الحرب الروسية الأوكرانية : دراسة في مفهوم الصراع وتفسيراته ومستقبله
اعداد : عمران طه عبدالرحمن عمران – باحث دكتوراه العلوم السياسية- كلية الاقتصاد والعلوم السياسية- جامعة القاهرة- مصر.
- المركز الديمقراطي العربي
استدعى غزو روسيا لأُوكرانيا تساؤلات، كان أبرزها التساؤل حول تداعيات الصراع الدولي وحجم التغيرات التي طرأت على مكوناته بعد الحرب الروسية الأوكرانية وتأثير تلك التغيرات على ظاهرة الصراع الدولي مستقبلاً؟
- الظاهرة الصراعية في الحرب الروسية الأوكرانية:
وللإجابة على تساؤل الورقة، علينا الاقتراب من ظاهرة الصّراع في ذاتها ومحاولة الوقوف على أبعادها في الحرب الروسية الأوكرانية، وللجمع بين النظرية والتطبيق في فهم ظاهرة الصّراع الدُّولي يمكن القول بأن؛
أولاً: الظاهرة الصّراعيّة على اختلافها وتفاوت قُوى أطرافها وفاعليها بها قدر من المنطق، فهي لا تبدأ من تلقاء نفسها ولا تفرض وجودها بل تُستدعَى في سياق أو حالة ليس فيها سِلماً ولا صِراعاً إلى حالة الصراع كما في العلاقة بين روسيا وأوكرانيا بدءً من اتفاقية مينسك 2014 التي ساهمت في تهدئة الأوضاع وحتى قبل الاعتراف الرُّوسي بإقليمي دونيتسك ولوجانسك كجهوريتين في الداخل الأُوكراني[1].
ثانياً: الظّاهرة الصّراعية سريعة التحول، فعلى سبيل المثال أن العلاقة بين أوكرانيا وروسيا فيما بين اتفاقية مينسك 2014 ظلّت كامنة واتّسمت بالهدوء، ومن ثم تحوّلت من صراع كامن إلى صراع مفتوح؛ والصّراع المفتوح فهو تعبير عن حالة مُفاقمة، ناتجة عن عملية تضارب في الأهداف والسُّلوكيات معاً؛ بحيث يجنح أحد أو كُل أطراف الصّراع إلى التصعيد وصولاً لحد إعلان الحرب. ما حدث بدءً من إعلان روسيا الاعتراف بإقليمي دونيتسك ولوجانسك الانفصاليين كجمهوريتين مستقلتين عن الدولة الأُوكرانية، في مُحاولة منها لدفع أُوكرانيا إلى عدم المُضيّ قُدُماً نحو بناء تحالفات ليس في صالح روسيا مثل الانضمام إلى حلف الناتو[2].
ثالثاً: لعبت عمليّة بناء التّحالفات دور مؤجّجاً في الصّراع الرُّوسي-الأُوكراني، وذلك بخلاف ما تعارفت عليه الأدبيات المُعاصرة من إيجابية الدور الذي تلعبه التحالفات كقاعدة في العلاقات الدولية، فالتحالفات أساساً هي عبارة عن آلية لبناء قوة ردع تجاه جميع الدول الأعضاء وغير الأعضاء في الحلف، وخاصّة تجاه دولة مُعينة يخشى الحلف أن تكون مصدر تهديد لأيّ من أعضائها. وهذا لم يحدث؛ فلا أُوكرانيا استطاعت الانضمام لحلف الناتو والاحتماء فيه، ولم تتأنّى روسيا في إعلانها الحرب على أوكرانيا[3]، وعلى الرغم من التكوين الدقيق للظّاهرة الصّراعية فإنها ظاهرة مؤقتة يمكن تسويتها، غير أن الصّراع الرُّوسي الأُوكراني تحول من مُجرد أزمة إلى صراع مُسلّح مُمتد.
