مركز الأمن القومي في ظل الثورة المعلوماتية
The National Security within the information revolution
اعداد : د. جودية خليل – أستاذة التعليم العالي مؤهلة بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية ، جامعة القاضي عياض مراكش، المغرب
- المركز الديمقراطي العربي –
- مجلة القانون الدستوري والعلوم الإدارية : العدد الثالث أيار – مايو 2019، وهي مجلة دولية محكمة تصدر عن المركز الديمقراطي العربي المانيا- برلين.
- تعنى المجلة في مجال الدراسات والبحوث والأوراق البحثية في مجالات الدراسات الدستورية والعلوم الإدارية المقارنة – نشر البحوث في اللغات ( العربية – الفرنسية – الإنجليزية )
للأطلاع على البحث “pdf” من خلال الرابط المرفق :-
ملخص:
تعد ثورة المعلومات أعظم تحول يشهده العالم في الوقت الراهن،نظرا لقدرتها على تحويل أكثر دول العالم تطورا من مجتمعات صناعية إلى مجتمعات تجعل المعلومات في مقدمة أولوياتها.
وقد كان لهذه الثورة آثارا عديدة شملت عدة مجالات بما في ذلك الأمن القومي حيث أضفت عليه أبعادا حركية جديدة.
وأمام تعدي الظاهرة الأمنية المعاصرة للحدود الجغرافية، وامتدادها لتشمل دول الجوار وكذا أقاليم ودول مختلفة، فقد ترتب على ذلك عدة نتائج تجسدت في تأثر أساليب التعاطي مع هذا الواقع،فضلا عن ضرورة مراعاة السياسات الأمنية للدول لهذا الوضع الجديد ومراعاة هذه التحولات، سواء من حيث مصادر التهديد ونوعيته وطرق التعامل معه.
وتفرض ثورة المعلومات مجموعة من التهديدات على الأمن القومي العربي يتعذر حصرها، بسبب طبيعة التطور المتنامي لمعطيات هذه الثورة سواء على مستوى التطور التكنولوجي أو على محتوى هذه الثورة، ويمكن التمييز في هذا الصدد بين التهديدات المعرفية والتهديدات السياسية والاقتصادية والتكنولوجية والإعلامية.
ولما كان مفهوم الأمن القومي مفهوما حركيا تؤثر فيه عدة متغيرات،فإنه هناك تصورين لمستقبل هذا الأمن ،الأول احتمالي يجسد الحالة التي تستمد معطياتها من الحاضر للوصول إلى حالة جديدة في معطياتها ضمن تضارب بين متغيرات متعددة، لا يمكن التأثير على تفوق أحدها في المستقبل بفعل التطور التلقائي لهذه المتغيرات التي تحسم المستقبل لصالح مشهد من المشاهد .
ويتميز التصور الثاني بكونه التصور المنشود لمستقبل الأمن القومي،ذلك أنه لما كانت المنهجية المستقبلية هي اختيار الأعمال أو الاستراتيجيات أو المتغيرات القادرة على تحريك ودفع أحد أشكال المستقبل الذي نخشى وقوعه، فإنه بات من الضروري تسليط الضوء على المتغيرات المستقبلية المؤثرة في الأمن القومي العربي سلبا أو إيجابا، والتي من شأنها أن ترسم إستراتيجية مستقبلية للتوفيق بين المعلومات بكل ما تحفل به من متغيرات قد تجد فرصتها في التحقق، وبين الأمن القومي العربي الذي يعاني من مشكل فاعلية المشاهد الاحتمالية.
Abstract:
The information revolution is considered as the greatest transformation that the world witnesses, for its ability to transform the world’s most developed societies into societies that classify information as a high priority.
This revolution has had many implications involving many areas, including National Security, with new dynamic dimensions.
Against the infringement of the contemporary security phenomenon to geographical borders, and its spread to the other countries and different regions, this has caused several results reflected in the impact of the methods of dealing with this reality. Also it should be to taken into account the security policies of States for this new situation and its effects.
The information revolution imposes a number of threats on the Arab National Security, which cannot be limited, due to the growing nature of the developments of this revolution in many levels.
As the concept of national security is a dynamic term in which various variables influence, there are two perspectives for the future of this security. The first is the possibility that reflects the situation from which the information is derived from the present to arrive at a new situation. The second is the desired one.
That is to say that the future methodology is the choice of actions, strategies or variables capable of moving and pushing forward one of the forms of the future that we fear. This requires focusing on the future variables affecting Arab National Security negatively or positively, which would draw up a future strategy to reconcile information with all the variables that it may find its chance to verify, and the Arab national security, which suffers from the problem of the effectiveness of expected results.