومراعاة مستويات الأعمار والتعليم وتم اختيار العائلات بشكل عشوائي وطوعي وبالتنسيق معهم. وهناك بعض الصعوبات الميدانية التي قد واجهت الباحث والفريق الميداني المساعد كان من ابرزها المعاناة في الوصول إلى كافة مناطق وضواحي مدينة القدس الموجودة فيها الاسر بسبب التواجد المكثف لعناصر الاحتلال ونقاط التفتيش. وتم وضع رموزا بدلا من الأسماء الحقيقية للمبحوثين.
نتائج الدراسة: أولا: سياسات الاحتلال الصهيوني في القدس المحتلة على النحو التالي:
- سياسات الاحتلال الاقتصادية:
لوحظ ان هناك تقارباً كبيرا في مدى الوعي حول سياسات الاحتلال الاقتصادية والتي كان من ابرزها (محاربة القطاع السياحي الفلسطيني وتشويه صورة الفلسطيني، تقديم اغراءات للفلسطينيين للشراء من المحلات التجارية الصهيونية مثل محل يدعى “الكنيون” ومحلات رامي ليفي”، سياسة اغلاق المحلات التجارية والاستيلاء عليها واعتقال اصحابها، التضييق على حركة التنقل التجارية داخل القدس، عدم السماح بإدخال المنتجات الفلسطينية من الضفة الى القدس، عدم اقرار المشاريع التنموية في القدس، حرمان البسطات من البيع في القدس، نشر البطالة، رفع قيمة فواتير الكهرباء والماء على المقدسيين، التمييز العنصري في الوظائف، سحب التأمين الصحي، بناء مجمعات تجارية منافسة للسوق الفلسطيني مثل المجمع الملاصق لأسوار البلدة القديمة، اجرة البيوت والعقارات المرتفعة، مصادرة وحجز لمقتنيات فلسطينية مثل الادوات الكهربائية ومصادرة بضائع من التجار وفرض ضرائب باهظة على التجار). ذكر الجد(أ/1) “انا صاحب محل في شارع صلاح الدين تقوم قوات الاحتلال بضرب اقتصادنا من خلال استقطاب السائحين الاجانب لمحلاتهم ، ومصادرة بضائعنا”.
لوحظ ان هناك تقاطعات كبيرة في نص الشارع الدعائي الفلسطيني وفق ضبابية يفقد فيها الفلسطيني سلطته على ضبط قواعده الاقتصادية في ظل مزاحمة البضائع والمنتجات الصهيونية وتفوقها عليها اعلاميا ويعتبر افقار البضائع الفلسطينية المحلية لقيمتها الاقتصادية ولمجالها هو محاولة لافقار الهوية المقدسية من رموزها وضرب مقوماتها. من الملاحظ ان اهمية الاساليب الدعائية الاقتصادية للاحتلال تكمن في وظيفتها الايحائية التي تحاول لوي ذراع المستهلك الفلسطيني وتستهدف توجيه سلوكه مثل التأكيد على قيم الاناقة والافضلية والنخبة، فالناس هم ما يشترونه او بالأحرى ما يستطيعون شراؤه، ان هذه اللغة هي لغة الاقوى في القدرات والامكانات ولا يهمها الخطأ والصواب هنا بل تدير ظهرها للواقع الموضوعي لتخلق عالمها من خلال النماذج وتحريك الرغبة وتشغيل الاغراء على قلته “وهذا يسمى بذرائعية العلامة” حسب تعبير(محسن بوعزيزي، 2010 : 18).
- سياسات الاحتلال السياسية والعسكرية:
ابدى الفلسطينيين من كافة الاجيال تخوفا كبيرا من اهداف تلك السياسات والتي كان من ابرزها(كثرة الحفريات تحت المسجد الاقصى وباقي المناطق المقدسية مثل سلوان، فصل القدس عن باقي المناطق الفلسطينية، بناء وتوسيع المستوطنات حول القدس، منع التصاريح لأهل الضفة الغربية والقطاع لدخول القدس، اقتحامات الاقصى المتكررة من قبل المستوطنين وجنود الاحتلال، اقتحامات جنود الاحتلال لمنازل الفلسطينيين وترويع اهلها، كثرة الاعتقالات وسياسة الضرب، تهجير الفلسطينيين من المنازل وباقي العقارات، اهمال البنية التحتية للقدس الشرقية، عدم السماح بترميم المنازل، اغلاق المؤسسات الفلسطينية، نبش المقابر، اقامة فعاليات ومهرجانات وسباقات متعددة مثل مهرجان الانوار، التحرش بالفتيات الفلسطينيات من قبل جنود الاحتلال، كثرة الهجرات الوافدة للقدس، استغلال الاعلام لنشر الاكاذيب وتشويه الحقائق، بناء جدار الفصل العنصري، سحب الهويات المقدسية ومنع لم الشمل، الابعاد عن القدس، حرق السيارات الفلسطينية واعطابها، بناء ثكنات عسكرية داخل المناطق السكنية، بناء سكة القطار الخفيف، حرمان اهالي الشهداء من دفن شهداؤهم، كثرة وضع اللافتات باللغة العبرية، اغلاق المساجد والكنائس ومنع الاذان، سياسة العقاب الجماعي مصادرة الاراضي والمنازل بحجج امنية، بناء تل فريك فوق القدس عام 2020، القوانين العنصرية، سياسة فرق تسد، حرق المسجد الاقصى ومحاولات هدمه، عدم اعطاء تراخيص للأدلاء السياحيين العرب، فرض سياسة الوكيل للتحكم في السياحة والسياح ). ذكرت زوجة الابن (ث/2) “يقوم الاحتلال بالاستمرار بالحفريات في كل مكان وخاصة تحت المسجد الاقصى وكثرة الاعتقالات وسياسة الترهيب ضدنا وحرق السيارات من قطعان المستوطنين للضغط علينا”.
