الشعب التونسي بين طموح الديمقراطية و فخ الاستحقاق الانتخابي
اعداد : نعيمة كراولي – المركز الديمقراطي العربي
ملخص مجلس نواب الشعب :
بعد ما يسمى بـ “الربيع العربي” عرفت تونس صعود مفاجئ للعديد من التنظيمات الإسلامية وتمكن الإسلام السياسي من التحكم بمفاصل الدولة و جمع السلطات الثلاث في قبضته. وعرفت تونس تراجع كبير على جميع الأصعدة، فتراجع النمو الاقتصادي وتم توريط البلاد بعديد الديون الخارجية المجحفة.كما عرف مجال حقوق الإنسان تراجع خاصة في تراجع المكتسبات وخاصة منها المتعلقة بحقوق المرأة .كما تم إبرام عديد الاتفاقيات وخاصة منها اتفاقية التبادل الحر والشامل والمعمق مع الاتحاد الأوروبي”الاليكا” وعديد الاتفاقيات مع تركيا وقطر .
ولم تتوقف المساعي من قبل الشباب للتغيير الوضع ، وكانت الاحتجاجات الأخيرة يوم 25 جويلية في ذكرى عيد الجمهورية تتويج لنصر جديد أيده الرئيس “قيس سعيد” بإعلانه في ذات اليوم على جملة من التدابير “الاستثنائية”، وذلك خلال ترأسه اجتماعا طارئا للقيادات العسكرية والأمنية، قرر على إثرها رفع الحصانة عن أعضاء مجلس نواب الشعب ،و تجميد سلطات مجلس نواب الشعب وإعفاء رئيس الحكومة “هشام المشيشي” من منصبه. كما قرر تولي السلطة التنفيذية وتعيين رئيس حكومة جديد وتولي رئاسة النيابة العامة والتحقيق مع النواب المتورطين في الفساد.
مقدمة:
مرة أخرى يلعب الشباب التونسي الدور المحوري في تغيير الواقع السياسي بالبلاد التونسية و العالم كله ، فبعد قرار وزير الصحة “فوزي مهدي” تخصيص يومي عيد الإضحى للقيام بعملية التلقيح بطريقة مفتوحة و فتح أبواب مراكز التطعيم أيام عيد الأضحى لكل من تتجاوز أعمارهم الـ18 سنة، إاكتظت مراكز التلقيح بالشباب بما أخل بالبروتوكولات الصحية .ونتيجة الحملة التي تداول الشباب وسائل التواصل الاجتماعي بأن الهدف كان نشر الوباء بين الشباب وليس التلقيح .
و خلال استقبال رئيس الجمهورية “قيس سعيد ” بقصر قرطاج يوم 21 جويلية قال لوزير الصحة المقال” فوزي مهدي”، “اليوم وصلنا للإغتيال المواطن”.وعبر عن استغرابه من “خروج آلاف التونسيين في ذات الوقت متسائلا عن من قدم لهم الأمر”، مشددا التأكيد أن “ما حدث أمام مراكز التلقيح في أول أيام عيد الأضحى جريمة في حق تونس ونوع من الاغتيال للتونسيين” .وقال :”نحن نبحث عن قارورة أوكسجين وناس تبحث عن تفشي المرض حتى يقولون فلان فاشل لأنه محسوب على رئيس الجمهورية في حين أن المسؤول محسوب على الدولة التونسية” .وشدد رئيس الدولة على ضرورة أن يتحمل الذي تسبب في مشاهد الأمس أمام مراكز التلقيح المسؤولية التامة ، متابعا القول “التونسيين ليسوا بأضاحي يوم عيد الأضحى”.[1]
وملّ التونسيون الصراعات على النفوذ بين رؤساء الدولة والحكومة والبرلمان، إضافة إلى الفوضى ومظاهر العنف التي تتسم بها أعمال المؤسسة التشريعية. ونتيجة انعدام الاستقرار السياسي، تداول على حقيبة الصحة خمسة وزراء خلال عام ونصف. ومع تزايد الإحباط، برزت دعوات للتظاهر ضد كامل النخبة السياسية خلال عيد الجمهورية الموافق لـ 25 جويلية الأحد القادم، وأعرب آلاف على مواقع التواصل الاجتماعي اعتزامهم المشاركة في الاحتجاج رغم عدم تبني أي جهة معروفة تنظيمه. [2]
وعلى إثرها هذه الجريمة في حق شباب تونس أعلنت رئاسة الحكومة التونسية، فتح تحقيق في هذا الغرض و «العشوائية” التي شهدتها مراكز التطعيم ضد فيروس كورونا، أول أيام عيد الأضحى.[3]
كما قرر الشباب التونسي ، الذي بات مستهدف من حكومة النهضة التجمع صباح الأحد 25 جويلية الموافق لـ الذكرى الـ64 لإعلان الجمهورية ، عدد كبير من التّونسيين بالقرب من البرلمان، وفي جل الولايات التونسية للتّظاهر في العاصمة تونس مطالبين بإنهاء الأزمة السياسية ورحيل الحكومة وحلّ مجلس النواب ، وسط حضور أمني كثيف. ولم تمر سوى ساعات قليلة على هذه التحركات حتى أعلن الرئيس التونسي “قيس سعيد ” في قصر قرطاج، على جملة من التدابير التي وصفها بـ”الاستثنائية”، وذلك خلال ترأسه اجتماعا طارئا للقيادات العسكرية والأمنية، قرر على إثرها رفع الحصانة عن نواب البرلمان ،و تجميد سلطات البرلمان وفقا للفصل 80 من الدستور الذي لا يسمح بحله ولكنه لا يقف مانعا أمام تجميد كل أعماله .و قرر إعفاء رئيس الحكومة من منصبه، كما قرر تولي السلطة التنفيذية وتعيين رئيس حكومة جديد، وقرر، أيضاً، وتولي رئاسة النيابة العامة والتحقيق مع النواب المتورطين في الفساد.
وعرف الأمن [4] تراجع كبير و أصبح المواطن محل مساومة من قبل السلطة الحاكمة حريته بالأمن. و أمام فشل الطبقة السياسية الفاقدة للحس الوطني والخبرة السياسة ، وتزايد الاحتجاجات الشعبية المطالبة بحقها في الشغل والحرية والكرامة الوطنية، و مجالا للمقايضة السياسية في الصراع بين المنظومة القديمة والمنظومة الجديدة.وقد تميّزت السنوات الأخيرة بإتباع سياسة “التوافقات ” بين حزب “نداء تونس” (الذي جمع بقايا حزب التجمع الدستوري المنحل) و”حركة النهضة” (والتي كان إسمها حركة الاتجاه الإسلامي)، وبعض الأحزاب الأخرى.[5]
وقد عاشت تونس طيلة هذا العقد من الزمن على وقع ثقل التخمة السياسيّة التي طمست المطالب التنمويّة والاجتماعية والاقتصادية للثورة رغم أن كل الحكومات التي تعاقبت، لم تخلو خطاباتها من شعارات العدالة الاجتماعية وتحقيق التوازن بين الجهات والقضاء على الفقر والبطالة والنهوض بالشباب وتطبيق القانون والقضاء على الفساد بينما الواقع عكس ذلك. فقد عمقت ممارسات الطبقة السياسية والسياسات المصرح بها حجم الهوة بينها وبين باقي مكونات الشعب التونسي فظلت الحكومات في برجها العاجي دون أن تتحرّك قيد أنملة نحو هامشها الذي فجّر الثورة.و عجزت الحكومات المتعاقبة عن تحقيق وعودها رغم مرور عشر سنوات تداولت فيها 11 حكومة على السلطة ونشأ خلالها 227 حزبا سياسيا. [6]
و قد فاجأ الرئيس التونسي”قيس سعيد “تونس والعالم باتخاذه جملة من قرارات ” الجريئة “عندما قرر إعفاء رئيس الحكومة “هشام المشيشي” من منصبه و تجميد أعمال البرلمان نتيجة التصادم السياسي بينه وبين حزب حركة النهضة (حركة الإخوان التونسيين بتونس) بسبب إصرارها وتعنتها في التمسك بحكومة المشيشي، رغم معارضة الأخير لتوجيهات قيس سعيد بتغيير أسماء في الحكومة متهمة بالفساد. و فعلا أصدر الرئيس التونسي قيس سعيد، الاثنين الموافق لـ 26 جويلية ، أمرا رئاسيا بإعفاء رئيس الحكومة هشام المشيشي ووزير الدفاع “إبراهيم البرتاجي”، ووزيرة العدل بالنيابة “حسناء بن سليمان”. وجاء في القرار أن يتولى الكتاب العامون أو المكلفون بالشؤون الإدارية والمالية برئاسة الحكومة والوزارات المذكورة تصريف أمورها الإدارية والمالية إلى حين تسمية رئيس حكومة جديد وأعضاء جدد فيها. [7]
أهداف البحث:
بعد مرور عشر سنوات على اندلاع ما أطلق عليه بـ «ثورة الياسمين” بات من الضروري دراسة الوضع بالبلاد التونسية الذي عرف تدهورا كبيرا على جميع الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والسياسة.و الهدف من هذه الدراسة هو تقييم الوضع بالبلاد التونسية بعد حكم الإسلام السياسي الذي دام عشر سنوات ، و دور الرئيس «قيس سعيد” في قلب كل الأوراق.
الإشكالية:
رغم أهمية الانتخابات التشريعية والرئاسية باعتبارها تمثل التجسيد الفعلي للديمقراطية ، إلا أنها عرفت منعطفا خطيرا بات يهدد التحول الديمقراطي الذي انطلق بعد اندلاع انتفاضة الحوض المنجمي سنة 2008 الشرارة الأولى للثورة [8] وبعد مرور عشر سنوات على ما يطلق عليه “الربيع العربي” بات من الضروري إعادة قراءة الأحداث بتونس ، فهل تحققت طموحات الشعب التونسي وما هي حقيقة الوضع تونس بعد تولي الإسلام السياسي ؟
تعريف المصطلحات:
– ثورة الياسمين: هي سلسلة من الاضطرابات بدأت في 17 ديسمبر 2010 في مختلف المدن التونسية، وانتهت في 14 جانفي 2011 بإقالة رئيس الجمهورية زين العابدين بن علي. وكان احتجاج المتظاهرون على انتشار البطالة ، ارتفاع أسعار السلع الغذائية، الفساد وسوء الظروف المعيشية. وتحولت المظاهرات التي بدأت في ديسمبر 2010 إلى سلسلة من أعمال العنف والاعتقالات من جانب الشرطة والجيش التونسي تجاه المتظاهرين وأسفرت المظاهرات عن عشرات القتلى وآلاف من الجرحى. [9]
– الربيع العربي : الربيع العربي[10] أو ما بات يعرف بالثورات العربية ، هو مفهوم يطلق على الأحداث التي جرت في العالم العربي وفجرها الشباب بدءَا بتونس أواخر عام 2010 ومطلع 2011 ، رافعا شعار ” أرحل ” و ” الشعب يريد إسقاط النظام ” ونهجها ” ثورتنا ثورة سلمية ” وأشار البعض بأن المقصود بالربيع العربي هو الثورات السلمية،التي حملت الزهور في وجه الأنظمة لتثمر في النهاية حرية وديمقراطية.[11]
منهج البحث: نظرا لطبيعة البحث ومن أجل الإجابة على الإشكالية المطروحة اعتمدنا المنهج التحليلي الوصفي نظرا لتوافقه مع طبيعة موضوع .
المحور الأول : تونس في ظل حكم النهضة
ساهم ظهور أطراف جديدة كان لها دورا كبيرا في تحديد مصير الدول العربية، والتي ساهمت في تأزم أوضاعها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية من ضمنها الصعود المفاجئ للأحزاب الدينية وعودة رموز النظام السابق . هرعت أحزاب سياسية عدة إلى التربُّع على مناصب في السلطة السياسية غداة الانتفاضات العربية في 2010-2011. حيث حصدت انتصارات انتخابية في مصر وليبيا والمغرب وتونس، ولعبت أدواراً رئيسة في الائتلافات السياسية التي تشكّلت بمساندة غربية.[12]
وقد شهدت البلاد التونسية انتشارا للفكر المتشدد وتشكلت تنظيمات جهادية مسلحة بعد الثورة أربكت الأمن العام في البلاد بهجمات استهدفت سياحا ورجال أمن وعسكريين. كما هزت الاغتيالات السياسية البلاد وفرضت السلطات حالة طوارئ لا تزال سارية إلى اليوم.ودفعت ندرة الوظائف العديد من الشباب إلى الهجرة عبر البحر بطريقة غير قانونية باتجاه السواحل الأوروبية. وأحيانا تنتهي مغامراتهم بمأساة ويلقون حتفهم في البحر الأبيض المتوسط.[13]
و المتتبع لمسار الإسلام السياسي يلاحظ أنه كان عنصر تدمير وتشتيت للدول العربية والإسلامية التي انتشر فيها، أو بالأحرى زرع فيها . فتحت رايته عصف الإرهاب بالجزائر، ثم انطفأ قليلا ليعود بقوة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، فدمر أفغانستان ، ثم جاء “الربيع العربي ” ليكون البوابة المثلى لزرع تنظيمات كانت محظورة داخليا ومصنفة دوليا على أنها تنظيمات إرهابية،مما يطرح عديد التساؤلات حول الإسلام السياسي . [14]
وقد كشف”روبرت دريفوس ” صاحب ِكتاب “لعبة الشيطان” الذي صدر سنة 2005 ،عن عديد الحقائق والمغالطات التي كانت وراءها بلاده الولايات المتحدة الأمريكية في إطار سياستها نحو السيطرة على العالم واستغلال ثرواته لصالح أمنها القومي،معتمدا على أبحاث واسعة وتقارير رسمية ومقابلات مع الكثير ممن ساهموا في صياغة السياسة الأمريكية سواء البنتاجون أو الخارجية الأمريكية أو السي أي إيه وحول دور الولايات المتحدة الأمريكية في نشأة التطرف الإسلامي، و سعى الكاتب للإجابة على العديد من الإشكاليات من قبيل البحث عن جذور العلاقة الأمريكية بالإسلاميين الأصوليين أو المتطرفين الذين َجندتهم في الشرق الأوسط لرْدع الاتحاد السوفيتي والحركات الوطنية والقومية العربية. وُيقدم الكاتب أطروحة َمَفاُدها أن الواليات المتحدة الأمريكية أسست التطرف الإسلامي ليكون شريًكا مريحا لها في مواجهتها ضد الاتحاد السوفيتي خلال الحرب الباردة ومشروعها التوسعي لفرض الهيمنة في الشرق الأوسط.”[15]
و حركة النهضة تعد نموذجا للإسلام السياسي لهذا الحليف ، حيث استعدت لهذه الانتخابات منذ سنوات، وعملت بمختلف السبل والوسائل على تجزئة العائلة الوسطية الديمقراطية الحداثية، وذلك عبر التحالف مع بعض الأحزاب السياسية، وبث الفتنة بين القيادات السياسية، وتشجيع عدة شخصيات على الترشح كمستقلين مع ضمان تمويلهم من إمكاناتها المادية الكبيرة الوافدة من الخارج.والهدف النهائي لحركة النهضة هو “تفجير” المشهد السياسي، والوصول إلى الانتخابات بمرشحين متعددين، يشتتون أصوات الناخبين المعارضين لها، مقابل احتفاظها بناخبيها الذين يكونون عادة منضبطين في تنفيذ أوامر قيادة الحركة أو “الأمير” مثلما يسمونه في السر. الإخوان استولوا على السلطة في لحظة مباغتة وارتباك وتردد عاشتها مجتمعات بعينها. وبعد أن تغلغلوا في كثير من القطاعات، خاصة ذات الحساسية المفرطة في إدارة الشأن العام، تمسكوا بالسلطة بمنطق القوة والتصفية والتهديد وحتى الاغتيالات السياسية. فحركة النهضة” الإخوانية نزلوا إلى الساحة بترسانتهم البشرية المتطرفة مكسوة بالبدلات و”الكرافتات”.[16]
و يعد البرلمان التونسي الحالي بتركيبته الهجينة التي ضمت نواب ليس لهم علم لا بالسياسة ولا بالاقتصاد ولا بالدين ولا بالثقافة، هذا بالإضافة إلى أن نسبة منهم مطلوبين للعدالة غير أن الحصانة التي تحصلوا عليها بعد “تنصيبهم” في البرلمان جعلت منهم رجال قانون يشرعون القوانين ويمضون الاتفاقيات الدولية. وفقا للبعض فقد : “راكم التونسيون من التجارب خلال السنوات الماضية ما يجعلهم اليوم قادرين على إفشال كل المحاولات الانقلابية خاصة منها تلك التي تستهدف برلمان الشعب بما هو صمام الأمان الأساسي للمرحلة الانتقالية. إنّ هذا التطعيم القاعدي ضد كل أشكال الفوضى سيجعل من التجربة التونسية أمّ التجارب العربية في إنجاح مسارات التغيير نحو الدولة المدنية دولة الحقوق والحريات ودولة القطع مع كل أنواع الاستبداد والقمع. “[17]
وفي سابقة تاريخية فريدة ، سعت كتل نيابية، لسحب الثقة من رئيس البرلمان “راشد الغنوشي” حيث قرر مكتب البرلمان التونسي تنظيم جلسة عامة للتصويت على سحب الثقة منه بناء على لائحة مقدمة من كتل نيابية لسحب الثقة من الغنوشي بتهمة “سوء إدارة المجلس ومحاولة توسيع صلاحياته”. إلا أنها آلت بالفشل ، فقد تم كالعادة شراء الذمم بالمال و التهديدات وتدخل أجنبي . وعلى إثر صدور النتائج فشل سحب الثقة صرح رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي ” باستهزاء بأن ” إن لتونس مستقبلا ما دامت متمسكة بالحرية. أن الديمقراطية حديثة وناشئة وتحتاج إلى مزيد من التمرين.”[18]
و بسبب الإنهاك وجد التونسيون أنفسهم أمام نتائج للانتخابات التشريعية أغرب من نتائج الرئاسية، وقد وجدوا أنفسهم من جديد أمام تحالفات غير طبيعية وإزاء حكومات محاصصات وأمام مساومات وتصفية للملفات تحت الطاولة. [19] وهذا ما يفسر حالة الإحباط واليأس والخوف من المستقبل التي أصابت عدد كبير من الشعب التونسي نتيجة تدهور الوضع بتونس على كل الأصعدة ،وهذه بعض انجازات حركة النهضة خلال العقد الأخير:
– تراجع مكتسبات المرأة التونسية كانت و لا تزال المرأة التونسية قوة فاعلة في كل المحطات النضالية ولعبت دورا رياديا في عديد الحركات الاجتماعية ومدافعة شرسة عن حقوق الإنسان، [20] إلا أن الواقع يثبت ارتفاع العنف المسلط ضد المرأة في العشرية الأخيرة .وقد عاشت قبة مجلس النواب خير مثال لتراجع مكتسبات المرأة التونسية ، فأثناء الجلسة العامة يوم 30 جوان الماضي اعتدى ”الصحبي صمارة” وسيف الدين مخلوف، على النائبة رئيسة كتلة حزب الدستوري الحر ”عبير موسي”، تحت قبة البرلمان بالعنف حيث سدد لها صفعة قوية. [21] حيث اتهمت النائبة “عبير موسي” “راشد الغنوشي” بـ“التدليس والتحايل في قضية صندوق قطر للتنمية“[22]، الذي وصفته بـ“المشروع الاستعماري“.و الاحتلال المفضوح للدولة التونسية، وضرب لاستقلال قرارها الوطني، ومحو لسيادتها على ترابها“. واتهمه بـ“محاولة فرض الاتفاقية الخاصة بصندوق قطر للتنمية [23] على أعمال البرلمان دون مصادقة مكتب المجلس عليها“، مطالبا بعدم عرضها على التصويت . [24]
– أرقام مفزعة وواقع ينبئ بمزيد من التأزم في الفترة القادمة خاصة أمام وضع اجتماعي هشّ وتراكم الملفات الاجتماعية (ملف الحضائر، المعلمين والأساتذة النواب، المعطلين عن العمل من أصحاب الشهادات العليا ومن الدكاترة الباحثين، عاملات القطاع الفلاحي والقطاعات الأخرى الغير مهيكلة كالنسيج، ملف الفسفاط والتشغيل في منطقة الحوض المنجمي…) وتفاقم أزمة العطش والتلوث والتي لم تتعامل معها الحكومات المتعاقبة بالجدية و النجاعة الكافية إضافة إلى تداعيات فيروس كورونا على الاقتصاد الوطني وعلى القطاعات الحيوية والغياب شبه التام للاستثمارات مع مواصلة الاشتغال بنفس منوال التنمية الموروث عن المنظومة السابقة وفي ظل ضبابية المشهد السياسي وغياب الرؤية والتخطيط الاستراتيجي لإصلاح القطاعات العمومية على غرار التعليم والصحة والنقل. كلها ساهمت وستساهم في المزيد من الاحتقان كما ستغذي شعور اليأس والإحباط لدى اغلب الفئات الاجتماعية لتجعل السيناريوهات القادمة مفتوحة على كل الاحتمالات.
– ارتفاع نسق الهجرة الغير نظامية في تونس والتي كانت غالبا هاجس الشباب خاصة المعطل عن العمل للخـلاص مـن واقـع مرير مغرق في التهميـش والإقصاء والفقر والبطالة ترفضها عادة اغلب العائلات نظرا لخطورتها وارتباطها الحتمي بالمأساة وضعف نسبة نجاحها إلا أنها اليوم وخاصة خلال الاشهر الاخيرة ونتيجة للتداعيات الاقتصادية لأزمة الكوفيد على الفئات المحدودة الدخل شهدت انخراطا للعائلة وللنساء والقصر في عملية اجتياز الحدود، فحسب أرقام قسم الهجرة بالمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية شهد السداسي الأول من سنة 2020.[25]
-انهيار المنظومة الصحية حيث هز خبر وفاة إحدى عشر رضيعا مقيمين بمركز التوليد وطب الرضيع في مستشفى الرابطة، خلال يومي 7 و8 مارس 2019″ سخط التونسيون وتحول إلى قضية رأي عام وطنية لم تعهدها المستشفيات التونسية وقطاع في البلاد. وبينت التحقيقات الأولية أنّ الوفيات يرجّح أن تكون ناتجة عن تعفّنات سارية في الدم تسببت سريعاً في هبوط في الدورة الدموية..[26] كما تصاعدت حالة الغضب العام في تونس عقب انتشار صور العلب الكرتونية التي سلمت فيها السلطات التونسية جثث الأطفال لذويهم . [27]
– الوضع الوبائي في تونس أصبح كارثيا”، و”موجة تسونامي كورونا تضرب تونس”، هذه هي تعبيرات، أطلقها أحد أعضاء اللجنة العلمية لمواجهة الوباء في تونس، في معرض وصفه لحالة تفشي الوباء حاليا في البلاد . [28] كما ذكرت متحدثة باسم وزارة الصحة التونسية “نصاف بن عليه”أن “المنظومة الصحية انهارت للأسف”. وسجلت تونس الثلاثاء 9823 إصابة و134 وفاة نتيجة كورونا، وهي أرقام لم يسبق أن سجلتها البلاد.[29]
– سجلت تونس تزايد كبير في الأمراض والاضطرابات النفسية و خصوصاً التوتّر المزمن والاكتئاب والأرق والقلق، والتي تفاقمت مع أزمة كورونا في ظل الوضع السياسي المتدهور.[30]
– وقعت حكومة “محمد الجبالي” التابعة “لحركة النهضة ” بعد الثورة الجولة الأولى من مفاوضات اتفاقية التبادل الحر الشامل والمعمق مع الاتحاد الأوروبي “الأليكا”.و دخلت تونس في مفاوضات حول مشروع اتفاق التبادل هذا ولم تولي حكومة “محمد الجبالي ” وبالتالي حركة النهضة اهتماما كبيرا بتفاصيل المخطط الذي يحاك ضد تونس من خلال إبرام هذه اتفاقية التي [31] التي لا تتماشى وطموحات الشعب التونسي.
– أثار مشروع اتفاقيتين تجاريتين مجحفتين بكل ما في الكلمة من معنى، وتمثلان تعدياً على السيادة التونسية بين تونس وكل من تركيا وقطر .[32]
– تحظى تونس بأهمية كبيرة لدى تركيا، إذ تعد الرهان المُفضل لها لتحقيق نفوذها في المنطقة و تبرز هذه الأهمية من واقع نفوذ تونس داخل الملف الليبي، والذي تسعى من خلاله تركيا استخدام تونس بوابة خلفية لها لمد نفوذها داخل ليبيا. ويتضح ذلك من واقع الدعم التركي الرسمي الكامل للمبادرات التونسية لتسوية الأزمة الليبية، وما ذكره “أردوغان” عن تطابق مواقف تركيا وتونس. [33]
– يُهدّد الفساد الأمن بشكل مباشر، من خلال توفير الفرص لمهرّبي الأسلحة والمخدرات والاتّجار بالبشر، لإدخال سلع غير قانونية إلى البلاد. خاصة و أن إجراءات الرقابة المتهاونة على الحدود الناجمة عن نظام الرشاوي، يمكن أن تسهّل غسل الأموال وتساعد بالتالي على تفشّي الإرهاب. [34]
-أطلق خبراء في الاقتصاد أجراس الإنذار، معبّرين عن مخاوفهم الجادة من اقتراب تونس من مرحلة الإفلاس.وذلك بعد الارتفاع القياسي و اللامسبوق لعجز الميزانية، وعدم قدرة الحكومة على الإيفاء بتعهداتها المالية للدائنين في الخارج، مما يجعلها رهينة إملاءات مؤسسات مالية دولية. وقد تصاعدت حدة إدمان تونس على الاقتراض من المؤسسات المالية الدولية بشكل لافت منذ 2013 بما سيرهن مستقبل الأجيال المقبلة. [35]
المحور الثاني : الفساد و التحول الديمقراطي
في ظرف عشر سنوات باتت الأحزاب الدينية تسيطر على البلاد التونسية سياسيا واقتصاديا ،فالسلطة والمراكز السياسية حكر على فئات معينة ، تسعى للاستيلاء على مؤسسات الدولة وفقا لقواعد لعبة الديمقراطية وصناديق الاقتراع. و تتحول الديمقراطية إلى استبداد شمولي جديد من خلال شراء ذمم الطبقة الفقيرة. فالديمقراطية باتت رهينة اللعبة السياسية والفساد المالي .[36] و رغم برهنة الشعب التونسي عن حسن نيته في الانتخابات و التزامهم بمحاولة إنجاح الديمقراطية النّاشئة في تونس من خلال التوجه إلى مراكز الاقتراع ، [37] ألا أنه وقع في “فخ الديمقراطية” المزعومة والتحول الديمقراطي الذي تحول إلى فساد طال كل المجالات دون استثناء.
و تواجه تونس اليوم مشكلة كبرى لا تقل خطورة عن تدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي والممثلة في الفساد [38] الذي استنزف موارد الدولة وبات المتحكم الأول في المشهد السياسي والإعلامي ، فلا يمكن بناء نظام ديمقراطي يَنخره الفساد من الداخل.فمجلس النواب التونسي غالبيتهم ليس لهم شهادات عليا أو ما يعادلها. خاصة وأن قانون الانتخابات لم يشترط في الفصل 19 الخاص بمجلس النواب أو الفصل 40 الخاص برئيس الجمهورية ،ضمن شروط الترشح أي مؤهل تعليمي ،وكأن تسيير الشأن العام مسالة بسيطة لا تتطلب أية تكوين أو معارف. و بات من الأكيد أن يقع تعديل قانون الانتخابات والدستور باشتراط حد أدنى من المؤهل التعليمي لصحة كل مطلب للترشح لأي خطة تمثيلية،أو سياسية معينة. [39] وبعد استغلال البعد الديني والعقائدي في الانتخابات السابقة، يبدو أن قوى المال والأعمال دخلت بقوة هذه الانتخابات لتأخذ مكانها في الساحة السياسية التونسية. وقد اختار رجال الأعمال خلال هذه الانتخابات المشاركة في العملية السياسية وترأسوا أكثر من قائمة انتخابية في عدد من الجهات. ولا يتعلق الأمر فقط بالعلاقة غير الواضحة بين عالمي الأعمال والسياسة، بل تعداه إلى تمويل الأحزاب والحملات الانتخابية من المال المتدفق من الخليج أو من المال المشبوه. [40] وفي هذا السياق نشر البعض مقال حول الفساد الذي يحوم حول حزب النهضة ، والذي كلفه رفع قضية ضده من قبل “راشد الغنوشي” رئيس حركة النهضة شخصيا . [41]
وفي نفس السياق ذكر مركز مالكوم كير – كارنيغي أنه ” يُعتبر الفساد قوة مزعزعة للاستقرار في تونس، تُلقي بظلالها على كل مستويات الاقتصاد والأمن والنظام السياسي. و أطلق المجتمع المدني العديد من المبادرات واتّخذت إجراءات قانونية كثيرة لمكافحة الفساد، إلا أن هذه الآفة تبدو اليوم منتشرةً أكثر مما كان عليه الحال في عهد بن علي. لكي تتمكّن عملية الانتقال الديمقراطي من البقاء والاستمرار، لابدّ من أن تشنّ تونس حرباً على جبهتين في آن واحد لمجابهة نظام الكليبتوقراطية (حكم اللصوص) والفساد الصغير المتفشّي على نطاق واسع. وحتى تتكلّل هذه العملية بالنجاح، يتعيّن على الحكومة والمجتمع المدني أولاً الاتفاق على إطار مشترك لفهم جوهر الحرب على الفساد وسبل تطبيقها، ثمّ على المجتمع الدولي دعم هذا الإطار عبر التمويل والمساعدات المقنّنة .[42]
وقد لخص البعض الوضع التونسي بعد الثورة في سؤاله ماذا جنى الشعب تونسي من الثورة؟ فرّ الشباب منها إلى لمبيدوزا وَمَن بقيَ منهم ازدادت مُعاناته وإن احتَجَّ اتُّهِمَ بالتهوّرِ وإن واصلَ الاحتجاجَ التَحَقَ بالجرحى الذينَ مازاوا ينتظرون مَن يعالجهم. وتسلّم الشيوخ والعجائز دفّةَ الحكم. وسُمِّيَتْ ثورة العاطلين العمل من ذوي الشهادات العليا ، فتضاعفتْ نسبةُ العاطلين عن العمل ، كما سُمِّيَتْ ثورة الجّهات المحرومة فازدادت الجهات المحرومةُ حُرماناً . وإن حاولت رفعت صوتها للمطالبة بحقا المُفتَرَض من التنمية الموعودة اعتُبِرَت مُتآمرةً على الثورة وجُوبهت بالرصاص المطاطيّ. وانحطّتْ مكانتُهم أكثر في ظل حكومة النهضة ومراجعها القَطَريّة فتمَّ رشُّهم بالخرطوش الذي تُصطادُ به الخنازيرُ البريّة.وفي المقابل ينعم أعضاء السلطة وأنصارها بالامتيازات داخل مؤسسات الدولة وخارجها، بينما يزداد فقر الفقراء . هذا بالإضافة إلى تحول تونس إلى “منجمٍ ” لاستقطاب وتصدير الإرهابيين إلى سورية ومالي وغيرهم. [43]
و الفساد الذي تفشى في البلاد مأتاه الحكومات الفاسدة التي تعاقبت على الحكم في تونس فلو لا المال الفاسد الذي اشترى ذمم الطبقة الفقيرة لما كان تحت قبة برلمانيين فاسدين. والمال الفاسد هو الذي أوصل حكومات فاسدة للحكم ، فالتمويل الخليجي والتكتيك التركي والدعم اللوجستي الغربي ركز في تونس كل أسس الفساد. كما ساهمت المنح و القروض الممنوحة إلى تونس بعد ما يطلق عليه بـ”الربيع العربي ” في تمكين الأحزاب الدينية من هذه القروض والمنح التي لم يرى الشعب التونسي منها شيء إلى يومنا هذا وذلك بشهادة السفير الفرنسي .[44]
ويعد أصحاب رأس المال قوة لا يستهان بها في تفعيـل أو تعطيـل أي نظـام انتخابي بدرجات مختلفة، والتساؤل هو كيـف تـصبح الثروة “مستقلة” عن السلطة؟ أي متى نثق في القول بأنـه لا أحد يستطيع شراء المقعد ولا يمكن لأي ثروة أن تحجز حصة لها في البرلمان ولن يصبح البرلمان واجهة سياسية لأصحاب الثروة أو مطية لزيادتها؟[45]
وبذلك لعب المال الفساد دور كبير في تحديد مسار الانتخابات بتونس،حيث يبين موقع lobbying.al- monitor.com نقلا عن موقع وزارة العدل الأمريكية تعاملات لحركة النهضة مع شركة لوبيينغ تسمّى ‘Burson-Marsteller’ المتخصّصة في الاتصال والعلاقات العامة بعقد قيمته 285 ألف دولار في سنة 2014 بهدف تحسين صورتها والقيام باتصالات مع مسؤولين في الدولة الأمريكية إضافة إلى عقد آخر بقيمة 112.500 ألف دولار بمجموع يقدر بـ 397 ألف دولار.[46]
و” اهتز الرأي العام التونسي اثر نشر وثائق على احد المواقع الحكومية الأمريكية يفيد بان” نبيل القروي” وقع عقد مع شركة لوبيات كندية تُدعى “ديكنز آند ماديسون” Dickens & Madison،وذلك بهدف أن تمارس “الشركة ضغوطا على حكومات الولايات المتحدة الأميركية، وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى بغرض وصول “نبيل القروي” إلى رئاسة الجمهورية التونسية”.[47] كما” بين موقع lobbying.al-monitor.com نقلا عن موقع وزارة العدل الأمريكية تعاقد رئيسة جمعية ‘عيش تونسي’ ألفة تراس المترشحة للانتخابات التشريعية مع شركة America to Africa Consulting التي تنشط في مجال اللوبيينغ بهدف تعزيز صورتها في الخارج وتنظيم لقاءات مع قادة دول وحكومات وكبار القادة في مجال الأعمال والفكر ورؤساء المؤسسات الإفريقية الكبرى، وتبلغ قيمة العقد 15 ألف دولار شهريا منذ شهر ماي الفارط إلى غاية نهاية شهر أكتوبر الجاري.” [48]
المحور الثالث : سعيد و الردع وفقا للقانون
تسائل البعض لماذا اختارت حركة النهضة دعمها لـ”قيس سعيد ” في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية الفارطة دون منافسه نبيل القروي؟ هل كان عصفورها النادر سلفا أم أنه بات أفضل الخيارين الممكنين بعد أن فشل عصفورها الرسمي مورو ؟[49] و”قيس سعيد” لم يرفض هذه التسمية، فقبل ساعات من الصمت الانتخابي، قال إنه يتذكَر مشهدا واحدا طوال الوقت من فيلم «العصفور» ليوسف شاهين، تحديدًا حينما أطلق الشاب العصفور من القفص، فتحرر، شعر بالحرية، ولم يشأ العودة إلى القفص مرة أخرى..”[50]
وبعد ترشح”قيس السعيد” ”هنأت حركة النهضة المترشح المستقل قيس سعيد بفوزه في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية بمنصب رئاسة الجمهورية التي جرت اليوم الأحد 13 أكتوبر 2019.ودعت الحركة أنصارها “للالتحاق والاحتفال مع الشعب التونسي بشارع الثورة” في إشارة إلى شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة.”[51]
وبناء على ما تم تداوله في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي اعتبر العديد ” قيس السعيد” العصفور النادر الذي تحدثت عنه حركة النهضة ، إلا أنه بات حصان طروادة الذي انقلب عليهم ودخل “عش منبلزير”[52] ليفجره من الداخل .فالانقلاب الذي تحدث عنه الكثير لم يكن انقلاب بالمفهوم القانوني، بل انقلاب على حركة النهضة ، وعلى فسادها المالي والسياسي و الإداري،وعلى تجويع الشعب التونسي ، وعلى المحسوبية ، وعلى التهميش، وعلى توريط تونس بقروض ومعاهدات جائرة ، وعلى تدمير المنظومة الصحية بعد أن كانت تونس وجهة استشفاء عالمية ،وعلى إتلاف المنتوجات الفلاحية بحرقها أو تركها حتى تفسد لاستيراد البضائع التركية .
كما أن هناك عدة ملفات ساخنة دفعت “بقيس سعيد ” بالإعلان عن الإجراءات التي اتخذها منها ملف الجهاز السري لحركة النهضة والمتورطون في قتل الشهيدين “شكري بلعيد “و”محمد البراهمي”[53].وفي هذا نفس السياق ذكرت عضو هيئة الدفاع عن الشهيدين “شكري بلعيد “و”محمد البراهمي”، المحامية “إيمان قزارة”، إن الجزء الـ5 من تقرير التفقدية العامة بوزارة العدل تضمن ثلاث مسائل أساسية، مشيرة إلى أن المسألة الأولى تتعلق بتعدد المسارات والإحالات التي قام بها “بشير العكرمي” في ملف الجهاز السر لحركة النهضة بغاية عدم الوصول إلى نتيجة.وأنه لولا تدخل المحاماة التونسية يومي 19 و24 سبتمبر 2019 لكان ملف الجهاز السر لحركة النهضة الملف رقم 9269 من جملة الملفات التي تستر عليها بشير العكرمي”. أما المسألة الثانية فتتعلق بموقف النيابة العمومية في خصوص المحجور الذي وجدوه عند “مصطفى خذر” في ديسمبر 2013 وعدم وجود إذن في نقله إلى وزارة الداخلية.وفيما تخص المسألة الثالثة،فإن تصريحات “سفيان السليطي” في خصوص” بشير العكرمي” وأهم القرارات والتعليمات التي كانت تعطى لرؤساء الفرق المختصة واهم القرارات الموجودة في ملف الجهاز السري”، حسب نفس المصدر.كما أكّدت “إيمان قزارة” أنهم على العهد وماضون في تفكيك المنظومة وتفكيك التمكين.[54]
و يؤكد البعض على أن رئيس الجمهورية “قيس سعيد” كانت له نية طرح ملف “الجهاز السري لحركة النهضة” صلب اجتماع لمجلس الأمن القومي، بهدف تقديمه للقضاء.وقالت ذات المصادر إن سعيد فقد الثقة في جدوى التحاور مع “الإخوان”، في إشارة لحركة النهضة، بعد اطلاعه على ملفات هامة تدين تورطهم في الإرهاب.وأكدت في هذا السياق، أن الرئيس اطلع خلال لقائه الجمعة الماضية بمحافظ البنك المركزي، على التمويلات المشبوهة التي تصل حركة النهضة عبر جمعيات خيرية.كما من المنتظر أن يدفع قيس سعيد إلى إعلان وزير جديد للداخلية، وهو المنصب الذي يحتفظ به رئيس الحكومة هشام المشيشي، منذ ثلاثة أشهر.”[55]
كما كان الحوار الوطني لسنة 2013[56] محل انتقاد العديد بما فيهم الرئيس التونسي “قيس سعيد” الذي لم يخفي نقده للحوار الوطني الذي قاده اتحاد الشغل سنة 2013 [57] حيث” صرح خلال اجتماع مع عدد من رؤساء الحكومات السابقة وهم “علي العريّض” و”يوسف الشاهد” و”إلياس الفخفاخ” ورئيس الحكومة الحالي، “هشام المشيشي ” الذي قال فيه « إن الحوار السابق الذي كان يوصف بأنه وطني، لا هو بحوار ولا هو وطني »، مضيفا « من كان وطنيا مؤمنا بإرادة شعبه لا يذهب إلى الخارج سرا بحثا عن طريقة لإزاحة رئيس الجمهورية بأي شكل من الأشكال حتى بالاغتيال .. ألا بأس ما خططوا وبأس ما فعلوا .[58] علما بأن اتحاد الصناعة والتجارة والصناعات التقليدية (منظمة الأعراف) قد توصل بمساعدة غربية من السيطرة على المشهد السياسي وكان ذلك من خلال بوابة “الحوار الوطني” سنة 213 ولا تزال طموحاته نفسها حتى يومنا هذا[59] فقد ظهرت نداءات تدعو إلى تكوين لجان تفكير مشتركة بين منظمة الأعراف والاتحاد التونسي للشغل حيث يرى بعض المتابعين أنه كان يفترض على “المشيشي” جمع المسارات وتكوين لجان تفكير مشتركة بين منظمة الأعراف والإتحاد العام التونسي للشغل من أجل التفكير في الإصلاحات على عدة واجهات والإنصات لمقترحات المنظمتين الوطنيتين اللتين لا يمكن تنفيذ أي إجراءات إصلاحية دون اللجوء إليهما ” [60]وللتذكير فقد تم ظهور الرباعي الراعي للحوار الوطني في أعقاب اغتيال السياسي اليساري والنائب في المجلس التأسيسي” محمد البراهمي” يوم 25 جويلية 2013.[61]
و خلال اجتماع طارئ مساء الأحد الموافق لـ 25 جوياية 2021 بقصر قرطاج مع قيادات عسكرية وأمنية، أعلن الرئيس سعيد “تجميد كل اختصاصات المجلس النيابي، كم قرر “رفع الحصانة عن كل أعضاء المجلس النيابي، وسيتولى رئاسة النيابة العمومية حتى تتحرك في إطار القانون لا أن تسكت عن جرائم ترتكب في حق تونس، كما سيتولي رئيس الدولة السلطة التنفيذية بمساعدة حكومة يرأسها رئيس حكومة يعينه رئيس الجمهورية”.وقال سعيد إنه اتخذ هذه القرارات بعد التشاور مع رئيسي الحكومة والبرلمان، وعملا بأحكام الفصل 80 من الدستور، مشيراً إلى أنه اتخذ قرارات أخرى ستصدر تباعا ضمن مراسيم خاصة.كما برر اتخاذ هذه القرارات بأن “عديد المرافق العمومية تتهاوى وهناك عمليات حرق ونهب، وهناك من يستعد لدفع الأموال في بعض الأحياء للاقتتال الداخلي”.وفي وقت لاحق، قالت الرئاسة التونسية إن الأمر بتجميد أنشطة البرلمان التونسي الذي أعلن في وقت سابق من مساء اليوم سيستمر 30 يوماً.[62]
و هذا ما ورد في الخطاب الذي وجهه “قيس سعيد للشعب التونسي “أن تم التشاور عملا بأحكام الفصل الـ 80 من الدستور، مع رئيس الحكومة ومع رئيس المجلس النيابي، اتخذت جملة من القرارات التي سيتم تطبيقها فورًا:
-القرار الأول الذي اتخذته وكان يفترض أن أتخذه منذ أشهر، ويتعلق بما يجري في المجلس النيابي، ويتمثل في تجميد كل اختصاصات المجلس النيابي، فالدستور لا يسمح بحله، ولكن لا يقف مانعا أمام تجميد كل أعماله.
-القرار الثاني:رفع الحصانة عن كل أعضاء المجلس النيابي، ومن تعلقت به قضية، سأتولى من بين القرارات التي اتخذتها رئاسة النيابة العمومية، حتى تتحرك في إطار القانون، لا أن تسكت عن جرائم ترتكب في حق تونس، ويتم إخفاء جملة من الملفات في أضابير وزارة العدل، أو في ملفات المجلس النيابي.
-القرار الثالث:يتمثل في تولي رئيس الدولة السلطة التنفيذية بمساعدة حكومة يرأسها رئيس الحكومة ويعينه رئيس الجمهورية.
نحن هنا اتخذنا هذه القرارات وسوف تصدر جملة من القرارات الأخرى في شكل مراسيم، كما ينص على ذلك الدستور، حتى يعود السلم الاجتماعي لتونس، وحتى ننقذ الدولة، وحتى ننقذ المجتمع.
هناك نص سيصدر بعد قليل ويطبق فورا:
إعفاء رئيس الحكومة ودعوة شخص آخر ليتولاها مدة هذه التدابير التي يجب اتخاذها.
رئيس الحكومة يتولى إدارة الحكومة، وهو مسؤول أمام رئيس الجمهورية، ورئيس الجمهورية هو الذي يتولى تعيين أعضاء الحكومة، باقتراح من رئيس الحكومة.
رئيس الحكومة يرأس مجلس الوزراء إذا دعاه رئيس الدولة إلى ذلك، لأن مجلس الوزراء سيتولى رئيس الجمهورية ترؤسه.[63]
وعلى إثر هذه القرارات “اتهم رئيس البرلمان التونسي، “راشد الغنوشي”، زعيم حركة النهضة الرئيس، قيس سعيد” بالانقلاب على الثورة والدستور وذلك بعدما أعلن الأخير تجميد عمل البرلمان وإقالة الحكومة، الأحد. وقال الغنوشي في اتصال هاتفي مع رويترز: “نحن نعتبر المؤسسات ما زالت قائمة وأنصار النهضة والشعب التونسي سيدافعون عن الثورة”.وأكد الغنوشي في تصريحات إعلامية أن “البرلمان سيواصل عمله رغم قرار الرئيس بتجميده”.وخلال إعلان سعيد قراراته في كلمة مصورة وسط قيادات عسكرية وأمنية، كانت حركة النهضة تعقد مؤتمرا صحفيا، ويبدو أنها فوجئت بالقرارات.
وقال نائب رئيس حركة النهضة، علي العريض، في المؤتمر “ليس لنا معلومات سابقة أو حالية حول هذا الموضوع لكن بشكل عام، لكن بتعبير عن رأي شخصي، الدستور هو الحكم من احترمه سنحترمه من يخرقه أو انقلب عليه فلن نقبل بذلك”. وأضاف “ناضلنا أربعين سنة من أجل الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وسنستمر في صيانتها والدفاع عنها”.[64]
كما”أكد رئيس حركة النهضة التونسية، راشد الغنوشي، رفض الاعتراف بقرار الرئيس قيس سعيّد بتجميد عمل البرلمان ورفع الحصانة عن جميع النواب.وقال الغنوشي، في تصريحات لوكالة رويترز، إن المؤسسات مازالت قائمة.”[65]
و اعتبر”راشد الغنوشي” رئيس حركة “النهضة أن “ما قام به الرئيس “سعيد “هو انقلاب على الثورة والدستور “أن “أنصار النهضة والشعب التونسي سيدافعون عن الثورة”.وحذر من أن قرارات “سعيد” “خاطئة وستُدخل تونس وشعبها في ظلمات وسلطة الرأي الواحد”. وشدد الغنوشي على أنه يعتبر أن “البرلمان في حالة انعقاد دائم والحكومة مازلت قائمة”، داعيا النواب إلى “الصمود والدفاع عن شرعيتهم أمام الإجراءات الباطلة التي اتخذها رئيس الدولة”. وتابع أنه “اتصل بالأمين العام للاتّحاد العام التونسي نور الدين الطبوبي (أقدم منظمة نقابية في تونس) من أجل استعادة الديمقراطية”، داعيا في الوقت نفسه بقية المنظمات الوطنية “إلى الدفاع عن الشرعية” .[66]
كما ” اعتبر المكتب التنفيذي لحركة النهضة الذي عقد اجتماعا طارئا مساء أمس الاثنين أن الإجراءات الاستثنائية التي أعلن عنها رئيس الجمهورية “غير دستوريّة وتمثل انقلابا على الدستور والمؤسسات، خاصة ما تعلّق منها بتجميد النشاط النيابي واحتكار كل السلطات دون جهة رقابيّة دستوريّة“.ودعا المكتب التنفيذي في بيان له اليوم الثلاثاء، رئيس الدولة إلى التراجع عن قراراته ومعالجة التحديات والصعوبات التي تعاني منها البلاد ضمن الإطار الدستوري والقانوني الذي يتماشى والخيار الديمقراطي الذي ارتضاه الشعب التونسي، مع ضرورة استئناف عمل مجلس نواب الشعب كسلطة أصلية منتخبة ديمقراطيا.”[67]
و أدت قرارات الرئيس التونسي، “قيس سعيد”، الاستثنائية ردود أفعال دولية عربية ودولية واسعة واختلفت المواقف الدولية من قرارات “قيس سعيد ” تجاه تنظيم الإخوان حركة النهضة، حيث دعى الاتحاد الأوروبي تونس إلى إعادة الاستقرار المؤسساتي في أسرع وقت ممكن، وأنه سيواصل متابعة تطور الأوضاع في تونس عن كثب .وذكـر الاتحاد بالدعم الكبير الذي قدمه والدول الأعضاء فيه لتونس لتجاوز أزمة جائحة كورونا والأزمة الاقتصادية الكبيرة ,مشددا على أن الحفاظ على الديمقراطية واستقرار البلاد من الأولويات .[68]
كما يمكن تحليل الموقف الرسمي الفرنسي من “قيس سعيد ومدى تأيدها له من خلال تعمد ماكرون مهاجمة تركيا بحضور قيس سعيد حيث أشار موقع “مغرب إنتليجنس” الاستخباراتي الفرنسي إلى تعمّد الرئيس إيمانويل ماكرون مهاجمة تركيا بحضور نظيره التونسي، قيس سعيد، في الإليزيه. وكان ماكرون قد قال خلال مؤتمر صحفي جمعهما إن تركيا تمارس “لعبة خطيرة” في ليبيا، مبررا “هواجس” النظام المصري.[69]
وفي ذات السياق قالت الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، “آنييس فون دير مول”، يوم الاثنين إن “فرنسا تتابع عن كثب الوضع السياسي في تونس بعد قرارات الرئيس قيس سعيد”.وأضافت أن “فرنسا تتمنى أن يتم احترام دولة القانون في تونس وأن تعود مؤسسات الدولة إلى عملها بأسرع وقت”، لافتة إلى أن “فرنسا تدعو جميع الأطراف السياسية في تونس إلى تجنب أي نوع من أنواع العنف والحفاظ على المكتسبات الديمقراطية”.[70]