- قرار روسيا بغزو أوكرانيا ونظريات العلاقات الدولية:
مع بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، بدأت المدارس المختلفة للعلاقات الدولية وأنصارها في مناقشة ساخنة لأسباب عدوان موسكو، وهذا النقاش لم يتم تسويته، إلا أنه يقدم فرصة لمراجعة لنظريات العلاقات الدولية ومعرفة الخيوط المشتركة لتفسير الصراع الحالي، ولنبدأ بفكرة ميرشايمر عن “الواقعية الهجومية” باختصار، حجته هي أن مجالات النفوذ الإقليمية هي شرط أساسي لسلام القوى العظمى، وأن توسع الناتو في دول الاتحاد السوفياتي السابق ودول البلطيق في عام 2004 قلب ذلك رأساً على عقب، حيث أن روسيا كانت أضعف من أن توقف في عام 2004 توسع الناتو، وعلى العكس تمتلك روسيا اليوم القوة الكافية لمحاولة تأمين أهدافها الإقليمية. ولكن عندما طرحت مسألة توسع الحلف في جورجيا وأوكرانيا في عام 2008 ، رسمت موسكو بالفعل خطاً أحمر، ومن خلال توسع الناتو باتجاه الشرق فقدت موسكو بعضًا من صلاحيات الفيتو الرئيسية في أوروبا، لا سيما فيما يتعلق بالبنية الأمنية للقارة، وهذا يفسر عدوان موسكو على أوكرانيا[4].
النظرية التأسيسية الأخرى هي فكرة” المعضلة الأمنية “التي طورها روبرت جيرفيس فيقول بأن سعي الدولة لمزيد من الأمن ينتهي به الأمر إلى جعل خصمها أقل أمانًا، والذي يجعله يقوم أيضًا باستثمارات إضافية في أمنه ليجعل من خصمه أقل أماناً مرة أخرى، ويمكن النظر إلى المساعدات والإمدادات العسكرية المتفشية من الغرب إلى أوكرانيا منذ عام 2014 على أنها عمل يفاقم المعضلة الأمنية لأوكرانيا فيما يتعلق بروسيا، وتفترض النظرية أنه على الرغم من أن التوسع في أوروبا الوسطى سيزيد من قدرة الناتو العسكرية، إلا أنه سيزيد أيضًا من انعدام الأمن الروسي، وبالتالي يجعل الغزو الروسي لجيرانه أكثر احتمالية[5].
نظرية أندريس غانون، وهي بإختصار، كانت موسكو متورطة في “صراع منخفض الحدة” في شرق أوكرانيا من خلال الانفصاليين المدعومين من روسيا منذ عام 2014، ونظرًا لأن هذا الصراع قد أدى إلى طريق مسدود خلال الماضي، كان على موسكو التصعيد إلى صراع تقليدي أكثر لتحقيق دوافعها.[6]
نظرية الصراع الطويل الأمد “الذي طوره مايكل بريشر حيث يعرّف الصراع الذي طال أمده بأنه الصراع الذي يشهد وجود دولتين قد عانتا ما لا يقل عن عشر سنوات من التنافس وثلاث حلقات على الأقل من العنف بين الدول. وهناك ستة متغيرات تؤدي إلى حل / إنهاء النزاع، والتي تشمل “الإرهاق”، و “الضغوط المحلية”، و “الضغوط الخارجية”، و “التغييرات في توازن القدرات”، و “الحد من الأهداف المتعارضة”، و “الانخفاض في الأعمال الداعمة للنزاع. “. تشير البيانات إلى أن معظم النزاعات التي طال أمدها لا يتم حلها أبدًا.[7]
نظرية “أوامر الاستبعاد التي طرحها Kyle M Lascurettes بأن الأنظمة العالمية مبنية أساسًا لاستبعاد منافس من قبل القوى المهيمنة، ويتشكل هذا “الأمر بالاستبعاد” عندما ترى القوى المهيمنة أن خصومها يمثلون تهديدات عسكرية وأيديولوجية، ويمكن النظر إلى توسيع الناتو في عام 2004 من قبل الغرب على أنه تمرين من أجل بناء النظام الجديد بهدف واضح هو استبعاد روسيا.[8]
نظرية “القوة الصاعدة” لجوشوا شيفرينسون، يجادل بأن قوة صاعدة تقرر أن تفترس قوة متراجعة، عندما تكون مقتنعة بأن القوة العسكرية المتراجعة: أ) ليس لديها قوة عسكرية كافية للرد و ب) لا ترى أي قيمة في القوة المتراجعة مع أملها المستقبلي في موازنة الخصوم الآخرين، وبناءً على ذلك تكون روسيا (القوة الصاعدة) مقتنعة بانحدار الاتحاد الأوروبي، وهذا ما دفع إلى الاعتداء على أوكرانيا، العضو المحتمل في الاتحاد الأوروبي والناتو، وبالنظر إلى الحجج الواردة في التحليل النظري يصبح من الواضح أن كلاً من قرار بناء نظام لاستبعاد روسيا، وقرار موسكو بالاعتداء، لم يأخذ في الاعتبار بشكل كافٍ قدرة خصومهما على الرد، الأمر الذي أدى الآن إلى دوامة تصعيدية[9].
