تعليم الاسرى الفلسطينيين من ذوي الاحتياجات الخاصة في سجون الاحتلال الاسرائيلي
إعداد : هبة صقر أبو منديل – إشراف : هبة صقر أبو منديل – كلية الدراسات العليا-دائرة المناهج والتعليم – جامعة بيرزيت – فلسطين
- المركز الديمقراطي العربي
الملخص
هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على التجربة التعليمية للأسرى الفلسطينيين من ذوي الاحتياجات الخاصة في سجون الاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى استعراض التحديات التي تعيق نجاح عملية التعليم وذلك من خلال مراجعة الادبيات السابقة المتعلقة بموضوع الدراسة، ولتحقيق هذا الغرض تم تطوير مقابلة فردية شبه منظمة كأداة للدراسة تم عرضها على المشاركين في الدراسة وهم ثلاثة أسرى محررون من ذوي الاحتياجات الخاصة مارسوا العملية التعليمية في السجون الإسرائيلية، وتم الاعتماد على أسلوب البحث الكيفي منهجاً للدراسة، للإجابة على أسئلة الدراسة وتحقيق أهدافها.
أظهرت نتائج الدراسة ومن خلال الإجابة على سؤال الدراسة الأول حول التجربة التعليمية للأسرى من ذوي الاحتياجات الخاصة في السجون، ظهر ثلاث محاور تم تفصيلهم، وكان من الواضح من خلال إجابات الاسرى المشاركين أن هناك عدة صور للتعلم داخل السجن، وهناك عدة طرق يتم فيها تقييم أدائهم وفقاً لتخصصاتهم، وأن هناك دافعية ورغبة واقبال لدى هذه الفئات للتعلم. كما تمت الإجابة على السؤال الثاني التي اظهر العديد من التحديات والمعيقات التي تؤثر على إتمام العملية التعليمية لفئات ذوي الاحتياجات الخاصة، تمثلت تلك التحديات في محدودية الأدوات المتواجدة في البيئة التعليمية على المستوى التدريسي والمادي، وعدم وجود معينات ووسائل لتسهيل العملية التعليمية لهذه الفئات، وكان هناك اتفاق بين الاسرى على هذه الجوانب وضعفها في السجون.
وفي ضوء هذه النتائج تم الخروج مجموعة من التوصيات من شأنها المساعدة في تحسين وتطوير عملية تعليم الاسرى الفلسطينيين بشكل عام والأسرى من ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل خاص.
Abstract
This study aims to identify the educational experience of Palestinian prisoners with disabilities in Israeli occupation prisons, In addition to reviewing the challenges that obstruct the success of the education process through reviewing past literature related to the subject of the study. In order to achieve this goal, a semi-structured individual interview was developed as a study tool that was presented to the study participants who are three disabled released prisoners who experienced the educational process in Israeli prisons, and the method of qualitative research was used as a study curriculum, to answer the study questions and achieve its goals.
The results of the study were demonstrated by answering the study’s first question about the educational experience of prisoners with disabilities in prisons. Three detailed interlocutors appeared, and it was clear through the answers of the participating prisoners that there were several approaches of learning inside the prison, and there are several ways in which their performance is evaluated according to their specialization, and that these groups of prisoners have motivation and willingness to learn. The second question, which showed many challenges and constraints affecting the completion of the educational process for groups with disabilities, was also answered. These challenges consist of the limited tools in the educational environment at the teaching and material levels, and the lack of aids and means to facilitate the educational process for these groups. There was agreement among prisoners on these aspects and their vulnerability in prisons.
In the light of these findings, a series of recommendations have been drawn up that will help improve and develop the education process for Palestinian prisoners in general and prisoners with disabilities in particular.
الفصل الأول
المقدمة :
حاول الاحتلال الإسرائيلي استخدام سياسة التجهيل على الشعب الفلسطيني بشكل عام وعلى الاسرى الفلسطينيين بشكل خاص، حيث أن قضية تعليم الأسير هي قضية لها تاريخها الوطني المستمر للمستقبل الحالي. لعل أهم ما يميز هذه الدراسة أنها ستسلط الضوء على قضية تعليم الأسير الفلسطيني من ذوي الاحتياجات الخاصة في سجون الاحتلال الاسرائيلي.
تطرقت الدراسات السابقة لتعليم الاسرى الفلسطينيين بشكل عام، وتحدث اغلبها عن الانتهاكات والعذاب الذي يمارس ضدهم. ولكن الدراسة الحالية ستبحث في الجانب الأكثر أبداعاً وقوة وهي الحياة العلمية للأسرى الفلسطينيين من ذوي الاحتياجات الخاصة. وانوه أن فئة ذوي الاحتياجات الخاصة من الاسرى لم تحظى بدراسات كافية، وقد اشار الاسير والباحث ثابت (2016) أن المجال الثقافي والتعليمي في الحركة الاسيرة لم يحظى بدراسات كافية وواسعة، وأن الادبيات السابقة التي تحدثت عن تجربة تعليم الأسرى نادرة جداً. بناءً على ذلك أتطلع إلى التعرف على تجربة الأسير من ذوي الاحتياجات الخاصة لهذه العملية التعليمية. والكشف عن التحديات والمعيقات التي تواجههم وتحول دون إتمام عملية تعليمهم. أعتقد أن هذه الدراسة ستساعد في وصف الواقع ودراسته، حتى يتسنى وضع اليات وخطط تدعم وتعمل على تطوير العملية التعليمية للأسرى الفلسطينيين بشكل عام والأسرى من ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل خاص.
مشكلة الدراسة
صرحت هيئة شؤون الاسرى والمحررين(2019) أن الاحصائيات تشير إلى وجود أكثر من 100 اسيراً فلسطينياً من ذوي الاحتياجات الخاصة في السجون الإسرائيلية، وعلى الرغم من القوانين الدولية والمواثيق التي تنادي بتقديم الاهتمام والرعاية لهذه الفئات، وتوفير الادوات والوسائل المساعدة لهم لتسهيل عملية التعليم ولتحقيق الاستقلال والاعتماد الكافي على أنفسهم ومساعدتهم على الاندماج في المجتمع، إلا أن السجانين الاسرائيليين يعاملونهم معاملة سيئة ولا يلتفتون بكونهم بحاجة إلى إجراءات خاصة تناسب حالتهم، فهناك أسرى يدخلون السجون بكامل عافيتهم وبسبب التعذيب والظروف الصعبة التي يمرون بها يسبب لهم الاحتلال الاعاقات، كما أن الاعاقات متنوعة منها اعاقات جسدية وعقلية وحسية سواء بشكل جزئي أو كامل. وبالتالي أن الاسرى من ذوي الاحتياجات الخاصة يعانون من تحديات ومعيقات صعبة جداً في السجون بحرمانهم من ممارسة حياتهم بما يناسب احتياجاتهم وخصائصهم.
صرح الأسير والباحث حمدونة(2016) وأوصى بإلقاء الضوء على هذه التجربة الفريدة من نوعها في مقاومة السجان ومنظمة الاحتلال حيث أن العملية التعليمية في السجون مغيبة في الدراسات المحلية والعالمية. كما وأكد مسؤول قسم الدراسات في هيئة شؤون الاسرى والمحررين فراونة(2022) أن تجربة الحركة الاسيرة التعليمية تستحق الدراسة كونهم استطاعوا القضاء على الامية داخل قضبان السجن.
أسئلة الدراسة
- السؤال الرئيسي الأول: كيف يصف الأسير الفلسطيني من ذوي الاحتياجات الخاصة تجربته التعليمية في سجون الاحتلال الإسرائيلي؟
- السؤال الرئيسي الثاني: ما هي التحديات التي تواجه الأسير الفلسطيني من ذوي الاحتياجات الخاصة وتعيق العملية التعليمية داخل السجون؟
مبررات الدراسة
قلة المصادر والأبحاث المتعلقة في موضوع الدراسة حيث لم يحظى بالاهتمام على المستوى العربي والمحلي (على حد علم الباحثة). كما وأن قضية تعليم الاسرى الفلسطينيين من ذوي الاحتياجات الخاصة تتطلب اهتمام مستمر ودائم، فقضية تعليم الأسير الفلسطيني جزء لا يتجزأ من تاريخ الثورة الفلسطينية، فقضية تعليم الاسرى هي مركب معقد داخل كل انسان عربي عامة وفلسطيني خاصة؛ فالرواية التاريخية التي تعد أحد مكونات الهوية يجب صياغتها بأفواه صانعيها أي وهم اسرانا البواسل.
أحد مبررات اختيار هذا الموضوع بالدرجة الأولى هو أسباب ذاتية للاطلاع وزيادة المعرفة في هذا العالم الخفي (السجن) ، كما وأنوه أن الذي لا يترجم الفكرة إلى فعل ولا يشعر بألآم ومعاناة شعبه لا يستحق أن يكون انساناً، فثقافة المقاومة وخاصة المقاومة الفلسطينية موجودة تصارع الفكر الصهيوني وتؤمن بضرورة زيادة الوعي للثورة لضمان الحرية والاستقلال، فقد تعددت أشكال المقاومة على مر السنين منها الإضرابات التي يخوضها الاسرى لرفض الظلم والعنف الممارس ضدهم، فأن اضراب الاسرى من اجل التعليم هو استمرار لثقافة المقاومة، فنحن شعب نقاوم ولا نضع رأسنا تحت المقصلة ونقدم لأعدائنا موتنا مجاناُ.
الإطار النظري
أن الحياة التعليمية للاسير داخل السجن هي جزء لا يتجزأ من التجربة الاعتقالية التي تشكل شخصية هذا الأسير، يحتاج الاسرى إلى منفذ للتعبير عن أنفسهم وافكارهم واراءهم فهم يعيشون حالة من الفراغ والاغتراب والعزلة عن محيطهم الخارجي، والتعليم هو أحد صور الاتصال والتواصل مع العالم الخارجي، فكان التعليم أحد الأمور التي تشبع حاجات الاسرى النفسية، وقد استطاع الاسرى على الرغم من شح الأدوات والوسائل من خوض تجارب تعليمية ومحاولة التغيير المستمر وعدم الاستسلام والخضوع للواقع المرير(ثابت،2016).
على مر العصور كان الإنسان يناضل من أجل الحصول على حريته وتحقيق انسانيته، وكان التعليم هو أحد صور الوعي لفهم الواقع الذي يعيش فيه الإنسان. وتناول العديد من المفكرين والباحثين مبدأ تكافؤ الفرص التعليمية كافلاطون، ارسطو، جون ديوي، طه حسين، فمبدأ تكافؤ الفرص التعليمية يهتم بتوفير فرص التعليم للجميع وفقاً لقدرات الفرد واستعداداته، وعدم التمييز بين الناس على اختلاف أوضاعهم الاقتصادية، الاجتماعية، الاختلافات الساسية، والعقائد الدينية، كما أن تطبيق هذا المبدأ يعود بالنفع والأثر الإيجابي على أفراد المجتمع وشعورهم بالعدالة والمساواة (السيف، السياري والشمري،2019).
يطل علينا عميد الادب العربي طه حسين الذي تخطى اعاقته البصرية وكان له دور بارز في قضية التعليم، كان طه حسين من أوائل الذين قدروا دور التعليم فهو ينظر إلى المساواة كهدف تعليمي في حد ذاته، وصرح بوجوب توفير الحياة والحرية والسلام لجميع الناس، ولكن كيف سيتم تحقيق ذلك ولا يتم توفير التعليم. وبحسب طه حسين يجب أن يهدف التعليم إلى تحقيق العدالة الاجتماعية، ويعتقد أن الناس لديهم حق مطلق ومقدس في رؤية المساواة والعدالة تسود بينهم دون أي تمييز. وأن التعليم والثقافة بمختلف أشكالهما هما الوسيلة من أجل هذه الحياة الكريمة فلا يمكن تحقيق أي شيء بدون المعرفة والتعلم، كما ويصرح أن التعليم يعمل على خلق مواطنين مسؤولين يعودون بالنفع على المجتمع الذي يعيشون فيه ويستحقون ثقة الأمة، فهم مدربون على الدفاع عن الوطن وتأسيس الأمن والعدالة، للتمكين من الازدهار والتطلع إلى حياة أفضل ((Galal,1994.
وإذا نظرنا إلى فلسفة فريري حول تعليم المقهورين فرأى أنهم الأشخاص حول العالم ممن حرموا من حقهم في التعليم، وأشار إلى أن الإنسان هو مزيج من الماضي والحاضر والمستقبل فعلى الإنسان التفكير في الماضي من أجل بناء المستقبل في الحاضر الذي يعيشه، وتطرق في نظريته إلى أهمية تحليل عملية القهر بمعنى فهم مجموعة القوانين التي يصدرها القاهر للسيطرة على المقهور، وأحد هذه القوانين القمعية هو أن التعليم صورة من صور التحرر من القهر، وبالتالي يسلب حقهم وحريتهم في ممارسة حقوقهم التعليمية، وبالتالي نقطة الاساس في فلسفة فريري محاولة فهم جميع الجوانب التي تتعلق في عملية القهر وعدم قبول الواقع القهري وسياسة الصمت الممارسة ضد المقهور ومواجهة القاهرين الذين لا يريدون له التحرر، في البداية التعرف على المكان الذي يعيش فيه الإنسان المقهور ثم التعرف على الواقع القهار الذي يحيا به، والأشخاص القاهرين، من المهم جدا ازالة الغشاوة عن اعين المقهورين لرؤية الواقع على حقيقته ومعرفة دورهم في هذه العملية هم فقط يريدون العيش بسلام وطمأنينة وهدوء بعيدا عن سمات عملية الاضطهاد الممارسة ضدهم، ولكن القاهرين مجرد وجود المقهورين في الحياة يشكل لهم في نظرهم إختلال وبالتالي لا يعترفون بحقوقهم وبوجودهم أصلا. ولذلك على الإنسان أن يبدأ بتحرير نفسه بنفسه وعندما يبدأ كل شخص بنفسه ننتقل إلى فكرة العمل التشاركي مع جميع الافراد المقهورين، لأن المقهورون عندما يستطيعون تحرير أنفسهم يستطيعون تحرير غيرهم ايضاً(Freire,2020).
أن الإنسان المقهور له عدة ميزات فهو شخص مبدع وواعٍ ولديه القدرة على التغيير، ويستطيع الوصول إلى الحرية من خلال ممارسة العملية التعليمية التي تمنحه القدرة على اختيار الحرية، وهذه النظرة الإيجابية للإنسان المقهور هي شرط أساسي لنهوض التعليم التحرري وفقاً لرؤية فريري. المقهورون يجمعهم عدة سمات منها أنهم مقهورون من نفس الجهة، وتمارس عليهم أساليب تعسفية لاانسانية ظالمة، ولا بد من التنويه أن القاهر لا يرى في هذه الجماعات سوى أنهم أقليات وجماعات هشة ضعيفة لا قيمة لها، وقضية تعليم الأشخاص المقهورين تضعف من نظره القاهر لنفسه(التائب،2020).
العنف هو أحد الأساليب التي يستخدمها القاهر لبسط نفوذه وسيطرته على المقهور فهي جزء لا يتجزأ من عملية القهر، يريد الشخص المقهور التعبير عن رغبته في التعلم وممارسة الأنشطة الحيوية التفاعلية ولكن عندما يتم منعه فإنه يبدأ في استخدام أساليب مثل الإضراب وهذا ما عبر عنه فريري في نظريته، فعندما يثور الفلاحين على الطبقة المسيطرة كانوا يقومون بالإضراب عن العمل ويقابلوهم بالعنف والأساليب التعسفية. والتغيير الذي يحدث يجب أن يتم من خلال مجموعة من الخطوات الممنهجة المدروسة ولا يحدث التغيير بشكل عبثي، فعملية التغيير بحاجة إلى تنظيم وتخطيط ومعرفة مجموعة الاهداف التي سيتبعها للتحرر والإرادة(Freire,2020). ونستشهد بقول الاسير الفلسطيني مروان البرغوثي:”التعليم والثقافة هي إحدى أهم مفاتيح التغيير في المجتمعات البشرية”(ثابت،2016).
أحد أهم النقاط التي تتركز عليها فلسفة فريري في تعليم المقهورين هي التعليم البنكي ويقصد بالتعليم البنكي جعل الطالب وعاء والمعلم يقوم بتعبئة هذا الوعاء كما يريد وبالتالي الطالب هو فقط متلقي للمعلومة وغير منتج للمعلومة، وبالتالي من اهداف القاهرين جعل عملية التعليم عملية بنكية، مما يعزز ويزيد من استغلالهم وتسلطهم على الفئات المقهورة. فهو بحاجة لغذاء يغذي روحه من خلال تشويه وجود المقهور واستسلامه وتغييب ارادته في تغيير الواقع المرير الذي يعيش فيه. أما المعلم الثوري لا يستخدم هذه الأساليب البالية مع طلبته، فهو يريد منهم التفكير خارج الصندوق، لانه يثق بقدره طلابه على التغيير والإبداع والتفكير النقدي. ويتم التشارك في تبادل المعلومات بين المعلم وطلابه والاستفادة من خبرات بعضهم بعضاً. فهو يستخدم الأسلوب الحواري القائم على حل المشكلات ويشاركهم في وجهات نظر متعددة ويقوم بالمناقشة والحوار بعيداً عن الحفظ والتلقين والأساليب التقليدية، ويعمل على تطوير أساليب تعليمية يكون الهدف منها أن يتحرر الإنسان المقهور، وبالتالي هذه المرحلة تحتاج إلى النضال المستمر غير المقطع من أجل حصول المقهور على مبتغاه ويثبت المعلم تواضعه في هذه العملية امام الطلبة. المعلم يقوم باستثارة الوعي من خلال طرح الأسئلة والمشاكل ليقوموا بالتفكير والخروج بحلول من الواقع الذي يعيشونه. مهمة المعلم ابراز القضايا الحياتية التي تجعلهم يشعرون بواقعهم وبالظلم الممارس ضدهم. وتشجيعهم على اكتساب المعرفة بشكل ذاتي. وبالتالي التعليم في رؤية فريري هو عملية سياسية (هلال،2004). ونستشهد بذلك في قول عيسى قراقع:”لقد فرضت سلطات السجون حصاراً ثقافياً على الاسرى، وشمل هذا الحصار منع حصول الأسير على القلم والدفتر والكتاب، ولم يسمح له بقراءة الصحف سوى صحيفة الانباء الإسرائيلية باللغة العربية” ويقول ايضاً:” كان الأسير الذي يتم ضبط قلم أو ورقة معه يتم عقابه بوضعه في زنزانة انفرادية ويعتدي عليه من قبل طواقم السجانين”(ثابت،2016).
