تقدير الموقف

ثورة الاطباء : العالم تحت حكم طبقة الاطباء في مجتمعات مابعد المصنع

اعداد : طارق القزق – ماجستير في مجتمعات وثقافات البحر المتوسط، علم الاجتماع والانثربولوجيا الثقافية

  • المركز الديمقراطي العربي

 

مقدمة:

تعرف الثورة في العلوم الاجتماعية  بأنها اسلوب من أساليب التغيير الاجتماعي تشمل الأوضاع والبنى السياسية والاقتصادية والاجتماعية وعملية التغيير لاتتبع الوسائل المعتمدة، في ج الدستوري القديم وتكون شامله وتؤدي الي انهيار نظام قائم وصعود نظام جديد” (١)ومن هذا المنظور فأن هذا التغيير  قد يحدث نتيجة التفاوت الاجتماعي القائم التي تكون من داخل النسق او من خارجه وهي قد تحدث نتيجة العوامل البيئية وارتبطت الدراسات التي تتحدث عن الثورات بالصراع التقليدي الماركسي وهو  بين الياقات البيضاء والياقات الزرقاء ولكن  لم  يكن نتخيل  أن تحدث ثورة  من قطاع يعتبر من القطاعات المهمة  في العالم والتي تلعب دورا هاما في توازن البناء الاجتماعي العالمي وتكامله والتي لا تحمل اي نوع من الأيديولوجيا في ظل الأيديولوجيات المتناحرة والمتصارعة  لأن المجتمع الطبي لايفرق بين عرق ودين ولغة وايديدلوجيه فالجميع خاضع للتشخيص وتقديم الرعاية الصحيةالعلاج دون تمييز؛ وتعرف مجتمعات مابعد المصنع بأنه مجتمع يستطيع كل فرد فيه استحداث المعلومات اوالمعارف والنفاذ إليها، واستخدامها، وتقاسمها، بحيث يمكن للافراد والمجتمعات والشعوب تسخير كامل امكانتهم في النهوض بتنميتهم المستدامة وفي تحسين معيشتهم(٢) ويرى الباحث أن  هذه  المجتمعات تعتمد في بنائها الاجتماعي على التكنولوجيا المعرفية والحاسب الآلي  الرقمي والذكاء الاصطناعي في تنظيم حياتها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية حيث يتم اتمتة الحياة بشكل يجعل المعلومات والتقنية هي من تقوم بتلبية احتياجات المجتمع المادية والمعرفية، مع الأعتماد على وسائل أيكولوجية  في اقتصادها المعيشي.

ومن خلال  العرض السابق يمكننا أن نضع  عددا من   الاسئلة:

  • ماذا لو حمل الأطباء أو النظام الصحي فكرا أيديولوجيا أو اصبح يرى العالم بعدم وجود عدالة واللامساواة بينه وبين العالم؟
  • هل يمكن أن نتحول من نظام يحكمه القطاع المالي والسياسي الي نظام عالمي يحكمه الاطباء؟!
  • ماذا لو استمرت الفايروسات والأمراض في الانتشار دون إنتاج لقاحات طبية لها؟
  • هل المطالبة بالتغيير ناتج عن العوامل البيئية خارج النسق ام من التوترات الداخلية للنسق؟

الموضوع :

