سؤال التربية على الميديا في تونس: المسوغات والتحديات
The question of media education in Tunisia: rationale and challenges
اعداد : د. صابر منصور فريحه – باحث في علم اجتماع الإعلام والاتصال والتربية والثقافة الرقمية. جامعة المنستير/ جامعة الزيتونة-تونس- رئيس جمعية: ”ناشئة الاتّصال الذّكي / EMER SMART COM’‘ للتربية على الميديا والثقافة الرّقمية.
- المركز الديمقراطي العربي
ملخص :
إن المجتمع التونسي كغيره من المجتمعات السائرة في طريق النمو، والمجتمعات ما قبل صناعية، هو مجتمع يعاني مفردا وجمعا من شتى مظاهر ”الأمية الاتصالية” في مختلف مراحل العمليات الاتصالية قراءة وكتابة وتحليلا ونقدا وإنتاجا أوصناعة للمضامين ذات الأبعاد التنموية للميديا، كما في المجتمعات الصناعية.. الأمر الذي يستوجب تسريع المحفزات التربوية لبناء مجتمع المعرفة وبضمانات الاقتصاد اللامادي كمعيار جديد لتقدم المجتمعات ”ما بعد حداثية”، وفي ضوء متغيرات ”ما بعد الحقيقة” وتهديداتها، خاصة في ظل واقع الفوضى الاتصالية الذي يعيشه المشهد الإعلامي التونسي في واقع انتقالي ”ما بعد ثوري”، تحولت في ضوئه الميديا إلى عنوان مفارقات لا عنوان بناء ووحدة، في غياب أو تعمد تغييب قواعد المهنية وضوابط الأخلاقية في المادة الإعلامية إنتاجا واستهلاكا، تأثيرا وتأثّرا من الجماهير العريضة وبخاصة جماهير النائشة من الأطفال والشباب. يحدث هذا والمدرسة التونسية تعيش أسوأ أوضاعها وتراجع أدوارها الحيوية، بل وأضعف عوائدها، وفقر مخرجاتها سلوكيا ومهاريا ووجدانيا، في غياب جدية نوايا حلحلة الوضع التربوي وتعهده بالإصلاح والتّجديد البيداغوجي، في وقت بزغت فيه عالميا نظريات وأفكارا وتطبيقات تربوية تجديدية تقوم على مقاربات التربيات المختصة وما يعرف بـ”التربيات على- L’éducation aux” وديدكتيك المواد وغيرها من التجديدات.. إذ ما معني أن تحافظ المنظومة التعليمية في تونس بعد زهاء العشر سنوات من تاريخ ثورة 14 جافي على البرامج والمنهاج التعليمي التي ورثتها عن النظام السابق في غياب أفاق التغيير و الإصلاح ؟ بل ما معنى أن تحنط المدرسة في مستوى أدائها التأثيري الحالي أمام سطوة مشهد إعلامي مشوش مهنيا وديونتولوجيا، مع أنها هي الآلية الأبلغ تأثيرا في صناعة إنسان المستقبل، وصناعة مناويل التنمية التحديثية للمجتمعات الناهضة، على غرار النموذجين الياباني بعد هزيمة الحرب الكونية الثانية، والسنغفوري بعد الطلاق الماليزي من جانب واحد؟ وأي دواعي لتدريس التربية على الميديا والوسائط في القطر التونسي ؟ وماهي العوائق الإبستيمولوجية والتحديات المجتمعية والصعوبات الواقعية التي تحول دون تنزيل هذا المحتوى المعرفي في الواقع التربوي التونسي؟
Abstract
Tunisian society, like other societies that are on the path to growth, and pre-industrial societies, is a society that suffers individually and collectively from various manifestations of “communication illiteracy” in various stages of communication processes reading, writing, analyzing, criticizing, producing, or manufacturing content.
That’s why we need to accelerate educational incentives to build « a knowledge society » and to guarantee immaterial economy . Because of the communicative chaos in the Tunisian media landscape In “ post-revolutionary ”, period and the absence or deliberate absence of professional rules and ethical controls in the media material production and consumption, the influence on children and youth is disasterous. This is happening and the Tunisian school is living its worst conditions . That’s why revising its vital roles, and even its weakest returns, and its behavioral, skillful and emotional outputs is a must.
To solve the educational situation we need a commitment to reform and pedagogical renewal, and inspiring from globally emerging theories, ideas and educational applications based on the approaches of specialized education and « Media Education » .
***مخطط البحث ***
- الموضوع: دواعي التربية على الميديا في تونس وصعوبات تنزيلها في الواقع التربوي التونسي
- تمهيد:
- سياقات البحث في موضوع التربية على الميديا
- الحُدوُد النّظريّة (البراديغم/ المفاهيم).
- مداخل مشروع التربية على الميديا في تونس
1.5- مفهوم”التربية على الميديا’‘
- 5- مفهوم”التربية الإعلامية”/ ”تعليم- تعلّم الميديا”
- 5- مفهوم ” التربية المعلوماتية”/ ”الرقمية”:
- 4 – مفهوم ” الإعلام التربوي”:
- 6- أهداف مشروع التربية على وسائل الإعلام في تونس
- 7 – المسوغات (المبرّرات والدوافع):
- 7- الدّوافع الموضوعيّة من الحالة التونسية:
- 7- المبررات و الدّوافعُ الذّاتيةُ للبحث الأكاديمي:
- 7 – المبررات والدوافع الجغرافيّة /البشريّة/الثقافيّة:
- 7- المبررات والدوافع التّاريخيّة/الزّمنيّة
- 7- المبررات والدوافع القانونية:
- . الشريعات الدولية: الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر في 10 ديسمبر 1948:
- الشريعات الدولية: اتفاقية حقوق الطفل العالمية الصادرة عام (1989).
- في التّشريع العربي:
- في التّشريع الوطني التّونسي:
- 7- المبررات والدوافع السوسيوثقافية والسوسيواتصالية:
8- تحديات إنجاز مشروع التربية على وسائل الإعلام في البيئة التعليمية في تونس.
- 8- التحدي البشري:
- 8- التحدي التقني:
- 8- التحدي الإعلامي:
- 8- التحدي البيداغوجي:
- 8- التحدي المهاري:
- 8- التحدي التعليمي الإعلامي:
- الاستنتاجات
الموضوع: دواعي التربية على الميديا في تونس وصعوبات تنزيلها في الواقع التربوي التونسي
- تمهيد: تنطلق هذه المبادرة البحثيّة النظرية وتمشياتها في واقع المتغيرات الميدياتيكية الدّولية والتّحولات الحاصلة في مجالات الاتصال الإعلام وعالم الوسائط، ، ولا سيما والبلاد التّونسية شهدت انتقالا بطيئا ولكنه نوعيا باتجاه خرق “السّتار الاحتكاري” السّلطوي في القطاع السمعي البصري، اتسم في البدء وقبل ثورة 14جانفي 2011 نحو توسيع الفضاء الإعلامي الإذاعي والتّلفزي حتى وإن كان ذلك شكليا ووفق مزاج سياسي رام بشكل من الأشكال التخفيف على السلطة السياسية من ضغط الشارع وغلوائه المتأهب للانفجار أو التفجير عن بعد.. بحيث نُمّط الجمهور التونسي طيلة ثلاثة عقود على منوال اتّصالي احتكاري طبعته ردحا طويلا قناة تلفزيّة وحيدة لم يتغير في الغالب سوى اسمها (التلفزة التونسية – أت ت – ق7- قناة تونس7..). ولكن قبل حوالي العقدين من الزمن انطلق بث قناة 21 كقناة متخصصة في برامج الشباب رفع منذ تأسيسه شعارا رسميا (تربية، تعليم، تكوين، إعلام، ثقافة، ترفيه) سنة (1994) [1]. وبالتّوازي مع ذلك عاش المشهد السمعي البصري التونسي حالة من التآكل الذاتي للمنظومة الاحتكارية خارج المواضعة القانونية الرّسمية (مجلة الصحافة/ مجلة الاتصال) بعد انطلاق بث خاص لإذاعات خاصة جديدة في حينها، فضلا عن انطلاق مبادرة تلفزية خاصة… رغم أن هذا التّوجه أو الضّرب من ضروب الانفتاح الإعلامي، الذي جاء للتّنفيس عن السلطة قبل الثورة من حالة الغليان والاحتقان الدّاخلي، والضغط والتّأثير الخارجي، استجابة للسّياسات الغربيّة التي كانت حينها تروج لمفاهيم الديمقراطية والدفاع عن المعايير الحقوقية في طابعها الكوني، تلتها حالة من الفوضى الإعلامية البصرية في غياب منظومات الضبط والتنظيم الذاتي أو محدودية أدوارها وتجاهلها وتغافلها عن الحقوق الثقافية والاتصالية الناشئة في شتى مراحلها العمرية. وبخاصة في غياب وتغافل الهيئتين التعديليتين الناشئتين خلال فترة الانتقال الديمقراطي ولا سيما الهيئة القائمة حاليا (هايكاHICA ) عن فجوة اتصالية فادحة تتمثل في غياب الأوعية التربوية الموجهة للنشء أو المستجيبة لتطلعاته واهتمامته وحاجياته ورغباته وحقوقه الثقافية والاتصالية للأطفال والشباب.. هذه الفجوة تمثل بما لا يدع مجالا للشك تهديدات متعددة الأبعاد للنشء التونسي بعد أن ملأ المضمون السياسي أركان الفضاء السمعي البصري التونسي، وجر الشبيبة واليافعين عنوة إلى عالم الكبار في تغافل قصري مقصود عن حقوقهم الاتصالية والثقافية وتجفيف منابعهم المعرفية في ظل غياب التدريب والتعليم والتربية على وسائل الإعلام استهلاكا وانتاجا.! وضعية تؤكد تخلي الكبار من الساسة وصانعي القرار الإعلامي والاتصالي والثقافي ومنتجي مضامين الميديا التونسية عن الصغار من الناشئة. لكن في ظل صمت الهيئة التعديلية المدسترة ودون لفت نظر من أي جهات أكاديمية أو جهاز تسيير المرفق العمومي السمعي البصري!. فكيف إلى سد هذه الفجوة الاتصالية السحيقة والنقيصة الإعلامية الفادحة التي لا محيص عنها ولا راد لمطلبها الحارق في ظل تلكم المتغيرات التي اصطنعت أجيال رهاب الفشل واليأس يتخطفها الإرهاب والهروب بل وحتى والتهريب ؟ [2]
سياقات البحث في موضوع التربية على الميديا
إثر تلقينا خلال النصف الأول من سنة 2014 (أفريل- ماي) تدريبا مهنيا بإشراف المركز الإفريقي لتدريب الصحفيين والاتصاليين بتونس انتظم بصفاقس، وبالتعاون مع مؤسسة الراديو السويد SverigeSRadio حول محور “تربية الشباب التونسي على ميديا”، وأشرف على تأمين ورشاتها بالمركب الشبابي بصفاقس مدربون من المؤسسة الإعلامية السويدية المذكورة، واستفاد منها نخبة من المراسلين الصحفيين ذوي الاهتمامات التربوية والطفولية من الإذاعيين والتلفزيين والصحافة الورقية والإلكترونية. وكان لهذه الدورة التدريبية الفريدة من نوعها أثر في اكتشفنا الأهمية والخطوات المتقدمة التي بلغتها التجربة السويدية في مجال التربية على وسائل الإعلام للناشئة بين 15+25 سنة من عمرها من جهة، ثم وهذا الأهم، إقدار الناشئة السويدية وتعليمها المهارات على الإنتاج السمعي البصري، أي أنها هي المنتج والجمهور في آن. وهو ما لفت انتباهنا صراحة إلى جدية هذه التجربة وإمكانيات النسج على منوالها في ظل الفراغ التعليمي لهذه المادة الاجتماعية ضمن مقررات وبرامج وزارة التربية التونسية، رغم أنها تدرس ضمن المناهج التدريسية الغربية، فضلا عن الفجوة الإعلامية الفادحة في المشهد الإعلامي التونسي من حيث الفضاءات التّنشوية والتّعليمية والتّربية والتّثقيفية لأجيال الناشئة التونسية، التي استنزفت الآلة الإعلامية الخاصة وحتى العمومية حقوقها الإعلامية، وانتهكت متطلباتها الثقافية، وتعدت على خصوصياتها وخصائصها العمرية، وتجاهلت حاجياتها المفترضة لكل مرحلة من مراحل نشوئها وارتقائها التربوي والمعرفي والمهاري، خاصة في غياب فضاء سمعي بصري متخصص يسدّ هذه الثغرات ويحقق التوازنات المنشودة للنشء التونسي في الصدد.
على أن هذه المقاربة تنخرط ضمن مسار مشروعنا الأكاديمي الشخصي ما بعد الدكتورا وماجستيرنا الثاني في تخصص الصّحافة متعدّدة المنصّات Cross média وقناعاتنا الإعلامية والاتصالية والوسائطية ورؤانا المستقبلية في مجال متعدد الأبعاد سريع التحولات والمستحدثات وما يعقبها من متغيرات سوسيوثقافية وسوسيواتصالية وسوسيومعرفية… نبحث عن بدائل إعلامية وظيفية اجتماعيا ورسالية تربويا وهادفة معرفيا.. وفق قواعد مهن الميديا والأخلاقيات الصحفية ومواثيق شرفها وومدونات سلوكها وحرفيتها وضوابط الحرية والاستقلالية والحيادية والموضوعية والشفافية والوضوح والدقة… ولكن وبخاصة قاعدة القرب بأبعادها النفسية والجغرافية والثقافية والحضارية.. لأجيال النائشة بعيدا عن إملاءات ووصاية الراشدين. من الشباب وإليه [3].
- الحُدوُد النّظريّة (البراديغم/ المفاهيم).
*إن تحديد المفاهيم هو ضرورة علمية أساسية في البحوث الاجتماعية والاتصالية والتربوية ومجالات العلوم الإنسانية ككل، لذا يبقى التمهيد المفاهيمي حاسمًا في تمييز المفاهيم المرجعية التي هي مدار الاهتمام الأصلية للبحث جمعا ومنعًا وضمًّا وستبعادًا. على أن الحدّ السوسيوإعلامي بوصفه الحقل المعرفي الأقرب منهجيا ومعرفيا، أقرب منهجيا لمقاربتنا مع الانفتاح على الحقول المجاورة وبخاصة علوم الاتصال والإعلام والنّفس الاجتماعي والتربوي والعلوم الثقافية، وغيرها من العلوم الإنسانية، في تقاطعاتها الجوارية المفيدة.
والحقيقة مفهوم التربية على الميديا أو التربية الإعلامية أو ما يعرف أيضا بالدِراية بوَسائِل الاِتِصال أو معرفة القراءة والكتابة الإعلامية ومحو الجهالة الإعلامية (Media literacy) مصطلحات تطرح خلطا معرفيا ناجما عن تأخر البحث العلمي والممارسة التربوية أو المناهج التعليمية التي تتبن هذا المفهوم الطارئ نسبيا، حيث تشمل المعارف والتطبيقات والممارسات التي تسمح للأفراد بالإطلاع على مختلف صنوف الميديا، ثم القدرة على تقييم النقدي لمحتوياتها ومضامينها، ومن ثم إنتاج الميديا بل وحتى إنشاء وسائل الإعلام، أو المنصات الاتصالية الخاصة زمن ما يعرف بالإعلام المواطني، عبر المدونات والميديا الاجتماعية. ومن ثم فإن مصطلح التربية الميدياتيكية لا يقتصر التربية الإعلامية على وسيلةٍ إعلاميةٍ بعينها، لذلك تعددت التعاريف والمصطلحات والمقدمات المعرفية والمداخل لضبط تعريف دقيق محدد لهذا المجال التربوي والاتصالي، ولا سيما أن ارتباطات بعض تلكم التعريفات اقتصرت على وسيلة إعلامية بعينها أو وسيط اتصاليا بعينه على سبيل القصر، مما ولد غموضا وتقصيرا معرفيا وعوائقا ابستيمولوجيا لازلنا نعاني أعراضه إلى اليوم حتى ضمن المنابر البحثية والملتقيات الكبرى. فقد طرح هذا الإشكال وبإلحاح خلال فعاليات أول يوم دراسي من نوعه بالبلاد التونسية حول التربية على وسائل الإعلام الذي نظّمناه بمعية المرصدين التونسيين للإعلام والتربية جرت فعالياته يوم 18 أفريل 2018 بمشاركة خبراء تربويين من وزارة الإشراف واتصاليين وإعلاميين، وقد بلغت حدا من المبالغات في صرامة تحديد المصطلح، مما هدد مخرجات ذلك اليوم الدراسي الذي تصدى في لفيف من بيداغوجيي وزارة التربية التونسية، لإمكانية إدراج التربية على وسائل الإعلام ضمن المقررات والمنهاج الرسمي. لتعود الوزارة إلى إبرام شراكات ارتجالية مع بعض التنظيمات المدنية، في سياق تهميش هذه المبادرة، رغم شروعها في تدريس التربية الجنسية بداية من سنة 2019-2020 والتي لم نعرف لها إرهاصات ودوافع مجتمعية أو إثارات من القوى الحية المعنية بالشأن التربوي ككل.
لذلك نرى أنه لابد من التمييز الصارم في البدء بين مفاهيم أساسية ثلاثة في مقاربتنا لمشروعنا تبدو متداخلة وتخلق خلطا مفاهميا حتى وإن كانت تتكامل في مؤدياتها ومقاصدها التشاركية بين حقول الميديا والتربية: [4]
ونقصد بها ”التربية على الميديا”/ و”التربية الإعلامية”/ و”التربية المعلوماتية”/ و”الإعلام التربوي”. لذلك نطرح المفاهيم الإجرائية التالية المسوغة لتعليم وتعلم الميديا في تونس:
مداخل مشروع التربية على الميديا في تونس
- 4- مفهوم”التربية على الميديا’‘
يعني هذا المصطلح: طرق تنشئة (الفرد) (المتعلم) (الجمهور) بأسلوب يستطيع من خلاله التعامل والتعاطي مع وسائل الإعلام، على اختلافها مسموعة ومرئية ومطبوعة وفضائيات وإنترنت وشبكات تواصل اجتماعي، ويمكن أن يتم ذلك إما عبر التربية العائلية ( الأسرة)، أو من خلال إدراج هذا الصنف من التعلم والتعليم بمختلف مراحل التعليم كمقررات أو مناهج وتطبيقات (المدرسة). ويشمل هذا التعريف الأقرب إلى ما ما يسمى بـ”محو الأمية الإعلامية” Media Literacy [5] أو ما يمكن أن نسميه ”الترشيد أوالوعي الإعلامي” بالتالي تملك المتعلّم الكفايات التالية:
– معرفة مصادر المحتوى الإعلامي.