الأمر الذي يستدعي النقاش حزل امتدادات هذا الصراع وإحتمالية إتساعه ليصبح حرب عالمية مباشرة شاملة، ويحذر مسؤولون ومحللون من أن الصراع يمكن أن يتصاعد بسهولة إلى مواجهة مباشرة بين روسيا والغرب، فحتى الآن، لا تزال الحرب روسيا ضد أوكرانيا، لكن الحرب العالمية الثالثة لم تكن أقرب من أي وقت مضى، ففي الوقت الذي تضرب فيه القوات الروسية مدينة كييف ومدن أخرى، ناورت القوى الغربية بحذر شديد لتجنب الصراع المباشر مع الرئيس فلاديمير بوتين، الرجل الذي يسيطر على أكبر ترسانة نووية في العالم ويلوح بها بإستمرار حال إشتراك الغرب، وعلى الجانب الآخر يزود حلفاء أوكرانيا الغربيون الأسلحة والمواد الأخرى وتقديم دول الاتحاد الأوروبي أنظمة دفاع جوي، ومع ذلك يعترف المسؤولين الحكوميين الغربيين بأن هناك خطرًا جسيمًا الآن يتمثل في أن الولايات المتحدة وحلفاء الناتو الآخرين قد ينجرون إلى الحرب – في أي لحظة تقريبًا[10]، ونتيجة لبقاء إحتمالات قيام حرب عالمية ثالثة نواتها الحرب الروسية الأوكرانية الحالية[11]، فإنه من المناسب أن نرصد بعض ملامح تطور ظاهرة الصراع التي نتجت من خبرة الحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها على الصراع الدولي في المستقبل وذلك من خلال العرض التالي.
- متغيرات القوة والصراع في الحر ب الروسية الأوكرانية:
تدور الحرب في جوهرها حول القوة من يمتلكها ومن لا يملكها ومن يمكنه استخدامها بفعالية[12]، حيث فاجأت الحرب في أوكرانيا المراقبين، متحدية بعض التقييمات التقليدية للقوة العسكرية والاقتصادية. حيث أن المزايا العسكرية لروسيا لم تسمح لها بتحقيق أهدافها ، وبدلاً من ذلك سيطرت القوات الأوكرانية ودفعت الجيش الروسي إلى التراجع في بعض الأماكن ، ويرجع تفسير هذه الحالة إلى التغييرات في طبيعة وممارسة القوة سمحت لأوكرانيا بأن تتجاوز أدائها في عام 2014، لكنها تخلق أيضًا تحديات جديدة للدول التي تسعى إلى ممارسة نفوذها.
كان التطور الأول هو التأثير الواسع للجماعات غير الحكومية القادرة على التصرف بشكل مستقل على المسرح الدولي، لقد ازداد عدد هؤلاء الفاعلين واستقلاليتهم في السنوات الأخيرة، وكذلك في أنواع القوة التي يمكنهم ممارستها، والني تؤدي لتضخيم سلطة الدولة، وعملت معظم الشركات متعددة الجنسيات بشكل أساسي في الحرب الروسية الأوكرانية على دوافع سياسية لا تجارية حيث عززت 1000 شركة انسحابها من روسيا استخدام الغرب للقوة الاقتصادية، كما استخدمت الجماعات غير الحكومية قوتها بطرق وسرعات لم تكن ممكنة قبل وسائل التواصل الاجتماعي، حيث عمل الأشخاص على الأرض في أوكرانيا كمؤثرين ومصادر في الوقت الفعلي للمعلومات غير المفلترة، وقد نظّم الأشخاص خارج أوكرانيا جهود الإغاثة على نطاق عالمي، ومستقبلاً، قد تسعى الدول إلى تشجيع الجماعات غير الحكومية على التصرف سياسيًا في بعض الحالات، لكنها ستحتاج أيضًا إلى طرق لتوجيه سلوك هذه الجماعات أو تقييدها في بعض الأحيان، سيكون هذا توازنًا صعبًا، خاصةً عندما يكون من الصعب التنبؤ بأفعال هذه المجموعات وحتى ظهورها[13].