في ظل الأحداث الجارية نجد أننا نتجه نحو سيطرة الأطباء على العالم واجبارهم للناس بالجلوس بالمنزل والا سيفقدون أرواحهم وهذا مع تعالي الأصوات التي ترى بأن الفايروسات لم تصنعه الطبيعه بل صنعته الايد البشرية وبالأخص هم الأطباء اي ما كانت وفروعهم و تخصصاتهم المختلفه  وسلمنا الي هذه النظرية وكأنها ثوره استقلال  عالمية يديرها الأطباء للسيطرة على العالم خاصة أن بعضهم يرى أنهم لا يحصلون على الأجر الكافي في ظل ان مهنتهم في غاية الأهمية التي لا يمكن الاستغناء عنها ولكن يرى هؤلاء الأعضاء في نظام الصحي بأن العالم غير عادل في تسليط الضوء عليهم وانهم يعملون ساعات طويلة ومعرضين لفقدان حياتهم ومعرضين للخطر  والعدوى الفيروسية وانتقالها الي العالم كله،  وهذا ماكدته بعض التقارير عندما تفشت المتلازمة التنفسية(فايروس كرونا) في الشرق الاوسط حيث تم عرض وظائف للأطباء  والممرضين من جميع أنحاء العالم من الفلبين  حتى هيوستين بالولايات المتحده الامريكية بالسعودية عام ٢٠١٢ وهذه الاعداد الكبيرة من الأطباء قد يكونوا سببا في انتقال الفايروس الي بلدانهم خاصة وأن الفايروس له فترة حصانه ١٤ يوما وأجرت وكالة “رويترز” عدد من المقابلات مع العاملين في القطاع الصحي الذين سافروا الي السعودية للعمل هناك رغم المخاطر  وإصابة العديد منهم كشفت المقابلة عن ان عدد قليل منهم من رفض السفر الي السعودية نظرا للرواتب المرتفعة التي بلغت ٦٠ الف دولار بالعام (٣) والفرضية الثانية التي تري أن العوامل البيئية هي التي ستؤدي التغيير العالمي التي تمكن للاطباء من السيطرة على العالم وهذه التي ستقود العالم للنجاه خصوصا اننا لانواجه فيروسات طارئة بل نواجه فايروسات متطورة ولها سلالاتها ولم يستطع الإنسان الي الان السيطرة عليها بالإضافة إلي تحذير كثير من العلماء من خطورة تفشي الفايروسات والأمراض التي  لم يستعد العالم لها ويكتفي فقط بالصراع من أجل الحصول على النفط والمال وإقامة الحروب للسيطرة على البشر وتدميير البيئة.

وعلى الرغم من تنوع االتساؤولات  والفرضيات الا ان الحقيقة الواقعية هي ان لا أحد يستطيع يحدد متى؟ واين يمكن تصنيع اللقاح الطبي؟  ومتى ستتوقف هذه الفايروسات عن الانتشار؟ الا الأطباء أنفسهم الذين استطاعوا  فعليا ان يجعلوا كافة النظم الاجتماعية تعمل من أجلهم فقط ومنها  النظام العسكري الذي جعل مصانعه في بعض  البلدان تنتج أجهزة التنفس الصناعي والملابس الواقية من انتقال العدوى بدلا من تصنيع الملابس الواقية للرصاص! وتحول النظام العسكري من نظام يمتلك القوة والسيطرة على كافة الأنظمة اصبح خاضعا لحكم الأطباء بفرض حالة الحظر التجوال! (٤) والذي يعترف أيضا بأنه يجب الإسراع من عملية اكتشاف اللقاح لعدم قدرته من الصمود في فرض حظر التجوال خاصة أن السكان تريد الهروب من الحجر الصحي.

اما النظام المالي فأصبح في حالة ركود هائله التي لا يمكن تغافلها وربما يحدث أزمة مالية  عالمية التي وصفها البعض بأنها اسواء أزمة مالية مرت على البشرية منذ عام ٢٠٠٨!(٥) وعلاوة على ذلك في هذا القطاع الاقتصادي أصبحت  كافة الأموال المكدسه في البنوك والشركات والفائض منها اصبح موجه الي النظام الطبي  والشركات الطبية لتحفيزهم  على إنتاج اللقاح في اسرع وقت ممكن!(٦) وأصبحت الشركات السيارات والهواتف المحمولة تنتج المطهرات والاقنعة الطبية.

الأمر الآخر هو ان جميع البشر خاضعين تحت المراقبة الصحية  والإحصاء الكمي سواء البشر الأصحاء و المصابين والمتعافين والمتوفون وأصبح العالم الذي كان يترقب بالامس مؤشرات البورصة المالية بين الاخضرالرابح والأحمر  الخاسر اصبح ينظر الي عداد الاحصائي بين الاخضر المتعافي وبين الاحمر المتوفي

الأصحاء والمتعافون في حكم النظام الطبي:

ان النظام الطبي هو نظام طبي يعتمد على الطب الحيوي وهو العلاج الطبي يعتمد على التشخيص الجسدي للشخص دون الاهتمام بحالته الاجتماعية والنفسية، وعلاج المرض بمعزل عن استعادة العافية للفرد بجميع جوانب شخصيته(٧) مما يعني أنه يخضع الشخص للفحص وان الفرد هو مريض محتمل؟! ولذلك سيفرض المجتمع الطبي مزيدا من القيود والرقابة على الناس بغرض الوقاية والحماية من الأمراض.

