التنمية المستدامة ومواجهة تلوث البيئة وتغير المناخ
Sustainable Development and Confronting Environmental Pollution and Climate Change
المؤلف : الأستاذ الدكتور ساجد احميد عبل الركابي
تحميل نسخة pdf –
التنمية المستدامة ومواجهة تلوث البيئة وتغير المناخ
الطبعة الأولى “2020″ – كتاب:- التنمية المستدامة ومواجهة تلوث البيئة وتغير المناخ
جميع حقوق الطبع محفوظة: للمركز الديمقراطي العربي ولا يسمح بإعادة إصدار هذا الكتاب أو اي جزء منه أو تخزينه في نطاق إستعادة المعلومات أو نقله بأي شكل من الأشكال، دون إذن مسبق خطي من الناشر .
مقدمة :
التنمية المستدامة ومواجهة تلوث البيئة وتغير المناخ) أضحت الحاجة الملحة لإصلاح أضرار الحضارة والتقدم الصناعي والتكنولوجي ضرورة من ضرورات استمرار الوجود الإنساني وحياة البشرية وهي تتعرض إلى التهديد ومواجهة النتائج الكارثية لهذا التقدم من خلال استنفاد موارد الكوكب والإحترار العالمي وتغيّر المناخ والأعاصير والفيضانات وخسارة مليارات الأطنان المترية من جليد القارتين القطبيتين الشمالية والجنوبية، فضلاً عن تآكل طبقة الأوزون وغازات الدفيئة وازدياد انبعاثاتها الملوثة للغلاف الجوي، مع تحمض المحيطات وتلوثها والجفاف والتصحر وتجريد الغابات وإزالة الغطاء النباتي والأحراج، وتلك النتائج والظواهر أثرت بشكل كبير على حياة البشرية والكائنات الحية الأخرى فضلاً عن النباتات والشُعب المرجانية والموجودات المادية الثقافية والحضارية.
لقد أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش هذه الحقيقة في كلمته أمام مؤتمر الأمم المتحدة الرابع والعشرين لأطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (COP24) في كاتوفيتشي/بولندا (3 ديسمبر/كانون الأول 2018)، وأعلن بمرارة: (نحن في ورطة كبيرة)، وإن إضاعة هذه الفرصة (المؤتمر) لإيقاف تغير المناخ (لن يكون الأمر غير أخلاقي فحسب بل سيكون انتحاراً).
وذلك تأكيد لعمق الأزمة الإنسانية الناتجة عن تلوث البيئة العالمي وتغير المناخ، تستوجب الحلول العملية والعلمية الناجعة من جميع الدول والحكومات والأفراد والشعوب والشركات والمنظمات غير الحكومية والتي تتركز في (التنمية المستدامة) التي جعلها الأمين العام للأمم المتحدة أسلوباً واقعياً ومشروعاً مهماً وعالمياً للتحول نحو الاقتصاد الأخضر ومعالجة الانبعاثات الكبيرة للغازات المسببة للاحترار العالمي وتآكل طبقة الأوزون والتحول نحو التكنولوجيا النظيفة والصديقة للبيئة. تعتمد الدراسة فرضية علمية مفادها:
أنَّ التنمية المستدامة هي البرنامج الشامل ذو الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والتكنولوجية لمواجهة التلوث البيئي وتغير المناخ والحد من آثاره وتقليل درجة الاحترار العالمي وخفض الانبعاثات الضارة للغازات التي تهدد الحياة البشرية والكائنات الحية، وهي منظومة تعتمد على الجهود المحلية والوطنية والدولية والمنظمات غير الحكومية والشركات والأفراد، وتستلزم الإرادة السياسية والتمويل المناسب لمعالجة الأضرار التي تهدد الشعوب والدول والأفراد في حياتها ووجودها فضلاً عن الكائنات الحية والموجودات المادية على الكرة الأرضية. إلا أن هذا المشروع الكوني – الإنساني يواجه صعوبات ويعاني البطء في حركته ولا زالت نتائجه التي تظهرها مؤشرات التنمية المستدامة لا توازي ازدياد آثار التلوث البيئي العالمي وتغير المناخ، وهو ما قرع جرس إنذاره الأمين العام للأمم المتحدة في قمة بولندا للمناخ 2018. قامت الدراسة على هيكلية ثلاثية الفصول، اهتم الفصل الأول بمفاهيم التلوث وظواهره، كقاعدة علمية أساسية لاستيضاح ما سيتم تناوله في الفصل الثاني، الذي اهتم بعرض تأثيرات التلوث البيئي وتغير المناخ، وتلك التأثيرات المختلفة على صحة الإنسان البدنية والنفسية والعقلية، فضلاً عن الهجرة والنزوح الداخلي والخارجي والتأثيرات على الكائنات الحية، ومن ثم دراسة التأثيرات الاقتصادية (الخسارة والضرر).
ويأتي الفصل الثالث لدراسة (التنمية المستدامة وتلوث البيئة) كونها المشروع الأممي لمواجهة تأثيرات التلوث وتغيرات المناخ المختلفة والحد منها، وذلك عن طريق تحليل ماهية التنمية المستدامة من خلال التعاريف المعطاة لها، وأبعادها، وأهدافها ومبادئها وخصائصها ومتطلباتها ومؤشراتها، ومن ثم دراسة المؤتمرات الدولية وخطط التنمية المستدامة. ومن خلال تحليل ما تقدم من فصول ودراستها بعناوينها المترابطة مع ظاهرة التلوث البيئي والتغير المناخي العالمي، يمكن تلمس واقع التنمية المستدامة وقدراتها ونتائجها والعوامل المؤثرة في نتائجها في مواجهة التلوث البيئي وتغير المناخ، والتطلع لتكون هذه الدراسة خطوة مضافة في طريق حماية الحياة الإنسانية والموجودات البيئية من كائنات حية وتراث طبيعي ومادي وحضاري من التأثيرات المفزعة للتلوث البيئي وتغير المناخ.
Abstract :
In order to sustain human existence and protect it from disastrous threats, it is so important to reform the consequences of industrial and technological progress. These consequences are represented by the consumption of the resources of the planet, global heat, climate change, hurricanes, floods, loss of billions of metric tons of the ice of Northern and Southern Poles, ozone stratum corrosion and warm gases in addition to the increase in the pollutant emissions, ocean acidification and pollution, aridity, desertification, forest stripping, and removal of plant cover. These consequences badly effected on the life of people, plants, coral reef and other cultural beings. The Secretary-General of The United Nations, Antonio Guterres confirmed this fact in his speech to the Twenty-Fourth United Nations Conference of the parties of The United Nation Frame Agreement for climate change COP24 in Katowice, Poland (3 December 2018). He bitterly announced, “We are in a predicament”, and “if we lose this opportunity (the conference) to stop climate change, it will be immoral as well as committing suicide”. This shows the depth of the human crisis resulting from the international environmental pollution and climate change. This also needs practical and scientific solutions from countries, governments, individuals, people, companies and non-governmental organizations through sustainable development, which Secretary-General of the United Nations considered a realistic way and important international project to transform to green economy and to treat the massive emission of gases giving rise to global heat and the erosion of ozone, and to transform to clean technology.
The study supposes that sustainable development is an overall program of economic, social, environmental and technological sides to confront environmental pollution and climate change, and to decrease its effects, decrease global heat, and reduce harmful gas emissions that threaten human and animal life. It is a set depending on local, national and international efforts, non-governmental organizations, companies and individuals. It also needs a governmental will and sufficient financing in order to treat the harms that threaten people, countries and individuals and materials on earth. But this humanistic global project faces difficulties and is slow in its movement. Moreover, its results that are shown by the sustainable development indicators do not parallel the increase in the effects of the global pollution and climate change.
That is what the Secretary-General alarmed about in Poland Climate Summit 2018. The study consists of three chapters. The first chapter is about pollution and its aspects as a scientific background to the second chapter, which deals with the effects of environmental pollution and climate change and their effects on physical, psychological and mental health in addition to the internal and external migration and the effects on organisms. The economic effects (loss and harm) are also studied in this chapter. The third chapter studies the sustainable development and environmental pollution because they are the international project to confront the effects of pollution and different climate changes, and how to decrease them by analyzing the nature of sustainable development through its definitions, aspect, aims, principles, characteristics, requirements and indicators. Then through studying the international conferences and plans of sustainable development. By the analyses of these chapters and their relationship to the environmental pollution and global climate change, the capacity of the state of sustainable development to confront environmental pollution and climate change. The results of this confrontation are also shown. This study looks forward to be a further step in the way to protect human life, organisms, natural, physical and cultural heritage from the horrific effects of environmental pollution and climate change.
- الناشر: المركز الديمقراطي العربي للدراسات الإستراتيجية والسياسية والاقتصادية