– التمييز بين المحامل الإعلامية.
– فهم تفسير الرسائل الإعلامية والقيم التي تحتويها.
– استكناه الرموز والألوان وفك مغازيها ودلالتها.
– الوعي بالشُّحَن والأهداف السياسية والاجتماعية والتجارية والثقافية والسياق الذي ترد فيه الرسائل الإعلامية. وتدريس مهارات التفكير الناقد، وتحليل البيئة الإعلامية عبر استخدام نموذج التعلم النشيط..).
– وبناء المواقف للمحتويات الإعلامية، التحليل النقدي إزاء شتى الرسائل الإعلامية.
– تحويل استهلاك الرسائل الإعلامية إلى عملية نقدية نشطة، لمساعدة الأفراد على تكوين الوعي حول طبيعة تلك الرسائل وفهم دورها -في بناء وجهات النظر حول الواقع الذي يعيشون فيه.
والحقيقة أن منطلق الإرهاصات الأولى لمشاريع التربية على الميديا بدأت في الغرب أساسًا كأداة لحماية المواطنين (نموذج الحماية) من الآثار السلبية للرسائل الإعلامية.
- 4- مفهوم”التربية الإعلامية”/ ”تعليم- تعلّم الميديا” [6]
”التربية الإعلامية هي عملية تعليمية تدريبية مهارية تستهدف جمهور المتعلمين عبر توظيف وسائل الاتصال وإنتاجها بطريقة مثلى من أجل تحقيق الأهداف التربوية المرسومة في السياسة التعليمية والسياسة الإعلامية للدولة”. ويشمل هذا التعريف بيداغوجيا مناهج تعليم الإعلام نظريا وتطبيقيا، استهلاكا وإنتاجا، عبر أساليب ومناهج نشيطة وسائل وتقنيات وأدوات ومعينات بيداغوجية. وتتيح هذه التربية تملك المتعلم للمهارات التالية:
– نظريات الإعلام والاتصال.
– وسائل الإعلام الجماهيري.
– التمييز بين الأشكال الصحفية وخصائصها في مختلف وسائل الإعلام.
– التحرير الصحفي.
إنتاج المضامين الصحفية بمختلف الأشكال(تحارير ورسوم وصور ثابتة ومتحركة – وفيديوهات وأفلام) وعلى محامل ومنصات متعددة.
– ترويج وتعميم وتسويق المحتويات الإعلامية عبر المنصات التقليدية والميديا الجديدة والميديا الاجتماعية.
- 4- مفهوم ” التربية المعلوماتية”/ ”الرقمية”:
التربية المعلوماتية: ترتبط هذه التربية الجديدة بتكنولوجيا المعلومات وإحكام التصرف في تجهيزاتها وبرمجياتها وحسن توظيفها والتوقي من مخاطر منصاتها الافتراضية عبر الشبكة العالمية للمعلومات (Worldwide Web) (www) (السلامة المعلوماتية – مخاطر الواب العميقة) بالتركيز الكبير على مفهوم التفاعلية الذي يميز وسائل الإعلام وتقنيات المعلومات الحديثة، فالشبكات الرقمية المعاصرة هي كونية الطابع خصوصًا مع التوسع في الشبكات التفاعلية الكونية واسعة النطاق[7].
ويشمل هذا التعريف بيداغوجيا مناهج تعليم الإعلامية والمعلوماتية نظريا وتطبيقيا، استهلاكا وإنتاجا، عبر أساليب ومناهج نشيطة وسائل وتقنيات وأدوات ومعينات بيداغوجية. وتتيح هذه التربية تملك المتعلم للمعارف وللمهارات التالية [8]:
– الاطلاع على البرمجيات.
– توظيف البرمجيات في إنتاج المضامين الافتراضية.
– إحكام معرفة وإنتاج مضامينها الميديا الجديدة (الصحافة الإلكترونية)، والميديا الاجتماعية ( شبكات الاتصال الاجتماعي) والصحافة متعددة المنصات Cross media.
- 4 – مفهوم ” الإعلام التربوي”:
”الإعلام التربوي هي العملية التي تسعى إلى إنتاج مضامين إعلامية واتصالية تخدم السياسات التربوية الرسمية العمومية وتعميمها على الجمهور المعني بالعملية التربوية إذ وظيفتها بالضرورة إقناعية ودعائية (بروباغاندا) وقد يشمل هذا النوع من الإعلام أيضا الإنتاج الإعلامي التربوي بأشكاله أو الأنشظة الإعلامية ذات المضامين التربوية(برامج إذاعية أو تلفزية) أو المناشط الإعلامية والاتصالية داخل الفضاءات التربوية'(الإذاعة المدرسية/ المجلة المدرسية/ الملتقيات التربوية..)”.
ويستهدف هذا النوع من الإعلام الجماهير العريضة والأسرة والمدرسة والبيئة المدرسية والمتعلمين والمعلمين بأخبار ومعلومات ذات علاقة بالشأن التربوي وقضايا التعليم والتعلم وأخبار البحوث التربوية ومنجزاتها وبيداغوجيا والأندرغوجيا والديداكتيك، وأخبار المحيط والوسط التربوي، مع التغطية الموضوعية لمختلف جوانب العملية التربوية والتعليمية، وتوثيق نشاطاتها، مع تبني قضايا ومشكلات التربية والتربويين المتعلمين ومعالجتها إعلاميا، وزيادة إعلاء الرصيد التربوي للمدرسة وأدوارها مجتمعيا بوصفها الوسيط الأساسي للتربية والتعليم في المجتمع، والتّحفيز على دعمها ومساعدتها في أداء رسالتها.. [9]
- 5- أهداف مشروع التربية على وسائل الإعلام في تونس
تطرح المعايير الدولية لمشاريع وتجارب التّربية على الميديا في العالم إلى إقدار المتعلمين على أربعة كفايات مهارية جملية تستهدف مساعدتهم على المشاهد أو القراءة الواعية وهذه الكفاءات هي: [ القدرة على الوصول إلى وسائل الإعلام والاتصال/ القدرة على قراءة وفهم تحليل المضامين الإعلامية والاتصالية/ القدرة على تقييم ونقد فحوى الرسائل الإعلامية الظاهرة والخفية/ القدرة على إحداث وسائل واستحداث وسائط للتعبير عن الذات والتواصل].
– الارتقاء بجودة التعليم التونسي ومخرجاته ولسيما في المراحل الابتدائية الإعدادية والثانوية.(مرجع نظر سلطة الإشراف التربوي في تونس).
– إقدار المدرسين على كفاءات التعليم النشيط عبر استخدام التكنولوجيات الحديثة وتوظيف تقنيات الوسائط الاتصالية في صناعة محتويات تعليمية وظيفية تستجيب للمقررات التعليمية وأهداف الدروس النظرية والأشغال التطبيقية.
– دعم القدرات التّقبلية والاستيعاب والفهم وتمهين المعرفة لدى المتعلم والقرب من ميولاته والإغراءات التكنواتصالية لديه والميديا الجديدة والميديا الاجتماعية وحسن توظيفها في بناء المعرفة والتحصيل الدراسي.
– تحصين المتعلمين من مخاطر سوء التعرض للميديا والتوظيف السلبي لها في غياب الفهم لدقائق الصناعات الميدياتيكية ( المؤثرات/ تقنيات الإبهار/ عدم التمييز بين الحقيقة والواقع والخيالي والتخيلي/ سلطة الصورة..) وآثارها على وعي الناشئة في سن التعلم وانعكاساتها على لاوعيها..
– الاستفادة من البرامج الإعلامية وبرمجيات الشبكات الاتصالية والمعلوماتية توظيفها في صناعة محتويات معرفية من قبل المعلم والمتعلم ترتقي بأداء المدرس وكفاءات المتعلم وتمشيات ومتطلبات التعلم الذاتي والتعلم عن بعد (المدرسة الافتراضية ).
– دعم تشغيلية خريجي معهد الصحافة وحاملي شهادات مهن الميديا وتيسير اندماجهم المهني في اختصاصات تعليمية جديدة تضمن التكامل بين الميديا والمدرسة والتفاعل بين الإعلاميين من جهة والاتصاليين والمربين والمدرسين من جهة أخرى
– التطلع لبعث مشروع إعلامي سمعي بصري للناشئة والأجيال الصاعدة في تونس، (قناة تلفزية متخصصة للناشئة التونسية: قناة تعليمية/ تربوية/ ثقافية/ شبابية…: مثالا) أو منصة اتصالية تفاعلية إلخ.
- 6 – المسوغات (المبرّرات والدوافع):
ثمة دوافع وأسباب موضوعية لإقدامنا على الدعاية إلى هذا المشروع العلمي ووالحرص تطبيقه الميداني ضمن المقررات التعليمية والتربوية التونسية في ظل حالة اللاّاستقرار الديمقراطي والفوضى الإعلامية والاتصالية بمظاهرها المتعددة والانتهاكاتها لحقوق الجماهير ولا سيما جماهير النّشء بالإضافة إلى المنطلقات الذّاتية…
1.6 – الدّوافع الموضوعيّة من الحالة التونسية:
– تعدّد الدّراسات والمواقف النّظرية والأحكام المسبقة من قبل المعلمين والمدرسة ( النظام التربوي بمكوناته وأطره التشريعية وحُدوده الجغرافيّة / والبشريّة/ والثقافيّة/ والتّاريخيّة/ والزّمنيّة في الفضاء التعليمي التونسي والمشهد التربوي ككل) حول أي علاقة ننشئ بين الميديا والناشئة المتعلمة في غياب أو ندرة الدّراسات الميدانية الاجتماعية والنفس- تربوية والبيداغوجية والديداكتيكية التّعلُّمية القريبة من الميدان (التعليمي والاتصالي والاجتماعي) في حال تفاعلاتها.
– ظاهرة التّعميم الإعلامي (بفعل السّوتلة والبث الشبكي) وما رافقها من ابتكارات تكنو-اتصالية متسارعة أدت إلى تبوء الميديا عموما الصناعات المشهدية ( المحتويات المصورة عبر السينما/ الفيديو / التلفزة ) مكانة تأثيرية مرموقة بين مختلف الوسائل والوسائط وهو ما وسّع من سلطاتها التّوجيهية على الجمهور المتقبِّل (الرّأي العام) وأدى إلى تقلص أدوار الأطر التربوية والثقافية التقليدية (الأسرة / المدرسة) وتراجع وظائفها وانحسار وسائلها الطبيعية. ( الأب الثالث/ المدرسة الجديدة).
– التوسّع السريع المتسارع للفضاء السمعي البصري / عالميا / وعربيا: (حوالي 1500 محطة تلفزية عربية أو ناطقة بالعربية حاليا من بين حوالي 5000 محطة تلفزية تبث عبر العالم، فقد ارتفع عدد القنوات العربية عام 2010 إلى أكثر من 700 قناة ووصل إلى 1000 في عام 2011، وبلغ في مطلع 2013 أكثر من 1320 قناة، تستخدم ما لا يقل عن 17 قمرًا صناعيٍّا وأغلبها يبث عبر خدمات البث الشبكي عبر) Online الإنترنات
– وضعية الانفتاح الجزئي للفضاء السمعي البصري التونسي قبل الثّورة تجاه الخواص والخوصصة الإعلامية (المحطات التلفزية الخاصة) والاتصالية (مزودو الانترنات).. في ظل (تراجع الدّور الاحتكاري للدّولة للمرفق العام السمعي البصري عمليا لا قانونيا قبل الثورة طبعا). وكذلك التّحولات التي أُفرزت في الأفق ما بعد ثوري من ازدياد عدد القنوات التلفزية ( 13 قناة اثنتين منها فقط عمومية) وهي مرشحة للتّضاعف بفعل آلية كراس الشروط التي وضعتها الهيئة التعديلية القائمة للإعلام السمعي البصري “هايكا” وما رافقها من غرس لتغيّرات سلوكية ووجدانية وبروز ظواهر اجتماعية ومستجدات تربوية مختلفة.. والتي يُنتظر أن تتفاقم أيضا كما هو واقع على الأقل بالملاحظة السّوسيولوجية نتائجها على المدى الآني والمستقبلي القريب والمتوسط والبعيد ومازالت اعتمالاتها العملية خاصة على فئة الناشئة في ظل عجز المدرسة عن مواكبة هذه التحولات تقنيا (التجهيز) والمتغيرات اجتماعيا ونفسيا (الكفاءات البيداغوجية والنفس تربوية للمعلم) (غياب المقاربات الجديدة للتكوين المستمر والرسكلة).
– غياب حبل الوصل بين السياسات التربوية الانفتاحية على التكنولوجيات الحديثة والوسائط الجديدة (تونس الأولى عربيا في الارتباط بالانترنات/ ومن أول الدول ربطا للمدرسة بالشبكة العنكبوتية) =/= والقطيعة الحاصلة على مستوى قياس التوظيفات والانعكاسات والآثار رمزيا وثقافيا وتربويا وتعليميا وتعلّميا وسلوكيا ونفسيا وطبيعة وكيان المخرجات…
– القطيعة القائمة بين المدرسة التونسية ومقرراتها التربوية والتعليمية والنظريات الاتصالية التي تعتبر مقدمات الترويج الميدياتيكي وجوهر الاستقبال أو التقبل الجماهيري ( أفق التلقي على حد تعبير أنطونيو كويليليو/ وآليات التلاعب بالعقول أو العنف الرمزي عند بيار بورديو).
– نقص الدّراسات العلمية والتطبيقية الواصلة بين مجالات معرفية متجاورة إلى حد التداخل، مثل (علوم الإعلام العلوم اجتماعية الاتصالية وعلم اجتماع الثقافة وعلم اجتماع التّربية وغيرها من مجالات علوم التربية وعلم نفس الإعلام)… ومعارف ونظريّات ومقولات متّصلة بمجالات بُحوث النّشْءِ والإعلام والوسائط ولاسيما (” صناعات الصورة / الصناعات المشهدية/ التّلفزيون / الفيديو”…).
– غياب المناهج الدراسية والمقررات المعرفية المتصلة بالتربية على وسائل الإعلام والصورة بالمدرسة التونسية.
– ثبوت نتائج علمية تؤكد أخطار المحامل الشّاشوية على نمو الناشئة ما قبل التعليم المدرسي خلال عمليات التعرض للتلفاز خلال السنوات الثلاث الأولى، الذي يتأثر نمو دماغه بشكل بليغ خلال هذه المرحلة، في غياب الوعي المميز بين الصور في العالم الحقيقي وماهو مشاهد عبر الشاشة التي تغلب عليها الصّور والحركة والألوان الجذابة دون أن يكون لها معنى في دماغ الناشئة. ذلك أن فَهْم بعض رموز الشّاشة قد تستغرق سنتين من استكشاف العالم الخارجي وهذا الإرباك في ذهنه يؤثّر حتما على نموّ المُخّ في حال المشاهدة المبكّرة للتّلفاز. وقد ثبت حسب عدة دراسات وجود علاقة عِلِّية بين تأخّر النّطق عند الأطفال وتعطل جهازهم اللّغوي وتعرضهم المبكر للشّاشة، كما هو في حالات مرض التوحّد. وهو ما يستدعي البحث والتمحيص في علاقة المتعلمين المراهقين بالشّاشة وانعكاساتها على توافقاتهم النّفسية والأسرية والمدرسية والاجتماعية في بلادنا التونسية.
– الفجوة الإعلامية الفادحة في المشهد الإعلامي التونسي من حيث الفضاءات التنشوية والتعليمية والتربية والتثقيفية لأجيال الناشئة التونسية، التي استنزفت الآلة الإعلامية الخاصة وحتى العمومية حقوقها الإعلامية والثقافية وتعدت على خصوصياتها وخصائصها العمرية وحاجياتها المفترضة لكل مرحلة من مراحل نشوئها وارتقائها التربوي والمعرفي والمهاري، خاصة في غياب فضاء سمعي بصري متخصص يسد هذه الثغرات ويحقق التوازنات المنشودة للنشء التونسي في الصدد.
– خلو الفضاء السمعي البصري التونسي من أي شكل لحضور فعلي أو إجرائي للقنوات المتخصصة عموما أو القنوات المتجهة لجماهير الناشئة والأسرة في مختلف مراحلها العمرية، رغم الحاجة الملحة إلى ذلك لما لأهمية تلك الخطوة من فوائد تنشوية تربوية وتعليمية وتربوية، حسب التجارب العالمية والعربية حتى، خاصة بعد التجربة المشوهة والآفلة لمشروع قناة 21 للشباب أو تونس 21، والتي انطلقت سنة 1994 ، ولم تحقق النضج الإعلامي المرتجى، بعد ثبوت التوظيف لاستيعاب الشبيبة من الناشئة وتدجينها من أي محاولة للحراك السياسي والالتزام الاجتماعي والنضال التنموي والوعي بتلك المدركات، بل جاءت تلك الخطوة بغاية الاستغلال الإعلامي من السلطة لتلميع صورة النظام وتسويق صورته بالخارج وفق مؤشرات دولية محددة. حتى قيل” إنها قناة الكبار تقدم بلسان الصغار”.
- 6- المبررات والدّوافعُ الذّاتيةُ للبحث الأكاديمي:
– يهمنا كباحيثين أكاديميين سياق التواصل مع ما توصلنا إليه من نتائج موضوعية وإحصائية سابقة والتزامنا بما آليناه على أنفسنا مما بشرنا به خلال تقديم مشروعنا الأكاديمي للشهادة الوطنية للدكتورا من مواصلة تعميق بحثنا في أبواب علوم الإعلام والميديا والاتصال في علاقاتها بالناشئة والأجيال الصاعدة والشباب بوصفه تخصصا مازال خصبا ومنفتحا تكنولوجيا ومعرفيا ومفتوحا على نتائج ومتغيرات متواصلة ومسترسلة.
* القناعةُ الرّاسخة بأن المحامل الشاشوية التقليدية (التّلفزيون والمنصات الشاشوية الجديدة (أجيال الهواتف الذكية) في ظل تهاطل الابتكارات التكنواتصلية وأشكال الميديا الجديدة، مانفك يطرح إشكاليّات تربوية وثقافية واجتماعية واتصالية.. في صلته بجماهير الناشئة إلى حد استشعار التّهديد والتّوجّس من آثار التعرض لمضامينها أو حتى مجرّد مشاهدتها له.
* من خلال ممارستنا وظيفة تدريس مادة التربية المدنية بمعاهدنا الثانوية وإعدادياتنا وإطلاعنا على برامج المادة بخصائصها الاجتماعية، ترسّخت لدينا القناعة بأنّ المحامل والمنصات الشاشوية وغيرها من وسائل الاتصال الحديثة تطرح إمكانات وإمكانيات واسعة للاستفادة المعرفية والبيداغوجية والتربوية.
* إمكانية توظيف وسائل الاتصال الحديثة في هذه السّياقات التّعلمية والممارسات الثقافية الجديدة.
* غياب تدريس مادة السمعي البصري والتربية على وسائل الإعلام ضمن المقررات الرسمية للمادة وغيرها من المواد الأخرى عدى شذرات ضمن المباحث الحضارية المتأخرة.
اعتقادنا أن المحامل والمنصات الشاشوية وبخاصة التلفزيون مازالت إلى اليوم تحتلّ حيزًا مهمًّا من حياة النّشْء المتعلّم وعلاقاته التّواصلية بمحيطه وبيئته، رغم توفر وسائل اتصالية أكثر تفاعلية وأقوى إبهارٍا وأيسر استخداما كالإنترنات وأجيال الهواتف الذكية وأشباهها ونظائرها من الأجهزة والوسائط التكنواتصالية ومستتبعاتها وهو ما انعكست آثاره على ثقافته وعلاقاته وسلوكاته ووعيه وتحصيله العلمي والمدرسي خصوصا والمعرفي عموما وممارساته الثقافية شمولاً.
تلقينا خلال النصف الأول من سنة 2014 (أفريل- ماي) تدريبا مهنيا بإشراف المركز الإفريقي لتدريب الصحفيين والاتصاليين بتونس انتظم بصفاقس، وبالتعاون مع مؤسسة الراديو السويد SverigeSRadio حول محور “تربية الشباب التونسي على ميديا”، وأشرف على تأمين ورشاتها بالمركب الشبابي بصفاقس مدربون من المؤسسة الإعلامية السويدية المذكورة، واستفاد منها نخبة من المراسلين الصحفيين ذوي الاهتمامات التربوية والطفولية من الإذاعيين والتلفزيين والصحافة الورقية والإلكترونية. وكان لهذه الدورة التدريبية الفريدة من نوعها أثر في اكتشفنا الأهمية والخطوات المتقدمة التي بلغتها التجربة السويدية في مجال التربية على وسائل الإعلام للناشئة بين 15+25 سنة من عمرها من جهة، ثم وهذا الأهم، إقدار الناشئة السويدية وتعليمها المهارات على الإنتاج السمعي البصري، أي أنها هي المنتج والجمهور في آن. وهو ما لفت انتباهنا صراحة إلى جدية هذه التجربة وإمكانيات النسج على منوالها في ظل الفراغ التعليمي لهذه المادة الاجتماعية ضمن مقررات وبرامج وزارة التربية التونسية، رغم أنها تدرس ضمن المناهج التدريسية الغربية.
* انطلاقنا عمليا منذ أكثر من ثلاث سنوات في مرحلة تدريب الناشئة في مرحلة الشباب المتعلم في مجالات الميديا، في سياق الأكاديميات الوطنية التي أطلقتها وزارة الشباب والرياضة ممثلة في الإدارة العامة للشباب، والتي احتضنها المركب الشبابي بصفاقس خاصة بعيد الثورة بوصفها مشاريع نموذجية في هذا الصدد، ضمن سياقات إقدار الناشئة على بناء مشروعها الإعلامي “إنتاجا واستهلاكا وحتى تعميما وترويجا”، بقصد صقل مواهبهم وتمكينهم في مجالات ميدياتيكية مثل:”الصحفيون الشبان”، “إذاعات الواب”، “صحافة المواطنة”، “تلفزات الواب” وغيرها.
* إنّ البحث في هذا المجال يتيح إمكانيات الاستفادة من الرصيد الأكاديمي الذي تلقيناه جامعيا والمهارات المهنية المكتسبة ميدانيا في ممارسة الصّحافة والتّدريس، واستثمار المعارف الأكاديمية والمهارات التطبيقية التي تلقيناها خلال ماجستير الصحافة متعددة المنصات وتوظيفها العملي في سياق التزاماتي الإعلامية بوصفي صحفيا واهتماماتي المهنية بوصفي مدرسا ومساراتي الأكاديمية بوصفي باحثا.
* استكمالا لمشروعي الأكاديمي الشخصي الذي دشناه موفى التسعينات، من خلال مذكرة بحث الدراسات العليا بمعهد الصحافة تحت عنوان: “النشرة الإخبارية لقناة 21 للشباب بين حدود الأداء والاستقبال”، وما بشرنا به خلال تقديم مناقشة أطروحتنا خلال صائفة 2017 من مواصلة البحث في مجالات ميديا النشء من خلال إطلاق مبادرة شرعنا فيها منذ ماي 2017 “من أجل بعث قناة تعليمية في تونس” وهو عنوان صفحتنا للميديا الاجتماعية فايسبوك، انخرطنا بعدها في مشروع بنيوي متكامل لنيل الأهداف المعلنة تلك.
وفي هذا الصّدد أطلِقنا بداية شهر ماي 2017 صفحة “فايسبوكية” كمبادرة تفاعلية من أجل إحداث قناة تربوية وتعليمية وثقافية وأسرية بحقّ للنّاشئة التّونسية تأخذ في الاعتبار خصوصيّاتها العُمرية وخصائصها الحضرية والثّقافيّة، أعقبتها مبادرات وتمشيات وفعاليات تعطي مسوغا لإطلاق مبادرة نوعية كهدف استراتيجي متوسط أو بعيد المدى بعد رسم مخطط منهجية تراكمي يؤسس لشرعية ومشروعية المشروع، بعد الاستئناس بأهم المبادرات السابقة القريبة من مشروعنا أو المتقاطعة معه في الهدف والرسالة.
صورة للصفحة الفايسبوكية الترويجية للتربية على الميديا في تونس والتي أطلقناها في شهر ماي 2017 [10]
- 6 – المبررات والدوافع الجغرافيّة /البشريّة/الثقافيّة:
* تندرج التعامل مع الوسائط والميديا لدى النشء أو العلاقة الاتصالية بين النّشْء المتعلم الأجهزة التكنواتصالية ضمن المماراسات الثقافية للأجيال الصاعدة والحقوق الثقافية والاتصالية التي تشتغل عليها مباحث علوم الإعلام والاتصال والعلوم الاجتماعية وعلوم التربية وطرق التدريس والبيداغوجيا وعلم النفس التربوي وعلم نفس الطفل والمراهقة…. وهي تبعا لذلك ظاهرة اجتماعية ثقافية تربوية تمتد إلى سائر البيئات الثلاث التي تنتمي إليها الناشئة المتعلمة والفضاءات التي تتحرك فيها (الأسرة /المدرسة /الفضاءات الترفيهية /الشارع…) وهي فضاءات لا يغيب عنها التلفزيون ولا يتوقف فيها فعل المشاهدة التلفزية… سواء كانت المشاهدة ترفيهية أو تعليمية أو عرضية… وهو ما أدى إلى استحواذ التلفزة على حيز زمني هام من حياة الفرد عموما والنّاشئة خصوصا الأجيال المتعلمة بصفة أخصّ (ما بين 4 و 6 ساعات من المشاهدة اليومية عالميا ، ومن 3 إلى 4 ساعات قُطْريا) ولا تغيب تأثيرات تلك المشاهدة أو إدامتها إن إيجابا أو سلبا مآثر ومآخذ على التحصيل المعرفي للتلميذ (المدرسة)، وعلى النظام العلائقي الذي يقيمه النشء خلال عمليات التعرض للميديا السمعية البصرية المتوجهة بمضامينها للراشدين والكبار، دونما مراعاة لخصوصيات النشء ومراحلهم العمرية.
* طبيعة العلاقة التي يقيمها النشء داخل الأسرة ومحيطه الاجتماعي مع والوسائط بأبعادها وأشكالها.
* وعْيُ النّشْء المتعلم وإدراكه وثقافته وسلوكاته ونفسيّته، الذي أفرز ثقافة فرعية للناشئة ولا سيما ثقافة الشباب.
ç وبالتالي يتّجه مشروعنا للتربية على وسائل الإعلام إلى تحديد علاقة فضلى للنّشء المتعلم بالميديا في أبعادها الثقافية والسلوكية والإدراكية المختلفة الجديدة النّاجمة عن فعل الاتصال المشاهدة التي قد تبلغ حد إدمان الوسائط أو الإفراط في التعرض للميديا، في غياب المرجعية العلمية والثقافية لنشاطات المشاهدة، أو القدرة على تحليل مضامين الرسائل وتقدير مخاطرها أو زيفها !!!
- 6- المبررات والدوافع التّاريخيّة/الزّمنيّة
يرتبط مشروعنا بخاصة بمراحل الطفولة عموما وبخاصة مرحلتي الطفولة الثالثة والرابعة وهي فترة تلتصق بـ(المراهقة وما قبلها) من جهة وبتعدد الاهتمامات المعرفية، وبارتفاع نسبة التعرض للميديا والمشاهدة المتصلة بشواغل النشء واهتماماته المختلفة في ظل غلبة الأبعاد التّسلوية والترفيهية للنّاشئة المتعلمة.
*ورغم الاختلافات القائمة حول تحديد مراحل النمو وتعريفاتها لاعتبارات ثقافية واجتماعية وتربوية وسياسية فإن النصوص القانونية الأممية تخصّ النّاشئة تشريعيا بتعريف الطفولة إلى المرحلة الممتدة بين الميلاد وسن الثامنة عشر(18) وهو ذات التحديد الذي اعتمدته التشريع الوطني التونسي لمجلة حماية الطّفل التّونسية في فصلها الثالث. و يتجاوز الشّباب بين (10) و(24) سنة نصف المجتمع التونسي حيث يبلغ عددهم (6.660 مليون) نسبة أي أن أكثر من (66 %) من المجتمع التونسي ينتمون إلى فئة المراهقين.
