دور القياده السياسة في السياسة الخارجية للدولة “دراسه حالة: الرئيس الأمريكي دونالد ترامب” في الفتره من (2016: 2020)
اعداد : محمود علاء الدين حواش – اشراف : د. ياسمين أحمد
- المركز الديمقراطي العربي
المقدمة :
تعد القيادة السياسية فاعلاً مهم في عملية صنع السياسة الخارجية للوحدة الدولية، حيث تلعب الشخصية الكاريزمية للقائد السياسي دورا بالغ الأهمية في تعاظم دوره في صياغة السياسة الخارجية لبلاده، حيث أن تلك الشخصية يستمد منها القائد السياسي شرعيته، كما أ نها تعطي انطباعا لدي العامة أن حل كافة المشكلات لا يمكن أن يتم الأ من خلال هذا القائد السياسي دون غيره.
يختلف شكل القائد السياسي في الدول المتقدمة عنه في الدول النامية، حيث تتسم الدول النامية بشكل عام بضعف المؤسسات السياسية والطابع التسلطي للنظام السياسي، وبالتالي فان ذلك يعطي فرصة للقيادة السياسية للهيمنة على كافة ملفات وابعاد السياسة الخارجية لبلاده، على العكس من ذلك في البلدان المتقدمة والتي تتسم بقوة المؤسسات السياسية لاسيما وزارة الخارجية التي تلعب دورا لا بئس به في صياغة سياسة دولتها، وهو الامر الذي يقود القائد السياسي في اتخاذ قرارات السياسة الخارجية.
تتفاوت سلطة القائد السياسي في صناعة السياسة الخارجية من نظام سياسي لأخر، ففي حالة النظم التسلطية تكاد تكون سلطة القائد السياسي مطلقة في إدارة كافة شئون الدولة بما فيها السياسة الخارجية للدولة، اما في النظم الديمقراطية فتكون هناك قيود كبيرة علي القائد وذلك نظرا لطبيعتها وعدم قدرة القائد السياسي علي اتخاذ أي قرار سياسي دون الرجوع للبرلمانات الموجودة فيها.
أستطاع دونالد ترامب أن يبلور أسس جديدة للسياسة الخارجية الأمريكية انطلاقاً من مبدا أمريكا أولا، الأمر الذي مكنه من أن يعمل على بناء سياسة خارجية فعالة علي عكس سابقة الذي اتسمت سياسته الخارجية في بعض الاحيان بالسلبية، ومن هنا علي الرغم من الموقف المتزبذب المتناقض احيا للرئيس ترامب ، الا ان الشرق الأوسط كان محط انظاره في سياستة الخارجية لما كان يمثلة من أهميه كبري للمصالح الأمريكي في هذا الوقت، وهوا ما جعلها من الدول الفاعلة في المنطقة والتي تمتلك عوامل التأثير في المنطقة.
المشكلة البحثية:
تعد القيادة عنصراً مؤثراً في السياسة الخارجية للوحدات الدولية المختلفة، وان هذا التأثير يتوقف على عدة أمور من بينها الكاريزما التي يتسم بها القائد السياسي، وكذلك الخبرة التي يحملها في مجال الشؤون الخارجية، أضافة لذلك المرونة في مجابهته للمشاكل العرضية التي تواجهه وحلها بحكمة وحنكة، وفي هذا الاتجاه يثار التساؤل الرئيسي للدراسة حول:
ما هو دور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في صياغة وتنفيذ السياسة الخارجيه للولايات المتحدة الأمريكية…؟
وبالتالي تنصب أشكالية الدراسة حول دور القيادة السياسية في رسم وتنفيذ السياسة الخارجية للدولة وكيف تؤثر هذه القياده علي السياسة الخارجية بالتطبيق على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الفترة من 2016 سنة توليه الرئاسة الأمريكية إلي 2020، وهي السنة التي تداول فيها السلطه لقائد أخر، و في هذا الأطار تفرع عن التساؤل الرئيسي عدد من اللأسئلة الفرعيه كالتالي:
- ما هوا دور القيادة السياسية في صياغة وتنفيذ السياسات الخارجية للدولة..؟
- على ماذا أستند الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في بناء السياسة الخارجية لدولتة..؟
- ما هي السمات والملامح الشخصية للرئيس دونالد ترامب..؟
- إلى أي مدي أثر تغير القياده السياسة في الولايات المتحدة على سياستها الخارجية..؟
تكمن أهمية الدراسة في بيان الدور الذي يمكن أن يقوم به القائد السياسي على صعيد السياسة الخارجية والنهوض بها الى مستوى متقدم، إلي جانب محاول’ التعرف علي ما قد يؤثر علي القائد السياسي من عوامل في رسم وصياغة سياستة الخارجية.
تهدف الدراسة إلى الكشف عن دور ومكانة القائد السياسي على صعيد السياسة الخارجية، كما تهدف إلى البحث عن معرفة السبل التي يعتمد عليا القائد السياسي في رسم سياستة الخارجية.
يشمل الإطار النظري لهذه الدراسة علي إطارين تحليليين وهما :
الإطار المفاهيمي التحليلي
الإطار المنهاجي
أولا : الإطار المفاهيمى التحليلي :
اشتملث الدراسه علي عدد من المفاهيم ، والتي تم تقسيمها الي : مفاهيم اساسيه، ومفاهيم فرعيه كالتالي:
ــــ اولا المفاهيم الأساسية:
اولا التعريف الاصطلاحي للسياسة الخارجية: هى مجموعة من الأهداف السياسية والتي تسعى إليها كل دولة للتواصل مع الدول الأخرى، وذلك لخدمة مصالحها السياسية والوطنية والأمن الداخلي وتحقيق الأهداف الفكرية والنمو الاقتصادي ، ويمكن أن تحقق الدولة سياستها الخارجية عبر التعاون السلمي أو الحرب ، والذي نجم عنه الاستقلال للشعوب ، لذلك أصبحت السياسة الخارجية أداة تواصل وتفاعل مع الدول الأخرى بواسطة صيغة دبلوماسية ، يقوم بتحديد تلك السياسة الخارجية رئيس الدولة أو رئيس الوزراء.[1]
ثانيا التعريف الإجرائي للسياسة الخارجية: برنامج العمل المعلن المختار من ضمن بدائل عده بواسطه الممثلون الرسميون من أجل تحقيق مجموعه من الأهداف.
- القيادة السياسة:
اولا التعريف الأصطلاحي لمفهوم القيادة السياسية: تعرف القيادة السياسية بأنها قدرة عالية وبراعة القائد السياسي بمعاونة النخبة السياسية في تحديد أهداف المجتمع السياسي وترتيبها تصاعدياً حسب أولوياتها، واختيار الوسائل الملائمة لتحقيق هذه الأهداف، بما يتفق مع القدرات الحقيقية للمجتمع، وتقدير أبعاد المواقف التي تواجه المجتمع واتخاذ القرارات اللازمة لمواجهة المشكلات والأزمات التي تفرزها هذه المواقف.[2]
ثانيا التعريف الإجرائي للقيادة السياسية: قدرة القائد السياسي على أن يجعل الآخرين يتبعونه من خلال استخدام الوسائل المتاحة لتحقيق أهداف المجتمع.
ـــ ثانيا المفاهيم الفرعية:
- النخبة السياسية: هي المجموعة التي تتمتع بإمكانيات فكرية وإبداعية تمكنها من تسيير الشؤون السياسية أكثر من غيرها من أفراد المجتمع، وتـأخذ أشكالاً متعددة حسب التفسيرات التي قامت على أساسها انطلاقا من الحالة الاقتصادية أو الاجتماعية أو التنظيمية أو التمثيلية لهذه المجموع.
- صنع القرار: تشير عملية صنع القرار إلى صور التفاعل بين المشاركين على كافة المستويات المستوى الرسمى والغير رسمى فى رسم وتوضيح السياسات العامة ، فتشكل عملية صنع القرار الوظيفة الرئيسية الملقاه على عاتق الموساسات السياسية، وتلعب الموساسات السياسية دور قوى فى اختيار البديل الامثل من بين البدائل المتاحه الذى يحقق اهدافها فى المقام الاول.
أعتمدت الدراسة علي إقتراب صنع القرار، حيث يقوم هذا المنهج على افتراض أن السياسة تعنى سلسة من صنع القرارت وبالتالى لايمكن دراسة السياسة وماتشهده من مواقف قبل دراسة عملية التحضير لبناء القرار، ويؤكد المنهج فى أطار دراستة للقرارت السياسية على الدور القوى الذى يقوم به رئيس الدولة والمجموعة العاملة معه داخل النظام السياسة، ولم يعد تحليل عملية صنع القرار السياسي قاصراً على القرارات الداخلية فى الدولة بل امتد الى القرارت التى تتخذها الدولة على المجال الخارجى، وقد تم تطبيق هذا المنهج علي الدراسة من خلال دراسه القرارات السياسية الخارجيه التي صدرت عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال فترة الدراسة، وما أثر عليها من عوامل سواء كانت نفسية أو عقائدية.
- الدوريات والكتب والمراجع والتحليلات التي تكلمت في سياق الموضوع
- الدراسات الجامعية سواء كانت (ماجستير ، دكتوراة)
- الملاحظة
- المواقع الالكترونية المختلفة.
الحدود الزمانية: تبداء فترة الدراسة عام 2016، وهوا العام الذي تولي فيه دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحده، وتنتهي حدود الدراسة الزمنية عام 2020، وهوا العام الذي انتقلت فيه السلطة من يده إلي الر~يس جون بايدن.
الحدود المكانية: الرقعة الأرضية التي تشغلها الولايات المتحدة الأمريكية بصفة خاصة، وباقي الوحدات التي وجهت الولايات المتحدة إليها سياتها بصفة عاعة.
الحدود السكانية: يتمثل هذا الحد في دراسة شخصية الرئيس ترامب بصفه خاصة.
