أثر التنافس الأمريكي الروسي علي الأزمة السورية ( ٢٠١١-٢٠٢٠)
إعداد : شرف شعبان عبدالسلام بكر سلام , دينا عبدالعزيز إبراهيم محمد ليمون – إشراف : أ.د. مُحَمد سالمان طايع – كلية العلوم السياسية – جامعة القاهرة
- المركز الديمقراطي العربي
مقدمة :
بعد إنتهاء الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقى والغربى أو بين القوتين العظمتين الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد السوفيتى ظهر نظام أحادية القطبية توجد بة قوة واحدة مسيطرة على العالم أجمع ،وهى الولايات المتحدة الأمريكية وظهر أقوى الدول المتفككة عن الإتحاد السوفيتى والوريث لة، وهى روسيا الإتحادية، ونظرا لأهمية الشرق الأوسط من جميع الجهات سياسياً ، واقتصادياً ،واستراتيجيًا وجغرافياً لذلك أى دولة تريد السيطرة على العالم أجمع تقوم بالسيطرة على هذة المنطقة ، لما تتمتع به من أهمية كبيرة في السياسة الدولية باعتبارها قلب العالم ومحور استقطاب للقوي العالمية في الآونة الأخيرة جنباً الي جنب مع موقعها الجغرافي هو إمتلاكها لموارد الطاقة في العصر الحديث ، لذلك تهتم الولايات المتحدة الأمريكية بالسيطرة على الشرق الأوسط وينافسها فى ذلك روسيا ، حيث تسعى لإحياء وجود الإتحاد السوفيتى فى الشرق الأوسط خصوصاً فى منطقة الهلال الخصيب( سوريا – العراق) وهذا ما يفسر وجود تنافس بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا فى الشرق الأوسط خاصة فى سوريا.[1]
الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا كلاهما يتنافس فى السيطرة على منطقة الشرق الأوسط ، فروسيا الإتحادية تريد أن تعيد قوة الإتحاد السوفيتى مرة أخرى وتحجيم قوة وهيمنة الولايات المتحدة الأمريكية على العالم والقضاء على نظام أحادى القطبية، والعودة مرة أخرى إلى نظام الثنائي القطبية ويقابل هذة المحاولات قوة الولايات المتحدة وتعزيز تواجدها فى منطقة الشرق الأوسط وعلى باقى مناطق العالم وظهر هذا فى التدخل الأمريكى فى الأزمة السورية لمناصرة المعارضة ومدهم بالدعم الإعلامى.
فى الحقيقة أن التنافس والنزاع أو حتى الحروب بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية فى أى من القضايا لا تكون حروب مباشرة، ولا يوجد أى ضرر عسكرى يمس الشعوب مباشرة ،ولكن هذا التنافس أو الصراع يكون فى ساحات أخرى خارج أراضى الدولتين مثل حالة الأزمة السورية ومعظم الحروب فى الشرق الأوسط ، ويتحدث المحللين أن الحروب بين الطرفين يأخذ شكل (الحروب بالوكالة) أى عبر وكلاء محليين تابعين للخارج ويرغبوا فى تحقيق مصالح شخصية أو السيطرة على حكم البلاد ، والشرق الأوسط خير مثال لذلك.[2]
بالنسبة للأزمة السورية فى مارس عام ٢٠١١ شهدت سوريا أسوء التحولات التاريخية ومازالت تعانى من تداعيات هذة الأزمة حتى الأن حيث بدءت من خلال مجموعة من المظاهرات والاحتجاجات ولكن سرعان ما تحولت هذة التحركات إلى أزمة داخل البلاد وحرب أهلية بين طوائف الشعب السورى ،وهو النظام السياسى السورى والمعارضة السورية ، وهذا أدى إلى تدخل القوى الإقليمية والعالمية فى الشأن السورى حيث تعد الحرب الأهلية سبب من أسباب التدخل الخارجى فى شأن الدولة الداخلى.
لذلك نستطيع القول أن كل طرف من الطرفين سواء الولايات المتحدة الأمريكية أو روسيا الإتحادية يسير وفق مصالحه وبالتالي فإن هذا التداخل فى المصالح بين الدولتين وعدم الإتفاق حول ما يجرى فى سوريا ونظرًا لتعارض المصالح بين الطرفين بشكل كلى، وسعى كل طرف لتحقيق أهدافة ومصالحه بكل الطرق أدى ذلك إلى تعقيد الأزمة السورية وجعل الوصول لحل هذة الأزمة معتمد بشكل كلى على إتفاق وجهات النظر بين الدول الكبرى.[3]
مُشكلة الدراسة :-
لم يكن التنافس بين الولايات المتحدة الامريكية وروسيا وليد الأزمة السورية بل شهدت منطقة الشرق الاوسط أثناء الحرب الباردة تنافساَ بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، وفي هذا الصدد وصل حدة التنافس بين الولايات المتحدة وروسيا في الشرق الاوسط الى مستوى غير مسبوق عند تفجر الأزمة في سوريا سنة 2011م، حيث تسعي كل من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الاتحادية لتحقيق مصالحها سواء الاستراتيجية أو الاقتصادية أو الجيوسياسية حتى ولو على حساب استقرار الشعب السوري ، وبالطبع يتبع هذا الدوافع والتداخل في المصالح بين القوتين الكبرتين تصادم وعدم إتفاق حول ما يجري في سوريا وذلك بالنظر للمصالح والأهداف التي يسعى كل طرف إلى تحقيقها والتي تتعارض مع مصالح و أهداف الطرف المنافس ومن هنا يسعي كلا الطرفين الولايات المتحدة وروسيا الي الوقوف الي جانب طرف من أطراف الأزمة السورية ليساعدها في تحقيق مصالحها من الجدير بالذكر أن موقف الولايات المتحدة الامريكية كان في البداية يشوبه الغموض بسبب أن الولايات المتحدة الامريكية لا تريد توريط نفسها في حروب أخري كما حدث في أفغانستان وفي العراق وليبيا وتسبب هذا في خسائر اقتصادية وسياسية وبشرية لأمريكا حيث بلغت حجم خسار تدخلها في هذه الدول الي 800مليار دولار بالإضافة الي الخسائر البشرية في صفوف القوات الامريكية.
ولكن مع التغيرات التي حدثت على الساحة السورية وأبرزها نمو تنظيم داعش الإرهابي والتدخل العسكري الروسي في سوريا صرحت أمريكا أن النظام السوري فاقد الشرعية ولابد أن يرحل لذلك بدأت تقف مع المعارضة السورية وتوفر لها إمكانيات ضخمة لتستمر في مواجه النظام السوري وتدعمه بالإمكانيات المادية والعسكرية فقد لعبت أمريكا دور الداعم للثورة والمحرض في نفس الوقت، بالنسبة لروسيا تقف الي جانب النظام السوري وتكرس له إمكانيات ضخمة حتى لا تخسر في مواجهتها مع الولايات المتحدة الامريكية وتكون أمريكا حققت هدفها وهو إخراج وعزل روسيا من منطقة الشرق الأوسط، حيث روسيا تعتبر أن أي تغير في موقفها مشروط بالحصول على ضمانات للحفاظ على مصالحها في سوريا وأيضا في الشرق الأوسط بالإضافة الي رفض روسيا لأي تدخل عسكري لفرض ضغوط على نظام الأسد حيث استخدمت حق الفيتو في مجلس الامن أكثر من مرة وذلك لحماية نظام الأسد ،ويتضح من ذلك أن التناقض الكبير في المصالح بين الولايات المتحدة وروسيا هو ما يفسر التنافس الأمريكي الروسي في الشرق الأوسط وسوريا تحديداً وأن هذا التناقض يؤثر بشكل أو بأخر علي مسار الأزمة السورية (ومن هنا تسعى هذة الدراسه لمعرفه أثر التنافس الأمريكي الروسي على الأزمة السورية) وإنطلاقاً من كل ما تقدم فإن إشكالية الدراسة تكمن في معرفة” كيف يؤثر تنافس قوتين عظمتين على مسار أزمة سياسية لدولة ما ؟
ومن هنا فإن السؤال التطبيقي/الرئيسي الذي تتمحور حوله المشكلة البحثية هو” إلي أي مدي أثر التنافس الروسي الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط علي مسار الأزمة السورية في الفترة من (2011-2021م)؟
وعلي ما سبق يمكن بلورة مجموعة من التساؤلات الفرعية لمشكلة الدراسة وصياغتها علي النحو التالي :-
١- الي أي مدي أثّر التدخل الخارجي علي تعميق(الحرب الأهلية ) بين طوائف الشعب والنظام السياسى فى سوريا ؟
٢-ما أثر القيادة الأمريكية في عهد أوباما وترامب علي السياسة الخارجية الأمريكية تجاه (دعم المعارضة ) في سوريا ؟
٣-كيف أثّرت المصلحة الوطنية للولايات المتحدة الأمريكية وروسيا علي دعم (حروب الوكالة) في سوريا ؟
٤-كيف أثّر التنافس الأمريكى الروسى على ( إستقرار الأوضاع) فى سوريا ؟
أهمية الدراسة :–
تنبع أهمية الدراسة من عدة اعتبارات نظرية وتطبيقية علي النحو التالي :
أولاً الأهمية العلمية للدراسة ( الأهمية النظرية )
أ-تعتمد الدراسة علي الأسلوب الإمبريقي ، حيث تعدّت مرحلة الرصد والوصف الي التحليل والتفسير الأمر الذي يُتيح إمكانية نتائجها في الحالات الدراسية المشابهة لها.
ب-تهتم الدراسة بتحليل أثر التنافس الأمريكي الروسي علي الأزمة السورية ، وتطور الأزمة في سوريا باعتبارها جزء لا يتجزء من الشرق الأوسط ، ولذلك فإن موضوع التنافس بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي علي سوريا يحظي باهتمام الباحثين الأكاديميين ولذا تعد الدراسة إضافة معرفية في هذا المجال.
ج-كما تكمن أهمية الدراسة في استكمال ما انتهت عنده أغلب الادبيات والدراسات ، حيث تناولت أغلب الدراسات التي اهتمت بموضوع التنافس الأمريكي الروسي وأثره علي الأزمة السورية فترة قصيرة حيث حدث الكثير من التطورات علي الساحة السورية لم تتناولها أغلب الأدبيات وتتناول دراستنا أهم المستجدات التي طرأت علي الازمة السورية.
ثانيًا: الأهمية العملية للموضوع ( الأهمية التطبيقية )
تُمثل قضية التنافس الأمريكي الروسي علي الأزمة السورية إحدي القضايا المهمه إن لم تكن أهمها علي الإطلاق ، وتكمن هنا أهمية البحث في السعي لفهم ظاهرة التنافس والتي سيطرت على طبيعة العلاقات بين الولايات المتحدة الامريكية وروسيا حيث تتضح تلك الظاهرة في قضايا الشرق الأوسط وتحديداً بعد ثورات الربيع العربي بالإضافة إلي السعي لفهم أسباب الأزمة السورية ومعرفة دوافع وأهداف الولايات المتحدة وروسيا للتدخل في الشأن السوري.
ولذلك تفيد الدراسة في الحياة العملية بتزويد صانع القرار معلومات حديثة وقيمة ، ومن ثمّ اتخاذ قراراً حاسماً ودقيقاً في صدد الموضوع ، وكذلك تزويد القارئ بالمعرفة التي تمكنه من الإطلاع علي كل ما يجري في أمور الدول.
التحديد المكاني :-
الإطار المكاني للدراسة في الشرق الأوسط وسوريا تحديداً، حيث منطقة الشرق الأوسط بها العديد من الصراعات والأزمات وخاصة بعد ثورات الربيع العربي التي جاءت بالدمار على بعض شعوب المنطقة العربية مثل سوريا وليبيا، وتحديداً سوريا بسبب حدة التنافس الأمريكي الروسي في سوريا وذلك لسعي كل طرف لتحقيق مصالحه.
التحديد الزماني:-
بداية الفترة الزمنية مرتبطة ببداية الازمة السورية هي في مارس 2011م حيث شهدت سوريا اسواء التحولات في تاريخها حيث بدأت الازمة السورية بالتنامي ثم تحولت لنزاع مسلح بين طوائف الشعب وبين نظام الأسد والمعارضة السورية وهو ما تبعه تدخل خارجي في الشأن السوري.
نهاية الفترة الزمنية مرتبطة بالتغيرات التي حدثت في الاستراتيجية الامريكية مع تولي ترامب رئيسا جديد للولايات المتحدة الامريكية تجاه الازمة السورية حيث بدأت فترة ولاية ترامب بهجوم صاروخي على بعض القواعد السورية أبرزها قاعدة (الشعيرات) ، بالإضافة الي إصدار ترامب في 2018م أوامره بسحب القوات الأمريكية المنتشرة في سوريا، معتبرا أنها هزمت تنظيم داعش ومن ثم نهاية الفترة الزمنية مرتبطة بنهاية ولاية ترامب وإستراتيجيته تجاه الازمة السورية
مع زيادة التدخلات الخارجية في الشأن السوري من جانب تركيا وإسرائيل وكان أبرزها التدخل التركي في (أدلب) وذلك في الربع الأول من عام 2020م.
التحديد المجالى: يقع البحث فى حقل العلاقات الدولية
الأدبيات السابقة:-
تنوعت الأدبيات السابقة التي اعتمدت عليها الباحثة حيث اعتمدت علي الرسائل العلمية ، ثم الدراسات المنشورة في الدوريات العلمية المحكمة ، بالإضافة الي الكتب المنشورة في هذا الإطار.
يمكن تصنيف الدراسات السابقة ذات الصلة بموضوع الدراسة إلي ثلاثة أنماط :-
١-الدراسات التي تهتم بالتنافس الأمريكي الروسي.
٢-الدراسات التي تهتم بالتنافس الأمريكي الروسي في منطقة الشرق الأوسط.
٣-الدراسات التي تهتم بالتنافس الأمريكي الروسي في منطقة الشرق الأوسط ( سوريا نموذجاً).
الاتجاه الأول أدبيات تناولت التنافس الأمريكي الروسي من أبرزها :
١-دراسة بعنوان “العلاقات الامريكية الروسية بعد الحرب الباردة “ قدمها المؤلف طارق محمد ذنون الطائي وتتناول الدراسة تطور العلاقات الامريكية الروسية بدايةً من العلاقات الامريكية السوفيتية خلال الحرب الباردة وصولاً الي العلاقات الامريكية ما بعد الحرب الباردة وأيضا يتناول الكتاب المقومات السياسية للعلاقات الامريكية الروسية ويتناول أيضاً القضايا الرئيسية التي تثير التنافس في العلاقات الروسية الامريكية بالإضافة أنه يتناول مستقبل العلاقات بين الطرفين. وتشير الدراسة الي أن العلاقات الأمريكية الروسية لا يمكن لها أن تدوم علي وتيرة واحدة فالدولتين هما من الدول الكبري علي مستوي العالم ولهما مصالح هنا وهناك ، فنمط العلاقات بين الطرفين سيظل محكوماً بالتطورات العالمية.[4]
٢-دراسة بعنوان العلاقات بين روسيا الاتحادية والاتحاد الأوروبي للفترة ( 2001-2015 ) قدمها الكاتب عباس فاضل عباس ، وتناولت الدراسة وضع روسيا علي الساحة الدولية ومحاولتها لاستعادة وضعها واعتمادها علي سياسة خارجية فاعلة من أجل توفير أفضل الظروف للنمو الاقتصادي وتشجيع نشاط رجال الأعمال حيث أكّدت الدراسة أن روسيا لن تحتل مكانة مرموقة في العالم ما لم تنتقل بسرعة الي اقتصاد السوق ، ومن أجل تبرير استحقاق روسيا لهذة المكانة الدولية المرموقة اعتبرت قضايا الأمن غير قابلة للتجزئة في شروط
ما بعد الحرب الباردة، ومن ذلك تعبير روسيا عن رغبتها في المساهمة في مواجهة التحديات الأمنية العالمية ، لقد سعت روسيا بعد تفكك الاتحاد السوفيتي الي الاندماج مع الغرب وسعيها للاعتراف بها من قبل الغرب ، كما سعت الي مكافحة الارهاب ورفض الأحادية القطبية والشراكة في العديد من القضايا الأخري ووجدت فرصة لنشوء شراكة ثنائية مميزة مع الاتحاد الأوربي والعودة الي سياسة خارجية مترابطة معه.[5]
٣-دراسة بعنوان “العلاقات الامريكية الروسية بعد الحرب الباردة “ قدمها المؤلف طارق محمد ذنون الطائي وتتناول الدراسة تطور العلاقات الامريكية الروسية بدايةً من العلاقات الامريكية السوفيتية خلال الحرب الباردة وصولاً الي العلاقات الامريكية ما بعد الحرب الباردة وأيضا يتناول الكتاب المقومات السياسية للعلاقات الامريكية الروسية ويتناول أيضاً القضايا الرئيسية التي تثير التنافس في العلاقات الروسية الامريكية بالإضافة أنه يتناول مستقبل العلاقات بين الطرفين. وتشير الدراسة الي أن العلاقات الأمريكية الروسية لا يمكن لها أن تدوم علي وتيرة واحدة فالدولتين هما من الدول الكبري علي مستوي العالم ولهما مصالح هنا وهناك ، فنمط العلاقات بين الطرفين سيظل محكوماً بالتطورات العالمية.[6]
٤-دراسة بعنوان “تجدد الصراع الأمريكي-الروسي في ضوء الأزمات المستجدة “ للباحث ( منصور زغيب ) تناولت هذه الدراسة تاريخ العلاقات الامريكية الروسية ومراحلها بداية من العلاقة التعاونية التي كانت سائدة بينهم أثناء الحرب العالمية الثانية مروراً بالعلاقات بينهم أثناء الحرب الباردة وأيضا العلاقة بينهم بعد الحرب الباردة بالإضافة الي أنه من الجوانب الإيجابية لهذه الدراسة أنها تناولت فترة حديثة نسبياً مقارنةً بالأدبيات الأخرى حيث تناولت العلاقات بين الطرفين في القرن الحادي والعشرين بالإضافة الي تناولها عوامل الصراع أو التنافس الأمريكي الروسي ودينامياته وكانت أبر الخلاصات التي توصلت اليها الدراسة أن العالم في مرحلة انتقالية لنظام دولي جديد حيث تري هذه الدراسة أن نظام القطب الواحد يمر بأصعب مراحلة بل أنه يلفظ أنفاسه الأخيرة.[7]
٥-دراسة منشورة بعنوان US-Soviet Global Rivalry: Norms of Competition للمؤلف Alexander L. George وتناولت هذه الدراسة الأساليب البديلة لتطوير معايير المنافسة التي قد تساعد في تجنب المواجهات التي تؤدي الي الحرب بين القوى العظمى. يشير تحليل تجربة نيكسون – بريجنيف الفاشلة مع “المبادئ العامة” والجهود اللاحقة لوضع “قواعد سلوك” عامة لتنظيم المنافسة العالمية بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، إلى أن مثل هذه الأساليب غير قابلة للتطبيق. وتوضح الورقة بأن القوى العظمى يجب أن تولي مزيدًا من الاهتمام لنهج “كل حالة على حدة” وهذا يركز على المصالح النسبية للجانبين في كل منطقة محددة. تحدد الورقة تصنيفًا للمجالات التنافسية التي تأخذ في الاعتبار الاختلافات في التوازن النسبي للمصالح بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي في أجزاء مختلفة من العالم وتشير إلى الآثار المترتبة على هذه الاختلافات بالنسبة لقواعد المنافسة كما تشير الورقة إلى الجهود التي بذلتها القوى العظمى في السنوات الأخيرة لتطوير آلية دبلوماسية للمناقشات المتكررة حول المشاكل الإقليمية وتقترح كيف يمكن تحسين هذه المناقشات الثنائية وجعلها أكثر فائدة.[8]
٦-دراسة بعنوان نظرية تحول القوة واحتمالات الصراع بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية قدمتها الباحثة منار عبدالغني علي عبدالغني وتسعي الدراسة الي الاجابة عن التساؤل الرئيسي وهو الي أي مدي يمكن أن تشكل عودة روسيا الي الساحة الدولية تهديداً خطيراً للولايات المتحدة الأمريكية ، فلقد شهد النظام العالمي تغيرات جذرية؛ وصعود وعودة قوى جديدة تسعى لكسر هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية علي النظام الدولي وعلي رأس تلك القوي روسيا الاتحادية والتي سعت الي تعزيز قدراتها العسكرية وتنشيط تجارة السلاح وجذب رؤوس الأموال وتأكيدها علي ضرورة إقامة نظام دولي متعدد الأقطاب.
