اقتراب النخبة فى دراسة النظم السياسية المقارنة
اعداد الباحث :محمود خليفة جودة محمد – المركز الديمقراطى العربى:
تمهيد:
فى كل مجتمع من المجتمعات الإنسانية- مع اختلافها – توجد قلة نطلق عليها الصفوة أو النخبة, يكون لها الدور القيادى والمؤثر فى المجتمع, ومهما كانت درجة بدائية أو تحضر مجتمع من المجتمعات أو شعب من الشعوب, فإن له نخبة هيأتها الظروف والأسباب والإمكانات لتتصدر الحياة الإجتماعية أو السياسية أو الاقتصادية أو العسكرية أو الفكرية.
لقد حظيت دراسة النخبة بأهتمام بالغ فى السنوات الأخيرة فى أبحاث العلوم السياسية والإجتماعية, إذ تعتبر نظرية النخبة واحدة من نظريات المرحلة الانتقالية فى تطور السياسة المقارنة بين التقليدية والسلوكية, حافظت على حيويتها المنهجية واقتدارها التحليلى طوال المرحلة السلوكية وما بعدها, وذلك لما تتميز به من قدرة على فهم النظم العلمية وتحليلها .
المشكلة البحثية :
يحاول هذا البحث التطرق لدراسة منهج النخبة السياسية من ناحية النظرية والمنهجية ومدى وإمكانية الإستفادة منها فى حقل النظم السياسية المقارنة, إذ يغطى البحث كل الجوانب المتعلقة باقتراب النخبة من حيث النشأة والمفهوم واقترابات الدراسة ومقولاته والأنماط والإسهامات …إلخ , ومن ثم فالسؤال البحثى الرئيسى هو ماهى الملامح والأبعاد النظرية والمنهجية لاقتراب النخبة فى دراسة النظم السياسية المقارنة؟
ويتفرع من السؤال البحثى عدة تساؤلات فرعية وهى كما يلى؟
1- ما هية مفهوم النخبة؟
2- ما هية النخبة السياسية ووظائفها؟
3- ما هى أهم المفاهيم المرتبطة بمهوم النخبة؟
4- ما هى مسلمات وافتراضات اقتراب النخبة؟
5- ما هى أنماط وآثار النخبة السياسية؟
6- ما هى الأصوال النظرية لاقتراب النخبة؟
7- من هم رواد اقتراب النخبة؟
8- ما هى آشكاليات اقتراب النخبة؟
9- كيفية الاستفادة من منهج النخبة فى النطم السياسية المقارنة؟
الهدف من البحث:
البحث يتناول اقتراب النخبة فى دراسة النظم السياسية المقارنة بشكل نظرى, إذ يحاول التعرف على واحد من أهم اقترابات دراسة النظم, ومعرفة كل الجوانب المتعلقة بهذا الاقتراب من افتراضات وآشكاليات وكيفية الاستفادة منه فى دراسة النظم السياسية المقارنة.
الإطار الزمانى للبحث:
يرتكز البحث على دراسة اقتراب النخبة على وجة التحديد منذ أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين, وذلك لبداية ظهور اقتراب النخبة كجزء من حقل العلوم السياسية , و يرجع الفضل فى ذلك إلى عالمين إيطاليين هما فلفريدو باريتو (1848-1923) وجاتيانو موسكا(1858- 1923), والتعرف على أهم التطورات التى تعرض لها اقتراب النخبة حتى الآن.
منهج البحث:
يعتمد البحث على منهج الوصفى ، حيث يهدف البحث إلى تناول مقولات وفرضيات اقتراب النخبة, فى محاولة للوقوف على كافة أبعاد وجوانب اقتراب النخبة والاستفادة منه فى دراسة النظم السياسية المقارنة.
الأدبيات والمراجع السابقة:
أولا الأدبيات والمراجع العربية:
1- نصر محمد عارف, نظرية النخبة ودراسة النظم السياسية العربية ( الإمكانات والإشكالات).
تتناول هذه الدراسة بعض المعطيات المنهجية لنظرية النخبة، وخاصة تبعية الظاهرة السياسية وعدم استقلاليتها، والتقسيم الأفقى التراتبى للمجتمع، وتركز القوة فى يد أقلية وعدم انتشارها فى المجتمع، ووجود أقلية مسيطرة دائما على قمة الدولة والمجتمع ويرى الباحث أنه يمكن تحديد النخبة فى أى مجتمع سياسى من خلال أربعة اقترابا أساسية (اقتراب الملاحظة التاريخية، واقتراب المناصب، واقتراب صنع القرار، واقتراب السمعة)، وبرهن الباحث على كون نظرية النخبة مدخل أكثر صلاحية لتحليل وفهم النظم السياسية العربية، انطلاقا من تأكيد الواقع العربى باستمرار على أهمية ومحورية دور النخبة فى هذه النظم و أهم الإشكالات التى يثيرها استخدام نظرية النخبة فى دراسة النظم السياسية العربي .
2- بلقيس أبو إصبع حول, النخبة السياسية فى اليمن: دراسة حالة للنخبة الوزارية اليمنية 1978 ـ 1990م.
تتناول الدراسة فى بدايتها إطار نظرى عن النخبة, تستعرض فيه مفهوم النخبة ومستوياتها, والاتجاهات النظرية فى تعريف النخبة, ومستويات النخبة السياسية وواقتراباتها ودوران النخبة , والنخبة فى الفكر والواقع العربى والإسلامى، وفى محاولتها للتعرف على النخبة السياسية اليمنية، عرضت ملامح البناء الاجتماعى (القبيلة/ الطائفية) وملامح البناء السياسى، وتطرقت إلى الخصائص الاجتماعية لأعضاء مجلس الوزراء, أن النخبة السياسية اليمنية تتسم بالانغلاق وصغر السن إلى حد ما وغلبة الدارسين فى الدول العربية على غيرها .
3- سعادة مولود,النخبة والمجتمع،تجدد الرهانات.
فى البداية تشير الدراسة إلى طبيعة وخصائص المجتمعات المعاصرة, وطبيعة وجود النخبة, ثم تستعرض آشكاليات مفهوم النخبة من حيث اللغة والاصطلاح والمدلول, وتتناول النخب فى المجتمعات المتحضرة, ودورها والجدالية بين النخبة والمجتمع, وديناميات وآليات انتاج النخب,ثم تتناول فى النهاية النخبة الجزائرية وخصائصها .
ثانيا الادبيات والمراجع الأجنبية:
1- William B Qandt, The comparative Study of Political Elites.
تتناول الدراسة فى بدايتها تطور دراسات النخبة السياسية, وموضوعات درستها فى الدراسات السياسية التقليدية والمعاصرة,والآشكاليات المنهجية فى دراسة النخبة ومستويات تحليل النخبة, والنخبة والثقافة السياسية, مع دراسة حالة تطبيقية .
2- Constantine Meriges, Ruling Elite Theories and Research Methods: An Evaluation.
تسعى هذه الدراسة إلى تحليل النفوذ السياسي نحو مزيد من الحدود الموضوعية والدقة الممكنة في المجالات الاجتماعية للعلوم. وتتناول المدراس والتقنيات البحثية المرتبطة بذلك مع دراسة تطبيقية على دولة الكاتب, وتغطى الدراسة الجوانب المتعلقة بالمداخل والإطر المتعلقة بدراسة النخبة وتقييمها, وتتناول نظرية النخبة والمناهج والتقنيات الحديثة فى دراسة وتحليل النخب .
الفصل الأول: التأصيل المفاهيمى للنخبة
تعود جذور دراسة النخبة إلى كتابات أفلاطون وأرسطو, غير أن المنهج النخبوى لم يتبلور إلا فى العصر الحديث بفضل اسهامات عدد من المفكرين والكتاب, وبداية الاهتمام بدراسة النخبة كجزء من حقل العلوم السياسية جاءت فى أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين,ويرجع الفضل فى ذلك إلى عالمين إيطاليين هما فلفريدو باريتو (1848-1923) وجاتيانو موسكا(1858- 1923), حيث تنصب الاقتراب السياسية على الدوام على الممارسة السياسية, وفى كثير من الحالات على الأوضاع السياسية حيث يسعى الباحثون إلى تنظيم طبيعة السيطرة ودور القيادة فى المجتمع التى ظلت لفترة طويلة سابقة قليلة الاهتمام بها .
وكلمة نخبة فى اللغة العربية من أصل الفعل ينخب, نخباً, فهو ناخب الشئ, أى أخذ أحسنه, ونخب جمع نخبة أى المختار من كل شئ, ويشير مصطلح Elite فى اللغة الانجليزية إلى جماعة أو جزء منها أختير أو نظر إليه على أنه الأفضل والأكثر نفوذا وقدرة, وتعرف بأنها الفئة القائمة على صنع السياسة وتنفيذها وتلك القادرة على التأثير والمشاركة.
تعرف النخبة بشكل عام بأنها مجموعة أو فئة قليلة من الناس يحتلون مركزا سياسياً واجتماعياً مرموقاً… كما يطلق التعبير على مجموعة تفوقت أو اكتسبت شهرة فى مجال معين, وتجمع هذه الفئة أعظم الكفاءات فى مجال تخصصها, ويعرفها الدكتور على الدين هلال على أنها هى تلك الأقلية التى تتمايز عن بأقى أفراد المجتمع من حيث نفوذها وتأثيرها.ومن ثم فالنخب تعبر عن مجموعات مختلفة كالنخبة السياسية وهى التى تعمل على تحقيق الأهداف العامة للمجتمع, وهناك النخبة الاقتصادية والنخبة العسكرية , ونخبة المثقفين…إلخ.
وعرفها كمال المنوفي: “هي مجموعة من الأفراد الذين يمتلكون مصادر وأدوات قوة السياسة في المجتمع بحيث تستطيع التحكم في رسم السياسة العامة وصنع القرارات الرئيسية في المجتمع.
ويعرفها روبرت داهيل: “هم مجموعة من الأفراد يشكلون أقلية وتسود تفضيلاتهم عند حدوث اختلاف التفضيلات المتعلقة بالقضايا الأساسية في المجتمع” .
مفهوم النخبة السياسية:
موضوعات النخبة السياسية حظيت باهتمام الدراسات السياسية, وقد اهتمت الدراسات السياسية التقليدية حول الإجابة على تساؤلين هما من يجب أن يحكم؟ ومن يحكم بالفعل ؟, ثم بعد ذلك حدث تطور فى دراسة النخبة السياسية فى ظل الدراسات السياسية الحديثة, فبجانب الأهتمام بالسؤالين السابقين اهتمت بدراسة الجوانب السيكولوجية والعوامل الاحتماعية والخلفية العلمية والظروف والأوضاع المتعلقة بالنخب السياسية, مما أضفى قوة وعمق فى دراسة النخب السياسية .
النخبة السياسية هى طبقة قمة القوة وبالطبع فأنها لا تتضمن كل أعضاء الجسد السياسي مالم يكونوا جميعا يشاركون بنفس القدرة على قدم المساواة فى عملية صنع القرار وأن مدى المشاركة فى القوة يجب أن يتحدد فى كل موقف على حده حيث لا يوجد نمط من القوة العاملة الشاملة.
وتأتي النخبة السياسية كمفهوم حاول المختصون من خلاله تسليط الضوء على جماعة بشرية معينة، تعيش في إطار النظام السياسي و تمارس نمطاً من أنماط العلاقة السلطوية بين الحاكم والمحكوم , إذا إن الحاكم الفرد (عملياً) وعبر مر التاريخ لا يستطيع ممارسة السلطة بمفرده دون وجود مجموعة من الأفراد يشاركونه بنسب متفاوتة في ممارسته للسلطة على باقي مكونات الدولة التي يحكمها , وقد اصطلح المختصون لذلك تسمية (النخبة السياسية ).
أدى ذلك إلى إن تشارك هذه النخبة بفاعلية أكثر من غيرها من طبقات المجتمع في رسم الحراك السياسي داخل الدولة و مجتمعها السياسي بمختلف الاتجاهات سلباً أو إيجاباً انطلاقا مما تمتلكه من مميزات مقارنة بغيرها من طبقات المجتمع ومن جملة هذا الحراك عملية التنمية السياسية، التي تشهدها بعض المجتمعات النامية في أنظمتها السياسية إن تبرير وجود النخبة يستند على أمرين أساسيين هما:
1. إن المجتمعات لا يمكن لها أن تقاد وتحكم من خلال شخص واحد , إذ مهما بلغت إمكانات هذا الشخص فانه سيبقى عاجزاً عن السيطرة داخل مجتمعه دون وجود طبقة تعمل على فرض احترام أوامره وتنفيذها ، وان حاول الاستغناء عنها فأنه سيستبق ذلك بتأمين بديل لها يقوم بنفس مهامها .
2. إن الجماهير غير قادرة على حكم نفسها بنفسها لأنها أغلبية ، فهي تبقى عاجزة عن تنظيم نفسها والتحكم بدرجة تماسك تؤهلها لحكم نفسها ، الأمر الذي لا يوجد في الأقلية التي تستطيع بتلاحمها وتنظيمها قيادة الأغلبية ، وذلك لكونها تتمتع بصفة الأقلية التي تسهل تنظيمها إضافة إلى تمتعها بمييزات السلطة والقوة والنفوذ .ويكونوجود النخبة ، ووفقاً لذلك، مظهراً تشترك فيه معظم المجتمعات والنظم السياسية .
مجموعة محددات أساسية ينبغي البحث فيها عند دراسة النخبة:
1- الخلفية الاجتماعية سواء الطبقة أو العرقية أو الدينية أو الإقليمية أو التعليمية أو المهنية… الخ.
2- السلوك الاجتماعية السياسي والقيم التي يتبنوها ابتداء من القيم السياسية حتى الملابس.
3- منظورهم لأنفسهم للعالم من حولهم واتجاهاتهم نحو الأحداث، وهنا يتم الاعتماد على تحليل مضمون خطاباتهم وكتاباتهم.
4- الخصائص الشخصية لأفراد النخبة من خلال تحليل السلوك الفردي.
تلك هي أهم المعطيات والمحددات التي دارت حولها وتمثلتها الأدبيات التي عالجت موضوع النخبة كاقتراب في حقل السياسة المقارنة .
تتمثل عناصر قوة النخبة فيما يلى:
1- فى تماسكها الداخلى
2- وجود درجة من التماسك الايديولوجى
3- القدرة على التفاعل مع الجماهير ومع النخب الاخرى لكسب ولائها
4- القدرة على التكيف مع المستجدات
5- القدرة على التجديد .
6- تقوية الموسسات التى تمارس النخبة نفوذها من خلالها
7- درجة تمثيلها للجماهير .
علاقة المفهوم بالمفاهيم الأخري:
إن مفهوم النخبة قد يتدخل في علاقات تقاطع سواء بشكل أفقي أو رأسي مع مفاهيم مختلفة, وهذا التقاطع يعبر عن أرضيات مشتركة بين هذه المفاهيم ومفهوم النخبة مثل مفهوم الجماعة ومفهوم الطبقة الحاكمة, والطبقة السياسية, والقيادة السياسية والارستقراطية, والأوليجاركية, أهل الحل والعقد, السراتية .
وعلي الرغم من تقاطع او ترادف مفهوم النخبة مع هذه المفاهيم وهو ما يثري المفهوم إلا أن الدراسات السلوكية وما بعد السلوكية قد أثرت المفهوم بأن جعلت من الممكن أن ينظر الي النخبة من منطلق التخصص والدور الذي تقوم به النخبة, وهو الأمر الذي جعل استخدام الاقتراب النخبوي في التحليل يقترب أكثر من الواقع. فنجد علي سبيل المثال النخبة الثقافية: والنخبة الاقتصادية, والنخبة الاعلامية, والنخبة البرلمانية, والنخبة الصحافية, والنخب المهنية, والنخب الرياضية… الخ حيث نجد هناك ما يشبه الإثراء للمفهوم, حيث يوجد داخل كل قطاع من هو مؤثر ويقوم بأدوار النخبة فيه ولا يستثني من ذلك قطاع دون الآخر. من هنا نلاحظ ان الابعاد الجديدة لمفهوم النخبة تتفوق علي المرادفات التقليدية للمفهوم.
أ- النخبة والجماعة:
تركز دراسات الجماعة علي مجموعات الأفراد التي تتفاعل فيما بينها سعيا نحو أهداف سياسية مشتركة. أي أن الاهتمام الأساسي ينصب علي الجماعة وليس الفرد ما دام المفترض انها تؤثر في الحياة السياسية أكثر منه. وعليه, تعد الجماعة وحدة التحليل. أما بالنسبة لمنهج النخبة, فيركز علي سلوك عدد صغير من صناع القرار وليس علي مؤسسات الحكم, ومن هنا يتحدي منهج الجماعة من حيث يبرز نفوذ وتأثير مجموعة واحدة بعينها( أي اولئك الذين يصنعون القرارات).
ب- النخبة والطبقة:
التقي مفهوم الطبقة ومفهوم النخبة علي بعض المبادئ أبرزها التأكيد علي مفهوم الانقسام والتدرج, وارتكاز هذا الانقسام, والتدرج علي الثروة والسلطة والنفوذ أو المكانة ثم التأكيد علي ظاهرة الصراع التي تنبع من عدم المساواة وتغذي ديناميكيات التغيير الاجتماعي والسياسي.
أما بالنسبة لأوجه الاختلاف بين المفهومين, فيشير مفهوم النخبة الي جانب واحد من التدرج( جانب النخبة), هذا بينما يشير مفهوم الطبقة الي اكثر من خط للتدرج. انه يشير الي دراسة للمجتمع كله. وتحظي الشرائح الدنيا بنفس الاهتمام الذي تحظي به الشرائح الاخري, هذا فضلا عن أن التحليل النخبوي ينظر إلي المحكومين علي أنهم ذوو دور هامشي في الحياة السياسية علي عكس الاقتراب الطبقي الذي يري ان الحكام والمحكومين لهما دور إيجابي في الحياة السياسية, كما أن المنهج النخبوي يري ان عملية التحديث والتنمية تأتي من أعلي من القيادة علي خلاف المنهج الطبقي الذي يري أنه يمكن دراستها من أسفل( الجماهير) ومن أعلي( الحكام).
جـ- القيادة السياسية:
يستخدم كثيرمن علماء الاجتماع مصطلح القيادة السياسية للدلالة علي مفهوم النخبة الحاكمة. فالقيادة السياسية هي السياسيون مثل رئيس السلطة التنفيذية, والوزراء بالاضافة إلي أعضاء البرلمان. وذلك للتفرقة بينها وبين القيادة الإدارية إو الإداريين الذين يحتلون قمة الهرم الوظيفي في جهاز الخدمة المدنية. ومع أن كلا من مفهومي القيادة والنخبة يتعلقان بجانب التوجيه في العملية السياسية, إلا أنه يجب التمييز بينهما من الناحية التحليلية, فالقيادة في جوهرها ظاهرة فردية والنخبة في أساسها ظاهرة جماعية .
وظائف النخبة السياسية:
إن القيام بأعباء التخطيط والقيادة وإدارة السلوك الإنساني على مستوى الدولة هو أمر بالغ الأهمية والخطورة لأنه يتعلق باستيعاب الماضي والتعامل مع الحاضر والعمل للمستقبل , وهو أمر يخص النخبة السياسية خصوصاً وجماهير المجتمع عموماً في إطار الدولة وتمثل علاقة أشبه بعلاقة الروح بالبدن , فإذا كانت جماهير الشعب تمثل البدن فان النخبة السياسية تمثل الروح التي تعد سبباً لفاعليته واستمراره .
وبذلك تتكون للنخبة السياسية وظائف مميزة تختلف وتتميز بها عن باقي النخب الأخرى , ويعود ذلك إلى إن هذه النخب الأخرى مثلها كمثل الجماهير لا تبالي بالسياسة ولا تستطيع تشكيل رأي سياسي حول موضوعات السياسة العامة مثلما تقوم به النخبة السياسية من عملية تشكيل لهذا الرأي داخل المجتمع, والذي يتأسس على إدراك هذه النخبة للأهداف والمشكلات التي تخص الدولة ومجتمعها، كما تقوم النخبة السياسية بوظيفة التنسيق والموائمة بين أنشطة المؤسسات والهياكل المختلفة داخل المجتمع في إطار الدولة وخارج هذا الإطار في بعض الأحيان, وذلك لغرض الوصول إلى أفضل صيغة مشتركة وموحدة للعمل في إطار المجتمع ومواجهة مشكلاته وأزماته المختلفة .
وتقوم النخبة السياسية , من اجل تحقيق أهدافها بمحاولة التأثير على جماهير المجتمع لتغيير الواقع الاجتماعي العام بما يحقق مصالحها , بحيث إن التغيير قد يكون إيجاباً أو سلباً , محققاً لمصلحة الجماهير أو غير محقق لها عبر مجموعة من الوسائل المختلفة التي توفرها وظائف النخبة السياسية.
وفي إطار التأثير المتزايد لهذه النخبة في إحداث التغيير فإنها تقوم بوظيفة حفظ التوازن داخل المجتمع عن طريق اندماجها وتجددها الذي يكون التغيير محوره الأساس, وهي بتغيِرها (النخبة) تقوم بقيادة عملية التغيير والتطور داخل المجتمع, وتعد النخبة بذلك محوراً أساسياً من محاور عملية تمثل مبتغى ومطمح جماهير المجتمع وهياكل ومؤسسات الدولة ألا وهي عملية التنمية الشاملة , ويظهر ذلك جلياً في مجتمعات الدول النامية إذ تمثل التنمية فيها محور الحياة واختصاراً لأهدافها خصوصاً في الجانب السياسي منها والذي يتمثل في التنمية السياسية.
أنماط النخبة:
يقصد بأنماط النخبة الأشكال المختلفة المتصور وجودها للنخبة على المستوى السياسى حيث يمكن التفرقة بين خمسة أنماط نخبوية :
أ- نمط النخبة المعتمدة على الرضاء المتبادل يتميز بوجود شبكة واسعة من الاتصالات الرسمية وغير الرسمية والصداقة والتأثير المتبادل تسيطر على أصحاب المراكز فى كافة جماعات النخب الرئيسية, ويتحدد موقع الفرد من أعضاء النخبة اعتمادا على ما يتولاه من مناصب بارزة فى التنظيمات الرسمية ومدى الانغماس فى عملية صنع السياسية, ونظرا لعدم قدرة جماعة نخبوية على السيطرة , فإن التفاعل بين كافة الجماعات النخبوية يصبح هو النمط السائد.
ب- يتميز نمط النخبة المتعددة مثل النمط السابق بحدوث تفاعلات بين القادة الذين ينتمون إلى جميع التنظيمات والقطاعات والجماعات النخبوية, ويختلف عنه فى أن التفاعل بين النخب لايتسم بالتركيز الشديد فى قطاع نخبوى معين.
ت- نمط النخبة السلطوية يعبر عن وجود هيدراكية واضحة فى السلطة والنفوذ بين الجماعات النخبوية, ويلاحظ فيه ان من يسيطرون على المناصب العليا يتسمون بدرجة من التجانس النسبى من حيث الأصول الاجتماعية والنخبوية.
ث- نمط النخبة العسكرية حظى باهتمام الباحثين المهتمين بدراسة وتفسير تولى العسكريين للحكم, والعلاقة بين النخبة العسكرية والمدنيين, ويسود هذا النمط فى الدول النامية خاصة فى القارة الافريقية.
ج- نمط الحكم الفردى أو التسلطوى يتميز بغياب الدور القوى والفعال للمؤسسات السياسية والتى يمكن أن تتواجد من الناحية الشكلية,إذ يسيطر شخص واحد على مقاليد السلطة والتى تتمحور حوله.
ديناميات وآليات إنتاج النخب:
إن المجتمعات ذات الحيوية العالية قد تتعدد فيها آليات إنتاج النخب ويمكن الحصول على عدة تصنيفات لهذه الطرق وبنظرة إجمالية على التاريخ يمكن أن نميز الطرق التالية:
-1 العبقريات التأملية ( الفلاسفة اليونانيون).
-2 الوحي: (الديانات السماوية، النخب الدينية بجميع تفرعاتها وانشطاراتها
عبر العصور).
-3 الكاريزما: (كل الزعامات التي تستقطب الحب والتقدير).
-4 العصبية: (النخب الحاكمة المتوارثة والمتصارعة في مختلف الثقافات
والحضارات كالأسر الحاكمة الصينية واليابانية والعربية).
-5 المؤسسات أو المنظومات التربوية والتعليمية.
وكل هذه الآليات وغيرها يمكن من الناحية القيمية أن تنتج نخبا في الإتجاه الإيجابي، كما يمكن أن تكون في الاتجاه السلبي, كما يمكننا تصنيف انتاج النخبة كما يلى:
صنف آخر من آليات إنتاج النخب وهو:
أ- الإنتاج الذاتي أو الداخلي: وهو أن تنشأ النخب في إطار ذاتية مجتمعاتها، وتولد ولادة طبيعية عبر أي من الآليات ال سابقة، وفي ظل المنظومة القيمية السائدة، مهما يكن موقفها النقدي منها, وهذا الصنف يمكن تقسيمه إلى:
- داخلي طبيعي
- داخلي اصطناعي.
ب- الإنتاج الخارجي أو المزروع: هو ذلك الصنف من النخب الذي ينشأ من تلقاء نفسه في مجتمع ما استنادا إلى منظومة قيمية أو فكرية خارجية، وهو صنفان أيضا فإما أن يكون ذاتيا عن طريق التقليد أو خارجيا عبر وسيلة من وسائل الفرض. فهذا الصنف من النخب سيعاني من صعوبة في الاتصال والتواصل، ويعاني من شعور بعدم الإنتماء مما يفقده القدرة على المشاركة إحساسا بالمقتضى مما يدفعه في النهاية إلى عقدة الشعور بالتفوق واحتقار الآخر وهذه جميعها تفقده القدرة على التأثر والتأثير .
الفصل الثانى: الاقترابات و الأصول الفكرية لمنهج النخبة
يعتبر سان سيمون وكارل ماركس أول من قام بوضع الخطوط العامة اقتراب النخبة, فقد رأى سان سيمون أن المجتمع كالهرم توجد فى قمته النخبة السياسية, واعتبرها ظاهرة دائمة, وربط إصلاح المجتمع بتغييرها, إما كارل ماركس فعلى الرغم من حقيقة كونه محللا طبقيا, فقد كان له تأثير قوى على كتابات رواد اقتراب النخبة الأوائل موسكا وباريتو وميشلز, حيث مثل التحليل الطبقى تحويلا من الأهتمام البحث على القانون والدساتير والمؤسسسات إلى الاهتمام بتفاعل التكوينات الاجتماعية, وقد أثار كل من كارل ماركس وسان سيمون الأسئلة الجوهرية التى أوجدت أقتراب النخبة مثل من يحكم المجتمع؟ ما هى الخصائص العامة لهؤلاء الحكام؟ ماهى علاقتها بباقى المجتمع ؟ .
ويستند منهج النخبة إلى مجموعة من المسلمات التى تتمثل فى :
1- ان كل المجتمعات تنتظم حول قيم معينة منها الثروة اوالقوة والهيبة و المكانة وان كانت تختلف من مجتمع الى اخر ومن فرد الى فرد فى المجتمع الواحدكماان توزيع القيم يختلف من مجتمع الى اخر ومن فرد الى اخر فى المجتمع الواحد
2- كل النظم السياسية تنقسم الى شريحتين حاكمين ومحكومين حيث ان النخبة اكثر اهمية حيث انة من خلال تحليلها يمكن فهم النظام السياسى
3- كل مجتمع به مجموعة محددة من النخب وليس نخبة واحدة حيث انها ان كانت واحدة فهى نهاية الحرية ووجود نخب متنوعة مشتتة يعنى نهاية الدولة.
4 – النخب السياسية متماسكة ولديها هوية مشتركة.
5 – النخب السياسية مستقلة.
وتتوزع اقترابات النخبة على أربعة اتجاهات أساسية، تبعاً لركائز القوة، الأول تنظيمى ويقف على رأس مبدعيه موسكا وميشلز، اللذان أرجعا قوة النخبة إلى قدراتها التنظيمية الفائقة، والثانى نفسى، ورائده باريتو ويرى أن أفراد النخبة متفوقون على بقية الناس فى السمات النفسية والذكاء العقلى. والثالث اقتصادى، ومن أهم رواده بيرنهام، الذى يؤكد من يسيطر على وسائل الإنتاج أو يديرها هو من له الغلبة، أما الرابع فمؤسسى، ومن أبرز المتحمسين له ميلز، الذى يعتقد أن القوة تكمن فى وجود منظمات رئيسية فى المجتمع تتدرج فى المكانة، ومن يجلسون على رأسها، أو يتولون مناصب عليا بها، هم «نخبة القوة» المتحكمة .
رواد اقتراب النخبة السياسية:
أ- رائد اقتراب النخبة العالم فليفريدو باريتو :
يعتبر كتاب العالم الإيطالي فليفريدو باريتو (العقل والمجتمع) هو بداية التنظير للنخبة وتوظيفها في الدراسات السياسية، وقد تأثرت اقتراب باريتو للنخبة بعاملين هما: 1-خلفيته كعالم إجتماعي، أكدت الطابع العملي للبحث الإجتماعي وضرورة إستخدام المنهج التجريبي. 2-تصنيفه كعالم إجتماع غلبت عليه التحليلات النفسية حيث أعطى الأولوية لما سماها بالعواطف من جهة والرواسب والمشتقات من جهة أخرى، كعناصر فاعلة في حفظ توازن النسق الإجتماعي.
لقد جاءت اقتراب النخبة السياسية ومقولاتها عند باريتو في سياق تحليله للنسق الإجتماعي بصورة عامة وبحثه عن العوامل التي تساهم في توازن هذا النسق وفي توظيفه للعواطف والرواسب والمشتقات لدى الأفراد،حيث إكتشف أن هناك تباين بين الأفراد في القدرات والمواهب والإستعدادات، ومن هنا قسم المجتمع إلى فئتين معتمدا على المواهب والقدرات التي تميز بعضهم عن بعض، وإن هذا التقسيم الأولي هو عبارة عن تقسيم إجتماعي واسع لا يختص بالنشاط السياسي فقط بل يشمل كل مجالات النشاط الإنساني وهو تقسيم يقوم على أساس طبيعي ويشكل ظاهرة إجتماعية قديمة قدم وجود المجتمعات البشرية، لأنها تعكس واقع التباين بين البشر، ولكي يقرب باريتو الصورة إلى الأذهان، إفترض إجراء مبارة بين أفراد المجتمع كل في مجال نشاطه،بحيث تكون هناك مبارة بين الأطباء بعضهم ببعض ومبارة بين الفلاحين بعضهم ببعض وهكذا مع كل الأفراد في المجتمع، ومن ثم يتم إعطاء نقاط للمتفوقين ومنها فإن كل من يحصل على أعلى الدرجات في مجال نشاطه يعتبر ويطلق عليه (النخبة).
ويري باريتو أن كل المجتمعات تنقسم إلى قسمين هما: 1-النخبة. 2-عامة الناس (اللانخبة). وتعتبر النخبة هي الأقلية ذات التفوق والإمتياز، ويرى باريتو أن هذه النخبة تسعى لتوظيف تفوقها لممارسة التسيد على (اللانخبة) وقيادتها، ومن خلال سعيها هذا يصل جزء منها إلى الحكم ويسمى (الصفوة الحاكمة) وهم أفراد النخبة الذين يمارسون السلطة السياسية،أما الجزء الذي يبقى خارج السلطة منها يسمى (الصفوة غير الحاكمة) وهم و إن كانوا لا يمارسون السلطة السياسية مباشرة، فإنهم يحملون رواسب النخبة الحاكمة،كما أنهم مؤهلون للإرتقاء إلى مصاف النخبة الحاكمة مع مرور الزمن، وهذا ما سماه باريتو ب(دورة النخبة).
ويفسر باريتو دورة النخبة بأنها إحلال نخبة محل أخرى أو صعود أفراد من الطبقات الدنيا إلى النخبة الحاكمة وذلك من خلال التحولات التي تطرأ على الخصائص النفسية لأعضاء النخبة، حيث يفقد بعض هؤلاء (النخبة) بعض الرواسب التي كانت تمنحهم الحماس والفاعلية وفقدان هذه الرواسب يؤدي إلى فساد النخبة السياسية،و في مقابل ذلك تتراكم رواسب التفوق والفاعلية لدى أفراد من الطبقة الدنيا مما يؤهلها للوصول إلى السلطة، وهكذا فإن ما يطرأ على النخبة ليس فقط تغييرا في الأفراد بل تغييرا على مستوى النوع، فالمجتمع يفرز في كل مرحلة نخبة تعبر عن المصالح المهيمنة أو الغالبة في المجتمع، ،كما يرى باريتو أن القوة وحكم الصفوة وحكم النخبة قد يكون على نوعين: 1-نوع يحتفظ به بالدهاء، وهي النخبة الحاكمة التي يتوفر أفرادها على رواسب (التوحد والتكامل). 2-نوع يحتفظ به بالقوة وهي النخبة الحاكمة التي يتوفر أفرادها على رواسب (إستمرار المجتمعات) ،وعندما يظهر خلل في هذه الرواسب تتهيأ ظروف ثورة، حيث إن الثورة في نظر باريتو هي تتولد عبر التراكمات في طبقات المجتمع العليا، إما بسبب بطء دورة النخبة أو لأسباب أخرى من عناصر فاسدة لم تعد تحمل الرواسب اللازمة لإبقائها في مركز القوة أو لنفورها من إستعمال العنف، بينما تكون العناصر المتفوقة نوعا ما في الطبقات الدنيا من المجتمع قد بدأت تأخذ طريقها إلى الواجهة حائزة على رواسب صالحة لممارسة وظائف الحكم ومستعدة إستعدادا كافيا لإستعمال العنف.
الرائد الثاني موسكا :
قسم المجتمع إلى طبقتين سياستين 1-طبقة حاكمة 2-طبقة محكومة واساس قوتها المصالح والجماعات الذي يضيف على تعريف باربتو قائلا إن من أهم أسباب تميز الطبقة الحاكمة عن الطبقة المحكومة- وهو هنا لا يأخذ بالمدلول الماركسي لمعنى الطبقة- هو قوة تنظيم الأولى، ووجود دافع وهدف معين تسعى إليه في مواجهة أغلبية غير منظمة، إلا أنه يؤكد على أهمية اعتماد طبقة الحاكمين على موافقة ورضى الجماهير، وهذا الطرح يقرب ما بين اقتراب النخبة السياسية والديمقراطية عكس ما انتهى إليه باربتو.
قدم اول اقتراب عضوية كاملة للطبقة السياسية انطلاقا من طبيعة الانسان + بيئتة + طبيعة المجتمع حيث يرى ان البشر غير متساويين ومختلفون من ناحية القدرة المادية او الذكاء ونظرا لندرة الموارد الاجتماعية فانة يتم توزيعها طبقا لهذا المبدا, التحليل الطبقى اثر على موسكا ولم يستخدم مفهوم النخبة وانما أستخدم مفهوم الطبقة السياسية محاولا الخروج من التحليل الاقتصادى الى التحليل النخبوى
نقد كارل ماركس حيث قال ان الاسس السياسية المتعلقة بالقدرة التنظيمية للطبقة وليس الاسس الاقتصادية الماركسية لها ,أعتبر ان مفهوم الطبقة السياسية وسيلة لتفسير التاريخ وهو تاريخ النخب, أكد على الدوران الداخلى والخارجى.
بقاء النخبة : ربطة بعدة عوامل 1-تاييد الجيش 2- دوران النخبة 3- التقاليد 4- استخدام المعادلة السياسية 5- وجود هوية موحدة بين اعضاء النخبة.
ب- الرائد الثالث ميشيال روبرتو:
لقد انطلق في تعريف للنخبة السياسية من خلال واقع عمل الأحزاب السياسية ليكتشف بأن هناك عوامل متباينة تحدد طبيعة عمل التنظيمات بدءا من الحرب إلى الدولة، فهو يرى أن النشأة الديمقراطية للأحزاب تتحول بمرور الزمن إلى تنظيمات خاضعة إلى حكم قلة من الأفراد، لأن التنظيم يحتاج إلى أقلية منظمة، وهذه الأقلية تستحوذ على السلطة من خلال موقعها في مركز اتخاذ القرار، وهو ما يسمى بالأقلية الذي لم يلتفت إليه ماركس في دراساته السياسية فقد اهتم بخصائص تشكيل النخبة فى المنظمات ذات الابنية المركبة وان الفرق بين النخبة وغيرها فى المنظمة يكون من خلال الموضع وليس من خلال الخصائص الشخصية ,وأكد على ان الاحزاب منظمة بطريقة اوليجاركية .
ت- الرائد الرابع رايت ملز:
ومن خلال دراسته لمجتمع الولايات المتحدة الأمريكية، فقد ربط بين النخبة وقدرتها على التحكم بموقع اتخاذ القرار، فهي نتاج للبناء المؤسساتي للدولة، وقد وجد أن مؤسسات ثلاث هي المتحكمة في أمريكا وهي العسكرية والسياسية والشركات الكبرى، وهذا معناه أن النخبة تتشكل من أولئك الذين يشغلون مواقع قيادية في هذه المؤسسات .
8- اقترابات دراسة النخبة:
هناك أربعة اقترابات رئيسية لدراسة النخبة السياسية هى :
1) إقتراب الملاحظة التاريخية.
2) إقتراب المنصب.
3) إقتراب السمعة.
4) إقتراب صنع القرار.
يمكن تحديد النخبة في أي مجتمع سياسي من خلال اقترابات أربعة أساسية، أولها: اقتراب الملاحظة التاريخية وهو أقدمها حيث استخدمه كل من باريتو وموسكا، ويعتمد على مهارة الباحث والمصادر التي يستطيع الوصول إليها لتحديد من يمكن أن يندرج في إطار النخبة، وثانيها: اقتراب المناصب، ويتم من خلال تحديد عدد من المناصب الرئيسية في المجتمع التي يعتبر من يشغلها ضمن أعضاء النخبة، وثالثها: اقتراب صنع القرار: أن كل من يشارك في صنع القرار السياسي هم أعضاء النخبة، وأخيراً: اقتراب السمعة ويقوم على أساس أن من يشتهر عنهم أنهم أعضاء في النخبة فهم النخبة .
إقتراب صنع القرار, ويقوم هذا الاقتراب على أن المشاركة فى صنع القرارات الرئيسية فى المجتمع ما هو إلا دليل على إمتلاك القوة السياسية فى ذلك المجتمع .وعلى دراسة حالات محددة تعتبر أساسية ومفتحية فى تحديد نخبة الحكم فى أى مجتمع, ولك من خلال تحليل متصل لعملية صنع القرار ومعرقة من يقوم بها .
الفصل الثالث رؤية نقدية لمنهج النخبة
لقد انصبت الانتقادات الموجهة إلى اقتراب النخبة على فشل منظرى النخبة فى تحديد مجال التأثير الذى يحظى به أعضاء النخبة والخلط بين مظهر التأثير والنفوذ, وحقيقة وطبيعة عملية صنع القرار, ومشكلات تعيين حدود فاصلة بين النظام السياسى والنظم المجتمعية الأخرى ونفقات أو تكلفة التأثير أو النفوذ.
يضاف إلى ما سبق اتهام اقتراب النخبة, بأنها تعانى من الإشكالات المعرفية والمنهجية, فبالإضافة إلى كونها محافظة ترتكز على عوامل الاستقرار والاستمرار, فأنها من الناحية الابستمولوجية لم تستطع أن تحسم إشكالية العلاقة بيم الظاهر والحقيقة. ومن ثم ليس هناك أدنى يقين بأن من يصنع القرار يتولى المنصب الرسمى أو يشتهر أو يذاع عنه أنه من النخبة هو حقا عضو فى النخبة, حيث لم يترك هناك تأكيد بأن النخبة قد تكون شيئا آخر غير ظاهر ولا يمكن الوصول إليه والظاهر هو فقط أدوات ووسائل لقوى اخرى, ومن الناحية المنهجية تثور صعوبة الحصول على المعلومات المتعلقة بالنخبة خصوصا فى النظم غير الديمقراطية. أضف إلى ذلك كله أن اقتراب النخبة تركز على العلاقات داخل النخبة وتولى اهتماما هامشيا بالعلاقات الخاصة بين النخبة والمجتمع, والنخبة والجماعات الأخرى .
يمكن بوجة عام الحديث عن مزايا ثلاثة للتحليل النخبوى:
1- ان منهج النخبة بما يتناوله من بنيان الصفوة وأهداف اعضائها وثقافتهم السياسية, يعد بديلا عن التحليل القانونى – الشكلى. أن دراسة تصرفات أصحاب القوة تساعد على فهم أعمق وأدق للسلوك السياسى, ورغم أن التحليل النخبوى لا يهتم كثيرا بجانب المخرجات, إلا انه يثير التساؤلات ويقدم اجابات تتقلق بمدخلات صنع السياسية, انه يركز على الفاعلين السياسيين, أى اؤلئك الذين يخططون ويقررون.
2- هذا المنهج يسمح إلى حد كبير بالتحكم ببؤرة الدراسة من حيث التركيز على جماعة بعينها داخل النظام السياسى, الأمر الذى يجعل التحليل المتعمق والقياس فى حكم الممكن.
3- إمكانية التطبيق على نظاق واسع بحكم و جود الصفوات فى كافة النظم السياسية .
إلا أن دراسة النخبة لم تعد تلك الدراسة التى وجه لها العديد من الانتقادات العنيفة إذ حدث فيها العديد من التطورات الهامة التى نوجزها فيما يلى :
أولا: اتسام دراسات النخبة بقدر يعتد به من الحيدة والموضوعية الأمبريقية الأمر الذى يجعلها ” دراسات علمية بالمعنى الدقيق”.
ثانياً: تطرقت لموضوعات لم تكن معروفة سلفا وحتى وقت قريب, ولم يكن من اليسير دراستها علميا, كدراسة البنى الإيديولوجية لدى نخبة ما أو المقارنة بين البنى الإيديولوجية لنخبة فى فترتين زمانيتين, او دراسة العلاقة من النخبة والآخر( نخبة أخرى – جماعات معينه )…إلخ.
ثالثاً: لم تعد قضية الخلاق بين انصار اقتراب النخبة ومعارضيها أمرا يستحق الاهتمام, فبغض النظر عما إذا كانت بنية القوة فى المجتمعات واحدة أو متعددة, يمكن دراسة النخبة الواحدة أو نخب متعددة بنفس الأسلوب, أكثر من ذلك يمكن القول بأن وجود نخب متعددة يسمح باستخدام اقتراب النخبة بشكل أكبر, لأنه يتيح مجالا أكبر للمقارنة بين أنواع النخب المتعددة وللصلات فيما بينها.
رابعا:لم تعد قضية أساليب التعرف على النخبة ذات أهمية كبيرة بل حسم الموضوع تقريبا لصالح أسلوب المناصب مع دمجه بأسلوبى السمعة وصنع القرار, وبالرغم من الانتقادات الموجهة إلى كل من هذه الأساليب على حدة وإليها مجتمعة.
خامسا: لا تعتبر اقتراب النخبة هى الاقتراب الوحيدة فى مجال السياسة المقارنة, ولكنها إحدى النظريات التى تقدم اقترابا علميا يسمح بتحليل جانب مهم من جوانب النظم السياسية دون أن يكون الجانب الوحيد, ولكنه يفضل الاقترابات الأخرى لا تسامه بقدر أكبر من الموضوعية والعلمية والقدرة على التوصل إلى نتائج علمية والتنبؤ بالتطورات المستقبلية فى نظام سياسى ما- حيث يمكن من خلال معرفة توجهات النخبة تجاة قضية ما. أو تجاه عدد من القضايا – التنبؤ بالسلوك المتوقع من النظام السياسى تجاه هذه القضية – أو القضايا – فى المستقبل.
الإشكالات التي يثيرها استخدام اقتراب النخبة في دراسة النظم السياسية العربية :
إذا كانت العديد من الإمكانات التي تجعل من تطبيق اقتراب النخبة في دراسة النظم السياسية العربية أمراً ذا فعالية تحليلية وقدرة تفسيرية عالية، فإن هناك العديد من الإشكالات التي تحول دون ذلك من الناحية المنهجية والواقعية، مما يقلل من تلك الفعالية أو القدرة، وفي هذا السياق سوف نركز على أهم الإشكالات التي يمكن إنجازها فيما يلي:
o ارتباك العلاقة بين الدال والمدلول.
o إشكالية العلاقة بين الظاهر والحقيقة
o تشابك وتعقد الأسس التي تنهض عليها النخبة
o فعالية الوحدات الرأسية في معظم المجتمعات العربية
o دور القائد السياسي في تأسيس النخبة والحفاظ عليها
o التعايش بين النخبة والنخبة المضادة
o صعوبة الوصول إلى المعلومات المتعلقة بفهم وتحليل النخبة في النظم السياسية العربية نظراً لطبيعة هذه النخب وما تحيط به نفسها من سرية تضفيها على معظم المعلومات المتعلقة بها.
9- طرائق زيادة الفعالية:
1. اعتماد الإطار العام لاقتراب النخبة بعد أن يتم نزع الملابسات التي صاحبت نشأته والتي ارتبطت بتحليلات رواده لمجتمعاتهم وواقعهم التاريخي.
2. تطعيم هذا الإطار العام بمفاهيم مثل “السراة” الذي يطلق على تلك الفئة الاجتماعية التي تقود المجتمع ولا تنفصل عنه، أو مفهوم ”العصبية“ في صياغته الخلدونية التي لا تقصره على النسب والأصل العرقي وحده وإنما ترى أن بجانبه عصبية انتساب، وتشمل أي تحالف وعلاقات اجتماعية اختيارية، أو مفهوم ”أهل الحل والعقد“ الذي يشمل بداخله ثلاثة فئات هم أهل الاختيار وأهل الشورى وأهل الاجتهاد.
3. توظيف اقتراب النخبة ضمن حزمة منهجية متكاملة العناصر متراتبة الوظائف إطارها اقتراب النظم التي قدمها ديفيد إيستون وجوهرها اقتراب النخبة وأداتها منهج صنع القرار .
4. الدمج بين اقتراب النخبة واقتراب الاقتصاد السياسي في صياغته الماركسية الذي يركز على الخلفيات الاقتصادية للظواهر السياسية.
5. الدمج بين اقتراب النخبة والكوربراتيه، في إطار مفهوم “كارتل النخبة”، حيث يتم النظر إلى النخبة على أساس أنها عبارة عن رؤوس لأعمدة كثيرة، كل رأس منها يهتم بالعمود الذي يمثله ويراعى مصالحه، معتبرا نفسه جزءاً من النخبة وساعياً لتوفيق المصالح مع باقي عناصر النخبة
6. النخبة عبارة عن ممثلي المؤسسات التعاونية في المجتمع. وهذه كما عرفها شيمتر”نظام لتمثيل المصالح تنتظم فيه وحدات تنظيمية في عدد من الفئات المتمايزة وظيفيا والهيراركية تنظيمياً والإكراهية في الانتماء إليها وغير التنافسية، والتي تكون عادة مرخص لها من قبل الدولة أو أنشأتها الدولة، وتمنح هذه الوحدات حق احتكار تمثيل الفئات المتدرجة داخلها مقابل مشاركتهم في اختيار القيادة وتنظيم المطالب والمساندة .
خاتمة:
على عكس كثير من الاقترابات التى درسنها كإقتراب الاقتصاد السياسي بتفرعاته المختلفة كالتبعية والسلطوية البيروقراطية ,واقتراب الاختيار الرشيد والاقتراب المؤسسى ….. إلخ فأننا نجد أن اقترب النخبة لا يقتصر على وضع أو حالة معينة أو يمكن تطبيقة فى نظام أو مجتمع دون الأخر, بل هو اقتراب يصلح للتعميم على كافة التنظيمات والمجتمعات البشرية مهما اختلفت درجة تقدمها أو تخلفها, فكل المجتمعات الإنسانية يقودها نخبة, ويمكننا من خلال دراسة هذه النخبة معرفة وتحليل بنية وأوضاع هذه النظم أو المجتمعات, فاقتراب النخبة هو اقتراب أكثر قدرة على التعميم.
كما يفتح أمامنا العديد من المجالات فى دراسة النظم السياسية المقارنة, كمقارنة النخبة السياسية داخل النظام الواحد خلال فترتين متتاليين, وأو مقارنة النخبة السياسية فى نظام بنظام أخر, أو دراسة النخبة على المستوى الجزئى كدراسة النخبة الحزبية, أو دراسة النخبة العسكرية …. إلخ.
ويعد أهم إنجاز لأقتراب النخبة أنه وضع مقولات يمكن تحويلها إلى متغيرات قابلة للقياس, وإمكانية تطبيقة على دراسة ظاهرة النخبة فى كافة النظم مهما اختلفت طبيعتها وملامحها, إلا أنه لا يصلح لدراسة النظام السياسى ككل, بل يصلح لدراسة ظاهرة النخبة.
فالنخب احتلت دورا مهما في الهرم السياسي فهي دائما تلعب دور المقرر في مجالات مهمة عدة، إنها تصنع التاريخ وتصنع الحاضر كما أنها تخطط للمستقبل, وتعتبر اقتراب النخبة واحدة من نظريات المرحلة الانتقالية فى تطور السياسة المقارنة بين التقليدية والسلوكية, التى حافظت على حيويتها المنهجية واقتدارها التحليلى طوال المرحلة السلوكية وما بعدها, وذلك لما تتميز به من قدرة على فهم النظم العلمية وتحليلها, وتعد منهجاً جيداً فى دراسة النظم السياسية المقارنة, لما تنطوى عليه الاقتراب من مقولات وافتراضات يمكن تطبيقها فى كافة المجتمعات, فلا يوجد مجتمع دون نخبة, بل تتعدى دراسة النخب السياسية إلى دراسة كافة انماط النخب الأخرى من نخبة اقتصادية, نخبة فنية, نخبة ثقافية, نخبة رياضية…إلخ, الأمر الذى يعطى مدلولا بما لا يدع مجال للشك على أهمية منهج النخبة كإطار لدراسة النظم السياسية المقارنة.
كما نجد أن الدراسات السلوكية وما بعد السلوكية قد أثرت المفهوم بأن جعلت من الممكن أن ينظر الي النخبة من منطلق التخصص والدور الذي تقوم به النخبة, وهو الأمر الذي جعل استخدام الاقتراب النخبوي في التحليل يقترب أكثر من الواقع.
المراجع:
– بلقيس أحمد منصور, النخبة السياسية الحاكمة فى اليمن ( 1978- 1990 ), رسالة ماجستير غير منشورة, جامعة القاهرة, كلية الاقتصاد والعلوم السياسية,1997, ص 9.
– نصر محمد عارف, نظرية النخبة ودراسة النظم السياسية العربية ( الإمكانات والإشكالات), بحث مقدم ل المؤتمر الثالث للباحثين الشباب بعنوان النخبة السياسية للباحثين الشباب،كلية الاقتصاد والعلوم السياسية, جامعة القاهرة, 1996.
– بلقيس أبو إصبع حول, النخبة السياسية فى اليمن: دراسة حالة للنخبة الوزارية اليمنية 1978 ـ 1990م, رسالة ماجستير, كلية الاقتصاد والعلوم السياسية, جامعة القاهرة, 1997م.
– مولود سعادة,النخبة والمجتمع،تجدد الرهانات, مجلة الباحث الاجتماعي , جامعة باتنة , الجزائر, عدد 10, سبتمبر 2010م.
– William B Qandt, The comparative Study of Political Elites, Santa Monica, California , September, 1969.
– Constantine Meriges, Ruling Elite Theories and Research Methods: An Evaluation, available at:
http://www.dtic.mil/dtic/tr/fulltext/u2/681491.pdf
– صفى الدين خربوش, الاتجاهات الحديثة فى دراسة النخبة السياسية,ورقة علمية,كلية الاقتصاد والعلوم السياسية, جامعة القاهرة,سبتمبر 1999, ص2.
– بلقيس أحمد منصور, مرجع سابق, ص:ص 12-13 .
– مولود سعادة,النخبة والمجتمع،تجدد الرهانات, مرجع سابق, ص 99.
– William B Qandt, The comparative Study of Political Elites, Santa Monica, California , September, 1969, p:p 1:3.
– محمد شطب عيدان المجمعي, النخبة السياسية وأثرها في التنمية السياسية, مجلة جامعة تكريت للعلوم القانونية والسياسية,العدد 4 السنة الأولى, 134-135.
– إبراهيم أبراش ، علم الاجتماع السياسي ، دار الشروق للنشر والتوزيع ، عمار الأردن ، 1998 ، ص 114.
– نصر محمد عارف, نظرية النخبة ودراسة النظم السياسية العربية ( الإمكانات والإشكالات), المؤتمر الثالث للباحثين الشباب بعنوان النخبة السياسية للباحثين الشباب،1996, انظر
http://bohothe.blogspot.com/2010/03/blog-post_4388.html
– على الدين هلال, النخبة السياسية, محاضرات إلقيت على طلاب تمهيدى ماجستير علوم سياسية مقرر نظم سياسية, كلية الاقتصاد والعلوم السياسية, مارس 2012.
– اقتراب النخبة والسلطة السياسية, دراسة متاحة على الرابط التالى:
http://30dz.justgoo.com/t3-topic
– محمد شطب عيدان المجمعي, مرجع سابق, ص:ص 135-136.
– اكرام بدر الدين, النخبة السياسية: دراسة نظرية ومنهجية,دراسات ومقالات, ملف 2, كلية الاقتصاد والعلوم السياسية, جامعة القاهرة,ص:ص 159- 160.
– مولود سعادة,النخبة والمجتمع،تجدد الرهانات, مرجع سابق,ص:ص 103-105.
-, نصر محمد عارف، نظريات السياسة المقارنة وتطبيقها في دراسة النظم السياسية العربية، رسالة دكتوراه غير منشورة، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة القاهرة، 1995 ص 214.
عمار على حسن,معنى النخبة (3-6), متاح على الرابط الرابط التالى:
http://www.elwatannews.com/news/details/110408
– حسين الخطاب ,الإتجاه السايكولوجي لدى باريتو في تحليله للنخبة, ورقة بحثية, متاحة على الرابط التالى:
http://hkbraveheart.maktoobblog.com/2515
– على الدين هلال, مرجع سابق.
– المرجع السابق.
– James Bill, and Robert L. Hardgrave, Comparative Politics: the Quest for theory,(Ohio: charles E. Merril Publishing 1973), p:p165-169.
– فاروق يوسف, علم الاجتماع السياسى,: مكتبة عين شمس , القاهرة, 1987م, ص 44.
– نصر عارف, نظريات السياسة المقارنة وتطبيقاتها فى دراسة النظم السياسية العربية, مرجع سابق, ص188.
– صفى الدين خربوش, مرجع سابق ص:ص 4-5.
– كمال المنوفى,أصول النظم السياسية المقارنة, الكويت,شركة الربيعان للنشر والتوزيع, ص 83.
-صفى الدين خربوش, مرجع سابق ص:ص 21:19.
– نصر محمد عارف, اقتراب النخبة ودراسة النظم السياسية العربية ( الإمكانات والإشكالات),مرجع سابق.
– أمين محمد دبور, نظم سياسة مقارنة, كلية التجارة, الجامعة الإسلامية, غزة, 2012, ص 30.
قائمة المراجع:
المراجع العربية:
الكتب:
1. أمين محمد دبور, نظم سياسة مقارنة, كلية التجارة, الجامعة الإسلامية, غزة, 2012.
2. إبراهيم أبراش ، علم الاجتماع السياسي ، دار الشروق للنشر والتوزيع ، عمار الأردن ، 1998.
3. فاروق يوسف, علم الاجتماع السياسى, مكتبة عين شمس,القاهرة , 1987م .
4. كمال المنوفى,أصول النظم السياسية المقارنة, شركة الربيعان للنشر والتوزيع الكويت,1987م.
5. برهان غليون , مجتمع النخبة , معهد الإنماء العربي , بيروت ,1986.
الرسائل العلمية:
1. بلقيس أحمد منصور, النخبة السياسية الحاكمة فى اليمن ( 1978- 1990 ), رسالة ماجستير غير منشورة, كلية الاقتصاد والعلوم السياسية, جامعة القاهرة,1997
2. نصر محمد عارف، نظريات السياسة المقارنة وتطبيقها في دراسة النظم السياسية العربية، رسالة دكتوراه غير منشورة، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة القاهرة، 1995 ص 214.
الدوريات والمقالات والأوراق البحثية:
1. صفى الدين خربوش, الاتجاهات الحديثة فى دراسة النخبة السياسية,ورقة بحثية,كلية الاقتصاد والعلوم السياسية, جامعة القاهرة,سبتمبر 1999.
2. اكرام بدر الدين, النخبة السياسية: دراسة نظرية ومنهجية,دراسات ومقالات, ملف 2, كلية الاقتصاد والعلوم السياسية, جامعة القاهرة.
3. محمد شطب عيدان المجمعي, النخبة السياسية وأثرها في التنمية السياسية, مجلة جامعة تكريت للعلوم القانونية والسياسية, العدد 4, السنة الأولى.
4. على الدين هلال, النخبة السياسية, محاضرات إلقيت على طلاب تمهيدى ماجستير علوم سياسية مقرر نظم سياسية, كلية الاقتصاد والعلوم السياسية, مارس 2012.
5. نصر محمد عارف, نظرية النخبة ودراسة النظم السياسية العربية ( الإمكانات والإشكالات), بحث مقدم ل المؤتمر الثالث للباحثين الشباب بعنوان النخبة السياسية للباحثين الشباب،كلية الاقتصاد والعلوم السياسية, جامعة القاهرة, 1996.
6. مولود سعادة,النخبة والمجتمع،تجدد الرهانات, مجلة الباحث الاجتماعي , جامعة باتنة , الجزائر, عدد 10, سبتمبر 2010م.
المراجع الإجنبية:
1. James Bill, and Robert L. Hardgrave, Comparative Politics: the Quest for theory, Ohio: charles E. Merril Publishing 1973.
2. Almond Gabriel & Powell, G. Bingham, Comparative Politics: a developmental approach,Boston: Little Brown Company, 1966.
3. William B Qandt, The comparative Study of Political Elites, Santa Monica, California , September, 1969, p:p 1:3.
المواقع الإليكترونية:
• http://www.dtic.mil/dtic/tr/fulltext/u2/681491.pdf
• http://hkbraveheart.maktoobblog.com/2515
• http://bohothe.blogspot.com/2010/03/blog-post_4388.ht