وعلاوة على ذلك سيبحث المجتمع الطبي على المزيد من البشر الأصحاء لتجربة اللقاح سواء كانت هذه التجربة تطوعية او إجبارية! واما المتعافون وهم الأشخاص الخاضعين بشكل مباشر تحت المراقبة والاستدعاء في  النظام الطبي الجديد.

اللقاح الاجباري:

مازالت قضية اللقاحات بين المؤيد والمعارض لها، بالمدرسة المؤيده لها ترى أن اللقاحات هي السبيل الوحيد للنجاه من الأمراض والفيروسات وان بسبب اللقاحات استطاعات البشرية النجاه من العديد من الأمراض والفيروسات مثل الجداري الكوليرا وغيرها وعلى النقيض فأن المعارضين للقاحات ترى أن المجتمعات القديمه كانت تفتقر الي النظافة وكانت توصف بالأعمال وعدم الوقاية من الأمراض وان الوقاية من الأمراض والنظافة والحفاظ على البيئة هو البديل الحقيقي اللقاحات.

معنى الوصول  الي مرحلة اعطاء اللقاح بشكل اجباري فأن هذا يعني   أننا أمام مسارين الاول: قد اثبت اللقاح فاعليته على مجموعة كبيره من البشر وعدم وجود آثار جانبية له؛المسار الثاني وهو  هوهلاك الملاين من الأشخاص  الناتج عن تفشي المرض وأمراض أخرى مصاحبة له والامر الذي يسبب  إنهيار النظام العالمي القائم بكافة أشكاله وستنتشر الفوضى في العالم كله  سينتشر الهلع في الناس وسيهرب السكان من الاختبارات التي لا تأخذ الاعتبارات النفسية والتي هدفها فقط هو الوصول للقاح! بالإضافة إلي الرعب من الموت والدمار والخراب بسبب طول فترة الانتظار اللقاح وعدم وجود متطوعين لإجراء كافة اللقاحات الأولية التي لا يعرف آثارها الجانبية، خاصة وأن قضية التجريب والاختبار على البشر من القضايا التي كانت لها صدى مرعب وقوي في القرن التاسع عشر  وأوائل القرن العشرين وخاصة عندما كانت تنتشر حالات الخطف والقتل من قبل النواة الاولي للمجتمع الطبي لغرض العلم والترشيح واكتشاف الإنسان مثل : هارولد شيبمان الذي مات علي يديه ثلاثمائة شخص؛  وكان غالبية الأطباء في ذلك الوقت هم غير  مؤهلين طبيا، وكانت تجربة “ليستر” وهي احد المقاطعات في لندن المناهضة اللقاحات والتي رفضت اللقاحات لأسباب دينية وسياسية ونفسية مبررين ان اللقاحات تعمل على انتشار المرض وتطوره بالإضافة فشل الكثير من تجارب اللقاح الإجبارية والعشوائية في بداية التجربة الاولية اللقاحات والتي أدت إلي مقتل الكثير من السكان بسبب التجارب الفاشلة اللقاحات(٨)، ولذلك اعتمد كثير من  الأشخاص على الوقاية ورفع المناعة.

لم تختلف كثيرا تجارب الماضي عن الحاضر وان أصبحت اللقاحات أكثر امنا والطب أكثر تقدما وتنظيمها بالإضافة إلي استمرار الكثير الاتحادات المناهضة اللقاحات والتي ترى أن بعض الاطباء  بعض الأطباء يمارس هذه الأعمال تحت مسميات قانونية مثل التبرع بالأعضاء او التجربة الطبية في مقابل المال ومنهم من يمارسها بشكل غير شرعي مثل قضيايا الاتجار بالأعضاء و التصرف في الأجساد بعد وفاتها والتي تحرمها الشرائع السماوية وحقوق الإنسان، وخاصة أن  بعض شركات الأدوية تتخذ أساليب غير شرعية في اختبار الأدوية على البشر، ومن أشهر التجارب في اواخر القرن العشرين  تجربة جامعة  ” توسكيجي” بالتعاون مع جامعة ولاية “الاباما” الامريكية على للامريكين من اصل افريقي، لمعرفة آثار عدم معالجة مرض الزهري! دون اخبار المرضى  الذي بلغ عددهم ٣٩٩ شخصا وتحت غطاء الرعاية الصحية المجانية وكانت نتيجة الاختبار انه لم يتبقى من المبحوثين سوى ٧٤ شخصا فقط وتفشي المرض!(٩) ولا يمكن تغافل فضيحة شركة الأدوية العالمية ” اوتوسكا” التي كانت تجري اختبارات الأدوية على المرضى النفسيين دون علمهم في احد المستشفيات الرومانية في مقابل أن تحصل المستشفى على أموال طائلة،  وادت هذا الاختبارات إلي وفاة الكثير من المرضى وتجرى المحاكمات بعيدا عن الرأي العام الاوروبي(١٠)

انهيار المنظومة الأخلاقية في المجتمع الغربي:

من مظاهر انهيار هذه المنظومة الأخلاقية هو نعت دولة مثل الصين بالفيروس لطبع صورة ذهنية سلبية للصين  في بداية انتشاره الفايروس كورونا مما أدى الي ازدياد حدة العنصرية تجاه الآسيويين بشكل عام والصينين بشكل خاص(١١)

انهيار دولة الامه الاوروبية حيث اغلقت الحدود امام الدول الأوروبية فيما بينها بينما كانت مفتوحه سابقا وعدم مساعدة الدول الأوروبية الموبوئة مثل ايطاليا وسرقة الدول الأوروبية للمساعدات الطبية(١٢)

استخدام الفايروس كوسيلة ردع استراتيجية ضد بعض الدول الموبوئة مثل إيران وعدم تخفيف العقوبات الأمريكية عليها من قبل أمريكا في مقابل أن توافق علي الشروط الامريكية(١٣)

سباق الدول على إنتاج اللقاح خاصة بعدما تم اكتشاف انهيار الدول القومية  في عدم تدخلها في ضبط السكان والزامهم بالحجر الصحي وضعف الدول امام شركات القطاع الخاص التي مازلت الي الان ترسل الموظفين للعمل في ظل الظروف الخطرة، وبالاضافة الي تنافس الشركات الادوية في إنتاج الأدوية العلاجية من أجل إعادة بيعه في السوق العالمي بمبالغ طائلة ويكون لها السبق في إنقاذ البشرية بدلا من التعاون لإنقاذ البشرية(١٤) وهذا يعني فشل المنظومة النيوليبرالية.

اما على المستوى الميكرو فنجد شراء الأسلحة في الولايات المتحدة بالإضافة  وما نتج عن الهلع الشرائي من فوضى ، عدم التزام الكثير بالحجر الصحي وتعمد المصابين في نشر المرض بين الناس وحث الكثيرين بعدم الاهتمام بالمرض المتفشي، والذي أدى الي تفشي المرض بصورة كارثية في العالم.

مجتمع الاطباء في عالم الفايروسات والفوضى:

ان مجتمع الاطباء  الجديد الواقع  سيشكل   أعضاءه من الأصحاء و المتعافون المندمجون في النظام الجديد) وسيكون البناء مكون من ( النظام الطبي الحاكم  _ النظام العسكري_النظام المالي_ النظام التكنولوجي )

سيتشكل هذا النظام في “مدن مستقلة ” ربما لا تتجاوز مساحتها مساحة بغداد او الإسكندرية في مصر، ستكون أيكولوجية تناسب مجتمع المعلومات والذي سيكون أكثر حرصا على البيئة  ولن يسعى للسيطرة عليها أكثر من تفادي مخاطرها والتفاعل معها وهو مجتمع أيضا   لن يسمح بدخول الأمراض وستكون التكنولوجيا هي مصدر السلطة والسيطرة على هذه المدينة الطبية الإيكولوجية  التي هي أقرب الي مشفى كبير الجميع تحت نظام طبي وبأشراف عسكري صارم وهذا بفضل الذكاء الاصطناعي الذي سيكون هو مصدر التكنولوجيا والسيطرة والقوة أيضا! فيمكن أن نتخيل التجارب التكنولوجية والذكاء الاصطناعي على البشر فيمكن أن يتحول العلاج من علاج كيميائي الي علاج اليكتروني بحقن البشر بمواد طبيعية و إليكترونية مصنعه! وهذا معناه ان سيتحول المنظور التقليدي للطب بكونه فحص المرض واستخدام الأدوات الجراحية الي استخدام  “الروبوت” والحاسب الآلي وبرمجة الاجهزة الطبية  التي ستجعل هناك طبقة جديدة تجمع بين الطب وبين التكنولوجيا الحديثة فأنها ستكون أكثر قوة وأكثر قدرة على التحكم في المجتمعات والبشرية لان مجتمعات المعرفة كما يسميها ” الفن توفلر” تعتمد على التكنولوجيا والمجهود الذهني  أكثر من المجهود البدني (١٥)وهذا سيجعل هذه الطبقة تتحكم في البشر والعالم بمجرد استخدمها   للسلاح الغير مرئي وهو الفيروسات وترويضه بالعلاجات واللقحات والذي سيجعل البشر تكون في حالة من الرعب والخوف مما يسهل التحكم فيها وسيطرة عليها، وعندما تتحول الدول الي دول ذهنية تعتمد في اقتصادها وتنظيمتها الاخرى على التكنولوجيا ستظهر انواع جديده من  الفيروسات  وهي لاتصيب الإنسان ولكنها  فيروسات عقل الدولة الاليكتروني مما يسهل أيضا التحكم فيها مما يجعلنا نقف أمام صراع طبقي بين طبقة الاطباء وطبقة المعلوماتية المعرفية  في من يستطيع السيطرة على البناء الاجتماعي وقد يحدث بينهما تعاون اذا استطاعات طبقة الاطباء الحصول على وسيلة المعرفة والتحكم والسيطرة او قد يحدث تنافس مثلما نجد طبقة العسكريين ورجال الأعمال على سبيل المثال  في الإنساق الاجتماعية القديمة في الحصول على السلطة او مثل التنافس بين الاحزاب المختلفة.

والعالم خارج هذه المدن هو عالم مابعد الخراب وستكون هناك مدن قليلة  شبيه لهذه المدن الإيكولوجية التكنولوجية التي استطاعت  في وقتنا الحاضر الحصول على هذه التكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الصمود امام الامراض والتواصل مع غيرها من المدن الاخرى في العالم  عبر شبكة من الاتصالات الدولية  تفاعلية  ولن يكون هناك كثير من التنقلات والمواصلات لان العولمة وسرعة المواصلات كانت سببا في انتشار الأوبئة والفيروسات وتطورها.

والعالم الكبير  سيكون مدمر ومخرب ولا يوجد فيه غير مجموعتين  من البشر الهاربين

الاولى: التي ترفض الواقع الجديد وتعمد في معيشتها على الحياتية البدائية، وستمتلك أيضا تكنولوجيته الخاصة للمحاولة للوصول الي هذه المدن للنجاة او اعادة تنظيم الحياة على كوكب الأرض من جديد عبر استخدامها الأدوات التكنولوجية المضادة وهي مثل (الهاكرز)

والثانية: التي تحاول الوصول الي هذه المدن اما للنجاه او الاندماج في هذه المجتمعات حتى لو خضعت للاختبار والتجارب ولكن الواقع الجديد في الشكل قديم في التنظيم وللضبط الاجتماعي والذي سيفرض مجموعه من الشروط الصحية لكي تحدث عملية القبول منها مثلا: ان يكون لم يكون اصيب بمرض ما! او يمتلك المال والموارد مثل الدهب وما شابه او يمتلك الذكاء لكي يكون عضوا فعالا في هذه المدن! التي لن تقبل سواء الأصحاء والاذكياء! الذين سيساهمون إعادة إحياء الارض من جديد!

خاتمة:

قد تكون هذه رؤية نقدية لتصور الواقع الاجتماعي وتكهنات المستقبل المبهم الذي تحول الصراع الحقيقي هو القدرة على البقاء في ظل مخاطر بيئية مثل تفشي الأمراض والفيروسات التي تطور من نفسها وتقاوم ولا يستطيع البشر مقاومتها نتيجة لانهيارات أخلاقية عالمية من السيطرة الدائمة من الإنسان على البيئة وعلى الإنسان دون الأخذ بالاعتارات الأخلاقية والدينية وعدم ترتيب الأولويات في عالم يسعى للوصول الكواكب البعيده عن الارض وهو لا يستطيع توفير الحماية الأولية لنفسه على او اعادة التوازن في البيئة بالإضافة إلي سباق التسلح المدمر للبيئة والبشرية.

هذه الرؤية  قد يحدث البعض منها او جميعها على فترات طويلة من الزمن وقد ينجوا البشر من هذه الفايروسات ولكن ستستمر الفايروسات بالانتشار والبقاء وقد يحدث تغييرات اجتماعية واصلاحية على مستوى العالم  فلابد من إعادة النظر في البراديغما الواقع الاجتماعي المعاصر و البحث عن براديغما أخرى والبحث عن سبل تعاون عالمي للمخاطر والتهديدات البيئية الجديدة التي أثببتت ضعف المنظومات البيئة والأخلاقية والاجتماعية العالمية، ولذلك نحن نريد  ان يعتمد الانسان على التكنولوجيا  النافعة للبيئة والدخول في مجتمعات المعرفة حتى نترك البيئة تستعيد توازنها من جديد ولكي نحمي أنفسنا من مخاطر البيئية المتطورة من الفيروسات وغيرها

المراجع والمصادر:

(١)عامر صالح، أحجار الدومينو: سقوط نظام الدكتاتورية

العربية، الشبكة العربية العالمية، 5 سبتمبر 2011

(٢)محمد طوالبية،عناصر تأسيس مجتمع المعلومات : دراسة تحليلية بنيوية، مركز جيل البحث العلمي، ٢٧/١٢/٢٠

(٣) جريدة الغد الاليكترونية، هل يتحول كورونا الي وباء عالمي من خلال العاملين في قطاع الطبي، ٢٠١٤

(٤) الكورونا يفرض حظر التجوال عالميا والصين تخفف القيود،العربي الجديد،لندن، ١٥مارس ٢٠٢٠

(٥) طبيبة امريكية تكشف لموقع الحرة،تفاصيل علاج الكورونا الواحد. موقع الحرة الاخباري،١٨ مارس٢٠٢٠

(٦)طلال ابوغزالة: بعد الكورونا سنواجه أزمة اقتصادية أشد من الكساد الكبير، برنامج العالم الي اين ؟، قناة روسيا اليوم، ٢٩/٣/٢٠٢٠

(٧) أنطوني جيدنيز، علم الاجتماع، ترجمة فايز الصباغ، مركز دراسات الوحدة العربية، ط٤، بيروت،٢٠٠٥

(٨)غريغ واطسون، مناهضة اللقاحات: الحملة التي هزت انجلترا في العصر الفيكتوري، بي بي سي عربي ٣٠ ديسمبر ٢٠١٩

(9) CDC, US public health service syphilis study at tuskegee. Www.cdc.gov

(١٠) مرضي نفسين ضحايا تجارب صناعة، وثائقي ، قناة دي دبليو الالمانية ، مترجم الي العربي تاريخ النشر،٣١ أكتوبر ٢٠١٩

(١١)بكين غاضبة من وصف ترامب ” كورونا” بالفيروس الصيني، وكالة الاناضول،١٧مارس ٢٠٢٠

(١٢)فيروس كورونا: الاتحاد الاوروبي يقرر غلق حدودها الخارجية لمدة٣٠ يوما، بي بي سي عربي ، ١٨ مارس ٢٠٢٠

(١٣)أمريكا لإيران: كورونا لن يرحمكم من عقوبتنا، اليوم السابع،٢٠مارس ٢٠٢٠

(١٤) تنافس امريكي خفي بشأن تطوير اللقاح ضد الكورونا، دي دبليو،١٥ مارس ٢٠٢٠

(١٥) الفن توفلر ، حضارة الموجه الثالثه، ترجمة عصام الشيخ، دار الجماهيرية ، للنشر والتوزيع والاعلان، ص ١٦٥

4.3/5 - (6 أصوات)

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى