الدراسات البحثيةالقانونية والعلوم الاداريةالمتخصصة

المفاوضات الدولية : رؤية علمية واقعية

اعداد : أ. محمد ثابت حسنين – باحث فى العلوم السياسية

  • المركز الديمقراطي العربي

 

تقديم : –

تلتزم الدول فى القانون الدولى الحديث بتسوية منازعتها بالطرق السلمية ولم يكن هذا الإلتزام قائماً قبل ميثاق الأمم المتحدة حيث كان للدول حرية تسوية منازعتها عن طريق القوة العسكرية بل إن هذه القوة و إستخدامها كانت من أهم مظاهر السيادة . وتنقسم وسائل التسوية السلمية إلى وسائل مباشرة بين الأطراف المتنازعة مثل المفاوضات والتحقيق والقضاء والتحكيم .[1] فوفقاً للفصل السادس من ميثاق الأمم المتحدة والمعنون بالتسوية السلمية لحل المنازعات ، أقر فى المادة “33” الفقرة الأولى على الأتى “يجب على كل أطراف أى نزاع من شأن استمراره أن يعرض حفظ السلم والأمن الدوليين للخطر أن يلتمسوا حله – بادئ ذى بدء – بطريق المفاوضة والتحقيق والوساطة والتوفيق والتحكيم والتسوية القضائية ، أو أن يلجئوا إلى الوكالات والتنظيمات الإقليمية أو غيرها من الوسائل السلمية التى يقع عليها اختيارها ” ، ونلاحظ من نص المادة السابقة أن المفاوضة جاءت أولى الوسائل السلمية الواجب إتباعها نظراً لأهميتها والدور الذى لعبته فى العديد من القضايا التى حلت على المجتمع الدولى ولنا فى أزمة الصواريخ الكوبية خير دليل على ذلك ، فضلاً عن العديد من الأزمات والقضايا والمشكلات التى كادت أن تعصف بسكان المعمورة إلى أتون حرب ضروس تأكل الحرث والنسل . وتركز هذه الدراسة على المفاوضات كأحد أهم وسائل فض المنازعات بالطرق السلمية ، و أكثرها شيوعاً من حيث الوقوف على نظرياتها ومهاراتها والإستراتيجيات التى تنطوى عليها ، ومحاولة التطرق إلى الإختلاف بين عملية المفاوضة كأداة هدفها الوصول إلى إتفاق مشترك لحل النزاع القائم بين الأطراف المتنازعة ، وعملية المساومة التى تعد ظاهرة غالبة على العديد من المفاوضات والتى من خلالها تتغير الإتفاقات والإلتزامات للأطراف . وتحتل المفاوضات الدولية مكانة بارزة فى الساحة الدولية عبر العصور كافة ، وعلى الرغم مما قد يبدو ظاهرياً فى بعض مراحل التاريخ من سيطرة نهج القوة وتراجع لنهج الحوار ، إلا أن التفاوض يظل أداة رئيسة لا غنى عنها لإدارة العلاقات الدولية ، سواء لتسوية الصراعات أو لإدارة حالات التعاون اللامحدودة بين الوحدات الدولية العديدة ، فضلاً عن كم هائل من المؤسسات الدولية التى أصبحت تزاحم الدول فى الساحة الدولية فى مجالات لا حصر لها ، اقتصادية وسياسية وإنسانية و اجتماعية . ولما كان المجتمع الدولى لا يعرف – إلا فيما ندر – سلطة فوقية مماثلة لما تعرفة الدول [2] ، ولما كان تطور الحياة الدولية قد أدى إلى تحريم الحروب – حتى إذا كان هذا التحريم ما زال نظرياً فى حالات كثيرة – فإن الحوار أصبح الأداة الأساسية لإدارة الكم الهائل من التفاعلات والعلاقات بين هذه الوحدات الدولية .[3]

أولاً : – تعريف المفاوضات : 