العالم الذي نحيا به مليء بالأنظمة القمعية. الوعي النقدي مهم لأن الاضطهاد يمس حياة الانسان بشكل يومي. يبدأ النضال عندما يشعر الإنسان أنه خاضع لعملية تحطيم ويحتاج الناس إلى محاربة الظلم وخلق عالم آمن للجميع. يُنظر إلى الوعي النقدي على أنها عملية تحويلية لأنه يمتلك القدرة على تغيير الطريقة التي ننظر بها إلى عالمنا وكيفية معاملة الناس، ويقوي الإرادة البشرية على جعل العالم مكانًا أفضل للعيش فيه. المجتمع الواعي بشكل نقدي سيغير الطريقة التي نتعامل بها مع بعضنا البعض. عندما يمارس الأفراد وعيًا نقديًا، فإنهم يستكشفون الأسئلة المتعلقة بالكرامة الإنسانية والحرية والسلطة والمسؤولية الاجتماعية(تركي،2004). وهذا ما صرح به الأسير مروان البرغوثي أن “التعليم هو أفضل أداة لإعادة بناء الحركة الاسيرة وتعزيز وحدتها وتمكن الأسرى من مواصلة حياتهم بعد خروجهم من السجن)”الشيخ ،2022).
وفي النهاية أنوه أن الرسالة النهائية لباولو فريري ترن بصوت عالٍ كما كانت دائمًا في الماضي وحتى الوقت الحاضر على الرغم من اختلاف السياقات، بأن التعليم لا يمكن أن يكون أبدًا عملية محايدة. فهو إما وسيلة لتعزيز الهياكل القمعية القهرية أو أداة يمكن بواسطتها تغيير الوضع الراهن وخلق مكان أكثر ديمقراطية وشمولية يمكننا جميعًا العيش فيه (Sinwell, 2022). وهذا ما يتوافق مع مقولة الأسير الفلسطيني البرغوثي:” أن فلسفة التعليم تكمن في تحويل رقم الأسير الذي تلصقه إدارة مصلحة السجون به إلى رقم جامعي في الجامعات الوطنية الفلسطينية، متحدين الاحتلال الذي يحاول تجريدهم من انسانيتهم وتعريتهم من كل شيء”(الميادين نت،2022).
الفصل الثاني
مراجعة الادبيات السابقة
سيتم في هذا الفصل استعراض الادبيات التي تناولت تعليم الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، في محاولة لمعرفة ملامح وعناصر البيئة التعليمية وما يتعلق بها داخل السجون، وتناول بعض الدراسات الأجنبية عن التعليم في السجون في سياقات مختلفة عن السياق الفلسطيني، وسأقوم باستعراضها بناءً على الأفكار التي عرضتها لنا الادبيات، والتي تتماشى مع أسئلة ومبررات الدراسة ضمن محاور محددة، وليس على اعتبار التسلسل الزمني لهذه الادبيات.
المحور الأول: التجربة التعليمية للأسرى الفلسطينين داخل السجون الإسرائيلية.
الحياة التي يعيشها الاسرى الفلسطينيين في السجون ليست بالحياة البسيطة الهينة، فهم يعانون من اوضاعاً مليئة بالقهر والمعاناة، ومن رحم هذه المعاناة تخلق الإرادة والعزيمة التي تمتع بها الاسرى في سبيل تأسيس جانب للوعي العلمي والثقافي الخاص بهم، فقد حولوا مكان الظلم والهوان إلى مكان علم وتفكر للتحرر، وتمكن الاسرى من امتلاك سلاح ذو حدين وهو سلاح المقاومة وسلاح العلم، كما أن الاسرى واجهوا بطش الاحتلال للخروج بأساليب وأدوات إبداعية في المجال العلمي (حمدونة،2016).
سمح مدير مصلحة السجون (شاؤول ليفي) بالموافقة على تعليم الاسرى الفلسطينيين في الجامعة العبرية المفتوحة، بشرط أن تقوم ادارة السجن بالموافقة على عملية تعليم الاسير، وبدأت عملية التعليم في الجامعة العبرية المفتوحة في عام 1987، كان التدريس في الجامعة لدرجة البكالوريوس والماجستير، كانت الدراسة بشكل كامل باللغة العبرية وتكاليف الدراسة باهظة جداً، وقد كان الاسرى يرفضون التعامل مع المؤسسات الإسرائيلية ومع ذلك بعد المشاورات مع القيادات داخل السجون تقدم الأسرى للانتساب للجامعة المفتوحة كونها الخيار الوحيد المتاح امامهم، في سجن هدريم سمح للأسرى الدراسة في برنامج الماجستير بتخصص الدراسات الإقليمية، والدراسات الإسرائيلية، بالإضافة إلى بكالوريوس في تخصص العلوم السياسية، ومن ضمن المساقات التي يتم تدريسها في الجامعة المفتوحة مقدمة لتاريخ الشرق الاوسط في العصر الحديث، التصور الأساس للعلاقات الدولية، الإبادة الجماعية، المجتمع العربي الإسرائيلي (ثابت،2016).
وفقاً لما ذكره الاسرى أن الجامعة العبرية المفتوحة قوية اكاديمياً تمد الاسير بالمعارف والمعلومات، كما وأنها تفتح له الافق في معرفة كيفية التعامل مع السجان وما هي حقوقه، فهذه الجامعة عملت على صقل شخصية الاسير الفلسطيني في التعامل مع السجن ومن فيه من شخصيات اسرائيلية، وتعرض وجهات النظر المتعددة في الصراع العربي الإسرائيلي ولكن تحاول التأكيد بصورة أو بأخرى على الرواية الصهيونية. يرى الباحث كونه تعلم في الجامعة المفتوحة في السجن أن هناك مميزات تعكس على السجين عند خوض تجربة الدراسة في الجامعة العبرية المفتوحة منها تعلم اللغة العبرية واللغة الإنجليزية، بالإضافة إلى تصديق هذه الشهادة من وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطيني، واستطاع الطلاب الاسرى خريجي هذه الجامعة عند التحرر أن يكون لهم بصمة واضحة في الشؤون الإسرائيلية(حمدونة،2016).
رفضت إدارة السجون الانتساب للجامعات العربية الفلسطينية والدولية، ولكن استطاع الاسرى التواصل مع الجامعات بشكل سري، وكانوا يناقشوا رسائلهم ومشاريعهم البحثية عبر الهواتف المهربة، وفي عام 2003 تمت مناقشة رسالة ماجستير للطالب الاسير رشيد صبري من رام الله المسجون في سجن عوفر بالتعاون مع جامعة بيرزيت عبر الهاتف. وبسبب الجهود الحثيثة للأسرى في طلب التعليم من المؤسسات الفلسطينية والعربية والدولية تم الضغط على إدارة السجون واعطاءهم الموافقات على إنشاء فروع جامعة في السجون من الجامعات الفلسطينية، فأتفق كلاً من الأسرى وهيئة شؤون الأسرى ووزارة التربية والتعليم على نظام يضمن التعليم بكل مصداقية وشفافية(حمدونة،2016).
بدأ الاسرى في محاولة ضم أكبر عدد من الجامعات الفلسطينية لقائمة التعليم في السجن ومن ضمنهم كلية العلوم التطبيقية في غزة، وتم اختيار تخصص الخدمة الاجتماعية للحصول على شهادة الدبلوم بإنهاء 68 ساعة للتخصص. وقد توقف التعليم في هذه الكلية عند السماح بدخول جامعة الاقصى ضمن قائمة الجامعات المسموح الدراسة بها، فتم فيها تدريس تخصص التاريخ للحصول على درجة البكالوريوس، وكان المعلمون يحضرون المواد من خلال الكتب والمراجع المتواجدة في المكتبة، وذلك لأن ادارة السجون كانت تعيق وتأخر عملية إدخال المقررات الدراسية، وواجه خريجي كلتا الجامعتين الرفض في تصديق شهاداتهم، واعتبرت جامعات غير معترف بها في وزارة التربية والتعليم العالي، استطاع الاسرى إدخال جامعة القدس ابو ديس في عام 2012 في عدة تخصصات من الدراسات العليا مثل الدراسات الإقليمية، والدراسات الإسرائيلية، وفي البكالوريوس تخصصي التاريخ والعلوم السياسية (مؤسسة الضمير لرعاية الاسير وحقوق الإنسان،2022).
أما فيما يتعلق بجامعة القدس المفتوحة فقد قمت باجراء مقابلة مع عميد الدراسات العليا الدكتور محمد شاهين وهو أحد الأشخاص المشرفين على بناء برامج التعليم في السجون، وصرح شاهين أن فكرة برنامج تعليم من جامعة القدس المفتوحة بدأت في عام ٢٠٠٢ من مبادرة من سجن بئر السبع، كانت البداية في برنامج تدريس مرحلة البكالوريوس، بدأت التجربة بطريقة فيها نوع أن صح التعبير سري دون اشهار للموضوع بشكل علني، تم ادخال مجموعات من الكتب وأصبح هناك ترتيب مع مرجعيات داخل السجن، بمسميات اشخاص تحمل مسميات علمية على رأسهم كان مروان البرغوثي.
بدأ التدريس وإذ أن إدارة السجون بدأت تتدخل وتقوم بنقل الاشخاص المسؤولين عن البرنامج، ومصادرة الكتب بطريقة مبالغ فيها حتى يتم ايقاف البرنامج، بعد ذلك بدأ الاسرى في التدخل من خلال الاضرابات والمطالبة بالتعليم داخل السجون، من خلال الاتفاق الذي حدث بين إدارة السجون وبين ممثلي الاسرى الذي ينص على بدأ التعليم داخل السجون لمرحلة البكالوريوس ويكون التعليم من خلال جامعة القدس المفتوحة، ولكن هذا الاتفاق كان يبدو كحل مشكلة من طرف ادارة السجون، لانهم تراجعوا عن الاتفاق ورفضوا السماح للجامعات الفلسطينية في التدريس داخل السجن.
كان التدريس في الجامعة العبرية المفتوحة وقد كان هناك إشكاليات منها طبيعة البرامج المطروحة والمساقات وخاصةً إذا أفرج عن الاسير ويريد الاكمال في الجامعات الفلسطينية، حيث أن هناك عدداً من الأسرى الذين تقدموا إلى الجامعات وبعد خروجهم من السجن لم يتم احتساب الساعات لهم، وذلك لأن المساقات الموجودة في السجن تختلف عن الخطط والمساقات في خارج السجن.
إشكالية أخرى تتمثل في التكلفة المالية التي كانت تتحملها هيئة شؤون الاسرى لأنها كانت تكلفة عالية مقارنة بتكلفة الجامعات الفلسطينية، بالاضافة إلى البرنامج المحدودة فكان لدى الأسرى طموح في برامج معينة تخدمهم عند خروجهم من السجن، وبالتالي أصبح هناك عزوف عن الالتحاق بالجامعة العبرية المفتوحة وحاجة للبدأ في برنامج يكون له صبغة فلسطينية وضمن التخصصات الموجودة في البيئة الفلسطينية فبدأت عدة برامج، أول برنامج بدأ في سجن هدريم، ادارة السجون لم يخفى عنها البرنامج لكن لم يعطوا موافقة رسمية عليه ولا يوجد اعتراض، بدأ البرنامج لمدة فصلين كانت تجربة ناجحة جدًا بتخصصات محددة، بدأت في اللغة العربية التربية الاسلاميةـ، والعلوم الاجتماعية. بعد ذلك أصبح هناك نوع من الاحتجاج من قبل المرجعيات الرسمية مثل هيئة شؤون الاسرى، نادي الاسير بشكل خاص بعدم ربط البرنامج بسجن أو شخص معين، الجامعة لم يكن لديها هذا الهدف ولكن كانت هذه بداية التجربة في مكان يوجد به أشخاص يمتلكون المؤهلات الأكاديمية التي تسمح بتمرير البرنامج.
وصرح شاهين أن اراء هذه المرجعيات مهم جداً، ويجب أن يكون هذا البرنامج شامل في عدة سجون، والتوسع في التخصصات من حيث اعداد الطلبة، ارادت جامعة القدس المفتوحة أن يكون هذا البرنامج برنامج متكامل بين الجامعة وهيئة شؤون الأسرى والمحررين ووزارة التربية والتعليم العالي، وأن يكون هناك شراكة من عدة جهات تسهم في نجاح البرنامج، بمعنى أن البرنامج هو برنامج هيئة شؤون الاسرى باعتبارها مرجعية للاسرى وهي مسؤولة عنهم وهي تشكل حلقة وصل، وتقوم بتنفيذه جامعة القدس المفتوحة في طبيعة نظامها التعليمي وتجاربها السابقة بهذا المجال، وتشرف عليه وزارة التربية والتعليم العالي وتقوم باصدار الشهادات، فتم اختيار اشخاص ممثلين عن المؤسسات الثلاث حدث جلسات تفاوضية لمدة شهرين لوضع شروط ومعايير مثل السجن المسموح فيه عمل البرنامج، ما يتوفر في البرنامج من خصائص تتعلق بطبيعية الاشخاص الموجودين وشهاداتهم العلمية وقدرتهم على ادارة البرنامج التعليمي، طبيعية الطلبة، سهولة ادخال المواد مثل الكتب بأي شكل من الاشكال، بند اخر يتعلق بالكفاءات الاكاديمية والشهادات العلمية حيث يوجد لجنة علمية حدها الادنى خمس اشخاص يحملوا درجة الماجستير على الأقل لتشكيل لجنة اكاديمية تدير البرنامج، بند خاص في شروط الالتحاق يجب أن يكون الشخص محكوم وغير موقوف أو بانتظار محاكمة، وعدة شروط أخرى تتعلق بالتسجيل.
بدأ البرنامج في 2014 وكان هناك اجراءات اولية بادخال الكتب المقررة لكل تخصص، الكتب مبنية في طريقة التعلم الذاتي وبالتالي يستطيع الطالب تتبع دراسته بنفسه، ويقوم بعملية التقييم والتقويم لتعلمه من خلال الكتاب، وهذا يسهل على اللجنة اجراءات متابعتهم، كما لم تجد شخصيات متخصصة في جميع المجالات داخل السجن،
التحق في برنامج البكالوريوس أكتر من 1300 اسير خلال السنوات الاربعة الاولى تخرج منهم الان تقريباً 700 ل 800 أسير، في عدة تخصصات ومن عدة سجون مثل سجن النقب، نفحة، ريمون، عسقلان، وجلبوع، واشيل. بعد ذلك بدأ يتوسع افق الاسرى ومتطلباتهم فأصبح هناك طرح في البدأ ببرامج الماجستير، كان يتم عمل حفلات تخرج بشكل دوري خارج السجن ويتم تسليم الشهادات لعائلاتهم، أثر هذا البرنامج على نظرة الاسرى وعلى معنوياتهم والأهم من هذا كان لدينا وجهة نظر أن الاسير بعد خروجه من السجن أن يكون إنسان قادر على الانجاز والعطاء. وبالتالي عندما يحمل درجة علمية ممكن يكون تعويض عن جزء من فترة الاعتقال، وأن يكون قادر على خدمه نفسه ويكون منتج، ويعتقد شاهين أن هذا الامر ساهم في دمج الاسرى بعد الافراج عنهم في المجتمع وتسهيل إعادة تكيفهم مع الحياة الطبيعية خارج السجن.
بالنسبة إلى سجن الدامون للإناث كان هناك إشكالية كبيرة في قضية اللجان أن الشروط والمعايير الموجودة في الاتفاقية يصعب تطبيقها على هذا السجن، لأن هذا السجن العدد فيه محدود بالتالي الشهادات لم تكن بالمستوى المطلوب في الاتفاقية الموقعة، وبعد التدخلات من بعض الاسيرات ولجان المرأة وهيئة شؤون الاسرى استطعنا عمل ملحق بالاتفاقية خاص بسجن الدامون للإناث، ووضعنا بعض الخصوصية لتتوافق مع واقع السجن وبدأنا في 2019 التعليم لاول مرة داخل سجن الاناث.
في عام 2019 اصبح هناك مطالبة من الاسرى بأن يبدأ برنامج دراسات عليا، وهذا كان تحدي كبير لعمل ملحق اتفاقية اخر ما بين الجامعة وهيئة شؤون الاسرى والمحررين ووزارة التعليم العالي، وخضعت لجميع اجراءات الترخيص من هيئة الاعتماد والجودة وبالمعايير المطلوبة، بدأنا من خلال اللجان العلمية نفسها برنامج ماجستير للطلبة في ست سجون، البرنامج في تخصص تعليم الاجتماعيات والخدمة الاجتماعية كان في حديث عن العلوم السياسية ولكن نحن نريد خلق برامج جديدة تتوافق مع تخصصات البكالوريوس التي يتم طرحها، بحيث يسهل تنفيذ البرنامج وإن شاء الله في حديث للبدأ في الفصل التاني 2022/2023 الحالي بناء على إصرارهم وطلبهم بطرح برنامج العلوم السياسية فيكون لدينا ثلاث برامج على مستوى الماجستير.
افاد شاهين أن هذه التجربة تجربة كان يفترض أن ادارة السجون تتجاوب معها بشكل إيجابي، لأنها حق من حقوق الانسان التي تكفله جميع الشرائع الانسانية، هذا الامر يجعل الحياة داخل السجون فيها نوع من الاجواء الاكاديمية والتربوية وتمد الاسرى بالاجواء الإيجابية، وبالتالي يجب أن يكون هناك تسهيلات بدرجة اعلى وبدرجة كافية من إدارات السجون واستنادًا لاتفاق سابق كان الحديث فيه حتى نضمن جودة اعلى وتكون نسبة الملتحقين فيه اعلى.
وعند سؤالي على عملية التقييم صرح شاهين نعتمد في مرحلة البكالوريوس على مقررات الجامعة، كتب خاصة مؤلفة بطريقة خاصة مثل جامعة القدس المفتوحة ونظامها التعليمي، في مرحلة الماجستير ندخل الكتب الالكترونية أو هيئة شؤون الاسرى تقوم بطباعتها وادخالها، بالنهاية هذه مراجع عامة وليس مرجع رسمي مجموعة مراجع لكل مساق نحن نسلمها للهيئة على شكل نسخة الكترونية وهم يقوموا بايصالها بالطريقة المناسبة. بالنسبة إلى الوظائف على مستوى البكالوريوس يتم الاعتماد على الواجبات وتعيينات الفصل، بالاضافة إلى الامتحانات امتحان نصف الفصل وامتحان نهاية الفصل هذه الامتحانات تُدار وتنفذ من خلال اللجنة الامنية الموجودة في السجن، حدها الادنى خمس اشخاص يحمل اصحابها شهادات وخبرات ويتم مراجعة هذه الملفات والاعتماد بناء على المعايير والشروط الموجودة في الاتفاقية الموقعة.
وفقاً للاتفاقية يجب أن تقوم الجامعة في ادخال الامتحانات وأن تقوم بالتصحيح، ولكن حقيقةً هذا يخضع للامكانيات والظروف إذا أمكن ندخل الامتحان إذا لم نستطع اللجنة تقوم بهذا الامر، وعملية التصحيح في معظم الحالات من خلال اللجنة وتصدر العلامات وتصلنا العلامات من خلال هيئة شؤون الاسرى بطريقة نتحقق منها بكل السبل حتى نتأكد أن هذه هي العلامات الحقيقة، في مرحلة الماجستير العملية اسهل سواء المواد التي تكون على شكل مراجع أو التقييم يوجد فقط امتحان نهائي وأبحاث في جميع المساقات، على كل طالب أن ينفذ ثلاث أبحاث تحدد من خلال الاساتذة وهم اعضاء هيئة التدريس في البرنامج خارج السجن ونسلمها لهيئة شؤون الاسرى وهي توصلها للجان داخل السجن وتقوم اللجان بتنفيذها بنفس المستوى. وأشار بعدم وجود أي حلقة وصل مباشرة مع الاسرى في اي جانب من الجوانب، حلقة الوصل هي هيئة شؤون الاسرى والمحررين، في مرحلة الدراسات العليا عضو التدريس هو خارج السجن وهو المسؤول عن هذا المساق لكن من خلال اللجان إذا احتاجت اللجان أي توضيحات اي استفسارات يتم متابعتها مباشرة مع عضو هيئة التدريس.
قمت بسؤال الدكتور بخصوص الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة؟، وقال: ” أعتقد أن هناك أسرى من ذوي الإعاقة”، ولم يكن يمتلك معلومات كافية عن هذه الفئات.
أما فيما يتعلق بالتعليم الأساسي للاسرى الصغار الاناث والذكور فإنه وضعهم التعليمي يرثى له، حيث تتحكم إدارة مصلحة السجون في العملية بأكملها تقوم بإدخال معلمين من وزارة المعارف الإسرائيلية وتعلمهم مادتين أو ثلاث فقط، ولا يوجد نظام من حيث وجود المعلم وقت الحصة والالتزام والجدية في عقد الحصص مما يؤثر على تحصيلهم العلمي. وفيما يتعلق بامتحانات الثانوية العامة (توجيهي) بدأ التقديم في عام1971، وقد كان هناك عدة شروط لتقديم امتحان الثانوية العامة ومنها أن يكون للأسير أكثر من عام في الاعتقال، رفضت إدارة سجن عسقلان منح الموافقة لغير العاملين في المرافق العامة، على صعيد الأسيرات الربط بين سلوك الاسيرة وأعطاءها الحق في تقديم امتحانات الثانوية العامة (مؤسسة الضمير لرعاية الاسير وحقوق الإنسان،2022).
كان سجن هدريم هو ايقونة التعليم والتعلم بين السجون، يقع سجن هدريم في منطقة قريبة من مدينة طولكرم الفلسطينية، ويُأسر في هذا السجن الاسرى الفلسطيين أصحاب الاحكام المرتفعة، يعتبر سجن هدريم من أكثر السجون شهرة بالنسبة إلى الجانب التعليمي والثقافي، وذلك بسبب وجود عدد من الاسرى المثقفين والذين يحملون شهادات عليا، بالإضافة إلى الإقبال الشديد من الأسرى على التعليم بسبب قلة التنقل وكما ذكرنا سابقاً فهم يقضون سنوات طويلة داخل السجن، يحتوي السجن على مكتبة بها عدد كبير من الكتب في مجالات متنوعة ومختلفة، حيث يدخل إلى المكتبة كل سنة أعداد كبيرة من الكتب، ففي عام 2014 دخل إلى المكتبة 500 كتاب(ثابت،2016).
كانت المحاضرات في السجون تشمل العديد من المواضيع السياسية، الفكرية، الدينية، الاقتصادية، والاجتماعية. فتعددت الجلسات الثقافية داخل الغرفة الواحدة وتبادلت الغرف المعلومات فيما بينها، كان يسودها جو من الفعالية بين الطالب والمعلم، مدة المحاضرة ساعة وخمس واربعون دقيقة، يجلس الاسرى بشكل دائري على الكراسي البلاستيكية أو على الارض ويتبادلون حلقة النقاش والحوار وفقاً لطبيعة المادة التي يدرسوها، ويمنع التغييب عن المحاضرة إلا في حالة تواجد الاسير خارج السجن للضرورة العلاجية. وكان المحاضرون معلمون من الاسرى وهم من يمتلكون الشهادات الجامعية لتدريس رفقائهم في السجن، وتم الاستفادة من خبراتهم وما يمتلكونه من ثقافات خلال فترة السجن الطويلة، ويقوموا بعدة مهام مثل كتابة الامتحانات، وتقييم الطلاب الاسرى. فأخرجت السجون العديد من الأسرى المؤهلين في مختلف مناحي الحياة، وقد ساهم الاتصال بين السجون مثل سجن النقب وسجن عوفر وعقد المحاضرات عن طريق الهاتف واعتقال اساتذة جامعات وطلاب وأشخاص متعلمون في إنعاش الحركة العلمية الثقافية داخل الأسر. وهناك من حصل على شهادة الدكتوراه في السجن، اثناء الانتفاضة الأولى دخل السجن عدداً من الشخصيات التي تمتلك المؤهلات التعليمية، وبالتالي تم الاستفادة من هذه الشخصيات من خلال عقد دورات خاصة تناسب تخصص كل اسير، لقد كانت هذه الدورات متنوعة بين تعلم اللغة العربية، اللغة الإنجليزية، اللغة الروسية، إسعاف أولي، علاج طبيعي، دورات الفنون والرسم، وتطورت الدورات لتشمل مواضيع عميقة مثل العلاقات الدولية، العلوم السياسية، والأشراف التربوي، بالإضافة إلى دورات محو الأمية التي كان يتم فيها تعليم الإسرى القراءة والكتابة حيث أن هناك بعض الأسرى الذين دخلوا السجون لا يمتلكون مهارات القراءة والكتابة وعند خروجهم من السجن أصبحوا من خريجي الجامعات الفلسطينية (عوني، 2012).
أن المكتبة هي منارة العلم والعلماء، وهي مرفق حيوي في السجون، من خلاله يحصل السجناء على الفرصة للتكامل التربوي في عدة جوانب مثل الجوانب النفسية، العاطفية، السلوكية، والاجتماعية بالاطلاع على المصادر التي تلهمهم، تم افتتاح مكتبة في كل سجن، وتمتاز المكتبة في السجون بمكانة رفيعة جداً خاصةً عند السجناء الأمنيين الفلسطينيين، يتم اختيار آمين المكتبة من قبلهم، بحيث يكون حاصل على شهادة جامعية وصاحب تجربة في مرافق العمل في السجون، ويشجع الأسرى على القراءة، ويساعدهم على اختيار الكتب التي تناسب مستواهم الثقافي، تضم المكتبة في السجون 7000 كتاب معظمها عربية، كما وأن هناك كتب باللغة العبرية والانجليزية، ويتم في السجن تحديد ساعات معينة يتم فيها القراءة بشكل الزامي لجميع الاسرى، يسودها اجواء الهدوء والسكينة(حمدونة،2016).
في عام 1998تم تأسيس مجلس طلبة من قبل الاسرى في سجن نفحة للتشاور في الامور والاحتياجات والصعوبات التي تواجه الطالب الأسير، ومحاولة توفير اللوازم التعليمية كالكتب والدفاتر والاقلام، والتواصل مع المؤسسات لتسجيل الاسرى في الجامعة العبرية المفتوحة. أما الوظائف التي يقوم بها الاسرى فتشمل اعداد التقارير والبحوث لكل مساق، تلخيص دروس من المواد ومشاركة الاخرين بها اثناء عقد المحاضرات، النقاش والحضور والتفاعل، امتحان نصفي وامتحان نهائي، وتتنوع الاسئلة بين الموضوعية والمقالية، يستمر الامتحان تقريباً ل 4ساعات، وهذا يدل على انشغال واهتمام الاسرى على حصولهم على اعلى العلامات ودراستهم لساعات طويلة، كان الاسرى يعتمدون على التلفاز في كتابة التقارير والمناقشة خلال المحاضرة، بالإضافة إلى الكتب الموجودة في المكتبة، عملية تقديم الامتحانات تكون حازمة حيث يتواجد المراقبون وهو مدرس المادة مع مساعدين له، وتكون في ساحة الفورة وهي ساحة كبيرة تحتوي على عدد من الكراسي والطاولات الصغيرة يجلس الأسرى عليها يقومون بالكتابة وتقعد الجلسة التعليمية والمحاضرات، ويتم النقل اليدوي لاسئلة الامتحان فلا يوجد الة لطباعة الأسئلة، كانت العطلة يوم الزيارة ومع انتهاء الزيارات يعود الاسرى للتعليم، بالإضافة إلى الأعياد(ثابت،2016).
ويقوم الاسرى بأعداد مجلات ونشرات تنظيمية وشهرية يعرضون من خلالها انشطتهم الثقافية واراءهم السياسية والفكرية للتنظيمات الفلسطينية ويتبادلونها فيما بينهم بطرق سرية، وبالتالي تحولت غرف السجون إلى صفوف دراسية وثقافية، وتم منع الصحف الفلسطينية والعربية والسماح فقط بالصحف العبرية، ثم تم أدخال الصحف الفلسطينية، ولا بد من الاشارة أن العديد من الاسرى المحررين عملوا في صحف ومراكز ابحاث عربية وفلسطينية بعد تحررهم، كما كان الأسرى يكتبون الشعر والخواطر والقصص والروايات وحيث احتضنت عدداً من الصحف أعمال الأسرى وكتاباتهم. كما كان يتم اقامة مسابقات متنوعة بين الاسرى، فعلى سبيل المثال مسابقة نقد لكتاب حيث يقوم كل اسير بعرض نقد لكتاب معين امام بقية الاسرى ويناقشونه في الافكار التي يطرحها، بالإضافة إلى عدة مسابقات في كتابة المقالات السياسية، إعداد الأبحاث، حفظ القرآن الكريم، والحديث النبوي، ويتم منح الاسرى جوائز رمزية بسيطة(حمدونة،2016).
وهناك عدد من الدراسات الأجنبية التي تطرقت إلى تعليم وتأهيل السجناء داخل السجن، ولكن السياق الغربي مختلف عن السياق الفلسطيني. ووفقاً لدراسة(Hall،2006) فأن ارتفاع التحصيل العلمي للسجين، يؤدي إلى انخفاض معدل العودة إلى الإجرام، فتطرقت الدراسة إلى أهمية تقديم الخدمات التعليمية والتدريب المهني التي من شأنها أن تعمل على اعداد السجين للعودة الناجحة إلى أسرته ومجتمعه. كما ورأى الباحث أن صوت الطالب السجين غائب عن الأدبيات الخاصة بتعليم السجين، وهذا ما أشار له (ثابت،2016) أن قضية تعليم الاسرى الفلسطينين غائبة في الادبيات والدراسات المحلية والعالمية. فكانت دراسته تبحث في تجربة السجناء التعليمية وما هي المهنة والتطلعات التعليمية التي لدى السجناء. وفي دراسة (Tietjen،2009) بحثت في العوامل التي تتنبأ بمشاركة الاسير في السجن بالبرامج التعليمية، واستخدم الباحث المنهج الوصفي باستخدام أداة المقابلة مع الاسرى، وأشارت النتائج إلى أنه كلما طالت مدة عقوبة السجين، زادت احتمالية استخدامه لبرامج التعليم، وهذا ما ينطبق على دراسة حمدونة(2016) بأن سجناء سجن هدريم بسبب احكامهم المرتفعة شكل ذلك دافعاً قوياً لهم لاستثمار وقتهم في التعليم، كما وأوصى الباحث بأهمية تصميم البرامج التعليمية بحيث تستهدف الاسرى الذين تقل احتمالية مشاركتهم واستكشاف التفسيرات النظرية لاستخدام البرامج التعليمية.
أما دراسة Bennett,2015)) فحص التجربة التعليمية لعشرين سجيناً شاركوا في برامج التعليم أثناء سجنهم واستكشاف فرص التوظيف المتاحة لهم بعد خروجهم من السجن. تم الاعتماد على أداة المقابلة لمعرفة التجربة التعليمية للسجين، وتأثير هذه التجربة على عملهم في المستقبل من وجهة نظر السجين نفسه، ووفقاً لنتائج الدراسة أن البرامج التعليمية في السجن لم تكن مناسبة لحصول السجين على فرصة عمل بعد الخروج من السجن، وأوصى الباحث بناء على نتائج الدراسة بأهمية اعداد برامج تعليمية تلائم الحياة خارج السجن لاعطاء السجين الفرصة للانخراط والانسجام في مجتمعه.
المحور الثاني: التحديات التي تواجه الاسرى الفلسطينين وتعيق العملية التعليمية.
أن الاستعمار والاحتلال لا يسيطر فقط على الأرض، وانما يعمل على السيطرة على العقول من خلال التضييق على الشعب في الأمور التعليمية والثقافية، وعلى الرغم من المواثيق الدولية وقوانين حقوق الانسان التي تنص على حق التعليم للأسير مثل اتفاقية جنيف الرابعة الخاصة بحماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب التي تنص في المادة (94) على أهمية تشجيع الأنشطة التعليمية للأسرى، وتوفير جميع الأدوات والأماكن المناسبة لهم وتقديم التسهيلات الممكنة، والسماح لهم باستخدام الكتب والصحف والمؤلفات. وأصدار الجمعية العامة للأمم المتحددة اعلان عالمي لحقوق الانسان عام 1948 ينص على أن الناس جميعهم يولدون احراراً ولا يوجد تمييز بينهم في الحقوق والكرامة، فقد حرم الاحتلال الإسرائيلي الاسرى الفلسطينيين من ممارسة حقوقهم التعليمية والثقافية(ثابت،2016).
ولا بد من ذكر أن هناك خطوات لمسيرة العملية التعليمية فقد سيطر مدير مصلحة السجون على كافة المجالات التعليمية المتاحة للسجناء أولها امتحانات الثانوية العامة التي اقتصرت على الفرع الادبي فقط، ومن هو السجين المؤهل للتعليم، وما التخصصات المسموحة فقد منعت التخصصات التي تشكل عوامل خطورة بالنسبة للاحتلال، كما وأن هناك رقابة على المواد التعليمية التي يستخدمها الاسرى فجميع هذه الأدوات يجب ألا تمس أمن الاحتلال، وكانت عملية العقاب للأسرى تصب في حرمانهم من التعليم وعدم إدخال الكتب والمقررات الدراسية ونقل الاسرى المعلمين إلى سجون أخرى كخطوة رادعة يراها الاحتلال للسيطرة على الأوضاع في السجن. (مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الانسان، 2022).