من خلال البحث في الدرسات السابقه ذات الصله بموضوع الدراسه، تبين وجود بعض الدراسات التي تحدثت بشكل او باخر عن بعدا او اكثر من ابعاد الدراسه سوف تستقيد منها الدراسه، لذلك فقد تم تقسيم الدراسات إلى عدد من المحاور كالتالي:
- المحور الأول يشمل مجموعة الدراسات المتعلقة بدور القيادة في صنع السياسة الخارجية:
- دراسة جاسم محمد حاتم بعنوان:”دور القيادة السياسية في السياسة الخارجية (أحمد داود أوغلوا نموذجاً)”[3]
هدفت هذه الدراسة الى الكشف عن دور ومكانة القيادة على صعيد السياسة الخارجية، كما تهدف الى البحث عن معرفة السبل التي أعتمدها أحمد داود أوغلوا في بناء سياسة خارجية فعالة لتركيا، وقد انتلقت هذه الدراسة من فرضية مفادها أن الظروف الداخلية والخارجية هي من مكنت أحمد داود أوغلوا في بناء سياسة خارجية جديدة لتركيا، أضافة الى ما تتميز به تلك الشخصية من المؤهلات هي من جعلته أن يكون عنصراً مؤثراً على صعيد السياسة الخارجية التركية، وقد خلصت هذه الدراسة إلى أنه أن لم تكن القيادة السياسية تحمل أفكار واسعة فهي لا تستطيع أن تحدث أي تغيير، وأن التأثير على مسار الاحداث يتطلب رؤية واضحة وليست خيالية نابعة من توظيف كل المقدرات في خدمة الصالح العام.
- دراسة آلاء محمد محسن بعنوان:” دور القائد السياسي في صنع السياسة الخارجية (فلاديمير بوتن نموذجا)[4]
هدفت هذه الدراسة إلي التعرف على دور القائد السياسي في رسم السياسة الخارجية لبلاده، وكيف يظهر هذا الدور ومتي يظهر، إلي جانب معرفة العوامل التي جعلت الرئيس بوتن بارزا في سياسة بلاده وخاصة الخارجيه وكيف تجسد هذا الدور، وقدأنطلقت الدراسة من فرضيات عده منها: أنه لايمكن أغفال دور الفرد في صانع القرار السياسي لدولته، وأن هذا الدور هوا مفتاح رئيسي لفهم هذه السياسة، وكذلك افترضت الدراسة أن صانع القرار السياسي متغير مستقل والسياسة الخارجية متغير تابع، وقد خلصت هذه الدراسة إلي انه لا يمكن أغفال العالمل القيادي عندا دراسة الساسة الخارجبة بشكل عام .
- المحور الثاني يشتمل علي مجموعة الدراسات المتعلقة بدور القياده الساسية في الولايات المتحدة في رسم سياستها الخارجية:
- دراسة رغده علاء الدين وأخرون بعنوان: “البعد النفسي للقائد وتأثيره في عملية صنع القرار الساسي (دراسة حالة الأمريكي دونالد ترامب)”[5]
هدفت هذه الدراسة إلى معرفة تاثير البعد النفسي للقائد في عملية صنع القرار السياسي، وكذلك معرفة ملامح النشأه النفسية والثقافية والأجتماعية، ودورها في عمليه صنع القرار الداخلي والخارجي للولايات المتحدة ، وكذلك التعرف على صلاحيات وحدود الرئيس الأمريكي في صنع القرار وفقا للدستور، إلى جانب تحديد القرارات السياسة التي صدرت عن الرئيس في أطار النسق العقائدي والنفسي والأدراكي له، وقد خلصت الدراسة إلى أن البعد النفسي والعقائدي كان له دور في معظم قرارات الرئيس الأمريكي.
- دراسة أحمد محمد عبد المنعم السيد أحمد بعنوان: “أثر القيادة السياسية في صياغة وتنفيذ السياسات العامة( دراسة حالة : جورج بوش الابن)”[6]
هدفت هذه الدراسة إلي تناول ظاهرة القيادة السياسية بوصفها إحدى متغيرات النظام السياسي، ولها دور فعال وحيوي في صياغة وتنفيذ كل من السياسات العامة على الصعيد الداخلي والسياسة الخارجية، وكذلك هدفت معرفة أثر القيادة السياسية في صياغة وتنفيذ السياسات العامة للدولة من خلال دراسة حالة الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن، وقد خلصت هذه الدراسة إلي أن إدارة بوش كانت مدفوعة منذ يومها بانحياز أيديولوجي ضد الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية الأخرى كالمحكمة الجنائية الدولية.
الفصل الأول: تحليل شخصية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
المبحث الأول: الحياة الشخصية للرئيس دونالد ترامب.
المبحث الثاني: العمل السياسي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
الفصل الثاني:دور الرئيس ترامب في رسم السياسة الخارجية الأمريكية
(السياسة الخارجية تجاه الشرق الأوسط نموذجا)
المبحث الأول: سمات إدارة ترامب للسياسة الخارجية في منطقة الشرق الأوسط.
المبحث الثانيً: توجهات سياسة ترامب لإدارة قضايا الشرق الأوسط.
تحليل شخصية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
يعتبر دونالد جون ترامب الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية، لم تُثر شخصيات الأربعة والأربعين رئيسا من الجدل كالذي أثارته شخصيه، والذي يرجعه البعض إلى عدة عوامل منها: تنشئته الأجتماعية، والسياق النفسي الذي نشأ فيه منذ طفولته حتي البلوغ.
المبحث الأول: الحياة الشخصية للرئيس دونالد ترامب
كان هناك العديد من الأمور والحقائق حول طفولة ترامب ساهمت بشكل أو بآخر في وصوله إلى المنافسة على رئاسة الولايات المتحدة الأميركية، وقبل ذلك في صناعته كرجل أعمال ناجح في مجتمع ليست المنافسة فيه بالأمر السهل، وهوا ما سنتناوله كالتالي:
أولا النشأة:
ولد ترامب 14 حزيران 1946 في مستشفى جامايكا بنيويورك، حيث كان والده واحدا من كبار المقاولين في مجال العقارات بالمدينة، أما والدته فقد كانت مهاجرة اسكتلندية، والتي كان لها دورعظيم في سعادة والد ترامب ونجاحاته، كان ترتيب ترامب الرابع بين إخوته، كان شقيقه الأكبر فريد كابتن طيران لكنه كان يعاني من إدمان الكحول وقد مات في سن مبكرة، أما شقيقته الثانية ماريان فقد كانت قاضية بمحكمة الاستئناف الأميركية، أما أخته الثالثة إليزابيث فقد كانت سكرتيرة إدارية، أما شقيقه الأصغر روبرت اتجة إلى مجال الأعمال، كان السيد ترامب الأب رجلا ناجحا بكل المقاييس، وفر حياة رخية وسخية لأبنائه، حيث أدخلهم مدارس خاصة ووفر لهم السيارات، كان منزلهم من المنازل الكبيرة والمميزة في الضاحية ، في حي كوينز بمدينة نيويورك، وهو مازل حاضرا إلى اليوم، وقد اشتهرت عائلة ترامب بامتلاك سيارات الكاديلاك والتي كانت محل زهو لجميع الجيران في الضاحية.[7]
ثانيا دراسته:
تلقى دونالد ترامب تعليمه الأولي في مدرسة كيو فورست، وعندما كان في المدرسة الابتدائية لفت انتباه زملائه بقدراته في الألعاب الرياضية وممارسة الخدع، لكن كانت له أيضا نزعة نحو التعصب لأفكاره ومواقفه وعدم الاعتراف بأخطائه، وعرف منذ تلك الفترة المبكرة بأنه يقول مباشرة ما يدور بخاطره بلا تردد، وعرف أيضا بحسب زملائه بتعذيبهم عبر شد الشعر أثناء اللعب، بل جر الآخرين في أرضية الملعب، وإثارة الفوضى في الفصل في أكثر من مناسبة.
كان ترامب يصنف على أنه قوي الشكيمة وعنيد من قبل معلميه في المدرسة، وفي إحدى المرات وجه لكمة تحت العين إلى معلم الموسيقى مسببا له كدمة سوداء، بحجة أن المعلم لا يفقه شيئا في الموسيقى. وكان يسيء التصرف في كثير من الأحيان، ما جعل الأصدقاء يبتعدون عنه، حيث أظهر ترامب سلوكا يتسم بتخويف الآخرين، وكان يوصف بالنرجسية والكارزمية ورغبة الظهور، ويبدي سرورا لإظهار تفوقه أمام أولئك الذين كان يعتبرهم أضعف منه في شخصياتهم.
عندما بلغ ترامب سن الثالثة عشرة، أرسله والداه إلى الأكاديمية العسكرية في شمال ولاية نيويورك، نتيجة لسلسلة لا نهائية من مشاكله المستمرة، ، تعلم ترامب من سكن المدرسة العسكرية درس صعب مؤداه أن المعلمين يمكن أن يوجهوا له أقسى العقوبات إذا ما تصرف بسوء، إلى درجة الضرب أحيانا إذا احتدمت الأحوال، وكان نظام المدرسة اليومي يتضمن انضباطاً تاماً في السلوك والأكل الجماعي وبرنامج ثابت في كل شيء، وبالرغم من التأثير الإيجابي للكلية العسكرية على ترامب، الأ أنه لم يتخلص من المزاجية نهائياً، ففي إحدى المرات قام بضرب زميل له بالمقشة خلال مشاجرة بينهما، كما حاول دفع آخر من النافذة إلى الخارج في الطابق الثاني، وقد أحبطت كلتا المحاولتين بواسطة طلاب آخرين من زملائهم، وبمجرد تخرجه منها ثبت أن للمدرسة العسكرية تأثيراً إيجابياً في سلوكه لاسيما في مقبل حياته في سن الشباب، حيث شارك في المسيرات العسكرية ولباس الزي الموحد حتى إنه كسب رتبة نقيب تشجيعا.[8]
بعدما تخرج ترامب من المدرسة العسكرية، التحق بجامعة فوردهام لمدة عامين قبل أن ينتقل إلى كلية وارتون التابعة لجامعة بنسلفانيا، ليتخرج في عام 1968 وحصول على بكالوريوس في الاقتصاد، وقد تحدث مسيرته الجامعية في كتاب له تحت عنوان ( Trump: The Art of the Deal)، حيث قال: “وبعد أن تخرجت من الأكاديمية العسكرية في نيويورك عام 1964، تقبلت لفترة وجيزة فكرة الذهاب إلى مدرسة الأفلام… ولكن في الــنهاية قررت أن العقارات التجارية كانت أفضل بكثير. لقد بدأت من خلال حضور جامعة فوردهام… ولكن بعد عامين، قررت أنه طالما كان علي أن أكون في الكلية، لابد من اختبار نفسي مع الأفضل. تقدمت بطلب لكلية وارتون في جامعة بنسلفانيا وحصلت فيها..أنا أيضًا سعيد للغاية للحصول للانتهاء. وعلى الفور انتقلت إلى الوطن، وذهبت للعمل بدوام كامل مع والدي”.