وقد خلصت الدارسة وفًقا لنظرية تحول القوة؛ أن ميزان القوة لصالح الولايات المتحدة ولن يتحول لصالح روسيا حيث لا تزال العلاقة قائمة علي الشك المتبادل بين الطرفين كما لا تزال القدرات الروسية غير قادرة على مجابهة القدرات الأمريكية. [9]
٧-دراسة بعنوان تداعيات الأزمة الروسية–الجورجية على العلاقات الروسية الامريكي للكاتب سعد السعيدي ، وقد تناولت الدراسة الأزمة الروسية – الجورجية لعلاقتها الوثيقة بالصراع بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية إذ تعد هذة الأزمة شكلاً من أشكال المواجهة بينهما وعلي الصعيد الإقليمي والدولي ، حيث أشارت الدراسة أن روسيا باتت خياراتها مفتوحة تجاه ما يهدد مصالحها وأنها مستعدة لاستخدام القوة العسكرية للحفاظ علي مصالحها الحيوية في محيطها الاستراتيجي والأمني الإقليمي والدولي من جهة وأن الولايات المتحدة الأمريكية كانت حاضرة وبقوة في هذة الأزمة كقطب دولي مهيمن سعت من خلالها إضعاف ومحاصرة روسيا ومحاولة عزلها دولياً وإبعاث الهواجس الإقليمية تجاه الخطر الروسي وادخال روسيا في مواجهة اقليمية مستمرة تنظر اليها الولايات المتحدة علي انها تقلص من قدرة روسيا علي استعادة مكانتها القديمة من جهة أخري. [10]
يُعاب على هذه الأدبيات أنها تطرقت الي الجانب التاريخي كثيراً بالإضافة أنه يعاب عليها عدم تحديد فترة زمنية محددة لدراسة العلاقات بين الطرفين بالإضافة أنها لم تقم بدراسة أثر التنافس الأمريكي الروسي على الدول الأخرى أو الساحات الذي كان يدور بها الصراع أو التنافس (باعتبار أن العلاقات التنافسية هي التي سيطرة على جانب العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا أكثر من الجانب التعاوني)
الاتجاه الثانى: أدبيات تناولت التنافس الأمريكي الروسي في منطقة الشرق الأوسط أبرزها:
١-دراسة بعنوان مستقبل التنافس الروسي الأمريكي في الشرق الأوسط – دراسة في الأبعاد الاقتصادية والسياسية للكاتب عمار بهاء الدين تناولت الدراسة موضوع العلاقات الروسية – الأمريكية والتي اعتبرتها واحدة من أهم موضوعات العلاقات الدولية في عالم اليوم لما تمتلكه الدولتان من مقومات، وما تتسبب به من تداعيات على العالم وبضمنه بالطبع منطقة الشرق الأوسط نظراً لمصالحهما الواحدة في المنطقة ومن ثَمَّ فإن تنافسهما تجاه الشرق الأوسط من الممكن أن يؤشر لتطورات مهمة متعلقة بحاضر ومستقبل هذه المنطقة ، وخلصت الدراسة الي أن موضوع التنافس بين القوى الكبرى واحداً من الموضوعات المهمة على الصعيدين السياسي والإقتصادي في عالم اليوم، وفي المستقبل، كونه يؤشر جانباً من صور العلاقات الدولية، الممتدة بين التكامل والحرب، مروراً بالتعاون والتنافس.[11]
٢-دراسة بعنوان الصراع الأمريكي السوفيتي في الشرق الأوسط قدمها الكاتب ممدوح محمود منصور و تناولت الدراسة ردود الأفعال المتبادلة بين القوتين القطبيتين في الشرق الأوسط من ناحية ، وكذلك التفاعل بين حلفائهما الإقليمين وذلك من خلال استعراض العديد من الحالات التي تعكس هذا التنافس ، كما تعرض الدراسة بالتحليل سياسات كلاً من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي تجاه منطقة الشرق الأوسط ، وذلك في إطار صراعهما علي مستوي النسق العالمي ككل في أهم مرحلة مرّت بها المنطقة والتي اتسمت بشدة التفاعلات السياسية بين أعضاء هذا النسق الإقليمي أو بين دول المنطقة وبين القوي الخارجية الكبري خاصة الدول القطبية من ناحية أخري.
وتشير الدراسة الي أن زوال الاتحاد السوفيتي كقوة قطبية من علي الخريطة السياسية للعالم قد أفسح المجال أمام الولايات المتحدة الأمريكية لكي ترأس بمفردها زعامة النسق العالمي الراهن خلال هذة المرحلة الانتقالية ولعله من الطبيعي أن تلقي هذة التحولات الجذرية في صورة النسق العالمي بظلالها علي منطقة الشرق الأوسط.[12]
٣-دراسة بعنوان “الشرق الاوسط و الصراع الدولي” قدمها الكاتب أحمد الكعكي يحي ، وتناولت الدراسة عالم الشرق الأوسط-قلب العالم الثالث-في الصراع الدولي الدائر من حوله ثم تشير الدراسة في هذا المجال، إلى التغييرات التي حدثت في الدائرتين الغربية والشرقية، والتي كانت أحياناً في صالح نمو وتطور العالم الثالث، وأحياناً أخرى سلبية على وضعه السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وخصوصاً في عالم الشرق الأوسط
ثم تحدد الدراسة مفهوم الشرق الأوسط أهمية هذه المنطقة الاستراتيجية، من حيث كونها عالماً للعبور-براً وبحراً وجواً-ما بين الشمال والجنوب.فاكتشاف البترول الخام في هذة المنطقة
أضاف إلى هذا الإقليم أشكالاً جديدة من الاستراتيجيات الجيوبوليتيكية العالمية.
وتوصلت الدراسة الي أن مستقبل هذا الصراع الدائر بين القوتين العظميين على أبواب هذا الإقليم بحرب ما تزال حتى الآن باردة بسبب نظرية الخوف-أو الحرب المستحيلة أو الرادع النووي الذاتي-التي حكمت وما زالت تتحكم بالعلاقات الدولية، وخصوصاً منذ العام 1960، عام امتلاك القوتين القطبين للقنبلة النووية. [13]
٤-دراسة بعنوان ” The American Russian Rivalry in the Middle East” قدمها الكاتب محمد طاهر بن سلامة وقد هدفت الدراسة إلى التعرف على مناطق التنافس الأمريكي الروسي في الشرق الأوسط والمنطقة العربية، وركزت على أهم مجالات النفوذ الروسي التي سعت روسيا إلى الحفاظ عليها في ظل الهيمنة الأمريكية وتناولت الدراسة المحددات الداخلية والخارجية التي تساهم بشكل مباشر في تنامي الدور الروسي في النظام الدولي. وخلصت الدراسة إلى أن السياسات الإصلاحية لروسيا مكنتها من استعادة دورها الريادي على المستوى العالمي وبالتالي قدرتها على الحفاظ على مناطق نفوذها خالية من الهيمنة الأمريكية.[14]
٥-دراسة بعنوان “التنافس الأمريكي الروسي في منطقة الشرق الأوسط” قدمها الباحث حسن ناصر عبدالحسين تناولت هذه الدراسة التنافس الأمريكي الروسي في منطقة الشرق الأوسط، حيث تناولت (مشروع الشرق الأوسط الكبير) والتحالف الأمريكي الإسرائيلي في المنطقة وأهداف الولايات المتحدة الامريكية من هذا المشروع ،بالإضافة أنها تناولت التحركات السياسية الخارجية تجاه المنطقة ،وركزت هذه الدراسة علي جانب التنافس الروسي الأمريكي في الشرق الأوسط في تجارة الأسلحة العسكرية وأبرز النتائج التي توصلت اليها الدراسة أن روسيا عادت وبقوة الي الساحة الدولية من جديد ذلك من خلال توسيع تجارة السلاح في الشرق الأوسط بالإضافة الي تعميق علاقتها مع القوة الإقليمية في الشرق الأوسط علي سبيل المثال لا الحصر تركيا وإيران.[15]
٦-دراسة بعنوان “التنافس الأمني الأمريكي الروسي في منطقة الشرق الأوسط “قدمتها الباحثة بسمة عثماني تناولت هذه الدراسة التنافس الأمني بين الولايات المتحدة الامريكية وروسيا في الشرق الأوسط بالإضافة إلي أنها تناولت الأهمية الجيوسياسية للشرق الأوسط والتي كانت سبباً في أن تكون المنطقة العربية محطة أطماع لدول الكبرى وأيضاً ركزت هذه الدراسة على مجالات التنافس الأمريكي الروسي في المنطقة فكلتا الدولتين تتبني استراتيجية محددة تلعبها في المنطقة إضافة الي تنافسها في المجال الأمني وفي مجال الطاقة والسلاح وفي مقابل هذة الأدوار التي تلعبها روسيا في المنطقة نجد الولايات المتحدة الأمريكية تصر علي التعامل مع المنطقة بشكل منفرد دون إعطاء فرصة لأي دولة أو قوة إقليمية بالتدخل فيها مدعية أن ذلك يُزيد من حدة الصراعات فيها ، كما سعت الدراسة لتفسير استراتيجيات الولايات المتحدة وروسيا في الشرق الأوسط.[16]
٧-دراسة بعنوان “صراع القوة الكبرى في منطقة الشرق الأوسط (2001-2015)” للباحث حاكم خليد تناولت هذه الدراسة صراع القوة الكبرى في منطقة الشرق الأوسط سواء القوة الإقليمية أو القوة الدولية بالإضافة الي سعي الدراسة لتفسير الصراع أو التنافس الأمريكي الروسي في منطقة الشرق الأوسط وتركز هذه الدراسة علي توازن القوة الإقليمية في الشرق الأوسط وتناولت أيضاً تداعيات الأزمات العربية التي تبعت الثورات العربية وما تبعه من تدخلات خارجية في الشأن العربي، وأبرز الخلاصات التي توصلت اليها الدراسة التدخل المستمر للولايات المتحدة الامريكية وروسيا يزيد من أزمات الشرق الاوسط بالإضافة الي أن هذه الدراسة تري أن المنطقة العربية أصبحت مفتوحة أمام جميع الاحتمالات بما فيها زوال دول وظهور دول جديدة كالدولة الإسلامية الجديدة.[17]
يُعاب على هذه الأدبيات أنها تناولت التنافس الروسي الأمريكي ولم تأخذ دراسة حالة معينة أو أزمة معينة كموضوع للدراسة حيث كانت معظم هذه الدراسات تركيزها على التنافس بين الطرفين في الشرق الأوسط عموماً بالإضافة الي أنها تناولت فقط مجالات التنافس وقدرات وإمكانيات الدول المتنافسة دون الأخذ في الاعتبار تأثير هذا التنافس على استقرار منطقة الشرق الأوسط.
الاتجاه الثالث:أدبيات تناولت التنافس الأمريكي الروسي في منطقة الشرق الأوسط سوريا نموذجاً :
١-دراسة بعنوان التنافس الأمريكي الروسي في الشرق الأوسط الأزمة السورية نموذجاً قدمها الباحث سامر سلمان الجبوري ، تناولت الدراسة صراع الوجود بين الولايات المتحدة الامريكية وروسيا بالإضافة أنه تناول التنافس في العلاقات الدولية بشكل عام وأيضا تناولت أهمية الشرق الأوسط بالنسبة لطرفين بالإضافة أنها تناولت عوامل تكون الأزمة السورية وأثر التنافس الروسي الأمريكي علي الأزمة السورية وكانت أبرز الخلاصات التي توصل اليها الكاتب أن التنافس الأمريكي الروسي في المنطقة ناتج من اختلاف المصالح بينهما بالإضافة الي استغلال أمريكا وروسيا الثورات العربية للتدخل في الشأن بحجة حماية حقوق الانسان والأقليات.[18]
٢-دراسة بعنوان “التنافس الروسي الأمريكي في الشرق الأوسط: العراق – إيران – سوريا نموذجاً قدمها الباحث عبدالجواد و علاء عبدالحفيظ محمد ، تناولت الدراسة قضايا التنافس الأمريكي الروسي في منطقة الشرق الأوسط ، وسعي كلاً منهما في توطيد العلاقات مع بلدان تلك المناطق وذلك من أجل إيجاد فرصة للتدخل لأهميتها الاستراتيجية والاقتصادية.
كما تناولت الدراسة المسائل السياسية والاستراتيجية التي زادت من حدة التنافس والصراع في الشرق الأوسط بالإضافة الي تركيز الدراسة علي ساحات التنافس بين الولايات المتحدة الامريكية وروسيا وكانت أبرز الخلاصات التي توصلت اليها الدراسة أن الولايات المتحدة الامريكية وروسيا هدفهم الوحيد هو تحقيق مصالحهم حتي لو علي حساب حقوق ومقدرات الشعوب المنطقة وتحديداً العربية.[19]
٣-دراسة للباحث عبد الرزاق بوزيدي ، بعنوان “التنافس الأمريكي الروسي في منطقة الشرق الأوسط الازمة السورية نموذجا(2010-2014)” تناولت هذه الدراسة المقاربات النظرية التي تفسر التنافس الأمريكي الروسي في المنطقة بالإضافة الي تناولها مجالات التنافس الأمريكي الروسي في الشرق الأوسط بالإضافة انها تناولت الازمة السورية كدراسة حالة للتنافس الأمريكي الروسي في الفترة من(2010-2014) ، كما تطرقت الى تحول مضامين مفهوم الشرق الأوسط عبر فترات تاريخية مختلف وكانت أبرز الخلاصات التي توصلت اليها الدراسة أن مصادر الطاقة لا تعد المجال الوحيد في التنافس الأمريكي الروسي بل هناك العديد من مجالات التنافس التي لا تقل أهمية عن مصادر الطاقة ومنها تجارة السلاح أيضا والتسلح في منطقة الشرق الأوسط يلعب دور مهم في تفسير السلوكات الأمريكية الروسية المتعارضة، حيث أن كل منهما يسعى للظفر بصفقات كبيرة لبيع السلاح لدول المنطقة والتي تتميز بعدم استقرارها وتوتر الأوضاع بين دولها ،بالإضافة إلى توفرها على إمكانيات و موارد مالية ضخمة خاصة الدول الخليجية منها وتوصلت أن بجانب سعي روسيا لتحقيق مصالحها الا أنها تريد حماية أمنها القومي وذلك عن طريق منع وصول الصراعات الشرق الأوسط الي حدودها الجنوبية. [20]
٤-دراسة بعنوان التنافس الأمني الأمريكي – الروسي في منطقة المتوسط قدمتها الباحثة بسمة عثماني ، تناولت الدراسة موضوع التنافس الأمني في شرق المتوسط بين كلاً من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا لما تحظي به هذة المنطقة من أهمية استراتيجية كبري وأُخذت الأزمة السورية كدراسة حالة للتنافس الأمريكي – الروسي ، فكلتا الدولتين تتبني استراتيجية محددة لتلعبها في المنطقة ، كما وضحت الدراسة أهم الأسباب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الكامنة وراء الأزمة السورية بالإضافة الي الأدوار التي تلعبها كلا الدولتين فيها مع تحديد كلا الموقفين حيث أوضحت الدراسة التناقض الشديد بين موقف روسيا وأمريكا تجاة سوريا فروسيا تدعم استمرار نظام بشار الأسد وعلي الجانب الأخر تدعو أمريكا وبشدة رحيل بشار الأسد من الحكم وتدعم نظام المعارضة مما أدي الي حدوث أزمة دولية متعددة الأطراف. [21]
٥-دراسة بعنوان التنافس الروسي – الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط تنازع النفوذ والأدوار : سوريا نموذجاً قدمها الكاتب أحمد عبد الأمير الأنباري ، تناولت الدراسة واحد من المواضيع الأكثر أهمية في السياسة الدولية وهو التنافس بين القوتين العظمتين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية علي منطقة الشرق الأوسط خاصة التنافس علي سوريا منذ عام ٢٠١١ ومستوى التصعيد الذي رافقه في مواقف عدة، وهو تنافس حول كسب النفوذ والدور
، حيث توصلت الدراسة الي أن الأمر لا يتعلق فقط بالعلاقات الثنائية بين الطرفين أو بمصالحهما في سوريا بل الأمر له امتدادات تنسحب علي قضايا أخري محل اهتمام الطرفين وانعكاسات علي أطراف أخري حلفاء لهم أو محور كل منهما. كما توصلت الي أن خسارة سوريا كحليف لروسيا لصالح الغرب عموماً والولايات المتحدة الأميركية علي وجه الخصوص ، من شأنه الأضرار بمصالح روسيا في المنطقة. [22]
٦-دراسة بعنوان التنافس الروسي الأمريكي في سوريا: الدوافع والأهداف قدمها الكاتب وغليسي أحلام ورقولي كريم وتناولت الدراسة وسلطت الضوء علي التنافس الروسي الأمريكي في سوريا، من حيث تحديد مصالح الطرفين والبحث في الدوافع وراء التدخل فيها.حيث اعتبرت كلاً من الطرفين أن سوريا تعتبر بوابة النفوذ و المدخل الرئيسي للشرق الأوسط ، وقد استغلها الطرفان بالشكل الذي يخدم مصالحهما، فروسيا رأت في الأزمة فرصة سانحة لإستعادة الدور الروسي كفاعل في السياسة الدولية، أما أمريكا فاستغلتها لإحكام سيطرتها الكاملة على منطقة الشرق الأوسط والقضاء على أي منافس محتمل وقد وضح الدور الروسي والأمريكي تجاه الأزمة السورية من خلال التدخل السياسي و العسكري، بداية من الأطراف التي دعمتها كل جهة، ففي الوقت الذي دعمت روسيا نظام الأسد على حساب المعارضة فعلت أمريكا العكس. [23]
٧-دراسة بعنوان التنافس الأمريكي الروسي في منطقة الشرق الأوسط سورية نموذجاً 2010-2018 للكاتبة عائشة العمراني ، تناولت الدراسة موضوع التنافس الأمريكي الروسي في منطقة الشرق الأوسط سوريا كدراسة حالة وتوضح الدراسة تضارب المصالح الدولية وظهور مشاريع قديمة وجديدة للطرفين ، فهذه الدراسة تفترض أن هناك مصالح استراتيجية لكلا القوتين في المنطقة كما تهدف الى تباين طبيعة التنافس بينهما ومجالاته ومستقبله. كما تعرضت الدراسة لتحليل طبيعة الاستراتيجيتين الأمريكية والروسية حيالها وإثارة الفوضى والحروب الأهلية والإثنيةوالعرقية مستخدمة في ذلك مختلف الوسائل والأدوات لتطبيقها حيث سخرت كل مفاهيم القوة في إطار تحقيق الأهداف الاستراتيجية والمصالح الأمريكية والروسية ، كما استعرضت هذه الدراسة الأزمة السورية كنموذج للتنافس الامريكي الروسي ولتحليل وتوضيح مجالات التنافس بينهما وكيفية توظيف المفاهيم الثلاثة للقوة وتطبيقاتها، فتناولت أسباب الأزمة الداخلية والخارجية وتحليل كلا الاستراتيجيتين في التعامل مع الأزمة للخروج بحل يرضي جميع الاطراف. [24]
٨-دراسة بعنوان “The American-Russian Rivalry in The Middle East The Syrian Crisis 2011-2016“ للباحثين ZERORKhaoula SIGHAAhlam and وتناولت الدراسة المنافسة بين كل من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط وتحديداً في سوريا. ويعتبر الشرق الأوسط كأسا تسعى روسيا والولايات المتحدة للحصول عليه فاعتمدت كلتا القوتين استراتيجيات جديدة لتعزيز مصالحهما في المنطقة. كما انخرطا الجانبان مع دول المنطقة وتنافسا في مجالات الجغرافيا السياسية والطاقة والأسلحة. كما تحلل الدراسة العلاقات الدولية من منظور النظريات التفسيرية مثل الواقعية والليبرالية والماركسية. وتأخذ الدراسة الأزمة السورية كدراسة حالة تناقش فيها أولاً العوامل الكامنة وراء اندلاع الأزمة السورية والتي تم تلخيصها إلى الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. ثم تبحث الدراسة في كيفية تفاعل كل من الولايات المتحدة وروسيا مع الأحداث في سوريا من خلال مواقفهما المختلفة التي تركزت بشكل رئيسي حول النظرية الواقعية.[25]
يُعاب على هذه الأدبيات أنها ركزت كثيراً على مجالات التنافس الأمريكي في الشرق الأوسط ولم تركز على جوانب ضعف دول الشرق الأوسط حيث كان لهذه الجوانب دور في تدخل كلاً من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا في شأنها الداخلي أغلب هذه الدراسات لم تناقش الوضع الداخلي السوري ووجهت تركيزها على التنافس الأمريكي الروسي.
