البرامج والمنظومات الديمقراطيةالدراسات البحثيةالمتخصصة

الانعكاسات السياسية لهجرة السوريين لأوروبا 

  • المركز الديمقراطي العربي

اعداد :

  • أ. احمد فتح الله عبدالقادر أحمد
  • أ. سيد بـكـر سيد خليفة
  • أ. عمرو ضاحي محمد
  • أ. مروة مندوه متولي محمد
  • أ. هدي حسين محمود أحمد 
  •  اشراف .د سيد علي ابو فرحه

الفهرس:

الموضوع رقم الصفحة
    المقدمة ………………………………………………………….. 5
(تساؤلات, اهمية , اهداف , منهجية )الدراسة …………………… 6
   حدود الدراسة ……………………………………………………. 7
  الاطار المفاهيمي …………………………………………………. 8
  الدراسات السابقة ………………………………………………… 10
المبحث الأول

الأزمة السورية وأوضاع المهاجرين

15
·       المطلب الاول انواع الهجرة ………………………… 15
·       الاسباب التي ادت إلى الهجرة السورية لدول اوروبا 19
·       عوامل الجذب في قارة اوروبا ………………………….. 22
·        المطلب الثاني أوضاع المهاجرين السوريين في دول اوروبا 25
·       أولاً: تركيا ………………………………………………… 25
·       ثانياً: بريطانيا …………………………………………….. 29
·       ثالثاُ: اليونان ……………………………………………… 32
·       رابعاً: المانيا ……………………………………………. 35
                     المبحث الثاني

الاستغلال السياسي لقضية المهاجرين

40
·        المطلب الأول : الاستغلال السياسي لقضية اللاجئين في أوروبا 40
·       اولاً: تركيا…………………………………………. 40
·       ثانياً: بريطانيا……………………………………… 43
·       ثالثاً: ألمانيا…………………………………………….. 45
·       المطلب الثاني: دور المنظمات الدولية في الأزمة السورية 49
·       دور الامم المتحدة في الأزمة …………………………….. 49
·       دور الاتحاد الأوروبي ……………………………………. 52
  خاتمة, النتائج ……………………………………………………. 54
  التوصيات .………………………………………………………… 55
  المراجع……………………………………………………………. 56
   

 

مقدمة :

شهدت المنطقة العربية منذ أواخر عام 2010 الكثير من التغييرات السياسية التي أثرت بشكل ملحوظ علي هذه الدول ، فلم تأتي “الانتفاضات” العربية كلها بنتائج “مرضية”، ولم تكلل كل “الثورات” بالنجاح ولم تحقق الأهداف المرجوة منها فكانت نداءات الشعوب هي المطالبة  بوطن آمن و استقرار سياسي  ورخاء اقتصادي و ممارسة فعلية لمبادئ حقوق الإنسان و الحريات العامة بشكل أوسع.

وكانت دولة سوريا من الدول التي  أنقلب “ربيعها” المنتظر إلى “خريف دامي” حطم كل حلم وليد للسعي نحو حرية و ديمقراطية حقيقية، فنداء نحو التغيير السلمي انقلب إلى ما يمكن تسميته بالحرب الأهلية في سوريا خلفت دمار شامل من حيث الصدام بين معارضة مسلحة من جهة، والنظام الحاكم وكذا القوات الشرطية والعسكرية المحسوبة علي النظام من جهة ثانية، وتنظيمات مسلحة وُصفت بالإرهابية من جهة ثالثة، كما أن الجيش الوطني شهد انقساما كان بمثابة البادرة التي بدأ منها انهيار الدولة.

و كان الدافع للتدخل الخارجي في شئون الدولة السورية، فشهدت سوريا تدخلات عسكرية من قوي كبري وإقليمية مختلفة  هدفها الأول هو السيطرة علي موقع استراتيجي هام في المنطقة العربية تحديدا و الشرق الأوسط عموما، و في نهاية الأمر كان المتضررين هم أبناء الوطن حيث خلفت هذه النزاعات المستمرة لأكثر من ست سنوات الآلاف من المهاجرين حيث وصل عدد المهاجرين السوريين إلى 3 مليون مهاجر بحسب تقرير منظمة الهجرة العالمية هاربين من الموت إلى دول عربية مجاورة أو أخري أوروبية طلبا للحياة و التخلص من شبح الموت الذي يحدق بهم في كل حين . ولقي ذلك اهتماما من دول و معارضة من دول أخري حيث نجد أن المهاجرين السوريين أصبحوا بحاجة إلى أن يتم توظيفهم سياسيا من قبل الدول المستضيفة لتحقق الاستفادة من ذلك و نجد أن هذه الاستفادة اختلفت من دولة إلى أخرى بحسب حاجتها. ويمكن أن نقول أصبحت مشكلة الهجرة هي المشكلة الأساسية التي تشغل الرأي العام حتي وقتنا الحاضر من حيث كونها ظاهرة تستحق الدراسة الوافية و التحليل العميق و إلقاء الضوء علي حياة المهاجرين في بلاد المهجر و ما عانوه في موطنهم ليدفعهم لتركة و الهروب منه.

في ضوء تلك الأزمة ستلقي دراستنا الضوء علي جانب من جوانب الأزمة السورية وهو الهجرة , والتداعيات السياسية لهجرة السوريين لدول اوروبا, تستخدم الدراسة منهج المصلحة القومية لتوضيح كيف يتم تطويع بعض القضايا من قبل الدول لخدمة اهدافها ومصالحها وقضية المهاجرين السوريين لأوروبا نموذجاٌ حيث أن بعض الدول استخدمت قضية المهاجرين كورقة ضغط  في سياساتها الخارجية, كما أن الهجرة لها تأثير علي صانع القرار السياسي سواء علي المستوي الخارجي أو الداخلي تحاول الدراسة إبراز هذا الدور .

المشكلة البحثية و تساؤلات الدراسة :

تتلخص المشكلة البحثية في تساؤل رئيسي وهو :  التداعيات السياسية لهجرة السوريين لأوروبا ؟

التساؤلات الفرعية:

  • ما هي الأوضاع والأسباب التي أدت إلى الهجرة إلى الدول الأوروبية وتسليط الضوء علي الأزمة السورية من جانب الهجرة   ؟
  • ما هي أكثر الدول التي استقبلت المهاجرين السوريين ؟
  • ما هي الوظائف التي يلتحق بها المهاجرون في الدول المضيفة ؟
  • ما هي الاوضاع القانونية للمهاجرين السوريين في دول اوروبا  ؟
  • هل مشكلة هجرة السوريين تعتبر تهديد أمني أم حتمية إنسانية بالنسبة لدول اوروبا؟
  • كيف يتم استغلال قضية المهاجرين سياسياً من قبل الدول المضيفة ؟

أهمية الدراسة :

تهدف هذه الدراسة إلى مناقشة الأزمة السورية من جانب أزمة الهجرة و إلقاء الضوء علي المهاجرين السوريين في الدول الأوروبية , والاوضاع القانونية لهم, وكيف يتم توظيف قضية  الهجرة من قبل صناع القرار في بعض الدول ,  و دراسة المتغيرات السياسية الداخلية والخارجية للدول المضيفة للمهاجرين  .

 اهداف الدراسة :

  1. التعرف علي جانب من جوانب الأزمة السورية , واسباب الهجرة في الجمهورية السورية.
  2. تسليط الضوء علي الجهود الدولية تجاه قضايا المهاجرين السوريين.
  3. التعرف علي مدي الاستغلال السياسي لقضية المهاجرين السوريين من قبل بعض الدول.
  4. التعرف علي التداعيات السياسية لهجرة السوريين لأوروبا؟

 منهجية الدراسة :

منهج المصلحة القومية , تستعين الدراسة بهذا المنهج لتفسير استخدام الدولة للآليات المختلفة للتوظيف السياسي لتحقيق مصالحها الوطنية في حقل العلاقات الدولية , سواء حماية كيانها المادي أو السياسي ,أو الثقافي , ضد كافة الأخطار القائمة والمحتملة .

وتفسير السياسة الخارجية العامة لدولة ما هو تفسير نمط عام في السياسة الخارجية للدولة , ومن ذلك إتباع الدولة سياسة خارجية نشيطة أو تركيز السياسة الخارجية في منطقة جغرافية معينة , أو إتباع الدولة سياسة عامة كالتعايش السلمى أو الانفراج أو الاحتواء أو المواجهة, وتلعب المتغيرات الهيكلية دوراً أساسيا في تحديد الخلفية الرئيسية الخارجية العامة, يقصد

بالمتغيرات الهيكلية خصائص النسق الدولي والخصائص القومية للدولة ويتداخل مع المتغيرات الهيكلية متغيران آخران هما : النظام السياسي والقيادة السياسية باعتبارهما متغيرين وسيطين بين المتغيرات الهيكلية والنمط العام للسياسة الخارجية.

حدود الدراسة :

أولاً : الإطار الزماني :

تتراوح مدة هذه الدراسة في الفترة (2011-2017)  حيث تزامنت مع هذه المرحلة تغييرات كبري في المنطقة العربية من سقوط أنظمة سياسية عربية و صعود أخري وتواتر سلسلة من الأحداث التي شكلت تغييرات علي الخارطة السياسية للمنطقة العربية

2011 بداية ثورات الربيع العربي وبداية الأزمة السورية :

2017 العام الذي كشفت فيه تركيا و دول الاتحاد  طُغيان مصالحهما علي دوافعهم الإنسانية في التعامل مع ملف اللاجئين السوريين و ذلك بالتوصل إلي الاتفاق الأوروبي- التركي .

ثانياً: الإطار المكاني:

سوف تقوم هذه الدراسة بمناقشة مشكلة المهاجرين السورين و الانعكاسات المترتبة علي هجرتهم في دول الاتحاد الأوروبي وتركيا .

ثالثاً : الإطار المفاهيمى :

1_التوظيف السياسي:

يقصد به استخدام جهة ما قضية ما لتحقيق مصلحة سياسية ما أو هو استفادة جهة معينة من حدث معين بغية الوصول إلى هدف سياسي معين ([1])

2_هجرة :

الهجرة هي الانتقال فردياً أو جماعياً من منطقة جغرافية إلى منطقة جغرافية أخري بحثا عن وضع أفضل اجتماعي([2]), وهي ظاهرة قديمة عرفها الأنسان وقت الحرب و وقت السلم مع اختلاف اشكالها من بلد إلى أخر حسب ظروف كل بلد.

3_هجرة قسرية:

هجرة قسرية أو إجبارية :. أي التهجير ويتميز هذا النوع من الهجرة يتميز بأن حركة الانتقال السكاني  حركة مفروضة من قبل الدولة , أو أي قوة سياسية أو عسكرية , فهؤلاء المهاجرين يعجزون هنا عن أتخاذ قرار الهجرة برغبتهم , ويكونون غير قادرين حتي علي اختيار الموقع الجديد .([3])

4_الهجرة غير القانونية:

عرفتها المنظمة الدولية للهجرة على أنها ” حركة انتقال تحصل خارج إطار المعايير القانونية  لبلدان المنشأ والعبور والمقصد , وما من تعريف واضح أو متفق عليه دولياً للهجرة غير

النظامية فمن منظور بلدان المقصد , هي عبارة عن دخول البلد أو الإقامة فيه أو العمل من دون الحصول علي الأذن الأزم أو حيازة الوثائق المطلوبة بموجب قوانين الهجرة , أما من منظور بلدان المنشأ فتعتبر الهجرة غير النظامية  في الحالات التي يعبر فيها أشخاص ما الحدود الدولية من دون جواز سفر أو وثيقة سفر صالحة , أو لا يستوفي الشروط الإدارية الأزمة لمغادرة البلد ويقضي الاتجاه السائد بحصر استخدام مصطلح ” الهجرة غير الشرعية ” بقضايا تهريب المهاجرين والاتجار بالأشخاص ([4]).

4_ استراتيجية : هي مصطلح يوناني وترجع تحديدا لكلمة (استراتيوجس )هي مصطلح عسكري بالأساس وتعني الخطة الحربية أو فن التخطيط  للعمليات الحربية قبل نشوب الحرب وفي نفس الوقت فن أدارة تلك العمليات عقب  نشوب الحرب ([5]) , وتعكس الاستراتيجية الخطط المحددة مسبقاً لتحقيق هدف معين على المدي البعيد في ضوء الإمكانيات المتاحة , أو التي يمكن الحصول عليها

وتعرفها موسوعة السياسة بأنها ” علم وفن وضع الخطط العامة المدروسة بعناية والمصممة بشكل متلاحق ومتفاعل ومنسق لاستخدام الموارد لتحقيق الاهداف الكبرى([6])”

5_ اللاجئون : يقصد باللاجئ ذلك الشخص الذى يضطر لمغادرة إقليم دولته أو إقليم الدولة التي يقيم فيها هرباً من سوء المعاملة التي يلقاها من جانب سلطات هذه الدولة ,أو هرباً من ظروف اقتصادية واجتماعية أو حتى طبيعية معينة .وقد ظهرت مشكلة اللاجئين على نطاق واسع واتخذت بعدا دولياً منذ نهاية الحرب العالمية الأولى, حيث عقدت العديد من الاتفاقيات والمعاهدات الدولية لمحاولة وضع الحلول لهذه المشكلة ,وقد قامت الأمم المتحدة بإنشاء منظمة خاصة تعنى بشئون اللاجئين عينت لها مفوضاً سامياً. وفى عام 1956, وقعت اتفاقية دولية جماعية بشأن مركز اللاجئين أضيف لها في عام 1967 بروتوكولاً جديداً.

وهناك فئة خاصة من اللاجئين هم اللاجئون السياسيون الذين يلجئون إلى أقاليم الدول الأخرى أو إلى بعثاتها الدبلوماسية طالبين الحماية ,ويحظون باهتمام خاص من جانب بعض الدول

خاصة دول أمريكا الجنوبية التي تنتشر فيها ظاهرة اللجوء السياسي على نطاق واسع , واللجوء السياسي عادة ما يبدأ في صورة لجوء دبلوماسي بمعنى لجوء الشخص إلى البعثة الدبلوماسية لإحدى الدول, ثم يتحول إلى لجوء إقليمي إذا ما تم نقل اللاجئ من مقر البعثة إلى إقليم الدولة التي تتبعها هذه البعثة , وقد ترتب على كثرة المنازعات الدولية والصراعات الداخلية في العديد من الدول لجوء الملايين إلى الدول المجاورة هربا من ويلات الحرب, كما دفع الجفاف ونقص الغذاء بعض بلدان القارة الأفريقية إلى هروب الكثيرين من مناطق الجفاف إلى حيث يتوقعون ظروفا أسهل للحياة. .

وتعتبر قارة أفريقيا من أكثر مناطق العالم معاناة من مشكلة اللاجئين, حيث إنها تستوعب نحو ثلث عدد اللاجئين على مستوى العالم كله([7]).

6_مصلحة قومية: المصالح القومية هي الأهداف الأساسية التي يسترشد بها صانع القرار عند تخطيط السياسة الخارجية , وتعتمد المصالح القومية لدولة على العناصر التي تشكل الاحتياجات الأكثر حيوية لتلك الدولة مثل حماية الذات , والاستقلال , والأمن القومي , والرفاهية الاقتصادية . وعندما تضع الدولة سياستها الخارجية على أساس من مصالحها القومية فقط دون الاهتمام بالمبادئ والقيم الأخلاقية ,توصف السياسة الخارجية لهذه الدولة بأنها سياسة خارجية غير أخلاقية . ونلاحظ أن كل دولة من دول العالم تحاول تطوير سياسات خارجية وعلاقات دبلوماسية متوائمة مع تعريفها لمصالحها القومية .

وعندما تتسم المصالح القومية للدول في النظام الدولي بالتناسق , ينتج عن ذلك رغبة تلك الدول في العمل المشترك من أجل إيجاد حلول للمشاكل العالمية , أما في حالة تعارض تلك المصالح , فإن ذلك يؤدى إلى إشاعة حالة من التوتر والتنافس والخوف وهو ما قد يؤدى في النهاية إلى الحرب ([8]).

_ الدراسات السابقة:

1_دراسة بعنوان الهجرة غير الشرعية و العلاقات بين دول غربي المتوسط([9]).

سعت الباحثة في هذه الرسالة لتوضيح مفهوم الهجرة غير الشرعية ومعرفة وأبعادها وتأثيرها على العلاقات بين دول غربي المتوسط باعتبارها ظاهرة من أهم الظواهر البارزة والتي ارتبطت بالإنسان منذ ظهوره على وجه الأرض وصنفت أي الهجرة غير الشرعية على أنها ظاهرة عالمية تتمثل في انتقال الأفراد من مكان إلى أخر بحثًا عن حياة أفضل أو هروبًا من وضع معين بشكل غير مشروع. وخلصت الدراسة بعد إلى أن ظاهرة الهجرة غير الشرعية ظاهرة نتيجة للفجوة الحضارية والتنموية والاقتصادية المتزايدة بين عالمي الغنى والفقر مخلفه إشكاليات متعلقة بالتنمية والأمن والاندماج وتثير قلق العديد من الدول وعلى رأسها الدول الأوروبية المستقبلة للمهاجرين والدول المصدرة على السواء.

2_ الاتحاد الأوروبي و التحول الديمقراطي في العالم العربي في الفترة من 2011 الى 2014([10])

سعت الدراسة إلى الوقوف على دور وسياسات الاتحاد الأوروبي في دعم التحول الديمقراطي في العالم العربي وتحديداً الدول العربية جنوب المتوسط، مع محاولة الوقوف على مدى تطور أو اختلاف هذا الموقف مقارنة بالفترة السابقة على الثورات العربية. فانقسمت الدراسة إلى ثلاث فصول بالإضافة الى اطار نظري وخاتمة. اهتم الفصل الاول بدراسة علاقة العامل الخارجي بعملية التحول الديمقراطي واستعراض نموذج الاتحاد الأوروبي كمروج للديمقراطية.

وتناول الفصل الثاني دور الاتحاد الأوروبي في دعم الديمقراطية في دول المنطقة العربية جنوب المتوسط خلال الفترة السابقة واللاحقة على الثورات العربية. وجاء الفصل الثالث والاخير ليعرض نظرة تقييمية لدور الاتحاد الأوروبي في دعم عملية التحول الديمقراطي في العالم العربي مع محاولة استشراف مستقبل الدور الأوروبي في دعم عمليات التحول الديمقراطي خارج حدوده.وقد خلصت الدراسة إلى محدودية دور الاتحاد الأوروبي في دعم عملية التحول الديمقراطي في الدول العربية. فعلى الرغم من أن سياساته كانت سياسات تحفيزية الا أنها لم تكن المحرك الرئيسي للإصلاح . فقد استمر الاتحاد الأوروبي في استخدام نفس الاطر التقليدية والمفاجئة في التعامل مع الظروف غير التقليدية التي تمر بها المنطقة.

3_ الاتحاد الأوروبي وقضايا الهجرة: الإشكاليات الكبرى والاستراتيجيات والمستجدّات([11])

توضح هذه الدراسة مدي التمييز بين اللاجئين السياسيين والمهاجرين الاقتصاديين: في خضم تطورات أزمة اللاجئين إلى أوروبا، تحاول بعض القوى المناوئة للمهاجرين الادعاء بأن القادمين للقارة الأوروبية هم مهاجرون اقتصاديون وليسوا لاجئين سياسيين، بمعنى أنهم يبحثون عن حياة أفضل ولم يهربوا من مناطق صراعات، ومن بينهم اللاجئون السوريون، لكن هذه الادعاءات واهية فسوريا على سبيل المثال اصبحت ساحة للصراعات بين القوى الإقليمية وبعضها من جهة وبين القوى الدولية وبعضها من جهة ثانية، بل وبين الفواعل دون الدول من جهة ثالثة.

كما توضح الدراسة المبادئ الأساسية للاستراتيجية الأوروبية لمواجهة المهاجرين , والتي تتمثل في التشاركية ,الدفاع عن القيم الأوروبية, الدفاع عن الهوية الأوروبية

4_ دراسة بعنوان: حقوق اللاجئين بين الشريعة و القانون. ([12])

سعي الباحث إلي إلقاء الضوء علي قضية اللجوء، عاقدا مقارنة في ذلك ما بين اللجوء في الشريعة الإسلامية و اللجوء في القانون الدولي، مقسما الدراسة إلي عدة محاور منها ما يناقش أسباب اللجوء و التي تتلخص معظمها في نشوب الحروب أو النزاعات المسلحة و التهجير القسري للمواطنين و عمليات الإبادة و الكوارث، كما أنه يتساءل أيضا عن ماهية الحقوق التي شرعتها الشريعة الإسلامية للاجئين و الحقوق التي أعلنتها المنظمات و المواثيق الدولية و القانون الدولي ، و التدبير التي تتخذ من أجل إقامة وطن آمن للاجئين خارج أراضيهم.  كما أنه يوضح ما هي الواجبات المفروضة علي اللاجئ في الشريعة الإسلامية و القانون الدولي ، و متي ينتهي هذا اللجوء. هل بانتهاء الأزمة أم بناء علي رغبة اللاجئ.

5_دراسة بعنوان: اللاجئون و الأمن الإنساني في الشريعة و المواثيق الدولية. ([13])

سعي الباحث في الدراسة إلي وضع إيضاح التعريفات المختلفة لمصطلح الأمن الإنساني، من خلال التعريف اللغوي و نشأته و تطوره علي مدي السنين، كما أنه يوضح مفهوم الأمن الإنساني في الشريعة الإسلامية من خلال القرآن و السنة، كما أنه بعد ذلك يوضح الوضع العام للاجئ و ما يعانيه خارجا و الظروف التي دفعته لترك وطنة و مغادرته، كما أنه يلقي الضوء علي رد فعل الدول المضيفة التي لا ترحب عادة بمن يسعون للجوء داخل أراضيها لما في ذلك من أعباء اقتصادية، كما أنه بالإضافة إلي الأسباب السياسية هناك أيضا أسباب أخري تتمثل في سوء استخدام الإنسان للبيئة مما ينتج عنة تلوث بيئي يؤدي إلي تلوث مناخي لا يصلح للبشر بالإقامة به.

6_دراسة بعنوان: الحماية الدولية للاجئين بين النص و الممارسة(دراسة حالة اللاجئين السوريين). ([14])

سعت الدراسة إلي  تعريف اللجوء تميزه عن المصطلحات الأخرى، كما سعت أيضا إلي معرفة الأسباب المؤدية إلي هذه الظاهرة التي تزيدت بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة ، كما أنها ايضا و ضحت آليات الحماية المستخدمة لضمان حقوق اللاجئين سواء كانت نصوص قانونية دولية، إقليمية أو حتي محلية. و تحاول عرض الحقوق التي يتمتع بها اللاجئ  و دول الملجأ  و الالتزامات المفروضة عليهما، كما أن الباحثين يقومان بعقد مقارنة بين النصوص  المنصوص عليها في الاتفاقيات الدولية و ما يطبق في أرض الواقع مع اللاجئين السوريين.

7_دراسة بعنوان: مشكلات اللاجئين و سبل معالجتها. ([15])

اتخذت هذه الدراسة اللاجئين السورين نموذجاً للدراسة حيث أن الخسائر البشرية لا تقتصر علي القتلى و الجرحى و إنما شملت المشردين و اللاجئين و المهجرين و المطرودين و المحرومين من حق العودة و تحولوا فجاه إلي لاجئين في بلاد أغلق معظمها ابوابها في وجوههم ، لهذا السبب يرون انه تعد مشكلة اللاجئين السوريين من أخطر القضايا الدولية، وتنتج ظاهرة اللجوء بالأساس من الصراعات و الحروب الداخلي. وعلي الرغم من وجود الاتفاقيات التي نصتها الدول الكبرى باحتضان اللاجئين و تقديم المساعدات الإنسانية لهم أينما وجدوا إلا أنها لم تنفذ أي من هذه القرارات التي جاءت في الاتفاقيات و المواثيق الكبرى و بقي معظم اللاجئين في الدول العربية علي الرغم أن أغلبهم لم يوافق علي نصوص هذه الاتفاقيات.

8_دراسة بعنوان: مبدأ عدم الإعادة القسرية للاجئين في القانون الدولي. ([16])

أوضحت الباحثة في هذه الدراسة إلي أن لظاهرة اللجوء بعد تاريخي في الحضارات و المجتمعات المختلفة بالواجب التقليدي الذي يفرض حسن استقبال الأجنبي و عابر السبيل و حماية المستغيث، أرتقي إلي أن يمثل حقا أساسيا من حقوق الأنسان، و مع تزايد أعداد اللاجئين تدخلت المنظمات الدولية المختلفة مثل منظمة الامم المتحدة و غيرها من المنظمات و أصدرت العديد من المواثيق و الاتفاقيات، و اعتمدت اتفاقية جنيف لعام 1951 لشئون اللاجئين، وكان الهدف من هذه الاتفاقية هو حماية المضطهدين بسبب الجنس أو العرق أو الدين أو اللون و المذهب أو تبني آراء سياسية معينة.

9_دراسة بعنوان: International and Iraqi law in relationship to refugees seeking asylum In Iraq. ([17])

وضح الباحث الي ان الدراسة تهدف الي العلاقة بين نشأة الخلق واللجوء في الدول الأخرى وحقوق الانسان المتفرعة من القانون العام، واوضحت ان حق اللجوء السياسي جزء لا يتجزأ من المواثيق الدولية وان اللجوء السياسي لا يعمل في داخل سيادة الدولة وان قضية اللاجئين تحدث بسبب الانكار المتعمد لحقوق الانسان داخل حدود الدولة .

10_دراسة بعنوان: ([18])Protecting Human Rights in International Law 

توضح هذه الدراسة الفرق بين الديمقراطية الحقيقية في الأنظمة الديمقراطية و الديمقراطية المزيفة في الأنظمة الديكتاتورية التي لا تعترف بحقوق الإنسان إلا علي الورق فقط، كما أن الدراسة توضح أن هناك نوعين من الحقوق أحدهما يتعلق بالحقوق الفردية و الأخر يتعلق بالحقوق الجماعية التي تشير إلي الحق في الحماية و تقرير المصير و اللجوء السياسي و الهروب من الاضطهاد بكافة أشكاله. كما أنه يوضح عدة مفاهيم لحقوق الأنسان و المجتمع الدولي.

11_ دراسة بعنوان: Ia migration et la cooperation Euro-mediterraneenne depuis le milieu des annees soixante dix.([19])

توضح الدراسة أن هناك مجموعتين في المنطقة الأورو-متوسطية و هما مجموعتين يختلفان سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا و ثقافيا و قد شملت هذه المجموعتين علاقات مختلفة، و تميزت هذه العلاقات بالهيمنة الأوروبية علي جميع دول المنطقة عسكريا و سياسيا و اقتصاديا، و نادرا ما كان يسود العلاقات تعاون بين الشعوب، حيث وحدتهم المنطقة الجغرافية و التاريخ المشترك بينهم، أهمها العلاقات الإنسانية التي تجسدت في الهجرة و تنقل الأشخاص .

” إذ تعد الهجرة والمبادلات البشرية أحد أوجه التفاعل الإنساني في المجال

الأورو-متوسطي التي تستدعي دراسة معمقة للكشف عن واقع هذه الظاهرة” [20

_ تقسيم الدراسة

تنقسم الدراسة إلى مبحثين :

المبحث الأول بعنوان:  الأزمة السورية وأوضاع المهاجرين ويضم مطلبين المطلب الأول بعنوان:  أنواع الهجرة وجوانب الأزمة السورية

المطلب الثاني بعنوان: أوضاع المهاجرين السوريين في دول اوروبا

المبحث الثاني بعنوان: الاستغلال السياسي لقضية المهاجرين وردود فعل المنظمات الدولية

المطلب الاول بعنوان: الاستغلال السياسي لقضية اللاجئين في أوروبا:-  (تركيا_ اليونان _ ألمانيا _ بريطانيا نموذجاً)

المطلب الثاني بعنوان: دور المنظمات الدولية في الأزمة السورية :- (الامم المتحدة _ والاتحاد الاوروبي نموذجاً)

 

المبحث الأول

  الأزمة السورية وأوضاع المهاجرين

  • المطلب الاول : أنواع الهجرة وجوانب الأزمة السورية

_أنواع الهجرة في سوريا :

تتعدد أنواع الهجرة وتقسيماتها وتنوع اسس أو مراجع التقسيم , وهناك معيارين  شائعين  في تحديد مفهوم الهجرة .

اولاً المعيار المكاني :

وفقا لهذا المعيار  فان الهجرة تشير إلى تغير موطن الاقامة , أي الانتقال الدائم من بلد إلى موطن أخر, ويعني أيضا أن التحرك من مكان لمكان داخل الحدود السياسية للبلد لا تعتبر هجرة, فانتقال البدو من موضع إقامتهم إلى موضع أخر داخل نطاق الصحراء مهما كانت المسافة فهذا لا يعتبر هجرة .

ثانياً المعيار الزمني:

يتعلق بمدة الهجرة , وهذا معيار هام في التمييز بين الهجرة باعتبارها نقلة دائمة من انواع الحراك المكاني الأخرى , ذلك ان ثمة انتقالاً عبر المكان ,ولكنه يفتقر إلى البعد الزماني الذي يجعل منه هجرة , فانتقال أحدهم إلى مدينة أخري بضعة ايام للزيارة ,أو غيرها يفتقد استهداف الإقامة الدائمة , وعلي الرغم من أهمية هذين المعارين في تحديد مفهوم إلا أنه من غير الممكن الاعتماد عليهم بشكل رئيسي في تحديد مفهوم الهجرة , بل لابد من اضافة شروط أخري مثل الموقف الشخصي للمتنقل , فالمستهدف للسياحة, او التعليم , او القائم بأعمال تجارية لا يعتبر مهاجراً .

1_ يمكن تصنيف الهجرة من حيث عامل إرادة الفرد في الهجرة:

أ _هجرة اختيارية: وهي عادة تتم بمبادرة فردية ورغبة من الفرد في الانتقال من وطنه الام إلى مجتمع جديد ,فالمهاجر يتخذ قراره بحرية تامة ويختار بلد الاستقبال ([21]), وفي سوريا بحسب تقرير وزارة الشئون الاجتماعية والعمل  عام 2011, ان 16 % من السوريين يرغبون في الهجرة خارج سوريا منهم 64% سعوا جديا في محاولة الهجرة , وهذه النسبة ارتفعت بالطبع بشكل كبير عقب اندلاع الأزمة السورية ([22]) .

ب_ هجرة قسرية أو إجبارية :. اي التهجير ويتميز هذا النوع من الهجرة يتميز بأن حركة الانتقال السكاني  حركة مفروضة من قبل الدولة , أو أي قوة سياسية أو عسكرية , فهؤلاء

المهاجرين يعجزون هنا عن أتخاذ قرار الهجرة برغبتهم , ويكونون غير قادرين حتي علي اختيار الموقع الجديد ,([23]) وكثيرا ما يحدث هذا النمط في موجات مفاجئة  وواسعة وما يحدث في سوريا منذ بداية الأزمة السورية عام 2010 مثال واضح علي ذلك فبحسب تقرير المفوضية السامية للأمم المتحدة ان عدد النازحين قسرا في سوريا تخطي 11 مليون  نازح  بسبب النزاع والعنف منذ مارس 2011 وحتي مارس 2015.

2_ تصنيف الهجرة من حيث استمرارها:

أ _ هجرة دائمة :  حيث يهاجر أفراد أو الجماعات من موطنهم الاصلي إلى الدولة الجديدة بقصد الاستقرار فيها بصورة دائمة ونيتهم عدم العودة إلى وطنهم الاول([24]), هذا النوع موجود في الجمهورية السورية بشكل طبيعي فهي حالات فردية ازدادت بعض الشي عقب اندلاع الأزمة حيث كانت مقتصرة في الفترة الأولى على الأغنياء والميسورين، والناشطين المدنيين وكذلك العاملين مع منظمات الإغاثة الدولية ومنظمات المجتمع المدني.  .

ب_ هجرة مؤقتة : “هي الانتقال الجغرافي من مكان لأخر لفترة محدد ثم ما يلبث المهاجرون أن يعودوا إلى اوطانهم الاصلية بعد ذلك ” ([25])  وعادة ما تكون هذه الهجرة  لعدة اغراض منها الاقتصادية كالبحث عن فرص عمل وسبل العيش , او لأغراض سياسية او التحصيل العلمي اغراض أخري  كالهرب من الاضطهاد والنزاعات , وانتشار العنف, وانتهاك حقوق الانسان  , ولكن في النهاية يعود إلى وطنه الام بعد انتفاء سبب الهجرة , تزداد وتيرة الهجرة المؤقتة في سوريا هربا من النزاع , وانتشار العنف .

3_ تصنيف الهجرة من حيث نوعها الجغرافي:

أ _ هجرة داخلية :  “هي الهجرة التي تتم من منطقة إلى أخري في دولة ما دون عبور الحدود السياسية الدولية “([26]) والهجرة الداخلية في الجمهورية السورية منتشرة بشكل واسع بسبب عدم التوازن الاقتصادي والاجتماعي بين الأقاليم والمناطق وانتشار البطالة , ايضا بسبب الحصول علي خدمات اجتماعية افضل في المدينة , والهروب من الصراعات العشائرية والقبلية , ومنذ اندلاع الأزمة السورية في عام 2011وانتشرت موجات كبيرة من الهجرة الداخلية هرباً من مناطق النزاع بين الاطراف المتنازعة.

ب_ هجرة خارجية : “حركة انتقال أفراد يتركون بلادهم أو بلد اقامتهم , من أجل الإقامة بصفة دائمة أو مؤقتة في بلد أخر وفي هذه الحالة يعبرون الحدود الدولية ([27]) ” والمجتمع السوري من أكثر المجتمعات تصديراً للمهاجرين للخارج سواء بصورة مؤقتة أو دائمة  ففي عام 2011 أحتلت الجمهورية السورية المرتبة الثانية بين دول المنطقة العربية  كافة في نسبة  إرسال المهاجرين بعد لبنان , وبعد اندلاع الأزمة السورية ازدادت وتيرة الهجرة الخارجية من سوريا بشكل كبير حيث وصل عدد المهاجرين السوريين إلى 3 مليون مهاجر بحسب تقرير منظمة الهجرة العالمية , وكانت الدول الأوروبية هي الواجهة لهؤلاء المهاجرين سواء لاجئين او مهاجرين, وبحسب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، استقبلت دول الاتحاد الأوروبي منذ اندلاع الأزمة حتى نهاية عام 2013 نحو 50 ألف لاجئ سوري، وهو رقم محدود مقارنة بدول اللجوء المجاورة ([28]) , لكن هذا الرقم ما لبث أن تضاعف خلال عام 2014؛ نتيجةً لعوامل مختلفة في صدارتها إخفاق مؤتمر جنيف 2، وتراجع فرص الحل، وارتفاع مستويات العنف، وانتشار القتال في معظم الأراضي السورية، والتضييق على اللاجئين السوريين في مصر ولبنان والأردن, كما ساهم توسع تنظيم الدولة في المناطق الخاضعة لنفوذ المعارضة المسلحة، وسيطرته على مساحات واسعة من سورية، وكذلك هجومه على المناطق الكرديّة، في زيادة عدد اللاجئين إلى أوروبا؛ إذ فضّل آلاف السوريين من الأكراد من سكان منطقة عين العرب (كوباني) التوجه إلى ألمانيا مثلًا، نظرًا إلى وجود جالية كردية كبيرة فيها، وعدم رغبتهم في العيش داخل مخيمات اللجوء التركيّة.

4_ تصنيف الهجرة من حيث المشروعية :

أ_ هجرة قانونية او منظمة :  وهي الهجرة النظامية التي تتم وفقا للقانونين والاجراءات القانونية التي تقرها الدولة المهاجر منها , أو إليها  ووفقا للأعراف والقوانين الدولية وتعرفها المنظمة الدولية للهجرة بأنها ” انتقال شخص من مكان إقامته الاعتيادية إلى مكان إقامة جديد مع احترام القوانين والانظمة المتعلقة بالخروج من البلد الاصلي والسفر والعبور والدخول إلى البلد المضيف ” ([29]) وهذا النوع من الهجرة يقتضي  من المهاجر عدة شروط منها  :

_ ان يكون حاملا لجواز أو وثيقة سفر سارية صادرة من الدولة .

_ أن لا يكون ممنوعا من مغادرة الدولة التي ينتمي إليها لأي اسباب قانونية .

_ أن يحصل علي اذن بالدخول من سلطات الدولة التي يرغب الدخول إليها

_ أن يغادر موطنه الاصلي من اماكن المغادرة المسموح بها , كالمطارات , والموانئ  البحرية والبرية

_ أن يبدا اقامته في المكان الذي انتقل إليه وفق انظمة وقوانين الدولة الواصل إليها .

هذا النوع من الهجرة سبق الاشارة إليه في الهجرة الخارجية .

ب_ الهجرة غير النظامية او غير القانونية :

عرفتها المنظمة الدولية للهجرة علي انها ” حركة انتقال تحصل خارج اطار المعايير القانونية  لبلدان المنشأ والعبور والمقصد , وما من تعريف واضح او متفق عليه دوليا للهجرة الغير نظامية فمن منظور بلدان المقصد , هي عبارة عن دخول البلد او الاقامة فيه العمل من دون الحصول علي الاذن الازم أ حيازة الوثائق المطلوبة بموجب قوانين الهجرة , اما من منظور

بلدان المنشأ فتعتبر الهجرة غير نظامية  في الحالات التي يعبر فيها اشخاص ما الحدود الدولية من دون جواز سفر او وثيقة سفر صالحة , او لا يستوفي الشروط الادارية الأزمة لمغادرة البلد ويقضي الاتجاه السائد بحصر استخدام مصطلح ” الهجرة الغير شرعية ” بقضايا تهريب المهاجرين والاتجار بالأشخاص ([30]).

قبل نشوب الأزمة السورية لم تكن سوريا دولة مصدرة للهجرة الغير شرعية , باستثناء بعض الحالات الفردية التي كانت تحدث , ولكن بعد جملة المتغيرات التي حدثت في المجتمع اصبحت الهجرة الغير شرعية تشكل ظاهرة في المجتمع السوري خاصة الهجرة إلى اوروبا ,ولعل ابرز تلك المتغيرات  , الأزمة السياسية في البلاد وانعدام الاستقرار السياسي والامني , وتدهور الحالة الاقتصادية والوضع المعيشي نتيجة للأزمة التي تشهدها البلاد في الآونة الاخيرة  .

وتتنوع اشكال الهجرة الغير شرعية في سوريا ما بين:

_هجرة غير قانونية عبر الاقليم السوري .

وتنطلق هذه الهجرة من الجمهورية السورية إلى أي دولة اوربية  مجاورة كتركيا وقبرص .

_هجرة غير قانونية إلى سوريا.

هذه الهجرة في غالبيتها تعود إلى اشخاص افارقه يدخلون بطريقة غير قانونية إلى سوريا وبعد نشوب الأزمة السورية قلت معدلات هذا النوع من الهجرة .

_ هجرة غير قانونية عبر الاقليم السوري .

وتنطلق هذه الهجرة من الاقليم السوري إلى الدول الأوروبية القريبة مثل قبرص وتركيا , او دول عربية كالبنان .

الاسباب التي ادت إلى الهجرةالسورية لدول اوروبا:

يمكن تصنيف عوامل واسباب الهجرة من سوريا إلى اوروبا إلى عوامل طرد في الدولة المصدرة للهجرة والتي تتمثل في عدة اسباب سياسية واقتصادية واجتماعية وجغرافية في سوريا , وعوامل جذب توجد في الدولة المستضيفة للمهاجرين كالرفاهية الاقتصادية ومرونة قوانين الهجرة بها .

اولاً اسباب الطرد او الدفع

  • الاسباب السياسية:

من العوامل المهمة التي لها تأثير و ا ضح علي هجرة السكان هي العوامل السياسية كالنزعات والحروب الاهلية , فبالنسبة للشأن السوري كانت العوامل السياسية احدي عوامل طرد للسكان للهجرة خارج الوطن , حيث أن بسبب اندلاع الأزمة السورية ادي إلى انهيار المنظومة الامنية وغابت سلطة الدولة , وتحول المعارضة إلى “ثورة مسلحة ”

تطورت الأزمة السورية مع بداية مطلع عام 2012م وذلك لعدة أسباب

  • -انسداد أفق النضال السلمى داخلياً بسبب إفراط النظام في العنف ضد المتظاهرين.
  • انسداد أفق الحل السياسي خارجياً, وعدم الوصول إلى حل سياسي مع النظام
  • انسداد أفق الحل العسكري الخارجي بعد استخدام روسيا والصين حق النقض “الفيتو” ضد مشاريع قرارات أممية تدين النظام السوري
  • اقتناع السوريين بعدم إمكانية تكرار النموذج الليبيي (([31]

لكن التطور الأبرز في مسار تحول الثورة السورية نحو الثورة المسلحة تمثل بقيام مجموعات من “الجيش السوري الحر” بالدخول إلى مدينة حلب في 20 يوليو 2012م، الأمر الذى أكد تطور القدرات العسكرية للثورة السورية، فكانت معركة حلب هي الأكبر والأطول بعد أن نجح “الجيش الحر” من السيطرة على غالبية مناطق الريف الشرقي والشمالي للمدينة، ليغدو نقطة تجمع رئيسية لقوات الجيش الحر في ريف حلب.

في 22 يوليو 2012م، أطلق النظام السوري على معركة حلب تسمية “أم المعارك” وقد غير تكتيكاته العسكرية على الأرض، إذ دخلت الطائرات الحربية لأول مرة في المعركة ضد الثوار ,واستطاعت قوات النظام منع تقدم المعارضة المسلحة إلى وسط المدينة لكنها عجزت عن استعادة السيطرة على الأحياء التي تمركز فيها المسلحين, وبدأ الصدام بين معارضة مسلحة من جهة، والنظام الحاكم وكذا القوات الشرطية والعسكرية المحسوبة علي النظام من جهة ثانية، وتنظيمات مسلحة وُصفت بالإرهابية من جهة ثالثة.

كانت هذه العوامل من عدم الاستقرار الأمني, وتراجع فرص الحلّ، وارتفاع مستويات العنف، وانتشار القتال في معظم الأراضي السورية، والتضييق على اللاجئين السوريين في مصر ولبنان والأردن., كافية لتحول  3مليون مواطن سوري إلى لاجئين في دول اوروبا بعد أقل خمسة عوام علي نشوب الأزمة ([32]), ونزوح أكثر من 10 ملايين مواطن .

2_أسباب اقتصادية:

تبدل الاقتصاد السوري بعد أحداث “الثورة” حيث تمت إعادة توزيع الموارد والثروات حتى تفي  بأغراض الحرب, وبعد أن فقدت الحكومة السورية هيمنتها على السوق زاد تجارة معدل الاتجار بالبشر والأعضاء والآثار, كما ظهرت جماعات التجنيد والخطف والابتزاز ودمرت البنية الأساسية للاقتصاد السوري حيث المدارس والمستشفيات والشركات مع تزايد معدلات العنف. ونتيجة للدمار المخلف وفقدان الهيمنة الحكومية قامت الجماعات المسلحة بفرض هيمنتها على الموارد الاقتصادية حتى تضمن الولاء للأفراد المنضمين لها, وتقدر الخسائر في الاقتصاد السوري منذ بداية الثورة الثورية بنحو 202.6 بليون دولار أمريكي مما زاد من الاعتماد على الدعم الخارجي وقلب موازين العمل الاقتصادية في سوريا, ويمكن تحديد العوامل الاقتصادية المؤثرة في الهجرة في الاتي :

أ _ البطالة :

قبل نشوب الأزمة كان المجتمع السوري يعاني من أزمة البطالة شأنه شأن كثير من دول المنطقة فبحسب تقرير المكتب المركزي للإحصاء السوري عام 2012 أن نسبة البطالة تمثل14.8 % من جملة السكان([33]), ونسبة البطالة في الشباب الفئة العمرية من 15_ 24 تمثل 35,8% , وبالطبع هذه النسبة ارتفعت وتضاعفت بسبب تطور الأزمة واتساع نطاق النزاعات نجد ان النسبة الأعلى في البطالة متواجدة في الشباب لذلك تحولت البطالة إلى قوة دفع للشباب إلى الهجرة سواء هجرة شرعية او غير الشرعية أو طلب اللجوء إلى أحدي الدول الأوروبية .