ثالثا وظائفه ومسولياته:
بدأ ترامب حياته المهنية في شركة والده، وكان عمله في البداية مرتكزًا على الطبقة المتوسطة أسوة بوالده وذلك باستئجار المساكن في بروكلين وكوينز وستاتن ايلاند، وكانت أولي مشاريعه بينما كان لا يزال طالبًا في الكلية، كان تنشيط المجمع السكني سويفن فيلج وهو مجمع سكني في سينسيناتي بولاية أوهايو، وعندما باعت مؤسسة ترامب المجمع السكني (سويفن فيلج) بمبلغ 12 مليون دولار، حصلت على أرباح بقيمة 6 ملايين دولار، وفي عام 1971 نقل ترامب مقر إقامته إلى مانهاتن، حيث أصبح على اقتناع من الفرص الاقتصادية في المدينة وعلى وجه التحديد مشاريع بناء كبيرة في مانهاتن التي من شأنها أن توفر فرصا لتحقيق أرباح عالية، وذلك باستخدام جاذبية التصميم المعماري، وكسب الاعتراف العام .
في عام 1985، قام بشراء عقار( Mar-a-Lago) على شاطئ بالم في فلوريدا، وجدد فندق باربيزون و100 سينترال بارك ساوث، في عام 1988 اشترى فندق بلازا في مدينة نيويورك، وفي عام 1989 اشترى أسطولَا من طائرات بوينغ 727 لتشكيل شركة ترامب للنقل الجوي، وعلى الرغم من أن بعض القرارات التجارية السيئة جعلته غير قادر على الوفاء بمستحقات القروض مما دفعه إلى الإفلاس، الأ أنه في عام 1990 استعاد مكانته المالية المستقرة مرة أخري، وافتتح كازينو “ترامب تاج” في أتلانتيك سيتي. وحصل بعد وقت قريب على موافقة لإنشاء السكك الحديدية على الجانب الغربي، في عام 1996 حصل على ملكية منظمة ملكة جمال الكون التي رعت العديد من مسابقات الجمال الأخرى، وفي 2003 أصبح صاحب حصة في شركة الإذاعة الوطنية (NBC) حيث أصبح المنتج التنفيذي ومضيف برنامج.[9]
رابعا ثروته:
في فبراير من عام 2015 قدرت مجلة فوربس ثروة ترامب بما يصل إلى 4 مليارات دولار، وهي من عقارات ترامب المعروفة، إلا أنها انخفضت في شهر مايو من عام 2017 لتصبح 3.5 مليار دولار ما يضعه في المرتبة 544 على قائمة أغنى الأشخاص في العالم، كما جعله ذلك أحد أغنى السياسيين في التاريخ الأمريكي.[10]
المبحث الثاني: العمل السياسي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب
أولا ترشحه للرئاسة :
أعلن ترامب ترشحه للرئاسة رسميًا في يوم 16 يونيو 2015 في برج ترامب بمدينة نيويورك، و تحدث خلال الخطاب عن العديد من القضايا مثل الهجرة غير الشرعية وعن الاقتصاد والبطالة بالإضافة إلى الدين العام الأمريكي و الارهاب، وأعلن ترامب خلال الخطاب عن شعار حملته الانتخابية وهو “جعل أمريكا عظيمة مجددًا.
أجري الحزب الجمهوري انتخابات أولية من أجل حسم السباق الذي كان بين 17 مرشح يتنافسون على تمثيل الحزب في الانتخابات الرئاسية العامة، حيث كان هذا أكبر عدد من المرشحين عن حزب واحد في تاريخ الولايات المتحدة، وقد شارك ترامب في 11 من أصل 12 مناظرة للحزب الجمهوري وحصلت المناظرات بمشاهدة عالية على التلفزيون مما أدى إلى زيادة شعبية حملته الانتخابية، وفي بداية شهر مارس من نفس العام، بدى واضحًا أن ترامب هو الذي سيحصل على ترشيح الحزب الجمهوري بسبب فوزه بالانتخابات الأولية للحزب على بقية المرشحين.[11]
أعلن الحزب الجمهوري رسميًا فوز ترامب بالترشيح بتاريخ 3 مايو 2016 بفوز ساحق، حيث أعلن الحزب أن ترامب حصل على 58.3 بالمئة من الأصوات ، وبعد حصول حملة ترامب على ترشيح الحزب الجمهوري تحولت أنظارهم صوب منافسته في الانتخابات العامة هيلاري كلينتون والتي حصلت على ترشيح الحزب الديمقراطي في منتصف شهر يونيو من سنة 2016.
تمت أول مناظرة رئاسية بين ترامب وكلينتون بتاريخ 26 سبتمبر 2016 وأقيمت في جامعة هوفسترا الواقعة بولاية نيويورك، وسجلت هذه المناظرة رقمًا قياسيًا من حيث عدد المتابعين بتاريخ الولايات المتحدة، فقد وصل عدد المشاهدين إلى 84 مليونًا دون احتساب من شاهد المناظرة عبر الإنترنت والأشخاص الذين شاهدوها بصورة جماعية في الحفلات والحانات والمطاعم والمكاتب، وبعدها أقيمت ثاني مناظرة بين المرشحين في جامعة واشنطن في سانت لويس بولاية ميزوري بتاريخ 9 أكتوبر 2016، والمناظرة الثالثة والأخيرة أقيمت بولاية نيفادا بتاريخ 19 أكتوبر 2016.[12]
افتتح أول مركز للتصويت في الساعة الخامسة من يوم الثلاثاء تاريخ 8 تشرين الثاني 2016 وبالتوقيت المحلي (العاشرة بتوقيت غرينتش) في ولاية فيرمونت، وأغلقت آخر مراكز التصويت أبوابها في غرب الولايات المتحدة وفي ولاية ألاسكا على الساعة السادسة صباحًا بتوقيت غرينيتش، ليتقدم المرشح الجمهوري دونالد ترامب على الديمقراطية هيلاري كلينتون في أصوات المجمع الانتخابي الذي يحتاج أي من المرشحين إلى 270 من أصواته الإجمالية البالغة 538 صوتًا للفوز بمنصب الرئاسة الأميركية ، وحصل ترامب على 306 صوتاً مقابل 232 لكلينتون بينما يتطلب الفوز الحصول على 270 صوتًا على الاقل، وذلك بعد إعلان النتائج الرسمية في أغلب ولايات الشرق والوسط الأميركي، وفاز دونالد ترامب من الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ليكون الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة ويخلف سلفه الديمقراطي باراك أوباما ، وأقيمت في 20 يناير 2017 مراسم تنصيبه رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية .
ثانيا صورته السياسية:
يحظى ترامب بنسب قبول منخفضة وفقًا لاستطلاعات الرأي، وهو الأمر الذي جعله أحد أقل رؤساء الولايات المتحدة شعبيةً خلال الأشهر العشرة الأولى من توليه لمنصب الرئاسة، حيث قام بعد توليه الرئاسة بإطلاق تصريحات خاطئة ومنافية للحقائق بصورة متكررة خلال خطاباته، فقد قال على الأقل ادعاء واحد خاطئ أو مضلل يوميًا على مدة 91 يوم من أصل أول 99 يوم منذ توليه المنصب حسب ما أوردته صحيفة نيويورك تايمز، ووصل عدد ادعاءاته الخاطئة أو المضللة إلى 1,318 بحلول اليوم 263 منذ توليه الرئاسة حسب قسم “التأكد من الحقائق” للتحليل السياسي الوارد في صحيفة واشنطن بوست.[13]
ثالثا سياساته الخارجية:
ومن خلال الخطابات الأساسية التي أصدرها الرئيس ترامب يمكن الوقوف على عدد من المبادئ أو المنطلقات الأساسية لسياسته الخارجية كالتالي :
- تبنى ترامب في سياسته الخارجية مبدأ “أمريكا أولا” كالهدف العام من سياسته الخارجية بمعنى أنه لا يجب على أمريكا أن تؤمن مصالح غيرها أو تضعها في اعتبارها بالقدر الكبير مع ضرورة الالتزام بالمصالح الأمريكية والتعامل معها على أساس أنها الدافع الأساسي لأي تحرك على مستوي السياسة الخارجية، فأمريكا ليس عليها أن تتحمل عبء حماية أو دفاع عن دول أخرى دون مقابل.
- يعد ترامب من أصحاب مبدأ العزلة في السياسة الخارجية، حيث كان يرى أن الولايات المتحدة ليس عليها أن تتدخل في تنظيم شئون العالم من حولها وحل مشاكله، وتجنب في سياسته الحديث عن العالميه، لذالك كان يغلب على خطاباته الروح القومية بل ويعظم من أهمية الدولة القومية كما أشار صراحةً في خطاب له عن سياسته الخارجية.
- كان ترامب لا يؤمن بفكرة التدخل الإنساني كأساس أو دافع للتدخل في الشأن الداخلي للدول، فطالما الأمر لم يمس المصالح الأمريكية فلا داعي لتورط القوات الأمريكية والسياسة الأمريكية في هذا الشأن، لكن عندما يتعلق الأمر بمصالح الولايات المتحدة يجب عليها التدخل العسكري الأحادي الذي لا تعتمد فيه على أطراف أخري.
- كان ترامب يقف ضد الهجرة، فقد كان أكثر توجها للتأكيد على أن الولايات المتحدة تقتصر على مواطنيها، وبالتالي كان يسعى إلى تقليص معدل الهجرة إلى الولايات المتحدة بل أحيانا كان وصل الأمر إلى حد منع فئات معينة من الانتقال إلى الولايات المتحدة الأمريكية، والجدير بالذكر في هذا السياق الأشاره إلى رفضه الهجرة من المكسيك وذهب في أحد كلماته إلى الدعوة لبناء سور فاصل بين الولايات المتحدة والمكسيك للحد من الهجرة بل وطالب المكسيك بأن تتحمل نصيبها من تكاليفه المادية.
- تبني ترامب مبدأ الحماية التجارية للسوق الأمريكي بجانب أنه كان يتشكك في مدي فعالية وتأثير الاتفاقيات والمعاهدات التجارية الدولية والتحالفات التجارية الدولية ويعتبرها أنها غالبًا ما تكون في مصلحة الطرف الآخر على حساب الولايات المتحدة أو على أقل تقدير تنتج عنها سلبيات تضر بالاقتصاد والسوق الأمريكي، وفي هذا الإطار أنتقد بشدة اتفاقيات النافتا واتفاقية الـ “TTP”.[14]
دور الرئيس ترامب في رسم السياسة الخارجية الأمريكية
(السياسة الخارجية تجاه الشرق الأوسط نموذجا)
بتولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السلطة في 20 كانون الثاني/يناير 2017، بدأت تتجسد أهم توجهاته في: تجاوز فترة الانحسار والتراجع التي ألقت بظلالها على دور الولايات المتحدة، وإدارة الولايات المتحدة لمجموعة من القضايا الدولية والإقليمية من بينها ملفات متعلقة بالشرق الأوسط، منها: ملف الإرهاب، والقضية الفلسطينية، والملف النووي الإيراني، وتعقد مسارات الأزمة السورية .
المبحث الأول: سمات إدارة ترامب للسياسة الخارجية في منطقة الشرق الأوسط
كان هناك عدة سمات لسياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تجاه أبرز القضايا في منطقة الشرق الأوسط، تشكل بمجموعها إطاراً عاماً لتوجهات تلك السياسة:
1 – حصر عملية صنع القرار في دائرة ضيقة:
كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يهمش الدور التقليدي لوزارة الخارجية في صناعة القرار السياسي الخارجي، وقد ظهر ذلك بعدم أخذه برأي وزارة الخارجية قبل اتخاذ قرارات رئيسية تعد من اختصاصاتها، مثل تراجعه عن حل الدولتين للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، ودعم إقامة دولة فلسطينية، وكذلك توجيهه تحذيراً واضحاً لإيران بشأن تجارب الصواريخ البالستية التي أجرتها، كما ظهر التهميش بشكل أكثر جلاءً في تعهد ترامب بزيادة الإنفاق العسكري بقيمة 54 مليار دولار، مقابل خفض إنفاق وزارة الخارجية، كما أن قرار ترامب المفاجئ في 29 آذار/مارس 2018 بالانسحاب من سورية ـــــــ قبل أن يتراجع عنه لاحقاًـــــــ كان من دون علم وزارة الخارجية والبنتاغون، ليعلن البنتاغون في إثر ذلك أنه لا تغيير على الخطة الأمريكية في سورية، ولتعلن المتحدثة باسم وزارة الخارجية أنه: “لا علم لنا بأي خطة لسحب القوات الأمريكية من سورية، الأمر الذي يعني من وجهة نظر الكثير من المراقبين أن الرئيس ومستشاريه لا يولون أهمية كبيرة للدبلوماسية، وكذلك الميل الواضح لدى ترامب إلى إحالة شؤون السياسة الخارجية إلى مجموعة من المستشارين المقربين داخل إدارته.[15]
2 – تبني سياسة الانعزال قدر الإمكان لحساب إصلاح الداخل:
لقد بين الواقع العملي أن الانعزالية لا تبدو مهيمنة، فاستعمال القوة الصلبة كان حاضراً لمعالجة بعض قضايا الشرق الأوسط، فتوجهات ترامب ضد داعش أكثر عنفاً وحدة ورغبة في القضاء على التنظيم سريعاً، كما جاءت أيضاً الضربة الأمريكية على مطار الشعيرات السوري العسكري، الذي يُعتقد أن الطائرات التي قصفت خان شيخون في إدلب قد انطلقت منه، وكذلك الضربات في مطلع نيسان/أبريل 2018، لتؤكد تنفيذ الولايات المتحدة تهديداتها لما يعد تجاوزاً للخطوط الحمر، التي لم تحترم من قبل في عهد أوباما، ويمكننا هنا الوصول إلى نتيجة مؤداها أنه على الرغم من خطابات ترامب التي اتسمت بالميل نحو الانعزالية، والتركيز على الملفات الداخلية، استناداً إلى مبدأ أمريكا أولاً وانتقاده لسياسات الإدارة السابقة في دعم الحريات والترويج للديمقراطية، واستنزاف قدرات الجيش الأمريكي، في صراعات خارجية كان من الممكن تجنبها، إلا أن إدارة ترامب تبني سياستها تجاه الشرق الأوسط في ضوء زيادة الانخراط العسكري، بهدف حماية المصالح الأمريكية في المنطقة وتأكيد سيادتها كقطب أوحد. [16]
3 – المدركات الشخصية وعقيدة الصفقة:
أنطلق ترامب من عقلية قومية بخلاف العقلية العالمية التي كان ينطلق منها أوباما، فترامب كان يمجد الدولة القومية ويعتبرها أساس التحرك في سياسته، وأن المصالح القومية فوق كل اعتبار، كما عرف عنه أيضاً معاداته للمهاجرين الأجانب، حيث يعتبرهم السبب وراء تفشي البطالة وارتفاع معدل الجرائم، وكذلك انطلاقه من مهنته كرجل أعمال في تفكيره السياسي وفي طريقة حكمه على العلاقات، وربطها بمدى نجاح الصفقة مع الطرف الآخر، كان تعامل ترامب مع قضايا السياسة الخارجية، يقوم على الربط بين كيفية انخراط أمريكا في قضايا العالم ومنطقة الشرق الأوسط تحديداً، ومقدار المنافع الاقتصادية التي يمكن تحقيقها من ذلك الربط، وقد ظهر ذلك في تصريحاته بخصوص ضرورة مراجعة التعاون مع حلف الناتو، والدفاع عن الدول الصديقة، وموقفه الرافض للعولمة، فهو لم يكن يدرك أن المصالح السياسية والاستراتيجية ترتكز على مبدأ تبادل المصالح، وليس على حسابات المنفعة المادية ومنطق الصفقة، كما كانت رؤية ترامب للعلاقة بين الحلفاء على أنها طريق ذو اتجاهين يرتب على كل طرف مسؤولية الاستجابة لمطالب الطرف الآخر، وانطلاقا من خلفيته كرجل أعمال، الأمر الذي جعله ينتهج في إدارته للعمل ما يمكن وصفه بـ إدارة الدولة كما لو كانت شركة في مقاربة تجارية ربحية، فقد كان يتحرك من منطلق حسابات الكسب والخسارة بأوجهها المادية المباشرة (الاقتصادية والعسكرية خصوصاً)، وهذا كان يقتضي عدم الدخول في صراعات طويلة الأمد تفوق تكاليفها ما يعود منها من منافع ومصالح استراتيجية، قد تؤدي في النهاية إلى الحد من إمكانيات الولايات المتحدة، والتأثير في مكانتها الدولية في مناطق أخرى من العالم[. [17]
4 – التعاون والتنسيق مع اللاعبين الدوليين والإقليميين:
كانت إدارة ترامب تدرك أن الولايات المتحدة لم تعد اللاعب الوحيد في الشرق الأوسط، بعد تعاظم الدور الروسي في المنطقة، وهو ما يقتضي الدفع بالسياسة الأمريكية نحو التقارب والتنسيق مع اللاعبين الدوليين، كروسيا واللاعبين الإقليميين، كتركيا، ودول الخليج، عند التعامل مع تعقيدات الأوضاع، وما نتج منها، مثل قضايا الإرهاب واللاجئين. وبالتالي فإن عدم الاستقرار وتبدل قواعد اللعبة، أفترضت على الإدارة الأمريكية بناء تحالفات مع الأطراف الفاعلة في الإقليم، مثل روسيا وتركيا وإيران والسعودية ومصر، في محاولة لتجاوز العقبات المتمثلة بتعارض المواقف بين هذه الدول في الكثير من الأزمات، الذي بدا أكثر وضوحاً في الأزمة السورية، وقد شدد ترامب على علاقات التعاون تلك بقولهفي خطاباته قائلا:”إننا نبحث عن الصداقة لا العداوة”، الأمر الذي دعا إلى التفاؤل بانفراج في العلاقات، على نحوٍ يلقي بظلاله على العديد من القضايا الدولية والإقليمية، إلا أن عملية سحب الدبلوماسيين، والضربات الأمريكية على سورية في مطلع نيسان/أبريل 2017، وعلى مناطق الشرق السوري في 10 شباط/فبراير 2018، وكذلك الضربة الثلاثية في نيسان/أبريل 2018 عادت بالعلاقات بين البلدين إلى المربع الأول، حيث تبع ذلك إدانة روسية لهذه الضربات، وتعليق مذكرة التفاهم الروسية – الأمريكية، الموقعة عام 2015، وأشارت التطورات اللاحقة لتلك التحركات العسكرية، إلى أن الانفراج المأمول بات بعيد المنال، والذي أكدته زيارة وزير الخارجية الأمريكي إلى روسيا في 12 نيسان/أبريل 2017، وحثه موسكو على التوقف عن دعم الرئيس السوري بشار الأسد، من منطلق أنه قد لا يحظَى بأي دور مستقبلي للبلاد، وليؤكد ترامب ذاته خلال اجتماعه مع كبار القادرة العسكريين في 9 نيسان/أبريل 2018 أن العلاقات في تلك الفتره مع الروس هي أسوأ مما كانت عليه إبان الحرب الباردة.[18]
5 – تغليب الواقعية:
لم تتواجد ضمن مدركات ترامب فكرة التدخل الإنساني كأساس للتدخل في الشؤون الداخلية للدول، فهو يؤمن بأنه لا داعي لتورط القوات الأمريكية أو السياسة الأمريكية في تلك الشؤون، ما لم يوجد تهديد جدي للمصالح الأمريكية وأمنها القومي، وهذا ما كانت تؤكده تصريحات ومواقفه فيما يتعلق بالشرق الأوسط،، واتخاذه التوجه الواقعي منهجاً لترسيخ فكرة إعلاء المصالح على القيم والمبادئ، والميل نحو الاستقرار، والتشدد في المواقف تجاه التيارات الإسلامية، في مقابل التخلي عن المثالية التي تميزت بها إدارة الرئيس باراك أوباما التي برز فيها الترويج للديمقراطية ودعم الحريات ونشر شعارات حقوق الإنسان، إبان أحداث الثورات العربية، وتقاربه مع التيارات الإسلامية، لقد أدى هذا الطابع الواقعي إلى التخفيف من مواقف ترامب بشأن قضايا الشرق الأوسط، التي اتسمت بالشدة إبان حملته الانتخابية.[19]
6 – التغيير في الآليات لا في الأهداف:
على الرغم من أن تصريحات ترامب كانت تدل على توجهه إلى إحداث تغيير في توجهات السياسة الخارجية الأمريكية في العالم والميل نحو الانعزالية، إلا أن الشرق الأوسط يعد أحد جوانب الاستمرارية في السياسة الأمريكية، وذلك بسبب شبكة المصالح الأمريكية، لذا فإن التغيير شمل نطاق الآليات، كالاعتماد على الآليات الصلبة، مثل: استخدام القوة العسكرية في محاربة الإرهاب، أو تكريس أداة العقوبات ضد بعض الدول، مثل إيران، وذلك بدلاً من الآليات الدبلوماسية، فمجموعة المصالح الثابتة للولايات المتحدة شكلت عنواناً لاستمرارية سياستها في الشرق الأوسط، وتبقت ضمن أولويات إدارة دونالد ترامب ولكن بالبحث عن آليات جديدة، تتطلب مراجعة التحالفات السابقة لإدارة أوباما[.[20]
المبحث الثانيً: توجهات سياسة ترامب لإدارة قضايا الشرق الأوسط
كان هناك عدة ملفات وقضايا كانت حاضرة في خطابات الرئيس ترامب وقراراته، والتي مثلت أهم ملفات وقضايا الشرق الأوسط ومنها:
1 – الحرب على الإرهاب:
مع تولي ترامب السلطة في 20 كانون الثاني/يناير 2017، كان تنظيم داعش قد تراجع أكثر فأكثر في العراق، وهو ما جعل معركة الولايات المتحدة الأساسية مع التنظيم تتركز في سورية، مع ضرورة أن تلتفت إدارة ترامب إلى روسيا والأطراف الإقليمية كتركيا، لم يطرح ترامب رؤية استراتيجية شاملة أو يحدد آليات واضحة لمحاربة الإرهاب، وبخاصة مع عدم فاعلية الغارات الجوية، وعدم إمكان إرسال الولايات المتحدة لقوات برية تعرِضها لحرب مدن تستنزف قواتها، وهذا يعني وجوب الاعتماد على قوات من الدول الإقليمية بمساندة ودعم أمريكيين، وفي كلمته أمام القمة الإسلامية – الأمريكية في الرياض في 12 أيار/مايو 2017، بدا حديثه أكثر اعتدالاً عما كان عليه الحال خلال حملته الانتخابية، وذلك بتجنبه استخدام عبارة الإرهاب الإسلامي الأصولي، موضحاً ماهية خطر الإرهاب المنظم، وضرورة مواجهته، مبيناً أن هذه المواجهة ليست صراعاً بين الديانات أو الحضارات، وإنما هي معركة بين المجرمين الذين يسعون لسلب حياة الإنسان ، وبين الكرماء من جميع الأديان الذين يتصدّون لتلك المساعي. كما أكد ترامب وجوب طرد الإرهابيين من دور العبادة والتضييق عليهم في المجتمعات، وإرسال أيديولوجياتهم إلى غياهب النسيان.
2 – الاتفاق النووي مع ايران:
اتخذ ترامب قراره بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران والعودة إلى العقوبات في الثامن من أيار/مايو 2018، مؤكداً أن الاتفاق لم ينجح في وقف المساعي الإيرانية للحصول على السلاح النووي، أو ردعها عن مواصلة تطوير برنامجها للصواريخ البالستية، وكان ترامب قد أبدى رفضه لهذا الاتفاق إبان حملته الانتخابية مشيراً إلى أنه الأسوأ على الإطلاق، كما وصفه صراحة بأنه خطير جداً، مؤكداً بأنه خطأ تاريخي سيوقفه بأي وسيلة ليتسنى له تصحيح هذا الخطأ، ووضعه كأولوية في سياسته الخارجية، وبأنه سيسعى لزيادة العقوبات حتى أكثر مما كانت عليه قبل الاتفاق، وأعلن في 20 نيسان/أبريل 2017 أن إيران لا تحترم روح الاتفاق الموقع عام 2015 مع القوى العظمى حول برنامجها النووي الذي أدى إلى تخفيف العقوبات الدولية عليها، كما تضمن خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 19 أيلول/سبتمبر 2017 وصف إيران بالدولة المارقة وممهداً الطريق لإلغاء الاتفاق بقوله: “لا يمكننا السماح لنظام قاتل بالاستمرار في هذه الأنشطة المزعزعة للاستقرار مع استمراره في بناء صواريخ خطرة، ولا يمكننا الالتزام باتفاق إذا كان يقدم الغطاء لإقامة برنامج نووي محتمل”، كما صرح في 24 نيسان/أبريل 2018 بأن الاتفاق مع إيران فظيع وكان يجب أن يشمل اليمن أيضاً، وحتى قبل قرار ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي اعتمدت إدارته مبكراً سياسة العقوبات التي عبرت عنها بسلسلة من القرارات من بينها قرار مجلس الشيوخ الأمريكي في 15 حزيران/يونيو 2017، لحزمة من العقوبات الجديدة تستهدف أي شخص أو كيان أجنبي يقوم بأعمال مع كيانات إيرانية ذات صلة ببرنامج الصواريخ الإيرانية، وذلك بهدف إضعاف قدرات إيران والاحتفاظ بمزيد من أوراق الضغط عليها.[21]
3 – الأزمة السورية:
على الرغم من عدم وجود استراتيجية أمريكية شاملة لدى إدارة ترامب لحل الأزمة السورية، إلا أنه يمكننا القول إنه كان هناك توجهاً رئيساً تقوم عليه سياسة ترامب في سورية، يكسبها قدراً من النفوذ يتمحور حول مكافحة الإرهاب، وتسريع وتيرة العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش في الشرق السوري، وقد ظهر يظهر ذلك من خلال: المناطق الآمنة، ووقف تدفق اللاجئين إلى أوروبا، وتثبيت أركان الدولة القومية، وتعزيز النفوذ الأمريكي وضبط التحالفات في الإقليم، إضافة إلى مواجهة خطة التمدد الإيراني في سورية.
أدت محاولات خفض الانخراط الأمريكي في شؤون الشرق الأوسط إلى إطلاق صراع بين القوى الإقليمية الصاعدة، شكلت سورية بؤرته الرئيسة، وحاولت الولايات المتحدة الاستفادة من هذا الصراع، بوضع استراتيجية لتقسيم المنطقة على أسس طائفية ومذهبية، بين كيانات متناحرة، تستنزف بعضها بعضاً، حتى تمكنت داعش من تكريس وجودها الإقليمي عبر أراضي كل من العراق وسورية، لتشكل منطقة عازلة أمام تمدد النفوذ الإيراني، ولإبقاء الصراع المذهبي مستعراً، لتنتقل الاستراتيجية الأمريكية في إدارة الصراع بعد ذلك إلى محاولة تأسيس نموذج لنظام أمني تعددي، تؤدي فيه القوى الدولية، مثل روسيا وبعض الحلفاء الأوروبيين، أدواراً مهمة في تأمين مشهد التقسيم، بدلاً من الاعتماد على القوى الطائفية والمذهبية، التي بدأ يظهر أن خطر التطرف الذي تفرزه، بات يصيب بنيرانه مختلف بقاع الأرض بلا استثناء.[22]
من هنا وجهت إدارة ترامب عملية نوعية بالغة الدقة إلى مطار الشعيرات التابع للجيش السوري، وقصفته مدمرة أركانه فجر السابع من نيسان/أبريل 2017، على نحو خالف كثيراً من التوجهات التي تناولت موقف إدارة ترامب قبل الضربة، حيث حملت هذه الضربة توجه إدارة ترامب العودة إلى المنطقة، والحيلولة دون ترك الروس يتحكمون بتفاعلاتها، خاصة في الملف السوري الذي بدأت موسكو تمسك بطرفيه: النظام السوري وإيران من جهة، والمعارضة السورية وتركيا من جهة أخرى، وذلك من خلال حوارات أستانا في آذار/مارس 2017، برعاية روسية – تركية، التي لم تلب واشنطن الدعوة لحضورها، ثم العملية العسكرية الأمريكية في مناطق الشرق السوري في العاشر من شباط/فبراير 2018، وقد تبع ذلك الضربة العسكرية الثلاثية في 12 نيسان/أبريل 2018، متضمنة ثلاث رسائل: الأولى لموسكو، ومفادها أن العالم ما زال بعيداً من نظام التعددية القطبية، وأن واشنطن وحدها ما زالت تتربع على رأس نظام القطب الواحد، والثانية إلى طهران، ومفادها أن عصر أوباما المتراخي قد ولّى، والثالثة إلى تركيا، التي تبدو في حالة صدام مع واشنطن وحلفائها في منبج وشرق الفرات، ومفادها أن التقرب أكثر مما ينبغي من موسكو وطهران خيار مكلف وأن عليها مراجعة ذلك، فليس لها سوى الحليف الأمريكي ومظلة الناتو.[23]
كما يرى ترامب أن تراخي إدارة أوباما في التعامل مع خطر التمدد الإيراني، فضـلاً عن توقيع الاتفاق النووي، ساهم في إطلاق يد إيران في المنطقة وشرعنة دورها، وتزايد نشاط الجماعات الموالية لها في سورية، لهذا فإن الضغط على إيران بالانسحاب من الاتفاق النووي، مثّل هدفاً استراتيجياً هو محل توافق بين أفراد إدارة ترامب، وبخاصة بعد إقالة وزير الخارجية «تيلرسون» وتعيين «مايك بومبيو»، ووجود نائب الرئيس «مايك بنس»، ومستشار الأمن القومي «هربرت ريموند ماكماستر»، الذي يتهم إيران بزعزعة استقرار المنطقة، وكذلك وزير الدفاع «جيمس ماتيس»، الذي يرى أن إيران هي المهدد الأول للمصالح الأمريكية في المنطقة، ومن هما يتبين لنا من خلال مواقف الإدارة الأمريكية لدونالد ترامب، أنها كانت تسعي إلى استعادة مكانة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، بدافع الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية، وتوافقاً مع ما يفرضه عليها دورها التاريخي في المنطقة، والتزاماتها الأمنية تجاه حلفائها من دول الجوار السوري، وهو ما يتطلب في رؤية ترامب الموازنة بين الفرص والخيارات المتاحة للتدخل من ناحية، والتكلفة والمنفعة الناتجة، وحجم المخاطر التي يخلفها كل خيار، من ناحية أخرى وذلك توافقاً مع مدركات ترامب التي تعظم من شأن المتغيرات الاقتصادية، التي تخدم أجندته السياسية الداخلية بالأساس.[24]
–4 الأزمة العراقية:
كانت إدارة ترامب تدرك جسامة التحديات التي تواجهها في العراق، فقد كان موقف ترامب من تلك التحديات يعد عامـلاً مهماً في تحديد استقرار المنطقة، وبالعودة إلى تصريحات ترامب بخصوص العراق، خلال حملته الانتخابية نجد أنها دارت حول ثلاثة محاور رئيسة، تشكل بمجموعها مساراً موجهاً للسياسة الخارجية الأمريكية في العراق: هي النفط العراقي، والحد من النفوذ الإيراني، وهزيمة داعش.
سبق لترامب أن ربط بين الجماعات الإرهابية والنفط في تبريرات قدمها أمام وكالة الاستخبارات الأمريكية للاستيلاء على نفط العراق، وقال:”كان على بلاده أن تأخذ النفط من العراق منذ عام 2003، ولو فعلت ذلك وقتها لما ظهرت داعش… ربما ستكون هناك فرصة أخرى” . وكذلك اعتباره نفط العراق مكافأة شرعية بعد إسقاط النظام الحاكم في العراق وذلك في تصريح له بأن ” الغنائم تعود للمنتصر” ، وهو ما أثار استياء الحكومة العراقية، بحيث ردّ رئيس الوزراء حيدر العبادي بخطاب تحت عنوان: “إن نفط العراق للعراقيين” .
وفي ما يتعلق بالحد من النفوذ الإيراني، فإن تصريحات ترامب كانت توحت بأنه عازم على تصحيح الخطأ الذي ارتُكب من قبل الإدارتين السابقتين، فقد تضمنت تصريحاته، انتقاداً للإدارات السابقة ولإدارة أوباما، وتحميلها مسؤولية النفوذ الإيراني في العراق، من منطلق أن إدارة أوباما ساهمت في تنامي الدور الإيراني والدفع به لممارسة تأثيرات في التوازنات الداخلية العراقية، ومن بين تلك التصريحات ما ذكره في مقابلة له مع محطة إيه. سي. سي: “كان يجب أن لا نترك العراق، فقد شكلنا هناك فراغاً كبيراً، وقد قامت إيران بملء ذلك الفراغ”.[25]
أما بخصوص محاربة الإرهاب في العراق وهزيمة داعش، فقد كان ترامب يرى أن الفراغ الأمني الذي تركه انسحاب القوات الأمريكية عام 2011، وإضاعة إدارة أوباما ما أطلق عليها الأصول الأمريكية، ويعني بها القوات على الأرض في العراق، أتاح المجال للجماعات الإرهابية لإعادة بناء نفسها بصورة أقوى وأكثر شراسة، منتقداً سياسات أوباما التي يؤمن أنها ساهمت في نشوء وتمدد تنظيم داعش الإرهابي، مؤكداً وجوب أن تجري الولايات المتحدة تغييراً في سياستها هناك، وبخاصة بعد تجاهل إدارة أوباما لتقارير ريتشارد هاس رئيس مجلس العلاقات الخارجية، ومارتن إنديك مدير مركز سبهان لسياسة الشرق الأوسط في معهد بروكينغز في واشنطن، والتي تضمنت جميعها نصائح مؤداها تنفيذ عملية الانسحاب الأمريكي من العراق، بدقة وتروٍّ، حتى لا يؤدِي ذلك إلى زعزعة الاستقرار، وخلق الفرص أمام إيران والقاعدة، لتقوية مواقعهما هناك، ومن هنا كانت إدارة ترامب تعمل على التعاون المقرون بممارسة الضغوط السياسية على الحكومة العراقية للحد من النفوذ الإيراني في العراق، خاصة فيلق القدس وميليشيات الحشد الشعبي، وتقوية الطائفة السنية لاستعادة دورها السياسي الغائب منذ سقوط نظام صدام حسين، كما تضمن اجتماع الرئيس ترامب مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في 20 آذار/مارس 2017، بعض الضمانات الأمريكية للحكومة العراقية، وللشعب، والتزاماً بالمساعدة حتى بعد الحد من الوجود الإيراني، وإلحاق الهزيمة بداعش.[26]
5ـــ عملية السلام:
امتازت مواقف ترامب تجاه عملية السلام خلال حملته الانتخابية بتناقضها، لتدل على عدم امتلاكه رؤية واضحة ومتماسكة تجاه الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، واستمرت هذه المواقف المتناقضة حتى بعد توليه الرئاسة، فخلال حملته الانتخابية اعتبر نفسه الأكثر تأهيـلاً وقدرة على تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وبأنه سيكون محايداً بين الطرفين حسب ما ورد في حديثه إلى وكالة أسوشيتد برس في كانون الأول/ديسمبر 2015، الذي أشار فيه أيضاً إلى أن إسرائيل لا تريد السلام، ثم عاد بعد وعده هذا بالحياد، ليتخذ منحى الانحياز لإسرائيل، في خطابه أمام المؤتمر السنوي للجنة الشؤون العامة الأمريكية – الإسرائيلية (أيباك) في آذار/مارس 2016 في واشنطن، حيث قال:” عندما أصبح رئيساً، فإن معاملة الإسرائيليين كمواطنين من الدرجة الثانية، ستنتهي في اليوم الأول، وسأقيم تحالفاً بينهم وبين بلدي”
لقد سجل ترامب تمايزاً جديداً في السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط، بعدما أكد أن حل الدولتين لا يعد السبيل الوحيد، لإنهاء النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي، وأنه منفتح على خيارات بديلة إذا ما كانت فعلياً تؤدي إلى السلام، ليعقب ذلك مباشرة تأكيد سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحده نيكي هيلي:”نؤيد بالتأكيد حل الدولتين، لكننا نفكر خارج الصندوق”، وبالتوافق مع جهود عقد صفقة القرن، قامت إدارة ترامب بإضفاء طابع اقتصادي على السلام المنشود، وذلك من خلال توجهها للعمل على مسارين متوازيين في سعيها لتحقيق التسوية، هما: إطلاق المبادرات الاقتصادية سواء ذات الطابع الثنائي أو الإقليمي بهدف تحسين مناخ الثقة بالتسوية، وكذلك فتح الملفات الكبرى لقضايا الحل النهائي، وقد أشار ترامب خلال لقائه مع الرئيس محمود عباس، في أيار/مايو 2017 إلى تطلعه لدعم الاقتصاد الفلسطيني، وهنا يبدو ترامب داعماً بقوة لفكرة السلام الاقتصادي لتشجيع الفلسطينيين على القبول بها، والتغاضي عن جزء كبير من الثوابت الفلسطينية، خاصة ما يتعلق منها باللاجئين والقدس.[27]
ولقد وصفت الجولة التي قام بها ترامب، في أولى زياراته الخارجية، التي بدأها بالسعودية وإسرائيل، 21 – 23 أيار/مايو 2017، بالجولة التاريخية، وبأنها كانت فرصة للتعرف إلى الواقع بكل تعقيداته، وإعادة تقييمه لرؤيته للتسوية الفلسطينية، نظراً إلى ما شهدته تلك الجولة من لقاءات ومناقشات، وما نتج منها من تحريك للمياه الراكدة منذ عدة سنوات، وتوجهها لإحداث نقلة في الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، وما دار من حديث، بعد ذلك عن صفقة القرن، التي افترضت التوصل إلى حلول متزامنة، لكل جوانب القضية الفلسطينية، بتفاهمات فلسطينية – إسرائيلية، بضمان ورعاية أمريكيا، ليتخذ ترامب عقب ذلك قراره بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس في 6 كانون الأول/ديسمبر 2017، واعتبار القدس العاصمة الأبدية لإسرائيل.[28]
6 ـــ دول الخليج العربي:
تميزت سياسة ترامب تجاه الشأن الخليجي بكثافة برامجها وقراراتها، وبغموضها، وذلك بفعل طبيعة القضايا المطروحة، وخلافاً لتصريحات ترامب المتشددة تجاه الدول الخليجية خلال حملته الانتخابية، وربطه التحالف السياسي والعسكري بين الولايات المتحدة والسعودية بحجم المكاسب الاقتصادية العائدة على الولايات المتحدة، وجاءت زيارته للمملكة بعد فوزه بمنصب الرئاسة مباشرة، لتؤكد أن دول الخليج تشكل حجر زاوية حقيقياً في استراتيجيات إدارته للسياسة الخارجية، ولتؤكد مرور هذه العلاقات بـ عهد ذهبي، وصف ترامب يومها الأول بـالرائع، حيث تمكنت السعودية من خلال القمم الثلاث المصاحبة لزيارة الرئيس ترامب، من تأكيد حجم المصالح الاستراتيجية بين السعودية والولايات المتحدة، وتأكيد مكانتها على المستوى الإقليمي، ومدى تأثيرها في أمن المنطقة واستقرارها، وإبراز دورها الفاعل في محاربة التطرف والإرهاب، فمواقف ترامب المتشددة تجاه إيران وانسحابه من الاتفاق النووي الذي سبق وأن عارضته معظم دول الخليج من الأمور التي تدفع باتجاه التقارب الخليجي – الأمريكي لاحتواء التهديدات الإيرانية في المنطقة، وبخاصة في العراق واليمن، إضافة إلى إيجاد حل للأزمة السورية.[29]
إذن غفد استندت رؤية ترامب للعلاقات الأمريكية – الخليجية، إلى أهمية التحالف مع السعودية في مواجهة إرهاب تنظيم داعش من جهة، وإلى فاعلية دورها في احتواء طموحات إيران الإقليمية، خاصة في الملف اليمني، ذلك أن البيت الأبيض كان لا يزال يدعم محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة، ومستمراً في اتباع سياسة عهد أوباما تحت عنوان، شن الضربات الجوية على معاقل الإرهاب في اليمن، باستخدام الطائرات دون طيار، وقد أكد إعلان الرياض على أهمية بناء شراكة وثيقة بين الدول لمواجهة التطرف والإرهاب، وأشار إلى تأكيد القادة التزام دولهم الراسخ بمحاربة الإرهاب بكل أشكاله، حيث تم توقيع 34 عقداً في عدة مجالات من بينها الدفاع والنقل الجوي، فضـلاً عن عدة اتفاقيات للتعاون الاقتصادي والعسكري بقيمة 400 مليار دولار، ليؤكد وزير الخارجية الأمريكي آنذاك «تيلرسون» أن هذه الاتفاقيات تسهم بالمزيد من دعم أمن دول الخليج في مواجهة الخطر الإيراني، كما استطاعت الولايات المتحدة تحقيق العديد من الامتيازات لصالح الشركات الأمريكية المستثمرة في المنطقة، وقد ازدادت متانة العلاقات الأمريكية مع السعودية في مجالات الدفاع والأمن بزيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للولايات المتحدة في 20 آذار/مارس 2018، ليصف ترامب العلاقات بين البلدين بأنها أقوى من أي وقت مضى.[30]
7ــ تركيا:
تعتبر تركيا في مقدمة القوى التي تسعى لتأخذ حيزاً في خريطة التوازنات الإقليمية، كقوة صاعدة متوسطة وفقاً لتقريرالاتجاهات العالمية، الذي يصدره مجلس الاستخبارات القومي الأمريكي، فتركيا تحاول الاستفادة من مركز ثقلها الجيوبوليتيكي في منطقة الشرق الأوسط، ومن عضويتها في منظمات إقليمية ودولية، لتسهم بملء الفراغ في المجال الإقليمي، وبخاصة بعد احتلال العراق وتزعزع علاقتها مع إسرائيل، ولتظهر كذلك كقوة موازية لطموح إيران الإقليمي، من خلال ربطها الملف السوري بالأمن التركي، وفي أن تكون القوة الإقليمية الأولى ذات النفوذ في المنطقة، وفي إثر الخطوة الأمريكية بالكشف عن تأسيسها قوة حرس حدود المشكلة من 30 ألف مقاتل كلهم من أكراد سورية، وبعد أن أبدى الرئيس التركي استعداد تركيا لشن عمليات عسكرية ضد الميليشيات الكردية في سورية، لحماية أمنها القومي ومنع إقامة كيان كردي مستقل على حدوده، لتقوم تركيا في 20 كانون الثاني/يناير 2018 بعملية غصن الزيتون في عفرين، مهددة بالوصول إلى منبج، وحتى خط الحدود السورية مع العراق، ليتبع ذلك تصريح أردوغان في 9 آذار/مارس 2018 :”اليوم نحن في عفرين، وغداً سنكون في منبج، وبعد غد سنطهر شرقي الفرات، حتى الحدود مع العراق من الإرهابيين، وقبل دخول الجيش التركي فعلياً إلى منبج في 18 حزيران/يونيو 2018، تم التوصل إلى خارطة طريق خلال زيارة وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو واشنطن، التي تضمنت انسحاب قادة وحدات حماية الشعب الكردية، يليها تولي عناصر من الجيش التركي والأمريكي، مهمة الانتشار في المدينة.[31]
إن عدم إدراك أمريكا لتعقيدات الإقليم، وارتباك إدارة ترامب ما بين شعار أمريكا أولاً، والانكفاء على الداخل، وانعكاس ذلك على ملفات الشرق الأوسط، أثر سلباً في ردود الفعل التركية من خلال إرباك صانع القرار التركي وإيجاد حالة من التوتر الماثلة بين البلدين، وما صاحبها من تناقض استراتيجي وإرباك لمسار السياسات التركية تجاه الجانب الأمريكي، ففي الوقت الذي نجد فيه توافقاً ظاهراً في المصالح المشتركة، بضرورة إنهاء ملف الإرهاب والقضاء على تنظيم داعش، نجد في مقابل ذلك عدم وجود توافق في الموضوع الكردي، نتج عن براغماتية ترامب وطريقة تعامله مع الأزمة السورية، التي تمثلت في إحدى صورها بدعم وحدات الشعب الكردية، وعدم تثمينها للمصالح التركية، بإقامة منطقة عازلة داخل سورية على طول الحدود بين الجانبين، الأمر الذي يعني أن خسارة الحليف التركي يضر بشبكة تحالفات الولايات المتحدة، وهو ما يؤكده اتجاه تركيا إلى تقوية صلتها بالجانب الروسي، باعتباره حليفاً يشاطرها القلق من تنامي نفوذ الميليشيات الكردية.[32]
8ـــ العلاقة مع المسلمين:
في حين كان أوباما يتعامل مع الإسلام السياسي كمفهوم مستقل عن الإرهاب، كان ترامب غالباً ما يجمع بينهما على أنهما مترادفان ، حيث بدت مواقف ترامب عدائية ومتشددة تجاه العرب والمسلمين، منذ بداية حملته الانتخابية، مستخدماً فيها أسلوب التحريض السياسي، ومعتمداً عليه في تشدده تجاه المهاجرين منهم معلناً أنه سيمنع دخولهم الولايات المتحدة، باعتبار أنهم يشكلون تهديداً كبيراً للأمن الأمريكي، ومطالباً باعتماد بطاقة هوية خاصة بالمسلمين، وتأسيس قاعدة بيانات خاصة بهم، ومع بداية توليه السلطة اتخذ قراراً تنفيذياً، في 27 كانون الثاني/يناير 2017، يمنع بموجبه إصدار تأشيرات دخول لمواطني سبع دول إسلامية، وهو ما اعتُبر تمييزاً ضد المسلمين، ومخالفة للدستور الأمريكي، ثم تلا ذلك قرار آخر بحظر دخول المسافرين من ست دول ذات أغلبية مسلمة، مستثنياً العراق من القائمة التي شملها القرار السابق والذي أثار جدلاً، ولكن صدر بعده حكم للمحكمة الاتحادية بتعليق تنفيذ الحظر بعد أن كان قد تقرر أن يدخل حيز التنفيذ في 16 آذار/مارس 2017.[33]
سعت الإدارة الأمريكية في عهد ترامب إلى استعادة هيبة ومكانة الولايات المتحدة، وهو ما يتمحور حول رؤية ترامب للموازنة بين الفرص والخيارات المتاحة للتدخل من ناحية، والتكلفة والمنفعة الناجمة وحجم المخاطر من ناحية أخرى، وذلك بالاستناد إلى مدركات ترامب التي تعظم من شأن المنافع الاقتصادية، وقد خلصت الدراسة إلي عدد من النتائج كالتالي:
- تلعب القيادة السياسية دورا مهم في عملية صنع السياسة الخارجية للوحدة الدولية، وقد تجلي ذلك في دور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
- كان للسياق النفسي الذي نشأ فيه ترامب منذ طفولته وحتي البلوغ أثر بالغ الأهمية في ضياغتة للسياسة الخارجية للولايات المتحدة.
- كان لخلفية كون الرئس ترامب رجلا أعمال أثرها ف تعامله الخارجي مع الدول الأخري، وقد ظهر ذلك في تعاملاته التي طغي عليها طابع الصفقات التجارية.
- كانت السمة العامة أو النزعة الأساسية التي يعمل من خلالها ترامب تعتمد على عقلية قومية بخلاف العقلية العالمية التي أستند إليها الرئيس أوباما، حيث أن ترامب مجدا الدولة القومية وأعتبرها أساس التحرك في سياسته وأعتباره المصالح القومية فوق كل اعتبار
- أتسم الرئيس ترامب بالتناقض في كثير من المواقف، فمثلا تأكيده خلال فترة ترشحه للانتخابات علي حق الفلسطينيين في الحصول على حقوقهم، ووجوب وقوفه على الحياد، لينقلب بعد ذلك بشكل شامل ويبلغ حد التعهد بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وتقديم الدعم المطلق لإسرائيل، وكذلك قراره بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، كان يبدو تارة مستعداً للتراجع عن الاتفاق النووي مع إيران، وتارة يصف التراجع عن الاتفاق بأنه استراتيجية سيئة، ليعود ويؤكد فيما بعد، وفي أكثر من مناسبة، أن الاتفاق النووي الإيراني أمر خطير وكارثي وفظيع.
أولا الكتب:
- ـمحمد السيد سليم، تحليل السياسة الخارجية، (القاهرة، كلية الإقنصاد والعلوم السياسية ، جامعة القاهرة، 1998، ص20-21.
- محمد عبد الغني حسن، مهارات قيادة الآخرين، القاهرة، مركز تطوير الأداء والتنمية، الطبعة الأولي، 1994، ص 17ــ 18.
ثانيا الرسائل العلمية:
- الاء محمد محسن ، دور القائد السياسي في صنع السياسة الخارجية (فلاديمير بوتن نموذجا)، رسالة ماجستير منشورة، 2015، سوريا، جامعة دمشق، كلية العلوم السياسة، قسم العلاقات الدولة.
- أحمد محمد عبد المنعم السيد أحمد بعنوان، أثر القيادة السياسية في صياغة وتنفيذ السياسات العامة( دراسة حالة : جورج بوش الابن)، المركز الديمقراطي العربي، 16 اكتوبر 2016.
- جاسم محمد حاتم، دور القيادة السياسية في السياسة الخارجية (أحمد داود أوغلوا نموذجاً)، مجلة جيل الدراسات السياسية والعلاقات الدولية العدد 22 الصفحة 37.
- رغده علاء الدين وأخرون ، البعد النفسي للقائد وتأثيره في عملية صنع القرار الساسي (دراسة حالة الأمريكي دونالد ترامب)، دراسة بحثية غير منشورة، جامعة بني سويف، كلية الساسة والأقتصاد، 2018.
ثالثا الدوريات:
- أحمد سيد أحمد، إدارة ترامب وقضايا الشرق الأوسط: حدود التغيير، السياسة الدولية، العدد 207 (كانون الثاني/يناير 2017)، ص 47. [1]
- إيمان زهران، التغير في الاستراتيجيات الدولية وسياسات تركيا الإقليمية، السياسة الدولية، العدد 209 (تموز/يوليو 2017)، ص 116 – 117.
- برحايل بودودة، سيناريوهات السياسة الخارجية الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط في ظل إدارة دونالد ترامب بين – الثابت والمتغير، 2018 ، أبو ظبي: مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، ص97، ص 289.
- ريتشارد هاس ومارتن إنديك، عهد أوباما سياسة أمريكية للشرق الأوسط (أبو ظبي: مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، 2009).
- عمرو عبد العاطي، إدارة ترامب عامل محفز لصراع المؤسسات الأمريكية، السياسة الدولية، العدد 208 (نيسان/أبريل 2017)، ص 143 – 144.
- علي موسى، إدارة ترامب للسياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط،، مجلة المستقبل العربي، العدد 477 نوفمبر 2018،ص 35.
- علاء سالم، التسوية الفلسطينية المحتملة في ضوء جولة ترامب الإقليمية، السياسة الدولية، العدد 209 (تموز/يوليو 2017)، ص 109.
- كريم المفتي، مصالح روسيا والصين في الشرق الأوسط: دراسة تحليلية، المجلة العربية للعلوم السياسية، العددان 47 – 48 (صيف – خريف 2015)، ص 26. [1] ـ
- محمد بوبوش، قضايا العرب والشرق الأوسط في ظل السياسة الخارجية الأمريكية، مركز المستقبل العربي، السنة 40، العدد 462 (آب/أغسطس 2017)، ص 14. [1]
- مالك عوني، صراع الإمبراطوريات: طغيان الجغرافيا السياسية في ما وراء الأزمة السورية، السياسة الدولية ، (ملحق تحولات استراتيجية)، العدد 209 (تموز/يوليو 2017)، ص 4.
رابعا المواقع الألكترونية:
- ترامب يقول العلاقات الأمريكية السعودية ربما تكون أفضل من أي وقت مضي، رويترز (20 آذار/مارس 2018)، متوفر علي الرابط التالي: https://ara.reuters.com/article/arabicWorldService/idARAMT1ALTL8N1R25T61
- ترامب:الاتفاق النووي مع إيران «سخيف»… وماكرون: جزء من استراتيجية إقليمية، موقع سي إن إن بالعربية (24 نيسان/أبريل 2018)،متوفر علي الرابط التالي: https://arabic.cnn.com/middle-east/2018/04/24/trump-macron-
- عماد البليك، 20 حقيقة “غير معروفة” عن طفولة ترامب، موقع العربية نت، 6 نوفمبر 2016، متوفر على الرابط التالي: https://www.alarabiya.net/ar/arab-and-world/american-elections-
- غريب الرنتاوي، العدوان الثلاثي الوشيك على سوريا، مركز القدس للدراسات السياسة (11 نيسان/أبريل 2018)، متوفر على الرابط التالي: http://oraib.alqudscenter.org/arabic/article .
- يمنى سليمان، توجهات السياسة الخارجية عند دونالد ترامب، المعهد المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية، 24 أيار 2016 ، متوفر على: https://stgcenter.org/ .
- Thomas Wright, “Five things we “learned” from Trump’s foreign policy speech”, Brookings, 27 April 2016, https://www.brookings.edu/blog/order-from-chaos/2016/04/27/five-
- ـــ Dan Balz and Scott Clemen , Poll: Trump’s performance lags behind even tepid public expectations, November 5, 2017, available at : https://web.archive.org/web/20200518022907if
- Tal Kopan, Republican convention 2016, cnn , July 19, 2016 ,available at : https://www.cnn.com
- Floyd Norris, Trump Sees Act of God in Recession, Dec 2016, available at: https://web.archive.org/web .
- ــDonald Trump, magazine USA , 5 Oct 1991 , available at : http://www.magazineusa.com .
- Donald (John) Trump Biography, available at: :http://www.biography.com/search/article
[1] ــ محمد السيد سليم، تحليل السياسة الخارجية، (القاهرة، كلية الإقنصاد والعلوم السياسية ، جامعة القاهرة، 1998، ص20-21.
[2] ـ محمد عبد الغني حسن، مهارات قيادة الآخرين، القاهرة، مركز تطوير الأداء والتنمية، الطبعة الأولي، 1994، ص 17ــ 18.
[3] ــ جاسم محمد حاتم، دور القيادة السياسية في السياسة الخارجية (أحمد داود أوغلوا نموذجاً)، مجلة جيل الدراسات السياسية والعلاقات الدولية العدد 22 الصفحة 37.
[4] ــ الاء محمد محسن ، دور القائد السياسي في صنع السياسة الخارجية (فلاديمير بوتن نموذجا)، رسالة ماجستير منشورة، 2015، سوريا، جامعة دمشق، كلية العلوم السياسة، قسم العلاقات الدولة،
[5] ــ رغده علاء الدين وأخرون ، البعد النفسي للقائد وتأثيره في عملية صنع القرار الساسي (دراسة حالة الأمريكي دونالد ترامب)، دراسة بحثية غير منشورة، جامعة بني سويف، كلية الساسة والأقتصاد، 2018.
[6] ــ أحمد محمد عبد المنعم السيد أحمد بعنوان، أثر القيادة السياسية في صياغة وتنفيذ السياسات العامة( دراسة حالة : جورج بوش الابن)، المركز الديمقراطي العربي، 16 اكتوبر 2016.
[7] – عماد البليك، 20 حقيقة “غير معروفة” عن طفولة ترامب، موقع العربية نت، 6 نوفمبر 2016، متوفر على الرابط التالي: https://www.alarabiya.net/ar/arab-and-world/american-elections-
[8] ــ عماد البليك، مرجع سبق ذكره.
[9] ــ Donald (John) Trump Biography, available at : http://www.biography.com/search/article.
[10] ــDonald Trump, magazine USA , 5 Oct 1991 , available at : http://www.magazineusa.com .
[11] ــ Floyd Norris, Trump Sees Act of God in Recession, Dec 2016, available at: https://web.archive.org/web .
[12] ــTal Kopan, Republican convention 2016, cnn , July 19, 2016 ,available at : https://www.cnn.com
[13] ـــ Dan Balz and Scott Clemen , Poll: Trump’s performance lags behind even tepid public expectations, November 5, 2017, available at : https://web.archive.org/web/20200518022907if .
[14] ـــ يمنى سليمان، توجهات السياسة الخارجية عند دونالد ترامب، المعهد المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية، 24 أيار 2016 ، متوفر على: https://stgcenter.org/ .
[15] ــ عمرو عبد العاطي، إدارة ترامب عامل محفز لصراع المؤسسات الأمريكية، السياسة الدولية، العدد 208 (نيسان/أبريل 2017)، ص 143 – 144.
[16] ــ أحمد سيد أحمد، إدارة ترامب وقضايا الشرق الأوسط: حدود التغيير، السياسة الدولية، العدد 207 (كانون الثاني/يناير 2017)، ص 47.
[17] ــ محمد بوبوش، قضايا العرب والشرق الأوسط في ظل السياسة الخارجية الأمريكية، مركز المستقبل العربي، السنة 40، العدد 462 (آب/أغسطس 2017)، ص 14.
[18] ــ مالك عوني، صراع الإمبراطوريات: طغيان الجغرافيا السياسية في ما وراء الأزمة السورية، السياسة الدولية ، (ملحق تحولات استراتيجية)، العدد 209 (تموز/يوليو 2017)، ص 4.
[19] ــ ريتشارد هاس ومارتن إنديك، عهد أوباما سياسة أمريكية للشرق الأوسط (أبو ظبي: مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، 2009)، ص 7، ص 289.
[20] ــ محمد بوبوش، مرجع سبق ذكره، ص 30
[21] ــ ترامب:الاتفاق النووي مع إيران «سخيف»… وماكرون: جزء من استراتيجية إقليمية، موقع سي إن إن بالعربية (24 نيسان/أبريل 2018)،متوفر علي الرابط التالي: < https://arabic.cnn.com/middle-east/2018/04/24/trump-macron-
[22] ـــ مالك عوني، مرجع سبق ذكره، ص:4 ــ .6
[23] ــ عريب الرنتاوي، العدوان الثلاثي الوشيك على سوريا، مركز القدس للدراسات السياسة (11 نيسان/أبريل 2018)، متوفر على الرابط التالي: http://oraib.alqudscenter.org/arabic/article .
[24] ــ عريب الرنتاوي، مرجع سبق ذكره.
[25] ــ علي موسى، إدارة ترامب للسياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط،، مجلة المستقبل العربي، العدد 477 نوفمبر 2018،ص 35.
[26] ــ ريتشارد هاس ومارتن إنديك، عهد أوباما سياسة أمريكية للشرق الأوسط (أبو ظبي: مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، 2009)، ص97، ص 289.
[27] ــ علاء سالم، التسوية الفلسطينية المحتملة في ضوء جولة ترامب الإقليمية، السياسة الدولية، العدد 209 (تموز/يوليو 2017)، ص 109.
[28] ـــ علي موسى، مرجع سبق ذكره، ص 20:29
[29] ــ ترامب يقول العلاقات الأمريكية السعودية ربما تكون أفضل من أي وقت مضي، رويترز (20 آذار/مارس 2018)، متوفر علي الرابط التالي: < https://ara.reuters.com/article/arabicWorldService/idARAMT1ALTL8N1R25T61
[30] ــ كريم المفتي، مصالح روسيا والصين في الشرق الأوسط: دراسة تحليلية، المجلة العربية للعلوم السياسية، العددان 47 – 48 (صيف – خريف 2015)، ص 26.
[31] ـ إيمان زهران، التغير في الاستراتيجيات الدولية وسياسات تركيا الإقليمية، السياسة الدولية، العدد 209 (تموز/يوليو 2017)، ص 116 – 117.
[32] ــ برحايل بودودة، سيناريوهات السياسة الخارجية الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط في ظل إدارة دونالد ترامب بين – الثابت والمتغير، 2018 ، أبو ظبي: مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، ص97، ص 289.
[33] ــ Thomas Wright, “Five things we “learned” from Trump’s foreign policy speech”, Brookings, 27 April 2016, https://www.brookings.edu/blog/order-from-chaos/2016/04/27/five-