اتبعت إدارة السجون الإسرائيلية عدداً من الاستراتيجيات الممنهجة لاعاقة العملية التعليمية، ففي عام 2010 تمت مصادرة أكثر من 100 كتاب تعليمي والسماح للأسرى فقط باقتناء القرآن الكريم، ثم سمح للأسرى بإدخال الكتب عن طريق الصليب الأحمر وفقاً لمعايير معينة ومنها مراقبة مضمون ومحتوى الكتاب وجميع تفصيلاته، وتم استثناء 600 كتاب صنفت بأنها ممنوعة، وحقق الأسرى انجاز بإدخال كتاب كل شهر لكل أسير على ألا يزيد ما بحوزته عن ثمانية كتب. أما الأقلام فتم تهريب أنابيب للاقلام، وكان الأسرى يكتبون على ورق الكرتون، علب السجائر، ورق الصابون، محارم التواليت، ثم تم السماح بامتلاك قلم رصاص واحد لكل 50 أسير لكتابة الرسائل لأهلهم، حتى استطاع الأسرى الحصول على دفتر من ثمانية اوراق وقلم لكل أسير (حمدونة،2016).
واستمرت سياسة الاحتلال في شن الهجوم الثقافي والتعليمي على الاسرى وتصدير الكتب والصحف، ففي عام 2009 قام الاحتلال بتضيق الخناق على الاسرى الفلسطينيين، فقد حرم 1800 أسير فلسطيني من تقديم امتحان الثانوية العامة “التوجيهي” للضغط على الجهات الفلسطينية التي أسرت الجندي الاسرائيلي شاليط لاطلاق سراحه، وفي سجن هدريم حرم 20 اسيرًا ووافقوا فقط على5 أسرى دون اعطاء مبررات لهذا الرفض (تقرير انتهاكات حقوق الاسيرات والاسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية،2011).
رفض الاسرى سياسة الاحتلال الإسرائيلي في تفريغهم ثقافياً وعلمياً، ولكن هيهات أن يحقق الاحتلال خطته فقابلهم الاسرى بخطة محنكة للاستفادة من وقتهم والسنوات العديدة التي سيقضونها في السجن، كما اسلفنا سابقاً كانت خطة الاحتلال تعمل على حرمان الاسرى من أدوات التعليم كالكتب والاقلام، وإذا شك السجان أو مصلحة السجون بوجود أحد هذه الأدوات عند الاسرى يقومون بأشد العقوبات عليهم، وقد كانت خطة اسرانا البواسل في البداية سرية فعملوا على تهريب الأدوات التعليمية لممارسة ثقافتهم وانشطتهم، فيذكر الأسير المحرر عبد الرحيم جابر أنه كان يكتب يومياته على أوراق اللبن والزبدة واثناء الزيارات يهرب الأوراق مع عائلته، وكان مصير هذه الذكريات كتاب نشره بعنوان ابطال العودة(أبو الحاج،2014).
تتم عملية التسجيل للجامعة من خلال التواصل مع ضابط السجن المسؤول فهو الذي يوافق أو يرفض تعليم الاسير، يقوم الأسير بتعبئة ورقة تشمل عدة معلومات ومنها مستواه التعليمي، وما هي المساقات التي يريد دراستها، وممكن أن يتم رفض المساقات أو عملية التعليم كلها، ويرفق وصل دفع للمبلغ المطلوب. كما وعمل الاحتلال على استنزاف الموارد المالية لعائلات الاسرى والمؤسسات الداعمة لهم من أجل تعليمهم، كانت المؤسسات الفلسطينية تقوم بتمويل عملية تعليم الاسرى الفلسطينيين مثل جمعية أنصار السجين، هيئة شؤون الاسرى، أو تقوم عائلة الاسير بدفع التكاليف الدراسية، فقد دفع الأسير الواحد ما يبلغ 9800 شيقل في السنة الدراسية الواحدة، وستكون تقريبًا دراسة الاربع سنوات بمبلغ يصل إلى 40 ألف شيقل، وقامت وزارة الاسرى بدفع 641774 ألف شيقل لعملية تعليم الاسرى خلال عام واحد وهي السنة الدراسية في2010، صورة أخرى من صور استنزاف أموال عائلات الاسرى وتحطيم معنوياتهم في ممارسة التعليم هو بيع الكتب والدفاتر والاقلام بأسعار باهظة جدًا، وبالتالي هذه المبالغ ستكون في النهاية لصالح الاحتلال(تقرير انتهاكات حقوق الاسيرات والاسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية،2011).
أحد وسائل المقاومة السلمية التي اتبعها الأسرى هو الإضراب فقاموا بعدة إضرابات منها إضراب عام 5\7\1970 في سجن عسقلان، وكان لهذا الاضراب تحول كبير للحركة الفلسطينية الأسيرة في النواحي التعليمية والثقافية، ومن نتائجه إدخال الكتب المدرسية وبعض من الكتب الثقافية، وكان الكتاب الواحد يتواجد في غرفة واحدة تحتوي على 20 أسير لمدة 14 يوماً، وهذا لا يعني أن إدارة السجون لم تتحكم في نوعية الكتب المتواجدة، حيث يصف لنا الاسير المحرر حاتم الشنار كيف كان الأسرى متحمسون جداً على قراءة هذه الكتب ويتبادلونها فيما بينهم بل ويتناوبون بالدور عليها فهذا الكتاب هو بمثابة النور للخروج من ظلمات الأسر(عوني،2012).
قام الاسرى في إضراب اخر في عام 1992 وهو إضراب مهم جدا في تاريخ الحركة الفلسطينية الاسيرة من الناحية التعليمية، حيث اضرب الاسرى 18 يوماً عن الطعام والعمل، في السابق كان الأسرى يتقدمون إلى المؤسسات التعليمية بشكل منفرد وقد تحول هذه الحالة الانفرادية إلى عمل جماعي، واستطاع الاسرى أن يكونوا يد واحدة من أجل تحقيق حقوقهم التعليمية، فقد ازداد عدد الأسرى الذين يهتمون في تكمله مسيرتهم التعليمية داخل السجن. بعد هذا الإضراب الشهير أصبحت عملية التعليم في السجون أكثر تنظيما فقد اقبل الأسرى على التقدم لامتحانات الثانوية العامة الفرع الأدبي فقط والدراسة في الجامعة المفتوحة الإسرائيلية ضمن تخصصات محدودة مثل العلوم الإنسانية، علم الاجتماع، إدارة الاقتصاد، علم النفس، والعلوم السياسية وقد كانت إدارة مصلحة السجون مسؤولة عن هذه العملية بشكل كامل، وتحرم الأسرى من هذه العملية بعدة أسباب غير مقنعة أو تأخر أعطاءهم المواد التعليمية أو نقلهم في أوقات المحاضرات والدراسة واستخدام الحرمان من التعليم كعقاب للأسير في حال مخالفة للأنظمة داخل السجن(أبو الحاج،2017).
كانت الحركة العلمية في السجون متذبذبة وتتأثر بالمؤثرات الخارجية وبالتالي هناك حالة من عدم الاستقرار وتتأثر الحياة التعليمية بدرجة كبيرة، بعد توقيع اتفاقية أوسلو التي نصت على خروج عدد من الأسرى من السجون قد أدى ذلك إلى ضعف الحركة الاسيرة وقد تأثرت النواحي التعليمية في هذا الأمر، كما يرى بعض الأسرى في هذه الفترة أن دور الصليب الأحمر قد تراجع أو كما يصف لنا الكاتب قد أصبح معدوماً، في عام 2011 قال رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لن يكون هناك أسرى يحملون شهادات تعليمية من داخل السجون سواء في البكالوريوس أو الماجستير، وبالتالي هذا الخطاب منع الأسرى من استكمال تعليمهم وإيقاف البرامج التعليمية. لم يقف الأسرة مكتوفي الأيدي بل قاموا في محاولات لكسب وقتهم في التعليم فقاموا بعقد جلسات ثقافية تعليمية برامج محو الأمية تبادل الصحف والمجلات، ويتبادل الأسرى في تعليم بعضهم البعض ومشاركة ما يمتلكونه من المعرفة والخبرات (مؤسسة الضمير لرعاية الاسير وحقوق الإنسان،2022).
في سجن الرملة قامت إدارة السجون في فصل الاسرى الذين يتقنون اللغة العبرية عن بقية الأسرى حتى لا يتم تعليمهم اللغة العبرية، بالإضافة إلى أن ذلك يساعد في ترجمة المقالات والأخبار والصحف والكتب ولكن كان الأسرى يقومون بهذه الترجمة ويرسلونها من سجن إلى آخر عن طريق الكبسولة. فالتعليم هو الوسيلة التي استخدمها الاسرى للتغلب على السجان وجبروته (ثابت،2016).
وفي دراسة أبو هلال(2009) يتناول تجربة الأسرى الفلسطينيين من خلال حرمانهم من ممارسة التعليم وخاصة فئة الشباب، وفي حال الموافقة على التعليم يجبروهم على تخصصات معينة، وفي سجن تلموند يدرسون الأطفال الاسرى المنهاج الإسرائيلي، ويعاني الاشبال في السجون من اختلال النظام التعليمي، وعند معاقبتهم يحرمونهم من التعليم.
موقع الدراسة الحالية من الادبيات السابقة
نلاحظ أن الادبيات السابقة التي تناولت قضية تعليم الأسرى قليلة جداً، كما وأشعر أن هذه الدراسات لم تقدم الإشباع الكافي للقارئ في وصف العملية التعليمية للأسرى، فلم نرى شرح مفصل كافياً وافياً لعناصر العملية التعليمية. حيث أن الادبيات تناولت عملية تعليم الأسرى دون الأخذ بعين الاعتبار أن الأسرى متباينين مختلفين فيما بينهم، وكل أسير له خصائص وقدرات ومؤهلاته واهتمامات تختلف عن غيره.
فلم نرى تطرق الادبيات إلى عملية تعليم الأسرى من ذوي الاحتياجات الخاصة، فهم بحاجة إلى طرق التدريس وأساليب تقييم وأدوات مساندة لمساعدتهم في فهم المادة العلمية، كما أن الاحتلال لا يوفر للأسرى من ذوي الاحتياجات الخاصة اللوازم والمعينات المساعدة لهم في ممارسة حياتهم بشكل عام وممارسة التعليم بشكل خاص، فلا يوجد نظارات طبية ولا أطراف لفاقدي أطرافهم (وكالة الانباء والمعلومات الفلسطينية، د.ت).
بسبب هذه الفجوة جاءت دراستنا للبحث والكشف عن التجربة التعليمية للأسير من ذوي الاحتياجات الخاصة.
قمت بإجراء مقابلة مع الأسير جمعة التايه وسؤاله عن تجربته العلمية في سجون الاحتلال الإسرائيلي، فهو مسجون مرتين المرة الاولى 6 سنوات في الأنتفاضة الأولى، الفترة الثانية 19سنة من 2001 إلى 2020 وهذه فترة التجربة التعليمية، وحسب ما صرح أن تجربته التعليمية وتجربة الأسرى جميعهم تشكلت بسبب الترابط والتكاثف والوحدة بين الفصائل الفلسطينية كجماعة واحدة وليس بشكل فردي.
فهو درس في سجن هدريم ماجستير في الدراسات الاسرائيلية العليا وأنهى 36 ساعة، تخرج في عام 2016 من جامعة ابو ديس، وصرح بأن الجو الدراسي مليىء بالجدية وكتابة البحوث والتقارير، ويوجد لجنة تدقق في البحوث، البيئة التعليمية رائعة جداً، هناك العديد من الاسرى الذين طالبوا بالانتقال إلى سجن هدريم فهو قلعة وصرح تعليمي مميز، اوقات الدراسة محاضرة صباحاً ومحاضرتين مساءً، مع الالتزام في اوقات الفورة، الامتحانات نصفية ونهائية، بالنسبة للمعلمين في الماجستير أشرف علينا الأسير مروان البرغوثي فهو دكتور أكاديمي بكل معنى الكلمة، انسان لا يميز بين الفصائل، يناقش، يمد الطلاب الأسرى بارشادات ودعم نفسي. المكتبة مليئة بالكتب والمراجع تقريباً 3000 كتاب كل شهر يدخل إلى السجن، من مركز مدار ومركز فلسطين وعن طريق الاهل، ولا يوجد عطل عن التعليم، يبدأ الفصل كما يبدأ في الجامعة وينتهي بانتهاء الفصل الجامعي، ويتوفر لنا عدة كتب في الشؤون الإسرائيلية، فالاسير جمعة التايه درس في السجن عدة مساقات لطلبة البكالوريوس مثل التاريخ، المرأة، تاريخ افريقيا، الوطن العربي وغيرها.
بسبب غيظ الاحتلال وعدم إعجابه بهذا التقدم الذي أحرزه الأسرى الفلسطينيون وهم مقيدون داخل الأسر، قاموا بشن هجمة على سجن هدريم ومصادرة ٣٠٠٠ كتاب، ومصادرة العديد من البحوث المميزة، ومنع الأسرى من إخراج الكراسي إلى ساحة الفورة، ومصادرة الكتب والاقلام، ورغم ذلك يقول كنا نتعلم ونناقش المحاضرات شفهياً.
وفي الختام يعبر عن تجربته بقوله:”انا فخور جداً بتجربتي التعليمية داخل الاسر، وهذه التجربة لها فضل كبير بعد خروجي من السجن، فتجربتي التعليمية شكلت لدي تجربة ثقافية غنية. انا حالياً محلل سياسي، ومؤلف ولدي عدة مؤلفات تتحدث عن الأسرى، قمت بكتابتها داخل الأسر “.
وبسبب هذه التجربة التعليمية للأسير ومدة اعتقاله الطويلة قمت بطرح سؤال عليه ذات صلة كبيرة في بحثي وهو هل كان للأسرى من ذوي الاحتياجات الخاصة تجربة تعليمية داخل السجن؟ وقد كانت إجابة التايه هي: “نعم كانوا يتوجهون ويبدعون ويثبتوا وجودهم ودورهم، إن كان ذلك على الصعيد الأكاديمي أو صعيد الثقافة أو المعلومات العامة، تذكرت شخصية استثنائية مثقفة جدآ علاء البازيان من القدس أكمل أربعين عام في السجن وهو كفيف. وما زال في السجن حتى الآن”.
وقد حاولت سابقاً التواصل مع الأسير علاء البازيان ليكون أحد الأسرى المشاركين في دراستي ولكن كان هناك صعوبات بسبب وجوده في الأسر داخل سجن بئر السبع.
الفصل الثالث
منهجية واداة الدراسة
سوف يتم الاعتماد على المنهجية الكيفية فهي الأنسب للتعرف والربط بين وجهات النظر المختلفة من أجل الخروج بالنتائج من المشاركين في الدراسة، وذلك من خلال التعمق بشكل أكبر للتعرف على التجربة التعليمية للأسرى من فئات ذوي الاحتياجات الخاصة، وفتح المجال أمام الاسرى لمشاركة تجاربهم وابداء رأيهم حول أهم التحديات والمعيقات التي تؤثر على العملية التعليمية، وما هي مقترحاتهم لتطوير هذه العملية داخل السجون بناء على تجاربهم.
سيتم استخدام أداة كيفية وهي المقابلة الفردية شبه المنظمة من أجل الحصول على معلومات دقيقة حول الموضوع، حيث تسمح هذه الأداة للوصول إلى فهم عميق من خلال التعرف على التجارب التعليمية للمشاركين وملاحظة جميع الجوانب المتعلقة بها، كما أن استخدام هذه الأداة تساعد في الكشف عن معلومات لا تظهر عند استخدام أدوات أخرى. تحتوي المقابلة على ثلاثة عشر سؤالاً، ركزت على معرفة سمات العملية التعليمية داخل السجن، وتم طرح أسئلة عن طرق التدريس والتقييم المتبعة، الأدوات والمعينات المساعدة لتعلم فئات ذوي الاحتياجات الخاصة، ثم اهم التوصيات لتطوير هذه العملية خصوصاً لفئات ذوي الاحتياجات الخاصة.
المشاركين
المشاركين عددهم ثلاثة أسرى، وهم أسرى محررون من ذوي الاحتياجات الخاصة، كان لهم تجربة تعليمية في السجون.
أسئلة المقابلة
الجدول التالي يوضح أسئلة المقابلة:
السؤال الأول: كيف تمت عملية الاعتقال؟ |
السؤال الثاني: ما المرحلة التعليمية أو التخصص الذي درسته في السجن؟ |
السؤال الثالث: ما المواضيع والتخصصات التي تعلمتموها؟ |
السؤال الرابع: كيف يقوم الأساتذة بالتعليم؟ هل يمكن وصف محاضرة ما فيما يتعلق بدور المعلم وتعليمه؟ |
السؤال الخامس: كيف يتم تقييم الأداء؟ امتحانات، مشاريع، تلخيصات، الخ؟ |
السؤال السادس: من هم المعلمون وما هي مؤهلاتهم؟ |
السؤال السابع: صف لي البيئة التعليمية، أوقات المحاضرات، المصادر المتوفرة للتعليم، الخ؟ |
السؤال الثامن: هل يتم توفير ادوات ومعينات وفقاً لاحتياجاتكم لتلبية العملية التعليمية؟ |
السؤال التاسع: هل يوجد مكتبة؟ ما هي مقدراتها والمصادر المتوفرة فيها؟ |
السؤال العاشر: هل يمكن وصف تجربتك التعليمية: البداية، أيام اللقاءات، عدد ساعات اللقاءات، توقيت البدء والنهاية، كيف هي الأجواء، الخ؟ |
السؤال الحادي عشر: هل حصلت على شهادات داخل السجن؟، بعد حصولك على الشهادة هل كان لك دور تعليمي داخل السجن؟ |
السؤال الثاني عشر: هل يوجد ميزات معينة للأسير من ذوي الاحتياجات الخاصة تميزه من الناحية التعليمية عن باقي الاسرى؟ التخصيص للتربية والتعليم؟ |
السؤال الثالث عشر: أمور ترى أنها بحاجة إلى التطوير في العلمية التعليمية لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة داخل السجون؟ |
إجراءات الدراسة
- الاطلاع على الأدبيات السابقة المرتبطة بموضوع الدراسة الحالية، والاستفادة من هذه الدراسات قدر المستطاع.
- صياغة مشكلة الدراسة ومبرراتها، وذلك لتطوير أداة البحث بحيث تكون أسئلة المقابلة دقيقة وواضحة ومرتبطة في الدراسة.
- عرض أسئلة المقابلة على الدكتور المشرف على البحث.
4-تحديد المشاركين من الأسرى واخذ موافقتهم لأجراء المقابلات، ويتم تسجيل المقابلات صوتياً بعد أخد موافقة المشاركين لإمكانية تفريغ هذه المقابلات.
5-تحضير البيانات للتحليل وننظمها من خلال تفريغ البيانات وتحويلها إلى نص كتابي، ثم أقوم بترميز أولي للبيانات، ثم تصنيف هذه الترميزات الأولية في محاور.
6-استخلاص نتائج الدراسة والتعقيب عليها، وتقديم التوصيات وفقاً لما توصلت له الدراسة من نتائج.
ألية التحليل:
سوف يتم تحليل البيانات واعتماد المنهجية الموجودة في كتاب (Creswell,2012)، وذلك من خلال اتباع الخطوات التالية:
- قراءة البيانات التي ذكرت في المقابلات والتمعن في أدق التفاصيل من أجل المحاولة للإجابة على أسئلة الدراسة.
- ترميز نصوص المقابلات ترميزاً أولياً، ومن ثم ترميزها تبعاً لمحاور مرتبطة بأسئلة الدراسة.
- تجميع الرموز المتشابهة من أجل تطوير وفهم البيانات.
- الخروج بتعميمات والتي ستكون نتائج الدراسة ومناقشتها.
الفصل الرابع
عرض النتائج
سيتم في هذا القسم جمع المعلومات التي تم استخلاصها من الأسرى المشاركين في الدراسة، وذلك من خلال أداة البحث وهي المقابلة شبه المنظمة، وقمت بتفريغ البيانات من بيانات صوتية إلى بيانات مكتوبة، وسيتم التحليل بالاعتماد على منهجية الموجودة في كتاب كريس ويل، ومن ثم ترميز البيانات بشكل أولي من خلال قراءة المقابلات والتمعن في كلمات المشاركين ثم الخروج بمحاور للإجابة على أسئلة الدراسة، وإعطاء أمثلة من كلمات المشاركين على كل محور، لتشمل ثلاث محاور للإجابة على السؤال الرئيسي الأول، ومحورين تجيب عن السؤال الرئيسي الثاني.
السؤال الرئيسي الاول: كيف يصف الأسير الفلسطيني من ذوي الاحتياجات الخاصة تجربته التعليمية في سجون الاحتلال الإسرائيلي؟
المحور الأول: اشكال التعلم في السجون الإسرائيلية.
تم ترميز هذا المحور بعد الحصول على إجابات الأسرى عن المرحلة التعليمية والتخصصات داخل السجن، فقد كان كل أسير من المشاركين تجربة تعليمية في مجال يختلف عن الاخر، وبالتالي أتضح لنا من خلال المقابلات أن التعليم داخل السجون مقسم إلى أقسام وهو التعليم من خلال الجامعة العبرية المفتوحة، التعليم من خلال الجامعات الفلسطينية، تعليم الثانوية العامة” التوجيهي”، والدورات المتخصصة. فالاسير أ:أ قال في هذا السياق:
” ما قبل السجن كنت حائز على دبلوم أبنية وأنشاءات مساعد مهندس مدني، داخل الأسر تعلمت اللغة العبرية درست البكالوريوس علوم سياسية وعلاقات دولية، والماجستير الديمقراطية والمجتمع المدني في الجامعة العبرية المفتوحة“.وقد استكمل حديثه في هذا الصدد قائلاً:” التعليم داخل السجن مقسم الى ثلاثة أقسام التعليم ضمن الجامعة العبرية المفتوحة والتي درست أنا بها،التعليم للجامعات الفلسطينية مثل جامعة الأقصى في غزة الكلية التطبيقية التابعة للجامعة الاسلامية في غزة، وأيضا علمنا بأن جامعة أبو ديس باتت تمنح البكالورويس والماجستير في الجامعة هذا هو الصنف التاني، أما الصنف الثالث فهي الدورات المتخصصة التي يطرحها الأسرى لبعضهم البعض ضمن تعليم اللغات والدورات المتخصصة سواء في الأمور الشرعية أو الادارية أو الأمور التنظيمية“.
وأجاب الأسير ب.ب قائلاً:
” قمت بالتقديم على دورات نشأة وكادر، ودورات الصحافة والاسعاف ودورة إلقاء وعبري، ولكن لم أكمل في الدورات، وذلك بسبب الإضرابات المتكررة والانتقال بين عدة سجون مما أعاق عملية التعليم في هذه الدورات. لم يسمح لي التقدم للبكالوريوس بسبب مدة سجني القصيرة، حصلت على شهادة التوجيهي في الفرع الادبي قبل دخولي السجن“.
وأشار الأسير ج.ج قائلاً:
” كان اعتقالي قبل التوجيهي بشهر واحد وخلال فترة اعتقالي قدمت على توجيهي ادبي“.
المحور الثاني: تنوع طرق تقييم أداء الطلاب الأسرى داخل السجون.
من خلال إجابات الأسرى حول طرق التقييم المتبعة في السجون، نلاحظ أن هناك عدة أساليب لتقييم الاسرى في موادهم التعليمية، ويعتمد التقييم على نوع المادة والتخصص الذي يمارسه الأسير، بمعنى هناك تقييمات للطلبة الاسرى يتم الحصول عليها من خارج السجن، وهناك تقييمات وفقاً للمشاريع والامتحانات التي يقدمونها داخل السجن.
قال الأسير أ:أ في هذا الجانب:
” كنا نجمع المادة التدريسية ونقوم بتقسيمها إلى محاضرات نجتمع في أحدى الغرف ونلقي المحاضرة ونطلب تعينات ومن ثم امتحانات فيرست وسيكند ونهائي كنا نقدم الامتحانات داخل الساحة بمراقبة ولجنة امتحانات ولجنة تدقيق وفي ناس بحملو المادة وفي ناس يتم فصلهم كانت العملية التعليمية دقيقة جدًا .”
وأجاب ب:ب في هذا الصدد:
” كنا كأسرى نعمل الامتحانات والمشاريع، وكنا نحاول أن تكون هذه الامتحانات والمشاريع مشابهة للخارج، ولكن التعليم داخل السجون يبقى أصعب وكانوا مشاريع بتتكون من عشر لخمسة عشر ورقة.”
وأجاب الأسير ج:ج قائلاً:
” التقييم كان من خلال الكتابة والقراءة خلال فترة المحاضرات، بالإضافة قد يسأل عنا خارج السجن بمساعدة وزارة التربية والتعليم عن المراحل ما قبل التوجيهي في صفوف العاشر والحادي عشر.”
المحور الثالث: الدافعية والطاقة الإيجابية للتعلم عند الاسرى من ذوي الاحتياجات الخاصة.
أشار الاسرى على أهمية الإرادة والدافعية والرغية في التعليم، على الرغم من جميع العوائق والتحديات التي تقابلهم بها إدارة السجن، وقد صرح الأسير أ:أ قائلاً:
” الحقيقة أنا كانت تجربتي ملفتة للنظر لأني أنا مُصاب عندي أصابة شديدة ٨٠٪ لاني فقدت أصابع اليد اليمنى كاملًا وأصابع اليد اليسرى أيضًا، في يوم أن سمعت انو في دراسة في الجامعة العبرية سرورت سرور عظيم يبدو لحظة السرور نسيت انو انا لا أستطيع الكتابة فالسرور تحول الى حزن شديد لكن صممت أنى حابب ادرس فبدأت احوال امسك القلم في ايدي اليمين ما قدرت وبأيدي اليسار ما تبقى من أصابع فاخدت امسك القلم في فمي حتى احيانا الدم ينزل من ما تبقى من أصابع”
استكمل الأسير أ:أ حديثه قائلاً:
” بقدم الامتحان تحت الشمس لانو انا مستعد للمادة وبدي أقدمها، المراقب جلس عند السجان في غرفته المكيفة وانا بقيت في الساحة وهو يراقب في من بعيد وبتعرفي الشمس تجي تلاحقني من هان لهان انا انقل الطاولة على ظل من هون لهون حتى صارت الساعة تقريبا وحدة حتى راح الظل ضليتني تحت الشمس قلت مش مشكلة بدي أكمل امتحاني بشكل عام لكن كنا مسرورين جدا وسعداء جدا سعادة لا يعلم مداها الا الله لانو كنا ندرس لاكتر من سبب.”
وأجاب الأسير ب:ب موضحاً:
” في بداية الاسر كان صعب بالنسبة الي كأسير من ذوي الاحتياجات الخاصة التنقل من سجن ومستشفيات ومحاكم وأضافة للتعليم لكن كنت حابب اتعلم سواء كان هذا تعليم بشهادة او بدون.”
وفي اجابته على سؤال اخر صرح الأسير ب:ب قائلاً:
” المميز في الاسرى من ذوي الاحتياجات الخاصة انهم يعطون الأشخاص الاصحاء[اقرانهم] تشجيع وطاقة إيجابية على الرغم من التعب والالم وظروف الإعاقة القاسية. فكانوا يحصلون على شهادات بالرغم من إصاباتهم. فذوي الاحتياجات الخاصة كانوا عبارة عن تشجيع للاشخاص السليمة في دفعهم للتعليم كانوا مميزين بالنسبة لاي اسير وليس لإدارة السجون”
واستكمل حديثه قائلا:
” فئة الاحتياجات لديهم رغبة للتعليم وهذا ما نراه خارج السجن وأيضا داخل السجن وهذا ما رأيته خلال تجربتي فنحن فئة نستطيع أن نتعلم وأن نعلم”
وبالتالي لم تشكل الإعاقة بشكلها التقليدي تحدي بمنع الأسير من التعلم، ولكن كان التحدي من البيئة المحيطة كالسجانيين وإدارة السجون فهم الذين شكلوا إعاقة، فالفرد ليس معاق وإنما المجتمع وما يتصل به من فئات هو المعيق بالنسبة للاسير الفلسطيني من ذوي الاحتياجات الخاصة.
السؤال الرئيسي الثاني: ما هي التحديات التي تواجه الأسير الفلسطيني من ذوي الاحتياجات الخاصة وتعيق العملية التعليمية؟
المحور الاول: الظروف المادية والتدريسية للبيئة التعليمية محدودة جداً.
سنتناول في هذا المحور عدة ظروف للبيئة التعليمية داخل السجون، وتتمثل في الظروف المادية وهي الأدوات، المكان، الصف، المصادر التعليمية، والظروف التدريسية المتعلقة في المعلمين، التخصصات المتاحة.
وفيما يتعلق بالظروف المادية صرح الأسير أ:أ في هذا الجانب:
” بالنسبة للبيئة التعليمية هي بأقل الموجود لكن سبحان الله بأقل الموجود كان فيها بركات كثيرة، كما ذكرنا أن نكتب المادة في عنا لجنة النسخ تقوم بنسخ المواد الطلاب يلي كان خطوطهم جميلة يقوموا بنسخ المادة لبقية الطلاب المحاضرات مرتين أسبوعياً، يتم جمعهم في غرفتين معروفات أن بقية سكان الغرفة ما بدرسو بخرجوا الى الساحات، احنا بالساحة كنا نقسم الساحة نصفين ونقعد الطلاب كل واحد بعيد عن التاني أقل اشي مترين، ما في طاولات ولا في كرسي فتلاقي هادا حاطط الطنجرة قلبها وبكتب عليها هاد حاطط جلن الزيت الفاضي وبكتب عليه، هاد جايب شنتة الاواعي متربع هيك ويكتب وحتى ما في زي شيئ قطعة خشب كان يجيب قطعة الصواني ويقلبها ويكتب عليها.”
وأجاب الأسير ب:ب قائلاً:
” المحاضرات كانت منظمة مدتها 40 دقيقة لساعة ونص حسب مادة المحاضرة، كان هناك أربع محاضرات تفهيم وحفظ وعمل امتحانات مقسمة إلى امتحانات اولية وامتحانات نهائية، التعليم داخل السجن ليس علني لا يوجد راحة كما بالخارج والجو المتوفر لا يساعد على التعلم.”
وأيده الأسير ج:ج قائلاً:
” الغرفة غير مهيأة للتدريس هي غرف للنوم وعندما نقوم بعقد المحاضرات نقوم باستبدال الاشخاص في الغرفة بأشخاص الذين يريدون التعلم ونجلس في الغرفة لمدة ساعة ونبدأ بكتابة الاسئلة والدراسة.”
أما فيما يتعلق بالظروف التدريسية، أشار الأسير ج:ج في هذا الجانب:
” التخصصات في السجن محدودة وبتنحصر على عدد قليل من التخصصات متل مواد العلوم الاجتماعية.”
وشارك رأيه الأسير أ:أ قائلاً:
” كان مسموح أن ندرس مادتين التاريخ واللغة العربية بشرط وجود كفاءات تعليمية، اللغة العربية أصبح فيها صعوبات لعدم وجود كفاءات فكتفينا بتدريس التاريخ.”
نلاحظ أن هناك قيود فيما يتعلق بالتخصصات التي تدرس داخل السجون، بالإضافة إلى وجود قيود ترتبط بالكفاءات الاكاديمية المتوفرة عند الاسرى، مما يؤدي إلى التقييد والارتباط في الأشخاص المتواجدون من الاسرى ذوي الشهادات العلمية والاعتماد عليهم في طرح مواضيع تلائم تخصصاتهم.
المحور الثاني: عدم وجود أدوات ووسائل ومعينات مساندة للتعليم لفئات الاحتياجات الخاصة.
في هذا المحور واستكمالاً لاجابات الاسرى فقد أشار الأسير أ:أ:
” كان الدراسة في الجامعات الفلسطينية جهد منا ما في اصلاً أدوات، خرجت الى العيادة طلبت من طبيب العيادة ان يكتب لي تقرير ابعتوا للجامعة انو انا بكتب بطئ وبدي وقت إضافي والله فعلا كتبلي ورقة وقال كم بدك زيادة قلتلو بدي ساعة على كل امتحان وقلي از بدك اكتر بكتبلك قلتلو ساعة يكفي وبعتنا التقرير لادارة الجامعة ف بعتلي ايشور بمعنى تصريح انو انت معك ساعة زيادة حتى تتخرج فعلا كان المراقب يلي بيجي من تل ابيب بقولو روح بدري لانو في عندهم اسير معاه ساعة زيادة يكونو عارفين يعرف انو هذا انا”
وأشار الأسير ب:ب قائلاً:
” من ناحية الادارة فهي ما بتفرق بين الشخص من ذوي احتياجات الخاصة أو بين الاسير العادي السليم كلهم في نظر الاحتلال واحد، لكن الاسرى عندهم تحدي في موضوع التعليم رغم كل الظروف المحيطة. ذوي الاحتياجات الخاصة لا يتوفر لهم ما يريدون فيعانون من نقص المستلزمات الصحية، وبرغم الظروف الصعبة هذه الفئة تتعلم“.
وقد بدا ذلك واضحاً من خلال رأي الأسير ج:ج:
“ ما في مساعدات للاسف ولا معينات ولا وسائل تراعي احتياجاتنا وخصائصنا كفئات بحاجة إلى امور بتختلف عن بقية الاسرى.”
نلاحظ مما سبق أن الاسرى من ذوي الاحتياجات الخاصة يعانون من شح الأدوات والمعينات المساعدة لهم في التعلم، وهذا الأمر يعيق العملية التعليمية ويوثر على تقدمها. ويبدو أن للاعاقات الظاهرة بعض من الميزات مثل الأسير أ:أ الذي تم اعطاءه وقت إضافي لكتابة الامتحانات.
الخلاصة
تم في هذا الفصل عرض النتائج التي توصلت إليها خلال بحثي من خلال عملية تحليل البيانات، حيث تم وضع النتائج ومناقشتها على سؤال البحث الأول وسؤال البحث الثاني، حول موضوع الدراسة وهو: تعليم الاسرى الفلسطينيين من ذوي الاحتياجات الخاصة في سجون الاحتلال الإسرائيلي”، ومن خلال الإجابة على سؤال الدراسة الأول حول التجربة التعليمية للأسرى من ذوي الاحتياجات الخاصة في السجون، ظهر ثلاث محاور تم تفصيلهم، وكان من الواضح من خلال إجابات الاسرى المشاركين أن هناك عدة صور للتعلم داخل السجن، وهناك عدة طرق يتم فيها تقييم أدائهم وفقاً لتخصصاتهم، كما أن هناك دافعية ورغبة لدى هذه الفئات للتعلم.
كما تمت الإجابة على السؤال الثاني التي أظهر العديد من التحديات والمعيقات التي تؤثر على إتمام العملية التعليمية لفئات ذوي الاحتياجات الخاصة، تمثلت تلك التحديات في محدودية الأدوات المتواجدة في البيئة التعليمية على المستوى التدريسي والمادي، وعدم وجود معينات ووسائل لتسهيل العملية التعليمية لهذه الفئات، وكان هناك أتفاق بين الأسرى على هذه الجوانب وضعفها في السجون.
سيتم في الفصل القادم وهو الفصل الخامس مناقشة نتائج الدراسة وأقتراح التوصيات بناء على ما توصلت إليه من نتائج، وسأقوم بمقارنة النتائج مع الادبيات السابقة في موضوع دراستي، وربط هذه النتائج مع الإطار النظري الذي تم الاستناد عليه.
الفصل الخامس
مناقشة النتائج والتوصيات
هدفت هذه الدراسة إلى محاولة التعرف على التجربة العلمية للأسرى الفلسطينين من ذوي الاحتياجات الخاصة داخل السجون الإسرائيلية، وقد تمثل تحقيق هذا الهدف في الإجابة عن أسئلة الدراسة وهي السؤال الرئيسي الاول: كيف يصف الاسير الفلسطيني من ذوي الاحتياجات الخاصة تجربته التعليمية في سجون الاحتلال الإسرائيلي؟
والسؤال الرئيسي الثاني: ما هي التحديات التي تواجه الأسير الفلسطيني من ذوي الاحتياجات الخاصة وتعيق العملية التعليمية داحل السجون؟
سيتم في هذا الفصل مقارنة النتائج التي توصلت إليها الباحثة من المشاركين مع الإطار النظري الذي استندت إليه الدراسة، فقد أظهرت المقارنة وجود تطابق في النتائج مع أفكار باولو فريري في نظريته حول تعليم المقهورين. كما وسيتم الربط بين نتائج الدراسة الحالية مع الادبيات السابقة.
- عرض ومناقشة السؤال الرئيسي الأول.
اشارت نتائج تحليل المقابلات إلى تنوع المجالات التعليمية داخل السجون، لتشمل دراسة الثانوية العامة(التوجيهي)، البكالوريوس، الماجستير من الجامعة العبرية المفتوحة أو الجامعات الفلسطينية، والدورات المتخصصة. وقد تطرقت الادبيات السابقة إلى ذلك ومنها دراسة (ثابت2016) حيث سرد لنا البدايات الأولى للأسرى الفلسطينين والانتساب للجامعة العبرية المفتوحة، وأشار الأسير والباحث(حمدونة،2016) صراع الاسرى من اجل السماح بدخول الجامعات الفلسطينية في تعليم الاسرى في السجون، كما وصرح لنا عميد الدراسات العليا من خلال المقابلة الدكتور محمد شاهين عن دخول جامعة القدس المفتوحة ضمن الجامعات التي يتعلم فيها الاسرى بالسجون، كما وتطرق الأسير أ:أ في المقابلة قائلاً:
“يظن البعض بأن اسرائيل لكونها تطرح نفسها بأنها دولة ديمقراطية وهي بعيدة عن المعنى الديمقراطي قد سمحت للأسرى الفلسطينيين بالدراسة الجامعية وهذا الكلام ليس صحيحاً، فالدراسة في الجامعة دفع ثمنها 18 أو 19 شهيدًا استشهد معظمهم ع باب سجن جنيد في عام 1992 قبل توقيع اتفاق أوسلو، وأضاف قائلاً:” إن كل العملية التعليمية ليست من قبل الادارة هي من مقررات [قرارات] الاسرى“.
كما وسنلاحظ من خلال إجابات الاسرى نوعاً من الابداع والوعي بالواقع الذي يعيشونه، فهناك دافعية وشجاعة ومحاولة لعدم الاستسلام والخضوع للواقع المرير وهي أحد الأساسيات التي ترتكز عليها فلسفة فريري بأن الانسان المقهور انسان مبدع وخلاق، وأن عملية التغيير والتحرر من الاستبداد يكون من خلال الفرد المقهور نفسه في محاولة لاستعاده حريته وكرامته عن طريق وعيه بأهمية العملية التعليمية في ابراز صوته وإعلاء كلمته، وعدم السكوت والخنوع لسيطرة القاهر واساليبه التعسفية، فالشخص المقهور هو شخص مبدع ولديه القدرة على التغيير، يتحدى اعاقته والمكان والظروف التي تعيقه ويخلق من نفسه انساناً يدعم نفسه بنفسه وهذا ما نادى به فريري أن الانسان المقهور هو الاجدر في تحرير نفسه بنفسه، ثم تصبح عملية التحرير عملية مشتركة بين جميع الفئات المضطهدة المقهورة(Freire,2020).
أريد التطرق إلى أحد إجابات الاسرى وهو الأسير ج:ج فقد أشار عند سؤاله عن تجربته التعليمية قائلاً:
“ في التوجيهي لا يوجد كل المواد توجد المواد الاساسية اللغة العربية والانجليزية كانت فترة التوجيهي خمس شهور وكل اسبوع من حصة لحصتين الامتحانات كانت سهلة لانو كنا نتحضر الهم وما كان في غش لان الاسئلة يلي مندرسها هي نفسها يلي منقدم الامتحانات فيها.”
نلاحظ أن إجابة الأسير ج:ج قريبة من مفهوم التعليم البنكي التي تطرق لها فريري في نظريته حيث لا يوجد ابداع وتحليل وتعاد وتكرر الأسئلة نفسها والطالب يحفظها( السيف واخرون،2019)، فمن الواضح أن العملية فيها نوع من التلقين في الثانوية العامة وعدم الاهتمام في تفعيل الطالب ومشاركته.
وقد جاء على لسانه قائلاً:
“ للاسف ما في ميزات، احنا فئات جداً بحاجة لدعم خصوصاً الاعمار الصغيرة اللي ما بكون عندهم تجارب وخبرة في السجن.”
وهنا أنوه كباحثة أن عمر الأسير والفترة الزمنية التي تواجد بها داخل السجن لها تأثير واضح وكبير من خلال إجابات الاسرى وتأملاتهم وتطلعاتهم ودافعيتهم نحو العملية التعليمية.
كان هناك عدة أدوات لتقييم أداء الاسرى كما ذكرنا مسبقاُ، وهذا ما ذكره (ثابت،2016) في دراسته حيث هناك عدة وظائف على الأسير تقديمها لمعلم المادة، كما وأن الامتحانات وما يرتبط بها من مراقبون تكون عملية حازمة وأشار الأسير أ:أ قائلاً في هذا الصدد:
” أنا طبعا الان بدرس في الجامعات الخارجة وبعتقد لو أن الالتزام الموجود في الخارج وهو نفس الالتزام الموجود لدى الاسرى الفلسطينيين لكانت العملية التعليمية بخير بمعنى أن كنا نأخذ أقصى درجات التشديد في الحضور وفي تقديم الامتحانات في تقييم الاسئلة والعلامات، وحتى أذا ما تم الشك أن هناك طالبين وأحدهما قد غش عن الاخر فيتم تصليح الورقتين مع بعضهما البعض وإذا وجد أن في شي متل هيك يتم شطب الورقتين وبالتالي تحميليهم المادة”.
- عرض ومناقشة السؤال الرئيسي الثاني.
أن تجربة الاسرى التعليمية من فئات ذوي الاحتياجات الخاصة هي تجارب مليئة بالتحديات والعقبات. ونلاحظ من خلال إجابات الاسرى عدم توفير ادوات مساندة ومعينات تسهم في تسهيل تلقي المعلومات، فهم يعانون من قلة الأدوات بل وانعدام في مراعاة ظروفهم الصحية، وهنا نستطيع التأكيد على ما ذكره فريري في نظريته أن عملية التعليم للمقهورين تضعف من نظرة القاهر لنفسه، فهو يريد السيطرة والاستبداد بجميع الطرق المتاحة لاعاقة تحرر الفئات المهمشة المقهورة (Freire,2020) ، فلا يتم توفير أبسط المقومات البيئية لاتمام العملية التعليمية، وبالتالي يحقق المحتل غروره باتمام مشروعه وعدم اتاحة الظروف والوسائل التي تساعد هؤلاء الاسرى في ممارسة العملية التعليمية. وهذا يتوافق مع ما ذكره أبو الحاج(2012) في دراسته حيث تطرق إلى حرمان الاسرى من الأدوات التعليمية وكيف كان عقاب الأسير الذي يمتلك أداة تعليمية فتم محاربة الاسرى بما يمتلكونه من أدوات كالقلم والكتاب. كما وأشارت وكالة وفا للانباء والمعلومات الفلسطينية(د.ت) بعدم توفير معينات لذوي الاحتياجات الخاصة وهذه المعينات هي أحد متطلبات هذه الفئات وحرمانهم منها تعيق ممارسة انشطتهم التعليمية.
أحد المعيقات التي تواجه الاسرى في النواحي التعليمية داخل السجون هو اقتصار التخصصات والمواد على العلوم الاجتماعية. ومن جانب اخر عدم وجود كفاءات تعليمية لكافة المواضيع داخل السجن شكل عائقاً لطرح مواد متنوعة، وهذا يتناسب مع ما جاء في تقرير مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان (2022) أن الاحتلال يضيق الخناق على الاسرى ويسمح لهم بالتعليم في تخصصات معينة ومحدودة يروا انها لا تشكل خطر على أمنهم، بالاصافة إلى خروج الاسرى المتعلمين من السجون أثر على النواحي التعليمية في السجون، واقتصار اقتراح مجالات التعليم يما يتناسب مع الكفاءات والشهادات التعليمية المتوفرة مع الاسرى في السجن.
علاوة على ذلك أحد التحديات التي كان لها جوانب إيجابية وأخرى سلبية هي الإضرابات التي ذكرها الاسرى فتطرق الأسير أ:أ قائلاً:
“ اضرب الأسرى الفلسطينيين وكان أضرابًا ناجحًا جدًا استمر لمدة 18 يومًا، واستطاع الأسرى أن يحققوا فيه ثلاثة مطالب، من بين هذه المطالب السماح بالدراسة الجامعية.”
وهذا ما تطرق له فريري في نظريته وهو اضراب المقهور في وجه الظالم من أجل الحصول على مطالبهم وتحقيق حريتهم. وهي أحد الأساليب الثورية المقاومة التي يتبعها المقهور للتعبير عن رفضه للظلم والقسوة وحرمانه من ممارسة ابسط حقوقه(Freire,2020)، فالأسير الفلسطيني مستهدف ليس فقط بجسده بل بروحه وعقله وتفكيره. وتعتبر دراسة أبو الحاج(2017) من الدراسات التي ركزت على هذا الاضراب واعتبرته من أهم الإضرابات في تاريخ الحركة الفلسطينية الاسيرة، وحقق هذا الاضراب رؤيتهم في الحصول على التعليم والانتقال من العمل الفردي للاسير والمطالبة بحقوقهم التعليمية بشكل جماعي مشترك، وهذا ايضاً من النقاط التي ذكرها فريري في نظريته.
وفي الجهة المعاكسة أشار الأسير ب:ب قائلاً في هذا السياق:
” لم أكمل في الدورات، وذلك بسبب الإضرابات المتكررة والانتقال بين عدة سجون مما أعاق عملية التعليم في هذه الدورات.”
وهذا ينسجم مع ما تم ذكره في مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان (2022) أن العملية التعليمية في السجون تعكس حالة من الاضطراب وعدم الاستقرار والتأثر بالمؤثرات الداخلية والخارجية، مما يعيق سيرورة العملية التعليمية وحدوث فجوة تعليمية عند الأسير بعدم تحقيقه النتائج العلمية المرجوة التي كان يخطط لها
توصيات الدراسة
من خلال النتائج التي تم التوصل إليها في البحث، سأوصي ببعض الإجراءات والتي يمكن اجمالها بما يأتي:
- محاولة الجامعات الفلسطينية إحداث تغيير في العملية التعليمية داخل السجن، للنهوض بالعملية التعليمية للأسرى من ذوي الاحتياجات الخاصة.
- دراسات تتناول الدور التعليمي للأسيرة الفلسطينية والاشبال من ذوي الاحتياجات الخاصة.
- إعداد برامج تعليمية تلاءم خصائص فئات الاحتياجات الخاصة، وتساعدهم على الاندماج في المجتمع بعد خروجهم من السجن.
المصادر والمراجع
المراجع العربية:
أبو الحاج، فهد. (2014). التجربة الديمقراطية للأسرى الفلسطينيين في المعتقلات الإسرائيلية 1967-2007.(ط.1). جامعة القدس (رام الله، فلسطين): منشورات مركز ابو جهاد لشؤون الحركة الأسيرة.
أبو الحاج، فهد. (2017). فرسان الانتفاضة يتحدثون من وراء القضبان. (ط.2).جامعة القدس(رام الله،فلسطين): منشورات مركز ابو جهاد لشؤون الحركة الأسيرة.
أبو هلال، فراس. (2009). معاناة الاسير الفلسطيني في سجون الاحتلال الاسرائيلي.(ط.1).مركز الزيتونة(بيروت، لبنان).
التائب، سليمة. (2020). دور تربوي مقترح لجامعة مصراتة لتعزيز التربية التحررية في ظل ثقافة التغيير استناداً إلى أفكار” بولو فريري”. مجلة كلية الاداب،16،(109-130).
تركي، عبد الفتاح.(2004).بولو فريري من أثر الحتمية إلى رحابة الصيرورة. بحث مقدم في المؤتمر السنوي الثاني لمركز تعليم الكبار – تقويم التجارب والجهود العربية فى مجال محو الأمية وتعليم الكبار.القاهرة:مصر.
حمدونة، رأفت. (2016). الجوانب الإبداعية في تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية الاسيرة في الفترة ما بين 1985إلى 2015.) رسالة دكتوراه غير منشورة(. القاهرة: قسم البحوث والدراسات العربية. الزيتونة، بيروت، لبنان.
السيف، أشواق، السياري، خلود. والشمري،عذراء. (2019). القيم المتضمنة في کتاب باولو فريري. المجلة التربوية لتعليم الکبار، 1(4)، 77-112.
الشيخ، مها. (2022، كانون الثاني 17). من هداريم صراع الوعي من قلب سجون الاحتلال. استرجع في 7 تشرين الثاني 2022 من https://www.wafa.ps/Pages/Details/39835
عوني، فارس. (2012). ملامح من الحياة الثقافية والتعليمية للأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال في العقد الأخير.مجلة الدراسات الفلسطينية، (90)،32-42.
فروانة، عبد الناصر. (2022، تموز27). كيف حوّل الأسرى الفلسطينيون السجون إلى مدارس. استرجع في 15 تشرين الأول 2022 من https://www.palestine-studies.org/ar/node/1652979
مسلمة، ثابت. (2016). الواقع التعليمي للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي-سجن هدريم-دراسة حالة.(ط.1).(رام الله، فلسطين):هيئة شؤون الاسرى والمحررين.
مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، فلسطين. (2022). الحياة الثقافية والتعليمية في السجون. https://www.addameer.org/ar/key_issues/access_to_education
مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، فلسطين. (2011). تقرير انتهاكات حقوق الاسيرات والاسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
الميادين نت، فلسطين. (2020) . رئيس جامعة القدس: تعليم الأسرى قصة نجاح كبيرة نعتز بها. https://www.almayadeen.net/news/politics/1421487
هلال، عصام. (2004). الخطاب التربوي عند باولو فريري. بحث مقدم في المؤتمر السنوي الثاني لمركز تعليم الكبار.القاهرة:مصر.
هيئة شؤون الأسرى، فلسطين.(2019).100 أسير من ذوي الإعاقة داخل سجون الاحتلال. https://paltimeps.ps/post/244989
وكالة الانباء والمعلومات الفلسطينية، فلسطين. الأوضاع الصحية للأسرى في السجون. https://info.wafa.ps/ar_page.aspx?id=4000
المراجع الأجنبية:
Bennett, B. M. (2015). An offender’s perspective of correctional education programs in a Southeastern State (Doctoral dissertation, Walden University).
Creswell, J. W. (2012). Qualitative inquiry & research design: Choosing among
Five approaches (4th Ed.). Thousand Oaks, CA: Sage.
Freire, P. (2020). Pedagogy of the oppressed. In Toward a Sociology of Education (pp. 374-386). Routledge.
Galal, A. F. (1994). Taha Hussein. Thinkers of education, 1-3.
Hall,R. (2006).Voices Behind Bars: Correctional E ectional Education fr ducation from the P om the Perspectiv erspective of the Prisoner Student.(Un published PhD. Thesis).University of new Orleans,Us.
Sinwell, L. (2022). Teaching and Learning Paulo Freire: South Africa’s Communities of Struggle. Education as Change, 26, 19-pages.
Tietjen,G.(2006).Predictors of educational Program Usage Within United States Prisons.( Unpublished Master thesis).University of Nebraska,Lincoln
الملاحق
الملحق رقم (1): استمارة أسئلة المقابلة.
اسم الاسير:
العمر:
تاريخ الاعتقال:
تاريخ الافراج:
1-حدثني عن عملية اعتقالك؟
2-ما المرحلة التعليمية أو التخصص الذي درسته في السجن؟
3-ما المواضيع والتخصصات التي تعلمتموها؟
4-كيف يقوم الأساتذة بالتعليم؟ هل يمكن وصف محاضرة ما فيما يتعلق بدور المعلم وتعليمه؟
5-كيف يتم تقييم الأداء؟ امتحانات، مشاريع، تلخيصات، الخ؟
6-من هم المعلمون وما هي مؤهلاتهم؟
7-صف لي البيئة التعليمية، أوقات المحاضرات، المصادر المتوفرة للتعليم، الخ؟
8-هل يتم توفير ادوات ومعينات وفقاً لاحتياجاتكم لتلبية العملية التعليمية؟
9-هل يوجد مكتبة؟ ما هي مقدراتها والمصادر المتوفرة فيها؟
10- هل يمكن وصف تجربتك التعليمية: البداية، أيام اللقاءات، عدد ساعات اللقاءات، توقيت البدء والنهاية، كيف هي الأجواء، الخ.
11-هل حصلت على شهادات داخل السجن؟، بعد حصولك على الشهادة هل كان لك دور تعليمي داخل السجن؟
12-هل يوجد ميزات معينة للأسير من ذوي الاحتياجات الخاصة تميزه من الناحية التعليمية عن باقي الاسرى؟ التخصيص للتربية والتعليم.
13-أمور ترى أنها بحاجة إلى التطوير في العلمية التعليمية لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة داخل السجون؟
الملحق رقم (2)
تفريغ المقابلات
مقابلة (1)
مقدمة تعريف عن الأسير: جلال عبد الرحمن رمانة، من مدينة اللد سكان مخيم الأمعري، عمري خمسة خمسين عامًا، تاريخ الاعتقال 20/07/1998، وتاريخ الافراج أيضًا 20/07/2013.
ج\س1: الاعتقال تم في شارع يافا في مدينة القدس الغربية، التهمة كانت محاولة تفخيخ سيارة في تلك المنطقة، كنت مصاب أصابة بالغة وتم أرسالي إلى مستشفى هداسا، مكثت هناك 55 يوماً، ثم تم نقلي إلى مستشفى الرملة التي تسمى مارش، مكثت هناك 3 أشهر، ثم نقلت إلى سجن شطة ومن بعدها كنت اتنقل بين العديد من السجون، حيث قضيتُ فترة اعتقالي الكاملة 15 عامًا تم الافراج عني من سجن رمون في جنوب فلسطين.
ج\س2: ما قبل السجن كنت حائز على دبلوم أبنية وأنشاءات مساعد مهندس مدني، داخل الأسر تعلمت اللغة العبرية درست البكالوريوس علوم سياسية وعلاقات دولية، والماجستير الديمقراطية والمجتمع المدني.
ج\س3: التعليم داخل السجن مقسم الى ثلاثة أقسام التعليم ضمن الجامعة العبرية المفتوحة والتي درست أنا بها،التعليم للجامعات الفلسطينية مثل جامعة الأقصى في غزة الكلية التطبيقية التابعة للجامعة الاسلامية في غزة، وأيضا علمنا بأن جامعة أبو ديس باتت تمنح البكالورويس والماجستير في الجامعة هذا هو الصنف التاني، أما الصنف الثالث فهي الدورات المتخصصة التي يطرحها الأسرى لبعضهم البعض ضمن تعليم اللغات والدورات المتخصصة سواء في الأمور الشرعية أو الادارية أو الأمور التنظيمية التي تخص كل تنظيم وحده، الجامعة العبرية المفتوحة قصتها بدأت حيث يظن البعض بأن اسرائيل لكونها تطرح نفسها بأنها دولة ديمقراطية وهي بعيدة عن المعنى الديمقراطي قد سمحت للاسرى الفلسطينيين بدراسات الجامعية وهذا الكلام ليس صحيحاً، فالدراسة في الجامعة دفع ثمنها 18 أو 19 شهيدًا استشهد معظمهم ع باب سجن جنيد في عام 1992 قبل توقيع اتفاق أوسلو، حيث اضرب الأسرى الفلسطينيون وكان أضرابًا ناجحًا جدًا استمر لمدة 18 يومًا، واستطاع الأسرى أن يحققوا فيه ثلاثة مطالب، من بين هذه المطالب السماح بالدراسة الجامعية وكان الاسرى يقصدون الدراسة في جامعة النجاح القريبة من سجن جنيد، كما كان يسمح للاسرى تقديم امتحانات التوجيهي حيث يسمح لاستاذة من الخارج بدخول إلى السجن وتقديم الامتحانات، بقت الادارة تماطل لمدة سنتين في عام 1994أو 1995 فأذا بهم يحضرون مندوبًا عن الجامعة العبرية المفتوحة للاجتماع مع الاسرى يحدثهم عن المواضيع التي يستطيعون الدراسة بها، هنا تحير الاسرى بشكل كبير، هل يقومون باستغلال هذه الفرصة بعد المماطلات الشديدة أو أن ذلك سيفهم تطبيع، وبالنهاية كان الرأي أن يقوم بعض الأسرى الذين يتقنون اللغة العبرية وممن يركن ويعتمد على انتمائهم الوطني لا يخاف عليهم من التطبيع بالدراسة، شيئًا فشيئًا فأصبحت الدراسة في الجامعة العبرية المفتوحة عبارة عن ظاهرة موجودة في كل السجون والسلطة الفلسطينية مشكورة كانت تقوم بدفع الرسوم للاسرى الفلسطينيين، بقى هذا الوضع حتى تم تنفيذ صفقة تبادل الأسرى وفاء الأحرار وصفقة جيلعاد شليط في عام 2011، فنتنياهو وكرد على الضغط النفسي وعلى الغيظ والقيد الذي كان يشعر به بأن الشعب الفلسطيني قد استطاع ونجح بأن ينفذ عملية تبادل أسرى ومن داخل فلسطين، اتخذ قرارًا بمنع الدراسة في الجامعة العبرية هذا بالنسبة للجامعة العبرية. الدراسة هي عن بعد بمعنى بأن في أول الفصل بعد ان نقوم بتسجيل المساق أو المساقات التي ننوي دراستها، يقومون بارسال الكتب الدراسية في طبيعة الحال يكون هناك تعينات التي نقوم بحلها وارسالها كلا في موعدها، وفي النهاية نقوم بتقديم امتحان حيث يأتي الممتحن من الجامعة في الخضيرة ويأتي إلى مقر السجن، يدخل الى غرفة الزيارات يقوم الاسرى الذين يدرسون بالخروج وتقديم الى الامتحان الذي يستمر ثلاث ساعات، كان هناك صعوبات عديدة يمكن أن ادارة السجن تقوم بتشغيل ما يسمى بجرس الانذار لاجل وضع الطوارئ ويضطر الممتحن أن يعود الى تل ابيب كان في عدة معيقات، لكن في نهاية استطعنا أن نتجاوز هذه المراحل أنا شخصياً مكثت في الجامعة العبرية حوالي 7 سنوات وأنا ادرس لأحصل على الماجستير. أما بالنسبة للدراسة المنظمة حقيقة أول من بدأ بذلك جامعة الأقصى في غزة والكلية التطبيقية في الجامعة الاسلامية وكانت الدراسة لنتكلم بكل صراحة لنقول فقط عن تنظيمي حماس والجهاد يبدو لي هذه الاسباب لعلاقتها في غزة، أن السلطة الفلسطينية في الضفة رفضت المصادقة على شهادات التي صدرت لهؤلاء، كان مسموح أن ندرس مادتين التاريخ واللغة العربية بشرط وجود كفاءات تعليمية، اللغة العربية أصبح فيها صعوبات لعدم وجود كفاءات فكتفينا بتدريس التاريخ.
ج\س4: كنا نجمع المادة التدريسية ونقوم بتقسيمها إلى محاضرات نجتمع في أحدى الغرف ونلقي المحاضرة ونطلب تعينات ومن ثم امتحانات فيرست وسيكند ونهائي كنا نقدم الامتحانات داخل الساحة بمراقبة ولجنة امتحانات ولجنة تدقيق وفي ناس بحملو المادة وفي ناس يتم فصلهم كانت العملية التعليمية دقيقة جدًا فيما بعد علمت أنه جامعة أبو ديس قد سمحت في اعطاء علوم سياسة للاسرى وباعتماد العلامات التي تخص في حالة وجود كفاءات تعليمية وحتى المسألة قد وصلت للماجستير والعديد من الاسرى حصلوا على الماجستير من داخل الأسر وكما ذكرت أنه في دورات متخصصة كنا نقوم بعرضها على الأسرى الفلسطينيين يوم أن تتوفر كفاءة وجود محامي يقوم بطرح دورة قانونية وجود أخ يدقن اللغة الانجليزية بطرح دورات باللغة الانجليزية دورة ادارية دورة ادارية وهكذا حسب الكفاءات الموجودة هذا ما يسمى بالتعبئة داخل كل تنظيم على حدى هذا بالنسبة للتعليم بشكل عام.
ج\س 5: بالنسبة للامتحانات بعيد مرة أخرى كان بالاتفاق مع الجامعات أن يطرحولنا اسم المساق والخطوط العريضة له متلا من بين المساقات النقد التاريخي فنقوم نحن باحضار الكتب من مكتبة السجن فهي غنية بالكتب، فنقوم بتلخيص المادة بحيث تتسع الى اثنتي عشر او ثلاث عشر محاضرة ونقوم بي والحضور أجباري بمعنى الذي يريد أن يتغيب يجب أن يطلب أذن من اللجنة الاكاديمية في القسم فنقوم بالحضور لمدة 50 دقيقة ومن ثم المادة التي تتطرح يتم توزيعها عن الطلاب ليقوموا بنسخها طبعا يدويا لعدم وجود مادة مطبوعة ويقومون بنفس الوقت بدراسة هذه المادة بحل الوظائف المطلوبة، الان استاذ المادة هو الذي يقوم بالتصليح وبارسال العلامات الى اللجنة الاكاديمية التي تقوم بدقيق العلامات مرتين وطبعا يعطى الطالب فرصة لأن يعترض على العلامة أو أن يراجع واذا كانت العلامة أقل من ستين كان يحمل المادة وكما ذكرنا أن بعض الطلاب تم فصلهم لعدم التزامهم بالتوجيهات الاكاديمية الموجودة، أنا طبعا الان بدرس في الجامعات الخارجة وبعتقد لو أن الالتزام الموجود في الخارج وهو نفس الالتزام الموجود لدى الاسرى الفلسطينيين لكانت العملية التعليمية بخير بمعنى أن كنا نأخذ أقصى درجات التشديد في الحضور وفي تقديم الامتحانات في تقييم الاسئلة والعلامات، وحتى أذا ما تم الشك أن هناك طالبين وأحدهما قد غش عن الاخر فيتم تصليح الورقتين مع بعضهما البعض واذا وجد أن في شي متل هيك يتم شطب الورقتين وبالتالي تحميليهم المادة.
ج\س 6: كما ذكرت أولا بالنسبة للجامعة العبرية المفتوحة ما في اساتذة أنما في البداية كنا نطلب بعض محاضري يهود كان يدخلولنا الى الاسر، لكن أنا كنت ادرس تدريسي كان عن بعد مش بحاجة الى مدرسيين لكن انا كنت مدرس هذه المادة مدرس مادة التاريخ القضية الفلسطينية الحركة الصهيونية على سبيل المثال، وكان اخوني على الأقل يجب أن يكون المدرس حائز على بكالوريوس في تخصص ما قد يكون تخصص علمي ممكن يكون معه هندسة أو لغة أنجليزية اي غير الكفاءات الموجودة في ايدينا فهو ياخد مساق ووبعد ان يتم تحضير وعرض المادة التي حضرها على اللجنة الاكاديمية لاقرارها كما ونوعا وبالنهاية كما ذكرت لكي المعلومات كانت وافرة وممتازة وكتير كانوا الطلاب أنه كتير هيك محنا درسنا الجامعات ما كنوش يعملوا هيك انتو بثقلو علينا نقول لا والله بدنا بس تطلعو تكون دراسة في السجن شهادة حقيقة وليس مجرد علامات.
ج\س7: بالنسبة للبيئة التعليمية هي بأقل الموجود لكن سبحان الله بأقل الموجود كان فيها بركات كثيرة، كما ذكرنا أن نكتب المادة في عنا لجنة النسخ تقوم بنسخ المواد الطلاب يلي كان خطوطهم جميلة يقوموا بنسخ المادة لبقية الطلاب المحاضرات مرتين أسبوعياً، يتم جمعهم في غرفتين معروفات أن بقية سكان الغرفة ما بدرسو بخرجوا الى الساحات لكن ممكن في سؤال مهم لا أدرى انه رح تسئليه في بقية الاسئلة او لا ما ردة فعل الادارة؟ الادارة كانت تعلم وصلها خبر انو احنا مندرس بالجامعة وبالعكس هم بشوفو في الكاميرات احنا بالساحة كنا نقسم الساحة نصفين ونقعد الطلاب كل واحد بعيد عن التاني أقل اشي مترين، ما في طاولات ولا في كرسي ف تلاقي هادا حاطط الطنجرة قلبها وبكتب عليها هاد حاطط جلن الزيت الفاضي وبكتب عليه، هاد جايب شنتة الاواعي متربع هيك ويكتب وحتى ما في زي شيئ قطعة خشب كان يجيب قطعة الصواني ويقلبها ويكتب عليها وطبعا المراقبين يكون كل الامتحان على الأقل في ثلاث مراقبين يتوزعو في الساحة ويكون كل واحد يراقب من قرنة حتى نضمن عدم الغش كما ذكرت لكي اذا كان يزبط انو حدن محضر ورقة يحرم من المساق ويوجه اله انذار الاكاديمي على اساس اذا كرارها مرة اخرى يتم فصله تماما، الادارة استدعتنا مرة بذكر وقالت انو احنا منعرف انو انتو بتدرسو في الجامعة وبتقدمو امتحانات استمروا على يلي انتو عليه احنا مبسوطين عليكم انو انتو ملتهين بالدراسة أحسن من انو تلتهو فينا يعني بمعني ومنعرف انو انتو بتدرسو لجامعة غزة ويعني انو انتو باتصال مع التنظيمات تقصد حماس لكن هذا ما حدث مش الادارة لانها ديمقراطية أو لا هم بنظروا للمسألة ببعد أمني طالما أنت مش طابب بالأمن المهم انو تمشي المسألة خصوصا بعد ما حرمونا من اكمال الدراسة في الجامعة العبرية ف يبدو انه وجدوا أن هذا ممكن يعوض عن هذاك .
ج\س 8: كان الدراسة في الجامعات الفلسطينيية جهد منا ما في اصلاً ادوات هي عملية نسخ عن الورق الموجود الكتب الموجودة في المكتبات نقوم بالتلخيص منها و تقديم الامتحانات في الساحة كما ذكرت لكي على الجلان الفارغة والطناجر المقلوبة وواحد قاعد على الأرض منبطح هيك وحاطط الورقة امامه وقاعد بحل كيف كل واحد برتاح لانو لا في كراسي ولا في طاولات، اما يلي ذكرتيه تقصدي الجامعة العبرية لا عنا كانو خلص هم يكملو النا عملية التسجيل والدفع للرسوم من داخل السجن يجيبولنا الكتب في ضابطه التعليم كانت تابعنا وتجيبلنا مراسلات الجامعة وتاخد منا مراسلة الجامعة ويوم الامتحان نطلع على غرفة الزيارة وغرفة الزيارة على كرسي المثبت بالارض نقعد نكتب عليه وكانوا احيانا نجد طاولة بلاستيك وكرسي حتى في مرة طلعت على ساحة بسجن نفحة وانتِ تتكلمين في عز الصيف يعني جو قارص حتى انو المراقب يلي جاي من تل ابيب احتج قال هاد من جدوى امتحان وانا برفض انو هيك بمعنى انو لازم تجيبو قاعة يكون فيها مكيف وطاولة وكذا انا خفت انو عشان قال هيك يقولو اه فرصة من هان لمن نحضر القاعة يلا روح روح وبمعنى انو يروح علي الامتحان فناداته لا سيدي احنا ضايلين على هيك بقدم تحت الشمس لانو انا مستعد للمادة وبدي اقدمها فعلا هو جلس عند السجان في غرفته المكيفه وانا بقيت في الساحة وهو يراقب في من بعيد وبتعرفي الشمس تجي تلاحقني من هان لهان انا انقل الطاولة على ظل من هون لهون حتى صارت الساعة تقريبا وحدة حتى راح الظل ضليتني تحت الشمس قلت مش مشكلة بدي اكمل امتحاني بشكل عام لكن كنا مسرورين جدا وسعداء جدا سعادة لا يعلم مداها الا الله لانو كنا ندرس لاكتر من سبب بالرغم من قلة لانه السلطة بشكرها كانت بتدفع عنا الرسوم يعني تدفعنا يعني ندفع ثمن المساقات وهم بدفعونا فيما بعد فكنا موفرين هاي المسألة ، تنين انو كنا نشعر بقيمة لدى بقيمة الاسرى خصوصا بإدقان العبرية وكنا معبين وقتنا تماما نكون بالغرفة قاعدين كل واحد قاعد على التخت الحديدي ما في شي تاني طاولة يستخدمها وبعدين ممكن اسير تاني ياخدها وياخدوها وقت الفطور يكتب عليها اذا بدو يحل التعيينات أو الوظائف أو ما شابه هذا هو يعني كانت تجربة جدا رائعة وممتازة بالنسبة للاسر.
ج\س9: الحقيقة انو المكتبات في السجن مكتبات باخرة الصليب الاحمر بدخل كتب كان يدخلنا كتب مع الأهلي في سجن عسقلان متلا في مكتبة عظيمة فيها كتب قديمة اعتقد انها مش موجودة في الخارج يعني انا خصوصا في كتب حقيقة اعتقد كان اشهر ممكن مش مقروءة موجودة وكنت اشوف ختم الصليب من ١٩٦٩ /١٩٦٨ و ٧١ كتاب مؤلف في ستينات قرأت عدة مجلات وسررت منهم الكتب متنوعة ما بين روايات، كتب تاريخية، مراجع، كتب اسلامية، لغات، لا موجود حقيقا بس بدها ناس يقرؤها كنا دائما نشجع الاسرى على القراءة ما في سجن يخلو من مكتبات والاصل انو هم كانو يوفرو غرفة مكتبة رفوف وكتب موجودة ويكون في امين مكتبة او حتى لو ما كانش الاسرى يقدرو يصلو ويقوم باستعارة الكتاب يلي بدو ياه يقرؤوه ويرجعو الى المكتبة، وكانت فرصة حقيقة انو في قسم من الاسرى اصبح لديهم عادة القراءة الحميدة وراء وجود مكتبة في الاسر كل فترة كان الصليب الاحمر يدخلنا كتب حديثة جديدة كانو يركزو ع كتب الروايات والادب العالمي والادب الروسي ولكن كما ذكرت لما يكون العلاقة شوي مع الادارة كنا نطلب كتب خاصة طبعا باخدوها هم على الفحص ازا شافو انو الكتب ما الهاش علاقة بالأمن او كذا المهم الكتاب ميكونش الو مجلد جلدته خميلة بلاش يكون مخبى فيه شرائح تلفونات او ما شابه لازم يكون مجلد ورقة يعني احتجت مرة قاموس فطلبت من الاهل انو يجلدوه جلدة خفيفة فأخدوه عند مكتبة حنين وجلدوه في تجليد خفيف حتى يدخلي وفعلا دخلي وهكذا
ج\س10:الحقيقة أنا كانت تجربتي ملفتة للنظر لأني أنا مُصاب عندي أصابة شديدة ٨٠٪ لاني فقدت أصابع اليد اليمنى كاملًا وأصابع اليد اليسرى أيضًا، في يوم أن سمعت انو في دراسة في الجامعة العبرية سرورت سرور عظيم يبدو لحظة السرور نسيت انو انا لا استطيع الكتابة ف السرور تحول الى حزن شديد لكن صممت اني حابب ادرس ف بدأت احوال امسك القلم في ايدي اليمين ما قدرت وبأيدي اليسار ما تبقى من أصابع ف اخدت امسك القلك في فمي حتى احيانا الدم ينزل من ما تبقى من أصابع، وبعض الاسرى يقومون بالصرخ علي انت ليش مستعجل تكتب استنا بس اصابك يطيبو وانا مستعجل اني اكتب فلما كنت بدي اكتب رسالة الى زوجتي اطلب من الاسرى ان يكتبلي ياه وانا انقلو شو يلي بدي احكيه، بعدين مكتثها كذا سنة حتى الحمدلله سيطرت على القلم في طرف الاصابيع في اليد اليسرى واستطعت ان اكتب ولكن ببطئ شديد خرجت الى العيادة طلبت من طبيب العيادة ان يكتب لي تقرير ابعتو للجامعة انو انا بكتب بطئ وبدي وقت إضافي والله فعلا كتبلي ورقة وقال كم بدك زيادة قلتلو بدي ساعة على كل امتحان وقلي از بدك اكتر بكتبلك قلتلو ساعة يكفي وبعتنا التقرير لادارة الجامعة ف بعتلي ايشور بمعنى تصريح انو انت معك ساعة زيادة حتى تتخرج فعلا كان المراقب يلي بيجي من تل ابيب بقولو روح بدري لانو في عندهم اسير معاه ساعة زيادة يكونو عارفين يعرف انو هاد رمانه هاد بالنسبة لتجربتي كما ذكرت لكي الحمدلله كان اولها صعوبة اللغة اللغة العبرية انو اقول بعرف عبري وبدخل بتجد العبري شي اخر عبري اكاديمي معنى المادة لو انت بالعربي درستي بدك تتصعبي لانها مادة اكاديمية وليس لغة شعبية. انا مسرور جدا الحمدلله على ما وصلت له.
ج\س11: نعم حصلت على شهادة البكالوريوس علوم سياسية وعلاقات دولية، والماجستير الديمقراطية والمجتمع المدني. انا الان بكمل الدكتوراه في الجامعة العربية الامريكية بعتبرها احدى ثمار دراستي في الماجستير، لو أنني كملت الماجستير الحمدلله لمن طلعت تم التصديق على شهادتنا واعتبرها صادرة عن اي مؤسسة تعليم عالي فلسطيني، وقد تشرفت أنا بتدريس التاريخ لطلبة البكالوريوس.
ج\س12:هو بما انك بتدرسي ماجستير تركيز تربية خاصة مهو بدنا نتسأل ايش هو ذوي احتياجات خاصة بمعنى المصابين بالدرجة الأولى، المصابين الان والله لو عنده قدرة انو هو يدرس ويتبع سيجد كل الدعم من اخوانه الاسرى سواء دعم حدا يحفظه يدرسه او يشرف عليه سيجد كل الدعم انه هو وجد القدرة ع ذلك، هو غالبا موجود الاسرى المصابين اما متلا اصابة نقول النظر انو بريل مر علي احد الاسرى الفاقدين للبصر كانو يدخلو كتب بريل من الخارج ف بتصور ان كل العملية التعليمية ليست من قبل الادارة هي من مقررات الاسرى طبعا لم يستطيعوا تطوير متل هذه المسألة لكن كما ذكرت لكي انا مثال انو انا مصاب دَرست في الجامعة العبرية وبعدين درست او از كان عندو اصابة في أطرافه السفلى فممكن لبقية الاسرى أن يساعدوه هذا بشكل عام.
ج\س13: بخصوص ذوي الاحتياجات الخاصة يمكن القول بأنهم مندمجين في العملية التعليمية، الإعاقة لا تشكل إعاقة عن التعليم إذا توفرت لهم الإرادة والاعتماد على الذات والقيام بالواجبات المطلوبة، لكن السؤال هل هم يتميزون عن غيرهم من الاصحاء في مسألة انهم تواقين للدراسة. صراحة لم الاحظ ذلك ولكن هو يجد كل التشجيع والدعم من زملاءه الاسرى حتى يتجاوز اعاقته للاندماج في العملية التعليمية.
مقابلة (2)
مقدمة تعريف عن الأسير: محمد خالد تعامرة، من مدينة بيت لحم، عمري ثلاثة وعشرون عامًا، تاريخ الاعتقال 15/01/2018، وتاريخ الافراج 28/07/2021.
ج\س1: تم اطلاق النار علي على مدخل الغربي لبلدة طقوع خلال مواجهات وتمت اصابتي في خمس رصاصات ويوجد طلقة منهم بيدي و الرجل اليمنى بلاتين وبسبب ذلك لا اعمل حاليا، تم والاعتداء علي بالضرب ومن ثم تم نقلي إلى مستشفى تشعار تسيدك وقضيت فيها فترة علاجي واجريت عمليتين ،فترة العلاج هي فترة صعبة بالنسبة بسبب الوضع الصحي وعدم مراعاة حالتي الصحية بوضع القيود على اليدين والرجلين لمدة شهر، وبعد ذلك تم نقلي إلى مشفى الرملة لمدة ٦ شهور كنت مقعد لا اتحرك اتنقل على كرسي متنقل، وبعدها اصبحت اتلقى علاجات طبيعية ومن ثم أصبحت استطيع سير رويدا رويدا.حالياً انا عندي تقرير عجز 53%.
ج\س2: قمت بالتقديم على دورات نشأة وكادر، ودورات الصحافة والاسعاف ودورة إلقاء وعبري، ولكن لم أكمل في الدورات، وذلك بسبب الإضرابات المتكررة والانتقال بين عدة سجون مما أعاق عملية التعليم في هذه الدورات. لم يسمح لي التقدم للبكالوريوس بسبب مدة سجني القصيرة، حصلت على شهادة التوجيهي في الفرع الادبي قبل دخولي السجن.
ج\س3: اول مرحلة في التعليم للاسير تكون من خلال التنظيم المعروفة الدورة بأسم نشأة والكادر ويتم من خلال هذه الدورة الحصول على شهادة للعمل بالخارج بعد الإفراج عنه متل عضو أقليم او أمين سر، ومن الدورات أيضًا دورة اللغة الانجليزية وفي بعض السجون دورات لتعليم اللغة الروسية وبالإضافة للتخصصات شؤون اجتماعية وصحافة واسعافات اولية.
ج\س4: الدورات كانت داخل الغرف صراحة البيئة بتختلف جدا عن بيئة تعليمة الخارجية في خارج بكون متوفر كل الامور التي بتحتاج الها خلال الدورات، الدورات داخل السجن كانت من نصف ساعة ل ٤٠ دقيقة الاساتذة بعطو الدورات نفسهم الاسرى او بكونو اسرى حاصلين على درجات علمية من بكالوريوس أو الماجستير.
ج\س5: الامتحانات والمشاريع كنا كأسرى نعمل هذه الامتحانات والمشاريع، وكنا نحاول أن تكون هذه الامتحانات والمشاريع مشابه للخارج، ولكن التعليم داخل السجون يبقى أصعب وكانوا مشاريع بتتكون من عشر لخمسة عشر ورقة والكتب على حسابك الخاص وبمساعدة من مؤوسسات حكومية.
ج\س6: المعلمون هم اسرى مثلنا ولكن يمتلكون خبرة ومعرفة في مواضيع الدورات التي تقدم لنا.
ج\س7: المحاضرات كانت منظمة مدتها 40 دقيقة لساعة ونص حسب مادة المحاضرة، كان هناك أربع محاضرات تفهيم وحفظ وعمل امتحانات مقسمة إلى امتحانات اولية وامتحانات نهائية، التعليم داخل السجن ليس علني لا يوجد راحة كما بالخارج والجو المتوفر لا يساعد على التعلم.
ج\س8: من ناحية الادارة فهي ما بتفرق بين الشخص من ذوي احتياجات الخاصة أو بين الاسير العادي السليم كلهم في نظر الاحتلال واحد، لكن الاسرى عندهم تحدي في موضوع التعليم رغم كل الظروف المحيطة. ذوي الاحتياجات الخاصة لا يتوفر لهم ما يريدون فيعانون من نقص المستلزمات الصحية، وبرغم الظروف الصعبة هذه الفئة تتعلم.
ج\س9: المكتبة في السجن عبارة عن واجهة مترين ل ٣ متر، يوجد فيها مصاحف، كتب توجيهي، وكتب بمواضيع متنوعة، من ناحية كمية الكتب مش كبيرة وهناك نقص في الكتب رغم ذلك إذا توفر ٤ كتب بتكون هناك دورة عليهم حول غرف السجن ليحصل كل اسير على قدرة التعليمي منهم.
ج\س10: في بداية الاسر كان صعب بالنسبة الي كأسير من ذوي الاحتياجات الخاصة التنقل من سجن ومستشفيات ومحاكم وأضافة للتعليم لكن كنت حابب اتعلم سواء كان هذا تعليم بشهادة او بدون، ف الشخص من جميل ان يكون شخص واعي وفهمان، أول التجربة كانت صعبة بس بعدها الأمور تحسنت المحاضرات كانت على مدار ثلاث ايام أحد اثنين وخميس. التعليم داخل السجن فيها استفادة بعدم الشعور بفترة الاعتقال واضاعة السنوات الاعتقال في عمل اعمال روتينية عادية بدون انجاز.
ج\س11: لم احصل على شهادات فكانت علامات يلي احصل من خلال الامتحانات تصل لتنظيم او مسؤول الثقافة والتعليم ومن ثم تصل للخارج عن طريق زيارات او عن طريق المحاميين، عدد من الاسرى لم يحصلوا ع شهادات بسبب القمع الاداري الهم رغم ذلك انا من خلال تجربتي علمت اشخاص بعدي داخل الاسر ومنهم من شكرني ومن ثم اصبحت اعلم دورة النشأة والكادر واشتغل في السجن فكان لي دور في خدمة الاسرى في التعليم.
ج\س12: المميز في الاسرى من ذوي الاحتياجات الخاصة انهم يعطون الأشخاص الاصحاء تشجيع وطاقة إيجابية على الرغم من التعب والالم وظروف الإعاقة القاسية. فكانوا يحصلون على شهادات بالرغم من إصاباتهم. فذوي الاحتياجات الخاصة كانوا عبارة عن تشجيع للاشخاص السليمة في دفعهم للتعليم كانوا مميزين بالنسبة لاي اسير وليس لإدارة السجون.
ج\س13: برأي يجب توفير متطلبات لذوي الاحتياجات الخاصة من ناحية الادوات مثل كراسي متحركة، العكاز، وكتب خاصةً، وبحاجة لدعم لكي يتم تنفيذ هذه الامور وبحاجة لوسيط ليرى ما يحتاجون بشكل شخصي. فأذا يوجد اسير داخل السجن بحاجة للتعليم فهم فئة ذوي الاحتياجات الخاصة. فئة الاحتياجات لديهم رغبة للتعليم وهذا ما نراه خارج السجن وأيضا داخل السجن وهذا ما رأيته خلال تجربتي فنحن فئة نستطيع أن نتعلم وأن نعلم.
مقابلة(3)
مقدمة تعريف عن الأسير: موسى محمد العموري، ابلغ من العمر 23 عاما، من بلدة تقوع.
ج\س1:اعتقلت مرتين الاعتقال الاول١٣/٧/٢٠١٦ لغاية شهر ٣ في ٢٠١٨ فس سجن عوفر للاشبال، الاعتقال الثاني في شهر 20\4\2020 وتم الافراج عني في شهر ٩ في٢٠٢١ في عدة سجون عوفر، النقب، ريمون. يوجد لدي اصابة في قدمي وعجز ٤٥٪ وبعد خروجي من السجن أصبح هناك مضاعفات في ضغط الدم نتيجة بيئة السجن والضغط الممارس علينا كأسرى.
ج\س2: كان اعتقالي قبل التوجيهي بشهر واحد وخلال فترة اعتقالي قدمت على توجيهي ادبي.
ج\س3: التخصصات في السجن محدودة وبتنحصر على عدد قليل من التخصصات متل مواد العلوم الاجتماعية.
ج\س4: في ٢٠١٦ كنت مع الاسرى الاشبال اقل من ١٨ عاما كانت هناك معلمة لها خبرتها، وعنا مكتبة للتعليم ولكن بعد ما اتمتت ١٨ انقلت الى قسم اخر ما كان في ادوات للتعليم، كان فقط كتاب ودفتر والتدريس في غرف النوم. ومن ناحية المحاضرات للتوجيهي هناك جدول زمني محدد وخلال ساعة محددة. خلال المحاضرة يتم كتابة ١٥ سؤال ونقوم نحن بكتابتهم وحفظهم وفهمهم ويتم تجميع عدة اوراق ومن ثم نعقد امتحان ومن وجهة نظري الموضوع ليس صعب.
ج\س5: التقييم كان من خلال الكتابة والقراءة خلال فترة المحاضرات، بالاضافة قد يسأل عنا خارج السجن بمساعدة وزارة التربية والتعليم عن المراحل ما قبل التوجيهي في صفوف العاشر والحادي عشر.
ج\س6: الاساتذة والمعلمين كانوا هم الاسرى نفسهم ولكن لهم تجاربهم وخبراتهم التعليمية وشهاداتهم في مراحل تعليمية وتخصصات متعددة.
ج\س7: الغرفة غير مهيأة للتدريس هي غرف للنوم وعندما نقوم بعقد المحاضرات نقوم باستبدال الاشخاص في الغرفة بأشخاص الذين يريدون التعلم ونجلس في الغرفة لمدة ساعة ونبدأ بكتابة الاسئلة والدراسة.
ج\س8: ما في مساعدات للاسف ولا معينات ولا وسائل تراعي احتياجاتنا وخصائصنا كفئات بحاج إلى امور بتختلف عن بقية الاسرى.
ج\س9: انا بعرف انو في مكتبة بالسجن، بس صراحة ما عمري دخلتها ولا بعرف شو فيها والا كيف شكلها، انا مواد التوجيهي ما كنت بحاجة لمكتبة.
ج\س10: في التوجيهي لا يوجد كل المواد توجد المواد الاساسية اللغة العربية والانجليزية كانت فترة التوجيهي خمس شهور وكل اسبوع من حصة لحصتين الامتحانات كانت سهلة لانو كنا نتحضر الهم وما كان في غش لانو الاسئلة يلي مندرسها هي نفسها يلي منقدم الامتحانات فيها.
ج\س11: نعم حصلت على شهادة توجيهي ادبي ناجح 72%.
ج\س12: للاسف ما في ميزات، احنا فئات جداً بحاجة لدعم خصوصاً الاعمار الصغيرة اللي ما بكون عندهم تجارب وخبرة في السجن.
ج\س13: بعتقد أن هناك عدة أمور بحاجة الها ذوي الاحتياجات الخاصة خصوصا أنه لا يتم مراعاة وضعهم الصحي، فالغرف في فترة دراستي كانت الغرف ذاتها التي ننام فيها ولا يوجد فيها الا الأسرَّة ونقص في الموارد الدراسية، يجب توفير عدة امور ومنها الكراسي المتحركة للاشخاص المقعدين لتسهيل حركتهم ووضعهم الصحي.