ب_ العقوبات الاقتصادية على سوريا:

بعد اندلاع الأزمة السورية في عام 2011 اتخذت بعض الدول الكبرى والاقليمية بعض الإجراءات العقابية تجاه النظام السوري حيث قامت تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بفرض عقوبات اقتصادية علي النظام السوري, الأمر الذي أدي إلى ضعف قدرة الدولة علي توفير الحاجات الأساسية للمواطنين حيث ارتفعت نسب البطالة وزادت معدلات التضخم وانخفض الناتج المحلى الإجمالي  بجانب انخفاض مستويات المعيشة وارتفاع الأسعار وارتفاع قيمة الدولار إلى الضعف مقابل العملة الوطنية (الليرة) وعدم قدرة الحكومة على تقديم الدعم والمعونات أو تخطى تلك المعضلة  كان ذلك أيضا من عوامل دفع المواطنين تجاه الهجرة  .

3_أسباب اجتماعية:

حيث حدث نوع من انواع التفريغ السكاني فبعد أن كانت تعداد السكان نحو 20.87 مليون في عام 2010 انخفض ليصل إلى 17.65 مليون نسمة في عام 2014([34]) نتيجة مجموعة من العوامل ومنها القتل والخطف وأيضا التهجير فتم تهجير مجموعات كبيرة من السكان من منازلها مع نزوح عدد كبير من السوريين إلى الدول المجاورة وبعد أن كانت مشكلة اللاجئين الفلسطينيين تحتل المكانة الكبرى في العالم صارت القضية السورية هي الحدث الأكبر منذ عام 2014 وارتفعت معدلات النزوح التي بلغت نحو3.5 ([35]) مليون لاجئ بنهاية عام 2014 ,كما انخفضت معدلات التنمية البشرية طبقاً لإحصاءات الأمم المتحدة وتم تسريب عدد كبير من الأطفال من مدارسهم نتيجة للدمار الذى لحق بها ولقد بلغت نسبتهم نحو 50.8 % من أجمالي عدد الأطفال وتدهورت مستويات ونوعيات الأنظمة التعليمية السورية.

أيضا ارتفعت معدلات الوفيات وانخفض متوسط العمر للأفراد وأصبح السوريون يعيشون حالة من حالات التخبط واليأس والقهر والضغط نتيجة لما يتعرضون له من عنف وأذى نفسى وجسدي فأضحوا كما الغرباء في أوطانهم, فتطورت مشكلة اللاجئين فبعد أن كانت المشكلة إقليمية أصبحت دولية  ومحل اهتمام علي المستوي الدولي .

4_ أسباب جغرافية:

من العوامل المؤثرة بشكل واضح في الهجرة هي العامل الجغرافي فموقع الدولة له تأثير كبير في توجيه المهاجرين تجاه دولة معينة أو منطقة معينة , تحتل سوريا موقعاً متميز, حيث أنها تمتلك شريط حدودي يصل إلى (2253كم) , وحدودها مشتركة مع خمس دول وهي العراق (605كم) , ولبنان (375كم) ,الاردن(375كم) , وفلسطين (76كم) وتجاور تركيا شمالاً بحدود برية تصل إلى (822كم ) ,وتجاور جزيرة قبص بحراً من جهة الغرب وتبعد عنها مسافة (180كم ).

يتمثل تأثير الموقع الجغرافي للجمهورية السورية  في عاملين, اولاهما طول الحدود البرية التي تفصل بين سوريا ودول الجوار , ومع انهاك الجيش النظامي في الأزمة الداخلية , فهناك صعوبة في تأمين تلك الحدود فتزداد عمليات الهجرة الغير شرعية تزامنا مع الأزمة داخل البلاد

ثانيهما أن قرب الجمهورية السورية من جزيرة قبرص وتجاورها لدولة تركيا التان تمثلان الحدود الجنوبية الشرقية لأوروبا, هذا الأمر جعل سوريا مقراً لانطلاق الأشخاص الراغبين في السفر إلى اوروبا سواء بطرق شرعية أو غير شرعية أما بحراً عن طريق جزيرة قبرص والشواطئ الأوروبية الجنوبية , أو براً عن طريق لبنان وتركيا , ثم اليونان أو لدول اوروبية أخري , ومن خلال استبيان قام به الباحث علي عدد 350 مهاجر سوري وجد ان 75% من المهاجرين سبب هجرتهم إلى أوروبا هو قرب المسافة بينها وبين سوريا .([36])

بعرض كل ما سبق من تطورات للأزمة السورية :

:فنحصر الأسباب الأساسية للهجرة الجماعية: والتي يمكن تلخيصها فى الآتى

_ فقدان الأمل في الخلاص من الأوضاع المأساوية الحالية داخل سوريا وانعدام الأمن والأمان

_عدم القدرة على توفير متطلبات الحياة الأساسية سواء مشرب أو مأكل أو ملبس.

_ انعدام الرعاية الصحية والتعليمية وارتفاع معدلات البطالة.

_ زيادة حدة العنف من الجماعات.([37])

_ قرب المسافة بين الجمهورية السورية وقارة اوروبا .

_سوء الأحوال الاقتصادية وعجز الدولة عن سد الاحتياجات الأساسية للمواطنين.

ثانيا عوامل الجذب في قارة اوروبا .

1.إتاحة الفرص للتعليم في الجامعات الأوروبية.

لاشك أن التعليم يحتل مكانة هامة لدي الجميع, كما أن فرص الالتحاق بالجامعات متاحة لدي الشباب السوري بشكل واسع و ازدادت مؤخراً المنح الدراسية المقدمة من الجامعات الأوروبية للطلاب العرب لاستكمال الدراسة, حيث تتميز كثير من هذه الدول بـ ..

_ الريادة العلمية و التكنولوجية للبلدان الجاذبة و مناخ الاستقرار و التقدم الذي تتمتع به هذه البلدان ([38])

_توفر الثروات المادية الفخمة التي تمكنها من توفير فرص عمل هامه و مجزية مادية و تشكل إغراء قوياً للاختصاصيين .([39])

_إتاحة الفرص لأصحاب الخبرات في مجال البحث العلمي و التجارب التي تثبت كفاءتهم و تطورها من جهة لأخري, و تفتح أمامهم آفاقاً جديدة أوسع و أكثر عطاءاً من جهة أخري.

  1. الرفاهية الاقتصادية الأوروبية مقارنة بالوضع السوري الصعب .

لقد تأزمت الحالة الاقتصادية في سوريا بشدة عقب الاضطرابات السياسية التي حدثت في سوريا منذ عام 2011 مما دفعهم للخروج و البحث عما يكفل لهم عيش كريم خارج بلادهم, فوقع الاختيار علي الدول الأوروبية في كثير من الأحيان نظراً للرفاهية الاقتصادية في هذه الدول حيث ..

يُسمح لطالب اللجوء بالعمل في ألمانيا بعد ثلاثة أشهر من تقديم طلب العمل والحصول على إذن السلطات للسماح بالعمل.([40] ) و نجد في ألمانيا أنه .. تنطبق على من يحصل على حق اللجوء أو “الحماية الثانوية” القواعد التي تنطبق على المواطنين الألمان؛ بمعنى أنه في حال كان لديهم عمل أو مدخرات يتوجب عليهم دفع نفقات معيشتهم والضرائب وغيرها من المتقطعات الاجتماعية على الراتب الشهري. وفي حال لم يكف راتبهم لتغطية نفقات المعيشة تقوم الدول بتغطية جزئية لنفقاتهم كدفع إيجار المسكن وقسط التأمين الصحي، وفي حال تعذر إيجاد عمل يحصل اللاجئ على مساعدة اجتماعية من الدولة. ([41])

كما أن القانون الالماني ينص على أنه يتوجب على الدولة التكفل بمصاريف إقامة ومأكل وملبس طالب اللجوء وغيرها من احتياجاته الضرورية كثمن بطاقة هاتفية للتواصل مع أهله في وطنه الأم.

  1. مرونة القوانين في الدول الأوروبية.

عملت الكثير من الدول الأوروبية علي تسهيل عملية اللجوء من خلال مرونة قوانينها و التي كانت تهدف إلى التسهيل علي النازحين إلى هذه الدول من أجل الإقامة بها و الهرب من الموت.

ومن يراقب المشهد جيدًا يلاحظ أن الحكومة الألمانية تعطي امتيازات للاجئ السوري أكثر من اللاجئين من الجنسيات الأخرى؛ فنجدها مثلا تعفي اللاجئ السوري من الإجراءات البيروقراطية المتمثلة في تقديم المستندات المطلوبة للحصول على وضع “لاجئ” أو الوضع تحت “الحماية الدولية”. ويلاحظ أيضًا أن ألمانيا لا تستخدم صفة “لاجئ” في معاملاتها مع اللاجئين السوريين، تجنبًا للتمييز الذي يعد جريمة يعاقب عليها القانون. ويشار في وثائقهم أنهم يتمتعون بـ”الحماية الدولية” بموجب المادتين 25، 26 من قانون إجراءات الإقامة، ويكتب على وثائق سفرهم أنها منحت بناء على أحكام اتفاقية جنيف لعام 1959. ([42])

كما أن دولة السويد كان لها دورها البارز أيضا.. فتعتبر السويد من أكثر الدول الأوروبية المرغوبة عند طالبي اللجوء السوريين، وذلك بسبب سرعة إجراءاتها في منح الإقامة، وسهولة قوانينها بما يخص سرعة لم الشمل، بالإضافة لراتب اللجوء الذي يعتبر من أعلى الرواتب التي تمنح للاجئين في أوروبا. ([43])

كما أنه جاء في موقع “مكتب الهجرة” الخاص بالسويد أنه وفقا لاتفاقية اللاجئين، والقانون السويدي والقواعد المطبقة في دول الاتحاد الأوروبي، تعد لاجئا اذا كان لديك سبب وجيه للخوف من الاضطهاد بسبب:

العرق_

القومية_

المعتقدات الدينية أو السياسية_

الجنس_

التوجه الجنسي_

إذا كنت تنتمي إلى فئة اجتماعية معينه([44])

و نجد في القانون السويدي مبدأ  “الحماية البديلة” وتعني أنك وفقا للقانون في حاجة إلى الحماية إذا كان هناك خطورة أنك سينفذ فيك حكم الاعدام, ستتعرض الى العقاب البدني، أو التعذيب أو غيره من ضروب العقاب أو المعاملة اللاإنسانية أو المذلة, كشخص مدني سوف تتعرض الى خطر متعاظم للإصابة بسبب نزاع مسلح.([45])

مفهوم الحاجة الى الحماية لأسباب أخرى لا يتوفر سوى في القانون السويدي وبالتالي تقتصر هذه الحماية على السويد فقط

  1. الرعاية الصحية.

يوجد اهتمام بالرعاية الصحية في معظم الدول الاوروبية فعلي سبيل المثال دولة مثل السويد..  يحق لك اجراء فحص طبي مجاني في احد مراكز الرعاية الصحية. ولا يؤثر هذا الفحص

الطبي على طلب اللجوء. لك الحق أيضا بالحصول على الرعاية الطبية الطارئة ورعاية الاسنان الطبية الطارئة والعلاج الطبي المستعجل. وسلطة الرعاية الصحية هي الجهة التي تقرر شكل الرعاية الصحية التي تحتاجها. إذا أبرزت بطاقة LMA الخاصة بك فانك تدفع فقط 50 كرون سويدي حينما تزور الطبيب أو حين جلبك للدواء من الصيدلية. طالبو اللجوء من الأطفال والشباب دون سن 18 عاما يحق لهم الحصول على الرعاية الصحية المجانية كما هو الحال بالنسبة للأطفال واليافعين الذين يعيشون في السويد.

المطلب الثاني

أوضاع المهاجرين السوريين في دول اوروبا  دراسة  (تركيا _ بريطانيا _ اليونان _ المانيا  نموذجاً  )

 أولاً تركيا:

اختار الباحثون دولة تركيا كمثال لدارسة أحوال المهاجرين السوريين لعدة أسباب من بينها:

_ أن تركيا هي من أكبر الدول استقبالاً للاجئين السوريين ([46]) بحسب تقرير المنظمة الدولية للهجرة ويرجع ذلك لعدة عوامل منها, قرب المسافة بين تركيا وسوريا  حيث أن الجمهورية السورية تجاور تركيا شمالا بحدود برية تصل إلى (822كم )([47]).

_  تركيا تعتبر الأزمة السورية ترتقي إلى مصاف قضية تركية داخلية لوجود الأكراد على المناطق الحدودية، خاصة مع تمدد مقاتلي حزب العمال الكردستاني في الشمال الشرقي من سوريا بمساند النظام ودعمه، إضافة إلى عوامل التاريخ والجغرافيا والعلاقات الاقتصادية ودور تركيا الإقليمي الصاعد، لذلك دعمت تركيا قوى المعارضة السورية وفتحت حدودها للاجئين السوريين.

_ تركيا لا يقتصر دورها علي الشق العسكري الذي يتعلق بحماية أمنها القومي([48]), وإنما تتحرك على الصعيدين الدبلوماسي واللوجيستي من حيث إدانة سياسات روسيا والنظام السوري تجاه المدنيين، وشريك فعال مع كلاً من إيران وروسيا في كافة المؤتمرات والمفوضات بين النظام والمعارضة, وأيضاً تسهم بدور فاعل في تسليح الجماعات المعارضة لبقاء النظام السوري الحالي.

 طريقة الهجرة إلي تركيا:

مرت الهجرة السورية بعدة مراحل ([49]):

المرحلة الأولى : بدأت هذه المرحلة منذ أواخر القرن التاسع عشر بين عامي  ( 1898_ 1922) بعد سقوط الخلافة العثمانية ووقوع  سوريا تحت الانتداب الفرنسي، وهنا كانت دوافع الهجرة اقتصادية وسياسية بالدرجة الاولي .

المرحلة الثانية : كانت الهجرة في هذه المرحلة بدوافع سياسة بسبب هزيمة الجيوش العربية في فسطين عام 1948 وظروف الوحدة مع مصر عام 1958 م وظروف التأميم التي أدت إلي هجرة كثيفة لأصحاب الأراضي والصناعات متجهين الي شواطئ تركيا لقربها من السواحل السورية.

المرحلة الثالثة : بدأت هذه المرحلة بعد حرب اكتوبر 1973 خاصة بعد ازمة النفط , حيث اغلقت الدول الأوربية الأبواب أمام الهجرة غير الشرعية, وفرضت إجراءات صارمة علي الرغم من ذلك ازدادت الهجرة إلى الأراضي الأوربية خاصة الهجرة إلي  تركيا عن طريق الطرق البرية.

استمرت موجات الهجرة من سوريا حتي اندلاع  الأزمة السورية عام 2011 فازدادت موجات الهجرة نحو الأراضي الأوربية علي شكل هجرة شرعية وغير شرعية ولجوء, وتأخذ الهجرة الي تركيا طريقين إما عن طريق شمال العراق ومنها  الدخول إلى الأراضي التركية بطريقة غير شرعية , وهذا الطريق قد تعرض المهاجر للخطر في حالة تعرضه للجيش التركي على الحدود أيضا يدخل السوريين إلى الأراضي التركية عن طريق المدن الحدودية مثل أدلب  وحلب والرقة والشمال السوري, أيضا يستطيع السوريين الدخول إلي تركيا عند حدوث نكبة إنسانية كما يحدث  في هذه الفترة , أيضا في حالة وجود حالات مرضية خطيرة في المدن الحدودية  أو عن طريق كفيل تركي , بحسب القانون التركي لا يستطيع المهاجر السوري الحصول على الفيزا التركية إلا في حالات معينة كظروف تجارية أو لم شمل العائلة .

_ الوضع القانوني والتأثير علي الوضع الامني التركي.

بلغ عدد اللاجئين السوريين في تركيا نحو 3 مليون لاجئ([50]) وهذه الأعداد الكبيرة لاشك أنها تمثل عبئاً أمنيا على المجتمع التركي ومن أخطر الأمور الأمنية والسياسية التي تواجه السوريين داخل تركيا، هو ردّة فعل بعض الشعب التركي تجاههم، والتي يمكن أن تتحوّل إلى ردود فعل واسعة النطاق يمكن أن يصاحبها أعمال عنف. وهناك بعض النماذج البسيطة على هذا في كلّ منطقة تحوي الشعب السوري. الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى تحالف اللاجئين السوريين وتأسيس منظمة من أجل شعورهم بالأمان، الأمرُ الذي يمكن أن يلحق عملية التكامل بأذى.

كما ان هناك عاملاً آخر من العوامل التي تشكّل خطراً من الناحية الأمنية، وهي شعور المواطنين الأتراك بعدم الأمان، وأنهم أصبحوا مستهدفين في أيّة لحظة بسبب تواجد السوريين بالمنطقة.

الآن يقوم السوريون بمواصلة حياتهم داخل أماكن نائية عن تجمع الشعب التركي الأمر الذي يخلق صعوبةً أكبر من حيث عملية التكيف والتآلف بين الشعبين([51])، والأمر الذي قد يمهّد لحدوث مشاكل أمنية, حيث أن إقامة السوريون داخل أماكن بعيدة عن التجمعات، يساهم في نصيب أقل من التعليم، وكذلك الدخل، والخدمات الصحية. الأمر الذي سيخلق لديهم إحساساً بعدم الرغبة بهم، مما سيؤدي إلى حدوث مشاكل نفسية لديهم، وسوف يتسبب في قيام بعضهم بأعمال إجرامية فيما بعد كردّة فعل على ذلك.

ايضا الخطر الأمني من جهة الحدود بحيث أن تدفّـق اللاجئين بأعداد كبيرة، بات خارج قُـدرة السلطات التركية على السيْطرة أو الرقابة الدقيقة على الأقل[52]، سواء عبر الحدود أو في الداخل التركي، وهو ما يتيح الفرصة لطابور خامس بين اللاجئين، لكي يهددوا الوضع الأمني في الداخل التركي, ففي تحقيقات قضائية تركية، جاء أن الفريق الذي كان وراء تفجير غازي عينتاب الأخير، والذي سقط من جرّائه تسعة من الشرطة الأتراك قد جاء من منطقة عفرين الكردية في سوريا قبل شهر ونصف، وكلفوا أستاذ مدرسة بوضع القنبلة في السيارة ونقلها وتفجيرها أمام مقر الشرطة.

مع استمرار الأزمة السورية وعدم قُـدرة أي طرف على حسمها عسكرياً، انتشرت الفوضى في سوريا وخرجت مناطق عن سيْـطرة النظام، ولاسيما على الحدود التركية. وإذا كانت تركيا توظّـف ذلك لتسهيل تمرير السلاح والمسلحين إلى سوريا، فإن التسرب المضاد من سوريا إلى تركيا، بات يشكل تهديدا جدياً، من جانب المسلحين الأكراد الذين انفتحت أمامهم جبهة واسعة ضد تركيا، كما لجهة  المشكلات الناتجة عن تدفّـق وتراكُـم أعداد اللاجئين وفي المحصلة، كلما طالت الأزمة السورية، اتّـسعت دائرة المخاطر الأمنية والعسكرية، التي تهدد الأمن القومي التركي، كما يتسع الشرخ المذهبي و الاثني بين المكوِّنات الاجتماعية لتركيا وكلها مخاطر لا يثق أحد أن المسؤولين الأتراك قد استشعروا بها في وقت مبكِّـر، لأن كل حساباتهم كانت تصبّ في رهان الإطاحة بالنظام السوري بسرعة، على غرار حسني مبارك وزين العابدين بن علي، أو على غرار تدخل عسكري خارجي، كما حصل في ليبيا, حتى إذا لم يصّح هذا الرِّهان., لذلك تدخلات تركيا عسكرياً في سوريا في يناير 2018م للسيطرة على محافظة عفرين (المحافظ الحدودية بين تركيا وسوريا ) وأتمت السيطرة عليها في مارس من ذات العام.([53])

تأثير المهاجرون علي الحياة الاجتماعية التركية.

ومن أكثر تأثيرات اللاجئين السوريين على تركيا، تأثيراتهم في المجال الاجتماعي حيث تحدثُ العديد من المشاكل بين الشعبين ناتجةً عن اللغة والثقافة ونمط العيش بجانب هذا ظهرت العديدُ من حالات الزواج من السوريات، والذي نتج عنه العديد من الانفصالات بين الأزواج الأتراك بسبب تعدد الزوجات, هذا بالإضافة إلى  ظهور سماسرة الأطفال والنساء التي تتزايد مع مرور الوقت.

بجانب هذا أيضاً ظهور تغيير التركيبة السكانية داخل المناطق التي تشهد أعداداً كبيرة من اللاجئين السوريين، والذي أدّى بدوره إلى بعض الاستقطاب ذا البعد المذهبي والعرقي. وبعضها من الممكن أن يؤدي إلى تفاقم التوتر القائم, ومن أكثر المشاكل التي تواجه اللاجئين السوريين داخل تركيا11، هي مشكلة القيد والتوثيق حيث أنه لا يمكن لأيّ لاجئ سوري أن يستمتع بأيّ حقٍ من الحقوق التي تقدّمها الدولة للاجئين، دون أن يتقيّد رسمياً بالدولة، حيث أنه في حال مالم يتم التقييد رسمياً بالدولة، فهو يعتبر غير موجودٍ بالدولة ولن يتوفّر له أيّ حقٍ من تلك الحقوق.

لذلك تم إنشاء نحو 23 مركز تسجيلٍ متنقّل داخل المناطق المختلفة وخاصة بجنوب شرق تركيا, وأصبح للاجئين السوريين الحقُّ في الاستفادة من الخدمات الطبية بالمستشفيات التركية كما يشاؤون, هذا ومن الجدير بالذكر أن هناك أكثر من 50% من اللاجئين السوريين داخل تركيا، بحاجة إلى خدماتِ دعمٍ نفسية ومعنوية. لذلك تمّ العمل على زيادة مراكز التأهيل النفسي داخل المستشفيات ومخيمات السوريين([54]).

كما أن مشكلة التعليم من ضمن المشاكل التي يواجها السوريون داخل تركيا, حيث أنه ينبغي على السوريين أن تصبح لهم هوية لاجئ من أجل تلّقي أفضل خدماتٍ للتعليم, وعليه يتم منح تلك الهوية للاجئين القادمين من الحدود مع جوازٍ للسفر مؤقت, حيث أنه بدون هوية اللاجئ، لا يمكن للسورين التسجيل في المدارس التركية.

يذكر أن هناك العديد من المدارس داخل “إسطنبول” تقوم بقبول الطلاب السوريين تحت مسمى “طالب شرف”، ولكن ذلك الوضع ليس بالسهل وخاصة من أجل الطلاب الذين لم يتلّقوا تعليماً لفترة طويلة، بالإضافة إلى أن ذلك الوضع لن يستمر طويلاً بسبب كثرة أعداد هؤلاء الطلاب وعدم وجود أماكن كافية لهم داخل المدارس التركية، هذا بجانب عائق اللغة الذي يمنع الطلاب من التعلم.

من ضمن المشاكل الأخرى التي يتسبب بها السوريون داخل تركيا، هي عَمَالة الأطفال. فهناك قسمٌ صغير من الأطفال السوريين خارج المخيمات يقومون بتلقي التعليم داخل المدارس([55])

وهناك عاملان أساسيان في هذا، الأول هو عدم قيام الدولة أو المؤسّسات التعليمية بتقديم

الخدمات التعليمية الكاملة للأطفال السورين والسبب الثاني هو ترجيح بعضٍ من العائلات السورية إرسال أطفالهم للعمل وليس للتعليم، وذلك بسبب احتياجهم للمال أكثر من التعليم, كما أن هناك العديد من الأطفال السوريين يعملون داخل الدكاكين والمصانع بأقلّ أجر. 

ثانياً بريطانيا

أسباب اختيار بريطانيا.

ثمة كثير من الحيثيات التي تدعم رغبة السوريين في الذهاب إلى بريطانيا، الأبرز بينها هو  _سهولة اللغة الإنجليزية، التي تعد الأكثر شيوعاً في التعليم السوري، وهي الأكثر انتشاراً في العالم.

الثاني ما شاع من مزايا إنجليزية في مساعدة اللاجئين من سكن وطبابة، ووثيقة سفر هي بين الأفضل في الوثائق العالمية.

_ الثالث أن بريطانيا بين الدول الأولى التي تشجع توطين الوافدين لتعديل النسبة السلبية في النمو السكاني، خصوصاً إذا كان الوافدون من الشباب.([56])

_طريقة هجرة السوريين إلي بريطانيا.

لقد ظلت حدود بريطانيا مغلقة إلى حد كبير خلال أزمة اللاجئين التي هزت دولاً أخرى كثيرة في قارة أوروبا طوال العام الماضي، لأنها تتمتع بحماية خاصة بفضل موقعها الجغرافي ووضعها خارج منطقة شينغن، ولم تقبل سوى عدداً ضئيلاً من طالبي اللجوء الذين وصلوا إلى السواحل الجنوبية لأوروبا في العام الماضي. ([57])

ومعظم الذين تدفقوا عبر البلقان في المخيلة العامة، وأصبحت تلك الصور مرتبطة بالهجرة “الخارجة عن نطاق السيطرة” إلى المملكة المتحدة، التي كانت واحدة ولا تزال سياسات المملكة المتحدة تجاه طالبي اللجوء بلا تغيير كبير. فقد احتفظت البلاد منذ فترة طويلة بنهج عدم التقيد بمعظم سياسات اللجوء الخاصة بالاتحاد الأوروبي، بما في ذلك اتفاق سبتمبر الماضي الذي يدعو الدول الأعضاء إلى استيعاب 60,000 طالب لجوء بعد نقلهم من اليونان وإيطاليا. وكان الاستثناء الوحيد هو اتفاقية دبلن، التي سمحت للمملكة المتحدة بإعادة طالبي اللجوء إلى أول بلد تم تسجيلهم فيه بعد وصولهم إلى أوروبا, ومن غير المرجح أن توافق الدول الأعضاء على إعادة طالبي اللجوء من المملكة المتحدة في أعقاب الاستفتاء من أهم القضايا في الفترة التي سبقت الاستفتاء على الخروج من الاتحاد الأوروبي.([58])

_الوضع القانوني و الامني للمهاجرين و الوظائف التي التحقوا بها :

أولا: الوضع القانوني و الأمني للمهاجرين .”لقد كان تأثير المملكة المتحدة هامشياً في العديد من التطورات الرئيسية بشأن اللاجئين في الاتحاد الأوروبي وما يؤكد هذه المخاوف هو الإبلاغ عن ارتفاع حاد في الحوادث العنصرية وأحاديث الكراهية على مواقع التواصل الاجتماعي التي استهدفت كل من المهاجرين واللاجئين , وأضاف “إن ساسة أوروبا ينظرون إلى ما حدث عند خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وربما يدركون أن هناك أصواتاً يمكن الفوز بها عن طريق محاولة إرضاء أسوأ مشاعر الخوف والعزلة، والتضحية بالاتحاد الأوروبي والهجرة.([59])

وعن اللاجئين السوريين، وفرص حصولهم على الإقامة في بريطانيا يشير الى ان هناك استثناءات بالنسبة للسوريين، وذلك حسب الحالة التي تتم دراستها وفي حال اعطي اللاجئ السوري حق اللجوء السياسي أو الإنساني فيمنح إقامة مؤقتة، وإذا رفض الطلب، لا يتم إرجاعه الى بلده، وذلك بسبب النزاع والحرب في سوريا، ومن أعطي منهم حق اللجوء والإقامة الدائمة نسبتهم قليلة جدا، أما الذين وصلوا الأراضي البريطانية بطريقة شرعية من خلال حصولهم على تأشيرة دخول لستة أشهر فهؤلاء بإمكانهم أن يمددوا لفترة أطول لكن بشكل مؤقت، ولابد من الإشارة هنا الى أن الأشخاص الذين يتم منحهم إقامات مؤقتة لابد أن يساهموا في دفع المال مقابل حصولهم على الخدمات الطبية, ويضيف أن القوانين التي تتعلق بحقوق الإنسان كان يتم استخدامها بصورة سيئة من قبل المهاجرين غير الشرعيين.([60]) فبريطانيا قلقلة من نسبة الأوروبيين الذين يأتون ليستفيدوا من المساعدات التي تقدمها الدولة كالخدمات الصحية و والاجتماعية والسكن وأمور أخرى، ومن بين الشروط انه في حال دخل القادمون من أوروبا الى بريطانيا وأقاموا فيها لمدة 3 شهور ولم يجدوا عملا أو وظيفة فبموجب الإجراءات الجديدة يجب أن يرحلوا الى بلادهم حتى لا يستفيدوا من المساعدات.(([61]

ثانيا: العثور على عمل. ([62])

سواء كنت منتقلاً إلى لندن أو باحثاً عن عمل فيها، فإن العثور على عمل في لندن ليس أمراً سلسلاً فإن كنت ترغب في الانتقال إلى لندن، لكن ليس لديك أي علاقات عائلية، ولست مواطناً لإحدى دول الاتحاد الأوروبي، فإن العثور على عمل سيكون وسيلتك الوحيدة للدخول إلى لندن.

يتم منح الحق في العمل بموجب ثلاث برامج مختلفة للتأشيرات: وجود شواغر وظيفية، عدم التأثير على سوق العمل للمواطنين، والانتقال من موقع وظيفي إلى آخر داخل الشركة ذاتها.

في فبراير عام 2015 نشرت اللجنة الاستشارية الحكومية الخاصة بالهجرة قائمة بالشواغر الوظيفية داخل بريطانيا والتي أضيفت إليها 10 وظائف جديدة، وتتركز كلها على التكنولوجيا الرقمية والرعاية الصحية.

حتى لو كان لديك الحق في العيش والعمل في بريطانيا بموجب تأشيرة مختلفة مثل أن تكون زوجاً أو زوجة لمواطن مقيم، فإن قيامك بالبحث والتقصي قبل الانتقال أمر في غاية الأهمية. 

تأثير المهاجرين علي الحياة الاجتماعية في بريطانيا .

اعترافًا بتردي أزمة اللاجئين داخل سوريا وحولها وعبر أرجاء أوروبا، أعلن ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطاني، أواخر العام الماضي، عن توسيع كبير في نطاق البرنامج، مؤكدًا على أن بلاده ستستضيف ما يصل إلى 20 ألف لاجئ سوري بهدف إعادة توطينهم داخل المملكة المتحدة على مدى فترة انعقاد البرلمان الحالي.([63])

ويذكر أن مجلس بلدية نيوكاسل يدير برنامجا لتدريب اللاجئين السوريين من أجل إتاحة فرصة الاختلاط والتعايش في بريطانيا, وتشمل مواضيع البرنامج، الأبوة والأمومة في المملكة المتحدة، والحياة في المملكة المتحدة، والإقلاع عن التدخين، وسداد الفواتير، والتوظيف .

و بالنظر في حياة اللاجئين اتضح جليا أن اللغة الإنجليزية هي التحدي الرئيسي بالنسبة للاجئين السوريين.([64])

كما أن المملكة المتحدة اتخذت إجراءات من شأنها زيادة المعيقات أمام وصول ولجوء السوريين إليها، ومنها تأخير إقامات اللاجئين، وإجبارهم على العيش في أماكن لا تتناسب مع أوضاعهم كوافدين جدد، والتضييق المادي وفي الخدمات الصحية عليهم ضمن سياسة تدفعهم إلى المغادرة إلى بلد آخر مع تقديم مساعدة مالية تشجعهم على هذه الخطوة، غير أن الأهم في هذه الإجراءات كان تقليص تدخل الإدارات الحكومية المختلفة ومنظمات المجتمع المدني في ملف الهجرة واللاجئين، وحصره بوزارة الداخلية، أي جعله «ملفاً أمنياً»، بحيث صار خارج النقاش والتدخلات من أي مستوى كان.([65])

 ثالثاُ اليونان

اسباب اختيار اليونان .

_أن اليونان تضم نحو 55 مركزًا للاجئين، ما يجعلها أحد أكبر الحاضنين للاجئين السوريين  بعد إغلاق حدود الاتحاد الأوروبي ودول البلقان في وجههم.([66])

_ كما أن اليونان هي حلقة الوصل بين تركبا وأوروبا, وتعتبر أحد اهم المنافذ الرئيسية للاجئين والمهاجرين نحو أوروبا حيث يمر اللاجئين منها الي باقي الدول الاوروبية.

_ اكتسبت اليونان أهمية كبيرة بعد اتفاق الاتحاد الأوروبي – تركيا الذي نص على إن جميع المهاجرين غير الشرعيين الجدد الذين يعبرون من تركيا إلى الجزر اليونانية، ابتداءً من 20 مارس 2016، ستتم إعادتهم إلى تركيا.([67])

طريقة هجرة السوريين إلي اليونان.

ارتبطت هجرة السوريين إلى اليونان بهجرتهم إلى تركيا حيث ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بمراحل الهجرة التي سبق ذكرها, وتجدر الإشارة إلى جذور الهجرة إلى دول الاتحاد الأوروبي, والتي تعود إلى 1973_1974, مع أزمة النفط وتصحيح الأسعار, بعد حرب اكتوبر حيث فرضت الدول الاوروبية إجراءات صارمة للحد من منح رعايا دول البحر المتوسط , وفى منتصف السبعينيات  دعمت سياسات إصدار القوانين والإجراءات والتدابير لمراقبة الحدود وتم التوصل في عام 1985 إلى اتفاقية “شنجن” (نظام المراقبة الدولي) كانت هذه الإجراءات بمثابة نقطة تحول بالنسبة للهجرة السورية إلى أوروبا, وبدأ يتسرب بعض المهاجرين السوريين داخل السفن التجارية الراسية بالموانئ , للسفر خفية من السواحل السورية باتجاه قبرص , واليونان. ([68])

مع بدأ الازمة السورية عام 2011م ازدادت وتيرة الهجرة نحو أوروبا بسبب الظروف السياسية والاقتصادية السابق ذكرها وخاصة الهجرة المتجه إلى تركيا حيث وصل عددهم نحو 3.5 مليون سوري ([69]), مما أدى إلى تسرب أعداد كبيره منهم باتجاه اليونان وتتخذ الهجرة من سوريا إلى اليونان عدة طرق:

أولاهما: عبر البحر عن طريق مراكب تهريب تخرج من السواحل السورية الي اليونان مباشراً ويتعرض  للخطر الشديد لان المراكب صغيرة والأعداد كبيرة .

الطريقة الثانية : عبر تركيا حين يصل المهاجر أو اللاجئ تركيا يكون امامه خيارين للدخول إلى اليونان :

الخيار الاول هو دخول اليونان عن طريق البر:

من مطار إسطنبول ، يذهبون إلى منطقة تسمى بيازيات ، وهناك ، نجد مجموعات من العرب الذين يتخصصون في تهريب المهاجرين إلى اليونان عن طريق البر ، وهي الطريقة الأنسب لدخول اليونان لأنها أقل خطراّ وأقل تكلفة وأقصر وقتاً، ثم يتم نقل  اللاجئين إلى أثينا.

الخيار الثاني هو دخول اليونان عن طريق البحر:

من اسطنبول متوجهاً إلى منطقة أزمير يدفع اللاجئين مبلغاً من المال مقابل الوصول إلى الشواطئ اليونانية  تستغرق الرحلة حوالي 6 ساعات وقبل الوصول إلى الجزر اليونانية على بعد 100 متر يقوم الأشخاص بالقفز من المراكب واكمال المسيرة بالسباحة, هذه الطريقة أكثر خطورة بسبب أن المهاجرين قد يعترض طريقهم خفر السواحل اليونانية أو تغرق بهم المركب , بعد وصول المهاجرين إلى أحدى الجزر اليونانية يمكثون  فيها ما بين 7 ايام إلى شهر حتى ينقل لاحد المخيمات([70]) .

انخفضت أعداد الوافدين عن طريق البحر بعد الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا, لكن إغلاق الحدود في طريق البلقان ومنع طالبي اللجوء من المغادرة والتضامن المحدود بين حكومات الاتحاد الأوروبي الأخرى، واستمرار قدوم الوافدين عن طريق البحر أدى إلى وجود أكثر من 60 ألف من طالبي اللجوء والمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في اليونان([71]).

_الوضع القانوني و الامني للمهاجرين و الوظائف التي التحقوا بها :

يقيم أكثر من 60 ألف من طالبي اللجوء والمهاجرين في “المناطق الساخنة” في الجزر اليونانية ، ويواجهون ظروف احتجاز واستقبال مروعة، بما فيها الاكتظاظ الشديد والنقص الكبير في المأوى الأساسي، وقلة النظافة والظروف غير صحية, تتأثر النساء والأطفال والأشخاص ذوي الإعاقة بهذه الظروف بشكل خاص.

أسهم سوء الإدارة ونوعية الغذاء وعدم وجود معلومات، في خلق حالة من الفوضى والحيرة. تقع الشجارات بشكل متكرر، لا سيما عند طوابير الطعام، وفي بعض الأحيان دون تدخل الشرطة، بينما تتعرض النساء والفتيات للتحرش الجنسي والعنف.

تعرضت السلطات اليونانية لانتقادات بسبب فشلها في تنفيذ النظم التي تسمح بالتوزيع الكامل لمساعدات الاتحاد الأوروبي لتحسين ظروف الاستقبال.

دخل نحو 4370 طفل مهاجر غير مصحوبين ببالغين اليونان خلال هذا العام، وفقا لـ تقرير “المركز الوطني للتضامن الاجتماعي” (إيكا)([72]). كثيرا ما احتجز المهاجرون غير المصحوبين وطالبي اللجوء الأطفال في زنزانات الشرطة أو المؤسسات المغلقة في الجزر، وذلك لعدم وجود أماكن إيواء كافية.

بالنسبة للوضع الأمني :

كانت اليونان مثل كثير من الدول الأوروبية تتخوف من تصور فقدان السيادة القومية، ومن تصور التهديدات الأمنية نتيجة لتزيد أعداد اللاجئين, ونتيجة لذلك، كانت السياسات الوحيدة التي يمكن أن يتفقوا عليها هي إجراءات لتعزيز “قلعة أوروبا”.

حيث فشل قادة الاتحاد الأوروبي تماماً في التعامل مع مسألة المسببات التي تدفع الناس إلى مثل تلك الرحلات الرهيبة. فيضطر اللاجئون للوصول إلى أوروبا حتى يطلبوا اللجوء, ويجب عليهم أن يحصلوا على تأشيرات للسفر عبر طرق قانونية عادية، غير أنه لا تأشيرات متاحة لطالبي اللجوء. وبدلا من توسيع الخيارات الآمنة والقانونية لطالبي اللجوء للوصول إلى أوروبا بدأ الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه في النظر إلى بلدان المنشأ، وبشكل خاص دول العبور، لتقييد تدفق اللاجئين والمهاجرين. لقد باتت “الحلول” السياسية (مثل الاتفاق الكارثي  بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، السابق ذكره ([73])أصبح الآن محور تركيز دول الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه، إذ يتفاوضون للتوصل لاتفاقيات مع دول مثل ليبيا والسودان. فالاستعانة بمصادر خارجية لضوابط الهجرة في الاتحاد الأوروبي تتحول إلى لعبة صفقات خطيرة تدفع فيها أموال للدول لإبقاء الناس خارج الاتحاد الأوروبي، ويتم تجاهل الخسارة البشرية.

تأثير اللاجئين على الحياة الاقتصادية في اليونان.

تعاني اليونان من أزمة اقتصادية منذ عدة سنوات ومع تدفق المهاجرين واللاجئين السوريين لم يستطع نظام اللجوء اليوناني أن يستوعب تلك الأعداد الكبيرة  حيث تأثرت الدولة بشكل كبير بسبب التكاليف المالية وبلغ معدل البطالة 20.5%، بينما وصل معدل البطالة بين الشباب إلى 39.5%. كما عادت اليونان إلى سوق السندات الدولية، بعد توقف دام ثلاثة أعوامٍ.

بسبب آثار اللجوء المترتبة على توفير المساعدات الاجتماعية والرفاه الاجتماعي للاجئين، ومثال ذلك زيادة تقديم الرعاية الصحية والتعليم وارتفاع الطلب على المرافق الماء، وتكاليف رأسمالية وآثار بعيدة الأمد الاستثمار في البنية التحتية وعلى المدى القصير، يحتمل أن تكون آثار زيادة الطلب من اللاجئين على الخدمات

سلبية على المجتمع المضيف، ويتجسد ذلك مثلاً في انخفاض نوعية الخدمات المقدمة يصاحبها ارتفاع في الطلب على الخدمات الكلية الرعاية الصحية والتعليم أو الماء. 

_رابعاً ألمانيا.

أسباب اختيار ألمانيا:

_ ساهمت ألمانيا بنحو 440 مليون يورو للمساعدات التنموية والإنسانية تجاه الأفراد الذين عانوا من ويلات الصراع في سوريا مما جعلها تتبوأ مرتبة عليا في قائمة الدول المانحة للمساعدات على مستوى العالم([74]).

_ بلغ عدد اللاجئين السوريين في ألمانيا نحو 50 ألف لاجئ طبقا للإحصاءات كلا من الفرع الألماني لمنظمة العفو الدولية ومنظمة برو أزيل الألمانية المعنية بشئون اللاجئين(([75].

_ ألمانيا من ضمن الدول التي انتهجت سياسة الباب المفتوح أمام اللاجئين السوريين ولها دور محوري في تقرير مصير اللاجئين السوريين داخل الاتحاد الأوروبي حيث لعبت ألمانيا دور القائد بين دول الاتحاد الأوروبي منذ ظهور أزمة اللاجئين السوريين ظهر ذلك حينما عبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن أنه بدون قيادة رشيدة فإن الدول الأوروبية سوف تفشل في حل تلك الأزمة التاريخية ولقد عبرت عن ذلك أثناء إلقاء كلمتها أمام البرلمان الألماني بأنه من خلال التعاون الأوروبي سوف تحل تلك الأزمة وطالبت الدول الأوروبية باستقبال مزيدا من اللاجئين السوريين.

_طريقة هجرة السوريين إلى ألمانيا.

منذ اليوم الأول لظهور الأزمة السورية عبرت القيادة الحكومة الألمانية دعمها الكامل للاجئين وانتهجت سياسة الباب المفتوح أمام اللاجئين السوريين سهلت تلك السياسة فرصة الوصول لألمانيا بالنسبة للمهاجرين السوريين.

كما ذكرنا سابقاً يستخدم السوريين اليونان كمعبر رئيسي للوصول إلى أوروبا, يتجه اللاجئين إلى ألمانيا عبر اليونان ثم بعد ذلك يقوموا بتقديم طلب لجوء للسلطات المختصة, وهناك عدة طرق للوصول.

أولهما: الوصول إلى ألمانيا بفيزا شينغن[76]

يستطيع الشخص الوصول إلى ألمانيا بفيزا شينغن، و بعد الوصول يتقدم الشخص بطلب لجوء إلى ألمانيا، و يمكن للشخص الحصول على فيزا شينغن من خلال التوجه إلى سفارة أو قنصلية ألمانيا في بلده.

ثانيهما: الوصول إلى ألمانيا بفيزا دراسية

هذه الطريقة لا يذهب بها الكثيرون ممن يبحثون عن اللجوء إلى ألمانيا، لأن من يذهبون بفيزا دراسية هم الطلاب، و لكنها طريقة جيدة و آمنه للوصول إلى ألمانيا خصوصاً للشباب .

ثالثهما: الوصول إلى ألمانيا بطريقة غير شرعية:

الوصول الأسود كما يعرف بين معظم الأشخاص الذين يبحثون عن الهجرة و الوصول إلى ألمانيا خصوصاً أو أوروبا عموماً، و هو أحد أشهر الطرق الثلاثة التي ذكرناها و التي يسلكها الأشخاص من أجل اللجوء إلى ألمانيا أو إلى أي دولة من دول أوروبا، و يكون الوصول عن طريق البحر إما عن طريق إيطاليا أو إسبانيا أو عن طريق تركيا اليونان.

الوضع القانوني للمهاجرين والتأثير الأمني.

بسبب الأعداد الكبيرة التي  وصلت ألمانيا سبب ذلك مخاوف كبيرة لدي صانعي القرار في المانيا  حيث صرح “أوله شرودر” والمنتمي  للحزب المسيحي الديمقراطي في جلسة البرلمان الألماني (البوندستاج) المنعقدة في يناير 2016 القوانين والإجراءات التي ستتبعها الحكومة لحماية المواطنين حيث أنه لابد من تنظيم قوانين خاصة باللاجئين الذين يرتكبون الجرائم وقال “أنا لا أريد أن تترعرع ابنتي في بلد لا تشعر فيه بالأمان في الأماكن العامة” , كما قال وزير العدل هيكو ماس، من الحزب الاشتراكي الديمقراطي، إنه “من غير المسموح لأي شخص أن يكون فوق القانون، بغض النظر عن نوعيه جواز السفر الذي يحمله”. وأضاف أن خطة تشديد القوانين ستمكن من حماية “مئات الآلاف من اللاجئين الأبرياء الذين لا يستحقون أن يُجمعوا مع المجرمين في خانة واحدة”.([77])

نتيجة لرفض بعض الألمان لاستقبال اللاجئين زادت وتيرة العنف ضد اللاجئين ومساكنهم في البلاد وتصاعدت حدة الكراهية والرفض لوجودهم واستقبالهم الأمر الذى سبب في محاولتهم لإشعال النيران في منازل اللاجئين فى الولايات بشكل يومي كما قامت جماعات النازيين الجدد بترديد أغاني تحمل كلمات معادية للاجئين وأيضا رشقهم بقشر الموز تعبيرا عن كراهيتهم([78])ومع أزمة كولونيا زادت وتيرة العنف فى ولاية سكسونيا ,وخاصة في بلدة فرايتال

وطالبوا بغلق الحدود ورفض استقبال ألمانيا لمزيدا من طلبات اللجوء إلا ان المحافظ الاشتراكي الديمقراطي لولاية ساكسونيا ستيفان ويل قال بأنه بشأن غلق ألمانيا لحدودها والبت في طلبات اللجوء فينبغي التفرقة بين لاجئ دول البلقان الذين يفرون من بلادهم لحياة

أفضل وبين طالبي اللجوء من العراق وسوريا الفارين من ويلات الحرب والاضطهاد السياسي فلاجئ دول البلقان لابد من حل أزمتهم سريعا ولكن اللاجئين من سوريا والعراق أو الدول التي تعانى حروب أهلية فإن حل الأزمة في حد ذاته يتطلب وقتا طويلا.([79])

وقد سجلت الشرطة الألمانية نحو 1000 اعتداء على اللاجئين في عام 2015 وأعلنت مؤسسة ألمانية أخرى نحو 311 اعتداء منهم 55 اعتداء بالحرق من قبل يمنيين متطرفين , وقامت الشرطة بإلقاء القبض على جماعات يمينية متطرفة فعبر وزير الداخلية عن ذلك بقوله: “هذا يوضح أن دولة القانون تتحرك بحزم ومبكرا ضد بنيات متطرفة يمينية وجناة” وكل تلك الأحداث دفعت اللاجئين السوريين للخروج فى مظاهرات حاملين لافتات تؤكد على تسامح الدين الإسلامي وأكد كثيرا من المتظاهرين بأن الدين الإسلامي لا يحض على العنف كما أكدت كثيرا من النساء المتظاهرين بأن التحرش ليس من أخلاقيات الشباب السوري ولو أن فتاة في دمشق قد تعرضت للأذى أثناء سيرها بالشارع فسيسارع شاب سوري لإنقاذها كما عبرت عن مدى امتنانها للمستشارة أنجيلا ميركل للعمل الانساني العظيم الذى فعلته حينما وافقت على استقبال مزيدا من اللاجئين كما أكدت بأن العالم يراهم من نافذة صغيرة بصورة خاطئة ويجب عليهم كلاجئين العمل لتغيير تلك الصور النمطية المتكونة لدى الكثيرين .([80])

تأثير المهاجرين علي الحياة الاجتماعية:

باستمرار توافد اللاجئين على ألمانيا مع اختلاف ثقافتهم وديانتهم ولغتهم عن المجتمع الألماني سبب تغيرات كثيرة داخل المجتمع وهذا التغيرات منها السلبي و الإيجابي ,فهناك عوامل كثيرة قد تعيق عملية اندماج اللاجئين داخل المجتمع سواء من جانبهم أو من جانب الألمان فباختلاف الخطابات التي يتردد صداها في الرأي العام تختلف رؤى ووجهات نظر الكثيرين وأيضا طريقة تعامل الدولة مع تلك القضية وأسلوب الخطاب الذى يتم توجيهه للعامة من شأنه أن يسرع عملية الاندماج أو يعيقها, فمنذ عام 2011 إلى 2017 مرت السياسة الألمانية تجاه اللاجئين بمرحلتين:

المرحلة الأولي مرحلة الترحيب باللاجئين اتسمت هذه المرحلة بالتوافق العام بين الرأي العام الألماني و بين سياسة اللاجئين المتبعة من قبل أنجيلا ميركل ويتضح ذلك من الاتي :-

_ الترحيب باللاجئين السوريين بأنفسهم وقدموا لهم الهدايا و شتى الخدمات و الطعام و تبرعوا لهم بملابسهم و المياه واستقبلوهم أيضاً بلافتات مكتوب عليها جُمل ترحيب لهم([81]).

_العمل على تحويل الملاعب و المراكز المهجورة الى أماكن تمركز اللاجئين السوريين بألمانيا

وتتمثل استجابة الدولة في اقتطاع حوالى مليار يورو من الميزانية العامة للدولة لإنشاء مراكز سكنية للاجئين السوريين مزودة بالاحتياجات و المستحقات الضرورية علاوة على توفير ستة مليارات يورو من ميزانية عام 2016 إلى جانب ثلاثة مليارات تم اقتطاعها فى وقت لاحق ويتم توزيعها على البلدات الستة عشر الألمانية كمساعدة تحفيزية لهم لمباشرة المراكز السكنية للسوريين.([82])

المسارعة في إدماج الشباب السوري في العمل و ليصبحوا أعضاء فاعلين في المجتمع الألماني و توفير مراكز لتعليم اللغة الألمانية لهم حتى لا تُمثل مصدر إعاقة لإدماجهم فألمانيا تعتمد علي العمالة الأجنبية منذ الحرب العالمية الثانية كانت تعتمد علي العمالة التركية إلا أنها وجدت صعوبات في عملية إدماجهم

المرحلة الثانية سياسة الحد من تدفق اللاجئين السوريين الى ألمانيا :-

تميل السياسة الترحيبية لميركل في هذه الفترة إلى سياسة أكثر حذرا تجاه التواجد السوري المتزايد على الأراضي الألمانية مما دفع ميركل إلى القيام بعدة آليات للحد من التدفق السوري

مُطالبة المجتمع الأوروبي بتقاسم مسئولية اللاجئين السوريين معها :-

نتيجة لتزايد أعداد اللاجئين السوريين في ألمانيا وتقاسمها وحدها طالبت دول الاتحاد الأوربيين بتغير سياستهم تجاه اللاجئين ومشاركتها في تحمل مسئولية استقبال اللاجئين و بحصص عادلة و ذلك من خلال توزيعهم بنسب و مجموعات عادلة بين دول الاتحاد الأوروبي[83].

المبحث الثاني: الاستغلال السياسي لقضية المهاجرين وردود فعل المنظمات الدولية

المطلب الأول : الاستغلال السياسي لقضية اللاجئين في أوروبا:-  (تركيا_ اليونان _ ألمانيا _ بريطانيا نموذجاً)

_اولاً تركيا:

_أولاً: علي المستوي الخارجي.

في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية التي شهدتها المنطقة، وشهدها العالم , والشرق الأوسط تحديداَ, بعد أحداث الربيع العربي , وجدت تركيا نفسها أمام خيارات استراتيجية عده , إما عزلة وابتعاد عن عالم عربي إسلامي ترتبط به جغرافياً وتاريخياً , أو اندماج , مع تعنت ورفض أوروبي لا يقبل بها أو بمشاركتها , اتجهت تركيا للاندماج في قضايا الوطن العربي واستعادة دورها المحوري في صراعات المنطقة , والانتقال الى مركز الاحداث بحيث تكون لاعباً اساسياً لا يمكن تجاهله ([84]).

كانت الأزمة السورية خير مدخل لتركيا لاستعادة دورها المفقود فتأخذت قضية المهاجرين(خاصة اللاجئين) ذريعة للقيام بعمل عسكري في الأراضي السورية, كانت تركيا من أول الدول التي أثارت مسألة ظهور مشكلة لاجئين سوريين، وذلك قبل أن تطأ قدم نازح واحد الأراضي التركية أو أراضي أية دولة أخر حيث بادرت حكومة رجب طيب أر دوغان، بادرت الى إقامة بيوت جاهزة على الحدود مع سوريا في منطقة الاسكندرون، “تحسباً” لتدفق اللاجئين([85]).

مع بداية الأزمة السورية وجِّـهت الاتهامات الى حكومة أردوغان، على أنه يستدرج ظهور مشكلة لاجئين بهدفين: الأول، هو التشهير بالنظام السوري أمام الرأي العام العالمي, والثاني، إيجاد ذريعة للحكومة التركية، في حال كان في نيَّـتها القِـيام بعمل ما ضد سوريا بمعزل عن طبيعة مثل هذا العمل, وقد رحّبت تركيا، عندما بدأ توافُـد اللاجئين وقامت بكل ما يمكن أن “يظهّـر” هذه المشكلة، ومن ذلك زيارة مسؤولين أتراك إلى المخيمات الجديدة واستقدام فنانين عالميين، مثل أنجيلينا جولي وغيرها([86])، لإظهار البُـعد الإنساني من القضية.

ولكن مع تأخّـر سقوط الرئيس السوري من جهة، وتأسيس ما يسمّـى بـ “الجيش السوري الحر” واتِّـخاذه الأراضي التركية قاعدة للجوء والتدريب وتسهيل أنقرة لتسلّـل عناصره داخل الأراضي السورية، بدأت مشكلة اللاجئين تتّـخذ أبعادا جديدة مختلفة، بحيث أن الوجه الإنساني للقضية، بدأ يختلط بالبُـعد العسكري وبالبُـعد المالي، لما يشكِّـله من عِـبء على تركيا, بدأت تركيا تضغط على أوروبا بقضية اللاجئين.

فقد هدد الرئيس التركي في نوفمبر 2016 بفتح الحدود أمام المهاجرين السوريين الراغبين في التوجه إلى أوروبا, ما يعتبر استغلالًا سياسيًا علنيًا لقضية اللاجئين السوريين, وذلك غداة تصويت البرلمان الأوروبي لصالح تجميد مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد مؤقتًا, وقال ردًا على تصويت البرلمان الأوروبي: “إذا ذهبتم إلى ما هو أبعد من ذلك، فستفتح أبواب هذه الحدود, لن أتأثر أنا أو شعبي بهذه التهديدات المملة. لا يهم لو أيدتم التصويت”.([87])

_ استغلال قضية اللاجئين للضغط على الاتحاد الاوروبي للانضمام اليه .

بدأت تركيا بالضغط على دول الاتحاد من خلال تسهيل مرور اللاجئين لدول الاتحاد حيث انتقل قرابة مليون شخص من تركيا إلى بلدان الاتحاد الأوروبي، براً وبحراً بعد عامين فقط من بدا الأزمة السورية([88]) , تحت هذا الضغط ، بدأ عدد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي عام 2015 بالتفاوض مع تركيا بشأن التوصل إلى اتفاق لضبط الهجرة, وفي مارس 2016 تُوِّجت تلك المفاوضات في ما عرف باسم “اتفاق الاتحاد الأوروبي – تركيا”. ([89]) وبموجب بنود الاتفاق، “فإن جميع المهاجرين غير الشرعيين الجدد الذين يعبرون من تركيا إلى الجزر اليونانية، ابتداءً من 20 مارس 2016، ستتم إعادتهم إلى تركيا” وبالمقابل وعدَ الاتحاد الأوروبي بما يلي:

_ سيتم استقبال لاجئ سوري واحد من تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، بما يصل إلى  72,000 لاجئ كحد أقصى .

_ تقديم مساعدات تصل قيمتها إلى 6.7 مليار دولار أمريكي إلي مركز للاجئين في تركيا.

 _ السماح للمواطنين الأتراك بالسفر إلى الاتحاد الأوروبي بدون تأشيرات دخول.

_ إحياء المفاوضات المتوقفة بشأن انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي

بررت تركيا الاتفاق بينها وبين الاتحاد الأوروبي أنها تعتبر مكاناً آمناً يمكن إعادة اللاجئين وطالبي اللجوء إليه, لكن البحوث التي أجرتها منظمة العفو الدولية في عامي2015و2016تُظهر أن تركيا ليست كذلك. فقد انتهكت مبدأ “عدم الاعادة القسرية” – أي حظر نقل الأفراد إلى بلدان يواجهون فيها خطر التعرض لانتهاكات جسيمة لحقوقهم الإنسانية –

بإعادة بعض اللاجئين إلى أفغانستان والعراق وسوريا، حيث كانوا معرضين لخطر واضح وبالإضافة إلى ذلك، فإن تركيا لا توفر حماية فعالة إلى طالبي اللجوء واللاجئين على أراضيها كما أن قدرتها على مساعدة العدد الكبير من اللاجئين وطالبي اللجوء محدودة للغاية, خاصة بعد محاولة الانقلاب الفاشلة على حكومة أردوغان.([90]) 

_ ثانيا: على المستوى الداخلي.

حاول النظام التركي منذ الوهلة الأولى استغلال أزمة اللاجئين السوريين على المستويين الداخلي والخارجي فقد ذكرنا سابقاً ان الحكومة التركية قامت ببناء منازل للاجئين على الحدود السورية قبل ظهور مشكلة اللاجئين بفترة كبيرة, على المستوى الداخلي أستغل النظام قضية اللاجئين قبل الانتخابات لتعزيز  نفوذ حزب العدالة والتنمية  (الحزب الحاكم ) وقت أن كانت قضية اللاجئين تهم المواطن التركي باعتبارها قضية إنسانية, حيث صرح اردوغان في عام 2015بانه سوف يمنح الجنسية التركية لكل اللاجئين السوريين([91]).

لكن بعد أن استقبلت تركيا أكثر من 3 مليون لاجئ شكل  ذلك عبئاً على الاقتصاد التركي، حيث ارتفعت نسبة البطالة و التي وصلت إلى 11.1%([92])، وارتفاع الانفاق العسكري نتيجة للحرب ضد الأكراد، وبسبب إغلاق باب الاتحاد الأوروبي في وجه تركيا أيضًا, مما اضطر أردوغان إلى العودة لاستخدام ورقة اللاجئين السوريين مرة أخرى، وعقد تسويات مالية مع دول أوروبية من أجل إغلاق الحدود، وهو ما خفف من عبء الأزمة.

بعد تدني شعبية حزب العدالة والتنمية في الآونة الأخيرة، وبعد  صرح أردوغان، وقال إن: “تركيا ليست قادرة على احتضان 3.5 مليون لاجئ سوري إلى الأبد” ([93])  كانت هذه محاولة أخرى من أردوغان لاستغلال قضية اللاجئين في كسب شعبية في الداخل التركي، وسط توقعات عن انتخابات مبكرة قد تحدث في تركيا، حضّر لها أردوغان في تحالفات مع القوميين المتشددين، الذين يعلون من شأن العِرق التركي على سواه من الأعراق، بالإضافة لمحاولة كسب رأي المواطن التركي العادي، الذي يرى في اللاجئ السوري منافسًا غريبًا له في العمل والاقتصاد.

وسبق تصريح أردوغان الأخيرة، إعلانه عن نيته التخلص من اللاجئين، في وقت ما تزال فيه سوريا مكانًا غير آمن لعودتهم. تصريح آخر جاء بالموازاة مع إعلان الحرب على عفرين، إذ ادعى بأن الحرب من أجل القضاء على “الإرهاب” الكردي من جهة، ومن أجل أن تصبح بعض المناطق ملاذًا آمنًا لعودة ملايين الأسر السورية من جهة ثانية. يعتبر ذلك اعترافًا بخلق أزمة إنسانية في عفرين من أجل التخلص من عبء اللاجئين داخل تركيا.

ثانياً: بريطانيا

الاستغلال السياسي للمهاجرين.

_ أولاً على المستوى الداخلي:

لقد شهدت سياسات الدول الأوروبية تجاه القادمين إليها، سواء من اللاجئين أو المهجرين القسريين، شبه تحديد في القواعد والسياسات، حيث استقرت على ضبط المجال أمام الوافدين، وتضييق الخناق وفقاً لأطر قانونية ومؤسسية، في ظل الإجراءات المعقدة من أجل الحفاظ على الدولة القومية، ومخاوف الإرهاب. ([94])

وبالنظر في قضية اللاجئين فإننا نجد أن الأحزاب السياسية المتناحرة في الدول الغربية قد حولت قضية اللاجئين إلى لعبة سياسية، يستخدمها السياسيون المعارضين،فمع تصاعد حدّة العنصرية داخل المجتمعات الأوروبية تجاه اللاجئين بشكل مطّرد، مع ازدياد موجات النزوح من الحدود التركية المفتوحة والبحر المتوسط إلى الداخل الأوروبي، في خليط من العنصرية ضد «الغرباء» و«الإسلاموفوبيا» والعصبية الكاثوليكية الدينية المستجدة والشوفينية القومية استخدمت  اليمين على وجه الخصوص، كورقة ضغط لجني مكاسب سياسية لهم؛ وقد حدث ذلك في العديد من الدول([95]) حيث لعبت  تلك الأحزاب على وتر خوف المجتمع البريطاني الكاثوليكي المحافظ من المسلمين، لتحقيق مكاسب في الانتخابات البرلمانية

كما نجد أن بريطانيا،  رفضت بداية المشاركة في الخطة الأوروبية الموحدة التي تقضي باستضافة المهاجرين السوريين في أوروبا، ولحفظ “ماء الوجه” أعلنت أنها ستخصص نحو مليار جنيه إسترليني مساعدات إنسانية لهؤلاء اللاجئين، واعتبر ذلك سياسية مربكة ومخجلة للحكومة تجاه الأزمة السورية.([96])

كما أنه ثبت تورط الحكومة البريطانية في ممارسة التمييز العنصري ضد اللاجئين، خاصة في بلدة ميد لسبره، بعدما عمدت الشركة التي تعاقدت معها الحكومة البريطانية والمكلفة بإسكان اللاجئين السوريين إلى طلاء أبواب منازلهم باللون الأحمر لتمييزهم، ما أدى إلى تعرضهم للاعتداءات العنصرية، وفقاً لصحيفة التايمز، كما أن طالبي اللجوء في ويلز البريطانية يضعون سواراً يميزهم لأجل نيل الطعام. بالإضافة لمعايير التمييز الجديدة الخاصة بتعيين النساء المسلمات، خاصة بعد التصويت على الخروج من الاتحاد الأوروبي، الذي يعد جانب منه الضغوط من أجل الهروب من التزامات اللاجئين. و من أوجه هذا الاستغلال نجد أن ” بريطانيا ترحب بالمستثمرين”([97])

وعن فرص الحصول على إقامة عبر استثمارات أو شراء عقارات، يقول الاستشاري نعيم عبدالرحمن ان بريطانيا ترحب بالاستثمارات الأجنبية وقد تم استحداث أنواع من التأشيرات أو الإقامات للمستثمرين، فالمستثمر الذي يجلب الى بريطانيا مليون جنيه استرليني يتم منحه إقامة

لمدة 3 سنوات، وبعدها تجدد سنتين ويستطيع الحصول على الإقامة الدائمة، وكلما زاد المبلغ كلما كان حصوله على الإقامة أسرع، ففي حال استثمر 3 ملايين يستطيع الحصول على الإقامة الدائمة خلال عامين، أما من يريد شراء عقار فليس له الحق في الحصول على إقامة في بريطانيا.

ثانياً: على المستوى الخارجي:

منذ انهيار الامبراطورية البريطانية والسياسة الخارجية تعمل بجد من أجل استثمار الظروف الدولية المتناقضة، كل ذلك من اجل تحقيق الهدف الأسمى وهو إبقاء بريطانيا عاملاً مؤثراً في النظام الدولي أو بشكل آخر هو إعطاء بريطانيا دوراً يزيد عن حجمها الطبيعي من حيث أدوات السياسة الخارجية وأدوات تنفيذ السياسة الخارجية من حيث الموقع الجغرافي والقدرات البشرية وتوزيعها السكاني والمعرفي والموارد الطبيعية والتأثير الصناعي والقوة العسكرية والإبداع السياسي.

يحتل الشرق الأوسط أهمية متقدمة في استراتيجية الأمن البريطاني، ووصفت وثيقة الأمن القومي الصادرة عن الحكومة البريطانية في 2015، الشرق الأوسط بأنه مصدرا كبيرا للتهديدات وكذلك الفرص، واعتبرته شديد الحيوية بالنسبة للأمن القومي البريطاني، بالشكل الذي يُلزم بريطانيا بضرورة الاستمرار في استثمار هذه الفرص ومواجهة التهديدات.

ازداد هذا التوجه بشكل كبير بعد تولي تريزا ماي رئاسة الوزراء التابعة لحزب المحافظين التي افصحت عن بعض توجهاتها خاصة فيما يتعلق بملفي الهجرة والإسلاميين([98])، حيث عملت على تضييق شروط استقدام البريطانيين لأزواجهم وأطفالهم الأجانب، إضافة إلى رفض مشروع الاتحاد الأوروبي المتعلق بتوزيع حصص المهاجرين على دول الاتحاد , يري حزب المحافظين والمؤيد للانفصال عن الاتحاد الأوروبي أن تعاظم دور بريطانيا لن يتحقق إلا بالخروج من الاتحاد الأوروبي لذلك استغل قضية المهاجرين للتأثير على أراء  المواطنين في استفتاء  عام [99]2016.

_ثالثاً ألمانيا.

الاستغلال السياسي لقضية المهاجرين في ألمانيا:

أولاً: على المستوى الداخلي:

كانت ألمانيا من أول الدول التي دعت إلى حل أزمة اللاجئين السوريين  وأتبعت سياسة الباب المفتوح امام اللاجئين السوريين ادعاءً منها أنها تقوم بذلك بدافع إنساني  و واجب وطني لمساعدتهم وتسامح منهم واحتراماَ لثقافة حقوق الانسان ,ظهر ذلك في تصريحات المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل” لن يكون هناك تسامح للذين ليسوا علي استعداد لمساعدة اللاجئين فالمساعدة واجبة لأسباب إنسانيّة و أخلاقيّة “.([100])

لكن توابع تلك السياسة أثبتت كذب تلك الدوافع  فالهدف من تلك السياسة كان لكسب تعاطف وتأييد الرأي العام الألماني خاصة وأن هذه التصريحات كانت في الشهور الأولي للأزمة السورية, وكان لها دوافع اقتصادية أيضا فألمانيا من الدول التي تعاني من خلل في تركيبتها السكانية لأن نسبة كبار السن أكبر من الشباب فطبقاً للمكتب الإحصائي الاتحادي أن عدد سكانها سوف يتناقص في عام 2021م ([101])وهذا يمثل تهديداً على الاقتصاد القومي لألمانيا, ومن اجل الحفاظ على ريادتها الأوروبية استقبلت اللاجئين الذين معظمهم من الفئة الشبابية لتجديد شبابها مرة آخري والعمل على إدماجهم في المجتمع ليصبحوا مواطنين فاعلين مما يسهم ذلك في انتعاش الاقتصاد الألماني بلا شك وتوسيع قوتها الصناعية والمحافظة على قيادتها للاتحاد الأوروبي التي تعتمد على حجم سكان الدولة.

بات واضحاً أن تصريحات المستشارة الألمانية كانت فقط لكسب تأييد الرأي العام الألماني وليس من منطلق أنساني كما أدعت خاصة بعد حادثة كولونيا* وتعرضها لضغط قوي من قبل

الأحزاب المعارضة فقد واجهت أنجيلا ميركل تناقضات واسعة على سياسة الحدود المفتوحة تجاه اللاجئين السوريين من داخل الائتلاف الحاكم ( حزب الاتحاد المسيحي الاجتماعي ) برئاسة هورسيتورفر الذى يشاركها في الحكم وطالبها بوضع حد للاجئين السوريين المتدفقين إلى أراضيها والحد من السياسة الليبرالية التحررية([102])

مع تنامى دور المجموعات المتطرفة العنصرية المتمثلة في الأحزاب اليمينية المتطرفة وحزب البديل لألمانيا الشعبوي والحزب القومي الألماني اليميني المتطرف كلها أحزاب وحركات تقوم على أساس العنصرية التي يرجع تاريخها إلى هتلر علاوة على حركة بجيدا التي تُعتبر اختصاراً ل( وطنيون أوربيون ضد أسلمة الغرب ) وهى حركة سياسة ألمانية, واجتمعت كل هذه الحركات ضد ميركل وسياستها المُستقبلة للسوريين الذين يغلب على معظمهم الإسلام السُنى مطالبين برحيلهم ([103]),وقاموا ضدهم بعدة أعمال وحشية أهمها إحراق النيران في عدة مراكز سكنية لهم وهدفهم الرئيسي طرد المسلمين من الغرب لأن عددهم المتزايد من الممكن أن يؤدى إلى أسلمة أوروبا, وتراجع شعبية أنجيلا ميركل في الواقع الألماني:-

ويتضح ذلك جليّاً في هزيمة حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي بقيادة المستشارة الألمانية ميركل في الانتخابات البرلمانية في مقابل فوز حزب البديل من أجل ألمانيا المُناهض للوجود السوري والذى أستغل انقلاب الرأي العام الألماني ضد سياسة ميركل تجاه اللاجئين  باعتبارها تُمثل تهديد للأمن القومي الألماني وتقدّم بالترشح في الانتخابات البرلمانية([104]).

أمام هذه المستجدات وجدت الحكومة الالمانية بقيادة المستشارة ميركل أن من مصلحتها التراجع عن دعم قضية اللاجئين والتراجع عن سياسة الباب المفتوح أمام اللاجئين وظهر ذلك في تصريحاتها عقب حادثة كولونيا الذي قالت فيه” لابد أن يعودوا إلى بلدانهم الأصليّة فبمجرد استعادة السلام وانتهاء الصراعات المسلحة نحن بحاجة إلى أن نقول للناس أن وجودهم في ألمانيا وضع مؤقت ومتوقع إنه بمجرد تحقيق السلام في سوريا مرة أخرى وبمجرد هزيمة تنظيم داعش فالعراق فإنكم ستعودون إلى بلادكم “

على المستوى الحكومي استجابة الحكومة الألمانية كان سريع فطالبت ب:

_إجراء تعديل على قانون اللجوء الألماني بمقتضاه يتم ترحيل اللاجئين إلى بلدانهم المُتسببين في أعمال عنف وشغب.

_ إعادة العمل باتفاقية دبلن :-فمنع تزايد أعداد اللاجئين السوريين الذين شكلوا عبء كبير على الحكومة قامت ألمانيا باستعادة العمل بهذه المعاهدة وهذا يعنى أنه سيتم إرجاع اللاجئين السوريين إلى الدولة الأولى التي بصموا فيها وطلبوا اللجوء لديها([105])

_ثانياً على المستوى الخارجي.

لألمانيا دور مهيمن داخل الاتحاد الأوروبي  فبعد سقوط جدار برلين قامت ألمانيا بدور القائد الرئيسي لدول الاتحاد الأوروبي سواء من الناحية السياسية أو الاقتصادية حيث أن القوة الألمانية هي القوة الداعمة لكثيرا من دول الاتحاد وعلى سبيل المثال “اليونان ذات المشاكل الاقتصادية الضخمة” بل وعقدت التحالفات مع اعدائها السابقين مثل فرنسا والمملكة المتحدة البريطانية ,فبدأت عملية الاتحاد ثم ظهرت عملة اليورو الموحدة والتي لم تكن مشروعا اقتصاديا بالأساس بل كانت لأغراض سياسية وفى سبيل توحيد ألمانيا تخلت عن جزء كبير من ثروتها القومية لصالح اليورو الأوروبي, ومع اندلاع الأزمة العالمية في عام 2008 استغلت ألمانيا تلك الأزمة لتمد نفوذها وسيطرتها داخل السوق الأوروبي وذلك من خلال إضعاف الدول الأقل ديناميكية اقتصادية داخل الاتحاد وفرض التقشف على نظمها الاقتصادية من خلال المفوضية الأوروبية في بروكسل وصندوق النقد الدولي في واشنطن, ومنها اليونان والتي ما زالت محصورة في اقتصاديات العالم الثالث بالرغم من انتمائها للاتحاد الأوروبي وذلك لمعانتها من نظم اقتصادية متدنية كثيرا ولذلك فكان لابد لها أن تطبق إصلاحات سياسية والمتمثلة في تصويت الناخبين داخل اليونان للجماعات اليسارية أو اليمينية لتخفيف الديون وبالتالي زيادة ونفوذ الهيمنة الألمانية داخل أراضيها وسياستها .([106])

انطلاقاً من ذلك الدور أرادت ألمانيا أن تحافظ على دورها المهيمن داخل الاتحاد الأوروبي وتريد أن تعبر عن  مدى القدرة التي تتمتع بها كدولة فاعلة داخل الاتحاد ومدى استطاعتها لاتخاذ قرار بشأن قضية معينة, فهي فاعل اقتصادي داخل المنظمة وبالتالي هي دولة قائدة فكما يؤثر الاتحاد الأوروبي على سياسات ألمانيا هي بدورها تؤثر على سياساته وقراراته لذك تبنت

ميركل سياسة الباب المفتوح أمام اللاجئين ودفعت بقية الدول الأوروبية للانصياع وراء تلك السياسة حتى لو تم ذلك على مضض أو كان ذلك مؤقت, فدعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الدول الاوروبية للتعاون والتكاتف لحل أزمة اللاجئين .

لكن مع ازدياد أعداد المهاجرين الوافدين إلى ألمانيا, وازدياد نفوذ أحزاب اليمين في أكثر من دولة أوروبية غيرت ألمانيا من استراتيجية التعامل مع أزمة اللاجئين تمثل هذا التغير في

مُطالبة المجتمع الأوروبي بتقاسم مسئولية اللاجئين السوريين معها :-

نتيجة لتزايد أعداد اللاجئين السوريين في ألمانيا وتقاسمها وحدها طالبت دول الاتحاد الأوربيين بتغير سياستهم تجاه اللاجئين ومشاركتها فى تحمل مسئولية استقبال اللاجئين و بحصص عادلة و ذلك من خلال توزيعهم بنسب و مجموعات عادلة بين دول الاتحاد الأوربي.([107])

إطلاق مفهوم الدولة الآمنة:-

فتم اجتماع دول الاتحاد الأوربي و الاتفاق على إطلاق مفهوم الدولة الآمنة على تركيا ودول والتي تشمل ألمانيا و بلغاريا و كوسوفو وغير ذلك أنه تم إدراجها فى صفوف الدول الآمنة فلم يحق لأى مواطن منها التقدم بطلب اللجوء لدولة من دول الاتحاد كما يحق لدول الاتحاد بترحيل الذين تم رفض طلبات لجؤهم إليها على اعتبار على أنها آمنة ولن تمثل مصدر تهديد لهم([108]).

أخيرا معاهدة مع تركيا بقيادة المستشارة الألمانية ” انجيلا ميركل ” عام 2015 م

بتحالف كلاً من السويد و فنلندا و أستراليا و اليونان و هولندا و بلجيكا و لوكسمبورج بقيادة الجنة الأوربية تتعهد ميركل من خلالها بتقديم الخدمات و المساعدات الإنسانية من مأوى و رعاية صحية إلى أخره إلى اللاجئين السوريين بتركيا و أنها على استعداد لاستقبال المهاجرين

السوريين القانونيين لكن في مقابل أن تقوم تركيا بعمليات رقابية على حدودها لمنع تدفق أعداد كبيرة منهم إلى الأراضي الأوروبية([109]).

الاتفاق التركي–الأوروبي :- ([110])

كشف هذا الاتفاق المشار له سابقا حقيقة ادعاءات الدول الأوروبية حول قضية اللاجئين وأكد أن كل تحركات الدول الأوروبية بشان اللاجئين نابعة فقط من تحقيق مصحتها القومية على حساب اللاجئين .

المطلب الثاني دور المنظمات الدولية في الأزمة السورية بين المواثيق و التطبيق.

إن الصراع الذي شهدته الدولة السورية منذ عام 2011 أدي إلي لفت أنظار العالم نحو القضية السورية، فكانت هناك ردود فعل مختلفة للدول الأوروبية تجاه هذه القضية، فكانت منها المعارضة للنظام السوري و ما يرتكبه من جرائم بشعة تجاه شعبة و تمثلت هذه الردود المعارضة في الدول التي جعلت من صوتها متمثلا في المنظمات الدولية، ولعل أبرز هذه المنظمات منظمة الأمم المتحدة، و الصليب الأحمر، و الاتحاد الأوروبي و منظمات عديدة لحقوق الأنسان مثل و Human Rights.  Human Rights watch ولكننا سنكتفي في هذه الدراسة بدور كلا من الأمم المتحدة و الاتحاد الأوروبي.

  1. منظمة الأمم المتحدة.

تعد منظمة الأمم المتحدة واحدة من أبرز المنظمات الدولية التي كان لها رد فعل قوي تجاه الأزمة السورية، من حيث عقد القمم الطارئة و إصدار المواثيق في الداخل و الخارج و إعطاء التحذيرات و التنبيهات للنظام من أجل التعقل وحل الأزمة داخل سوريا كما أنها لها دور في خارج سوريا من خلال النظر في توطين اللاجئين في الدول الأوروبية “والأمم المتحدة منظمة مستقلة وعالمية . وهي بمثابة المنتدى الوحيد في العالم الذي فيه تناقش قضايا السلام، وحقوق الإنسان، والتنمية، من قبل جميع بلدان العالم”([111])

وسوف نوضح دور الأمم المتحدة داخل سوريا و بعد ذلك نتطرق لدورها في الخارج.

في الداخل.

في ظل غياب الحل السياسي منذ بداية الصراع داخل سوريا، زادت الاحتياجات الإنسانية بشكل ملحوظ ، حيث يوجد أكثر من 5.6 مليون طفل بحاجة إلي المساعدات الإنسانية، واضطر العديد من السوريين إلي مغادرة منازلهم ، حيث انخفض معدل الحضور بالمدارس بما يزيد عن نسبة 50%، و تضررت ربع المدارس و استخدمت كملاجئ جماعية، كما أن التدمير طال أيضا المستشفيات السورية، و زاد الفقر وساءت الحالة الاقتصادية إلي حد عدم القدرة للحصول علي الغذاء.([112])

وبعد أن ألقينا الضوء علي حالة المواطنين السوريين المزرية في ظل الأزمة سوف نتطرق إلي ما قامت به مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين في جينيف التي يبلغ عدد موظفيها أكثر من 9700 شخص يتواجدون في 126 بلد يعملون علي توفير الحماية و المساعدة لما يقرب من 59 من اللاجئين و المشردين و عديمي الجنسية، و يتركز جزء كبير منهم في سوريا في ظروف قاسية للغاية من أجل المساعدة و تقديم العون. ([113])

ومن الجهود التي تبذلها منظمة الامم المتحدة داخل سوريا إنشاء بعثة الامم المتحدة للمراقبة في سوريا بموجب قرار 2043 من أجل إنهاء الصراع المتفاقم والتوصل إلي وقف دائم لأعمال العنف المسلح بكافة أشكاله من جميع الأطراف. وفي الحطة التي وضعتها الامم المتحدة والتي أطلقت عليها خطة الست نقاط والتي تتضمن أحكاما بشأن اتخاذ خطوات فورية من جانب الحكومة السورية ، ووقف العنف المسلح بكافة أشكاله وحماية المدنيين تحقيقا لاستقرار البلد.  وطالبت بوقف تحركات القوات نحو المراكز السكانية، وإنهاء استخدام الأسلحة الثقيلة وسحب الحشود العسكرية من المراكز السكانية.([114])

لم تتوقف جهود الأمم المتحدة داخل سوريا علي إعادة التوطين فقط بل ايضا تكفلت بفرض قيود علي النظام من خلال توقيع عقوبات اقتصادية و أخري سياسية من أجل الضغط علي النظام حتي يتبع سياسة رشيدة لا تؤدي لحصد المزيد من الأرواح في سوريا و بموجب المادة الـ41 في الباب السابع من ميثاق منظمة الأمم المتحدة أن مجلس الأمن له الحق في فرض عقوبات اقتصادية جماعية، حيث أنه و حسب المادة الـ 39 من نفس الباب تقتضي بانة إذا كان هناك تهديدا للسلام و الأمن أو عملا من أعمال العنف و العدوان علي مجلس الأمن التدخل من أجل حلها حتي يعود الأمن و السلام مجددا. ([115])

وعلي الصعيد السياسي وصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي يحدث في سوريا بأنه جرائم حرب يجب أن يتقدم مرتكبيها للعدالة، كما وافقت الأمم المتحدة علي الاقتراح الذي تم تقديمة من قِبل مندوبو دول كبري شملت ألمانيا و فرنسا و كندا و إيطاليا و بريطانيا بالإضافة إلي الولايات المتحدة الأمريكية أنه علي الدول الداعمة لنظام بشار الأسد ان تتوقف عن دعمة و كان الحديث موجها بالأساس إلي دولتي روسيا و إيران الذي لولا تدخلهم و دعمهم للأسد لانتهت المأساة في سورية علي حد تعبيرهم، كما أنهم دعوا إلي وقف القصف علي حلب و التخفيف من معاناة عددا لا يحصي من الأطفال و المدنيين الذين بقوا محاصرين في الأحياء الشرقية و هم بحاجة ماسة للمساعدة الإنسانية حيث تدمير المستشفيات و المدارس. ([116])

في خارج سوريا.

تقوم أسرة الأمم المتحدة علي تقديم المساعدات و الضرورات الأساسية من الغذاء و الرعاية الصحية للاجئين الذين بقوا في المخيمات في الدول المستضيفة ، وبجانب المنظمة الدولية للهجرة تعتبر المفوضية الرائدة في إدارة و تنسيق المخيمات و حماية اللاجئين. ([117])

إن معظم الاتفاقيات التي أصدرتها الأمم المتحدة لا تضع حلا نهائيا للمشكلات بل تحاول التخفيف من حدتها، عبر تقديم المساعدات للضحايا، ولكن مع تزايد أعداد اللاجئين بدرجة متفاوتة في الفترة الأخيرة أصبح الإنساني لا يشكل بديلا عن العمل السياسي في حل الأزمة. ([118])

يعد اعتماد اتفاقية اللاجئين 1951 في مؤتمر مفوضي الأمم المتحدة التي وقعت عليها 139 دولة في العالم، التي تعترف بضرورة توافر تعاون دولي و اقتسام الأعباء بين الدول و التي تكفل حق التنقل و إصدار و سائل سفر من مكان لأخر، و الحصول علي تعليم و إتاحة الفرص للحصول علي العمل و حق التقاضي أمام المحاكم و حق الانتماء إلي الجمعيات و إعادة التوطين و التجنيس و العودة الآمنة إلي بلد المنشأ، كما أنها تشدد علي أهمية التزاماته و التزاماتها تجاه الحكومة المضيفة من المواد 2 إلي 31.([119])

و تضمن التقرير العالمي لاحتياجات إعادة التوطين المتوقعة لعام2017 الذي صدر في جنيف زيادة حصص إعادة التوطين في بعض البلدان، و مع ارتفاع عدد الطلبات المقدمة إلا أن العدد الموقع للأشخاص الذين بحاجة للتوطين يتجاوز المليون شخص في عام 2017. وقد يكون التوطين طريقة فعالة لتقاسم المسئوليات لحماية اللاجئين، حيث ان الازمة السورية شكلت تحولا كبيرا علي مستوي اعادة التوطين بحلول  2014. كما صرح فيليبو غراند المفوض السامي للأمم المتحدة لشئون اللاجئين قائلا: “تنتقل إعادة التوطين إلى مستوى جديد وقد يكون تعزيز إعادة التوطين وسيلة فعالة لتقاسم المسؤوليات بهدف حماية اللاجئين. ولكن يتعيّن علينا القيام بالكثير لمواكبة الأعداد المتزايدة للضعفاء”. ([120])

كما صرحت الامم المتحدة انها تحاول جاهدة الي اعادة توطين 450 الف لاجئ سوري يشكلون عشر الاعداد الموجودة الان في دول الجوار السوري في نهاية عام 2018. وكما تحض المفوضية العليا لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة دول العالم علي قبول سوريين لإعادة توطينهم . كما صرح  الناطق باسم المفوضية العليا أدريان إدواردز، إن مؤتمراً وزارياً يعقد غداً «يركز على الحاجة الى زيادة عمليات إعادة التوطين، والبحث عن حلول أخرى لمأساة اللاجئين»، مضيفاً “نقدر أن نحو عشرة في المئة من اللاجئين السوريين البالغ عددهم 4.8 مليون شخص يقعون في فئة تعاني الأمرين. هذا يعني أننا سنحتاج لأكثر من 450 ألف مكان قبل نهاية العام 2018” . ([121])

وبعد مرور ثماني سنوات علي الأزمة السورية برغم كل الجهود المزعومة من الأمم المتحدة. لماذا لم يعود السلام لسوريا و تنتهي الأزمة؟

إن التناقض الواضح في ميثاق الأمم المتحدة أدي إلي أن تصبح معظم القرارات عالقة بلا تنفيذ، عفلي سبيل المثال عند فرض العقوبات الاقتصادية علي الدول يتوجب علي مجلس الأمن أن يأخذ في الاعتبار حقوق الإنسان و هي إحدى المواد الأساسية في الميثاق كما أنه بالنظر إلي القانون الدولي الإنساني يجب أن لا تتعدي العقوبات حد الكفاف لدي الدولة و التي تراعي

ظروف المواطنين في الدولة، هذا عن الهدف المعلن للمجلس ولكن أوقات أخري يكون هناك أهداف خفية سياسية تتمثل في تغيير التركيب السياسي للدولة المستهدفة قد تؤدي إلي زعزعة استقرار الدولة سياسيا .([122])

كما أن حق النقض “الفيتو” الذي تستخدمه روسيا في معظم القرارات الصادرة بحق معاقبة بشار الأسد علي الجرائم المرتكبة في سوريا أدي إلي تعطيل أي تدبير أو إجراء يمكن اتخاذه داخل سوريا من أجل إعادة السلام و إنقاذ المواطنين. ([123])

وصرحت الأمم المتحدة أنها رعت اتفاقا بين المقاتلين في مضايا و الزبداني و بين النظام و قوات حزب الله المقاتلة في صف النظام السوري، يقضي بإخراج الجرحى من ثوار مضايا و الزبداني و إدخال المساعدات الإنسانية من أدوية و غذاء، مقابل إخراج عدد من المحاصرين من إحدى القري تعرف باسم الفوعة و كفريا و هما قري تضم آلاف السكان من الشيعة في سوريا، إلا أن الشق الثاني من الاتفاقية لم ينفذ من قبل النظام السوري و الذي أقتضي بإدخال مساعدات إنسانية غذائية و أدوية لأكثر من أربعين ألف سوري محاصرين في ظروف قاسية.([124])

  1. الاتحاد الأوروبي.

يعتبر الاتحاد الأوربي  شراكة سياسية واقتصادية فريدة من نوعها بين 27 دولة أوربية تهدف إلي السلام والازدهار والحرية لمواطنيها وتحدد المعاهدات السياسية التي توقع بين الدول السياسة الأساسية للاتحاد.

وكما أكد بيان مجلس الاتحاد الاوربي في 2016 تدابير القيود ضد الدولة السورية في 2017، وأضاف البيان ان تمديد العقوبات متطابق مع قرارات مجلس الأمن الذي يستمر في تطبيق العقوبات حتي يتوقف العنف، وكما أكد علي حزمة العقوبات الفردية والاقتصادية علي حد سواء. حيث شملت العقوبات: الحظر النفطي والقيود المفروضة علي الاستثمارات وتجميد أصول البنك المركزي السوري إضافة إلي القيود المفروضة علي تصدير المعدات والتكنولوجيا ومراقبة والتجسس علي الأنترنت والهاتف. وفيما يخص العقوبات علي الأفراد فقد فرض الاتحاد الأوربي حظر وتجميد أصول 200شخص و70 هيئة اعتبارية لدي بنوك الاتحاد ومنعهم من السفر . وأكد البيان إلي مواصلة تأييده المجموعة الدولية لدعم سوريا . وإيصال المساعدات الإنسانية الي جميع السوريين في المناطق النائية وتحت الحصار.([125])

هل كان للاتحاد الأوروبي دور فعلي في حل الأزمة السورية و كيف تعاطي معها؟

يمكننا فهم دورة فعلياً بالنظر في الأزمة الأوكرانية بشأن منطقة القرم المتنازع عليها بين أوكرانيا وروسيا فنجد أن هناك رد فعل قوي من الاتحاد الأوروبي علي هذه الأزمة المتفجرة في عام 2014 حيث أن أوكرانيا هي بالأساس دولة أوروبية يتوقف علي النزاع بينها و روسيا أمن المنطقة كلها، حيث تقدم الاتحاد الأوروبي بمبادرة حملها مبعوثوه إلي أوكرانيا لحل الأزمة سلميا مفادها أن إجراء انتخابات رئاسية مبكرة ، و افق عليها الرئيس الأوكراني و جميع الأطراف الأخرى، و لكن المتطرفين من المتظاهرين و من يحرضونهم علي التخريب من اعترضوا عليها و ضيعوا فرصة الحل السلمي للأزمة. ([126]) كما أن  فالعديد من أعضاء الاتحاد الأوروبي يتخوفون كثيرا من تهديد بوتين باستخدام القوة، و هذه الدول لن  تقف مكتوفة الأيدي كثيرا أمام هذه الأزمة كما هو الحال مع تعاطي الأزمة السورية ، حتي أن هناك توقع بتورط كلي لألمانيا في مواجهة روسيا بشأن جبهة أوكرانيا، حتي أنه يمكن للقوي المتنازعة في سوريا استخدام تدخلهم في سوريا كنوع من المساومة مع روسيا من أجل مستقبل أوكرانيا. ([127])

اتفاق الاتحاد الأوروبي – تركيا”. ( [128]) وبموجب بنود الاتفاق، “فإن جميع المهاجرين غير الشرعيين الجدد الذين يعبرون من تركيا إلى الجزر اليونانية، ابتداءً من 20 مارس 2016، ستتم إعادتهم إلى تركيا” وبالمقابل وعدَ الاتحاد الأوروبي بما يلي:

_ سيتم استقبال لاجئ سوري واحد من تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، بما يصل إلى  72,000 لاجئ كحد أقصى .

_ تقديم مساعدات تصل قيمتها إلى 6.7 مليار دولار أمريكي إلي ’مركز للاجئين في تركيا.

 _ السماح للمواطنين الأتراك بالسفر إلى الاتحاد الأوروبي بدون تأشيرات دخول.

_ إحياء المفاوضات المتوقفة بشأن انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي

خاتمة:

 استعرضنا خلال الدراسة بداية الازمة السورية ومراحل تطورها وربط الباحث بين الازمة السورية وظاهرة الهجرة في سوريا وخاصة الهجرة المتجهة إلى أوروبا  كما عرض الباحث أسباب الطرد في الاقليم السوري وأسباب الجذب في قارة أوروبا كما ألقى الضوء على أحوال المهاجرين السوريين في بعض الدول الأوروبية, وضعهم الامني والوظائف التي التحقوا بها وتأثيرهم علي الحياة الاجتماعية داخل المجتمع الأوروبي وقدرتهم علي الاندماج داخل المجتمعات الغربية ونظرة المجتمع الأوروبي لهم.

كما ركز الباحث على مفهوم التوظيف السياسي سواء في حقل العلاقات الدولية كوسيلة من وسائل من اللعبة السياسية التي تمارس لموصول إلى أهداف خاصة من خلال استغلال شعارات وقضايا لها تأثير في أداء العلاقات بين الدول أو على المستوى الداخلي كيف أن بعض الحكومات أو الأحزاب تستغل قضايا ذات بعد أنساني مثل قضية  المهاجرين لتحقيق أهداف سياسية, وكيف أصبح التوظيف السياسي من مقومات قوة الدولة لتحقيق مصالحها, او الضغط علي القوي الإقليمية الكبرى.

وفي نهاية البحث توصلنا إلى مجموعة من النتائج تتبلور في:

  • التوظيف السياسي آلية غير محايدة تستخدما القوى الكبرى لتغليف مصالحها بغلاف أخلاقي.
  • يعتبر التوظيف السياسي من قواعد اللعبة السياسية المتعارف عليها في حقل العلاقات الدولية.
  • تثبت الخبرات التاريخية اعتياد القوى الكبرى استغلت القضايا الإنسانية لتحقيق مصالحها وقضية اللاجئين السوريين مثال على ذلك.
  • يعتبر التوظيف السياسي أحد جوانب قوة الدولة لفرض السيطرة والنفوذ من خلال استخدام وسائل وآليات مختلفة.
  • هناك آليات عديدة تستغل للوصول إلى هدف التوظيف السياسي ومن أبرز هذه الآليات:

-الإعلام الذي يلعب دوراُ أساسياً في تكوين الرأي العام. –

-السياسة الخارجية.

-التدخل العسكري المباشر كمرحلة متطورة من مراحل التوظيف السياسي .

  • الدول الأوروبية التي تنادى بأهمية حقوق الإنسان لم تبذل الكثير لحل تلك المأساة الإنسانية والتي ستمتد أثارها على نحو أجيال متعاقبة ليست في أوروبا وحدها أو في الوطن العربي بل في مختلف دول العالم .
  • المحرك السياسي والاقتصادي هو السبب الرئيسي للدول الاوروبية لاستقبال اللاجئين وليس المحرك الإنساني
  • عملية تقبل الآخر بمختلف آرائه واتجاهاته وثقافاته هي عملية ليست باليسيرة على مستوى العالم حيث أننا لا يجب أن نحصر ذلك في دول العالم الثالث كما يطلق عليها الغرب ولكن الموضوع أشمل من ذلك ويعتمد على مجموعة من العوامل المختلفة .
  • كذلك فكرة أن الاسلاموفبيا هي عملية خطيرة تستغلها الأحزاب السياسية المتطرفة في أوروبا وأيضا يستخدمها الأفراد ذوى الميول العدائية ضد الأجانب العرب لتحقيق مآربهم الخاصة .

التوصيات:

  • يجب علي الاتحاد الأوروبي اتخاذ اجراءات فعالة لوقف عمليات الهجرة القسرية من الاقليم السوري, سواء بفرض عقوبات صارمة على النظام السوري أو بأنشاء مناطق أمنه داخل سوريا, ولا يقتصر دوره على عقد الاتفاقيات مع دول المرور مثل تركيا.
  • يجب سرعة إلحاق الأطفال أو البالغين بالمراحل التعليمية حتى يتسنى لهم إفادة المجتمع الأوروبي والبعد عن أي أفكار متطرفة قد تؤثر على المجتمع الأوروبي بالنحو السلب , ولذلك يجب التنسيق بين المؤسسات الحكومية داخل أوروبا ومكاتب هيئة الأمم المتحدة المعنية بشئون اللاجئين حتى تقدم المساعدات المادية والمعنوية لهم .
  • لابد من صياغة برامج تدريبية للاجئين السوريين تعلمهم كيفية التكيف مع عادات المجتمع الأوروبي حيث اختلاف اللغة والعادات والتقاليد وتؤهلهم لتقبل الآخر , وكذا الأمر من ناحية الشعب الأوروبي يجب بث برامج تليفزيونية وإذاعية أو حتى عن طريق استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لإيصال رسالة محبة وسلامة وبث روح الآخاء 

المراجع:

اولاً الكتب:

  • عبدالوهاب الكيالي , موسوعة السياسة : بيروت , المؤسسة العربية للدراسات والنشر , 1979م.
  • الفيروز ابادي , مجد الدين محمد بن يعقوب (2003) القاموس المحيط , ط 2, بيروت , دار احياء التراث العربي .
  • عامر خضير الكبيسي , التخطيط الاستراتيجي للقيادات , الرياض , جامعة نايف العربية للعلوم الامنية : 2006.
  • السيد عبدالمعطي , علم اجتماع السكان , الاسكندرية (دار المعرفة الجامعية , 2006) ص 321.
  • نيفين مسعد , معجم المصطلحات السياسية  , جامعة القاهرة , كلية الاقتصاد والعلوم السياسية , 1994م.
  • ) فايز محمد العيسوي , اسس جغرافيا البشرية , الاسكندرية : دار المعرفة الجامعية (2003)م.
  • ) السيد عبدالمعطي , علم اجتماع السكان , الاسكندرية (دار المعرفة الجامعية , 2006)م.
  • فتحي ابوعيانة , جغرافية السكان واسسها الديمغرافية العامة (القاهرة , دار الجامعات المصرية : 1977.
  • احمد علي اسماعيل , اسس علم السكان وتطبيقاتها الجغرافية ط 8(القاهرة : دار الفجاله 1997)م.
  • ترجمة الاسكوا لمصطلحات من قاموس الهجرة الصادر عن المنظمة الدولية للهجرة , الطبعة الثانية , جنيف . 2011م.

المجلات والدوريات:

  • تقرير المنظمة الدولية للهجرة , الطبعة الثانية , جنيف , 2011
  • محمد مطاوع، الاتحاد الأوروبي وقضايا الهجرة: الإشكاليات الكبرى والاستراتيجيات والمستجدّات، المستقبل العربي، العدد 4 31 ، يناير 2015
  • إبراهيم دراجي، مشكلات اللاجئين و سبل مواجهتها، ورقة مقدمة إلي الملتقي العلمي الذي تنظمه جامعة نايف للعلوم الأمنية – كلية العلوم الاستراتيجية بعنوان: اللاجئون في المنطقة العربية: قضاياهم و معالجتها، الرياض، 2011.
  • تقرير وزارة الشئون الاجتماعية والعمل السورية , المسح المشترك لقوة العمل لعام 2001 ص 128.
  • المنظمة الدولية للهجرة , اسس ادارة الهجرة , دمشق : 2006 م.
  • تقرير المنظمة الدولية للهجرة , الطبعة الثانية , جنيف , 2011
  • تقرير المنظمة الدولية للهجرة , جنيف , 2015.
  • تقرير المكتب المركزي للإحصاء السوري عام 2012.
  • ياسمين ايمن محمد عبدالله, اشراف د/ اماني غانم (السياسة الالمانية تجاه قضية اللاجئين)دراسة حالة اللاجئين السوريين(2011-2016),المركز الديمقراطي العربي.
  • ابراهيم عبدالخالق رؤوف ,كفاح يحي صالح العسكري ,دراسة ظاهرة هجرة العقول ..أسبابها ..علاجها من وجهة نظر التدريسيين و التدريسيات, الجامعة المستنصرية ,بغداد, العراق, العدد الثاني من مجلة كلية التربية 2007.
  • الهيئة السورية لشئون الأسرة ,(2008م) حالة سكان سوريا , التقرير الوطني الأول , دمشق.
  • تقرير الهلال الاحمر التركي , 2017.
  • سارة فايز, السوريون وسياسة اللجوء البريطانية, مجلة الشرق الأوسط, العدد14166 , 10 سبتمبر2017.
  • كريستي سيغف ريد, ماذا يعني خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بالنسبة للاجئين؟, مجلة ايرين, اكسفورد,27 اكتوبر 2016.
  • وجدان الربيعي, تشريعات بريطانية جديدة تشدد إجراءات منح اللجوء السياسي والإقامة والمساعدات للمهاجرين, لندن القدس العربي.14نوفمبر2014.
  • مينا الدروبي, بريطانيا تحتضن اللاجئين السوريين.. وتساعدهم على الاندماج في المجتمع ،القادمون الجدد يجدون صعوبات في التأقلم لكن سعداء بمعاملتهم كمواطنين،،,مجلة الشرق الاوسط, العدد 13647, 9ابريل2016.
  • مصطفى عبدالعزيز مرسي, قضايا المهاجرين العرب في أوروبا, مركز الإمارات للبحوث والدراسات الاستراتيجية, أبو ظبي .2010.
  • تقرير منظمة حقوق الانسان, 2017 متاح علي الرابط الاتيhttps://www.hrw.org/ar/world-report/2017/country-chapters/298825
  • إبراهيم إسماعيل2012 م)، “قراءة استراتيجية اليقظة التركية والموقع الإقليمي”، مجلة الدفاع العربي، ، 2012 م.
  • المفوضية الأوروبية: ورقة حقائق، 19 مارس/آذار 2016 ، على الرابط
  • http://europa.eu/rapid/press- : release_MEMO-16-963_en.htm.
  • مؤسسة الاحصاء التركية عن بيانات البطالة أكتوبر 2017,علي الرابط الاتي :https://bit.ly/2Grfk2K
  • هاني سليمان ,السياسات الاوروبية تجاه اللاجئين: ثلاثية الأمن, الهوية, القيم الانسانية, المركز العربي للبحوث و الدراسات , 29/أغسطس/2016 – 02:42 م.
  • السياسة الخارجية للمملكة المتحدة بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي”، مركز البيان للدراسات والتخطيط متاح علي الرابط الاتي http://www.bayancenter.org/2017/01/

ثانياً: الرسائل الجامعية .

  • ونيسة الحمروني ,الهجرة غير الشرعية و العلاقات بين دول غربي المتوسط ,اطروحة (دكتوراه) – جامعة القاهرة. كلية الاقتصاد والعلوم السياسية. قسم العلوم السياسية)2013.
  • الاتحاد الأوروبي و التحول الديمقراطي في العالم العربي في الفترة من 2011 الى 2014 / نسرين خالد الملا, اطروحة (دكتوراه)- جامعة القاهرة . كلية الاقتصاد والعلوم السياسية. قسم العلوم السياسية 2017.
  • رنا سلام أمانة، مبدأ عدم الإعادة القسرية للاجئين في القانون الدولي، ورقة مقدمة لنيل متطلبات الحصول علي درجة الدكتوراه في الفلسفة في القانون العام، كلية الحقوق- جامعة النعرين، العراق، 2015.
  • عبدالعزيز محمد عبدالله السعودي، حقوق اللاجئين بين الشريعة و القانون، (رسالة مقدمة استكمالا لمتطلبات الحصول علي درجة الماجستير في العدالة الجنائية)،جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، الرياض،2006.
  • علي محمد حسنين حماد، اللاجئون و الأمن الإنساني في الشريعة و المواثيق الدولية،(رسالة ماجستير) جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، الرياض، 2010.
  • شرافة إسماعيل، شرفة لوصيف، الحماية الدولية للاجئين بين النص و الممارسة(دراسة حالة اللاجئين السوريين)، (رسالة مقدمة لنيل الماجستير في الحقوق شعبة القانون العام)، جامعة عبدالرحمان ميرة-بجاية- كلية الحقوق والعلوم السياسة فسم القانون العام، الجزائر،2014-2015.
  • راجية الديب, ألمانيا…حلم اللاجئ السوري, رسالة ماجستير, الجامعة الفرنسية, مصر.

http://o-t.tv/4D1

.ثالثا: المواقع الالكترونية .

  • . حال اللاجئين السوريين في أوروبا”، النهار، 14/ 7/ 2014، على الرابط: >

http://bit.ly/1VPtIn

  • الأزمة السورية :دليل الجماعات المسلحة في سوريا، موقع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بتاريخ 21 يناير2014م، متاح على الرابط التالي: .

http://www.bbc.com/arabic/middleeast/2014/01/131213_syria

  • حال اللاجئين السوريين في أوروبا”، النهار، 14/ 7/ 2014، على الرابط: http://bit.ly/1VPtInt
  • خريطة الجمهورية السورية متاحة علي الرابط الاتي

https://www.now-time.com/Googlemap/6/Syria

  • تصريحات الرئيس التركي , على موقع رويترز متاحة على الرابط التالي

https://www.reuters.com

  • المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، الاستجابة الإقليمية للاجئين السوريين، 5 مايو/أيار 2016 ، على الرابط: http://data.unhcr.org/syrianrefugees/country.php?id=224
  • جيش تركيا يرفع حالة التأهب لأعلى مستوى على الحدود مع سوريا , تقرير سكاي نيوز متاح علي الرابط الاتي

https://www.skynewsarabia.com/middle-east/1013852

  • تركيا تعلن السيطرة الكاملة على مركز مدينة عفرين شمالي سوريا, bbc عربي متاح علي الرابط الاتي

http://www.bbc.com/arabic/43447194

  • منظمة العفو الدولية، لا ملجأ آمن ا: طالبو اللجوء واللاجئون محرومون من الحماية الفعالة بتركيا (رقم الوثيقة: 2016 على الرابط:

https://www.amnesty.org/en/documents/eur44/3825/2016/en

  • ساري زيدلر, دليل الوافدين إلى العاصمة البريطانية لندن, موقع BBCعربي , 22 يونيو/ 2015.
  • مخيمات اليونان.. سوق لتجارة البشر والمخدرات, شبكة عاجل .

http://breakingnews.sy/ar/article/77947.html

  • المفوضية الأوروبية: ورقة حقائق، 19 مارس/آذار 2016 ، على الرابط

http://europa.eu/rapid/press-: release_MEMO-16-963_en.htm

  • خالد شمت , “دعوة ألمانيا وأوروبا لفتح حدودهما امام لاجئى سوريا” , الجزيرة .نت.

http://www.aljazeera.net/news/reportsandinterviews/2013/9/2

  • اللجوء إلى ألمانيا من البداية للنهاية ,موقع الهجرة معنا 2016 متاح على الرابط الاتي

https://www.immigus.com/

  • بيرند كغيسلار، عبد الرحمان عمار ,” كي لا تتكرر أحداث كولونيا ـ البوندستاج والحل المناسب” , DW , علي الرابط الاتي

http://dw.com/p/1Hdf

  • فابيان فون دير مارك , ” ألمانيا: خلية يمينية إرهابية تستهدف اللاجئين” , \2016, علي الرابط الاتي

http://dw.com/p/1IY

  • غيث بلال, ” السياسة الألمانية و أزمة اللاجئين السوريين,” الموقع الإلكتروني لمركز الروابط للبحوث و الراسات الاستراتيجية, 15 سبتمبر, 2015م, , متاح علي الرابط التالي:-

http://rawabetcenter.com/archives/12364

http://www.unhcr.org/uk/news/latest/2015/12/5683d0b56/million-sea-arrivals-reach-europe

  • تصريحات أردوغان بخصوص 3.5 مليون لاجيء: الرابط: https://bit.ly/2GoGwmC
  • تصريحات أردوغان, موقع كيو بوست علي الرابط الاتي

https://bit.ly/2Ea020b

  • ميرفت عوف، “القِبلة البريطانية نحو اليمين كثيرا”، ساسة بوست، 16-7-2017،على الرابط:

http://www.sasapost.com/prime-minister-of-britain-theresa-may

  • استقبال ألمانيا للاجئين.. دافع إنساني أم مصلحة قوميّة,” موقع الجزيرة نت, أكتوبر, 2015م, مُتاح علي الرابط التالي:-

http://www.aljazeera.net/knowledge.net/knowledgegate/opinion/2015

  • ألمانيا… لماذا تستقطب السوريين و ترحب التونسيين,” الموقع الإلكتروني لشبكة النبأ المعلوماتية, آخر تعديل بتاريخ: أبريل, 2016م, مُتاح علي الرابط التالي:-

http://annabaa.org/arabic/nights/6026

  • فاطمة شوقي, ” برلين تنقلب علي اللاجئين. المستشارة الألمانيّة تسعي لإنهاء سياسة ” الباب المفتوح ” تجاه الفارين من حروب الشرق الأوسط .. اليمن المتطرف يهدد باستخدام السلاح ضدهم.. و الأزمة تهدد منصب ” ميركل” و تخفض شعبيتها,” الموقع الإلكتروني لصحيفة اليوم السابع, فبراير, 2016م, مُتاح علي الرابط التالي:

http://www.youm7.com/story/2016

رابعاً: المراجع الاجنبية

_الكتب:

(1)Michel Serape, Syrian refugees in Germany (Duration15:56), october2015, Canadian broadcast corporation publishing, page.2

_الرسائل الجامعية

(2) Mudher Hariz Mahmood, International and Iraqi law in relationship to refugees seeking asylum In Iraq، To St Clements University in Partial Fulfillment of the Requirements for the Doctor of Philosophy Degree in the Doctor of Philosophy Degree in International Law. ، Baghdad، 2013.

(3) Abbas Abdul Amir Ibrahim Al-Amiri, Protecting Human Rights in International Law, It is part of the requirements for a Ph.D. in International Law,Baghdad,2011.

(4) Gallia Benziouche, Ia migration et la co operation Euro-mediterraneenne depuis le milieu des( annees soixante dix, Thèse de Magistère en sciences Politiques et Relations Internationales.

Spécialité : Relations Internationales, Université d’Alger, Faculté des Sciences Politiques et del’Information Département des Sciences Politiques et des Relations Internationales, 2005.

_ المواقع:

(5) orchard, Cynthia and Miller Andrew, ”protection in Europe for refugees from Syria”, Oxford university , Refugee Studies Centre Oxford Department of International Development, published date: 09\20140

(6) Testing the Limits: How Many Refugees Can Germany Handle?” ,Der Spiegel , issue 31/2015 (July 25, 2015) ,available on

(7) This is how one German town welcomed a coach-load of Syrian refugees,” Middle East eye web site, last modified: December30, 2015

(8) Migrant crisis: Germany’s Merkel says EU quotes are a “first step”,” BBC news web site, last modified: septemper8, 2015,

(9) jack Doyle,” door migration: Angela marcel is punished in crucial state elections as far-party wings big vote with call to stop flow of refugees.” Daily mail newspaper,14march, 2016.

(10) Germany sends Syrians back to EU borders,” The local.de web site, last modified: november10, 2015,

(11) erbowski Michael ,Germany’s dominant role in the European Union ,global research , published date : 14\03\2016.

(12) Migrant crisis: Germany’s Merkel says EU quotes are a “first step”,” BBC news web site, last modified: septemper8, 2015.

(13) Markel turns to’ coalition of willing’ to tackle refugee crisis,” Bloomberg web site, last modified: February 12, 2016

[1]) )عبدالوهاب الكيالي , موسوعة السياسة : بيروت , المؤسسة العربية  للدراسات والنشر , 1979 (

[2] ) ) الفيروز ابادي , مجد الدين محمد بن يعقوب (2003) القاموس المحيط , ط 2, بيروت , دار احياء التراث العربي .

[3]) ) السيد عبدالمعطي , علم اجتماع السكان , الاسكندرية (دار المعرفة الجامعية , 2006) ص 321

[4]) ) تقرير المنظمة الدولية للهجرة , الطبعة الثانية , جنيف , 2011

([5]) عامر خضير الكبيسي , التخطيط الاستراتيجي للقيادات , الرياض , جامعة نايف العربية للعلوم الامنية : 2006

([6]) عبدالوهاب الكيالي , موسوعة السياسة : بيروت , المؤسسة العربية  للدراسات والنشر , 1979 (

[7]) ) نيفين مسعد , معجم المصطلحات السياسية  , جامعة القاهرة , كلية الاقتصاد والعلوم السياسية , 1994 , ص  362 , 363 .

(8). المرجع السابق , ص 365

([9])ونيسة الحمروني, الهجرة غير الشرعية و العلاقات بين دول غربي المتوسط اطروحة (دكتوراه) – جامعة القاهرة. كلية الاقتصاد والعلوم السياسية. قسم العلوم السياسية)2013.

(10)الاتحاد الأوروبي و التحول الديمقراطي في العالم العربي في الفترة من 2011 الى 2014 / نسرين خالد الملا  
اطروحة (دكتوراه)- جامعة القاهرة . كلية الاقتصاد والعلوم السياسية. قسم العلوم السياسية 2017.

 

([11] ) محمد مطاوع، الاتحاد الأوروبي وقضايا الهجرة: الإشكاليات الكبرى والاستراتيجيات والمستجدّات، المستقبل العربي، العدد 4 31 ، يناير 2015

[12])) عبدالعزيز محمد عبدالله السعودي، حقوق اللاجئين بين الشريعة و القانون، (رسالة مقدمة  استكمالا لمتطلبات الحصول علي درجة الماجستير في العدالة الجنائية)،جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، الرياض،2006.

([13]) علي محمد حسنين حماد، اللاجئون و الأمن الإنساني في الشريعة و المواثيق الدولية،(رسالة ماجستير) جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، الرياض، 2010.

([14]) شرافت سماعيل، شرفة لوصيف، الحماية الدولية للاجئين بين النص والممارسة (دراسة حالة اللاجئين السوريين)، (رسالة مقدمة لنيل الماجستير في  الحقوق شعبة القانون العام)، جامعة عبدالرحمان ميرة-بجاية- كلية الحقوق والعلوم السياسة فسم القانون العام، الجزائر،2014-2015.

([15])إبراهيم دراجي، مشكلات اللاجئين و سبل مواجهتها، ورقة مقدمة إلي الملتقي العلمي الذي تنظمه جامعة نايف للعلوم الأمنية – كلية العلوم الاستراتيجية بعنوان: اللاجئون في المنطقة العربية: قضاياهم و معالجتها، الرياض، 2011.

[16] رنا سلام أمانة، مبدأ عدم الإعادة القسرية للاجئين في القانون الدولي، ورقة مقدمة لنيل متطلبات الحصول علي درحة الدكتوراه في الفلسفة في القانون العام، كلية الحقوق- جامعة النعرين، العراق، 2015.

([17]) Mudher Hariz Mahmood,International and Iraqi law in relationship to refugees seeking asylum In Iraq، To St Clements University in Partial Fulfillment of the Requirements for the Doctor of Philosophy Degree in the Doctor of Philosophy Degree in International Law. ، Baghdad، 2013.

([18]) Abbas Abdul Amir Ibrahim Al-Amiri, Protecting Human Rights in International Law, It is part of the requirements for a Ph.D. in International Law,Baghdad,2011.

[19]))Ghalia Benziouche, Ia migration et la co operation Euro-mediterraneenne depuis le milieu des( annees soixante dix, Thèse de Magistère en sciences Politiques et Relations Internationales.

Spécialité : Relations Internationales, Université d’Alger, Faculté des Sciences Politiques et del’Information Département des Sciences Politiques et des Relations Internationales, 2005.

[20]) )Ghalia Benziouche, Ia migration et la co operation Euro-mediterraneenne depuis le milieu des0annees soixante dix، المرجع السابق.

[21]) ) فايز محمد العيسوي , اسس جغرافيا البشرية , الاسكندرية : دار المعرفة الجامعية (2003)م ص 113

[22]) ) تقرير وزارة الشئون الاجتماعية والعمل السورية , المسح المشترك لقوة العمل لعام 2001  ص 128

[23]) ) السيد عبدالمعطي , علم اجتماع السكان , الاسكندرية (دار المعرفة الجامعية , 2006) ص 321

[24]) ) فتحي ابوعيانة , جغرافية السكان واسسها الديمغرافية العامة (القاهرة , دار الجامعات المصرية : 1977)ص200

[25]) ) فتحي ابو عيانة , مرجع سابق ص 285

[26]) ) احمد علي اسماعيل , اسس علم السكان وتطبيقاتها الجغرافية ط 8(القاهرة : دار الفجالة 1997) ص 95

(6) ترجمة الاسكوا لمصطلحات من قاموس الهجرة الصادر عن المنظمة الدولية للهجرة , الطبعة الثانية , جنيف . 2011

[28] . حال اللاجئين السوريين في أوروبا”، النهار، 14/ 7/ 2014، على الرابط:

http://bit.ly/1VPtInt

[29]) ) المنظمة الدولية للهجرة , اسس ادارة الهجرة , دمشق : 2006 م

[30]) ) تقرير المنظمة الدولية للهجرة , الطبعة الثانية , جنيف , 2011

[31]))الأزمة السورية :دليل الجماعات المسلحة في سوريا، موقع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بتاريخ 21 يناير2014م، متاح على الرابط التالي:

http://www.bbc.com/arabic/middleeast/2014/01/131213_syria

[32])) تقرير المنظمة الدولية للهجرة , جنيف , 2015: ص 120

 ([33])تقرير المكتب المركزي للإحصاء السوري عام 2012

[34])) حال اللاجئين السوريين في أوروبا”، النهار، 14/ 7/ 2014، على الرابط:

http://bit.ly/1VPtInt

([35])  تقرير المنظمة الدولية للهجرة , مرجع سابق ص 120

[36]) ) استبيان قام به الباحث علي عينة من المهاجرين السوريين شكل 1 في الملحقات

[37]) ) ياسمين ايمن محمد عبدالله, اشراف د/ اماني غانم (السياسة الالمانية تجاه قضية اللاجئين)دراسة حالة اللاجئين              السوريين(2011-2016),المركز الديمقراطي العربي

 [38]))  ابراهيم عبدالخالق رؤوف ,كفاح يحي صالح العسكري ,دراسة ظاهرة هجرة العقول ..أسبابها ..علاجها من وجهة نظر   التدريسيين و التدريسيات, الجامعة المستنصرية ,بغداد, العراق, العدد الثاني من مجلة كلية التربية 2007.

 [39]) )  ابراهيم عبدالخالق رؤوف ,كفاح يحي صالح العسكري ,دراسة ظاهرة هجرة العقول ..أسبابها ..علاجها من وجهة نظر   التدريسيين و التدريسيات, مرجع السابق.

[40] http://www.dw.com/([40])

[41]) ) ابراهيم عبدالخالق رؤوف ,كفاح يحي صالح العسكري ,دراسة ظاهرة هجرة العقول ..أسبابها ..علاجها من وجهة نظر   التدريسيين و التدريسيات, مرجع السابق.

[42]) )راجية الديب, ألمانيا…حلم اللاجئ السوري, رسالة ماجستير, الجامعة الفرنسية, مصر.

[43]http://o-t.tv/4D1

[44] المرجع السابق.

[45]) ) راجية الديب, ألمانيا…حلم اللاجئ السوري, رسالة ماجستير, الجامعة الفرنسية, مصر.

[45]http://o-t.tv/4D1

[46] ) ) تقرير المنظمة الدولية للهجرة , جنيف , 2015: مرجع سابق

[47])) خريطة الجمهورية السورية متاحة علي الرابط الاتي

https://www.now-time.com/Googlemap/6/Syria

[48]) )تصريحات الرئيس التركي , على موقع رويترز متاحة على الرابط التالي https://www.reuters.com/article/us-mideast-crisis-syria-turkey/erdogan-says-turkey-will-crush-kurdish-militia-in-afrin-idUSKBN1F20G4

[49] ) ) الهيئة السورية لشئون الأسرة ,(2008م) حالة سكان سوريا , التقرير الوطني الأول , دمشق

[50])) المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، الاستجابة الإقليمية للاجئين السوريين، 5 مايو/أيار 2016 ، على

الرابط: http://data.unhcr.org/syrianrefugees/country.php?id=224

[51])) 8 المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الميول العالمية، النزوح القسري في عام 2015

ص 8 متاح على الرابط:

[52])) جيش تركيا يرفع حالة التأهب لأعلى مستوى على الحدود مع سوريا , تقرير سكاي نيوز متاح علي الرابط الاتي

https://www.skynewsarabia.com/middle-east/1013852

[53])) تركيا تعلن السيطرة الكاملة على مركز مدينة عفرين شمالي سوريا, bbc عربي متاح علي الرابط الاتي

http://www.bbc.com/arabic/43447194

[54])) تقرير الهلال الاحمر التركي , 2017

[55])) منظمة العفو الدولية، لا ملجأ آمن ا: طالبو اللجوء واللاجئون محرومون من الحماية الفعالة بتركيا (رقم

على الرابط: ( EUR 44/3825/ الوثيقة: 2016

https://www.amnesty.org/en/documents/eur44/3825/2016/en

[56])) سارة فايز, السوريون وسياسة اللجوء البريطانية, مجلة الشرق الأوسط, العدد14166, 10 سبتمبر2017.

([57]) كريستي سيغف ريد, ماذا يعني خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بالنسبة للاجئين؟, مجلة ايرين, اكسفورد,27 اكتوبر 2016.

[58])) كريستي سيغف ريد, ماذا يعني خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بالنسبة للاجئين؟, المرجع السابق.

[59])) كريستي سيغف ريد, ماذا يعني خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بالنسبة للاجئين؟, المرجع السابق.

[60])) وجدان الربيعي, تشريعات بريطانية جديدة تشدد إجراءات منح اللجوء السياسي والإقامة والمساعدات للمهاجرين, لندن القدس العربي.14نوفمبر2014.

([61]) وجدان العربي. تشريعات بريطانية جديدة تشدد إجراءات منح اللجوء السياسي والإقامة والمساعدات للمهاجرين, المرجع السابق.

([62]) ساري زيدلر, دليل الوافدين إلى العاصمة البريطانية لندن, موقع BBCعربي , 22 يونيو/ حزيران 2015.

تاريخ الدخول : 28مارس2018 .

[63])) مينا الدروبي, بريطانيا تحتضن اللاجئين السوريين.. وتساعدهم على الاندماج في المجتمع ،القادمون الجدد يجدون صعوبات في التأقلم لكن سعداء بمعاملتهم كمواطنين،،,مجلة الشرق الاوسط, العدد 13647, 9ابريل2016.

[64])) مينا الدروبي, بريطانيا تحتضن اللاجئين السوريين.. وتساعدهم على الاندماج في المجتمع مرجع سابق.

[65] فايز سارة, السوريون وسياسة اللجوء البريطانية, مرجع سابق.

[66]))  مخيمات اليونان.. سوق لتجارة البشر والمخدرات, شبكة عاجل .

http://breakingnews.sy/ar/article/77947.html

[67])) المفوضية الأوروبية: ورقة حقائق، 19 مارس/آذار 2016 ، على الرابط

http://europa.eu/rapid/press- : release_MEMO-16-963_en.htm

[68])) مصطفى عبدالعزيز مرسي, قضايا المهاجرين العرب في أوروبا, مركز الإمارات للبحوث والدراسات الاستراتيجية, أبو ظبي .2010

[69])) تقرير المنظمة الدولية للهجرة , جنيف , 2015: مرجع سابق

[70])) Comprehensive migration through the gateway to Greece , متاح على الرابط الاتي

http://harrag.01.ma/15965.htm

[71])) تقرير منظمة حقوق الانسان, 2017 متاح علي الرابط الاتي

https://www.hrw.org/ar/world-report/2017/country-chapters/298825

[72])) تقرير “المركز الوطني للتضامن الاجتماعي, ايكا 2017 على  الرابط الاتي

https://www.saferefugees.info/arab-org/national-center-for-social-solidarity

[73])) المفوضية الأوروبية: ورقة حقائق، 19 مارس/آذار 2016 ،مرجع سابق

[74])) orchard, Cynthia and Miller Andrew, ”protection in Europe for refugees from Syria”, Oxford university , Refugee Studies Centre Oxford Department of International Development, published date: 09\2014 , available on:

http://www.rsc.ox.ac.uk/files/publications/policy-briefing-series/pb10-protection-europe-refugees-syria-2014.pdf , p 55

[75])) خالد شمت , “دعوة ألمانيا وأوروبا لفتح حدودهما امام لاجئى سوريا” , الجزيرة .نت.

http://www.aljazeera.net/news/reportsandinterviews/2013/9/2

[76])) اللجوء إلى ألمانيا من البداية للنهاية ,موقع الهجرة معنا 2016 متاح على الرابط الاتي

https://www.immig-us.com/%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%AC%D9%88%D8%A1

-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A3%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A7

[77])) بيرند كغيسلار، عبد الرحمان عمار ,” كي لا تتكرر أحداث كولونيا ـ البوندستاج والحل المناسب” , DW , علي الرابط الاتي http://dw.com/p/1Hdf

[78])) المرجع السابق

[79])) Testing the Limits: How Many Refugees Can Germany Handle?” ,Der Spiegel , issue 31/2015 (July 25, 2015) ,available on

http://www.spiegel.de/international/germany/germany-being-tested-by-huge-refugee-influx-a-1045560.html

[80])) فابيان فون دير مارك , ” ألمانيا: خلية يمينية إرهابية تستهدف اللاجئين” , \2016, علي الرابط الاتي http://dw.com/p/1IY

[81])) This is how one German town welcomed a coach-load of Syrian refugees,” Middle East eye web site, last modified: December30, 2015, Available at: –

http://www.middleeasteye.net/news/how-one-german-town-welcomed-coashload-syrian-refugees-1941795119

[82])) غيث بلال, ” السياسة الألمانية و أزمة اللاجئين السوريين,” الموقع الإلكتروني لمركز الروابط للبحوث و الراسات الاستراتيجية, 15 سبتمبر, 2015م, تم دخول الموقع في 17مايو, 2016م, متاح علي الرابط التالي:-

http://rawabetcenter.com/archives/12364

[83])) “Migrant crisis: Germany’s Merkel says EU quotes are a “first step”,” BBC news web site, last modified: septemper8, 2015, Available at:

http://www.bbc.com/news/world-europe-3419239

[84]))  إبراهيم إسماعيل2012  م)، “قراءة استراتيجية اليقظة التركية والموقع الإقليمي”، مجلة الدفاع 2

العربي، ، 2012 م.

[85])) رصد مواقف تركيا في شهر من الثورة السورية واللاجئين السوريين, مركز الشرق العربي , 2012م , متاح علي الرابط التالي http://www.asharqalarabi.org.uk/barq/b-qiraat-84.htm

[86])) أنجلينا جولي تدعو مجلس الأمن لإنهاء الحرب في سوريا, على الرابط الاتي https://www.enabbaladi.net/archives/202262

[87])) أردوغان يهدد أوروبا بفتح الحدود التركية أمام أفواج اللاجئين, متاح علي الرابط الاتي

http://www.dw.com –

[88])) المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، أكثر من مليون شخص وصلوا إلى أوروبا عبر البحر في عام 2015 ، بتاريخ 30 ديسمبر 2015 ، الرابط:

http://www.unhcr.org/uk/news/latest/2015/12/5683d0b56/million-sea-arrivals-reach-europe-

2015.html

[89])) المفوضية الأوروبية: ورقة حقائق، 19 مارس/آذار 2016 ، على الرابط

http://europa.eu/rapid/press- : release_MEMO-16-963_en.htm

[90])) 44 منظمة العفو الدولية، لا ملجأ آمن ا: طالبو اللجوء واللاجئون محرومون من الحماية الفعالة بتركيا (رقم

: ( EUR 44/3825/ الوثيقة: 2016 على الرابط

https://www.amnesty.org/en/documents/eur44/3825/2016/en

[91])) تصريحات أردوغان, موقع كيو بوست علي الرابط الاتي https://bit.ly/2Ea020b

[92])) مؤسسة الاحصاء التركية عن بيانات البطالة أكتوبر 2017,علي الراب1ط الاتي

:https://bit.ly/2Grfk2K

[3])) تصريحات أردوغان بخصوص 3.5 مليون لاجيء: الرابط:

https://bit.ly/2GoGwmC 

[94])) هاني سليمان ,السياسات الاوروبية تجاه اللاجئين: ثلاثية الأمن, الهوية, القيم الانسانية, المركز العربي للبحوث و الدراسات , 29/أغسطس/2016 – 02:42 م.

[95]))هاني سليمان, السياسات الاوروبية تجاه ال اللاجئين: ثلاثية الأمن, الهوية, والقيم الانسانية, المرجع السابق.

([96])المرجع سابق.

[97]))وجدان الربيعي , تشريعات بريطانية جديدة تشدد إجراءات منح اللجوء السياسي والإقامة والمساعدات للمهاجرين, مرجع سابق.

[98])) السياسة الخارجية للمملكة المتحدة بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي”، مركز البيان للدراسات والتخطيط متاح علي الرابط الاتي

http://www.bayancenter.org/2017/01/

[99]))  ميرفت عوف، “القِبلة البريطانية نحو اليمين كثيرا”، ساسة بوست، 16-7-2017،على الرابط: http://www.sasapost.com/prime-minister-of-britain-theresa-may/

[100])) استقبال ألمانيا للاجئين.. دافع إنساني أم مصلحة قوميّة,” موقع الجزيرة نت,  أكتوبر, 2015م, مُتاح علي الرابط التالي:-

http://www.aljazeera.net/knowledge.net/knowledgegate/opinion/2015

[101])) ألمانيا… لماذا تستقطب السوريين و ترحب التونسيين,” الموقع الإلكتروني لشبكة النبأ المعلوماتية, آخر تعديل بتاريخ: أبريل, 2016م, مُتاح علي الرابط التالي:-

http://annabaa.org/arabic/nights/6026

* تعرض حوالي مئة امرأة، لاعتداءات جنسية في مدينة كولونيا ليلة الاحتفالات برأس السنة عام 2015م ارتكب هذه مجموعات من عشرين إلى ثلاثين شابا في حالة سكر قاموا بتطويق الضحايا، تركزت حول الكاتدرائية ومحطة قطار كولونيا المركزية، واثير أن المتورطين فيها من اللاجئين.

[102])) فاطمة شوقي, ” برلين تنقلب علي اللاجئين. المستشارة الألمانيّة تسعي لإنهاء سياسة ” الباب المفتوح ” تجاه الفارين من حروب الشرق الأوسط .. اليمن المتطرف يهدد باستخدام السلاح ضدهم.. و الأزمة تهدد منصب ” ميركل” و تخفض شعبيتها,” الموقع الإلكتروني لصحيفة اليوم السابع, فبراير, 2016م, مُتاح علي الرابط التالي:

http://www.youm7.com/story/2016

[103])) Michel Serape, Syrian refugees in Germany (Duration15:56), october2015, Canadian broadcast corporation publishing, page.2.

[104])) jack Doyle,” door migration: Angela marcel is punished in crucial state elections as far-party wings big vote with call to stop flow of refugees.” Daily mail newspaper,14march, 2016, , Available at :-

http://www.dailymail.co.uk/news/article-3489936/Angela-Merkel-set-punished-voters-open-door-refugee-policy-Germany-s-Super-Sunday-state-elections.html

[105])) “Germany sends Syrians back to EU borders,” The local.de web site, last modified: november10, 2015, Available at: –

http://www.thelocal.de/20151110/germany-to-reinstate-dublin-rules-for-syrians

([106])  erbowski Micheal ,Geremeny’s dominant role in the European Union ,global research , published date : 14\03\2016 ,

http://www.globalresearch.ca/germanys-dominant-role-in-the-european-union/5326785

[107])) Migrant crisis: Germany’s Merkel says EU quotes are a “first step”,” BBC news web site, last modified: septemper8, 2015, Available at: –

http://www.bbc.com/news/world-europe-3419239

[108])) Germany sends Syrians back to EU borders,” The local.de web site, last modified: november10, 2015, Available at: –

http://www.thelocal.de/20151110/germany-to-reinstate-dublin-rules-for-syrians

[109])) Markel turns to’ coalition of willing’ to tackle refugee crisis,” Bloomberg web site, last modified: February 12, 2016, Available at: –

http://www.bloomberg.com/news/articles/2016-02-12/merkel-turns-to-coalition-of-willinh-to-tackle-refugee-cris

[110])) المفوضية الأوروبية: ورقة حقائق، 19 مارس/آذار 2016 ،  مرجع سابق .

([111]) https://www.amnesty.org/ar/what-we-do/united-nations/?utm_source=google&utm_medium=cpc&gclid=EAIaIQobChMI-af2mYTB2gIVRLDtCh3e1w7vEAAYASAAEgIJVfD_BwE

([112]) المفوضية السامية لشئون اللاجئين.

متاح علي الرابط التالي.. http://www.un.org/ar/sections/issues-depth/refugees/index.html .

([113]) المفوضية السامية لشئون اللاجئين، المرجع السابق.

[114])) متاح علي الرابط  http://www.un.org/ar/peacekeeping/missions/unsmis/background.shtml

[115]))آنا سيغال، العقوبات الاقتصادية القيود القانونية والسياسية، المجلة الدولية للصليب الأحمر، العدد836، 31ديسمبر1999.

([116])هيثم عباس، ألمانيا/ استنكار جماعي للتدخل الروسي في سورية، مركز أمية للبحوث و الدراسات الاستراتيجية، 2016.

[117])) المفوضية السامية لشئون اللاجئين.

متاح علي الرابط التالي.. http://www.un.org/ar/sections/issues-depth/refugees/index.html .

[118]) )أيمن أبو هاشم، استقصاء حقوق اللاجئين في القوانين الدولية وتحديّات إنفاذه، مركز حرمون للدراسات المعاصرة، 8نوفمبر2018.

متاح علي الرابط التالي.. https://harmoon.org/archives/2764

[119]))أيمن أبو هاشم، استقصاء حقوق اللاجئين في القوانين الدولية و تحديات إنقاذه، المرجع السابق.

[120])) متاح علي الرابط التالي https://news.un.org/ar/story/2016/06/253282

([121]) متاح علي الرابط التالي http://www.alhayat.com

[122]))  آنا سيغال، العقوبات الاقتصادية القيود القانونية والسياسية، المجلة الدولية للصليب الأحمر، العدد836، 31ديسمبر1999.

([123]) هيثم عباس، ألمانيا/ استنكار جماعي للتدخل الروسي في سورية، مركز أمية للبحوث و الدراسات الاستراتيجية، 2016.

[124])) طارق شندب، حصار مضيا والزبداني جريمة ضد الانسانية،  مركز أمية للبحوث و الدراسات الاستراتيجية، 2016.

[125])) الاتحاد الأوروبي يمدد العقوبات على سوريا .

متاح علي الرابط التالي :// https.rt.com/news/825001

[126])) امريكا تقول ان التدخل العسكري الروسي في “القرم” غير قانوني وغير شرعي.. جميل وماذا عن تدخلها في العراق وافغانستان!، جريدة الرأي، 3مارس2014.

متاح علي الرابط التالي.. https://www.raialyoum.com/index.php .

([127]) الصراع في أوكرانيا وسورية الصراع في أوكرانيا وسورية، مؤسسة كارينغي للسلام الدولي،  3 آذار 2014 الصراع في أوكرانيا وسورية، 2013.

متاح علي الرابط التالي.. http://www.umayya.org/articles/translated-articles/3224 .

[128])) المفوضية الأوروبية: ورقة حقائق، 19 مارس/آذار 2016 ،مرجع سابق

  • خاص – المركز الديمقراطي العربي
Rate this post

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى