الألتراس الرياضي التونسي بين العنف والقضايا الإنسانية العادلة
اعداد : ماهر القدارات – باحث دكتوراه حضارة حديثة – صفاقس-تونس
- المركز الديمقراطي العربي
لم تعد العديد من مجموعات الألتراس الرياضية في المغرب العربي وشمال افريقيا خاصّة تكتفي بالتعبير عن موقف رياضي مُعيّن من خلال تشجيع الفرق الكروية التي تساندها، بل صارت هذه المجموعات ظاهرة تجاوزت المجال الرياضي نحو إبداء رأيها في القضايا الاجتماعية والسياسية التّي تُشكّل الرأي العام بترديدها لجُملة من الشعارات والأغاني والأهازيج.
وفي الوقت الذي يرى فيه البعض أن رفع شعارات من هذا القبيل “أمر مُزعج وسلبي” ويُشدّدون على ضرورة اقتصار دور الألتراس على التشجيع، فإنّ البعض الآخر يرى أنّ من حق الشباب التعبير عن قضايا وطنية ومصيرية تهمُّه لاسيما وأنهم مواطنون لهم حق التعبير بمُوجب مواد الدستور والذّي لم تتح له فرصة التعبير عن رأيه عبر وسائل أخرى غير الرياضة.
- من هم الألتراس؟
- هل تُصنّف هذه المجموعات ضمن براديغم العنف والشغب في الملاعب والتصادم مع الأمن أم أنها تُعبّر وتُدافع عن قضايا عادلة ذات أبعاد توعوية وإصلاحية؟
- إذا كان الألتراس مُجرّد روابط رياضية لماذا بدأت السُلطات تحديدا في المغرب وتونس ومصر بمحاربتها واعتقال أعضائها؟
1ـمفهوم الألتراس مفهوم قديم/جديد:
الألتراس حسب تعريف موسوعة ويكيبيديا هي كلمة لاتينية تعني الشيء الفائق أو الزائد عن الحدّ، وتظهر بصُورة مجموعات من مشجعي الفرق الرياضية والمعروفة بانتمائها وولائها الشديد لفرقها، وهي مجموعات تشجيعية تحرص على تشجيع الفريق و التنقّل معه أينما ذهب عن طريق ترديد شعارات وأغان وألوان خاصة بها. و تقوم فلسفة الألتراس على تشجيع الفريق 90 دقيقة متواصلة دون الاهتمام بمشاهدة المباراة أو نتيجتها، ويكون الهدف من دخول الملاعب هو التشجيع لا غير. وتتأسّس مجموعات الألتراس على مبادئ صارمة تفقد المجموعة وجودها في حال خرق واحد منها، وهي عدم التوقف عن التشجيع لمدة 90 دقيقة، مرافقة الفريق في جميع تنقّلاته، عدم الجُلوس طيلة المباراة، واختيار زاوية في الملعب تكون خاصة بهم، وعدم تغييرها.
ويصل بهم التعصّب أحيانا إلى التصادم مع قوات الأمن التّي تعتبرها ذراع السلطة وعنوان قبضتها الحديدية، ويعتبر هذا التصادم عندهم بمثابة “معركة من أجل الحرية والعدالة”.
ورغم ظهور روابط “الألتراس” المُشجّعين في مختلف أنحاء العالم منذ الستّينات لكنّها لم تظهر في البلدان العربية إلا في السنوات الأخيرة .
كانت أولى محاولات تكوين روابط الألتراس الأندية في ليبيا لكنها قُوبلت بقمع من قبل نظام العقيد معمّر القذّافي، وتُعتبر هذه الخُطوة باكورة المُحاولات العربية لتجذير هذه الظّاهرة في الوطن العربي(نقصد هنا شمال إفريقيا والمغرب العربي لأنّ بعض المجتمعات لا تتمتّع بثقافة التشجيع فمثلا في الخليج العربي الجمهور الخليجي جمهور صامت معظم الوقت وفي أحسن الأحوال يكتفي بدق الطبول أمّا كرة القدم في مصر ودول شمال إفريقيا (المغرب تونس الجزائر ليبيا) ذات شعبية كبيرة وجُمهورها من كلّ الأعمار والطبقات وقائم على إرث طويل من ثقافة التشجيع).
لكنّ تخوّف الأنظمة وجهل الكثيرين بالفكرة قلّل من فُرص انتشارها عربيا حتّى التسعينات حيث ساهمت المُنتديات الرياضية وتطوّر وسائل التواصل الاجتماعي في انتشار هذه الظاهرة ونقلها من بلدان أمريكا اللاتينية وأوروبا إلى جماهير الرياضة العربية.
ـ وعي سياسي تترجمه جماهير الرياضة:
خلال السنوات الأخيرة انتشرت ظاهرة جديدة في صفوف الجماهير الرياضية نادت بالحُرّية وأنشدت كلمات ذات دلالات اجتماعية وسياسية عميقة، تجاوزت الحُدود والأوطان والمجال الدولتي، وانتقدت من خلالها السُلطة ومنظومة الحُكم القائمة والأحوال الاجتماعية والتي تعكس حقيقة ومرارة الواقع اليومي المعاش، مثل أغنية الرجاء البيضاوي المغربي “في بلادي ظلموني” والتّي تجاوزت حدود الدولة المغربية وتُرجمت إلى عديد اللّغات ثمّ أغنية “بابور اللوح” لأنصار اتحاد العاصمة الجزائرية وأيضا أغنية “كُورتاج الموت” لأنصار النجم الساحلي التونسي التّي صدرت في أوائل ديسمبر لتليها الأغنية الحدث التّي صدرت في 24 ديسمبر 2019 لأنصار النادي الإفريقي التونسي “الوينرز” ـ التّي تأسسّت سنة 1995ـ بعنوان “يا حياتنا” والتي تجاوزت سقف المليون مشاهد على اليوتيوب خلال أيام قليلة من صدورها.
ـ ثقافة الألتراس:
وعلى مدى سنوات طويلة استطاعت مجموعات الألتراس زرع ثقافة جديدة في تونس عبر استدعائها لذاكرة غنيّة بالنماذج والمواقف والتّي تستدعيها بطرق فنية ذكية لتُدمجها في خطاب غنائي حماسي يُلهب عاطفة الجماهير الرياضية والمُستمعين بصفة عامة، وهذه هي الاستراتيجية المُستعملة في تمرير الدلالة الإيحائية والرسائل المُراد إيصالها للسُلطة الحاكمة، لكنّها تسعى في كلّ مناسبة إلى كتابة صفحة جديدة من الصراع مع قوات الأمن. ورغم محاولة وزارة الداخلية أكثر من مرّة إيجاد أرضية للتفاهم مع هذه المجموعات، لكنّ محاولاتها في النهاية تصطدم بتعّنت الألتراس و عدم قبولها بالجلوس مع أمنيين على طاولة واحدة”.
في المقابل لا ينكر مُنتسبو الألتراسات في تونس تسبّب مجموعاتهم في الكثير من الأزمات والكوارث، من اجتياح ملاعب إلى تكسير وتهشيم مُعدّات ورشق الأمنيين بالكراسي والحجارة، وقد وصل الأمر إلى حدّ وفاة مشجعين، مثلما حدث مع المُشجّع الشاب الذّي لم يتجاوز بعد سنّ الثامنة عشرة مباشرة إثر نهاية المباراة التّي جمعت بين النادي الأفريقي وضيفه أولمبيك مدنين بملعب رادس خلال مباريات الدوري التونسي، حيث راح ضحية لأعمال العُنف والشغب التّي اندلعت بين شوطي تلك المباراة بين ألتراسات النادي الافريقي. هذه الكميّة الرهيبة من العنف المُتصاعدة عاما بعد عام دفعت وزارة الداخلية إلى اعتماد صيغة اللعب بدون جمهور في كل مرّة لتفادي الكوارث التّي من المُمكن أن تحدث في الملاعب أو حتّى خارجها.
ـ علاقة الألتراس الرياضي بالفنّ:
من أبرز ما يُميز الألتراس عن جميع مجموعات التشجيع الدخلات واللوحات الفنية «Tifo » التّي يقومون بها في بداية المُباريات أو خلال سير المباراة، والتّي بدأت مع انتشار ثقافة الألتراس في أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات. و تكثر الدخلات في تونس في المباريات المُهمّة كالدربي (مواجهة فريقين من نفس المدينة ) حتى أنّ دربي العاصمة في تونس بين الترجي والإفريقي أصبح بمثابة المُناسبة الوطنية التّي ينتظرها الجميع كبارا وصغارا.يتمّ الاتّفاق على موضوع الدخلة التّي يمكن أن تتحدّث عن تاريخ الفريق، أو نقد الفريق الخصم، نقد السُلطة، رسالة إلى الشُرطة أو واحدة من القضايا العربية ثمّ يتم العمل عليها لأيّام وأسابيع حّتى تكون جاهزة في الدربي.
وتستغل مجموعات الألتراس الدخلات والأغاني للتعبير عن أرائها في القضايا التّي تُؤمن بها، والتّي تعتبرها قضايا عادلة ووطنية ودولية. يقول مطلع أغنية من إنتاج إحدى مجموعات الألتراس التابعة للترجّي الرياضي دعمًا للقضية الفلسطينية : “يا فلسطين قوللهم يا رجال الأمّة وين؟ …باعوا الهمّة ضيعتوا الدّين.. وينو عمر وصلاح الدّين “، فيما يقول مقطع أخر من إنتاج إحدى مجموعات النادي الأفريقي ناقدًا تدخل السلطة في كُرة القدم “الحُريّة يا العالي كيف نكسبها.. حتّى الكُرة دخلوا فيها أصحاب السُلطة “. كما تجدر الإشارة هنا إلى أنّ الألتراس في تونس كانوا من أوائل المُشاركين في المُظاهرات التي دعت إلى إسقاط نظام بن علي سنة 2011.، ولا ننس الأحداث الدموية التّي دارت في ملعب المنزه في أفريل 2010 خلال مباراة الترجي الرّياضي التونسي ونادي حمام الأنف والتّي ذهب ضحيتها مُشجعين من الترجي الرياضي التونسي وأمنيين.
ـ أغنية يا “حياتنا”: لغة الشعب لا غير.
تقول كلمات أغنية يا حياتنا التّي صدرت أواخر عام 2019 عن مجموعة “الوينرز” لمُشجعي النادي الإفريقي التونسي :
“يا جدادنا
جينا لحُفرة سموهالنا بلادنا
حُفرة ما نعيشوا فيها كيما اندادنا
نحبّوا نخلوا عيشة هانية لولادنا
يعيشوا غرامهم في الفيراج كيما اعتدنا
وحُسّادنا
كمشة جبورة يحبّوا يجيبوها أسيادنا
حسدونا في غرامنا وهلكوا ستادنا
يحبوا يقاومونا وما عرفوش عنادنا
فيراج نحاربوا عليه ونفكوا بلادنا
يا حياتنا
عيشتنا الي اخترناها هاذي حياتنا
هاذي دنيتنا الي فيها حكاياتنا
هُوني القرحة هّوني نحاربوا على أخواتنا
وإلي ماتوا ديما عايشين بيناتنا
غناياتنا
على الإفريقي والربحة إلي زهاتنا
على الحُريّة والبلاد إلي نساتنا
على المظلومين والدولة إلي خلاتنا
على الحق إلي يبقى رقبة بيناتنا
والحالة
سرقة وغُورة وهم يحبوا الحصانة
في كل دُورة الحاكم رشوة وجعالة
شحال من حُومة عايشة تهميش وبطالة
ناس مقهورة صارت زطلة وسكارى
مُولانا
الحرام يطيح فيكم يوم القيامة
الشّعب يصيح لبلاد صارت جبانة
إلي يجيبها قبيح يروح يبعد ينسانا
أسمع مليح لغة فيراج أحذانا
بعتوها
نهبتوا ملايين للبراني عطيتوها
ورخيتوا العين السرقة دعمتوها
دخلتوا الكوكا لبلاد فسدتوها
هججتوا الناس للغربة لزيتوها
خنقتوها في بابور اللوح ناس للحرقة رميتوها
قداش من روح في الكار قتلتوها
طفلة صغيرة حتى الوديان هزوها
عمري ما ننسى كيف ما انتم نسيتوها” …… ونكتفي هنا بهذه الكلمات المٌعبّرة والتّي تكشف عن ما يختلج من مشاعر الغضب والحزن واللوعة في وجدان الشعب لما آلت إليه تونس بعد 9 سنوات من الثورة.. وقد وحّدت هذه الأغنية كافة الجماهير الرياضية بمُختلف ألوانها وتطلّعاتها ووحّدت معها الشعب التونسي ككُل وراء قضايا مصيرية لم يعد بالإمكان السكوت أوالتغاضي عنها، خاصّة وأنّ البلاد التونسية تمرّ بفترة حساسة وحرجة فترة تراجع وركود اقتصادي وهشاشة اجتماعية وعدم استقرار المناخ السياسي في البلاد مع تأخّر تشكيل الحُكومة المُرتقبة.
هذا السيّاق العام أنتج حالة من الاحباط في صفوف الشّباب التُونسي الحالم بتغيير الوضع وإثبات نفسه كشباب مثقف وواعي بالقضايا المصيرية والذّي لم يجد مُتنفّسا للتعبير غير الملاعب الرياضية في ظلّ غياب وسائط اجتماعية كدُور الشباب والرياضة والثقافة.
وفي هذا الوقت الحسّاس ظهرت أغنية يا”احياتنا “كصرخة أطلقها الشبّاب في وجه المنظومة الحاكمة التّي همّشته ورمته تحت براثن البطالة والإجرام، جاعلة منه شباب مُغيّب وهامشي غير فاعل في الحياة السياسيّة.
رسائل عديدة حملتها أغنية “يا حياتنا” تجاوزت البُعد الرياضي لتُعبّر عن مواقف بخصوص قضايا تشغل الرأي العام الوطني من قبيل الفساد المستشري في كافة القطاعات، الظُلم و التهميش ووضعية البنية التحتية الهشّة وغياب الوعي السياسي، كما تحدّثت عن الفتاة مها القضقاضي التي ذهبت ضحّية الحسابات الضيقة وعن مقتل المُشجّع عُمر العبيدي بعد معارك مع الأمن خارج ملعب رادس، و تحدّثت أيضا عن انتشار المُخدّرات في المُجتمع التونسي وارتفاع نسبة البطالة والهجرة السريّة خلال السنوات الأخيرة في صُفوف الشباب مُقابل تغوّل السياسييّن الذّين يعملون من أجل مصلحتهم الشخصية على حساب المصلحة العامّة.
وهذه القضايا عينها التّي تحدّث عنها “ألتراس النجم الرياضي الساحلي التونسي” في أغنيته “كُورتاج الموت” ليُؤكّد الألتراس على الوحدة وتجاوز الانتماءات الضيّقة نحو الانتماء الوطني العابر والحاضن لجميع التونسيين، حيث تُعبر الجماهير الرياضية عن واقع البلاد بعيدا عن مُشاحنات الكُرة وفي هذا دليل واضح على أنّ جُمهور الكُرة غير مُنفصل عن المُجتمع بقطع النظر عن المُحاولات التي تُريد فصله وابعاده.
أثبت ألتراس النادي الإفريقي خاصّة والألتراس الرّياضي في تونس عامّة على أنّه جُمهور واعي رغم أننّا نلوم عليه في طريقة التعبير أحيانا لكنّنا لا نملك إلاّ أن نتّفق معه في القضايا التّي يُدافع عنها، هو ليس جمهور مناسبات بل هو عقلية جديدة و فلسفة ونمط حياة يريد اثبات نفسه وتغيير الواقع المُزري الذّي لا يُرض طموحاته.
إنّ الاندفاع الغنائي الذّي لمسناه في أغنية “يا حياتنا” كمثال هو اندفاع نحو إرادة الشعب المقهور والاهتمام بمصيره، لذلك وجب علينا تثمينه باعتباره خطابا شعبيّا ضروريّا في هذه المرحلة بالذّات، النادي الإفريقي هو فريق الشّعب كما سمّاه أحباؤه شعب فرحات حشاد وأبو القاسم الشابّي الذّي قال:
“إذا الشّعب يوما أراد الحياة فلا بُدّ أن يستجيب القدر
ولا بُدّ لليل أن ينجلي ولا بٌدّ للقيد أنّ ينكسر”
هذه الكلمات ردّدتها الأجيال في تونس والعالم العربي وكانت لمستها واضحة في الثورة التونسية التّي انخرطت في صفوفها عموم الجماهير الرياضية واستطاعت كسر حاجز الخوف والقمع تحت مقولة “الشعب يُريد” فهل فعل الإرادة فعل مُمكن التحقّق وفي الكلمة شيء من القُدرة والرغبة في المُشاركة في إنتاج معنى جديد أم أنّها أحلام وفانتازيا لشعب كسول يبحث عن اقتصاد ريعي يتحدّث الكثير من شبابه عن الثروات النفطية والملحيّة والطاقية المنهوبة ؟
هذا السؤال يلوح في الأفق وصدى جوابه سيقرّر مصير الآلاف من الشباب التونسي الحالم بغدّ أفضل خصوصا وأنّ تونس تنتظرها تحدّيات كبيرة في سنة 2020 وما يليها.
خاتمة:
يُحاول الألتراس الرياضي تشكيل موقف جديد من الأوضاع في تونس بعيدا عن التحزّب والتقوقع السياسي الضيّق بتجاوز الانتماءات الضيّقة نحو مشروع وطني يظمّ جميع التيّارات والمُكوّنات والطبقات، وتشكيل موقف هُويّاتي جديد عن طريق التحوّل من مركزية الهُويّة الرياضية إلى مركزية الهُويّة الوطنية.
وقتها سيُصبح الأمل مُمكنا في أفق سياسي حديث يضمن كرامة الجميع ويحترم الآراء المُتخالفة لإيصال تونس إلى برّ الأمان.
وتلتزم الدولة تجاه مُواطنيها بنشر ثقافة التسامح والحُريّة والتعدّدية لضمان مُستوى من التعايش المُشترك بين جميع مكوّناتها وأطيافها. التحرّر السياسي مُرتبط بمشروع دولتي ذاتي ووطني نابع من أعماق الأمّة وعُموم الشّعب وخاصّ بمشاكله وهُمومه وقضاياه التي تُؤرّقه (من بطالة وفقر وتهميش …) وهو مُرتبط بكافّة مجالات المُجتمع الأخرى ( من رياضة، ثقافة اقتصاد..) يمتزج فيها ويتكامل معها لبناء دولة المُواطنة الحديثة وعمادها الجماهير الشعبية بما فيها الجماهير الرياضية في مواجهة الأقليّات الحاكمة والمُتحّكمة في ثروات شُعوبها والتّي لن تقبل التنازل بسهولة عن امتيازاتها الموروثة.
ولعلّ شباب الألتراس سيُعيد من جديد الرسالة الحقيقية التي تقوم عليها الرياضة في بادئ أمرها وسيُحقق ما عجز عن تحقيقه السياسيون منذ الاستقلال. فقد فرّقت السياسة الشّعوب ولكن وحّدتها الرياضة (نذكر على سبل المثال لا الحصر أزمة البيت الخليجي) ولم تعدّ الرياضة كما يقول عنها البعض أفيون الشعوب بل وسيلة لخلاصها وطريق لحرّيتها وخلاصها.