تعددت التعريفات التى قدمت للمفاوضات الدولية ، غير أنها تنطوي على ثوابت مشتركة ، و يختلط مفهوم التفاوض لدى البعض بمجموعة أخرى من المفاهيم التى قد تتكامل معه أو تشكل جزء منه أو قد تختلف عنه ، مما قد يؤدى إلى نتائج غير سليمة ، وهذا يتطلب منا توضيح تلك المفاهيم المختلفة على النحو التالى :

1 – التفاوض عملية ديناميكية تهدف إلى السلام والإستقرار فى العلاقات الدولية .[4]

2 – التفاوض هو عملية تبادل العبارات الشفهية والكتابية التى تهدف لحل الصراع وتجنب إستخدام القوة .[5]

3 – التفاوض هو عملية تبادل الرأى بين دولتين متنازعتين بقصد الوصول إلى تسوية للنزاع القائم بينهم[6] .

4 – التفاوض هو وسيلة يتم إستخدامها من قبل الأطراف المشاركين فى العملية التفاوضية ، بقصد تنظيم وتنمية علاقاتهم المتبادلة إستناداً إلى ما يجمع بينهم من مصالح مشتركة [7].

5 – التفاوض عبارة عن عملية تتم بين طرفين أو أكثر تحاول حسم نزاع ما ، حول موضوع أو شئ معين [8].

 وفقاً للتعريفات التى قدمت للمفاوضات الدولية نجد أن ثمة قواسم مشتركة بينها من حيث مضمونها يمكن إجمالها على النحو التالى :

1 – الأطراف : – أن المفاوضات عادةً ما تتم بين طرفين أو أكثر ، فلا يمكن تصور وجود طرف يتفاوض مع نفسه ، فلا تكون المفاوضات أحادية الجانب كما فى حالة المساومة التى يملى طرف إرادته على الطرف الآخر.

2 – التنازع : – وجود قضية أو موضوع ما متنازع عليه أو وجود نقاط إختلاف حول هذا الموضوع أو تلك القضية ، بمعنى آخر أختلاف الآراء بين الأطراف .

3 – الإتفاق : – إن الهدف النهائي لعملية المفوضة هو محاولة الوصول إلى إتفاق ينهى النزاع القائم ويوحد الآراء .

4 – الإرادة الضمنية : – وهى تعنى قبول أطراف النزاع للجلوس على طاولة المفاوضات من أجل التوصل لإتفاق ، وذلك دون استخدام أي ورقة ضغط من قبل الطرف الآخر ، بمعنى أن الأطراف مجتمعة قبلت العملية التفاوضية بمحض إرادتها مع الأخذ فى الأعتبار المصلحة الوطنية فقط ، أو المصلحة الخاصة فى حالة المفاوضات التجارية .

( تعريف المساومة ) :  هى عملية استخدام أساليب قسرية أو ورقة ضغط ؛ لحمل الطرف الآخر على الإذعان لمطالبه .

يتضح مما سبق ، وجود تباين بين عملية المفاوضة وعملية المساومة ، وثمة خلط دائم بين هاتين العمليتين من قبل البعض ، و إعتبارهما عملية واحدة ، أى أن عملية المساومة جزء فرعى من عملية المفاوضة ، وأن المساومة هى المحصلة الوسطى أو النهائية للمفاوضة ، وبذلك يعتقد هؤلاء أن حدوث المساومة أثناء المفاوضات يعد وضعاً طبيعياً .

إن المفاوضات تتميز بالمرونة والسرية اللتين تؤديان إلى تضييق شقة الخلافات إذا كانت القوى السياسية المتنازعة متكافئة ، أما إذا لم تكن متكافئة فقد يؤدى ذلك إلى ضرر يصيب الدولة الضعيفة فى حالة خضوعها لسلطة الدولة القوية عن طريق المساومة [9].

ويمكن توضيح الفرق بين المفاوضة والمساومة فى النقاط التالية :

المساومة هى فائز – خاسر ، أما المفاوضة هى فائز – فائز.   *

*   المساومة تنطوى على اهتمامات متعارضة ، بينما المفاوضة تنطوى على اهتمامات عامة و مشتركة .

*   المساومة هى عملية تنافسية ، بينما المفاوضة هى عملية تعاونية .

*  المساومة تركز على القوة ، بينما المفاوضة تركز على الثقة والمعلومات .

*  الاندفاع أو عدم العقلانية و العواطف غالباً تساعد على المساومة ، بينما يمثلون عوامل عارضة فى المفاوضة .

* الاتصالات المحرفة والمشوشة يمكن أن تساعد على تحقيق المساومة ، ولكنها تحول دون تحقيق حل المشاكل المشتركة فى المفاوضة .

متى يمكن اللجوء للتفاوض أو التساوم[10] :

بينما يمكن اللجوء للمساومة عندما : يمكن اللجوء للمفاوضة كأسلوب حل للمشكلات عندما :
* اهتماماتك ومصالحك تكون متعارضة بدرجة كبيرة مع الطرف الآخر .

* تتمتع بدرجة أكبر من القوة بالمقارنة بالطرف الآخر .

* لا تحتاج للاحتفاظ بعلاقات طيبة و مستمرة لفترة طويلة مع الطرف الآخر .

* لا تثق فى الطرف الآخر .

* يكون من السهل تطبيق وتنفيذ الإتفاق .

* الطرف الآخر يتبع المساومة بشكل واضح

* اهتماماتك ومصالحك متوافقة مع الطرف الآخر .

* تكون أضعف أو عندما تكون القوة تقريباً متعادلة .

* تحتاج للاحتفاظ بعلاقات طيبة ومستمرة لفترة طويلة مع الطرف الآخر .

* تثق فى الطرف الآخر .

* يكون الإتفاق صعب التوصل إليه .

* الطرف الآخر موجه بأسلوب حل المشاكل و لا يبدو أنه مساوم .

 

و وفقاً للمناقشة والتحليل سالفي الذكر ، من الممكن استنتاج أن المفاوضة عبارة عن مفهوم قائم بذاتها ، و أن المساومة – أيضاً – عملية قائمة بذاتها لها من الأدوات والأساليب ما يختلف تمامأ عن المتبعة فى الأولى ، ومن ثم لا يجب الخلط بين العمليتين و التعامل معهما فى إطار متحد ، بيد أن يوجد حالات عديدة من عمليات التسوية تنطوي على العمليتين معاً ، وذلك على نحو معين فقد تبدأ التسوية بالمفاوضة وسرعان ما تتحول إلى المساومة ، وعلى النقيض من ذلك فقد تبدأ التسوية بالمساومة ولكن نظراً لإمتلاك طرف معين لأوراق معينة لم تكن فى حسابات الطرف البادئ بالمساومة أو لمهارة الطرف الواقع عليه المساومة فتتحول الأمور إلى حالة تكافئ الطرفين وبالتبعية تتحول للمفاوضة . ويمكن القول – للتوضيح – أن الحالات التى تنطبق عليها مفهوم المفاوضات هى المفاوضات التجارية ، بينما أغلب المفاوضات السياسية تعد مساومات وليست مفاوضات ، وتوجد حالات قليلة ينطبق عليها وصف المفاوضات ، فعلى سبيل المثال وليس الحصر ، مفاوضات ” طابا ” التى أبرمت بين جمهورية مصر العربية و الكيان الإسرائيلى الذى كان مغتصب لتلك الأرض آنذاك[11].

ثانياً : المفاوضات علم أم فن : –

يواجه مجتمعنا العربى عقبات عديدة فى طريق محاولاته الدءوبة حيناً و المترددة فى حين آخر، نحو التطور إلى أوضاع أفضل وظروف أكثر صحية، و فى مقدمة هذه العقبات، تلك الأوهام التى روجها البعض حول وجود تناقض بين العلم والممارسة، و هو وهم لا يقل خطورة عن التناقض السابق المزعوم بين أهل الثقة و أهل الخبرة، ولقد فات مروجو هذه الأوهام أن صناعة المستقبل الأفضل غير ممكنة بغير سيادة النظرية والمنهجية العلمية لكافة مناحى الحياة، وأن الفجوة الحقيقية بين المتقدمين وغير المتقدمين هى فى الأساس فجوة العلم والتكنولوجيا والعجز عن اللحاق بركاب العصر.