الفصل الأول: الإطار النظرى والمفاهيمى للدراسة:-
من خلال الإطار النظرى والمفاهيمى نسعى إلى توضيح المفاهيم التى تم ذكرها فى الدراسة، والتى تتمثل فى مفهوم التنافس فى العلاقات الدولية مع توضيح المفاهيم المختلفة بالإضافة إلى تناول المفاهيم المتشابة مع مفهوم التنافس مثل الصراع الدولى، علاوة على ذلك توضيح العديد من المفاهيم الأخرى مثل تعريف الإستراتيجية،والحروب بالوكالة ، والأزمات بالإضافة إلى تناول العديد من المفاهيم ذات الصلة بموضوع الدراسة، وتم ذكرها فى الدراسة وذلك ما يخص الإطار المفاهيمى بالإضافة أننا تناولنا بعض النظريات المرتبطة بحقل العلاقات الدولية، والتي تساعدنا في تفسير التنافس الروسي الأمريكي في الشرق الأوسط ومن أبرز النظريات النظرية الواقعية، ونظرية الدور، ونظرية ميزان القوي.
المبحث الأول : الحدود المفاهيمية لمصطلح التنافس فى العلاقات الدولية
أولا: مفهوم التنافس فى العلاقات الدولية.
يعد مفهوم التنافس من الفطائر التى فُطِرَ عليها الإنسان منذ الخليقة فهى تنشأ بطريقة طبيعية نتيجة لقيام الأفراد أو المجموعة بالسعى الجاد لتحقيق مصالحهم سواء الذاتية أو الجماعية أو أهدافهم الوطنية من خلال الإمكانيات التى توجد لديهم المتمثلة فى المهارات لدى الأشخاص ، والموارد لدى الدول فى هذا الاتجاة تكون العلاقات سلمية يوجد تسابق لتحقيق المصالح ، ولكنة سِلمي لكن إذا حاول أحد الأطراف أن ينفرد بهذة المصالح والأهداف لصالحة فقط ، ومنع الأخرين أن يحققوا أهدافهم تظهر هنا المعضلة ويحدث التوتر الذى يحوُل التنافس من طابعة السلِمي إلى طابعة العدوانى فى شكل نزاع أو صراع عنيف بين الأطراف لتحقيق الأهداف والمصالح.
انتقل مفهوم التنافس من حقل العلوم الإقتصادية إلى حقل العلوم السياسية، وبالأخص ضمن أدبيات الاقتصاد السياسي ودراسات العلاقات الاقتصادية الدولية، بإعتبار أن هذا المفهوم من المفاهيم الراسخة فى علم الإقتصاد ، وهناك العديد من المفاهيم التى تم إستخلاصها منه مثل المنافسة الإقتصادية الحرة والتنافسية الدولية وغيرها أما المصطلح فى حقل العلوم السياسية يُعبِر أن هناك تناقض فى وجهات النظر بين الأطراف لا يصل إلى مرحلة الصراع وتأخذ أبعاد اقتصادية أو سياسية لتحقيق مصالح ومكانه في الإطار الدولي أو الإقليمي.
هناك العديد من التعريفات المختلفة لمفهوم ( التنافس الدولى) من بين هذة التعريفات أن التنافس الدولى هو تناقض فى المصالح بين طرفين أو أكثر فى سعيهم لتحقيق مصالحهم وأهدافهم ينتج عنة صراع دولى فى حالة قيام أحد الأطراف بتحقيق مصالحة وتحجيم الطرف الأخر وحرمانة من تحقيق مصالحة وأهدافه.[26]
من التعريفات الأخرى للتنافس الدولى هو وقف معيّن يكون لكل من المتفاعلين فيه علما بعدم التوافق في المواقف المستقبلية المحتملة كما يكون كل منهم مضطراً أيضاً لاتخاذ مواقف غير متوافقة مع مصالح الطرف الآخر.
هناك اتجاه أخر عرّف التنافس الدولى على أنة حدوث العديد من التناقضات والإختلالات ومن الممكن أن تتطور وتكون فى صورة صراع دولى إذا لم يتم التدخل لحل هذة التناقضات لأن الدول فى سعيها لتحقيق مصالحها الوطنية من الممكن أن تتعارض هذة المصالح مع دولة أخرى مجاورة لها أو غير ذلك ، وهذا يؤدى إلى وجود حالة من التنافس ويكون فى صورة مجال محدد أو يشمل العديد من المجالات مثل التنافس السياسى ، الإقتصادى، العسكرى ، الحضارى وغير ذلك خاصة إذا كانت الأطراف المتنافسة تتبني إيديولوجيات متباينة سواء في المنهجين الاقتصادي أوالسياسي لكل منهما.
هناك اتجاة أخر يرى أن التنافس هو عملية مصاحبة لإعداد القرار السياسى ، وهو نشاط يتنافس فيه طرفان لتحقيق نفس الهدف، ومن الجدير بالذكر أن التنافس يتفاوت كماً وكيفاً من مجتمع لآخر وفي داخل المجتمع الواحد ومن ثم يركز هذا الاتجاه على أن التنافس يتمحور حول عملية التفاعل المصاحبة لصنع القرار السياسي ، ويفترض وجود طرفان أو أكثر يسعان الي تحقيق الهدف ذاتة سواء داخل المجتمع أو بين الدول ، ويعد هذا التعريف قاصرا لأنة لا يغطى كل جوانب المفهوم.
وبناءاً على ما تم ذكرة يمكننا تعريف مصطلح (التنافس الدولى) أنة مفهوم سياسى يشير إلى وجود حالة من التناقض فى وجهات النظر بين طرفين أو أكثر لتحقيق أهدافهم لا يصل إلى مرحلة الصراع ، وقد تكون سياسية أو إقتصادية لتحقيق مكانة وثقل إقليمى ودولى ، وفى ظل أحداث الحرب الباردة حدث تحول جذرى فى عوامل القوة بعد ظهور التكنولوجيا ووجود ظاهرة العولمة وتطورها وما نتج عنها من آثار وتحديات واختراق سيادة الدول عن طريق الوسائل التكنولوجيا الحديث وبروز فواعل من غير الدول كالشركات متعددة الجنسية والتي تسعي الي هدف أوحد وهو تعظيم منافعها علي حساب المجتمعات القومية ، ومن ثم قد يتطور التنافس الدولى ويصل لمرحلة التوتر ثم النزاع.[27]
ثانياً: علاقة مفهوم التنافس ببعض المفاهيم المشابهة:
أولا: مفهوم الصراع:-
من الجدير بالذكر أن مفهوم الصراع الدولي يختلف عن مفهوم التنافس الدولي، حيث يوجد تداخل بين المفهومين ؛ لذلك من الواجب أن نوضح مفهوم الصراع الدولى أيضا مصطلح الصراع الدولى هو مفهوم غير ثابت أو مرن يصعب التحكم فيه ويختلف وفقاً للموقف أو المجال الذى يوجد به فتعريفة لغوياً أنه حالة من الضغط النفسي وعدم الاتزان والتوافق نتيجة للتناقض فى الأهداف أو الحاجات أو المصالح ، ومن ناحية البعد السياسى فمفهوم الصراع الدولى هو : هو موقف دولي تتناقض فيه المصالح الفاعليين الدوليين وتتعارض مما يؤدي الي الصدام بينهم، وذلك في إطار سعي كل طرف أو فاعل دولي الي تحقيق مصالحة وأهدافه ويعد الصراع بمثابة درجة أرقى من التنافس الدولى ؛ لأن التنافس يعنى أن الطرف وهو فى طريقة لتحقيق أخدافة ومصالحة لا يحرم الأطراف الأخرى من تحقيق أهدافهم ومصالحهم لذلك يتضح أن الصراع يفوق التنافس ؛ لأنة يعنى أن الأطراف تتصارع بسبب رغبة كل طرف فى الحصول على نفس الخدمة أو الهدف أو المصلحة التى يريدها الطرف الأخر ، وهناك عدد من الباحثين يتناولوا مفهوم الصراع بإعتبار أحد أنواع التنافس بين الأطراف سواء كانوا أشخاص أو جماعات أو دول وأن التنافس من الأسباب الرئيسية لحدوث الصراع لأنة يكون تنافس على نفس الأهداف والمصالح ، ومن أنصار ذلك الاتجاه عالم الاجتماع (لويس كوسر) الذي عرّف الصراع على أنه التنافس على القيم وعلى القوة والموارد ويكون الهدف فيه بين المتنافسين التحييد أو التصفية أو الإضرار بالخصوم ومن هنا نستنتج أن الصراع هو تناقض بين طرفين لهم وجهات نظر مختلفة إزاء نفس المسئلة ويسعون لتحقيق نفس الهدف؛ لذلك كل طرف يحاول بكافة السبل سواء مشروعة أو غير مشروعة بطريقة صريحة أو حتى ضمنية لمنع الطرف الأخر من تحقيق ذلك الهدف، في حين يعتبر التنافس ظاهرة وُجِدت بسبب تضارب واختلاف المصالح وسعي الافراد والجماعات الي تحقيق المكاسب على حساب الطرف الاخر كل ذلك في إطار حجم الموارد والامكانيات التي يمتلكها طرف دون الاخر.
ثانيا: مفهوم النزاع:
يختلف أيضاً مفهوم التنافس عن مفهوم النزاع حيث يمكن تعريف النزاع اصطلاحاً على أنه ” توصيف بين طرفين او أطراف ذات كيانية مجتمعية تتسم بانسداد سبل التفاهم والاتصال بينهما، ويمكن أن يصبح هذا النزاع مُولِداً للعنف المادي الجسدي وخلافاً للعدوانية ولا يستقر ولا يهدأ الا بالقضاء علي أحد الطرفين بواسطة الأخر وإفناء حياته ، وهناك اتجاه يعرف النزاع على أنه “تسلسل ينطلق من نشوء أزمة حيث تتطور إلى نزاع قد يكون على شكل عسكري أو يتطور إلى أشكال أخرى اقتصادية، أمنية أو إعلامية” ، ومن التعريفات المهمة أيضاً لمفهوم النزاع هو تعارض ينشأ بين دولتين على موضع قانونى أو بينهم تعارض فى المصالح والأهداف سواء سياسية أو إقتصادية أو عسكرية ويختلف الحجم القانونى بشأن هذة القضية المثارة فإذا كان هذا التعارض داخلياً فيتم الحكم فيه بناءاً على القانون الداخلى للدولة أما إذا كان النزاع دولياً فيتم اللجوء الي قواعد القانون الدولي وقد عُرِف النزاع ايضاً Allen Vergison على أنه ” إنها تبدأ عندما تقوم دولة ما بشيء يكلف دولة أخرى الكثير، أو عندما تعتقد الدولة الأخرى أنها تستطيع تقليل خسارتها من خلال القيام بعمل مضاد ضد الدولة الأولى التي بدأت بالفعل المبادرة لذلك فإن الوضع يدل على أننا أمام دولتان، أو مجموعة من الدول تحاول تحقيق أهدافها في نفس الوقت” ، ولكن هناك شرط لابد أن يكون متوفر لنستطيع أن نطلق لفظ نزاع دولى على القضية المثارة وهو أن يكون النزاع بين دولة وأخرى أو منظمة ودولة أو بين منظمتين دوليتين.[28]
وبناءاً على ما سبق ذكرة نستطيع أن نقول النزاع الدولى: هو تصادم إرادات ومصالح الدول الوطنية هذا التصادم يكون سببه الرئيسي اختلاف وتعارض دوافع الدول وتصوراتها وأهدافها وإمكانياتها ومواردها مما يؤدي في النهاية الي أن سياسات هذه الدول تجاه بعضها أو هذه الأطراف تكون سياسات صدامية وخلافية أكثر من كونها سياسات قائمة علي التوافق، ولكن ايضاً هذه النزاعات تظل بعيده عن نقطة الحرب ، وبناءا على ما سبق ذكرة نستطيع أن نستنتج الفوارق بين ( التنافس، النزاع، الصراع) النزاع يخضع للقانون ولكن يختلف وفقًا للقضية المثارة فإذا كان داخليًا يخضع للقانون الداخلى للدولة وإذا كان دوليًا يخضع للقانون الدولى ، وهذا يعد فارق أساسى بين النزاع والتنافس وهو الخضوع للصفة القانونية علاوة على ذلك أن الصراع قد يكون بين قوتين متساويتين فى القوة والإمكانيات أو غير متساويتين أما التنافس فغالبا وفى معظم الأحيان يكون بين قوتين متساويتين فى الإمكانيات ،الموارد والقدرة على الصمود ، كما أن التنافس من الممكن أن يأخذ جانباً تعاونيًا وسلمياً في أغلب الاحيان، وهذا علي نقيض النزاع الذي يؤدي الى توتر العلاقات بين الدولتين وتحوله الى صراع في حالة عدم تسويته وقد يتحول التنافس أيضًا الى صراع عندما يدرك طرف ما بأن مصالحه القومية معرضة للتهديد والنزاع يختلف عن الصراع في كون الأول يكون محكوم باعتبارات ذات طبيعة قانونية ، أما الصراع تحكمه مفاهيم قيمية وعقائد فلسفية يصعب عندها أن تكون موضع اتفاق بالنسبة لأطرافها.[29]
بعض المفاهيم الأخرى التى وردت بالدراسة:-
١- مفهوم الأزمات فى العلاقات الدولية
مفهوم الازمة له أصول تاريخية حيث مفهوم الأزمة مرتبط بعلم الطب عند الاغريق حيث استخدمت كلمة (krino) وتعني الازمة أو نقطة تحول أو تغيير جوهري مفاجئ في جسم الانسان وانتقل مفهوم الازمة بعد ذلك الي العلوم الإنسانية ثم الي العلوم السياسية. هناك تعريفات عديدة لمفهوم الازمات الدولية حيث عرفتها (د/نورهان الشيخ) على أنها “موقف دولي مفاجئ يهدد بتحول جذري في الوضع القائم ويتسم بضيق الوقت المتاح لاتخاذ القرار، وتهديد المصالح الحيوية للأطراف المعنية” وعرفها العديد من المفكرين أبرزهم (تشارلز ماكليلاند) بأنها: “عبارة عن تفجيرات قصيرة، تتميز بكثرة وكثافة الأحداث فيها وتتميز أيضًا بالسلوك المتكرر أي أن كل أزمة تأخذ مسار مماثلا لغيرها”
وهناك تعريف أخر (لتشارلز ماكليلاند) حيث عرّف الأزمة الدولية بأنها “نوع خاص من التغير الجوهري في نمط العلاقات بين أطراف الصراع”
وعرّفها أيضاً (كورال بيل) على أنها “نقطة تحول في طبيعة العلاقة بين أطراف ما نتيجة ازدياد حدة الصراع بينهما وبلوغه مستوي يهدد بتغيير طبيعة العلاقات بين الدول”
ويعرفها (جون سبانير) على أنها” موقف تطالب فيه دولة ما بتغيير الوضع القائم وهو الأمر الذي تقاومه دول أخرى، مما يخلق درجة عالية من الادراك باحتمال اندلاع الحرب”
عرف (كينيث بولدنغ) أحد رواد مدرسة النظم السياسية الأزمة الدولية بأنها: “نقطة تحول في العلاقات الدولية أو النظام السياسي، أي أن الأزمة إنما هي أزمات النظام السياسي”
وأيضاً عرّفها أحد رواد مدرسة (صنع القرار) وهو جيمس روبنسون على أن “الازمة الدولية موقف بين دولتين أو أكثر يتم إدراكه من قبل صانع القرار”
وأيضاً عرفها (هولستي) وهو أيضا من أتباع تلك المدرسة على أنها “إحدى مراحل الصراع ومن أبرز مظاهرها هي أحداث مفاجئة غير متوقعة من جانب أحد الأطراف تؤدي الي رفع التوتر والتهديد الي درجة ترغم صانع القرار على الاختيار بين الاستسلام أو الحرب”، وبناءاً على ما تم ذكرة نستطيع أن نستنتج العديد من الخصائص المميزة لمفهوم الأزمة ومن هذة الخصائص الأتى
١- أن الأزمة تحدث بشكل مفاجئ لذلك تطلب تحول جذرى وفورى.
٢- تتسم الأزمة عامة بالغموض الشديد وعدم القدرة بالتنبؤ على مسار الأحداث فى المستقبل.
٣- الأزمة تمس القيم ، المبادئ والمصالح العليا والقومية للدولة لذلك صناع القرار يواجهوا تهديد كبير.[30]
وبناءاً على ما سبق ذكرة نستنتج أن الأزمة تتسم بصفة الشمولية والعموم ضف الي ذلك عنصر الاتساع الواضح في حجم النطاق عن باقى الظواهر الأخرى، علاوة على ذلك أن الأزمة تكون بمثابة تهديد خطير لإستقرار النظام السياسى داخل الدولة لأنها تأخذ شكل عمليات متداخلة وسريعة ضف إلى ذلك أنها تكون فى شكل من أشكال الصراع ،كما يعرفها علم الاجتماع انها ” اختلال يحدث في نظام القيم والتقاليد الى درجة تقتضى التدخل السريع لمواجهته والعمل على اعادة التوازن من خلال تطوير هذه القيم والتقاليد حتى تتلاءم مع التغير الناجم عن تطور المجتمع “ تتبلور مجموعة من الأسباب تؤدى إلى حدوث الأزمة من بينها ضعف النظام السياسى المسيطر على السلطة داخل الدولة مع عدم قدرتها على تنفيذ السياسات وتحقيق الإستقرار والأمن داخل الدولة ضف إلى ذلك ضعف وفساد النظام السياسى الحاكم داخل الدولة ، وهنا تظهر مشكلة عند تحديد أهداف ومصالح الدولة بشكل مباشر ودقيق وفقاً للإمكانيات والموارد التى تمتلكها فتظهر فجوة سياسية بين النظام والمواطنين أو المجتمع ، وهناك مشكلة أساسية فى حدوث الأزمات الدولية خاصة فى منطقة الشرق الأوسط والتي حدث بعد ثورات الربيع العربى وهى مشكلة مدى شرعية النظام السياسى وكيفية حصولة على السلطة السياسية داخل الدولة ، وكيفية تعاملة مع الأفراد والحقوق العامة والواجبات.
٢- مفهوم التدخل:
هو سلوك يكون خارجى عن الدولة سواء من جيرانها أو دول بعيدة عنها منظمات أو شركات ، تقوم بالتدخل فى الدولة بهدف تحقيق مصالحها وأهدافها عن طريق التدخل فى الشأن الداخلى للدولة الأخرى ، والتدخل لة أنماط مختلفة قد يأخذ شكل حصار إقتصادى أو قوة ناعمة عن طريق الضغوط سواء السياسية عن طريق التأثير على المصالح خصوصاً الدول المستوردة أو دبلوماسية وقد يكون تدخل عسكرى وله أيضا نمطان قد يكون مباشر عن طريق غزو دولة لدولة أخرى أو طريقة غير مباشرة عن طريق التهديد بإستخدام هذة القوة ، وهناك أيضا تعريفات متعددة لتدخل فقد عرف (جوزيف ناي) التدخل بمعناه الواسع على أنه “ممارسات خارجية تؤثر في الشؤون الداخلية لدولة أخرى “، أما معنى الضيق هو التدخل بالقوة العسكرية في الشؤون الداخلية لدول الأخرى.
وعرف (ماركس بيلوف) التدخل “على أنه محاولة من طرف دولة واحدة في التركيبة الداخلية والسلوك الخارجي لدولة واحدة باستخدام درجات متباينة في القمع كنتيجة منطقية للطبيعة الفوضوية للنظام الدولي”، وبناءا على ما سبق ذكرة نستنتج أن التدخل هو ظاهرة يكون فيها فرض لأهداف وسياسات الدولة المعتدية على الدولة التى تم الاعتداء عليها وقد يكون بطريقة مشروعة وله أسباب منطقية تستدعي التدخل مثل انتهاك حقوق الإنسان أو الضرر بالبيئة، وقد يكون بطريقة غير مشروعة عن طريق إختلاق الأسباب للتدخل فى شئون الدول بهدف تحقيق المصالح الذاتية.[31]
المبحث الثاني :النظريات المفسرة لظاهرة التنافس الأمريكي الروسي في منطقة الشرق الأوسط:
تتعدد النظريات التى تفسر الظواهر المختلفة فى حقل العلاقات الدولية، ومن بين هذة الظواهر ظاهرة التنافس الدولى التى تعد من الظواهر المختلفة التى تتسم بها العلاقات الدولية ، هناك العديد من النظريات التى تصلح لتفسير ظاهرة التنافس الأمريكي الروسي فى الشرق الأوسط نذكر منها على سبيل المثال النظرية الواقعية.
رؤية النظرية الواقعية للتنافس الأمريكي الروسي في الشرق الأوسط:
يرى أنصار هذة النظرية أن الهدف الأول والأخير لدولتى روسيا والولايات المتحدة الأمريكية هو تحقيق المصلحة الوطنية لبلادهم بغض النظر عن الوسيلة أو معاناة الشعوب التى تقوم بالتدخل فى أراضيهم؛ لذلك سنشير إلى الركائز التى تقوم عليها (النظرية الواقعية) لتساعدنا فى تفسير التنافس الأمريكي الروسي في الشرق الأوسط -ظهرت الواقعية في الأوساط الامريكية بين الحرب العالمية الاولي والثانية بالإضافة الي أن الفكر الواقعي له جذور في الفكر اليوناني عند توسيديد من خلال كتاباته عن الحرب البيلوبونيزية هناك العديد من المنظرين الواقعيين من أبرزهم (هانز مورجا نثو، ونيكولاس سيبكمان، وكينيث والتز وميكا فيلي وجيمس دورتي وغيرهم) يرى أنصار هذة النظرية أن النظام الدولى يتسم بالفوضى والإنسيابية بسبب عدم وجود قوة عليا وحقيقية تحكم العلاقات بين الدول سواء المتجاورة او التى تشترك مع الدول الأخرى فى منظمات أو غير ذلك ؛ لذلك يؤكد أنصار هذة النظرية أن الصراع والتنافس بين الدول يكون شئ بديهى بسبب التناقض فى المصالح والأهداف الخاصة وليس نتيجة مجموعة من الأحداث والوقائع[32].
وبناءاًعلى وجهة النظر السابقة الذكر نستنتج أن الصراع بين دولتى روسيا وأمريكا نتيجة لإختلاف فى المصالح بين الدولتين وليس نتيجة للتحول الذى حدث فى البلاد العربية عام ٢٠١١ أو ما يطلق علية ( الربيع العربى) علاوة على ذلك أن أنصار هذة النظرية يؤكدوا أن السياسة الدولية هى صراع للحصول على القوة ؛ لذلك تحرص الدول قاطبة أن تعظم قوتها فى كافة المجالات خصوصاً العسكرية ، هنا يظهر التنافس بين الدول فى زيادة القوة مما يجعلهم أعداء بسبب خوفهم من بعضهم البعض ضف إلى ذلك أنهم يروا أن الدولة هى الفاعل الرئيسى فى العلاقات الدولية أى أنهم قاموا بتهميش أو تجاهل لدور المنظمات الدولية والفاعليين الدوليين مثل الشركات متعددة الجنسيات وبالتطبيق على الدراسة نجد أن هذا الإفتراض صحيح ؛ لأن فى الأزمة السورية لم تقم الأمم المتحدة بدور حفظ السلام فى سوريا وهذا يعكس ضعف هذة المنظمة وخضوعها لقررات ورغبات الدول الكبرى المكونة لها وقد قامت دولتى روسيا وأمريكا بإستغلال هذة المنظمة لتبرير تدخلهم فى الشأن السورى أو ليجعلوا التدخل بطريقة شرعية أمام دول العالم ري الواقعية السياسية أن فهم وتفسير العلاقات الدولية مرتبط بالقوانين التي ترجع الي الطبيعة البشرية والتي هي صالحة لكل زمان ومكان في هذا الصدد يري أنصار النظرية أن البشر منذ الخليقة كائنات تتسم بالأنانية و السعى لتحقيق المصلحة الذاتية حتى ولو على حساب الأخرين ، وهذة السياسة بالطبع تؤثر على السياسة والعلاقات الدولية لأن من يأخذ القرارات كائنات بشرية ضد كائنات بشرية أخرى تمتلك رد الفعل وأكدوا أيضا على حتمية الصراع وأن السياسة هي أداة الصراع.[33]
المصلحة الوطنية:-
يعتبرها أنصار النظرية الواقعية أنها جوهر السياسة حيث أعتبر (هانز مورجانثو)
أن المصلحة الوطنية هى المحكمة فى سلوك الدولة لأن الدولة لا تقوم بأى فعل فى السياسة الدولية سواء إقليمياً أو دولياً إلا بهدف تحقيق مصالح وطنية ، حيث رفض أنصار الواقعية ما طرحة المثاليون وهو أن المصالح والأهداف الدولية متناسقة لأن المصلحة الوطنية تختلف من دولة لأخرى حيث هناك دول يوجد فى داخلها فوضى وتفكك وفجوة بين الشعب والنظام الحاكم وخلخلة فى النظام السياسى لذلك المصلحة الوطنية لهذة الدولة سوف يكون تحقيق الإستقرار والنظام داخلياً، فى حين هناك دول أخرى مستقرة من جميع النواحي؛ لذلك تكون المصلحة الوطنية لها هى زيادة قوتها والتفكير فى السيطرة على العالم إذن تعريف المصلحة الوطنية من وجهة نظر (مورجا نثو) “هي القوة، وأن المفهوم لا يفترض عالماً يسوده السلام، ولا يفترض أيضاً حتمية الحرب، وإنما يفترض أيضاً صراع مستمر وسلوك دبلوماسي فعال يقلص التهديد بالحرب” يرى الواقعيون أن الدول دائما تسعى لتقوية نفسها (إقتصاديا أو عسكريا أو سياسيا، إلخ) فالدول دائما تحرص لتكون قوية إما للترغيب أو للترهيب للدول الأخرى أو على الأقل الإحتفاظ بالقوة الحالية لها وبالتطبيق على الدراسة نرى أنه إفتراض صحيح ؛لأن روسيا تسعى بكل قوتها لإستعادة مكانتها داخل الشرق الأوسط بكل السبل، فى حين الولايات المتحدة الأمريكية تسعى أيضاً جاهدة لتبقى على قوتها داخل المنطقة علاوة على ذلك يرى أنصار الواقعية القوة وسيلة جوهرية لتحقيق المصلحة الوطنية خاصة القوة العسكرية لأنها من وجهة نظر الواقعيين أداة لممارسة التأثير الإقليمي والدولي وحماية للمصالح الوطنية للدول.
ومن هنا نستخلص أن النظرية الواقعية تفسر التنافس الأمريكي الروسي في الشرق الأوسط على ركيزيتين هما ( المصلحة الوطنية- القوة) وذلك وسعى كلا الطرفين فى تحقيق مصالحهم بغض النظر عن طبيعة هذة المصالح سياسية أو إقتصادية أو إستراتيجية حيث يروا أن المصلحة الوطنية هي التي تحدد سلوك والسياسة الخارجية للدولتين.[34]
الواقعية الجديدة:-
النظرية الواقعية أو الكلاسيكية تم تطويرها إلى الواقعية الحديثة أو الجديدة على يد العالم والخبير السياسى ( كينيث والتز) في كتاب نظرية السياسة الدولية الذي نشر في عام 1979م ، هناك بعض الركائز أو الإفتراضات يوجد بها تشابة أو إتفاق بين الواقعية والواقعية الجديدة منها على سبيل المثال لا الحصر إتسام الواقع الدولى بالفوضى والتشتت، وعدم وجود قوة واحدة عادلة وحاكمة للعلاقات بين الدول ضف إلى ذلك أن النظريتين تشابهى على أن الدولة هى الفاعل الرئيسى فى العلاقات الدولية وهى التى تمتلك إتخاذ القرارات بطريقة مستقلة، لكن اختلفت النظرية الواقعية الجديدة أن جوهرها (النظام الدولى) أما جوهر الأعمال السياسية وإتخاذ القرارات فى النظرية الكلاسيكية هو ( السلطة) ؛ لأن الدول تسعى دائما لتقوية السلطة وتعظيمها من شأن ذلك التنبؤ وتفسير سلوك الدول علاوة على ذلك أن النظرية الجديدة ترى أن الهدف الجوهري والقومى للدول هو (البقاء) أما الكلاسيكية ترى أن الهدف القومى هو(القوة) والسعى للحصول عليها بكافة السبل لذلك تختلف النظرية الواقعية الجديدة فى منهجها فى تفسير سلوك الدولة فى السياسة الدولية ؛ لأنها تجاهلت العملية التى تقوم بها الدول لإتخاذ قرار أو سلوك فى السياسة الدولية وهذا يكون نقد للنظرية الهيكلية أو الجديدة؛ لأنها لا تستطيع أن تفسر العديد من الأبعاد الجوهرية مثل الأبعاد الإقتصادية بتطبيق إفتراضات هذة النظرية على الدراسة نجد أن الأزمة السورية ترتبط بشكل كلى مع هذة النظرية والإفتراض المعنى بالهدف الجوهرى للدولة هو( البقاء) فأى دولة تحاول بكل قوتها للحفاظ على بقائها وعلى بقاء نظامها وكيانها السياسى ثابت ومستقر، وفى سبيل تحقيق ذلك تقوم بعقد التحالفات الخارجية سواء سياسية أو إقتصادية أو عسكرية ، وإستخدام القوة للحفاظ على كيانها السياسى فعندما قامت المعارضة السورية بمحاولة لإسقاط النظام السياسى فى الدولة قابلت رد عنيف وصارم مع عدم الإهتمام بالمطالب الثورية علاوة على إعطاء وعود بعيدة المدى؛ لتحقيق إصلاحات سياسية أو إقتصادية أو إجتماعية داخل البلاد وتم التعامل مع المعارضة السورية ومطالبها بكل قوة وعنف وبطريقة غير إنسانية ومجرم قانونيا حيث قامت السلطة بإستخدام القنابل الكيماوية مع إستخدام كل الوسائل العسكرية من أجل البقاء على النظام السياسى داخل البلاد مع عدم الإهتمام بأى حق من حقوق الإنسان أو الأخلاق أو الإنسانية لبقاء نظام بشار الأسد على رأس السلطة والنظام السياسى ، وهذا يتفق مع إفتراضات النظرية الجديدة.[35]
ونستنتج أن المنظور الواقعى فى تفسيرة للتنافس الأمريكى الروسى على الشرق الأوسط من جهة المصلحة القومية هو سعى كل الأطراف لتحقيق المصالح الذاتية بغض النظر عن أى إعتبارات أخرى، ويؤكد أن العلاقات الدولية والسياسية قبلتها ( المصالح) وغير ذلك يعتبر مجرد أفكار مثالية لا تمس الواقع بصلة علاوة على ذلك أن القوة لا غنى عنها ؛ لتحقيق المصالح الوطنية للدول والمصالح القومية من الأهداف الجوهرية والمصيرية لصناع القرار ومتخذية فى السياسة الدولية.
تفسير نظرية الدور للتنافس الأمريكي الروسي في الشرق الأوسط:-
كانت بداية نشأة نظرية الدور فى علم الإجتماع لتقوم بتحليل السلوك الذى يقوم بة الفرد فى المجتمع الذى يعيش بة وحققت العديد من النجاحات؛ لذلك إنتقلت إلى علم السياسة لتقوم بدور تفسير الظواهر السياسية نستطيع من خلال هذة النظرية أن نتعرف على السياسة الخارجية للدول الأخرى تجاة منطقة الشرق الأوسط من خلال معرفة الأدوار التى تقوم الدول بممارستها تجاة المنطقة ، ضف إلى ذلك تساعدنا على معرفة نوايا ومواقف الدول الخارجية تجاة الأزمات والصراعات التى تحدث فى المنطقة ؛ لذلك تمكنا من معرفة سبب التدخل فى الأزمة السورية والهدف من وراء هذا التدخل سواء من قبل أمريكا أو روسيا أو غيرهم، تعريف الدور “مجموعة من الوظائف الرئيسية التي تقوم بها الدولة في الخارج عبر فترة زمنية طويلة، وذلك في إطار تحقيق أهداف سياستها الخارجية، بينما عرّف (كال هولستي) بأنه “تعريفات صناع القرار للأنواع العامة للقرارات والالتزامات والقواعد والسلوكيات التي تصدر عن دولهم، وللوظائف التي ينبغي على أية دولة أن تؤديها على أساس مستمر سواءً في النظام الدولي أو النظام الإقليمي الفرعي”.
الإفتراضات الأساسية لنظرية الدور:-
١- مصادر الدور: أى ما تمتلكة الدولة من موارد وقوات سواء مادية أو غير مادية أو بمعنى أخر مدى ما تحتوى علية الدولة من إمكانيات تستطيع من خلالها أن يكون لها دور مؤثر على المستوى الإقليمى أو الدولى
٢- تصور الدور: بمعنى مدى إدراك صناع القرار لدور دولتهم على الصعيد الإقليمى أو الدولى فإمتلاك الموارد ،الإمكانيات ، الموقع الإستراتيجى و القوات العسكرية ليس شرطا لتلعب الدولة دور فعال ومؤثر فى الساحة العالمية لذلك تؤكد نظرية الدور على وجوب وجود معرفة ،خبرة ومهارة لدى صناع القرار؛ لأن ذلك يؤثر على سلوك الدولة الخارجى بشكل كبير لأن صناع القرار يقوموا بتوجية السلوك الخارجى لدولتهم فإتخاذ القرار يعتمد على تصور صانع القرار لإمكانيات ،موارد ومدى تأثيرها دولتة فى الساحة العالمية فمن الممكن أن يتخذ قرار يفوق إمكانيات دولتة فيعرضها للخسائر الخارجية التى يكون تأثيرها أكبر بكثير من الخسائر على المستوى الداخلى للدولة ضف إلى ذلك أن يتم تجهيز وتهيئة صناع القرار ليستطيعوا أن يتعاملوا مع البيئة الخارجية وكيفية التعامل معاها حتى يتم قبول الدور عندما يدخل مرحلة التنفيذ
٣- أداء الدور: هي مخرجات السياسة الخارجية من قرات وسلوكيات، وتعتمد على درجه فاعلية الأداء
لذلك نستطيع من خلال نظرية الدور والركائز التى تقوم عليها أن نفهم السياسة الخارجية لكلا من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الإتحادية تجاة منطقة الشرق الأوسط عموما وسوريا خصوصا علاوة على ذلك معرفة الأسباب التى تدفع الدول الخارجية فى التدخل فى شأن البلاد ، ومعرفة دوافع الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا لتدخلهما في الشرق الأوسط والازمة السورية.[36]
متغيرات الدراسة:
المتغير المستقل : ( التنافس الأمريكى الروسى)
المتغير التابع: الأزمة السورية
مؤشرات المتغير المستقل
حيث أن التنافس الروسي الأمريكي لم يكن وليد الازمه السورية فهاتين الدولتين فى مشاكل منذ التاريخ عندما دخلت الولايات المتحده الامريكيه فى الحرب العالميه الثانيه ودخلوا فى تنافس فى حرب بارده عندما كانت أمريكا ضد الاتحاد السوفيتى وعندما سقطت ورثت روسيا مكان الاتحاد السوفيتى باعتبارها أكبر قوه بين الدول المتفككه من الاتحاد ومنذ هذا التاريخ لم تشترك الدولتين فى حرب مباشره ولكن يقوموا بحروب خارج الدولتين تسمى بحروب الوكالة ويسعوا لتحجيم مصالح كلاً منهما فى منطقه الشرق الأوسط.
مؤشرات المتغير التابع:
بالنسبة للأزمة السورية عرفت سوريا في مارس عام 2011م أسوء التحولات في تاريخها حيث بدأت الأزمة السورية من خلال مجموعة من الاحتجاجات والمظاهرات التي سرعان ما تحولت إلى أزمة داخلية وحروب أهلية بين طوائف الشعب وبين النظام السوري والمعارضة السورية هو ما أدي الي التدخل الخارجي من القوي الاقليمية والدولية في الشأن السوري وعلي رأس هذه القوي الولايات المتحدة الامريكية وروسيا الاتحادية إذ تدخلت روسيا لدعم نظام بشار الاسد والذي تعتبره الحليف المقرب لها في المنطقة والذي تري في سقوط هذا النظام فقدان لأهم موطئ قدم لديها في الشرق الاوسط كما قد تفقد طرطوس الميناء الوحيد لها علي البحر المتوسط.
وعلي الجانب الاخر تقوم الولايات المتحدة الامريكية بتوفير الدعم للمعارضة السورية المتمثلة في قوات سوريا الديمقراطية وقوات الجيش الحر بالإضافة للمشاركة النشطة للجيش الأميركي ضد التنظيمات الارهابية وأبرزها داعش وجبهة النصرة وبالنسبة لواشنطن لا تقتصر المخاطر التي تهدد مصالحها على المنظمات المتطرفة مثل الدولة الاسلامية (داعش) والقاعدة وغيرها، بل تشمل إيران التي تسعى إلى إقامة ممر آمن لها يربط بين طهران وبيروت على ساحل البحر المتوسط حيث تري الولايات المتحدة الامريكية أن التمدد الايراني سوف يهدد مصالحها ومصالح حلفائها في الشرق الاوسط وأبرزهم إسرائيل من الجدير بالذكر أن حالة الاستقطاب الاقليمي والدولي انتقلت الي الداخل السوري عبر شراء القوي الدولية لنفوذ لهم في الداخل السوري عبر وكلاء محليين مما يؤدي الي تباعيه هؤلاء الوكلاء الي الخارج وتلقي الاوامر منهم وبالتالي أضحت التأثيرات الخارجية علي الازمة السورية هي التي تسيطر علي مجريات الوضع في سوريا ومع اختلاف مصالح الممولين انعكس هذا الاختلاف علي الداخل السوري لتصبح الحالة السورية ساحة حرب بالوكالة بين القوي الدولية والاقليمية المتنافسة علي النفوذ في سوريا.
فرضيات الدراسة:
-كلما زاد التنافس بين الولايات المتحدة الامريكية وروسيا في الشرق الأوسط ازدادت أزمات الشرق الأوسط.
-كلما تعارضت مصالح روسيا والولايات المتحدة الامريكية في سوريا ازدادت الازمة السورية تعقيداً.
-حل الازمة السورية أو عدم حلها مرتبط بمصالح الولايات المتحدة الامريكية وروسيا في سوريا.
المنهج المستخدم :
المنهج هو الوسيلة التي يتبعها الباحث من أجل التعرف علي الظاهرة محل البحث ، وتعتمد الدراسة على الملاحظة والتحليلي.
١-المنهج التحليلي
سنقوم بتحليل العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا حول الأزمة السورية وأثر التنافس بينهما علي تطورات الأزمة.
٢-منهج الملاحظة :
سنقوم بملاحظة ظاهرة تحدث ومتابعة تطورات الأزمة السورية وأثر التنافس الأمريكي الروسي علي مسار الأزمة.
٣-إعمال مقولات مفهوم المصلحة الوطنية والقومية باعتباره مفهوماً تحليلياً.
٤-مصادر جمع المعلومات
أولَي الباحثين اهتماماً خاصاً بالاعتماد علي عدد من المصادر بعضها أولِي متمثل في الوثائق التي تم الاعتماد عليه وبعضها ثانوي كالكتب والرسائل
٥-تم عمل استبيان واحصاءات مع فئة من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية حول مستقبل التنافس الأمريكي الروسي في سوريا وكانت نتائج الإستبيانات كالآتي
صوّت ٣٥ شخص علي أن ( الولايات المتحدة الأمريكية ) هي السبب الرئيسي وراء الأزمة السورية ، صوّت شخصان ل( روسيا ) ، وشخص واحد فقط ل( النظام الداخلي في سوريا ).
طرحنا سؤال آخر حول مستقبل التنافس الأمريكي الروسي في سوريا إذا ستستمر الأزمة أم لا فكانت النتيجة كالآتي :
٣٦ شخص صوّتوا لاستمرار الأزمة
وصوّت شخص واحد فقط لإنتهاء الأزمة
تم طرح سؤال أخير وهو في رأيك هل ستتدخل أطراف أخري في هذة الأزمة وكانت النتيجة بأن صوّت٣٦ فرد (بنعم) و٤ أفراد ب ( لا )
تقسيم الدراسة :-
- الفصل الأول:التدخل الخارجي للولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والأوضاع فى سوريا .
- المبحث الأول: أسباب الأزمة السورية السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
- الفصل الثانى : الإستراتيجيات الأمريكية الروسية تجاه الأزمة السورية.
- المبحث الأول: سياسة روسيا الاتحادية تجاة الأزمة السورية.
- المبحث الثانى : سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاة الأزمة السورية في عهد كلاً من أوباما وترامب.
- الفصل الثالث: المصالح الأمريكية الروسية في سوريا.
- المبحث الأول: دوافع تدخل الولايات المتحدة الأمريكية فى الأزمة السورية.
- المبحث الثانى: دوافع تدخل روسيا الإتحادية فى الأزمة السورية.
- الفصل الرابع: مآلات التدخل الأمريكى الروسى فى الأزمة السورية .
- المبحث الأول: تأثير التنافس الأمريكى الروسى على مسار الأزمة السورية.
المبحث الأول
الأسباب الكامنة وراء الأزمة السورية
تواجه الدولة السورية أخطر تحدى فى عصرها الحديث بعد أحداث مارس ٢٠١١ ،حيث حدثت أزمة إجتماعية وسياسية خطيرة ؛ أدت إلى وجود تفكك وصراع من الداخل وكانت هذة الأزمة معقدة من كافة النواحي سواء سياسيا أو إقتصاديا أو إجتماعيا على المستويات الداخلى والخارجي، ومن ثم حدثت أعمال عنف غير مسبوقة فى تاريخ الدولة السورية بين طرفى الصراع مما إستدعى التدخل الخارجى ليدعم كل منهم الطرف الذى يساندة.
أولا : أثر الأزمة السياسية ومشكلة المؤسسات على الأزمة السورية
بعد أحداث الثورات التى حدثت فى معظم الدول العربية التى سميت ( الربيع العربى) تغيرت معظم الأنظمة السياسية فى البلدان العربية نتيجة الإحتجاجات، لكن الإختلاف الذى حدث فى الدولة السورية كان ليس لة مثيل فى البلدان العربية الأخرى بسبب طبيعة النظام السياسى السائد فى سوريا والفاعلون الرئيسيون فى هذا النظام علاوة على ذلك طبيعة التحالفات سواء على المستوى الإقليمى أو العالمى وتأثيرها البالغ على إستمرار الأزمة داخل سوريا من الممكن الحديث عن أحد المشكلات السياسية التى أثارت الإحتجاجات داخل سوريا هو إستبداد الحزب الحاكم بالحياة السياسية داخل البلاد وكان داعم للسلطة قلبا وقالبا بقيادة الرئيس حافظ الأسد ومن بعدة بشار الأسد ، حيث صادر النظام العملية السياسية وقام بالإعتماد على الإستخبارات ، وهذا بدورة أدى إلى إنتشار الفساد داخل البلاد وعلى الرغم من المحاولات المتكررة من قبل الرئيس بشار الأسد لوضع العديد من الإصلاحات لحل المعضله السياسية مثل قيامة بالسماح لوجود منتديات وتجمعات سياسية وبدئت بالإنتشار فيما عرف بربيع دمشق والسماح بوجود حرية فى الرأى والتعبير وكان هناك العديد من المثقفين داخل هذة المنتديات وكانت تهدف إلى مساعدة النظام السياسى فى حملته الإصلاحية داخل البلاد ، ضف إلى ذلك الدعوة لعقد مؤتمر وطنى يضم كافة المؤسسات والأحزاب السياسية المعنيه داخل البلاد لعقد نقاش وحوار حول القضايا السياسية داخل البلاد بهدف تنشيط دور منظمات المجتمع المدنى[37]
والتأكيد على أهميتة داخل البلاد علاوة على ذلك وجود جماعة الإخوان المسلمين ومطالبتها بوجود قدر من الحرية والديمقراطية داخل الدولة السورية ؛ لأنها كانت تواجه العديد من الصعوبات فى الداخل السورى ، كانت تصف النظام السياسى أنة نظام قائم على الطائفية وكل ذلك حتى يجدوا ذريعة يستطيعوا من خلالها أن يعودوا مرة أخرى للحياة السياسية بعد أن تم طردهم من قبل المعارضة وفقدوا وجودهم على الساحة السياسية لذلك سعوا لوجودهم خلف النظام السياسى ومحاولة لحمايتة والحفاظ على إستقرارة ، وكان بشار الأسد يسعى لوضع سياسة إصلاحية من خلال القيام بالعديد من الإجراءات وهى ( فتح الصحف – إعطاء حريات- تخفيف الإعتقالات السياسية – الإفراج عن عدد من المعتقلين – فتح مكاتب إقليمية- السماح للأحزاب أن يكون لها دور فى العملية السياسية )، لكن حدثت المعضلة عندما تعارضت المطالب الإصلاحية للمعارضة والحرس القديم الذى رفض فكرة الإنفتاح وإقامة جوانب إصلاحية داخل البلاد وبناءا على ذلك عاد الرئيس بشار الأسد مرة أخرى إلى أدوات القهر والإستبداد السياسى للمعارضة، وبرر ذلك أن المجتمع السورى لا يصلح معه الإنفتاح الديمقراطى، أكد على أن عدم الإهتمام بالحريات السياسية والأساسية وعدم الإهتمام بالتحول الديمقراطي سوف يساعد ذلك على الحفاظ على الوضع السياسى، الإقتصادى والإجتماعى مستقرا داخل البلاد علاوة على تأكيدة أن المجتمع السورى ليس ملزم بإقامة جوانب إصلاحية فى هذة الفترة لأن هناك العديد من الأزمات التى يواجهها النظام خاصة بعد أحداث عام سبتمبر ٢٠٠١م ضف إلى ذلك عدم الفصل بين السلطات؛ مما أدى إلى تفاقم الأزمة السورية حيث طغت السلطة التنفيذية وتم إحتكارها وتشخيصها، وهذا بدورة أدى إلى إنتشار الفساد داخل البلاد وسوف نعرض كل جانب بشكل منفصل على النحو التالى:-[38]
الدوافع السياسية للأزمة السورية
النظام السياسى الشمولى: كانت سوريا يوجد بها ما يسمى ( بتكلس السلطة) أى وجودها فى يد شخص واحد لمدة طويله وهو حافز الأسد الذى حكم سوريا لمدة ثلاث عقود متواصلين ، وكان حكمه مستبد أحادى مطلق ومنع ما يسمى بالتدوال السلمى للسلطة ، ضف إلى ذلك إستخدامة لأدوات القوة وهم الجيش والشرطة لتنفيذ سياساتة وإستبدادة علاوة على ضم جميع الأحزاب السياسية للجانب الحزب الحاكم وهو حزب( الجبهة الوطنية التقدمية) بإستثناء حزب البعث وتن تجاهل الطبقة الوسطى وبالتالي تهميش العملية السياسية داخل البلاد علاوة على ذلك سيطرة الأجهزة الأمنية على الحياة السياسية ، إنتشار الفساد على كافة الأصعدة وفقدان القانون والدكتور وبالتبعية فقدان الحريات العامة داخل البلاد.
هيمنة السلطة التنفيذية وشخصنتها وغياب التوازن بين السلطات: من العوامل المهمه التى أثرت على سوريا، وأدت إلى تعميق الأزمة السورية هو عدم وجود فصل بين السلطات وقيام كل سلطة بتنفيذ واجباتها وعدم التعدى على صلاحيات وإختصاصات السلطات الأخرى حيث قام النظام السياسى السورى على هيمنة من قبل السلطة التنفيذية المتمثله فى رئيس الدولة على السلطتين الأخريتين التشريعية والقضائية وكانت السلطات الأخرى مجرد وجود شكلى وليس لها قيمة ،؛ لأنها لا تقوم بدورها مثل ( مجلس الشعب) من المفترض أنة هيئة تقوم بسن التشريعات والقوانين كان مجرد ديكور داخل النظام السياسى السورى وتم السيطرة علية من قبل السلطة التنفيذية وإصدار تشريعات طبقا لأهدافها ومصالحها ، علاوة على ذلك العمل على التقليل من إستقلال القضاء ، ضف إلى ذلك إنتشار الفساد والظلم والإستبداد لأن هناك حزب البعث الذى يحتكر الحياة السياسية بشكل كلى فكان ذلك يعطى الرئيس صلاحيات كبرى سواء فى الأوضاع العادية أو الاستثنائية، حيث كان الرئيس السورى يسيطر على السلطتين التشريعية والتنفيذية ناهيك على حصولة على صلاحيات قضائية يعطيها له الدستور والقانون السائد فى البلاد أى دمج السياسة بشخص الرئيس حافظ وإبنة بشار ممارسة ومنهجا علاوة على ذلك السعر لنشر قيمة ومعتقداتة وميولة على كل مؤسسات المجتمع ، ضف إلى ذلك جعل كل السلطات تحت سيطرتة (فهو رئيس الجمهورية – القائد الأعلى للجيش – الأمين العام للقيادة القطرية و رئيس السلطة التنفيذية و التشريعية، و هو من يعين أعضاء المحكمة الدستورية العليا الذي يكون لهم سلطة محاسبه الرئيس السلطة التنفيذية.[39]
الإستبداد بالسلطة والعمل على توريثها: فى الدولة السورية كان هناك إستبداد بالسلطة من قبل حافظ الأسد وعمل جاهدا أن يحول النظام السياسى من جمهورية تداولية إلى جمهورية وراثية عن طريق طرح العديد من السيناريوهات لتوريث السلطة لولدة باسل ومن بعده بشار بعد أن توفى وقاوم الشعب السورى هذة السياسة؛ لأن هذة السياسة تفقد ما يميز الجمهورية عن الملكية، ولكن إعتراض الشعب لم يجدى بطائل وتم تأهيل بشار الأسد وأعطوة صلاحيات ، وتم وضعها رئيس للدولة بقوة السلاح فضطر الشعب السورى أن يقبل بشار كرئيس طالعين أن يكون مختلفا عن والدة فى حكم البلاد، لكن ذاك لم يتحقق ولو تختلف أى سياسة من السياسات التى كان يطبقها حافظ الأسد فبشار ما هو إلا شخص لإستكمال السياسات القديمة ويتم التعبير عنها بصطلح سياسى ( بيع النبيذ القديم فى أكواب جديدة) أى مجرد تغير الوجوة، ولكن العقيدة والسياسات ثابتة.[40]
إنتشار الفساد: إستمر فساد النظام وتضافعت خسارتة ، ولم يستطع أن يحقق خطط إصلاحية مما أدى إلى قيام الطبقة الوسطى بحشد الشعب ضد نظام الحكم ، ودعت إلى إقامة حوار وطنى عام بسبب عزلها وتجاهلها ونبذها من الحياة السياسية داخل دولة سوريا ومن نتائج هذة السياسات بالإضافة لوجود نظام ديكتاتورى فى النظام السياسى والسيطرة على الأحزاب السياسية ؛ أدى ذلك إلى تجاهل وتهميش الحياة السياسية لأن يوجد حزب واحد داعم للحكومة المركزية هو حزب( البعث العربى الإشتراكى) مع وجود العديد من الأحزاب الأخرى الضعيفة والصورية والنظام السياسى السورى وضح أنة قام بالسيطرة وممارسة الإحتكار على الحياة السياسية ؛ حتى يستطيع أن يحمى الدولة من الكيان الصهيوني وتجنيبها الدخول فى صراعات إقليمية ودولية لمد النفوذ إليها.
ثانيا: المعضلة الإقتصادية ودورها فى حدوث الأزمة السورية
قام حزب ( البعث) بإعتبارة القوة التى تتولى زمام الأمور فى الدولة السورية بتجاهل الضمان الإجتماعى المقدم للشعب مع العمل بأليات السوق ، وهذا بدورة أدى إلى تقلص الإنفاق العام مع ترجع الإقتصاد فى البلاد ، علاوة على ذلك تم إسناد مهمة الإقتصاد والإنتاج للقطاع الخاص فى ظل تراجع وتدهور أداء الحكومة من الناحية الإقتصادية، وتحول الإقتصاد السورى إلى إقتصاد ريعى وخدمى أى إقتصاد غير منتج مستهلك فقط يقوم على تقديم الخدمات مثل السياحة وينتظر العائد من العملة الأجنبية لكى يتطور، وهذا بالطبع مؤشر خطير ، وهذا بدورة أدى لعدد من النتائج على المستوى الإقتصادى، وهى انخفاض في القوة الشرائية العامة بحوالي 28٪ وانخفاض في مشاركة القوى العاملة بنحو 16 مليون سوري ، أو حوالي 24٪ من الدخل القومي. تراجع جودة الخدمات وارتفاع أسعارها، فضلاً عن ارتفاع معدلات البطالة المقدرة بأكثر من 37٪، مما يشير إلى فشل الاقتصاد السوري في استيعاب الداخلين المحتملين إلى سوق العمل ضف إلى ذلك موجات الجفاف المتابعة التى أثرت على الإنتاج الزراعى وحجم المحاصيل الزراعية مع تعطل كافة قطاعات التشغيل ، وتساعد العوامل الإقتصادية والإجتماعية لفهم ومعرفة العلاقة بين الأطراف الثلاثة الدولة والمواطنين والسلطة ومن الجدير بالذكر أن الدولة السورية أصبحت من الدول المستوردة للطاقة بعد أن كان النفط مصدرا رئيسيا للدخل فى الدولة ، مما شكل تحديات أخر للدولة وكيفية الخروج من الأزمة الإقتصادية وكما ذكرنا أن موجات الجفاف أثرت على حجم الإنتاج الزراعى مع عدم وجود أساليب رى حديثة وتأخر المشاريع المائية مما زاد من حجم الأزمة ، وهذا بدورة أدى إلى حدوث إنكماش فى الإنتاج الزراعى مما أثر على كمية السلع الموجودة بالسوق مما أدى إلى زيادة معدل التضخم ،وهناك أيضا من يعتبر وجود عامل اقتصادي آخر سبب في حدوث هذا الفتيل داخل سوريا والمتمثل في النظام السوري الممانع قد أصبح عقبة أمام مشروع الغاز الذي ينطلق من قطر مرورا بالسعودية والأردن ثم سوريا عابرا الى اوروبا من خلال تركيا و ان وجود الأسد بصيغته الحالية يجعل هذا المشروع الاقتصادي محكوم عليه بالفشل لكونه آخر حلفاء روسيا في المنطقة[41]
وبناءا على ما سبق يممكنا أن نلخص مختلف الأزمات التى عان وما زال يعانى منها الإقتصاد السورى على مر تاريخة حتى قبل إندلاع الأزمة داخل سوريا
١- إعتماد الإقتصاد السورى بشكل أساسى على النفط مما يعنى أنة إقتصاد ريعى ، وهذا بدورة أدى إلى بطء عملية النمو الإقتصادى ؛ لأن معدلات الإنتاج من النفط قلت عن الكمية المعتادة ، وهذا بدورة أدى إلى صعوبة فى الحصول على العملة الأجنبية مما سبب مشاكل أزمة فى المالية العامة وميزان المدفوعات وزيادة الإستيراد مما أثر بالسلب على مستويات المعيشة داخل الدولة السورية.
٢- إرتفاع معدلات التضخم المالي الذي أضر بالاقتصاد السوري حيث تجاوز معدل التضخم بنسبة 15٪ حسب تقديرات المركز الاقتصادي السوري، و10٪ بحسب البيانات الحكومية.
3-إنتشار الفساد داخل الدولة مع تراجع الإستثمارات المحلية والأجنبية مما أثر على أجهزة الدولة أن تقوم بوظائفها على أكمل وجة مما أثر على قدرة الأفراد أن يقوموا بوظائفهم وضعف القدرات الإنتاجية فى كافة المجالات.
٤-غياب القدرة على الإعتماد على الثورة البشرية، لأن الأفراد داخل الدولة الثورية يفتقروا لمستويات التعليم المرتفعة التى تساعدهم على المنافسة مع الدول الأخرى فى كافة المجالات ضف إلى ذلك غياب خريطة واضحة المعالم للإقتصاد السورى
٥- وبناءا على ما سبق من أزمات أدى إلى زيادة الاستيراد من قبل الدولة السورية وقلة الصادرات مع ضعف الصناعات التحويلية، وإنخفاض العائد من الإقتصاد السورى مما أثر بالسلب على تحسين حياة المواطنين.[42]
ثالثا: أثر العوامل الإجتماعية والبشرية على إندلاع الأزمة السورية
يعد المجتمع السوري من المجتمعات المعقدة نوعا ما حيث يوجد به مكونات ثقافية مختلفة وهوية، طوائف ، أعراق وإختلافات دينية ، ومع وجود حصانة لدى الشعب السورى تمنع المجتمع من التفكك ساعد ذلك النظام فى حكم البلاد والظهور بمظهر حامى حقوق الأقليات الدينية فيحكم السيطرًة على البلاد من خلال مصالح ربط بها كافة المكونات القومية والدينية والفعاليات الاقتصادية والاجتماعية وبات هو مركز التوازن لها والمسيطر عليها التي تنهار بانهياره ، وظل النظام السورى معتمدا بشكل أساسى على الأيدولوجية مع رفض فكرة الطائفية والعرقية ، حيث أن المجتمع السورى لم يعترف إلا بالعرب كمكون للمجتمع السورى ، وكان لا يعترف بالأكراد وحريمهم من الجنسية السورية حتى جائت أحداث ٢٠١١ والربيع العربى فضطر النظام السورى الإعتراف بالأقلية السورية وإعطائها الحكم الذاتى حتى يتم من التخفيف من الضغط المجتمعى وظل البعد الطائفى متأصل داخل المجتمع السورى ولكن فى شكل خفى ، ولكن بعد أحداث حماة في الثمانينيات ، إلى ظهور عقلية سياسية معقدة ومثيرة للقلق، فهي تستند إلى فرضية حكم الأقلية على حكم الأغلبية ، التي ادعى النظام أنها تحاربها على مستوى خطاب مؤسسة الدولة والتنظيمات “العربية” ، بينما كانت مدعومة ومكرسة على مستوى الأجهزة الأمنية الحاكمة. وكما ذكرنا من قبل كان حكم حافظ الأسد حكم ديكتاتورى وخلفة فى ذلك نجلس بشار الأسد الذى كرس عدم المساواة بين شرائح المجتمع السورى فالنظام السوري يعتمد على النمط العائلي – العشائري – الطائفي والذي يعتبر بحد ذاته عودة إلى إرث المجتمع الإقطاعي الذي قام حزب البعث على نبذه ومحاربته ، علاوة على ذلك إستمر المجتمع السورى مستندا إلى طائفة على حساب طائفة أخرى والدليل على ذلك قيام النظام السورى بعدم دخول أى أفراد من الجيش أو الشرطة من السنية والعمل على إحلال العلويين مكان السنية وذلك منذ الأحداث الدامية التي شهدته سوريا في الثمانينيات ،فتخوف النظام من حدوث أي انقلاب جعله يتبع مثل هذه السياسات ضف إلى ذلك وجود التميز العرقى داخل الدولة السورية حيث أن النظام لم يعترف بحقوق الأقلية الكردية ولم يسمح بحصولهم على الجنسية السورية إلا بعد أحداث مارس ٢٠١١ فى محاولة منة لتخفيف الضغط الإجتماعى المتزايد إعترف النظام بحقوق الأقليات وأعطاهم الحكم الذاتى فشل النظام السورى فى نشر ثقافات واعية للمجتمع قادرة على مواكبة التحديات التى تعوق تحقيق التنمية بشكل صحيح وعلمى ، حتى يستطيع المجتمع أن يتخلص من أخطاء الماضى التى دهورت المجتمع ووضع أسس جديدة وواعية قادرة على مواكبة التنمية العالمية المتسارعة والمتغيرة بشدة ، حيث أن المجتمع السورى محكوم بالعديد من العادات والتقاليد القائمة على العشائرية مما أدى إلى عدم وجود تنظيم للأسرة مع إعتماد الأفراد على أسباب دينية لزيادة الإنجاز مما أدى إلى إنفجار سكانى غير منظم بمعدل مليون نسمة كل أربع سنوات، وبالبتأكيد سوق العمل المحلى غير قادر على إستيعاب كل هذة الأعداد ، وهذا بدورة أدى إلى إرتفاع معدل البطالة بين الشباب الذين فى سن العمل ومحاولة معظم الشباب فى الهجرة خارج البلاد بحثا عن فرصة أفضل فى تحسين حياتهم مما أثر على الإنتماء والولاء للمجتمع السورى وجعل هؤلاء الشباب فريسة سهلة للمعتقدات والمخططات التى تعارض المجتمع السورى والسخط على عاداتة وتقاليدة وبناءا على ما سبق ندرك أن النظام السياسى فى دولة سوريا أهم عامل فى وجود سياسة تفضيلية داخل المجتمع التى تعتمد على انتشار السياسات الطائفية، والسيطرة شبه الكاملة على مفاصل الحركة النقابية الاقتصادية والعمالية، التي تستطيع أن توحد المواجهة ضد السياسات الطائفية كل هذا ساعد على صعود الخطاب الطائفي ، وكذلك صعود أقوى التيارات المحافظة والرجعية ، التي تتجلى الآن في شكل حركات أصولية وطائفية ، أعطت الثورة السورية شكلاً غير مناسب.
وبناءا على كل هذة العوامل سواء السياسية أو الإقتصادية أو الإجتماعية التى شهدها المجتمع السورى قبل أحداث ٢٠١١ التى اتسمت بالجمود السياسى ووجود دكتاتورية فى الحكم والسيطرة على كافة مؤسسات الدولة، مع تجاهل القضايا والحريات السياسية لحساب مصالح إقتصادية قائمة على الخصخصة وتتماشى مع أهداف رجال الأعمال الموجودين بالدولة و حالة الظلم والإستبداد السياسى، وهذا بدورة أدى إلى التأثير السلبى على الفئات الضعيفة والمهمشة داخل المجتمع السورى ؛ فزاد مستوى الفقر وتدهورت الأحوال المعيشية للأفراد ، ومع غياب دور كل مؤسسات المجتمع المدنى سواء( أحزاب -نقابات رأى عام) فى توصيل أصوات المواطنين والمطالبة بحقوقهم من النظام الحاكم لم يبق إلا الشارع وسيلة للاحتجاج على الواقع الاقتصادي والسياسي والاجتماعي.[43]
نور الدين خضر مرجع سبق ذكره ص120ص122
ربيع نصر ومؤلفون أخرون مرجع سبق ذكره ص52ص53
رابعا : أثر العوامل الديموغرافية والجيوبولتيكية على إندلاع الأزمة السورية
الموقع الجغرافي وسمات الشعب السورى لة تأثير بالغ الأهمية على حدوث الأزمة السورية ، ومن المستحيل أن نفهم طبيعة الأزمة وإستمرارها حتى الأن دون الإستعانة بتأخير الجغرافيا أو الموقع على السياسة ولنفهم تأثير ذلك على المستوى الإقليمى والعالمى ؛ فالدولة السورية تقع فى منطقة الصراعات وهى منطقة الشرق الأوسط منطقة صراعات عبر التاريخ سواء بين بعضهم البعض أو دخول الدول الكبرى لتحقيق مصالحها فتسير الفتن داخلها والدولة السورية لم تسلم من تلك الصراعات بسبب موقعها الجغرافي وسمات شعبها، وهي دولة تقع في جنوب غرب آسيا وتقع في الطرف الشرقي للبحر الأبيض المتوسط وشمال شبه الجزيرة العربية يحد سوريا لبنان وإسرائيل من الغرب وتركيا من الشمال والعراق من الشرق والأردن من الجنوب ومن هنا نلاحظ أهمية الموقع الجغرافي للدولة السورية حيث مركزية الدولة في المنطقة وقربها من بعض أكبر البلدان الغنية بالطاقة في العالم جعلتها عاملاً حاسمًا ومن الدول ذات الثقل الاستراتيجي في المنطقة كما أن موقع سوريا جعلها عاملاً حاسمًا في احتمال إنشاء اثنين من خطوط أنابيب الغاز الرئيسية: خط أنابيب إيران والعراق وسوريا (“خط الأنابيب الإسلامي”) وخط أنابيب قطر والمملكة العربية السعودية والأردن وسوريا وتركيا (“قطر- خط أنابيب تركيا “) لتوريد الغاز من إيران وقطر إلى أوروبا علاوة على ذلك إحتياج الدول الأوروبية للغاز الطبيعى والإعتماد على روسيا فى الحصول على النسبة الأكبر من الغاز الطبيعى وروسيا تعد الحليف القوى لدى دولة سوريا كما أنها وسيلة للحفاظ على مصالح دولتى روسيا وإيران بسبب موقعها الإستراتيجى حيث ترغب روسيا في الحصول على معقل في ميناء طرطوس السوري على البحر الأبيض المتوسط ، حيث يوجد للأول منشأته البحرية الوحيدة خارج أراضيها حيث تنظر إيران إلى سوريا على أنها خط إمداد مباشر آمن إلى حزب الله، والوصول للمليشيات الشيعية داخل دولة لبنان ضف إلى ذلك تريد إيران إستخدام سوريا لتحقيق هدفها التوسعى داخل الهلال الشيعى ؛ لأن وجود العديد من الأنظمة الشيعية داخل المنطقة رسخ وزاد من العداء بين النظام والكيان الصهيوني مع زيادة تعقيد سياسات الشرق الأوسط بسبب العلاقات السيئة مع دول الخليج العربى ضف إلى ذلك تعقيد العلاقة بين دولة سوريا والولايات المتحدة الأمريكية بسبب قربها من العدو المعتاد ( روسيا) وإيران مع دعمها لحزب الله
علاوة على ذلك، فإن السمة الديمغرافية الفريدة لسوريا لها أيضًا أهمية كبيرة، ويقدر إجمالي عدد سكان سوريا 22.5 مليون نسمة ينتمون إلى مجموعات عرقية ودينية متنوعة يشمل العرق في سوريا العرب 90 في المائة، والأكراد من 8 إلى 10 في المائة، والأرمن 1 في المائة والآخرين 1 في المائة، من حيث الدين، يبلغ عدد سكان سوريا 90 في المائة من المسلمين (74 في المائة من السنة و 10 في المائة من العلويين، و 3 في المائة من الدروز ، و 3 في المائة من الإسلاميين الإسماعيليين ) و 10 في المائة من المسيحيين هناك أيضًا مجتمع يهودي سوري صغير (4500) هذه الانقسامات العرقية والدينية هي جزء آخر من التعقيد في سوريا.[44]
الفصل الثاني
المبحث الأول
سياسة روسيا الإتحادية تجاة الأزمة السورية
بسبب التغيرات التى شهدتها الدولة السورية وضعت دولة روسيا فى مأزق لأن سوريا هى الحليف الإسترتيجى فى منطقة الشرق الأوسط لدولة روسيا كما أنها سوق لتصريف المنتجات الروسية ضف إلى ذلك الدولة السورية لها أهمية كبيرة فى حسابات القيادة الروسية الحالية المتمثلة فى فلاديمير بوتين ؛ لأن سوريا تطل على البحر الأبيض المتوسط وإسرائيل ولبنان وتركيا والأردن والعراق يجعلها تحتل أهمية كبرى من أن يُسمح بخسارتها ضف الي ذلك أن التغيرات والإحتجاجات التى تحدث داخل الدولة السورية من الممكن أن تسفر عن وجود نظام حاكم غير موالى لدولة روسيا على عكس النظام الحالى الذى يمتلك علاقات قوية وإستراتيجية مع دولة روسيا.
لذلك سعت الدولة الروسية لحل هذة الأزمة وعدم حدوث تغيرات تضر بمصالحها فى النظام السورى ، حيث أن سوريا منطقة إستراتيجية طالما بحثت عنها الدولة الروسية أن تمتلكها لتصريف منتاجاتها وبالتالي إذا أهملت روسيا الأوضاع فى الدولة السورية سوف تخسر حليفها الإستراتيجى وسوقا خارج البلاد لتصريف صادرتها ، وبناءا على ماسبق سعت روسيا جاهدة أن تدعم النظام السياسى الحاكم للبلاد والموالى لروسيا المتمثل فى بشار الأسد وقامت بالتشكيل فى أحقية التغيرات والإحتجاجات التى حدثت فى عام ٢٠١٢ حتى تبرر المشروعية للنظام الحاكم لقمع هذة الثورة بالقوة والسلاح والعنف وهذة جهود داخلية وعلى المستوى الخارجى عملت روسيا على تناول الأزمة السورية فى محادثات مع الولايات المتحدة الأمريكية ولكن رفضت الولايات المتحدة الأمريكية كل مساعى روسيا للحفاظ على النظام القائم اقترحت روسيا صفقات تتراوح بين التنازلات في سوريا والمرونة الأمريكية في أوروبا الشرقية والقوقاز والدرع الصاروخي وهو ما رفضته الولايات المتحدة الامريكية نظرا لتدني القيمة الاستراتيجية لسوريا بالنسبة للرؤية العالمية للإدارة الامريكية وقد سبق وان استخدمت روسيا والصين حق النقض في مجلس الامن ضد قرارين يتعلقان بالأوضاع في سوريا، يتضمنان شيء من التدخل وذلك في 2011/ 2012م، من هذا بدأت تتكشف الصراع الدولي حول سوريا.[45]
روسيا كانت معترضة على أى محاولة لتدخل الخارجى لحل الأزمة السورية أو تغيير النظام الحاكم المتمثل فى بشار الأسد وعدم نقل السلطة لأى هيئة أو شخص حتى لو كان نائبة ؛ لأن روسيا تعتقد أن ذلك سوف يكون ذريعة وتمهيد لدخول الولايات المتحدة الأمريكية والسيطرة على المنطقة والحليف الإستراتيجى لها والدليل على ذلك أنها عارضت تدخل الناتو فى ليبيا فروسيا تعتقد أنها تم خداعها فى القضية الليبية ،لذلك أعلن الرئيس الروسي أنه “لا توجد رغبة إطلاقا في أن تحذو الأحداث في سوريا النموذج الليبي حيث يتم إستخدام قرار مجلس النواب حتى تضفى على إقامة عملية عسكرية على سوريا ؛ لذلك روسيا ترفض وتحجم كل الطرق لتدخل القوى الخارجية فى الأزمة السورية لأنها تعتقد أن ذلك هدف لإجاد قدم لدى الولايات المتحدة الأمريكية والإطاحة بنظام بشار الأسد الموالى لروسيا وتنصيب سلطة أخرى موالية للولايات المتحدة الأمريكية مثلما حدث فى دولة العراق ؛ لذلك روسيا قامت بتعديل كل الطرق التى تضفى الشرعية على التدخل الأجنبى فى الأزمة السورية سواء تدخل إقليمى أو عالمى ، وكانت روسيا توجة اللوم للمعارضة السورية وتصفها بأنها السبب فى وجود الأزمة وتفاقمها حتى الأن وتحويلها إلى حرب أهلية لأنها تمتلك السلاح فى وجة الجيش النظامى السورى.[46]
من الواجب علينا ذكرة فى الفترة التى كانت الولايات المتحدة الأمريكية تجهز إلى ضربة عسكرية للنظام السورى بسبب خرقة لقانون الدولى لحقوق الإنسان، وإستخدامة الأسلحة الكيماوية ضد ريف دمشق تدخلت روسيا سريعا وإقترحت مبادرة أو تسوية سياسية لحل الأزمة بعد أن تأكدت أن التدخل الأمريكى العسكرى على المحك فأقترحت إنشاء مبادرة تدعو فيها سوريا للإنضمام وتنص المبادرة على حظر إنتشار الأسلحة الكيماوية والكشف عن مقار انتاجها وتفكيكها وتدميرها، وكذلك تدمير ترسانتها الكيمياوية، وإستطاعت روسيا من تأجيل الضربة العسكرية وأقنعت الرئيس باراك أوباما بالجوء للحلول السياسية لتسوية الأزمة السورية وحرصت روسيا وسعت جاهدة لحل الأزمة بالطريقة السلمية للأزمة ،والذي نص علي تشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة كخطوة ضرورية على طريق حل الازمة سياسيا ، ولكن روسيا سعت جاهدة أن تأكد أن نظام بشار الأسد الموالى لها جزء المرحلة الإنتقالي وكان ذلك فى ختام مؤتمر جنيف الأول وإعتبار نظام بشار جزء من التغيير فى سوريا وربط مصيرة بإرادة الشعب ، لكن تفكك الأطراف المعارضة مع وجود تجاذبات دولية منع تنفيذ ما تم التوصل إلية حيث أن هناك تضارب فى المصالح للأطراف الدولية وإختلافات بين المعارضين ومن يدعمهم أدى إلى فشل كل الأساليب لحل الأزمة السورية ، وفى منتصف عام ٢٠١٥ قامت روسيا بإتباع الأسلوب الدبلوماسي فأرسلت بعثة إلى السعودية تحت عنوان محاربة (ارهاب تنظيم الدولة الاسلامية)، ودعت إلى وجود تعاون بين بعض من الأحزاب المعارضة مع النظام السورى لكن السعودية رفضت الاقتراح الروسى ؛لذلك روسيا لم تجد أمامها إلا التدخل الصريح لحماية النظام السورى من الإنهيار.[47]
من الجدير بالذكر أن الدعم الروسى للنظام السورى فى الحرب الأهلية كان مقتصر فقط على الدعم الدبلوماسي مع تقديم أسلحة وذخيرة ومنشئات عسكرية مع وجود تدريب وإستشارات عسكرية للجيش السورى الذى يخوض حرب ضد جماعة من المتمردين السوريين ،ولكن مع مرو الوقت وتصاعد الأزمة والصراع بين المتمردين و(الجيش الحر ) المنضم للمعارضو السورية خسر الجيش النظام السورى خسائر فادحة وفقد مناطق إستراتيجية فتراجعت الروح المعنوية بشدة للجيش النظامى السورى وفقدوا الثقة فى أنفسهم ودفعهم إلى التراجع عن حدود محافظة اللاذقية الساحلية للدفاع عن دمشق بشدة ، وفى عام ٢٠١٥ كان بشار الأسد متولى السلطة منذ أسابيع قليلة فقام بدعوة روسيا رسميا للتدخل فى الحرب الأهلية فى سوريا لمساعدة النظام على الجماعات الإسلامية الإرهابية وخاصة تنظيم ( داعش) ، وتزامن وقت التدخل الروسى المباشر فى الحرب الأهلية مع تلقى الرئيس بشار الأسد تهديدا بالإطاحة من الحكم من قبل الجيش الحر والجماعات الإرهابية التى استولت على مناطق إستراتيجية من النظام الحاكم ، ولكن التدخل الروسى عكس الموازين وصب فى صالح النظام السورى. [48]
روسيا تؤكد ضرورة مواجهة الإرهاب فى دولة سوريا حتى لا تعود الأنشطة الإرهابية فى منطقة القوقاز مرة أخرى التى كانت تعانى من الهجمات الإرهابية عليها إضافة إلى ضرورة حماية النظام السياسى السورى بقيادة بشار الأسد ،وتقديم الدعم العسكرى لة حتى لا يتمكن المتمردون من الإطاحة بالنظام السياسى خاصة أنهم حقوقوا نجاحات وإستولوا على مناطق إستراتيجية من الجيش السورى ، كما أن النظام السورى هو نظام يتمتع بالشرعية والمشروعية فإذا تم هزيمه النظام والتخلص من الحكم سوف تدخل الدولة السورية فى حالة من التشرذم والفوضى، وبناءا على ما سبق تحركت روسيا لدعم النظام السورى عن طريق الغارات الجوية على كلا من الجيش الحر والمتمردين فى سبتمبر عام ٢٠١٥ وبالطبع وجود دعم روسى لدى الجيش السورى سوف يزيد من المعنويات التى فقدها الجيش فى حربة ضد داعش والجيش الحر بسبب الهزائم المتتالية ولكن الحرب الأهلية ما زالت مستمرة مع عدم وجود ملامح لحل هذة الأزمة.
روسيا دائما تفضل الحلول السلمية والدبلوماسية لحل الأزمة فى سوريا ، وتحاول جاهدة أن تحافظ على نظام الأسد الموالى لها ولسياستها ومصالحها ولا ترضى بأى شكل أو حل أن يسقط نظام بشار الأسد ، وهذا يدل على أن روسيا تستغل الملف السورى فى صراعتها مع الدول الغربية خاصة الولايات المتحدة الأمريكية علاوة على ذلك دور روسيا فى تهدئة الرأى العالمى من خلال مؤتمر جنيف( ٢ و٣ ) ، وعقدت لكى تجد حلول دبلوماسية وسلمية للأمة السورية ، وكانت روسيا تؤكد أن الأزمة السورية لن يتم حلها إلا بعد القضاء على الجماعات الإرهابية وكان العنصر الأهم الذى يتم مناقشتة فى هذا المؤتمر من قبل الدول الكبرى ومتخذى القرار هو نظام بشار الأسد إمكانية إستمرارة فى الحكم على الدولة السورية من عدمة.[49]
من الجدير بالذكر أنة فى شهر إبريل من عام ٢٠١٨ تحركت الولايات المتحدة الأمريكية ووجهة ضربة عسكرية صاروخية على قاعدة جوية لدولة سوريا بحوالي ٥٩ صاروخ من طراز توماهوك استهداف قاعدة الشعيرات العسكري السورية ، وبررت القيادة الأمريكية برئاسة ترامب أن الضربة على سوريا بهدف حماية الأمن القومى الأمريكى مثلما بررت القيادة السورية إستخدام الأسلحة الكيماوية ضد المعارضة فى دوما وصرحت أنة بهدف حماية الأمن القومى السورى من الداخل ، ولكن القيادة الروسية برئاسة بوتين أدانت الضربة العسكرية الأمريكية ووصفتها أنها خرق للقانون الدولى بالإعتداء عل دولة مستقلة وذات سيادة ودعت الدول العالمية والرأى العام العالمى لإدانة الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن هذة الضربة العسكرية التى تم تنفيذها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية لم تكن قوية لدرجة تستدعي ردا عسكريا من قبل القوات الروسية ضد الولايات المتحدة الأمريكية.
ومن الجدير بالذكر أن كل الضربات والمحاولات التى تم بذلها من قبل الدول الغربية فى الأزمة السورية لم يأتى بفائدة وما زالت روسيا هى التى تحكم بزمام الأمور وتتولى المفاوضات سواء الإقليمية والدولية بشأن حل الأزمة السورية ، وهذا يدل أن روسيا ما زالت لها قوة كبرى داخل منطقة الشرق الأوسط وعلى الجانب الأخر الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة ترامب أصبحت أقل نفوذا فى وضع حل سياسى للأزمة السورية وخاصة بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب القوات الامريكية من شرق سوريا عقب ما وصفة “بإتمام النصر علي داعش” وقد أثار هذا القرار جدل واسعاً داخل الولايات المتحدة الامريكية وخارجها.[50]
وفى عام ٢٠١٩ عززت موسكو وجودها العسكري في سوريا وعززت قاعدتها الجوية في حميميم وقاعدتها البحرية في طرطوس، وعملت على التعاون مع دولة إيران وقواتها البرية حتى تستطيع أن تقضى على الجماعات الإرهابية والمتمردين ضد نظام بشار الأسد بإعتبار إيران أقرب دولة لسوريا من حيث الموقع الجغرافي علاوة على ذلك ستعمل سوريا على تقوية النظام السورى وتحسينة بقيادة بشار الأسد مع الجماعات المعارضة وجعل روسيا حليفا نزيها بينهم مع تحسين سمعة روسيا بإعتبارها قوة قتالية ضد الجماعات الإرهابية خاصة داعش فى منطقة الشرق الأوسط وقوى عظمى فى حل المشاكل الإقليمية فى المنطقة العربية.
(المبحث الثاني)
سياسة الولايات المتحدة الامريكية تجاه الازمة السورية في عهد باراك أوباما ودونالد ترامب
من المعلوم للجميع أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت هى القطب الأوحد والمسيطر على العالم والفاعل الأقوى على الإطلاق فى الأزمات الدولية سواء محليا أو إقليميا أو عالميا ، خاصة بعد الحرب الباردة التى إنتصرت فيها الولايات المتحدة الأمريكية على الإتحاد السوفيتى وإنفردت بزعامة العالم ، لكن هذة القوة والهيمنة بدءت فى التراجع وخير مثال على ذلك الأزمة السورية التى حدثت فى مارس ٢٠١١ ،حيث كانت الولايات المتحدة الأمريكية الحليف الأوحد للمعارضة والجماعات المتمردة ضد النظام السياسى الحاكم فى سوريا بقيادة بشار الأسد الموالى لدولة روسيا العدو للولايات المتحدة الأمريكية فى الشرق الأوسط ، وعلى الرغم أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت تقدم كل الدعم وإستجابت لنداء المعارضة لمساعدتها لإقامة حرب أهلية للإطاحة بالنظام الحاكم إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية فشلت فى وضع خطة محكمة تمكن المعارضة من التخلص من قيادة بشار الأسد للبلاد ؛ لذلك سوف نقوم بعرض ومناقشة السياسة التى إتبعتها الولايات المتحدة الأمريكية تجاة الأزمة السورية فى عهد كلا من باراك أوباما ودونالد ترامب.
من الجدير بالذكر أن العلاقات الأمريكية السورية معقدة وعدائية من قديم الأزل وتتصف بالإضطرابات السياسية والإجتماعية وحتى الإستراتيجية بين البلدين ، وتطور هذا العداء بعد إعلان الولايات المتحدة الأمريكية عن غزوها لدولة العراق والإطاحة بحكم صدام حسين بحجة أن بؤرة للإرهاب وتخطط لتمتلك سلاح دمار شامل فقابلت سوريا هذا الإعلان بالرفض التام للغزو الأمريكى للعراق فزادت العلاقات الأمريكية السورية تعقيدا وتدهورا ، ووصفت سوريا هذا الغزو أنة إنتهاك للقانون الدولى وغير شرعى للإعتداء على دولة مستقلة وذات سيادة ، وإتخذت سوريا العديد من الإجراءات لمساعدة العراق منها تقديم الأسلحة للجيش العراقى وتوفير أماكن أمنة لكبار المسؤلين العراقيين وتم الرد على هذة الإجراءات بالمعارضة الشديدة دولة سوريا.[51]
من الواضح أن الولايات المتحدة الأمريكية لها مصالحها الخاصة خلف التدخل فى شئون الداخلية لدول الشرق الأوسط وإلا ما الفائدة التى تعود عليها بعد التكاليف والإدانة الدولية، فالولايات المتحدة الأمريكية تقود بالتدخل فى شئون الدول فى الشرق الأوسط وتسعى لكى تسيطر عليها بهدف منع صعود أى قوة وتسيطر إقليميا وتعالى الولايات المتحدة الأمريكية مع منع أى قوة أجنبية من أن تسيطر على منطقة مهمة مثل سوريا فى الشرق الأوسط حتى لا يتعرض حصولها على النفط لأى خطورة، وتوفير الحماية للحلفاء فى منطقة الشرق الأوسط ، لكن بعض الباحثين كانت لهم وجهة نظر مختلفة حول الهدف من سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاة الأزمة السورية هى تغيير موقف الولايات المتحدة الأمريكية مع قيادة بشار الأسد وتتعمق فى الصراع الدائر بين الأكراد والعراق علاوة على ذلك تحجيم قوة إيران وروسيا فى المنطقة ؛ لذلك عملت الولايات المتحدة الأمريكية على دعم المعارضة والجماعة المتمردة داخل سوريا حتى تستطيع أن تتحكم بزمام الأمور داخل النظام السورى بهدف منع وصول الأسلحة إلى حزب الله وحماس عن طريق سوريا ، مع العمل على إضعاف عدوها التاريخى روسيا فى منطقة الشرق الأوسط، حيث تعد سوريا الحليف الأقوى والإستراتيجى لدولة روسيا ضف إلى ذلك كان من ضمن الأهداف خلف تدخلها الصراع على الطاقة خاصة الغاز الطبيعى. [52]
أولا: سياسة الولايات المتحدة الامريكية تجاه الازمة السورية في عهد باراك أوباما: –
كانت الولايات المتحدة الأمريكية هى التى تقود وتنوب عن الدول الغربية تجاة الأزمة السورية ، ولكن فى بداية الأزمة كانت الولايات المتحدة الأمريكية لا تعطى إهتماما كبيرا أو لم تكن الأزمة السورية هى الأولوية بالنسبة لسياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاة الشرق الأوسط ؛ لأن القضية الأهم بالنسبة لإدارة أوباما أنذاك هى كيفية الإنسحاب من حرب العراق التى كلفت الخزانة الأمريكية مبالغ هائلة أدت إلى تدهور الإقتصاد الأمريكى وإقتصاد الدول الغربية بدرجة كبيرة وفى بداية الأزمة لم تعطى الولايات المتحدة الأمريكية إهتمام ولم تخف أن عدم الإستقرار داخل سوريا سيؤثر على قوتها فى دولة العراق ؛لذلك سعت لتهدئة الأجواء حتى تستطيع سحب قواتها من داخل العراق ، وبالتالي لم تستغل الولايات المتحدة الأمريكية الأزمة السورية على الرغم بمطالبة الوطن العربى والداخل الأمريكى بالتدخل للإستفادة من هذة الأزمة وتغيير توازن القوى على المستوى الإقليمى.[53]
من الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت تريد تغيير وضعها الإستراتيجى داخل منطقة الشرق الأوسط خاصة والعالم عامة ؛ لذلك كان الإنسحاب من العراق هو الشغل الشاغل للإدارة الأمريكية فى عهد باراك أوباما ، ولأن الولايات المتحدة الأمريكية لم تكن راغبة فى التدخل فى عمليات عسكرية أخرى خاصة بعد التكاليف الإقتصادية والبشرية التى تحملتها فى غزوها للعراق مع وجود تعاقدات جيوسياسية مع دولة سورية؛ لذلك قامت الولايات المتحدة الأمريكية داخليا بإتباع سياسة النفس الطويل ألا وهو إضعاف كافة مجالات الدولة السورية إقتصاديا أو عسكريا أو سياسيا مع العمل على حدوث إنقسامات بين النخب العسكرية والمدنية مع العمل على التضييق على كل رجال الأعمال الداعمين لنظام بشار الأسد أما على المستوى الخارجى عملت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من الدول الأوروبية التضييق على النظام السورى ووصفة أنة فاقد الشرعية والعمل على إتخاذ قرارات تضع سوريا تحت الوصايا الدولية ، مع العمل على تجميع أدلة على ممارسة الاعتداء على حقوق الإنسان لتكون أداة أخرى فى المستقبل تستطيع الولايات المتحدة الأمريكية أن تستخدمها ضد النظام السياسي السورى وتدويل القضية ووضعها فى يد (محكمة جنائية دولية )، ولكن تنفيذ هذة الإستراتيجية كانت عبارة عن خطوات تتسم بالبطء؛ لأنها لم تكن إستراتيجية واضحة المعالم ولكن كانت تعتمد على سياسة رد الفعل على ما يجرى على أرض الواقع فى الداخل السورى، ورأى بعض الباحثين أن الهدف خلف هذة الإستراتيجية هو إظهار الولايات المتحدة الأمريكية أنها حامية للحقوق والحريات وتقوم بمعاقبة النظام السياسى السورى نتيجة للإنتهاكات التى تحدث ضد المتمردين على النظام ، ومحاولة التخلص من الانتقادات الموجهة للولايات المتحدة الأمريكية سواء خارجيا أو داخليا، حيث كان يتم وصف الولايات المتحدة الأمريكية أنها لا تعطى أى إهتمام لما يحدث داخل الدولة السورية وتتبع سياسة إخفاء الرأس لما يحدث داخل منطقة الشرق الأوسط.[54]
من المؤكد أن الولايات المتحدة الأمريكية إستفادت وتعلمت من التجربة العراقية التى أثرت على الإقتصاد الغربى بشكل عام والإقتصاد الأمريكى بشكل خاص ، وبالتالي الولايات المتحدة الأمريكية إستفادت بعدم القيام بأى خطوة دون حساب نتائجها عليها ، كما عملت على القضاء على التطرف فى الداخل السورى ضف إلى ذلك الولايات المتحدة الأمريكية لا تحتاج إلى الإستعجال للتدخل فى الأزمة السورية حيث يتم إضعاف كلا من الجيش النظامى الحاكم للبلاد والجماعات المتمردة المسلحة ،والتخلص من كل الأسلحة الكيميائية الموجودة داخل داخل سوريا التى تهدد حلفائها داخل منطقة الشرق الأوسط خاصة (الكيان الصهيوني ).
من الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تفكر حتى فى قطع العلاقات الدبلوماسية مع سوريا عن طريق سحب السفير الأمريكى ، كما قام باراك أوباما فى خطاب لة قام بعقدة خصوصا لثورات (الربيع العربي ) فى ١٩ مارس عام ٢٠١١ تحدث إلى الرئيس بشار الأسد من خلال الخطاب وأخبرة أنة من الواجب علية أن يقود التحول فى البلاد أو يترك الحكم السورى مع تأكيدة على عدم قيام القوات السورية بإطلاق النار على المعارضة أو القيام بعمليات الإعتقال العشوائية دون مبررات وإلا النظام سوف يلقى تهديدات داخليا وسوف يواجة عزلة دولية ، ولكن النظام السياسى السورى لم يعطى إهتمام للولايات المتحدة الأمريكية وتمادى فى عمليات العنف ضد المعارضة مما أدى إلى طلب باراك أوباما من بشار الأسد أن يترك حكم دولة سوريا مع تأكيدة فى خطاب لة فى ١٨ أغسطس عام ٢٠١٩ على رفضة بشكل كلى من أى تدخل خارجى ليحدد مصير القيادة السورية ، وأن الولايات المتحدة الأمريكية رافضة بشكل تام لأى تدخل أجنبى عسكرى فى الشأن السورى.
كانت الولايات المتحدة الأمريكية داعمة لكل القرارات التى يتم أخذها ضد النظام السورى بقيادة بشار الأسد فكانت تدعم القرارات التى تفرض العقوبات على النظام السورى ، ودعمت فكرة وجود مراقبين دوليين داخل النظام السورى ، كما أشادت بالجامعة العربية عندما قامت بتعليق عضوية سوريا بداخلها وصرحت أنة ( قرار جرئ ومتشدد وعلى عكس التوقعات) ، ولكن رفضت الولايات المتحدة الأمريكية أن يتكرر مشهد مماثل لما يحدث فى ليبيا وهو دخول قوات عسكرية تابعة للدول الغربية وعلى مستوى القوة الناعمة ومحاولة للقضاء على نظام بشار الأسد سياسيا سعت الولايات المتحدة الأمريكية دبلوماسيا إلى الأطاحة بحكم بشار الأسد، وكان ذلك عندما صرحت بقرارتها ضد الولايات المتحدة الأمريكية فى مؤتمر جنيف المنعقد لمناقشة الوضع فى سوريا مع محاولة لإيجاد حل لأزمتها وكانت الإشكالية والخلاف بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا حول مستقبل القيادة السورية بزعامة بشار الأسد فى حين رفضت روسيا عزل الحاكم كنقطة إنتلاق لحل الأزمة كانت الولايات المتحدة الأمريكية بالتصريح أنة لا يمكن أن يكون للرئيس بشار الأسد دور فى المرحلة الإنتقالية فى سوريا. [55]
من الجدير بالذكر أن قرار الولايات المتحدة الأمريكية بحظر أى أسلحة عن المعارضة السورية لم يستمر لوقت طويل ؛ لأن الرئيس باراك أوباما قام بتغيير سياستة تجاة الأزمة السورية عام ٢٠١٣ وقام بتقديم عدد من الأسلحة القتالية للمعارضة فى سوريا وكانت إدارة أوباما تطلق عليهم إسم ( القوة المعتدلة فى المعارضة السورية) ، وهذا الدعم لم يكن هدفة قتل النظام السياسى فى سوريا ولكن محاولة للتخلص من بشار الأسد الداعم لروسيا عدوها التاريخى ، وبالتالي وجدت الولايات المتحدة الأمريكية حليف لها داخل البلاد وهو أحد طرفى الأزمة لتستطيع أن تنفذ سياستها مع توجية رسالة للرئيس بشار الأسد أن إنتصار على أرض الواقع عسكريا فكرة مستحيلة
كانت الولايات المتحدة الأميركية تسعى لكى تتخلص من الإرهاب وكان شغلها الشاغل فى المنطقه العربية ؛ لذلك كان هناك تحرك من قبل إدارة أوباما تجاة الأزمة السورية ولكنه تحرك محسوبة خطاة ونتائجة لأن التدخل لا يمس مصلحة مصيرية بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية على الرغم من أهمية الإرهاب ولكنة لا يهدد الولايات المتحدة الأمريكية بشكل مباشر علاوة على ذلك أن التدخل سوف يكلف الخزانة الأمريكية مبالغ هائلة وثروة بشرية فى وقت متدهور فى الوضع الأمريكى المالى أنذاك ، ولكن الولايات المتحدة الأمريكية بعد مرور مدة من الأزمة اضطرت للدخول فى الأزمة السورية للعديد من الأسباب أولها هو هزيمة المعارضة بشكل كبير وتعرضها للخسائر من قبل النظام السورى وسيطرتة على مناطق إستراتيجية مهمة مثل ( مدينة القيصر) أدى إلى ضغوط خارجية من قبل السعودية وفرنسا خوفا على مصالحهم وخوف السعودية على أمنها القومى ؛ لذلك توجب على إدارة أوباما أن تدعم المعارضة بالأسلحة وهناك أسباب داخلية التي مارسها الجمهوريون وعلى رأسهم السيناتور جون ماكين الذي دعا أوباما إلى القيام بشيء لإنقاذ هيبة الولايات المتحدة.[56]
كانت الولايات المتحدة الأمريكية تصرح بتهديدات وعقوبات قاسية على النظام السورى الحاكم بعد إنتشار الأخبار أن الجيش قام بإستخدام الأسلحة الكيماوية ضد المعارضة ، وصرح الرئيس أوباما بطريقة مباشرة أن إستخدام هذا السلاح خط أحمر ولا جدال فى إستخدامة وأن رد الولايات المتحدة الأمريكية سوف يكون قاسى لأبعد الحدود ، وبالفعل حدثت ما لم يكن متوقع وهو إستخدام الأسلحة الكيماوية ضد الشعب السورى فكان القرار المتهور من قبل إدارة أوباما وهو توجية ضربة عسكرية جوية ضد سوريا فى سبتمبر عام ٢٠١٣ حيث سعت الولايات المتحدة الأمريكية جاهدة أن تأخذ موافقة الدول الكبرى وعقد تعاون دولى لتوجيه ضربة عسكرية ضد سوريا بسبب إعتدائها على حقوق الإنسان ولكن كل المحاولات لم تنجح فضطرت الولايات المتحدة الأمريكية أن تنفذ قرارتها التى تم التصريح بها من قبل أوباما ووجهت ضربة عسكرية ضد سوريا بتهمة إستخدمها للسلاح الكيماوى ضد المعارضة مما أدى إلى حدوث خلل دولى وإختلافات بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا بإعتبارها الداعم الأول للنظام السياسى السورى الذى تلقى الضربة العسكرية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.
وبناءا على ما سبق يعتقد الباحثون والدراسات الأكاديمية أن الولايات المتحدة الأمريكية فى عهد أوباما كانت تريد إتباع إستراتيجية مختلفة لتغيير النظام السياسى فى سوريا عن التى حدثت فى الأزمة الليبية ، وكانت الولايات المتحدة الأمريكية تتبع سياسة (soft power) أى إستخدام القوة الناعمة وتوظيفها لهشهشة النظام السياسى فى كافة مجالات سياسيا وإقتصاديا وإجتماعيا عن طريق فرض مزيد من العقوبات مما يؤدى إلى تدهور الإقتصاد والضغط عليها دبلوماسيا فى المحافل الدولية التى تناقش الوضع فى سوريا مع إعطاء دور كبير للدول الأكبر فى المنطقة وهم ( تركيا- السعودية) مع دعم المعارضة السورية والتغاضى عن تحمل تكاليف تسليحها علاوة ع ذاك ترى الولايات المتحدة الأمريكية أن التكاليف التى تتحملها فى تنفيذ عقوبات وضغوطات دبلوماسية فى محاولة لإنهيار النظام وتغييرة سوف تكون أقل بكثير عن إستخدام الحل العسكرى ؛ لأن إستخدام هذا الحل من الممكن أن يؤدى إلى أزمة إقليمية وعالمية بعد إستخدام الحل العسكرى لتغيير النظام السياسى فى سوريا.
ثانياً: سياسة الولايات المتحدة الامريكية تجاه الازمة السورية في عهد دونالد ترامب: –
لم تختلف إدارة الولايات المتحدة الأمريكية كثيرا فى عهد دونالد ترامب عن الرئيس باراك أوباما من حيث التوجة العام ،وهو عدم التدخل فى الأزمة السورية بشكل مباشر وتحميل الخزانة الأمريكية مبالغ هائلة فى مصالح ليست مصيرية بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية فكان الرئيس دونالد ترامب لا يفضل التدخل الإنسانى خاصة العسكرى فى الشأن السورى، لكن القوات الأمريكية رغم ذلك تدخلت فى محاولة للقضاء على الجماعات الإرهابية فى المنطقة الشمالية خاصة ( داعش) وتهدئة الأوضاع التى نجمت عن التحرك الكردى على الحدود السورية مما جعل جعلت تركيا تثف ذلك أنة تهديد للأمن القومى لديها
من الجدير بالذكر أن إدارة ترامب كانت متفقة فقط من حيث التوجة العام مع إدارة أوباما ،فكانت إدارة ترامب تهدف لكى تحقق مصالح دون أن تتدخل فى الأزمة بشكل مباشر ، فكان هدف الإدارة الأمريكية هو القضاء على الجماعات الإرهابية خاصة داعش ؛ لذلك الرئيس دونالد ترامب كان يتحدث إلى إدارتة أنهم سوف يتركوا الأطراف المتصارعة حتى يأتى دور الولايات المتحدة الأمريكية لكى تقضى على الإرهاب ، وكان أيضا لا يعارض التدخل الروسى فى الشأن السورى وصرح أن روسيا تنفذ الهدف الذى تسعى إلية الولايات المتحدة الأمريكية وهو القضاء على (الإرهاب ) ، وهذة الأزمة هى خير دليل على تغير الإستراتيجية الأمريكية فى التعامل مع أزمات المنطقة وأنها تعمل على تفكيك الأزمات فى المنطقة وأن الإدارة الأمريكية فى عهد ترامب تولى إهتمام كبير للقضاء على الجماعات الإرهابية، لكن سرعان ما تحولت هذة السياسات وظهرت نوايا الولايات المتحدة الأمريكية المخفية تجاة الأزمة السورية عندما قامت بتوجيه ضربة صاروخية على قاعدة جوية في سورية، عبر قصفها بحوالي 59 صاروخ من طراز توماهوك استهداف قاعدة الشعيرات العسكري السورية فقد أكد ترامب أن الضربة “تخدم مصالح حيوية تتعلق بالأمن القومي الأميركي”، وهذا أكبر دليل أن الولايات المتحدة الأمريكية أهدافها تتخطى القضاء على الإرهاب فى الأزمة السورية وكانت هذة الضربة هدفها أن توضح هدفين للولايات المتحدة الأمريكية أولهما هو الأثبات للقوات الروسية أن الولايات المتحدة الأمريكية موجودة على الساحة السورية ولن تسمح لها بأن تنفرد بالأمور فى المنطقة وثانيهما إثبات أن الإدارة الجديدة للولايات المتحدة الأمريكية لن تتهاون فى أى إنتهاك لحقوق الإنسان ولن تكون هنتك تحذيرات مسبقة ولكن إستخدام الأسلحة بشكل مباشر ، وهذة الضربة كانت ضد النظام السورى بسبب إستخدامة للسلاح الكيماوى ضد المعارضة مع إنكار أن الولايات المتحدة الأمريكية تستخدم هذة الأسلحة الكيماوية وتهدف لأن تكون حاكية للحقوق والحريات حول العالم.[57]
وبناءا على ما سبق يمكننا أن نذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية لها إستراتيجية جديدة تريد أن تطبقها فى المنطقة ، وهى تسوية الأزمات ومنهم الأزمة السورية حتى تستطيع أن تقضى على الإرهاب الذى يمثل هاجس للولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية ، وقامت الولايات المتحدة الأمريكية بإستغلال الأزمة السورية لإستعراض قوتها وتنفيذ إسترتيجيتها الجديدة.
[1] رابيا ديهيه “دور استراتيجية القوة الإقليمية والكبرى تجاه الحراك في الشرق الأوسط سوريا نموذجا (2011-2016)“: (رسالة ماجستير في العلوم السياسية جامعة مولود معمري، كلية الحقوق والعلوم السياسية سنة 2017) ، ص ص 218-219
[2] سهام فتحي سليمان “الأزمة السورية في ظل التحولات الإقليمية والدولية 2013-2011” مذكرة مكملة لنيل الماجستير جامعة الازهر، فلسطين، كلية العلوم السياسية، سنة ٢٠١٥م
[3] سامر سلمان الجبوري “التنافس الأمريكي الروسي في الشرق الأوسط الازمة السورية نموذجاً” دار الرافدين للطباعة والنشر، العراق، سنة 2017م
[4] طارق محمد ذنون الطائي ، العلاقات الأمريكية الروسية بعد الحرب الباردة ، ( بيروت ، مركز حمورابي للبحوث والدراسات الاستراتيجية ، ٢٠١٢) ، https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A%D9%87-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D8%AF%D9%87-%D9%84%D8%B7%D8%A7%D8%B1%D9%82-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%B0%D9%86%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A7%D8%A6%D9%8A-pdf
[5] عباس فاضل عباس ، العلاقات بين روسيا الاتحادية والاتحاد الأوروبي للفترة ( 2001-2015 ) ، ( ألمانيا ، المركز الديمقراطي العربي للدراسات الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية ، 2019 ) ، https://democraticac.de/wp-content/uploads/2019/11/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A8%D9%8A-%D9%84%D9%84%D9%81%D8%AA%D8%B1%D8%A9-2001-2015.pdf
[6] طارق محمد ذنون الطائي ، العلاقات الأمريكية الروسية بعد الحرب الباردة ، ( بيروت ، مركز حمورابي للبحوث والدراسات الاستراتيجية ، ٢٠١٢) ، https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A%D9%87-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D8%AF%D9%87-%D9%84%D8%B7%D8%A7%D8%B1%D9%82-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%B0%D9%86%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A7%D8%A6%D9%8A-pdf
[7] منصور زغيب ، تجدد الصراع الأمريكي–الروسي في ضوء الأزمات المستجدة، ( مجلة الدفاع الوطني اللبناني ، ع 90 ، 2014 ، https://www.lebarmy.gov.lb/ar/content/%D8%AA%D8%AC%D8%AF%D9%91%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%B6%D9%88%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AA%D8%AC%D8%AF%D8%A9
[8] Alexander L. George, US-Soviet Global Rivalry: Norms of Competition, Journal of Peace Research, Vol 23 , No 3 , 1986 , https://www.jstor.org/stable/423823
[9] منار عبدالغني علي عبدالغني ، نظرية تحول القوة واحتمالات الصراع بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية ، مجلة البحوث المالية والتجارية ، مج 23 ، ع 4 ، 2022 ، https://jsst.journals.ekb.eg/article_268085_80ba1fd7cc13f6d1fa252a7fcb2fa5e8.pdf
[10] سعد السعيدي ، تداعيات الأزمة الروسية-الجورجية على العلاقات الروسية الامريكي ، مجلة دراسات دولية ، ع ٤٢ ، https://www.iasj.net/iasj/download/8d5a0db412275b5e
[11] عمار بهاء الدين ، مستقبل التنافس الروسي الأمريكي في الشرق الأوسط – دراسة في الأبعاد الاقتصادية والسياسية ، ( دار السنهوري القانونية والعلوم السياسية ، بيروت ، 2016 ) ، noor-book.com/mufq2w
[12] ممدوح محمود منصور ، الصراع الأمريكي السوفيتي في الشرق الأوسط ، ( الاسكندرية ، مكتبة مدبولي ، ٢٠٠٧ ) ، noor-book.com/m8axdt
[13] أحمد الكعكي يحي ،”الشرق الاوسط و الصراع الدولي” (بيروت: دار النهضة العربية، 1986م) ، noor-book.com/iqv2go.
[14] Mohammed T. Bani Salameh, The American Russian Rivalry in the Middle East, International Journal of Humanities and Social Science, Volume 8 • Number 1 • January 2018 , https://www.ijhssnet.com/journals/Vol_8_No_1_January_2018/3.pdf
[15] حسن ناصر عبدالحسين ، التنافس الأمريكي الروسي في منطقة الشرق الأوسط ، مجلة كلية التربية للبنات للعلوم الإنسانية، المجلد 12 ، العدد 22 ، 2018 ، http://search.mandumah.com/Record/908071
[16] بسمة عثماني ، التنافس الأمني الأمريكي الروسي في منطقة الشرق الأوسط ، ( رسالة ماجستير ، جامعة العربي بن مهيدي، كلية الحقوق والعلوم السياسية ، 2015-2016) ، http://bib.univ-oeb.dz:8080/jspui/bitstream/123456789/2427/1/2.pdf
[17] حاكم خليد، صراع القوة الكبرى في منطقة الشرق الأوسط (2001-2015) ، ( رسالة ماجستير ، جامعة مولاي طاهرة، كلية الحقوق والعلوم السياسية ، 2020 ) ، https://www.politics-dz.com/ar/%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A8%D8%B1%D9%89-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D9%86%D8%B7%D9%82%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B3/
[18] سامر سلمان الجبوري، التنافس الأمريكي الروسي في الشرق الأوسط الأزمة السورية نموذجاً ، ( دار الرافدين للطباعة والنشر والتوزيع ، ٢٠١٨ ) ، https://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=lbb314026-304113&search=books#.Y-6Ijw-garU.link
[19] عبدالجواد وعلاء عبد الحفيظ محمد محمد ، التنافس الروسي الأمريكي في الشرق الأوسط: العراق – إيران – سوريا نموذجاً ، مجلة كلية التجارة للبحوث العلمية ، ع٥٨ ، ٢٠١٥
https://search.mandumah.com/Record/760520
[20] عبدالرزاق بوزيدي ، التنافس الأمريكي الروسي في منطقة الشرق الأوسط الازمة السورية نموذجا(2010-2014) ، ( رسالة ماجستير ، جامعة محمد خضير، كلية الحقوق والعلوم السياسية ، ٢٠١٥ ، http://thesis.univ-biskra.dz/1417/
[21] بسمة عثماني ، التنافس الأمني الأمريكي – الروسي في منطقة المتوسط ، ( رسالة ماجستير ، جامعة العربي بن مهيدي – أم البواقي – ، كلية الحقوق والعلوم السياسية ، ٢٠١٥-٢٠١٦ ، http://bib.univ-oeb.dz:8080/jspui/bitstream/123456789/2427/1/2.pdf
[22] أحمد عبد الأمير الأنباري ، التنافس الروسي – الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط تنازع النفوذ والأدوار : سوريا نموذجاً ، مجلة العلوم السياسية ، العدد ٦٠ ، 2020 ، https://www.researchgate.net/publication/348448589_altnafs_alrwsy_-_alamryky_fy_mntqt_alshrq_alawst_tnaz_alnfwdh_waladwar_swrya_anmwdhjaa
[23] وغليسي أحلام ورقولي كريم ، التنافس الروسي الأمريكي في سوريا: الدوافع والأهداف ، مجلة الباحث للدراسات الأكاديمية ، المجلد ٨ ، العدد ٣ ، ٢٠٢١ ، https://www.asjp.cerist.dz/en/article/161899
[24] عائشة العمراني ، التنافس الأمريكي الروسي في منطقة الشرق الأوسط سورية نموذجاً 2010-2018 ، ( رسالة ماجستير ، جامعة قاصدي مرباح ورفلة كلية الحقوق والعلوم سياسية ، ٢٠١٩ https://dspace.univ-ouargla.dz/jspui/handle/123456789/21741
[25] , SIGHAAhlam And ZERORKhaoula
The American-Russian Rivalry in The Middle East The Syrian Crisis 2011-2016, (A master’s thesis, Larbi Ben M’hidi University, Faculty of Letters and Languages , 2019-2020),http://bib.univ-oeb.dz:8080/jspui/bitstream/123456789/9462/1/M%C3%A9moire%20Finale.pdf
[26] عبد الله فلاح عودة “التنافس الدولي في أسيا الوسطي (1991-2010)” رسالة ماجستير في العلوم السياسية، كلية الآداب والعلوم، جامعة الشرق الأوسط، سنة 2011
منير محمود بدوي “مفهوم الصراع دراسة في الأصول النظرية الأسباب والانواع” مجلة الدراسات المستقبلية، العدد الثالث، سنة 1997ص37
[27] المرجع السابق ، 38
[28] د/نورهان الشيخ “نظرية العلاقات الدولية ” الناشر: المكتب العربي للمعارف، القاهرة، سنة ،2017ص98
[29] المرجع السابق ، ص ص١١٤-١١٥
[30] جعودي كأتية “الاستراتيجية الروسية الجديدة في الشرق الأوسط دراسة حالة الازمة السورية” رسالة ماجستير، كلية الحقوق والعلوم السياسية، جامعة مولود معمري، سنة 2017ص16
[31] المرجع السابق ص17ص18
[32] د/عبد العالي عبد القادر “نظريات العلاقات الدولية” كلية الحقوق والعلوم السياسية، جامعة الطاهر مولاي قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية سنة 2009، ص17
[33] المرجع السابق ، ص18
[34] د/نورهان الشيخ مرجع سبق ذكره ص154ص155
[35] د/عبد العالي عبد القادر مرجع سبق ذكره ص20ص21
[36] رابيا ديهيه، مرجع سبق ذكره ص7ص8
[37] ربيع نصر ومؤلفون أخرون (مؤلف جماعي) “الازمة السورية الجذور والآثار الاقتصادية والاجتماعية ” المركز السوري لبحوث السياسات الجمعية السورية لثقافة والمعرفة، سنة 2013م http://www.scpr-syria.org/
[38] المرجع السابق ص15ص17
[39] المرجع نفسه ص50 ص51ص52
[40] موفي مصطفي الخزرجي “الازمة السورية ومواقف الدول الكبرى” مجلة دراسات، المجلد 3 العدد 1 الناشر مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية ،سنة 2016م http://search.mandumah.com/Record/748450
[41] علي آزاد أحمد وأخرون “خلفيات الثورة :دراسات سورية”،(بيروت ،المركز العربي للأبحاث والدراسات ،سنه 2014) ص484 ص485 ص486
[42] نور الدين خضر “الازمة في سوريا في الأسباب والنتائج “مجلة شئون الشرق الأوسط ،العدد 148 لبنان ،سنة 2014 ص117-ص118
[43] سومر منير صالح “الصراع الأهلي في سويا دينامياته وضوابطه وتجلياته” مجلة القدس للأبحاث والدراسات ،جامعة القدس المفتوحة سنة 2016،ص5ص6ص7
[44] Emirhan Kaya ” The Syrian Crisis: A Protracted Social Conflict” Electronic Journal of Political Science Studies, January 2021 Vol: 12 No:1 https://www.researchgate.net/publication/348919546
[45] جعودي كأتية “الاستراتيجية الروسية الجديدة في الشرق الأوسط دراسة حالة الازمة السورية” رسالة ماجستير، كلية الحقوق والعلوم السياسية، جامعة مولود معمري، سنة 2017ص16
[46] د. مايسة محمد مدني “التدخل الروسي في الازمة السياسية” مجلة كلية الاقتصاد العلمية كلية الدراسات الاقتصادية قسم العلوم السياسية-جامعة النيلين العدد الرابع، يناير 2015م.
[47] المرجع السابق،ص،ص30:32.
[48] Emil Souleimanov ” Russia’s Syria War: A Strategic Trap” Middle East Policy“, Vol. XXV, No. 2, Summer 2018 , https://www.researchgate.net/publication/325566219
[49] حسيبة مخبي ،مرجع سبق ذكره ص24 ص25 ص26
[50] Ahmed Abdallah Eltahlawy , Nourhan Elsheikh” THE RUSSIAN STRATEGY TOWARD SYRIAN CRISIS: CAUSES, FACTORS AND GOALS“ The Annual International Conference on Cognitive – Social, and Behavioural Sciences, Future Academy, www.FutureAcademy.org.UK
[51] المختار قريشي “ دور السياسة الخارجية الامريكية تجاه الازمة السورية 2011-2014” رسالة ماجستير، كلية الحقوق والعلوم السياسية، جامعة محمد بوضياف المسيلة- الجزائر سنة 2015م 50 ص51 ص52
[52] المرجع السابق ص60 ص61 ص62
[53] Jasmine K. Gani “ US policy towards the Syrian conflict under Obama: Strategic Patience and
Miscalculation” University of St Andrews,2019, https://www.researchgate.net/publication/334401964
[54] Ibid, p22p23p24
[55] المختار قريشي مرجع سبق ذكره ص80 ص82
[56] Lesch, David. “The Uprising that Wasn’t Supposed to Happen: Syria and the Arab Spring.” In Change and Resistance in the Middle East, edited by David W. Lesch and Mark L. Haas, Boulder, CO: Westview Press, 2013
[57] Samaneh Movahed“ The U.S. Foreign Policy towards Syria under the Donald Trump Administration” Research Journal of Humanities and Social Sciences, M.A. Regional Studies, Allameh Tabataba’i University, Tehran, Iran Volume-01,Issue-01,2022