وقد “تلقى، يوم الاثنين 26 جويلية 2021، رئيس الجزائر “عبد المجيد تبون”، مكالمة هاتفية من رئيس الجمهورية التونسية “قيس سعيد”، تبادلا فيها مستجدات الأوضاع في تونس .وتطرق الرئيسان إلى آفاق العلاقات الجزائرية التونسية وسبل تعزيزها، وفق بلاغ صادر عن رئاسة الجمهورية الجزائرية.”[71]
كما صدر ” بيان للرئاسة الجزائرية نشر على حسابها الرسمي على موقع “فايسبوك” إن الرئيس “عبد المجيد تبون”، تلقى اليوم “مكالمة هاتفية من أخيه السيد “قيس سعيد” رئيس الجمهورية التونسية، تبادلا فيها مستجدات الأوضاع في الشقيقة تونس”، كما تطرق الرئيسان، حسب البيان “إلى آفاق العلاقات الجزائرية التونسية وسبل تعزيزها”. [72]
وفي ذات الشأن أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية بيانا حول الأوضاع التي تشهدها تونس جاء فيه: “تراقب الولايات المتحدة عن كثب التطورات في تونس. كنا على تواصل مع مسؤولين في الحكومة التونسية للتأكيد على أن حلول المشاكل السياسية والاقتصادية في تونس يجب أن تستند إلى الدستور التونسي ومبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان والحرية. وكنا واضحين في حثّ جميع الأطراف على تجنّب اتخاذ أي إجراءات من شأنها أن تخنق الخطاب الديمقراطي أو تؤدي إلى العنف. نحن منزعجون بشكل خاص من التقارير التي تفيد بإغلاق مكاتب وسائل الإعلام ونحث على الاحترام الدقيق لحرية التعبير وغيرها من الحقوق المدنية.. يجب على تونس ألا تضيّع مكاسبها الديمقراطية، وستواصل الولايات المتحدة الوقوف إلى جانب الديمقراطية التونسية. “[73]
و”دعت قطر في بيان لها اليوم الاثنين 26 جويلية 2021 أطراف الأزمة التونسية إلى تغليب صوت الحكمة وتجنب التصعيد مشيرة إلى متابعتها تطورات الأزمة السياسية في تونس بعد إعلان رئيس الجمهورية قيس سعيد تفعيل الفصل 80 من الدستور و تجميد أعمال مجلس نواب الشعب .و دعا البيان كافة أطراف الأزمة إلى إعلاء مصلحة الشعب التونسي الشقيق وتغليب صوت الحكمة وتجنب التصعيد وتداعياته على مسيرة تونس وتجربتها التي نالت الاحترام في المحيطين الإقليمي والدولي ، أيضا عبرت قطر عن أملها في أن تنتهج الأطراف التونسية طريق الحوار لتجاوز الأزمة وتثبيت دعائم دولة المؤسسات وتكريس حكم القانون في الجمهورية التونسية الشقيقة و إلى الحفاظ على استقرار تونس وتحقيق طموحات وتطلعات شعبها الشقيق في المزيد من التقدم والازدهار.”[74]
وقد “أبدت وزارة الخارجية التركية “قلقها البالغ جراء تجميد عمل البرلمان في تونس”،وأملت الخارجية التركية، في بيان، “إعادة إرساء الشرعية الديمقراطية في إطار أحكام الدستور التونسي بأسرع وقت واستنكرت أيضا الرئاسة التركية ما أسمته “تعليق العملية الديمقراطية في تونس”، وقال المتحدث باسمها”إبراهيم قالن” في تغريدة عبر تويتر إن “تركيا ترفض تعليق العملية الديمقراطية وتجاهل الإرادة الديمقراطية للشعب في تونس الصديقة والشقيقة”. [75]
هذا وقد ورد في تقرير لـ”الشبكة الاورو-متوسطية لحقوق الإنسان”فمن خلال إعطاء الأولوية للإدارة، تقوم هيئات المجتمع، في واقع الأمر، بمساندة الأنظمة الاستبدادية. وخير مثال على هذا هو تونس، نظرا لوضعها كتلميذ نموذجي في الاقتصاد: فالحكومة تدرك كيفية إدارة التفاوض، والمشاريع تسري بشكل مناسب من حيث احترام الآجال والتنظيم الإداري، والنتائج الماكرو اقتصادية تعتبر الأفضل على مستوى المنطقة، والمصروفات تتم تبعا لوترية التقييمات الإيجابية، دون الأخذ بعين الاعتبار البعد السياسي، مع أنه حاضر نظريا في الشراكة.و بغض النظر عن أي أداء اقتصادي و الاجتماعي فإن تونس تشكل في الواقع فرصة ممتازة، حيث أنها تسدد دائما ديونها في الوقت المحدد، و لم تفشل أبدا في الأداء، كما أنها تُحسن تدبري ديونها بذكاء، حيث أن البيروقراطية التونسية تتميز بالكفاءة في إدارة العلاقات الدولية. [76] وهنا لا بد من التذكير أن الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية أيدوا الربيع العربي. [77]
وفعلا نجحت حركة النهضة في تمرير الأجندة الغربية في المنطقة ، و تمكنت من النهوض بأتباعها ومواليها ،فقد سبق وان وصف راشد الغنوشي الثورة التونسية بأنها “تمثل آمال المسلمين وخطتهم وحلمهم بالنهوض”،جاء ذلك في ندوة نظمتها “منصة متطوعي الأناضول للتعليم والدعوة” في ولاية أفيون قره حصار غربي تركيا، تحت عنوان “العالم الإسلامي ، نموذج التعاون ورؤيته المستقبلية. كما ذكر “راشد الغنوشي” زعيم حركة النهضة بأن الإسلام ليس دينا بحد ذاته بل دولة. ولم يقل آمال الشعوب العربية، لأن آمالهم تتمثل في التنمية الاقتصادية وإعادة الثروات المنهوبة، بينما تتمثل آمال النهضة في السيطرة السياسية على الشعوب العربية.[78]
فالتعامل الدولي فيما يخص تطبيق «الديمقراطية” في الوطن العربي لا زال مرتبط بالمصالح الاقتصادية. وهذا ما يفسر استقبال الحكومة الفرنسية لـ “راشد الغنوشي” استقبال الرؤساء قبيل الانتخابات 2019.[79] رغم أنه كان تابع لتنظيم إسلامي محظورا دوليا. وهذا ما يفسر نجاحهم في الانتخابات الأخيرة . وهنا لابد من التذكير بأن الإسلام السياسي في تونس فاز بالانتخابات بالمعنى السلبي،لأن خصومهم لم يعدوا العدة، وليس بفضل شعاراتهم و أفكارهم وبرامجهم.[80]
كما سبق وأن أحسن الرئيس التونسي “قيس سعيّد”استعمال القانون لرفض الإمضاء على القانون الذي المتعلق بإنشاء المحكمة الدستورية حيث “وجه رئيس الجمهورية قيس سعيد، مساء يوم السبت 3 أفريل 2021، كتابا إلى رئيس مجلس نواب الشعب يبلغه من خلاله رده للقانون المتعلق بالمحكمة الدستورية والمؤرخ في 3 ديسمبر 2015.وعلل رئيس الدولة لجوءه إلى حق الرد الذي يكفله له الدستور بجملة من الحجج القانونية أهمها تلك المتصلة بالآجال الدستورية التي نصت عليها الفقرة الخامسة من الفصل 148 من دستور سنة 2014، فضلا عن عناصر قانونية أخرى متصلة بما شهدته تونس منذ وضع الدستور إلى اليوم.وشدد رئيس الجمهورية، أيضا ، على ضرورة احترام كل أحكام الدستور بعيدا عن أي تأويل غير علمي بل وغير بريء.”[81]
خاتمة:
بات الطغاة يؤمنون بأن الطريق إلى الشرعية يمر باعتماد الديمقراطية وأن السلطة هي في نهاية المطاف سلطتهم. [82] و بعد أن تمكن الإسلام السياسي من الاستحواذ على كراسي البرلمان التونسي، تجرأ “الغنوشي” على إصدار مواعظ ، لشعب يعود تاريخه لأكثر من ثمانية آلاف سنة وقال باستهزاء ” إن لتونس مستقبلا ما دامت متمسكة بالحرية. أن الديمقراطية حديثة وناشئة وتحتاج إلى مزيد من التمرين.”[83] وفعلا تمرن” العصفور النادر واستطاع الوقوف بكل شجاعة في وجه الفساد بكل أشكاله و أعلن عديد القرارات الموجعة لتنظيم الإخوان وأزاحتهم وفقا للقانون و الشرعية الدولية والدستور الذي وضعوه سنة 2014.
فالإسلام السياسي محكوم عليه بالفشل و الجهاد باسم الإسلام المتطرف قد انتهى، وهذه الجماعات سيكون مصيرها الفشل أيضا.[84] وكانت قرارات “قيس سعيد” الضربة القاضية للإسلام السياسي ليس فقط في تونس بل في المنطقة كلها . حيث تمثل تونس الحلقة حلقة الوصل بين جنوب و شمال البحر الأبيض المتوسط ، وكما وصفها البعض فهي «العالقة » بين «الجزائر العنيفة» و« ليبيا التي لا يمكن التكهن بمستقبلها» في المنطقة الواقعة بين «أفريقيا» ومنطقة «المغرب العربي والشرق الأوسط» أو بين «البلدان النامية» و« البلدان الناشئة«. من الجانب الأوروبي تبدو الأمور بعد 14 جانفي غير واضحة المعالم . فقد تم تأكيد إرادة التغيري بتأييد مؤكد لعملية الانتقال الديمقراطي من طرف كل السلطات الأوروبية وهي تترجم بكل تأكيد عزما على قلب صفحة الدعم اللامشروط للأنظمة الاستبدادية”.[85]
وبعد مرور سنتين على تولي “قيس سعيد” رئاسة الجمهورية تفكك واستبان اللغز الذي قاله عقب نجاحه في الانتخابات و وصف البعض له ب”العصور النادر” لحركة النهضة صرح حينها ” حينما أطلق الشاب العصفور من القفص، فتحرر، شعر بالحرية، ولم يشأ العودة إلى القفص مرة أخرى.” وبما أنه لم ينفي على نفسه صفة “العصفور النادر ” وقبلها، فهذا يعني أنه كان يحلم منذ لحظة ترشحه للرئاسة بالطيران بتونس عاليا ، فلما تمكن من كسب ثقة الشعب والجيش ومناصرة قوى إقليمية ودولية أمر بتحطيم”عش الدبور” الذي أرعب الشعب التونسي لمدة عشر سنوات.
بعض المراجع التي تمّ الرجوع إليها:
– آينيث روث ، الطغاة يتنكرون في ثوب الديمقراطية :
https://www.hrw.org/legacy/wr2k8/introduction/introduction_ar.pdf
– باتريس إيبو ، حمزة مدب ، ومحمد حمد، تونس بعد الـ14 من يناير/كانون الثاني واقتصادها السياسي والاجتماعي رهانات إعادة تشكيل السياسة الأوروبي، حزيران/يونيو 2011– كوبنهاجن :
https://www.refworld.org/cgi-bin/texis/vtx/rwmain/opendocpdf.pdf?reldoc=y&docid=515013762
-د. جوهر الجموسي ، حركة النهضة وانتخابات تونس 2019.. نهاية من؟ 11-9-2019:
https://al-ain.com/article/presidential-election-tunisia
– جبران صالح علي حرمل، ثورات الربيع العربي رؤية تحليلية في ضوء فروض نظرية الثورات (الواقع وسيناريوهات المستقبل ): الحوار المتمدن-العدد: 4068 -20-4 2013:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=355286
– خالد بن بلقاسم ، المال السياسي الفاسد وتأثيره على الانتخابات التونسية: 16-9-2014:
-رياض بوعزة ،ماذا لو تخلفت تونس عن سداد ديونها السيادية، 12-5-2021:
– سالم السحيمي، ماذا يجب أن يتغير في التشريع السياسي التونسي؟ 23-12-2020:
– سارة يركيس،عدوى الفساد في تونس المرحلة الانتقالية في خطر،10- 11-2017:
https://carnegie-mec.org/2017/11/10/ar-pub-74696
-عبير العدوى، بعد تسليم جثث11 رضيعًا فى علب كرتون.. صدمة وغضب بين التونسيين، 11-3-2019:
https://www.mobtada.com/details/821938
– عودت ناجي الحمداني، الثورات والانتفاضات الجماهيرية المخاوف الدولية من تداعيات الربيع العربي، الحوار المتمدن-العدد: 4233 – 2013 / 10 / 2: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=380600
-فاتن الكسراوي، فرصة لبلورة تصوّرات للإصلاحات الاقتصادية لجان تفكير مشتركة بين الحكومة ومنظمة الأعراف:
– كريم وناس ، حقيقة تعاقد القروي وعيش تونسي والنهضة مع شركات ‘لوبيينغ،3 أكتوبر 2019:
– (لا ذكر لاسم الكاتب)، علاء شلبي، كرم خميس، الديمقراطية والانتخابات في العالم العربي ، المنظمة العربية لحقوق الإنسان، الطبعة الأولى ، القاهرة 2014، ص50.
http://aohr.net/portal/wp-content/uploads/2015/01/كتاب-الديمقراطية-والانتخ-.pdf
– (لا ذكر لاسم الكاتب)، تونسيون يواجهون أزماتهم النفسية بصمت، 21-4-2021:
– (لا ذكر لاسم الكاتب)،الحكومة الجديدة في مواجهة تركة ثقيلة ووضع لم يعد يتحمل الإخفاق، 4-9-2020:
https://ftdes.net/ar/dix-ans-apres-la-revolution/
– (لا ذكر لاسم الكاتب)،توتر في برلمان تونس وصفعة على الملأ للنائبة المعارضة عبير موسي- (فيديو)، 30 – يونيو – 2021:
– (لا ذكر لاسم الكاتب)الاتفاقيات تجمع تونس بقطر وتركيا برعاية النهضة الإخوانية..ما أهدافها؟ اتفاقيات حفريات 28 -4-2021:
-(لا ذكر لاسم الكاتب) ،بعد عشر سنوات من الثورة:الحكومة الجديدة في مواجهة تركة ثقيلة ووضع لم يعد يتحمل الإخفاق، 4-9-2020:
https://ftdes.net/ar/dix-ans-apres-la-revolution/
(لا ذكر لاسم الكاتب) لصالح تركيا وقطر.. اتفاقيتان مع تونس تثيران الريبة وتعتديان على سيادته (1-3)، الرمسة – فريق التحرير، ماي 4, 2020:
– (لا ذكر لاسم الكاتب)، الانتخابات الرئاسية والتّشريعيّة في تونس لسنة2019 التقرير النهائي،ص6:
– (لا ذكر لاسم الكاتب)، آفاق مجهولة : الأحزاب الإسلامية ما بعد الإخوان، مركز كارينغي للشرق الأوسط، 16-ديسمبر 2016:
https://carnegie-mec.org/2016/12/16/ar-pub-66511
– (لا ذكر لاسم الكاتب)، موقع فرنسي: ماكرون تعمد مهاجمة تركيا بحضور قيس سعيد،24 -6-2020:
— (لا ذكر لاسم الكاتب)، بعد قرارات قيس سعيد.. كيف تفاعل العالم مع تطورات الأحداث في تونس؟ الاثنين 26 يوليه 2021:
(لا ذكر لاسم الكاتب)، الغنوشي ، أنصار النهضة والشعب التونسي سيدافعون عن الثورة، 26 -7-2021:
– محمد بودربالة الذي وقع العقد مع شركة العلاقات الكندية وقال انه لفائدة نبيل القروي هو شخصية وهمية !!
3-10-2019:
https://ar.tunivisions.net/73827/محمد-بودربالة-الذي-وقع-العقد-مع-شركة-ال/
– نعيمة كراولي الإسلام السياسي بين الخطاب العقائدي و رهان السلطة مع التركيز على تونس،تقديم البرفسور إسماعيل دبش،المركز الديمقراطي العربي ، برلين ،ألمانيا ،الطبعة الأولى ماي 2020 :
– نعيمة كراولي، فرنسا من ثورة الجياع إلى لعبة الأمم، المركز الديمقراطي العربي، الطبعة الأولى أكتوبر 2020:
– نعيمة كراولي، اتفاقية التبادل الحر الشامل والمعمق مع الاتحاد الأوروبي “الأليكا” تونس في عهد الحماية الثانية”، المـركـز الديمقــراطـــي العــربـي للدراسات الإستراتيجية والسياسية والاقتصادية ألمانيا/برلين الطبعة الأولى جوان “2021 :
نورهان مصطفى، النهضة تدعم قيس سعيد ..العصفور النادر أم عصفور الضرورة؟
،قيس سعيد.. «العصفور النادر» الذي لم يروّج الوهم للتونسيين (بروفايل) الاثنين 14-10-2019 :
https://www.almasryalyoum.com/news/details/1434397
– هكذا تحدث هادي دانيال عن أوهام الربيع العربي و عن المثقف النقدي و القطيعي، الحوار المتمدن-العدد: 3960 – 2-1-2013 ،المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=339307&r=0
– وليد التليلي مأساة الرضّع تهزّ تونس ، 10 مارس 2019:
– يسرى الشيخاوي ،منها الجهاز السري للنهضة: إيمان قزارة تتحدث عن 3 مسائل أساسية في الجزء الـ5 من تقرير تفقدية وزارة العدل،22 جويلية 2021 :
مراجع بالفرنسية:
– Diego CARDONA, L’ÉVOLUTION DE LA NOTION DE SÉCURITÉ AU MEXIQUE, THÈSE Présentée pour l’obtention du grade de Docteur ès sciences politiques (histoire et politique internationales) (Colombie) Thèse No 664 Genève 2004,:
https://doc.rero.ch/record/3231/files/CardonaD-these.pdf
– SALAH HORCHANI, L’argent sale d’Ennahdha : d’autres Qatargates, «les valises d’argent étranger» etc. 3 OCT. 2019
– Tout sur la tournée de Ghannouchi en France : Paris – Lyon – Marseille (Album Photos) , 17.05.2019 :
– Nancy MacLean: La démocratie en chaîne :
http://www.events.unsw.edu.au/event/nancy-maclean-democracy-chains
[1] قيس سيعد: ”اليوم وصلنا لاغتيال المواطن”، 21-7-2021:
[2] سوء إدارة أزمة كورونا يفاقم متاعب الحكومة التونسية، 21-7-2021:
[3] أزمة التلقيح في تونس.. فتح تحقيق قضائي بسبب “عشوائية” التطعيم ،الخميس 22 جويليا2021:
[4] « Définition de la sécurité : D’une part, Thomas, pour qui les conditions économiques, politiques, environnementales et de qualité de la vie constituent un élément nécessaire de la notion de sécurité dans les pays du Tiers monde. Cette précision serait en accord avec la tendance de la fin des années 80, et surtout depuis la fin de la guerre froide, d’une définition aussi large que possible, jusqu’à englober tous les niveaux du bienêtre. Cette tendance, par la suite, sera reprise avec la notion de « sécurité humaine ». C’est aussi le sens de la définition de Mac Namara citée par Al-Mashat : « La sécurité signifie le développement. La sécurité n’est pas le hardware militaire, même si elle peut l’inclure ; … la sécurité est le développement, et sans développement, il ne saurait y avoir de sécurité. » Diego CARDONA, L’ÉVOLUTION DE LA NOTION DE SÉCURITÉ AU MEXIQUE, THÈSE Présentée pour l’obtention du grade de Docteur ès sciences politiques (histoire et politique internationales) (Colombie) Thèse No 664 Genève 2004,p 77 :
https://doc.rero.ch/record/3231/files/CardonaD-these.pdf
[5] هيئة الانتخابات التونسية: تأهل قيس سعيد ونبيل القروي إلى الجولة الثانية7 1سبتمبر 2019:
[6] بعد عشر سنوات من الثورة:الحكومة الجديدة في مواجهة تركة ثقيلة ووضع لم يعد يتحمل الإخفاق، 4-9-2020:
https://ftdes.net/ar/dix-ans-apres-la-revolution/
[7] لماذا انقلب الرئيس التونسي قيس سعيد على حركة النهضة (تقرير)، 26-7-2021:
https://www.almasryalyoum.com/news/details/2384881
[8] أحداث الحوض المنجمي أو انتفاضة الحوض المنجمي أو كذلك إضرابات قفصة هي حركة احتجاجية واسعة وقعت في جهة الحوض المنجمي في الجنوب الغربي التونسي قرابة الستة أشهر في 2008 وشملت خاصة مدن الرديف والمتلوي و أم العرائس والمضيلة ، وواجهت قمعا شديدا.هذه الأحداث شملت الحوض المنجمي في قفصة ، الغني بمادة الفسفاط والواقع على بعد 350 كم من تونس العاصمة، في جهة بها مستويات عالية من البطالة والفقر . هذه الأحداث تعتبر الأوسع والأكبر التي شهدتها تونس منذ أحدا الخيزة في 1984، ومنذ وصول الرئيس التونسي زين العابدين بن علي للحكم في سنة 1987. قمعت السلطات بشدة هذه التحركات الاحتجاجية السلمية ذات الطابع الاجتماعي والتي شارك فيها شريحة واسعة من سكان المنطقة، مما خلف عدة قتلى ومئات المعتقلين، إلى جانب تعذيب الناشطين الحقوقيين والجمعياتيين والنقابيين والصحفيين الذين حكم عليهم بأحكام كبيرة بالسجن.يعتبر البعض هذه الاحتجاجات كبداية للمسار الطويل الذي أدى للثورة التونسية 2010 التي أسقطت النظام القائم. ضحايا هذه الاحتجاجات اعتبروا من ضحايا الثورة عبر المرسوم 97.
[9] الثورة التونسية 2011:
[10] يعتبر البعض أن ” الربيع العربي” مجرد مؤامرة تم ّالتخطيط لها بعناية وتروّ منذ بدايات الألفية الجديدة، وأن الإمبريالية الغربية والصهيونية وظّفت جهودا كبيرة وأموالا طائلة من أجل الوصول إلى الفوضى التي نعيشها اليوم. في هذه الخلاصة، يسقط “الباحثون” من الحسبان الخراب الذي تعيشه الدول العربية منذ تأسيسها، ووصول العديد من الدول والكيانات إلى مرحلة الشيخوخة والفشل في ظل غياب الحرية والديمقراطية والعدالة والاجتماعية، وفي ظل قمع للحريات الفردية ووأد الأحزاب والعمل الشبابي، وازدياد البطالة والفقر، والتأسيس لطبقات متنفعة من الأنظمة وشريكة لها في الحكم والمصالح”. نعيمة كراولي، فرنسا من ثورة الجياع إلى لعبة الأمم، المركز الديمقراطي العربي، الطبعة الأولى 2020 ، ص 17 :
[11] جبران صالح علي حرمل، ثورات الربيع العربي رؤية تحليلية في ضوء فروض نظرية الثورات (الواقع وسيناريوهات المستقبل ): الحوار المتمدن-العدد: 4068 -20-4 2013:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=355286
[12] آفاق مجهولة : الأحزاب الإسلامية ما بعد الإخوان، مركز كارينغي للشرق الأوسط، 16-ديسمبر 2016:
https://carnegie-mec.org/2016/12/16/ar-pub-66511
[13] تونس: أجواء باهتة في سيدي بوزيد تزامنا مع الذكرى العاشرة لاندلاع الثورة الشعبية ضد بن علي، 17-12 -2020 :
[14] نعيمة كراولي الإسلام السياسي بين الخطاب العقائدي و رهان السلطة مع التركيز على تونس،تقديم البرفسور إسماعيل دبش،المركز الديمقراطي العربي ، برلين ،ألمانيا ،الطبعة الأولى ماي 2020، ص 11:
[15] نعيمة كراولي ، الإسلام السياسي بين الخطاب العقائدي و رهان السلطة مع التركيز على تونس، المرجع السابق ص92.
[16] د. جوهر الجموسي ، حركة النهضة وانتخابات تونس 2019.. نهاية من؟ 11-9-2019:
https://al-ain.com/article/presidential-election-tunisia
[17] محمد هنيد ، مفاتيح الفوضى في تونس، 18-6-2020
[18] بعد إسقاط لائحة سحب الثقة.. الغنوشي: تونس بحاجة إلى المزيد من ثقافة الحوار:
https://www.aljazeera.net/news/politics/2020/7/30/%D8%AA%D9%88%D9%86%D8%B3-9
[19] إيمان عبد اللطيف، نكسات الانتخابات في تونس، 7 أكتوبر 2019:
https://thelevantnews.com/2019/10/نكسات-الانتخابات-في-تونس/
[20] فحسب إحصائيات وزارة التجارة لسنة 2019 تساهم المرأة التونسية في الناتج الخام بنسبة 68 بالمائة ، وتقدر نسبة حضورها في قطاع التربية والتعليم والصحة 60 بالمائة ، وقطاع السياحة 75 بالمائة ، والقطاع العام 55 بالمائة إلا أن نسبة كبيرة من النساء يعملن في القطاعات الهشة والغير مهيكلة وفي ظروف سيئة وبأجور متدنية ودون تغطية اجتماعية ولا صحية ويتعرضن لكل أشكال العنف والمخاطر ولعل وضعية العاملات في القطاع الفلاحي وعاملات النسيج وعاملات الحضائر والمعينات المنزليات خير دليل على ذلك. كما تشكل المرأة يد عاملة قوية بنسبة تفوق 90 بالمائة في قطاع النسيج والملابس وأكثر من 70 بالمائة في القطاع الفلاحي.
إن ما تشهده الوضعية الاقتصادية والاجتماعية للمرأة في تونس قبل وبعد ما يطلق عليه “الثورة “هو نتاج لخيارات تنموية ولمنوال قام على تهميش النساء اقتصاديا واجتماعيا وجعلهن من الفئات الهشة والغير قادرة على مواجهة الأزمات والصمود أمام المتغيرات مع غياب الإرادة السياسة لإصلاح واقع المرأة وتمكينها اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا فنجدها مشاركة وفاعلة وأحيانا قيادية في عديد الحركات الاحتجاجية الاجتماعية وفي الصفوف الأولى في معركة استرداد الحقوق والبحث عن الكرامة. إذ أن هاجس المرأة لم يعد فقط المساواة في الحقوق والحريات مع الرجل بل أصبحت تحمل نفس القضايا والهموم لانخراطها الفاعل في الحياة الاقتصادية ومشاركتها في كل المجالات وتحمّلها المسؤولية الكبرى داخل الأسرة وداخل المجتمع فتجدها في كل التحركات وفي كل المحطات النضالية تطالب بحقوقها وحقوق الأجيال القادمة . يقول كارل ماركس “إذا أردت أن تعرف مدى تقدم مجتمع ما، فانظر إلى وضع المرأة” وواقع المرأة في تونس اليوم، رغم الترسانة القانونية والتشريعية، خير دليل على تخلف مجتمعنا وقصور القوانين فيه على حمايتها والنهوض بها اجتماعيا واقتصاديا بعد عشر سنوات من الثورة:الحكومة الجديدة في مواجهة تركة ثقيلة ووضع لم يعد يتحمل الإخفاق، 4-9-2020:
https://ftdes.net/ar/dix-ans-apres-la-revolution/
[21] توتر في برلمان تونس وصفعة على الملأ للنائبة المعارضة عبير موسي- (فيديو)، 30 – يونيو – 2021:
[22] ” سيكون لهذا الصندوق سلطة كبيرة لا يمكن حتى للدولة أنّ تتحكم فيها حيث تنص بنود الاتفاقية على أنّه “لا يمكن للدولة التونسية أن تعطّل بشكل مباشر أو غير مباشر المشاريع التي يشارك فيها الصندوق”، بمعنى آخر إذا ما تم في أحد مشاريع الصندوق ارتكاب أخطاء أو تجاوزات أو جرائم، أو في حال دخل الصندوق في مشاريع مخالفة للبرنامج التنموي للدولة التونسية فإنّه لا يحق للدولة التونسية أن تتدخل في هذه المشاريع، وإن حاولت القيام بهذا فإنّه يتاح للصندوق أن يقاضيها وأن يطلب منها تعويضات.، الاتفاقيات تجمع تونس بقطر وتركيا برعاية النهضة الإخوانية..ما أهدافها؟ اتفاقيات حفريات 28 -4-2021:
[23] وقد أعلنت غرفة قطر توقيع اتفاقية مع “الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة (منظمة الأعراف)إن توقيع الاتفاقية جاء خلال زيارة رسمية قام بها وفد تونسي إلى الدوحة حاليا، برئاسة “علي الكعلي” وزير الاقتصاد والمالية التونسي، و”سمير ماجول” رئيس الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة. قطر و تونس توقعان اتفاقية لإنشاء مجلس الأعمال المشترك، 23 مارس 2021:
[24] الاتفاقيات تجمع تونس بقطر وتركيا برعاية النهضة الإخوانية..ما أهدافها؟ اتفاقيات حفريات 28 -4-2021:
[25] تواصلا لعمليات اجتياز الحدود نحو ايطاليا. ولا زال حلم الهجرة يراود فئة كبيرة من الشعب التونسي الذي دفعه الإحباط واليأس والتهميش إلى المغامرة وتحدي الوباء. فقد بلغ عدد المهاجرين التونسيين غير النظاميين الذين وصلوا إلى السواحل الايطالية خلال الفترة الفاصلة بين 1 جانفي و30 أوت 2020 ، 7885 مهاجرا منهم نساء وقصر وعائلات، ركوبوا قوارب الموت بحثا عن واقع ربما يكون أفضل بالنسبة إليهم.[25] ووفقا لأرقام وزارة الداخلية الإيطالية فإن 12883 تونسيا وصلوا إلى إيطاليا في العام 2020، أي قرابة خمسة أضعاف مقارنة بعددهم في العام 2019إقفال عام في تونس للوقاية أم لتمرير ذكرى سقوط بن علي؟، 14 جانفي 2021:
[26] وليد التليلي مأساة الرضّع تهزّ تونس ، 10 مارس 2019:
[27] بعد تسليم جثث11 رضيعًا فى علب كرتون.. صدمة وغضب بين التونسيين، 11-3-2019:
https://www.mobtada.com/details/821938
[28] تونس:من المسؤول عن تحول تفشي كورونا في البلاد إلى “كارثي”؟27-7-2021:
https://www.bbc.com/arabic/interactivity-57630931
[29] فيروس كورونا: منع التنقل بين المحافظات بتونس في ظل “وضع صحي كارثي”، 8-7-2021:
[30] تونسيون يواجهون أزماتهم النفسية بصمت، 21-4-2021:
[31] نعيمة كراولي، اتفاقية التبادل الحر الشامل والمعمق مع الاتحاد الأوروبي “الأليكا” تونس في عهد الحماية الثانية”، المـركـز الديمقــراطـــي العــربـي للدراسات الإستراتيجية والسياسية والاقتصادية ألمانيا/برلين الطبعة الأولى جوان “2021 ، ص 39-40 :
[32] لصالح تركيا وقطر.. اتفاقيتان مع تونس تثيران الريبة وتعتديان على سيادته (1-3)، الرمسة – فريق التحرير، ماي 4, 2020:
[33] نعيمة كراولي ، الإسلام السياسي بين الخطاب العقائدي و رهان السلطة مع التركيز على تونس، المرجع السابق ص 106.
[34] 10مروان المعشر ، سارة يركيس ساد في تونس: المرحلة الانتقالية في خطر، -11-2019:
https://carnegie-mec.org/2017/11/10/ar-pub-74696
[35] رياض بوعزة ،ماذا لو تخلفت تونس عن سداد ديونها السيادية، 12-5-2021:
[36] Comment les entreprises ont-elles acquis des droits? Comment la démocratie a-t-elle été définie comme un individualisme égoïste? Ou l’argent comme liberté d’expression? La plupart des gens blâmeraient Trump, mais l’homme lui-même n’est qu’une distraction du programme de la droite plus profond et plus troublant. L’historienne primée Nancy Maclean nous emmène sous couverture pour nous pencher sur la manière dont l’influence de la droite radicale aux États-Unis s’est développée pour saper la démocratie. Depuis ses fondements intellectuels dans le travail de l’économiste James Buchanan aux efforts à long terme de milliardaires libertaires tels que les frères Koch, elle examine les stratégies de furtivité déployées pour saper la confiance dans le gouvernement et influencer le débat politique. Cet événement est présenté en partenariat avec la semaine des écrivains d’Adélaïde. Nancy MacLean: La démocratie en chaîne :
http://www.events.unsw.edu.au/event/nancy-maclean-democracy-chains
[37] الانتخابات الرئاسية والتّشريعيّة في تونس لسنة2019 التقرير النهائي،ص6:
[38] لمزيد من المعلومات حول التنظيم القانوني لمكافحة الفساد يمكن الرجوع إلى المرجع التالي :الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، مجموعة النصوص القانونية المتعلقة بمكافحة الفساد ، الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد،مركز الدراسات والتكوين والمعلومات حول مكافحة الفساد، الطبعة الثالثة جانفي 2019:
http://www.transport.tn/form/codeconduite/download/texte_lutte_corruption.pdf
[39] سالم السحيمي، ماذا يجب أن يتغير في التشريع السياسي التونسي؟ 23/12/2020:
https://ar.lemaghreb.tn/%D9%82%D8%B6%D8%A7%D9%8A%D8%A7%D9%88%D8%A3%D8%B1%D8%A7%D8%A1/item/47319%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7%D9%8A%D8%AC%D8%A8-%D8%A7%D9%86-%D9%8A%D8%AA%D8%BA%D9%8A%D8%B1-
[40] ورغم أن القانون الانتخابي أقر مراقبة حسابات المرشحين، إلا أنه يحمل العديد من الثغرات فهيئة الانتخابات يمكنها مراقبة الحسابات المالية الخاصة بالانتخابات التشريعية أو الرئاسية ولكنها لا تسطيع أن تراقب حساباتهم الشخصية ولا حسابات المرشحين معهم بنفس القائمة. وهو ما يمكن المرشحين من تمويل حملاتهم بأموال تأتي من مصادر مشبوهة بالخارج أو الداخل دون أن يعرضوا أنفسهم للعقوبات التي أقرها القانون. كما يمكن للمرشحين تمويل حملاتهم بأموالهم الذاتية أو من قبل المتعاطفين معهم ولا من رقيب أو حسيب، فسقف التمويل الانتخابي الذي أقره القانون يبقى سقفا نظريا إذ أن ما يصرف فعليا يتجاوز بكثير ما هو موثق بالدفاتر ولدى هيئة الانتخابات. كما أقر الخبراء بأن القانون الانتخابي قد غفل عن مسألة شراء الذمم خلال التزكيات للترشح للانتخابات الرئاسية المطالب بها المرشحون للرئاسة، وهي مسألة تضرب نزاهة وشفافية الانتخابات إذ لا يمكن إثبات شراء الذمم في جمع التزكيات وإن حاولت هيئات الرقابة وهيئة الانتخابات.ومما يعقد مسألة مراقبة تمويل الانتخابات تشعبها وكثرة المتدخلين فيها من أحزاب وجمعيات وأفراد وبنوك ومؤسسات واعتمادها على قوانين كثيرةخالد بن بلقاسم ، المال السياسي الفاسد وتأثيره على الانتخابات التونسية: 16-9-2014:[41] « l’occasion des élections pour le choix de nos députés, je récidive en présentant au lecteur une analyse de l’argent sale d’Ennahdha, succursale tunisienne de la Confrérie des frères musulmans, analyse extraite de ma Déposition* et qui se situe dans le prolongement de l’article que j’ai fait paraître, en 2014, sur le même sujet à la veille des précédentes élections législatives, article qui m’a valu un procès de la part de KHERIGI dit GHANNOUCHI Rached – c’est par ce nom qu’il a présenté sa plainte – fondateur et président de ce parti islamiste depuis plusieurs décennies, auprès du Tribunal de Grande Instance de Paris, procès que j’ai gagné sans appel. Question : KHERIGI va-t-il aussi récidiver ! Wait and see ! » SALAH HORCHANI, L’argent sale d’Ennahdha : d’autres Qatargates, «les valises d’argent étranger» etc. 3 OCT. 2019
[42] سارة يركيس،عدوى الفساد في تونس المرحلة الانتقالية في خطر،10- 11-2017:
https://carnegie-mec.org/2017/11/10/ar-pub-74696
[43] هكذا تحدث هادي دانيال عن أوهام الربيع العربي و عن المثقف النقدي و القطيعي، الحوار المتمدن-العدد: 3960 – 2-1-2013 ،المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=339307&r=0
[44] « L’ambassadeur de l’Union européenne à Tunis, Patrice Bergamini a révélé tout dernièrement que « la Tunisie a reçu de la part des Européens depuis 2011, 10 milliards d’euros, en dons et en prêts ». Un montant colossal l’équivalent de 30 milliards de dinars à raison de près de 04 milliards par an. Et d’ajouter que la Tunisie avait reçu de la part des bailleurs de fonds plus que ce qu’on lui avait promis. Mais où est allé tout cet argent et quel est son impact sur la vie des Tunisiens ? ».
[45] علاء شلبي، كرم خميس، الديمقراطية والانتخابات في العالم العربي ، المنظمة العربية لحقوق الإنسان، الطبعة الأولى ، القاهرة 2014، ص50.
http://aohr.net/portal/wp-content/uploads/2015/01/كتاب-الديمقراطية-والانتخ-.pdf
[46] كريم وناس ، حقيقة تعاقد القروي وعيش تونسي والنهضة مع شركات ‘لوبيينغ،3 أكتوبر 2019:
[47] محمد بودربالة الذي وقع العقد مع شركة العلاقات الكندية وقال انه لفائدة نبيل القروي هو شخصية وهمية !!
3-10-2019:
https://ar.tunivisions.net/73827/محمد-بودربالة-الذي-وقع-العقد-مع-شركة-ال/
[48] كريم وناس ، حقيقة تعاقد القروي وعيش تونسي والنهضة مع شركات ‘لوبيينغ،3 أكتوبر 2019:
[49] النهضة تدعم قيس سعيد ..العصفور النادر أم عصفور الضرورة؟
[50] نورهان مصطفى ،قيس سعيد.. «العصفور النادر» الذي لم يروّج الوهم للتونسيين (بروفايل)
الاثنين 14-10-2019 :
https://www.almasryalyoum.com/news/details/1434397
[51] لنهضة تُهنئ قيس سعيّد وتدعو للاحتفال،13 اكتوبر2019:
[52] المقر الرسمي لحركة النهضة بتونس العاصمة.
[53] بثت قناة العربية اليوم الجمعة 86 ث 27 سبتمبر 2019 فيلما وثائقيا تحت عنوان “الغرف السوداء” تحدّث عن التنظيم ّ السري لحركة النهضة. تضمن الفيلم شهادات من أطراف مختلفة لها عالقة بالملف سواء من هيئة الدفاع عن الشهيدين” شكري بلعيد” و”محمد دبراهمي” أو من محللين و نشطاء سياسيين وصحفيين ومن حركة النهضة الطرف المتهم بضلوعه فيما يعرف بملف الجهاز السري تحدّث الفيلم عن تورط 26 شخصية من وزراء وأمنيين وعسكريين ومدنيين وقيادات في حركة النهضة أبرزها راشد الغنوشي وأحد أصهاره ورضا الباروني و”مصطفى خذر”المسؤول بالجهاز السري الذي يتعامل مع كل هذه الأطراف .وذلك وثقا لوثائق وشهادات حية وملموسة، أوضح الفيلم أن المسؤول عن الجهاز السري مصطفى خذر كان على علاقة بتنظيم الإخوان بمصر والذين أشرفوا على دورة تدريبية في التنصت في تونس وتم بمناسبتها استقبالهم من طرف رئيس حركة النهضة “راشد الغنوشي “المشتكى به والمتهم في الملف، كذلك وفق شهادات الفيلم، فقد كان خذر كان على عالقة بأبو عياض ويعلم مكان وجوده وتحركاته. الغرفة السوداء كنز “مصطفى خذر” المخفي في وزارة الداخلية”، الذي يروي تفاصيل ما بعد اغتيال الشهيدين شكري بلعيد و”محمد البراهمي” وظهور وثائق تدين حركة النهضة وتورطها في الاغتيال، وبيّن الفيلم ما عرفته البلاد بعد 2011 من انفلات أمني وما شهدته من أعمال إرهابية وأحداث”، نعيمة كراولي، اتفاقية التبادل الحر الشامل والمعمق مع الاتحاد الأوروبي “الأليكا” تونس في عهد الحماية الثانية” المرجع السابق ص 40.
[54] يسرى الشيخاوي ،منها الجهاز السري للنهضة: إيمان قزارة تتحدث عن 3 مسائل أساسية في الجزء الـ5 من تقرير تفقدية وزارة العدل،22 جويلية 2021 :
https://www.hakaekonline.com/article/133022/%D9%85%D9%86%D9%87%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%87%D8%A7%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B1%D9%8A- [55] موقع إماراتي: قيس سعيد يستعد لطرح ملف الجهاز السري للنهضة وتقديمه للقضاء، 19 أفريل 2021:
[56] الحوار الوطني (تونس) ” الحوار الوطني التونسي أو الحوار الوطني في تونس بالفرنسية 🙁 Dialogue national en Tunisie )قاده الرباعي الراعي للحوار الفائز بجائزة نوبل للسلام عام 2015 ، هو حوار وطني بدأ في 5 أكتوبر 2013 بين عدة أطراف سياسية تونسية بتأطير ومبادرة ورعاية الاتحاد العام التونسي والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة و الصناعات التقليدية والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان والهيأة الوطنية للمحامين بتونس . وعرفوا باسم «الرباعي الراعي للحوار» وبدعم من الرئاسات الثلاث في تونس وهم رئيس الجمهورية المنصف المرزوقي ورئيسي الحكومة علي العريض ومهدي جمعة ورئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن حعفر” :
[57] تونس: قيس سعيّد وحصfrance24.com/…/20210727-تونس-قيس-سعيّد-وحصاد-عامين-من-الخلافات-السياسية-مع-الأحزاب-والبرلمان-والحكوماتاد عامين من الخلافات السياسية مع الأحزاب والبرلمان والحكومات،27-7-2021:
[58] هيئة المحامين: « تصريح رئيس الدولة بخصوص الحوار الوطني فيه « مساس بدور المحاماة في إنقاذ البلاد من الأزمة السياسية والاجتماعية والاقتصادية « 18- 6-2021:
[59] دعا لتجديد الحوار الاجتماعي الثلاثي: اتحاد الأعراف يؤكد أن المنظمات الوطنية أنقذت تونس سنة 2013، 8-6-2021:
[60] حيث تؤكد منظمة الأعراف على أن تجربة الحوار الوطني التي جمعت الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية والاتحاد العام التونسي للشغل والهيئة الوطنية للمحامين بتونس والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، هي التي أنقذت تونس من الأزمة السياسية الخانقة التي عرفتها سنة 2013 ومن الكارثة التي كانت تحدق بها، وهي تجربة حظيت بإجماع وطني وعالمي فريد، وجلبت لتونس جائزة نوبل للسلام لسنة 2015 . “، فاتن الكسراوي، فرصة لبلورة تصوّرات للإصلاحات الاقتصادية لجان تفكير مشتركة بين الحكومة ومنظمة الأعراف:
[61] الرباعي الراعي للحوار الوطني بتونس.. نوبل للسلام،11-10-2015:
[62] الرئيس التونسي يجمد سلطات البرلمان ويعفي رئيس الحكومة.. والغنوشي يتهمه بالانقلاب على الدولة، القدس العربي 25 -7-2021:
[63] نص كلمة الرئيس التونسي قيس سعيد وقرارات تجميد البرلمان وموقف حاسم ضد الإخوان «فيديو» الأحد 25-07-2021
https://www.almasryalyoum.com/news/details/2384879
[64] “انقلاب على الدستور”.. حركة النهضة تعلق على قرارات الرئيس التونسي، الحرة – واشنطن, رويترز،26 جويليا 2021:
https://www.alhurra.com/arabic-and-international/2021/07/26/%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A7-
[65] أول رد من رئيس حركة النهضة التونسية على قرار سعيد بتجميد عمل البرلمان،25 جويليا 2021:
[66] الغنوشي ، أنصار النهضة والشعب التونسي سيدافعون عن الثورة، 26 -7-2021:
[67] النهضة تدعو رئيس الدولة إلى التراجع عن قراراته ،27 جويلية 2021 12:10:
[68] الاتحاد الأوروبي يدعو تونس إلى إعادة الاستقرار المؤسساتي في أسرع وقت ممكن، 27-7-2021:
[69] موقع فرنسي: ماكرون تعمد مهاجمة تركيا بحضور قيس سعيد،24 -6-2020:
[70] بعد قرارات قيس سعيد.. كيف تفاعل العالم مع تطورات الأحداث في تونس؟ الاثنين 26 يوليه 2021:
[71] مستجدات الأوضاع في البلاد محور مكالمة هاتفية بين سعيّد وتبّون، 26 -7-2021:
[72] قيس سعيد يطلع تبون على التطورات الأخيرة في تونس، القدس العربي ، 26-7-2021:
[73] مكالمة بين رئيس تونس ووزير خارجية أمريكا.. هذا ما دار فيها، 27-7-2012:
https://arabic.cnn.com/middle-east/article/2021/07/27/tunis-qais-bin-saeed-blinken-call
[74] الأزمة في تونس : قطر تدعو إلى تغليب صوت الحكمة و تجنب التصعيد، 26 -7-2021:
[75] “انقلاب على الدستور”.. حركة النهضة تعلق على قرارات الرئيس التونسي، الحرة – واشنطن, رويترز
26 يوليو 2021
[76] باتريس إيبو ، حمزة مدب ، ومحمد حمد، تونس بعد الـ14 من يناير/كانون الثاني واقتصادها السياسي والاجتماعي رهانات إعادة تشكيل السياسة الأوروبي، حزيران/يونيو 2011– كوبنهاجن، ص15-16:
https://www.refworld.org/cgi-bin/texis/vtx/rwmain/opendocpdf.pdf?reldoc=y&docid=515013762
[77] “لأنهم متأكدون من أن القوى التي ستحظى بسطوة السلطة ستكون موالية لهم . وقد وظفت أمريكا علاقاتها بقوى الإخوان المسلمين في مصر وبحزب النهضة في تونس و بقوى أخوان المسلمين في ليبيا واليمن ومع بعض القوى السياسية ألحليفة لها للتخفيف من تداعيات الربيع العربي في محاولة لمنع قيام أنظمة يسارية في المنطقة وإعادة إنتاج أنظمة موالية للغرب. وقد جاء تصريح “جون غيسيل” مسؤول المخابرات الفرنسية السرية تأكيدا لذلك حيث ذكر أن أجهزة المخابرات والدوائر السياسية في الغرب كانت على علم مسبق بثورات الربيع العربي بما فيها “ثورة الياسمين” التونسية ولكنها لم تخطر الأنظمةَ بذلك لأنها كانت ترغب في حصول تغييرات سياسية في المنطقة “،عودت ناجي الحمداني، الثورات والانتفاضات الجماهيرية المخاوف الدولية من تداعيات الربيع العربي، الحوار المتمدن-العدد: 4233 – 2013 / 10 / 2:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=380600
[78] نعيمة كراولي الإسلام السياسي بين الخطاب العقائدي و رهان السلطة مع التركيز على تونس،تقديم البرفسور إسماعيل دبش،المركز الديمقراطي العربي ، برلين ،ألمانيا ،الطبعة الأولى ماي 2020، ص 58:
[79] « Il ne manquait que les honneurs militaires aux Invalides, la gerbe de fleurs à l’Arc de Triomphe, la visite à l’Hôtel de Ville et les entretiens avec Emmanuel Macron et Edouard Philippe, pour que l’accueil soit au format protocolaire d’une visite d’Etat ! La visite qu’effectue en France depuis mardi, le président du mouvement Ennahdha, Rached Ghannouchi à la tête d’une délégation, après celle en Allemagne et en Italie, a été soigneusement préparée par l’agence-conseil en Relations publiques d’Ennahdha et ses relais dans l’Hexagone. Elle a été scénarisée en trois grandes étapes : Paris, Lyon (samedi) et Marseille (dimanche et lundi). Chacune de ces étapes s’articule autour de quatre « moments forts » : entretiens avec les officiels et des élus, rencontres avec des chercheurs et leaders d’opinions, débats avec des compétences tunisiennes, et meetings avec les militants du mouvement. Des interviews s’y insèrent… Du temps a été réservé pour les adhérents et les cadres du mouvement Ennahda. Sous divers formats, des rencontres sont au programme à Paris, Lyon et Marseille. Avec l’effervescence des élections, l’impératif de mobilisation pour un vote massif et aligné, et la course à l’investiture du mouvement pour les législatives, ces rendez-vous en interne, sont aussi importants que les autres séquences de relations publiques. » Tout sur la tournée de Ghannouchi en France : Paris – Lyon – Marseille (Album Photos) , 17.05.2019 :
[80] نعيمة كراولي، اتفاقية التبادل الحر الشامل والمعمق مع الاتحاد الأوروبي “الأليكا” تونس في عهد الحماية الثانية”، المـركـز الديمقــراطـــي العــربـي للدراسات الإستراتيجية والسياسية والاقتصادية ألمانيا/برلين الطبعة الأولى جوان “2021 ، ص 61 :
[81] تونس: قيس سعيّد وحصاد عامين من الخلافات السياسية مع الأحزاب والبرلمان والحكومات، 27-7-2021:
[82] آينيث روث ، الطغاة يتنكرون في ثوب الديمقراطية ،ص 19:
https://www.hrw.org/legacy/wr2k8/introduction/introduction_ar.pdf
[83] بعد إسقاط لائحة سحب الثقة.. الغنوشي: تونس بحاجة إلى المزيد من ثقافة الحوار:
https://www.aljazeera.net/news/politics/2020/7/30/%D8%AA%D9%88%D9%86%D8%B3-9
[84] نعيمة كراولي ، الإسلام السياسي بين الخطاب العقائدي و رهان السلطة مع التركيز على تونس، المرجع السابق ص 107.
[85] باتريس إيبو ، حمزة مدب ، ومحمد حمد، تونس بعد الـ14 من يناير/كانون الثاني واقتصادها السياسي والاجتماعي رهانات إعادة تشكيل السياسة الأوروبي، حزيران/يونيو 2011– كوبنهاجن، ص15-16:
https://www.refworld.org/cgi-bin/texis/vtx/rwmain/opendocpdf.pdf?reldoc=y&docid=515013762