من الملاحظ ان تلك السياسات العنصرية قد تم ربطها بالسياق الاجتماعي المعيشي للسكان الفلسطينيين والذي يراد له ان ينتج نسيجا جديدا من خلال افساح المجال لتتبع حركة العلامات الجديدة داخل مناطق القدس والجغرافيات الاجتماعية الفلسطينية، حيث يراد لهذه العلامات ان تصبح نتاجا اجتماعيا يرتبط بأوضاع الفلسطينيين المهمشين وربطهم بعلاقات القوة المهيمنة للاحتلال الصهيوني، وحينها تصبح العلامة القديمة والجديدة موضع رهان وصراع وكفاح لنشر العلامة الاشد اثرا في البنية المعرفية لضمان استمرارها، وقد ابدى الفلسطيني وعيا لمكانة القدس بما لها وما عليها من علاقات ورموز معنوية ومادية لتشكل هوية متراصة يصعب على المحتل قمعها وطمسها الا ما قد ينتجه احيانا من صور مزيفة .
- سياسات الاحتلال التعليمية :-
لوحظ ان هناك تقاربا كبيرا في مدى الوعي المعرفي لدى الاجيال الفلسطينية حول سياسات الاحتلال التعليمية وكان من ابرزها( فرض مناهج الاحتلال الصهيوني مثل “بجروت” الذي يعتمد على الرواية الصهيونية، حذف المفاهيم والاسماء الوطنية وكل ما يتعلق بالهوية والانتماء الفلسطيني من المناهج، تحريف وتزييف القصص والتاريخ الفلسطيني، تعليم الطلاب اليهود اساطير كاذبة، عرض افلام تاريخية مزورة على سور القدس مثل فلم سليمان وتاريخ اليهود، كثرة اعتقال الطلاب الفلسطينيين وتفتيشهم، اقتحام المدارس العربية واغلاقها وعرقلة الوصول اليها، القيام بجولات وزيارات عديدة للطلاب اليهود في القدس وجميع احيائها، اقامة مهرجانات وبازارات عديدة للتطبيع مع الطلبة اليهود، تسرب الاطفال الفلسطينيين من المدارس، اكتظاظ الصفوف المدرسية لدى الفلسطينيين، عدم السماح ببناء مدارس للفلسطينيين، منع الاناشيد الوطنية، فرض اللغة العبرية في المناهج العربية، اهمال الانشطة المخبرية، عدم توظيف اساتذة فلسطينيين لهم سوابق أمنية، تعليم الطلبة اليهود على حب “إسرائيل”، كثرة اعتقال المدراء الفلسطينيين بحجج أمنية، التمييز في قوانين توظيف المعلمين، تدني أجرة المعلم الفلسطيني، تقليص ميزانية المدارس). ذكر الحفيد(ت/7) “هناك الكثير من الفعاليات اللامنهجية للطلاب اليهود مثل الزيارات الميدانية لكل مناطق القدس وتعليمهم معلومات مزورة من تلك المناطق”.
لوحظ ان جميع هذه السياسات تستخدم من قبل الاحتلال الصهيوني بهدف احلال بنى معرفية جديدة تخترق نطاق الهوية الفلسطينية لطمس الهوية الفلسطينية المقدسية لطمس رموزها التي يعرّف الفلسطيني ذاته من خلالها. وتشير الدلالة العامة لتلك السياسات الى تقويض وهدم بنى قيمة لدى الفلسطيني كمدلولا اضافيا، حيث تتعرض الكلمات والرموز االوطنية للحذف (كمنع النشيد الوطني الفلسطيني) وكذلك اعتقال المعلمين، وهذا يعتبر مهمة اخرى في صلب عملية التأكيد لفهم دلالة مفاهمية جديدة تمر من خلال اختراق الصور وتزييف الحقائق وفرض المنهاج الصهيوني كما ينبغي له (حيث الترويج لهذه الرموز الاحلالية ضخما جدا لتبيان فضائل المنهاج الصهيوني).
- سياسات الاحتلال الخفية والعلنية:
لقد كان ابرز تلك السياسات متمثلة في السياسات الخفية (وضع الكاميرات، سرقة الاثار الفلسطينية، حفر الانفاق السرية، خلق حالة من الرعب، سرقة الاكلات الشعبية مثل الحمص والفلافل شراء البيوت والعقارات بطرق سرية و ملتوية مثل : (الوكلاء العرب )، ترقيم الشوارع والبيوت الفلسطينية، التطبيع مع الصهاينة، دعم مادي من اثرياء اليهود للمستوطنين و المؤسسات الاستيطانية، نشر المخدرات، سرقة اوراق الطابو، محاولة وضع البوابات الالكترونية، وجود العديد من المؤسسات الصهيونية الناشطة في مجال الاستيطان وفرض رموز مهيمنة من خلال مؤسسات وجماعات خاصة مثل جماعة امناء جبل الهيكل التي تحاول هدم الاقصى وحرقه، كيرن كيمت ( الصندوق القومي اليهودي) ، التأمين الوطني الصهيوني، المركز الجماهيري، جمعية صندوق الهيكل، مؤسسة العاد الاستيطانية، منظمة عطيرات كوهانيم وتعني التاج الكهنوتي ( للمزيد من التفاصيل حول هذه المؤسسات يمكن النظر للتعريفات في ملاحق البحث ).
. ذكرت الأم(ث/12) “قامت البلدية بتغيير الكثير من الأسماء للمحلات والشوارع والأماكن العربية مثلاَ ثم تدمير حي المغاربة المجاور للمسجد الأقصى لتوسيع ما يسمونه حائط المبكى بدلاَ من حائط البراق”
لوحظ من خلال ما سبق ان هناك تقاربا في وعي الاجيال الفلسطينية لتلك السياسات العنصرية مع درجة وعي اقل نوعا ما لدى افرد الجيل الثالث حول الالمام والمعرفة باسماء الشوارع والاحياء القديمة المقدسية التي تعرضت للطمس .
ان الكشف عن سياسات الاحتلال العلنية والخفية التهويدية يعتبر عنصرا مقاوماً من اجل قهر الاحتلال وكشف الاعيب العلامة في بعدها الاكراهي وسحريتها الداعية الى الطاعة (محسن بوعزيزي،2010، ص 18). لكن يبقى الشرط الاساسي هو القدرة على الكشف عن الاعيب العلامة الذي يكمن في مدى وعي وادراك الفلسطيني لبعدها الخفي ولذلك فقد عمد الاحتلال الى ايجاد علامة تركيبية منسجمة بين المؤساسات الخفية التي تنشط بالخفاء والعلنية كالبلدية التي تخلق معنى لرمز مؤسطر على حساب تدمير رمزا اصيلا كهدم البيوت واستحالة الحصول على تراخيص البناء للفلسطينيين مقابل بناء الحدائق التوراتية والمناطق الخضراء وبهذا المفهوم يمكن القول ان جميع مؤسسات دولة الاحتلال الصهيوني انها عاملة وفاعلة بالقوة التدميرية بل وهي اهم وسائل الاحتلال للنيل من رموز الهوية المقدسية، (وهذا يعني خلق عناصر رمزية بديلة لعناصر اصيلة ). ان التخوف القائم في مدينة القدس هو ان هناك معنى متولد من علاقة عناصر غائبة ومعزولة ولكنها بدت وكأنها تلاحمت في الواقع المقدسي، فهذا الشارع الفلسطيني المقدسي قد عبر عنه برقم جديد وتسمية جديدة محاطة بلافتات عبرية ومعبرنة(عربي وعبري) حيث يمكن اعتبار الشارع فضاء مستثمرا للمهيمن بحسب خطة مرمزة لديه على الرغم من انها غير اصيلة وهذه النتيجة تتفق مع رأي (محسن بوعزيزي، 2010، ص142).
ثانيا: طرق الصمود الفلسطيني في القدس المحتلة:
اكد المبحوثين وبشكل عام على ضرورة القيام بعدة خطوات في مجالات مختلفة والتي يعتقدون انها فاعلة في صمودهم وقد عبروا عنها من خلال دور الاسرة الفلسطينية، دور الاقتصاد، ودور التعليم.
- الدور الاسري: فقد ابدى معظم افراد الاجيال الفلسطينية ضرورة قيام الاسرة بعدد من الخطوات والادوار لتعزيز وتثبيت الرموز المعنوية والمادية ومن ابرز هذه الادوار(ضرورة تعليم الابناء والبنات حب الوطن وتعزيز شعور الانتماء للقدس وفلسطين، تعليم الابناء ضرورة الدفاع عن القدس، تشجيع الابناء والبنات للصلاة في الاقصى و اللعب في ساحاته، سرد القصص الفلسطينية التاريخية للأطفال، زيارة كافة الاماكن والمناطق المقدسية، الاستمرار في الرباط في الاقصى اعتبار الصبر هو النصر، التأكيد على ضرورة الوحدة الوطنية، بحاجة لوقفة دولية امام سياسات التهويد، احياء الطقوس الدينية، عمل انشطة ترفيهية للجميع في الاقصى مثل الاكلات الشعبية، التأكيد على ان القدس مصدر اشباع روحي، استثمار الإعلام لنصرة القضية الفلسطينية وخاصة القدس، زيادة المحبة والتعاون بين الفلسطينيين أنفسهم، رفض اي شكل من اشكال البيع للبيوت والعقارات للصهاينة، ضرورة المقاومة الشعبية، محاسبة العملاء والسماسرة، محاربة تجارة المخدرات، انشاء مؤسسات للدعم الاسري الاجتماعي والنفسي، زيادة نسبة المواليد الفلسطينيين من وجهة نظر الجيل الاول والثاني عكس وجهة نظر معظم افراد الجيل الثالث، ركز افراد الجيل الثالث على ضرورة انشاء اندية متنوعة للشباب والحفاظ على نادي ابناء القدس ونادي برج اللقلق وتشكيل اللجان الشعبية). ذكرت الأم (ث/3) “نحن نعلم الاجيال المحافظة على مدينة القدس واهمية الحفاظ على مقدساتها ومعالمها دون الخروج منها”. وذكرت الحفيدة (ح/3) “ان الذي يعزز وجودي هو انتمائي وحب القدس وانا ادعم نفسي لكننا بحاجة لأنشطة ترفيهية واندية رياضية وثقافية “.
يلاحظ مما سبق ان الفلسطينيين يحاولون باستمرار اعادة مملكة العلامات الى الحياة من جديد عبر الاسرة وصولا الى تحطيم ما يمكن تحطيمه من رموز مؤسطرة تستهدف رموزهم وهويتهم وقوة صمودهم. ومن الملاحظ ان المحاولات الفلسطينية للصمود تنبع من رواية مصدرها الايمان بالحق لتشكل نسيجا معرفيا يرتبط بحالة كبيرة من الشغف والتعلق بالمدينة وعلاماتها، على الرغم من الاختلاف في وجهة نظر الاجيال الفلسطينية حول تقليل عدد المواليد من وجهة نظر الجيل الثالث مقارنة بالجيلين الاول والثاني فهذا يشير الى سوء الاوضاع الاقتصادية، ويظهر التخوف من اشهار العلامة الاقتصادية الصهيونية والتي اثرت نوعا ما ولاقت رواجا صوريا في البنى المعرفية لبعض افراد الجيل الثالث .
- الدور الاقتصادي :-
يوجد تقاربا كبيرا بين الاجيال الفلسطينية في تحديد أهم خطوات الدعم الاقتصادي متمثلة في(ضرورة الدعم المالي للتجار، دعم قطاع البناء وتوفير السكن، ترميم المنازل، المساهمة في دعم الفلسطينيين لتغطية الضرائب وخاصة (الارنونا: ضريبة الاملاك )، الدعم المالي للحصول على تراخيص البناء، دعم القطاع السياحي الفلسطيني وضرورة توفير ادلاء سياحيين فلسطينيين دارسين في الجامعات الفلسطينية، دعم الفقراء، دعم اصحاب البيوت المهدمة، مقاطعة المنتجات الاسرائيلية، تشجيع الشراء من المحلات والورش الفلسطينية، خفض ايجار العقارات السكنية ، فتح مشاريع اقتصادية للشباب، تقديم النصح والدعم القانوني، توفير فرص عمل للعمال والخريجين، انشاء صندوق وطني لإنقاذ القدس، استثمار ارض الوقف الاسلامي والمسيحي في الجوانب الحياتية للسكان الفلسطينيين، اقامة و انشاء اماكن ترفيهية، رفع جودة المنتج الفلسطيني وزيادة رقعة الاسواق الفلسطينية، دعم المؤسسات المقدسية ماديا). فقد ذكرت الام (ث/15) “يمكن تثبيت السكان المحليين في القدس من خلال تخفيض اجور المنازل وترميمها”. وذكر الحفيد (ج/15) “لابد من دعم القطاع السياحي وتوفير ادلاء سياحيين فلسطينيين دارسين في الجامعات الفلسطينية، ويجب دعم اصحاب البيوت المهدمة”.
لوحظ من خلال ما سبق ان الاهتمام كبير جداً من الاجيال الفلسطينية حول ضرورة الدعم الاقتصادي بشكل عام خاصة في مجال البناء ودعم القطاع السياحي ردا على محاولات الاحتلال الصهيوني لاعادة هيكلة المدينة هندسيا والذي حقق تغيرات كبيرة على ارض الواقع حيث ان البناء العمراني اصبح ضرورة تعادل بناء وتمكين الانسان الفلسطيني ومن شان ذلك ان يعطي اولوية للمالك الاصلي من أجل اقصاء الاحتلال كدخيل وفق هندسة معمارية تعزز عرى الابنية المعرفية البنيوية. ان اسواق المدينة تشير الى عراقة تاريخية عربية اصيلة لكنها تبقى منطوية على ذاتها اذا لم يتم دعمها ماديا هذا من جانب، ومن جانب آخر ان من يقف في اسواقها يجب ان يعرف رواياتها والا سيعود الزائر متنعماً بروعة المناظر دون معرفة رواياتها ورموزها الممتدة عبر التاريخ، وهذا المعنى قد تم استنباطه من حديث المبحوثين بضرورة ايفاد ادلاء سياحين فلسطينيين مشبّعين بمكونات الثقافة الرمزية الاسلامية والمسيحية والوطنية والتاريخية.
- الدور التعليمي:
اكد معظم المبحوثين على ضرورة القيام بعدد من الخطوات في مجال التعليم لتمكين صمودهم ومن ابرز تلك الخطوات(ضرورة مواصلة التعليم للأبناء، زيارة الطلاب الفلسطينيين للاماكن المقدسة، عمل مهرجانات وندوات للطلبة في الاقصى، توفير العاب الكترونية في المدارس العربية، التأكيد على سرد القصص التاريخية للطلبة الفلسطينيين، بناء المدارس، توعية الطلبة حول اهمية ومعنى الرموز الفلسطينية، عمل سلسلة قراءة طويلة، عدم استخدام الكلمات العبرية بدلا من العربية، فتح مراكز ارشادية لطلبة المدارس، خفض الاقساط التعليمة لطلبة القدس، توفير ميزانية داعمة للمدارس العربية في القدس، توفير مدرسين ذوي كفاءة علمية للمواد العلمية، الحفاظ على النظافة وخاصة شوارع القدس، احياء المناسبات الوطنية في المدارس والروضات، حل مشكلة تسرب الاطفال من المدارس، بناء مختبرات علمية حديثة). فقد ذكر الزوج(ت/14) “يوجد ضرورة لتوعية الطلاب الفلسطينيين لمعرفة هويتهم الفلسطينية وعمل ندوات ثقافية لكافة الابناء وتعزيز المعرفة بالمقدسات الدينية، وضرورة توفير كفاءات علمية في مدارسنا، وفتح مراكز ارشادية نفسية”.
لوحظ من خلال ما سبق ان حضارة الفلسطينيين ما زالت تعد حضارة كتابة تحاول جاهدة الحفاظ على التراث والهوية الفلسطينية مقابل سياسة التجهيل و صهر الوعي الفلسطيني لانتزاع اشد العلامات الفارقة في تاريخ الصراع مع الاحتلال الصهيوني وهي هوية الانتماء مقابل تشويه وطمس رموزها، الا ان التعليم الفلسطيني ما زال ينقصه الاكثار من حضارة الصورة التي لا كتابة فيها نكاية بالصورة الاشهارية المعادية والمتعددة التي يبثها الاحتلال الصهيوني في مناهجه، والمقصود بحضارة الصورة (هي كل الصور والابنية والرموز المادية والتعبيرية في الثقافة الفلسطينية) وهنا تبرز الحاجة الى عرض هذه النماذج من الصور في المناهج والمعارض والندوات والافلام والمسابقات في جميع المناطق الفلسطينية وخاصة القدس، وهذا يتقاطع مع ( محسن بوعزيزي، 2010، ص119) نقلا عن رولان بارث ” لا تقف البلاغة عند حدود النص المكتوب بل ان الصورة يمكن ان تتضمن احداثا بلاغية ” حيث ان من شأن ذلك ان يستثير خيال المتلقي بغرض تحفيز ملكة التفكير وتعميق الحس الوطني و الانتماء للهوية وحماية رموزها.
خاتمة:
ابدى الفلسطينيون بشكل عام وعبر الاجيال الثلاثة وعيا كبيرا ومتقاربا لمكانة القدس بما لها وما عليها من علاقات ورموز معنوية ومادية، حيث لوحظ ان جميع سياسات الاحتلال الصهيوني في القدس المحتلة وما ينتجه من علامات ورموز سياسية واقتصادية وتعليمية خفية او علنية تكشف عن مناورات الهيمنة والاقصاء والاقتلاع للسكان الفلسطينيين، من خلال السعي الدؤوب للاحتلال الصهيوني بالاختفاء خلف طبيعة مصطنعة، ولذلك يعمد الاحتلال الى تكثيف الاشهار من العلامات الاقتصادية والعمرانية والرموز المؤسطرة والمؤدلجة بطابع ديني وتاريخي مزيف، لاعتقادهم بان ذلك قد يخلق القبول بالأمر الواقع بغض النظر عن الجرائم التي ترتكب بحق الفلسطينيين وهذا يسمى بذرائعية العلامة. في حين يسعى الفلسطينيون من خلال دور الاسرة والدعم الاقتصادي والتعليمي الى تثبيت صمودهم واعادة مملكة العلامات العمرانية والتاريخية والدينية الى الحياة من جديد وصولا الى تحطيم ما يمكن تحطيمه من رموز مؤسطرة احلالية. ومن الملاحظ ان المحاولات الفلسطينية المقاومة تنبع من رواية مصدرها الايمان بالحق لتشكل نسيجا معرفيا يرتبط بحالة كبيرة من الشغف والتعلق بالمدينة وعلاماتها الممتدة الى خمسة آلاف عام قبل الميلاد.
المراجع:
– ابراهيم أبو لغد. (1982). “الثقافة الفلسطينية وسياسة إسرائيل”، فصلية الكرمل. عدد 5.
– ابراهيم مطر. (1997). “ملكية الاراضي والممتلكات في القدس اساليب الاستيلاء عليها ومصادرتها 1948- 1997”. ابحاث الندوة الثامنة .عمان: المركز الثقافي الملكي. ص53.
– أحمد فهيم جبر. (1998). “دور المجتمع في صمود القدس”. أبحاث الندوة التاسعة. عمان: المركز الثقافي الملكي.
– أحمد رويضي. (1997). “تقييد الوجود العربي وتعزيز التواجد اليهودي في القدس”. مركز القدس للنساء. القدس.
– إدوارد سعيد. (1981). “تجربة الاستلاب”. فصلية الكرمل. بيروت. عدد 3.
– اسامة حلبي. (1997). “الوضع القانوني لمدينة القدس، ومواطنيها العرب”. مؤسسة الدراسات الفلسطينية. بيروت.
– ايمان أبو الخير. (2014). ” انتهاك الحريات الاجتماعية في القدس في الفترة 1967- 2013″. مؤتمر القدس العلمي الثامن. سياسات التهويد السكاني في القدس التداعيات والمواجهة. مؤسسة القدس الدولية. غزة.
– برهان الدجاني. (1998). “دور الاقتصاد في صمود القدس”. أبحاث الندوة التاسعة. عمان: المركز الثقافي الملكي.
– بهجت أبو غربية. (1998). “دور النضال الشعبي في صمود القدس”. أبحاث الندوة التاسعة. عمان: المركز الثقافي الملكي.
– بيان الحوت. (1991). “القضية، الشعب، الحضارة”. بيروت: دار الاستقلال للدراسات والنشر. ط1.
– الجزيرة. (2017). “القصور الاموية في القدس”
www.aljazeera.net/news/alquds/2017/2/20
– جهاز مركز الاحصاء الفلسطيني.(2017) www.aljazeera.net/news/alquds/2018/3/29
– حسام محمد يونس. (2014). “دور المنظمات غير الحكومية في دولة الاحتلال في تهويد مدينة القدس” . عطيرات كوهانيم وجمعية العاد نموذجا. مؤتمر القدس العلمي الثامن. سياسات التهويد السكاني في القدس التداعيات والمواجهة. مؤسسة القدس الدولية. غزة.
– خالد عزب. (2010). “القدس المدينة والتهويد”. الاسكندرية: هلا للنشر والتوزيع. ط1.
– الدراسات العربية بالكلية متعددة التخصصات تازة. (2013). “تعريف السيميولوجيا”
– رائف يوسف نجم. ( 1983). “كنوز القدس”. عمان: المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية. مؤسسة آل .
– طارق بدون عائلة.(2008).” الصورة عند رولان بارث”. http://itfctk.ahlamontada.net/t163-topic
– سجى غرة. (2017). “ماذا تعرف عن جمعية العاد الاستيطانية”
www.qodsucom.ps.2017
– شبكة معا. نشر بتاريخ 6/9/2017 الساعة 11:32.
www.maannews.net/content.aspx?id=921425
- عبد الله عوض الخباص. (1998). “دور الأدب في صمود القدس”. أبحاث الندوة التاسعة. عمان: المركز الثقافي الملكي.
– عدنان أبو عامر. (2009). ” السياسة الصهيونية اتجاه القدس”. مجلة البيان ع114. الرياض: مركز البحوث والدراسات.
– محسن بوعزيزي.( 2010). “السيميولوجيا الاجتماعية”. بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية . ط1.
– محمد عبدالله الهنائي. (2012). ” المخيال، وفكرة أنهم عرب “. الفلق.
– محمد فرحات. (2010). “القدس: فضاء يشكله المقدس والرموز”. الجمعية التونسية لعلم الاجتماع. الهوية والعنف. تونس: الدار العربية للكتاب. عدد 3.
– المركز العربي للأدب الجغرافي. (2012). “القدس كما صورها الرحالة العرب والمسلمون”. أشكال هندسة البيوت العمرانية في القدس.
– المعاني لكل رسم معنى. “تعريف ومعنى يوتوبيا في معجم المعاني الجامع عربي / عربي”.
https://www.almaany.com/ar/dict/ar
– نواف الزرو. (1991). “القدس بين مخططات التهويد الصهيونية ومسيرة النضال والتصدي الفلسطيني”. عمان: دار الخواجا للنشر. ط1.
– نور الدين مصالحة. (1993). “مفهوم الترنسفير في الفكر والتخطيط الصهيوني 1882-1948”. بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية. ط1.
– وائل مجدي. (2017). “حائط البراق معلم اسلامي اغتصبه اليهود”.
www.masralarabia.com
– وليد مصطفى.(1997). “القدس سكان وعمران “. مركز القدس للاتصال والاعلام. القدس. ص73-80.
– “(ويكيبيديا، 2018). www.wikipedia.org
– A, Bryman,. (1988). “Quantity and quality in Social research”, London. Unwin Hyman.
– Jane Gilgun, (ed) (1992). “Qualitative methods in family research”. London: Sage Publication.
– Naila Kabeer, (1994). “Research realities: gender hierarchies in development thought”. London: VERSO.
ملاحق الدراسة:
1) قائمة بأسماء المؤسسات الصهيونية العاملة على تهويد القدس حسب ما ذكرها المبحوثين:
* جماعة أمناء جبل الهيكل :اسسها المهاجر اليهودي من جنوب افريقيا(ستانلي غولدفوت) احد نشطاء عصابة شتيرن التي اغتالت وسيط الامم المتحدة (الكونت برنادوت) عام 1948، و الزعيم الحالي لها هو المحامي (غرشون سلومون) وهو يقود جماعته للاعتداء عل حرم الاقصى بإقامة الصلوات والشعائر اليهودية في ساحاته، واحيانا يحملون نعشاً رمزيا كتب عليه ” دولة فلسطين لن تقوم” وتجدر الاشارة الى أن محكمة الاحتلال قد سمحت لهذه المنظمة بوضع حجر الاساس للهيكل المزعوم رمزيا قرب حائط البراق (عدنان ابوعامر،2009، ص 104).
* كيرن كيمت (الصندق القومي اليهودي): منظمة صهيونية اسست عام (1901) بهدف جمع الاموال من اليهود لشراء الاراضي في فلسطين واقامة المستعمرات ونال الموافقة في المؤتمر الصهيوني السادس عام (1903) بالاضافة لشراء الاراضي في سيناء وسوريا وأية اجزاء اخرى من تركيا الاسيوية، وكان لها مقراً اوليا في فيينا ثم في مدينة كولون الالمانية وفي عام 1907 تم تسجيل الصندوق كشركة بريطانية، وتم نقلها الى مدينة هاغ البولندية بعد اندلاع الحرب العالمية الاولى وكانت حصيلة نشاطاته لغاية 1947 شراء واغتصاب (933,000 دونم) من اراضي فلسطين”(ويكيبيديا، 2018).
* التأمين الوطني: “مؤسسة انشأها الاحتلال الصهيوني عام 1953 تحت مسمى الضمان الاجتماعي تحت شعار مساعدة الاطفال والقاصرين والمعاقين والعجزة”، لكنها تستخدم في نفس الوقت كأداة ضغط على الفلسطينيين في القدس لتطبيعهم واقناعهم بسياسة الامر الواقع والتسليم به .(ويكبيديا، 2018).
* المركز الجماهيري: من المؤسسات التي انشأها الاحتلال الصهيوني لعمل أنشطة وفعاليات جماهيرية ومجتمعية وثقافية من اجل التطبيع ودمج الفلسطينيين بثقافة ورموز مختلفة (www.atansim.org.il) .
* جمعية صندوق جبل الهيكل: جمعية يهودية مسيحية صهيونية تسعى لتهويد منطقة المسجد الاقصى اسست عام (1983) وتهدف الى بناء الهيكل الثالث (عدنان ابوعامر،2009، ص 106).
* مؤسسة العاد (كلمة العاد اختصار للمعنى نحو مدينة داود): مؤسسة استيطانية اسست عام (1986) وهي جمعية صهيونية استيطانية متطرفة يمينية يرأسها المستوطن (دافيد باري) والذي عمل مديراً لشركة عميدار الداعمة للبناء الاستيطاني ومساكن اليهود(سجى غرة، 2017). www.qodsucom.ps.2017
* منظمة عطيرات كوهانيم: وتعني التاج الكهنوتي انشأت عام (1987) في حي الواد شرقي القدس، وتهدف الى شراء الاراضي والاستيلاء على البيوت من الفلسطينيين خاصة في البلدة القديمة، ولها نفوذ واسع في دولة الاحتلال وكذلك في امريكا لجمع التبرعات من خلال الافلام الدعائية لبناء المستعمرات وهدم الاقصى وبناء الهيكل ومن مهامها تهويد البلدة القديمة في القدس، وتحظى بدعم الملياردير اليهودي الامريكي “اورفينغ ميسكوفيتش” (عدنان ابوعامر،2009، ص 107).
2) دليل المقابلة: الأخت الفاضلة الأخ الفاضل…تحية طيبة وبعد:
يقوم الباحث بإجراء دراسة حول اجراءات الاحتلال الصهيوني المتنوعة في القدس المحتلة من وجهة نظر الأسرة الفلسطينية عبر ثلاثة أجيال (الأجداد، الأبناء، الأحفاد) في محافظة القدس. وقد وقع عليك الاختيار عشوائياً لتكون/ي ضمن عينة الدراسة، لذا أرجو منك التعاون في المقابلة والإجابة عن جميع الأسئلة، بما يتوافق مع وجهة نظرك، علماً بان إجابتك لن تستخدم إلا لأغراض البحث العلمي مع الحفاظ على سريتها، شاكراً لكِ حسن تعاونك.
ملاحظة يتم مقابلة ستة اشخاص من نفس الاسرة (الجيل الاول: الجدة والجد، الجيل الثاني: الابن اي الاب وزوجته اي الام، والجيل الثالث: الابن والابنة)) : الجزء الأول)
1- العائلة رقم ( )
2- حسب سنة الميلاد فإن المبحوث يقع ضمن إحدى الفئات التالية:
أ- الجيل الأول مواليد سنة—– ب- الجيل الثاني مواليد سنة—– ج- الجيل الثالث مواليد سنة——–
3- الجنس 1- ذكر 2- أنثى
4- السكن: الرجاء ذكر السكن بالتحديد: ………………..
5- الحالة الاجتماعية: ا- متزوج/ة ب- أعزب/عزباء ج- مطلق/ة د- أرمل/ة
6- عدد الأولاد: الذكور _____ الاناث ____:( للجيل الثالث يوجه السؤال كم عدد الذين تفكر في انجابهم)___
7- المستوى التعليمي للمبحوث: أ- أمي ب- مدرسي أساسي ج- مدرسي ثانوي د- بكالوريوس ذ – دراسات عليا
8- المهنة:…………..
9- الوضع الاقتصادي للأسرة : أ- متدني(فقير) ب- متوسط ج- عال د- اعتمد على الأقارب أو أي جهة أخرى حدد————
الجزء الثاني:
سياسات واساليب الاحتلال لطمس الهوية المقدسية ورموزها:
10- حسب علمك وتجربتك ما هي سياسات الاحتلال الاسرائيلي الاقتصادية التي تستهدف اقتصاد مدينة القدس والمواطن الفلسطيني في القدس وكيف يتم ذلك الرجاء ذكر امثلة ؟
11- حسب علمك ما هي اساليب الاحتلال الاسرائيلي منذ احتلال القدس عام 67 التي تستهدف طمس معالم ورموز مدينة القدس ومقدساتها وتستهدف المواطن الفلسطيني وكيف يتم ذلك مع امثلة اذا امكن؟
12- حسب علمك ما هي سياسات واساليب الاحتلال الاسرائيلي التعليمية التي تستهدف مدينة القدس ومقدساتها وتستهدف المواطن الفلسطيني في القدس وكيف يتم ذلك مع امثلة اذا امكن (مثلا ماذا يعملون في عرض افلامهم ومسرحياتهم والمتاحف والانشطة لتربية اجيالهم وسرقة الرموز) ؟
13- حسب علمك ما هي سياسات واساليب الاحتلال الاسرائيلي المخفية والعلنية لسرقة رموز ومقدسات المدينة الاسلامية والمسيحية وكيف يتم ذلك مع امثلة اذا امكن ؟
14- حسب علمك ما هي السياسات السياسية والعسكرية للاحتلال الاسرائيلي التي تستهدف تواجد السكان الفلسطينيين في القدس وكيف يتم ذلك مع امثلة اذا امكن (مثل العقاب الجماعي للعائلات الفلسطينية ولأي سبب)؟
15- ما هي اكبر تخوفاتك من سياسات وقوانين الاحتلال (مثل قوانين البلدية ) التي تمارس ضد الاماكن المقدسة والعمرانية وشوارع المدينة وضد المواطن الفلسطيني في محافظ القدس مع ذكر امثلة اذا امكن؟
16- باعتقادك هل استطاع الاحتلال سرقة او تشويه او طمس بعض الرموز التاريخية والمقدسات الفلسطينية في القدس المحتلة الرجاء ذكر امثلة ثم وضح كيف تم ذلك؟
17- هل عندك علم بمؤسسات اسرائيلية فاعلة في مجال طمس الهوية الوطنية العربية الاسلامية والمسيحية في مدينة القدس؟
18- هل عندك علم بالسياسات الاسرائيلية في محاربة القطاع السياحي في القدس الشرقية مثل منع التصاريح الجماعية للفلسطينيين غير المقيمين في القدس من زيارة القدس وغيرهم ممن يؤيدون الحق الفلسطيني ….الخ؟
الجزء الثالث: سبل ومقومات وطرق الصمود الفلسطيني في القدس المحتلة:
19- كيف ترى دور الاسرة الفلسطينية في تربية اولادها على حب القدس والحفاظ عليها سواء في الحفاظ على المقدسات الاسلامية او المسيحية؟
20- برايك ما هي اهم الاساليب والخطط التي تعزز وتدعم السكان الفلسطينيين من الثبات في القدس؟
21- برايك ما هي اهم الاساليب والخطط التي تحافظ على مكانة القدس ورموزها من الضياع خاصة المقدسات الاسلامية والمسيحية؟
* يمكن إضافة أي أسئلة أخرى أو أي ملاحظات تعتقد/تعتقدين أنها مهمة اثناء المقابلة.
- خاص المركز الديمقراطي العربي