التطور الثاني هو المدى الذي تكون فيه العلاقات بين الدول بمثابة مصادر رئيسية للقوة حاسمة في تشكيل نتائج الصراع. عادةً ، تُقاس قوة الدولة بالنظر إلى القدرات، مثل الأسلحة العسكرية أو الناتج المحلي الإجمالي.[14] ومع ذلك ، نظرًا لأن العولمة والتغيرات في التكنولوجيا تجعل من الأسهل تدفق السلع والخدمات والمعلومات عبر الحدود وتعزيز الترابط بين البلدان، أصبحت العلاقات مثل التحالفات والشبكات التجارية مهمة في أي تقييم للقوة الوطنية، ويقدم الصراع الحالي في أوكرانيا الأمثلة على ذلك، حيث اعتمدت الولايات المتحدة وحلفاء الناتو على علاقاتهم السياسية والاقتصادية والعسكرية القوية لفرض عقوبات بعيدة المدى وتعبئة مساعدات عسكرية ضخمة . وكانت العلاقات الأيديولوجية بين حلفاء الناتو وأوكرانيا مثال آخر على القوة العلائقية التي منحت أوكرانيا الوصول إلى المساعدة العسكرية والاقتصادية والاستخباراتية ودعم البنية التحتية والمكانة الدولية، وكلها كانت أساسية لنجاحها حتى الآن، في الوقت نفسه تخلق هذه العلاقات التزامات يمكن أن تزداد صلابة بمرور الوقت أو من الممكن أن تحد من مساحة صنع القرار لجميع الأطراف وهو ما يتضح الآن في المناقشات حول مسار الحرب[15].
التطور الأخير هو أن بعض أكثر أشكال القوة حسماً في الصراع الحالي لم تعتمد بشكل أساسي على القوة الصلبة المستمدة من القدرات العسكرية أو الثروة الاقتصادية. كما أنها لم تكن أمثلة على القوة الناعمة التي تؤثر من خلال الأعراف والأفكار. وبدلاً من ذلك، فقد كانت أشكالًا من القوة التي تجمع بين الاثنين، حيث كان استخدام مثل هذه الأدوات دوراً مهمًا في تغلب أوكرانيا على مزايا روسيا في الحجم والقوة العسكرية وتسهيل استجابة غربية بعيدة المدى دون الحاجة إلى تدخل عسكري، وقد اعتمد رد الولايات المتحدة روسيا على الأدوات التي تجمع بين قوتها الناعمة والصلبة من حيث فرض العقوبات وإنسحاب الشركات الذي ضاعف من الآثار الاقتصادية للعقوبات والإدانة للإجراءات الروسية وخروج العلامات التجارية، والإفراج عن ما كان يمكن أن يُصنف على أنه معلومات استخباراتية لتشويه سمعة الروايات الروسية وتقويض الروح المعنوية الروسية[16].
ختاماً؛ يجادل بعض المحللين بأن العالم قد دخل مرة أخرى في حرب باردة الفترة التي هيمنت عليها القطبية الثنائية والتنافس بين الاستبداد والديمقراطية، لكن التنوع الكبير للجهات الفاعلة التي تمارس القوة في الصراع، والاعتماد المتبادل الأكثر شمولاً، وانتشار الأدوات التي تجمع بين القوة الصلبة والقوة الناعمة تشير إلى خلاف ذلك، وبدلاً من ذلك يبدو أن العالم ينتقل إلى بيئة شديدة التنافسية ولكن فيها القوة أكثر انتشارًا وديناميكية وشاملة مما كان عليه الحال خلال الحرب الباردة، وقد يؤدي ذلك إلى زيادة عدم الاستقرار والنزاع الدولي، ومن المؤكد أنه يخلق مجموعة من التحديات الجديدة للدول، لكنه يخلق أيضًا فرصًا جديدة خاصة للدول الأصغر التي تتراجع عن الدول الأكبر والأطراف غير الحكومية التي تسعى إلى النفوذ في عالم اليوم.
الهوامش:
[1] عمرو عبدالله وعمّار ياسين وآخرون، دليل المُصطلحات العربيّة في دراسات السّلام وحل النّزاعات، الطبعة الأُولى، جمعيّة الأمل العراقيّة، بغداد (2018) ص72.
[2] Janusz Bugajski, Why Moscow Fears NATO? https://cepa.org/why-moscow-fears-nato/
[3] Oliver Pieper, Ukraine’s Volodymyr Zelenskyy: From Comedian to National Hero! https://www.dw.com/en/ukraines-volodymyr-zelenskyy-from-comedian-to-national-hero/a-60924507
[4] Typical examples include: Stephen M. Walt, “An International Relations Theory Guide to the War in Ukraine,” Foreign Policy, March 8, 2022
[5] Michito Tsuruoka,Evolution of European Security System Visualization of Deterrence by NATO and the “Russian Problem”, https://ssdpaki-la-coocan-jp.translate.goog/en/proposals/128.html?
[6] “Kono Sensou no Saidai-no Shousha ha Chuugoku da” [The biggest winner in this war is China], Bungeishunju, Vol. 100, No. 6 (June 2022) pp 22-25.
[7] op cit,pp,pp 30-33.
[8] Kyle Lascurettes,
International Order in Theory and Practice, https://www-academia-edu.translate.goog/51400704/International_Order_in_Theory_and_Practice?
[9] Shifrinson, Rising Titans, Falling Giants, 152.
https://tnsr.org/roundtable/book-review-roundtable-rising-titans-falling-giants/
[10] Yoko Iwama,An Expanded NATO’s Nuclear Strategy, https://ssdpaki-la-coocan-jp.translate.goog/en/proposals/129.html?
[11] Tobias Bunde, “Germany and the Future of NATO Nuclear Sharing,” War on the Ropcks, August 25, 2021, https://warontherocks.com/2021/08/the-risks-of-an-incremental-german-exit-from-natos-nuclear-sharing-arrangement/
[12] Joshua R. Itzkowitz Shifrinson, Rising Titans, Falling Giants: How Great Powers Exploit Power Shifts
(Ithaca, NY: Cornell University Press, 2018),p 18
[13] Patricia Cohen, “Economic Ties Among Nations Spur Peace. Or Do They?” The New York Times, March 4, 2022
[14] Yoram Gorlizki and Oleg Khlevniuk, Cold Peace: Stalin and the Soviet Ruling Circle, 1945-1953 (New York: Oxford University Press, 2004); Vladislav Zubok and Constantine Pleshakov, Inside the Kremlin’s Cold War: From Stalin to Khrushchev (Cambridge, MA: Harvard University Press, 1996); Jonathan Haslam, Russia’s Cold War: From the October Revolution to the Fall of the Wall (New Haven, CT: Yale University Press, 2011).
[15] However, on May 17, Jiji Press reported, quoting British sources, that NATO reconnaissance planes had entered Ukraine’s western airspace to monitor Russian troop movements in the east, and were sharing information with Ukrainian forces to help them attack Russia. It is likely that de facto reinforcements are being provided to Ukraine. “NATO-ki, Ukuraina Ryoukuu Hikou Seibu-Kokkyou kara 50-kilo, Teisatsu Katsudou—Ei-Jouhousuji” [NATO Aircraft Fly Ukrainian Airspace 50km from Western Border: Reconnaissance Activities (British Sources)], JIJI.COM, May 17, 2022 [https://www.jiji.com/jc/article?k=2022051600796&g=int ].
[16] Satoshi Ikeuchi, “Ukraine War and the World future”, UP plus, University of Tokyo Press, 2022, p.34~38