5.6- المبررات والدوافع القانونية:
بدأ الوعي الدولي بمسألة التربية الإعلامية مبكرا فهو يندرج ضمن* توجهات اليونسكو للاستراتيجيات التعليمية فقد دعت لتدريسه منذ العام 1982، وساهمت عديد الفعاليات ومؤسسات الدولية في التأسيس لهذا المشروع مثل مؤتمر فيينا 1999، مؤتمر التربية الإعلامية للشباب للعام 2002. وعلى هذا المنوال كانت الدول الغربية سباقة في تطوير أنظمتها التربوية وإدراج هذه المادة ضمن مقرراتها من ذلك إدراج إسبانيا المناهج الخاصة ‘’بالاتصال الجماهيري’’ ضمن البرامج التعليمية عام 1990، وطورت ذلك بتشريع ثانٍ صدر عام 2006.
- . الشريعات الدولية: الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر في 10 ديسمبر 1948 [11]:
– في مادة (18): “لكل شخص الحق في حرية التفكير والضّمير…- ويشمل هذا الحقّ حرية الإعراب عنهما بالتّعليم والممارسة”…
– وفي مادته (19): لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير ويشمل- هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون تدخل واستقاء الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأية وسيلة كانت دون تقيد بالحدود الجغرافية’’
– وفي مادته (26): لكل شخص الحق في التعلم.
– وفي مادته (27): لكل فرد الحق في أن يشترك اشتراكا حرا في حياة المجتمع الثقافي وفي الاستماع بالفنون والمساهمة في التقدم العلمي والاستفادة من نتائجه.
- الشريعات الدولية: اتفاقية حقوق الطفل العالمية الصادرة عام (1989) .
في المادة (31) على ما يلي :
-تعترف الدول الأطراف بحق الطفل في الراحة ووقت الفراغ ومزاولة الألعاب وأنشطة الاستجمام المناسبة لسنة بحرية المشاركة في الحياة الثقافية وفي الفنون. تحترم الدول الأطراف وتعزز حق الطفل فية المشاركة الكاملة في الحياة الثقافية والفنية وتشجع على توفير فرصة ملائمة ومتساوية للنشاط الثقافي والفني والاستجمام وأنشطة أوقات الفراغ.
– وفي المادة (17) المتصلة بالإعلام أشارت إلى: “حق نشر المعلومات ووقاية الطفل من المعلومات والمواد التي تضر بصالحه، وتشجيع التعاون الدولي في إنتاج وتبادل ونشر المعلومات والمواد وشتى المصادر الثقافية الوطنية والدولية وتشجيع كتب الأطفال ونشرها مع إعطاء عناية خاصة للاحتياجات اللغوية للطفل”.
– أما المادة (29) فقد ركزت على: “توجيه التعليم نحو تنمية شخصية الطفل ومواهبه وقدراته العقلية والبدنية وتنمية احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية وتنمية احترام آباء الطفل وذويه وهويته الثقافية ولغته وقيمه الخاصة والقيم الوطنية للبلد الذي يعيش فيه الطفل والبلد الذي نشأ فيه في الأصل والحضارات المختلفة عن حضارته”.
- في التّشريع العربي: ما ورد في “ميثاق حقوق الطفل العربي” الصادر عن مؤتمر وزراء الشؤون الاجتماعية العرب في ديسمبر عام (1987).
– نصت المادة (44) من هذا الميثاق على: “إنشاء مؤسسة عربية لأدب الطفل وصحافتهم وإنتاج البرامج الإذاعية والتلفزيونية الموجهة إليهم لما لهذا المجال من أهمية قصوى ولتلاقي النقص الكبير فيه”.
- في التّشريع الوطني التّونسي: نصّ الدستور التونسي الجديد بعد ثورة 14 جانفي2011 [12]، والمختوم في 27 جانفي 2014 على جملة من الحقوق والحريات المكتسبة في هذا المضمار.
– في فصله (39):”التعليم إلزامي إلى سن السادسة عشرة. تضمن الدولة الحق في التعليم العمومي المجاني بكل ّمراحله”.
– وفي فصله (42):”الحقّ في الثقافة مضمون”.
– وفي فصله (31) أن:”حرية الرأي والفكر والتعبير والإعلام والنشر مضمونة. لا يمكن ممارسة رقابة مسبقة على هذه الحرّيات”.
– وفي فصله (32): “تحمي الدولة الحق في الإعلام والحق في النّفاذ إلى المعلومة. تسعى الدولة إلى ضمان الحق في النّفاذ إلى المعلومة وإلى شبكات الاتصال”.
ß هكذا نصت مختلف هذه المواثيق والاتفاقيات على الترابط بين الحق في التعليم والثقافة والترفيه وهي جميعا مضامين إعلامية واتصالية محتملة.
6.6- المبررات والدوافع السوسيوثقافية والسوسيواتصالية:
إن طبيعة السياق الاجتماعي للدول العربية بالتحديد والمجتمع التونسي كواحد من مجتمعات ما يعرف بالربيع العربي، يعتبر من أهم الدوافع المحفزة لإضفاء الشرعية حول الدّعاية والترويج إلى تطبيق التربية الإعلامية في القطر التونسي، ذلك أن الطبيعة التي صبغ بها هذا السياق من قبل وسائل الإعلام جعل منه نسخة مصغرة عن مجتمعات غربية بل ويحمل نفس خصائصها الاستهلاكية للمادة الإعلامية التي تحرص على محاكاة التجارب الدولية لتلفزيونات (“الواقع” ”Reality TV ” /” “télé-réalité ) أو(”المهملات” أو ”القمامة” Trash TV / télé poubelle )، استنساخها في الواقع والمشهد والمجتمع التونسي دونما مراعاة للخصائص الحضارية للمجتمع المتقبل وخصائصها الحضارية في ظل المسوغات العولمية المنمطة للأذواق والمنمذجة للسلوكات والمُشكّلة لوحدة الاتجاهات تحت مبررات إنسانية بل وحتى حقوقية في الغالب [13]. فقد أصبحت المجتمعات العربية تعيش على وقع “عصر الصورة التلفزيونية” أو ما أسماه الباحث الاتصالي التونسي الحبيب بن بلقاسم بـ“القنبلة الإعلامية” تحت مسوغات التنافس بين الأوعية الإعلامية ودواعي الإثارة التي تسجلب الجماهير، وهو ما أشار إليها عالم الاجتماع الفرنسي “جورج بلاندييه” بلفظة “هيمنة وسائل الإعلام” “Mediacratie” التي حولت كل شيء في مجتمعات الحداثة الفائضة الوقحة المتعاظم شأنها قابلا للفرجة، وفيها تحالفت القوة التقنية مع القوة الإعلامية لتؤلف مجتمعات أصبحت فيها الصورة التلفزيونية ظاهرة اجتماعية كلية تولد أحاسيس متناقضة تفشل طاقات التفكير الناقد وتروج للإثارة فقط” [14]. والحال أن التربية الإعلامية كمفهوم صاغته الدراسات الغربية كإفراز لواقعها السوسيوثقافي، وهي بالتالي أول من أثبت ضرورات التربية الإعلامية وصاغت مفاهيمه الأولية ودعت إلى ضرورات اندراجه في أوساط المؤسسة التعليمية التربوية للمجتمعات الصناعية وممارساتها معالجة وحذرا من ارتدادات فخاخ العولمة وتهديداتها لمجتمعاتها المحلية بفعل هيمنة الأمركة تحت دواعي الأمن الثقافي. فما بالك بالمجتمعات العربية والمجتمع التونسي أقرب إلى هذه التأثيرا والتفاعلات بحكم موقعها الجغرافي وقابليات التأثر المعتادة والمتكررة تاريخيا.. هذا إذا أخذنا في الاعتبار أيضا وعلى سبيل المثال ومع هذه المتغيرات، تخلي الوكالة التونسية للانترنات ATI مباشرة بعد الثورة عن ككل دور رقابي باعتبارها كانت أداة النظام السابق لمراقبة وملاحقة المعارضين والتعتيم الاتصالي تحت مسمى “عمار 404” بعد أن رفضت هذه الوكالة منتصف 2011 حكما قضائيا يدعوها لإغلاق المواقع الإباحية على الشبكة تحت مبررات تقنية تتعلل بتأثير هذا الحجب على جودة خدمات الإنترنت في تونس. وهو الحكم الذي أثار مخاوف الحقوقيين والنشطاء المدنيين والسياسيين من عودة الرقابة التي عانى منها الشعب خلال حكم النظام السابق. وفي ظل هذه الظواهر الإعلامية والتطورات التصالية يجد جمهور النشء التونسي نفسه أضعف الحلقات في غياب التحصينات العلمية والوعي التربوي بمخاطر التوجيه والتأثير الوسائطي الناجم عن التعرض للميديا واستهلاكاتها غير الواعية التي قد تتجاوز مجرد الإشباعات إلى حالات الإدمان الوسائطي.
- تحديات إنجاز مشروع التربية على وسائل الإعلام في البيئة التعليمية في تونس.
- التحدي البشري: غياب الموارد البشرية المخولة إعلاميا وتعليميا.
- المشروع يفتح أبواب تشغيل خريجي معهد الصحافة وعلوم الإخباروغيرهم من خريجي مهن الميديا الذين يعانون من تطاول مدة البطالة، فضلا عما تقتضسيه المتغيرات الميدياتيكية والتعليمية والديداكتيكية المعاصرة من مراجعات شاملة للمنظومة التعليمية ككل ولمقاربة التكوين المستمر لمواردها البشرية.
- التحدي التقني: غياب الأدوات والوسائل والتجهيزات والفضاءات المخولة.
- التحدي الإعلامي: تعفن المشهد السمعي البصري التونسي بسبب استشراء تقاليد وممارسات لا مهنية ولاقانونية ولا أخلاقية من قبل صحفيين وإعلاميين ومؤسسات… ومن ثم تسرب عادات وسلوكات مشاهدة وحتى قناعات تطبع مع الفساد الإعلامي..
- التحدي البيداغوجي: ضعف المناهج التربوية ونقص المقررات التعليمية ذات العلاقة بموضوع التربية على وسائل الإعلام..
- التحدي المهاري: اختلال وظائف الرسالة التربوية التقليدية بين فضاءات المؤسسات التقليدية للتربية(الأسرة / المدرسة) وذلك لفائدة الشارع والوسائط والفضاءات الافتراضية في ظل تفوق المتعلمين على المعلمين وعلى المربين والأباء والأولياء في مجالات استخدام الوسائط (في ظل انتشار الهواتف الذكية كوسيط اتصالي خاص يتعلاطى معه في الغالب النشء التونسي في مختلف البيئات الحضرية والريفية على نحو إدماني ).
- التحدي التعليمي الإعلامي: ويتمثل بالأخص في:
– غياب تقاليد التواصل أو التكامل أو التعامل بين الصحفيين والمربين.
– التخلي غير المبرر لسلطة الإشراف التربوي على مكاسب تعليمية إعلامية (التلفزة المدرسية).
– التخلي غير المبرر للإعلام العمومي على تجربة تلفزيون الشباب (قناة 21) وما خلفه من فجوة تتصل بثقافة الطفل والشباب وممارساتهم الاتصالية.
– غياب المبادرات والتجارب الجدية في مجالات التربية على الإعلام، حيث تأخرت أهم وأبرز تجربة بيداغوجية واتصالية في هذا الصدد في تونس إلى منتصف العام 2017 والتي أطلقها المركز الإفريقي لتدريب الصحفيين والاتصاليين.
خاتمة :
نستخلص من هذه المقاربة التّعليمية التّعلمية في مجال التربية الميدياتيكية أنها مسايرة لمتغيرات تكنواتصالية ووفي ضوء ممارسة حيوية سوسيوثقافية جديدة في حياة الأفراد والمجموعات ولاسيما الشباب والنشء عموما، بل هي على الأخص سلوك تربوي مستجد على الحياة المدرسية العربية والتونسية، لذلك فهي تحتاج إلى استفاضة الدراسة والفهم وتعميق الوعيوعلى في ضوء بعض النتائج والملاحظات والتوصيات التي توصلنا إليها وحاصلها:
– إن المتغيرات التكنواتصالية TNC المتسارعة تستوجب استنفار كافة الفعاليات التربوية والإعلامية والأكاديمية وقوى المجتمع المدنيبغاية صياغة منوال الإعلامي اتصالي جديد يتأسس على قواعد المهنية والأخلاقية بوصفهما متلازمتا الممارسة الإعلامية والاتصالية إنتاجا وترويجا واستهلاكا للمضامين الميدياتيكية ومخرجات الصناعات الثقافية ولاسيما منها التي تستخدم المنصات الجديدة والميديا الاجتماعية وذلك حماية للجمهور وللمصالح الاجتماعية البعيدة لدى التعرض إلى المضامين المسيئة والرديئة.
– تعتبر التربية على الميديا عملية تعليمية تعلمية تشاركية بالمفهوم الديداكتيكي، وتهدف تبعا لذلك تهدف إلى دعم قدرات الإنسان الفرد لمجتمع ما حتى يصبح -في ضوء مقاربات ”أفق التلقّي” التشاركية- مشاهدا إيجابيا ونشيطا ومستخدما مستقلا في سياق العملية الاتصالية عبر طرائق التنشيط الاستجوابي والإثارة الحوارية والأساليب التفكيكية لشتى الرموز والنصوص والمعلومات.
– في ضوء ما قدمنا يتأكد أنه بات من اللّزام المستعجل إدراج مادة التربية على وسائل الإعلام والتربية الرقمية لتكون جزءا ثابتا ضمن المناهج التربوية ثابتاً للدراسة في مدارسنا وجامعاتنا ومؤسساتنا التعليمية والتدريبية والتكوينية العمومية والخاصة ضمن مقاربات ”التربيات على- L’éducation aux”، وجهد يتجاوز مجهود الدولة، بل هو مقاربة مجتمعية تستنفر كافة القوى الحية، وقوى المجتمع المدني ذات العلاقة بالمسائل التربوية والاتصالية والثقافية وقضايا النشء.
– إن التربية على الميديا هي ملامسة محلية تراعي الخصوصية للمجتمعات الزراعية بل وحتى المجتمعات ما بعد حداثية، في ضوء التحولات والمتغيرات التي تطبع كل مجتمع بخصائصه الديمغرافية والمعرفية والسياسات التربوية والثقافية القائمة. وهي كذلك تستهدف ضرورة التفكير والمشاركة النقدية وإنتاج الأفكار الجديدة والمعالجات وطرح النموذج الذي يتعلق بالمجتمع بأنماط حياة أفراده وطرائق تفكيرهم وأساليب المشاركة المجتمعية وغيرها..
– غدت التربية الإعلامية والرقمية اتجاها علميا وأكاديميا وتعليميا جديدا في عالمنا الثورات الاتصالية، يستهدف تمكين الجمهور العريض ولا سيما جماهير الناشئة والمتعلمين من مهارات التعامل مع الوسائط، لأثر هذه الأخيرة في صناعة الرأي وبناء الذوات المستقبلية، بل والموجه الأكبر لمساراتها وخياراتها، في ضوء مقاربات ”سلطة الإعلام+ إعلام السلطة” الأبلغ توجيها لمنظومات القيم والمعتقدات والممارسات الاتجاهات وتغذية العقول وصناعة الأفكار.. وبقوة تضاهي وتتجاوز تأثير المدرسة والمربين، والأسرة والأبوين، بل وكافة الأوعية التنشوية التقليدية. …/…
الهوامش:
1– الغربي (مراد): قناة الشباب في تونس قراءة في دوافع النشأة ومحاولة تقييمية، رسالة ختم الدروس الجامعية، (IPSI) (1995) ص10.
2 – فريحه (صابر)، بعثُ مشروعٍ إعلاميٍّ سمعيٍّ بصريٍّ للنَّاشِئةِ والأجيالِ الصّاعدةِ في تُونُسَ،(قناةٌ تلفزيَّةٌ مُتخَصِّصَةٌ مِثالاً): المُبرِّراتُ وَالمساراتُ، مشروع تخرّج في ماجستير الصّحافة متعدّدة المنصّات Cross média، كلية الآداب والعلوم الإنسانية بصفاقس، تونس، جوان 2018، ص 05.
3 – قدمنا هذا المشروع التربوي رسميا إلى وزير التربية التونسي الدكتور حاتم بن سالم خلال جلسة انعقد بمكتبه يوم الثلاثاء 13 فيفري 2018 تسلم خلاله نسخة أصلية من أطروحتنا وتوصياتنا من أجل إحداث مادة تدريسية للتربية على الميديا، كما انبثق عن الجلسة تنظيمنا أول يوم دراسي من نوعها بالبلاد التونسية بمعية المرصدين التونسيين للإعلام والتربية جرت فعالياته يوم 18 أفريل 2018 بمشاركة خبراء تربويين من وزارة الإشراف واتصاليين وإعلاميين وبتغطية إعلامية نوعية، لكن الوزارة تجاهلت هذا المجهود في سياق حسابات سياسية غير مفهومة ولا ترتقي إلى مقومات دولة القانون، ببحثها عن شركاء غير أصحاب المشروع.
4 – هايدي هايز جاكوبز، منهاج القرن 21 : التعليم الأساسي لعالم متغير، الناشر: مكتبة العبيكان، 2015، تعريب، نيفين الزاغة.
- – أسس النهوض بمجتمعات المعرفة الشاملة، منشورات اليونسكو، ص57، د ت. لا يزال التحديد المفهومي لمصطلح التربية على وسائل الإعلام يطرح اختلافات منهجية في البلاد العربية والغربية بين الباحثين فمثلا يعتبرها الباحثان Adams and Hamm (آدمز +هام -2001-): ” أنها القدرة على استحداث معنى شخصي من الرموز المرئية واللفظية التي نتلقاها كل يوم من التلفزيون والإعلانات ووسائل الإعلام الرقمية. وبالتالي فهي تتعدى مجرد إقدار المتعلم على فك رموز و معلومات محددة، بل تمكينه من ملكات التفكير النقدي مع إقدارهم على الفهم والإنتاج الاتصالي”. أما الباحث آندرسون –1981 “التربية الإعلامية هي جمع المعلومات وتفسيرها واختبارها وتطبيقها بمهارة من أجل القيام بعمل هادف بغض النظر عن الوسيلة أو طريقة العرض”. أما تعريف هوبز -2001- فهو ينظر إلى التربية الإعلامية على أنها القدرة على النفاذ إلى الرسائل وتحليلها وتقييمها وإيصالها بأشكال مختلفة” ويذهب قاموس التربية الإعلامية للمؤلفيْن (سيلفربليت واليسيري -1997- ) إلى ان التربية الإعلامية “هي مهارة تفكير نقدي تمكن الجماهير من تفكيك رموز المعلومات التي نتلقاها عبر وسائل الاتصال الجماهيري ومن ثم تطوير أحكام مستقلة عن المحتوى الإعلامي. أما تعريف اليونسكو فهو لا تفرق بين التربية الإعلامية والتربية المعلوماتية، حيت تعرّف منظمة الأممية للتربية والثقافة والعلوم ”اليونسكو”، التربية الإعلامية و /أو التربية المعلوماتية بأنها: (الكفاءات الأساسية التي تتيح للمواطنين التعامل مع وسائل الإعلام على نحو فعّال، وتطوير الفكر النقدي ومهارات التعلّم مدى الحياة، في سبيل تنشئة اجتماعية تجعل منهم مواطنين فاعلين). http://www.unesco.org/new/ar/amman/communication-information/media-and-information-literacy
-6 Leaning، Marcus : “Integrating Media and Information Literacy” ; Media and Information Literacy ; Elsevier ; ISBN 9780081001707 ; (2017) p (14).
7- البدراني (فاضل محمد)، التربية الإعلامية والرقمية وتحقيق المجتمع المعرفي، مجلة المستقبل العربي، العدد 252، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، 2016، ص 134.
8- الخطيب (محمد)، دور المدرسة في التربية الإعلامية، المؤتمر الدولي الأول للتربية الإعلامية (وعي ومهارة اختيار)، وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع المنظمة الدولية للتربية الإعلامية، الرياض، 14-17/2/1428هـ (4-7/3/2007).
9- الخطيب (محمد)، دور المدرسة في التربية الإعلامية، المؤتمر الدولي الأول للتربية الإعلامية (وعي ومهارة اختيار)، وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع المنظمة الدولية للتربية الإعلامية، الرياض، 14-17/2/1428هـ (4-7/3/2007).
10- صفحة ”من أجل إحداث قناة تعليمية في تونس”، على شبكة التواصل الاجتماعي – فايس بوك- أطلقناها في ماي 2017.
11 – الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر في 10 ديسمبر 1948، منشورات الأمم المتحدة، المكتب الإعلامي لمنظمة الأمم المتحدة بتونس.
12- دستور الجمهورية الثانية التونسي ، المطبعة الرسمية التونسية، 27 جانفي 2014.
13- في هذا الصدد تندد الباحثة التونسية نادية الهداوي في مقال صادر لها بتاريخ 23 أفريل 2014 بالمجلة الاستقصائية التونسية الالكترونية ”نواة” nawaat.org بالخيارات البرامجية للقنوات الخاصة التونسية الناشئة بعد الثورة وغيرها، حيث التي تصفها بأنها: ” تواصل استعراضها السياسي الأخلاقي التي تزعم أنّه نتاج لمناخ الحريّة والتعدّدية الجديد في تونس. وفي هذا الإطار، انتشرت برامج “تلفزيون الواقع” بشكل واسع. وهي تندرج ضمن ما يعرف “بتلفزيون الفقراء”، مستقطبةً نسبا كبيرة من المشاهدين عبر تركيزها على “البورنوغرافية المجتمعيّة”.
14 – برامج تلفزيون الواقع في العالم العربي لا علاقة لها بالواقع، العرب اللندنية، السبت 2017/11/25 .
[1]– الغربي (مراد): قناة الشباب في تونس قراءة في دوافع النشأة ومحاولة تقييمية، رسالة ختم الدروس الجامعية، (IPSI) (1995) ص10.
[2] – فريحه (صابر)، بعثُ مشروعٍ إعلاميٍّ سمعيٍّ بصريٍّ للنَّاشِئةِ والأجيالِ الصّاعدةِ في تُونُسَ،(قناةٌ تلفزيَّةٌ مُتخَصِّصَةٌ مِثالاً): المُبرِّراتُ وَالمساراتُ، مشروع تخرّج في ماجستير الصّحافة متعدّدة المنصّات Cross média، كلية الأداب والعلوم الإنسانية بصفاقس، تونس، جوان 2018، ص 05.
[3] – قدمنا هذا المشروع التربوي رسميا إلى وزير التربية التونسي الدكتور حاتم بن سالم خلال جلسة انعقد بمكتبه يوم الثلاثاء 13 فيفري 2018 تسلم خلاله نسخة أصلية من أطروحتنا وتوصياتنا من أجل إحداث مادة تدريسية للتربية على الميديا، كما انبثق عن الجلسة تنظيمنا أول يوم دراسي من نوعها بالبلاد التونسية بمعية المرصدين التونسيين للإعلام والتربية جرت فعالياته يوم 18 أفريل 2018 بمشاركة خبراء تربويين من وزارة الإشراف واتصاليين وإعلاميين وبتغطية إعلامية نوعية، لكن الوزارة تجاهلت هذا المجهود في سياق حسابات سياسية غير مفهومة ولا ترتقي إلى مقومات دولة القانون، ببحثها عن شركاء غير أصحاب المشروع.
[4] – هايدي هايز جاكوبز، منهاج القرن 21 : التعليم الأساسي لعالم متغير، الناشر: مكتبة العبيكان، 2015، تعريب، نيفين الزاغة.
[5] – أسس النهوض بمجتمعات المعرفة الشاملة، منشورات اليونسكو، ص57، د ت.
لا يزال التحديد المفهومي لمصطلح التربية على وسائل الإعلام يطرح اختلافات منهجية في البلاد العربية والغربية بين الباحثين فمثلا يعتبرها الباحثان Adams and Hamm (آدمز +هام -2001-): ” أنها القدرة على استحداث معنى شخصي من الرموز المرئية واللفظية التي نتلقاها كل يوم من التلفزيون والإعلانات ووسائل الإعلام الرقمية. وبالتالي فهي تتعدى مجرد إقدار المتعلم على فك رموز و معلومات محددة، بل تمكينه من ملكات التفكير النقدي مع إقدارهم على الفهم والإنتاج الاتصالي”. أما الباحث آندرسون –1981 “التربية الإعلامية هي جمع المعلومات وتفسيرها واختبارها وتطبيقها بمهارة من أجل القيام بعمل هادف بغض النظر عن الوسيلة أو طريقة العرض”. أما تعريف هوبز -2001- فهو ينظر إلى التربية الإعلامية على أنها القدرة على النفاذ إلى الرسائل وتحليلها وتقييمها وإيصالها بأشكال مختلفة” ويذهب قاموس التربية الإعلامية للمؤلفيْن (سيلفربليت واليسيري -1997- ) إلى ان التربية الإعلامية “هي مهارة تفكير نقدي تمكن الجماهير من تفكيك رموز المعلومات التي نتلقاها عبر وسائل الاتصال الجماهيري ومن ثم تطوير أحكام مستقلة عن المحتوى الإعلامي. أما تعريف اليونسكو فهو لا تفرق بين التربية الإعلامية والتربية المعلوماتية، حيت تعرّف منظمة الأممية للتربية والثقافة والعلوم ”اليونسكو”، التربية الإعلامية و /أو التربية المعلوماتية بأنها: (الكفاءات الأساسية التي تتيح للمواطنين التعامل مع وسائل الإعلام على نحو فعّال، وتطوير الفكر النقدي ومهارات التعلّم مدى الحياة، في سبيل تنشئة اجتماعية تجعل منهم مواطنين فاعلين). http://www.unesco.org/new/ar/amman/communication-information/media-and-information-literacy
[7] – Leaning، Marcus : “Integrating Media and Information Literacy” ; Media and Information Literacy ; Elsevier ; ISBN 9780081001707 ; (2017) p (14).
[8] – البدراني (فاضل محمد)، التربية الإعلامية والرقمية وتحقيق المجتمع المعرفي، مجلة المستقبل العربي، العدد 252، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، 2016، ص 134.
[9] – الخطيب (محمد)، دور المدرسة في التربية الإعلامية، المؤتمر الدولي الأول للتربية الإعلامية (وعي ومهارة اختيار)، وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع المنظمة الدولية للتربية الإعلامية، الرياض، 14-17/2/1428هـ (4-7/3/2007).
[10] – صفحة ”من أجل إحداث قناة تعليمية في تونس”، على شبكة التواصل الاجتماعي – فايس بوك- أطلقناها في ماي 2017.
[11] – الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر في 10 ديسمبر 1948، منشورات الأمم المتحدة، المكتب الإعلامي لمنظمة الأمم المتحدة بتونس.
[12] – دستور الجمهورية الثانية التونسي ، المطبعة الرسمية التونسية، 27 جانفي 2014.
[13] – في هذا الصدد تندد الباحثة التونسية نادية الهداوي في مقال صادر لها بتاريخ 23 أفريل 2014 بالمجلة الاستقصائية التونسية الالكترونية ”نواة” nawaat.org بالخيارات البرامجية للقنوات الخاصة التونسية الناشئة بعد الثورة وغيرها، حيث التي تصفها بأنها: ” تواصل استعراضها السياسي الأخلاقي التي تزعم أنّه نتاج لمناخ الحريّة والتعدّدية الجديد في تونس. وفي هذا الإطار، انتشرت برامج “تلفزيون الواقع” بشكل واسع. وهي تندرج ضمن ما يعرف “بتلفزيون الفقراء”، مستقطبةً نسبا كبيرة من المشاهدين عبر تركيزها على “البورنوغرافية المجتمعيّة”.
[14] – برامج تلفزيون الواقع في العالم العربي لا علاقة لها بالواقع، العرب اللندنية، السبت 2017/11/25 .