و إذا كان البعض يتصور فى صحة هذا التناقض الوهمى فى العديد من مجالات الحياة الآجتماعية، فإن هذا الزعم مؤسف فى مجال الديبلوماسية والتفاوض؛ حيث لا يمكن للممارسة أن تحقق أهدافها دون تناول علمى و منهجى و استخدام رشيد لأدواتها، ولسعيها لتحقيق أهدافها. ويسئ إلى هذه القضية، وللمستقبل بالتالى، بعض المخلصين و الجادين، الذين يرون بحسن نية، أو بتأثير من رؤية نابعة من منطق العلوم الطبيعية، أن مجالات الديبلوماسية و التفاوض لا موضع حقيقي للعلم فيها، أو على الأقل يضعون هذه المجالات الإجتماعية فى مرتبة أدنى من العلم الطبيعى، ومهما كانت دوافع هؤلاء أو غيرهم فإن كافة هذه التصورات تصب فى مجرى واحد، يغفل حقائق كثيرة حول طبيعة و مفهوم العلم، كما يغفل تراثاً ضخماً للفكر والإجتهاد الإنسانى عبر التاريخ وعبر الأماكن [12].

ولكى يتم حسم هذا الخلاف ، ومع التسليم برأى البعض بأن التفاوض يحتاج إلى قدرات فنية ومواصفات وسمات شخصية يتمتع بها المفاوض، وتجعله ينفرد بمفرده دون غيره من الآخرين بتحقيق نتائج مرضية لقادته، فإن العلم قد يسد العجز لدى الآخرين من خلال تدريبهم على أساليب مهارات وخطط و استراتيجيات العملية التفاوضية، بيد أن يمكن الذهاب إلى أبعد من ذلك، أن نتائج العلم قد تفوق القدرات الشخصية للأفراد، ولكن النتيجة الأكثر إيجابية والحل الأمثل هو الربط بين العلم والفن، فخلاصة القول – فى هذا الصدد – إذا أمكن وتوافر لدى البعض أفراد بمواصفات فريدة، وندعمهم بالجانب العلمى، فإن النتائج التى سوف تتحقق – بلا شك – على أرض الواقع تمثل أحلام يتطلع إليها الجميع ويهدف إلى تحقيقها، ومن ثم فإن العلم والفن وجهين لعملة واحدة لا يتصور فصلهما.

أهداف العملية التفاوضية:

وفقاً ل” تقسم المفاوضات من حيث الغرض إلى[13]: Ikle “

  • 1 – مفاوضات ممتدة – ترتيبات قائمة مطولة، غايتها الإبقاء على الوضع الراهن.
  • 2 – مفاوضات التطبيع –  وتهدف لوضع نهاية للعنف أو لإنشاء علاقات دبلوماسية.
  • 3 – مفاوضات إعادة توزيع الحصص – والهدف منها تحويل الملكية من طرف لطرف آخر.
  • 4 – مفاوضات ابتكارية – إنشاء علاقات جديدة أو إلتزامات بين الأطراف.
  • 5 – مفاوضات التأثيرات التى لا تدخل فى حيز الإتفاقات – مثل الدعاية، الإستخبارات، ثني المعارض.

خطوات التفاوض:

تمر العملية التفاوضية بالعديد من المراحل التى تتوج فى نهاية المطاف بالإتفاق، أو قد تنتهى بالفشل نظراً لعدم الوصول لإتفاق، وتجب الإشارة هنا إلى أن كل مرحلة تشكل بذاتها جولة مستقلة من جولات عملية التفاوض قد يحقق طرف ما نتائج مرضية فى إحدى الجولات دون الأخرى. وليس هناك إتفاق بين المختصين على مراحل محددة للتفاوض، بيد أن ثمة خطوط عريضة لتلك العملية أتفق عليها الجميع، وعلى سبيل الإجمال، يمكن القول إن مراحل العملية التفاوضية تتحدد فى النقاط التالية :

أولاً: مرحلة الإعداد للتفاوض:-

يمثل عنصر المعلومات أهم أسس التفاوض المثمر، لأن من يمتلك المعلومات هو الذى تتوافر لديه قدرات التأثير فى الطرف الآخر، بالحجج المقنعة المعتمدة على الوثائق، و من خلال معرفة مفاتيح شخصية من يفاوضه و الأسلوب المناسب لإقناعه والتأثير فيه.

ومن يملك المعلومات أيضاً، يستطيع أن يحدد أغراضه من عملية التفاوض بدقة، اعتماداً على معرفة وثيقة بإمكاناته و إمكانات الطرف الآخر،فعلى المفاوض أن يكون متأكداً من كل الأهداف، التى يرمى إلى تحقيقها.كما تشتمل تلك المرحلة على العديد من المسائل أهمها: مكان المفاوضات، وإعداد جدول الأعمال، واللغة المستخدمة فى التفاوض، وترتيب الجلوس على مائدة المفاوضات، وسرية أو علنية الجلسات، والتغطية الصحفية والإعلامية، والزمن المحدد للجلسات، وعملية رفع أعلام الأطراف المشتركة.

ثانياً: مرحلة بدء التفاوض:-

وتعد تلك المرحلة هى الفيصل والجزء الأخطر فى عملية التفاوض – قد تمثل مرحلة المخاض- و تنبع تلك الأهمية من تقابل قوتين متضادتين، كل طرف له مصالح متعارضة مع الطرف الآخر، وتنطوي على تبادل التأثير والتأثر، فضلاً عن مدى قوة المفاوض العلمية والذهنية والجسدية التى يعتمد عليها أثناء تلك المرحلة التى تتطلب الجهد والمثابرة؛ نظراً لإمتداد فترتها الزمنية فى بعض الحالات، كما أن بعض نماذج حالات التفاوض يوجد بها من المناورات ما يرمى إلى إيقاع الطرف الآخر فى فخ الإرهاق، وذلك من خلال إطالة فترة المفاوضات، أو بدء المفاوضات مع الجانب الآخر عقب وصوله دون إعطائه قسطاً من الراحة.

ويتم تبادل وجهات النظر فى تلك المرحلة بهدف الوصول إلى نقاط إتفاق مشتركة، ويجب على الأطراف فى بداية تلك المرحلة التطرق أولاً إلى الجوانب المشتركة للمشكلة محل التفاوض؛ وتجنب المناقشة فى نقاط الإختلاف التى من شئنها أن تهدم العملية التفاوضية برمتها.

ثالثاً: مرحلة الأتفاق:-

وهى المرحلة المرتقبة والتى قامت المفاوضات من أجل التوصل إليها، وعند الوصول لإتفاق مشترك، يتم تحديد جدول أعمال الفترة المستقبلية، ومن ثم التوقيع بالأحرف الأولى على بنود الأتفاق الذى توصل إليه الأطراف المتفاوضين لحين عرض الأتفاق على البرلمان للتصديق عليه وخروج الأتفاق إلى حيز الوجود. وفى بعض حالات المفاوضات قد يكون للمفاوض أوراق اعتماد تمكنه من التوقيع النهائي على الأتفاق؛ ومن ثم تكون هذه هى المرحلة الأخيرة للمفاوضات.

رابعاً:مرحلة التصديق :-

عقب إنتهاء العملية التفاوضية والتوقيع عليها بالأحرف الأولى، يتم عرض الأتفاق على البرلمان ليتم التصويت عليه بالموافقة أو الرفض، فإذا تمت الموافقة عليه داخل البرلمان، فتكن الأتفاقية بذلك سارية و تخرج الى حيز النفاذ، وتلتزم بها الدولة فى مقابل الأطراف الأخرى والمجتمع الدولى.

استراتيجيات التفاوض

  • 1 – التمتع باتجاهات إيجابية نحو استراتيجية مكسب/ مكسب.
  • 2 – محاولة دائماً أخذ حاجات الأطراف الأخرى فى الحسبان.
  • 3 – إعطاء بعض التنازلات كى نحصل على ما نرغب.
  • 4 – الإعتقاد فى التعاون.
  • 5 – ضرورة إدراك أهمية مبدأ الأخذ والعطاء فى المفاوضات.[14]

خاتمة:-

يتضح من العرض السابق مدى أهمية المفاضات، سواء على المستوي السياسي أو الاقتصادى، فيجب الأخذ فى الاعتبار دائما التحضير والمثابرة لتلك العملية التى قد تكون سببا فى نعيم أمة ما أو شقاء أمة أخرى. يمكن القول أن أهم ما يجب أخذه فى الاعتبار هو تجنب الأحكام المطلقة، والرؤية غير الشاملة للأمور، وينبغى التحليل الدقيق لملف المفاوضات والمشكلة المعنونة، يتسنى أيضاً تحديد مفصل ودقيق لأهداف التفاوض وأن تأخذ هذه الصياغة فى اعتبارها كافة أبعاد الموقف الداخلى واستطلاع آراء كافة اللاعبين الوطنيين الآخرين، إن عملية المعرفة العميقة والشاملة للعوامل التى تشكل السلوك التفاوضى للطرف أو الأطراف الأخرى تعد من أهم العمليات التى تأتى بنتائج حميدة، قد يكون أيضاً المفاضلة بين فريق المفاوضات نقطة ايجابية تدعم ملف التفاوض، خاصة إذا ما تم إضافة عنصر المواءمة بين كافة التخصصات والخلفيات الشخصية والعملية- على حد سواء- للفريق المنوط بالعملية التفاوضية.

وأخيراً ضرورة النظر الى المفاوضات على أنها عملية فنية و علمية فى آن واحد، فيجب أن تنطوي على الفريق الذى به من لهم الحس الفنى والمهارة؛ جنب إلى جنب مع من له إرث علمى، كى يتحقق التوازن المرغوب الذى يؤدى بفريق المفاوضات الى تحقيق مصالح دولتهم والإرتقاء بأمتهم فى مقدمة الأمم.

 عبد الله الأشعل ، مقدمة فى القانن الدولى المعاصر ، الطبعة الثالثة ، القاهرة ، 2006 ص 103[1].

  لمزيد من التفاصيل حول السلطة الفوقية للمجتمع الدولى، أنظر : محمد ثابت حسنين ، النظرية العامة للعلاقات الدولية ، دراسة بحثية ، المركز الديمقراطى العربى ، يوليه 2018 .[2]

 محمد بدر الدين زايد ، المفاوضات الدولية بين العلم والممارسة ، مكتبة الشروق الدولية ، الطبعة الأولى ، 2003 . [3]

[4] Frances Mautner-Markhof. Pprocesses of international negotiations. Westview press. USA .1989

[5] Alexandra Garcia Iragorri, Negotiation in Inernational Relations University of Norte. 2003.

 سعد حقى توفيق ، مبادئ العلاقات الدولية ، المكتبة القانونية ، بغداد ، الطبعة الخامسة ، 2010 ، ص 359. [6]

 إسماعيل صبرى مقلد ، العلاقات السياسية الدولية ، النظرية والواقع ، المكتبة الإكاديمية ، الطبعة الأولى ، 2011 ، ص 231.[7]

 فريد النجار ، التفاوض والمفاوضات التجارية ، كتاب الأهرام الإقتصادى ، العدد 124 ، مايو 1998 ص 5 .[8].

 سعد حقى توفيق ، مبادئ العلاقات الدولية ، مرجع سبق ذكره . [9]

 أ . حسان خضر ، التفاوض : مقدمة ، المعهد العربي للتخطيط ، 2- 6 ، 2006 .  [10]

 تعد تلك الرؤية وجهة نظر كاتب السطور وقد تحتمل الصواب والخطأ ، ولا يتسع المقام هنا لمناقشة أكثر تفصيلاً.[11]

 محمد بدر الدين زايد، المفاوضات الدولية بين العلم والممارسة: مكتبة الشروق الدولية، الطبعة الأولى، 2003.[12]

[13] Alexandra Garcia Iragorri, Negotiation in Inernational Relations University of Norte. 2003.

 فريد النجار، التفاوض والمفاوضات التجارية، كتاب الأهرام الاقتصادى، العدد 124، مايو 1998.[14]

  • خاص – المركز الديمقراطي العربي
3.4/5 - (7 أصوات)

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى