الدراسات البحثيةالمتخصصة

أطر معالجة الخطاب الرئاسي المصري الدولي للقضايا الأمنية وتأثيرها علي صورة مصر (2014-2024)

اعداد :  حمدية عيد محمد عيد – اشراف : د. داليا رشدي – كلية الاقتصاد والعلوم السياسية – جامعة القاهرة – مصر

  • المركز الديمقراطي العربي

 

اولا: المقدمة :

تعتبر القضايا الأمنية من أخطر القضايا التي تواجه أمن الدول ويختلف تأثيرها من دولة لأخرى، كما تعتبر مصر من ضمن الدول التي تواجه القضايا الأمنية علي المستوي الداخلي أو الخارجي بما فيها الجريمة المنظمة ومكافحة الإرهاب وتعزيز الاستقرار علي المستوي الإقليمي، حيث تتطلب مكافحة هذه القضايا التركيز على القضاء الشامل وخطة للتعاون بين الدولة والمؤسسات الأمنية ويعتبر الخطاب السياسي من أهم الأدوات التي تعرض استراتيجية الدولة في المجالات الأمنية فالخطاب السياسي هو نوع من الخطابات الذي يرتبط بالسلطة فهو من أهم الأدوات التي توظفها السلطة لتدعيم شرعيتها والقبول الشعبي لها من ثم تتمتع تلك الخطابات بمكانة عالية على كافة المستويات القومية والإقليمية والدولية حيث يكشف الخطاب السياسي عن رؤية الرؤساء في السياسات الداخلية والخارجية ويمثل انعكاسا حقيقيا لسياسات الدول، وتبريرا لاستخدام هذه السياسات ومن ثم يتمتع تحليل الخطاب الرئاسي بأهمية كبيرة من قبل الباحثين خاصة في أوقات الأزمات التي تمر بها الدول لفهم رؤية القادة السياسيين للأزمات وبالنظر إلى الخطاب الرئاسي المصري للمجتمع الدولي فهو يعتبر توضيح لرؤية مصر وتأكيد علي جهودها في المجال الأمني كما يعتبر أداة مهمة لبناء وتحسين صورة مصر في الساحة الدولية في مجالات الأمن والسياسة، حيث شهدت القضايا الأمنية حضورا قويا في خطابات الرئيس عبد الفتاح السيسي وحازت هذه القضايا علي أهمية كبيرة سواء على المستوى الداخلي أو الدولي وقد تناولت الخطابات رؤيته للقضاء على الإرهاب وتطوير سيناء وتنميتها كما أكد علي أهمية تبني استراتيجية شاملة للقضاء على الإرهاب كما استعرض هذه الرؤية للقضاء على الإرهاب في العديد من الخطابات واللقاءات المختلفة الذي تناول فيها السياسة التي تتبعها الدولة المصرية تجاه  الإرهاب والقضايا الأمنية الأخرى كما أكد في مختلف خطاباته علي أمن الدولة.

ثانيا: المشكلة البحثية

لقد واجهت مصر موجة كبيرة من الإرهاب بعد ثورة 30 يونيو والقضاء على حكم الإخوان ومنذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي حكم مصر اعتبر القضاء على الإرهاب شغله الشاغل وأخذ على عاتقه خوض الحرب ضد الإرهاب لذلك حاز الإرهاب والقضايا الأمنية الأخرى علي اهتمامه وتعتبر الخطابات الرئاسية المصرية الدولية التي تناولت القضايا الأمنية تحظى بأهمية كبرى حيث تلعب معالجة الخطاب الرئاسي لهذه القضايا دورا هاما في التأثير علي صورة مصر علي المستوى الدولي إما بالإيجابية أو السلبية وبالتالي تتمثل المشكلة البحثية في تحليل معالجة الخطاب الرئاسي المصري الدولي للقضايا الأمنية وتأثيره علي صورة مصر في المجتمع الدولي.

وذلك خلال الفترة من 2014 منذ تولي الرئيس السيسي الحكم وحتى 2024 حيث انتهاء الدراسة والتطبيق علي الخطابات المتاحة خلال هذه الفترة وبالتالي يكون السؤال البحثي:

كيف تناول الخطاب الرئاسي المصري الدولي القضايا الأمنية وكيف أثر علي صورة مصر في المجتمع الدولي؟

وبالتالي تكون تساؤلات الدراسة هي:

أ- ما أهم الاطروحات التي ركز عليها الخطاب الرئاسي المصري؟

ب- ما الأطر المرجعية التي اعتمد عليها الخطاب الرئاسي المصري في تناوله للقضايا الأمنية؟

ج- ما أهم القوى الفاعلة التي ركز عليها الخطاب الرئاسي المصري في تناوله للقضايا الأمنية؟

د- ما مسارات البرهنة التي اعتمد عليها الخطاب الرئاسي المصري في تناول القضايا الأمنية؟

ر- ما اهم الاستراتيجيات التي اعتمد عليها الخطاب الرئاسي المصري لتحسين صورة مصر في المجتمع الدولي؟

ز- كيف عكست الخطابات صورة مصر في المجتمع الدولي؟

ثالثا: أهمية الدراسة

تتحدد اهمية الدراسة فيما يلي:

أ) الأهمية العلمية

  • تكتسب الدراسة أهمية علمية بسبب تناولها للقضايا الأمنية باعتبارها من أهم القضايا التي تهدد الأمن الوطني للدولة ومحاولــة التعـرف علـى أهم الاســتراتيجيات المسـتخدمة فــي تحسين صورة مصر الذهنية من خلال تحليل الخطاب الرئاسي الدولي.
  • ندرة الدراسات العلمية التي تناولت الخطاب الرئاسي الدولي في القضايا الامنية وتأثيره علي تحسين صورة مصر في المجتمع الدولي.
  • دراسة تحليل الخطاب الرئاسي الدولي باعتباره أحد أدوات العلاقات العامة لفهم آليات بناء الخطاب وتأثيره علي الرأي العام واستكشاف عناصر الخطاب لمؤثرة في تعزيز الشرعية.

ب) الأهمية التطبيقية

  • تكمن الاهمية التطبيقية لهذه الدراسة في مساعدة صانعي القرار علي فهم تأثير معالجة الخطاب السياسي الدولي للقضايا ومنهم القضايا الأمنية علي صورة الدولة في المجتمع الدولي
  • توضيح كيف انعكست القضايا الأمنية في الخطاب الرئاسي المصري الدولي ومعالجة الخطاب لهذه القضايا وعلاقتها بتحسين صورة مصر في المجتمع الدولي.

رابعا: تحديد الدراسة

تمتلك الدراسة تحديد مكاني وتحديد زماني وفقا لما يلي:

أ) التحديد المكاني

تتناول الدراسة الخطاب السياسي المصري تجاه القضايا الأمنية باعتبار أن مصر من الدول التي عانت من الارهاب في اعقاب ثورة يوليو 2013 ومنذ قدوم الرئيس عبد الفتاح السيسي الي الحكم منذ 2014 واهتم اهتماما كبيرا بالملف الامني وعلي رأسه مكافحة الإرهاب.

ب) التحديد الزماني

تتناول الفترة الخطاب الرئاسي المصري الدولي منذ 2014 باعتباره بداية حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي وفتح ملف مكافحة الإرهاب وتنتهي الفترة الزمنية عام 2024عند انتهاء الدراسة حيث سيتم تحليل الخطابات المتاحة للرئيس منذ توليه وحتي انتهاء الدراسة.

خامسا: الدراسات السابقة

سيتم عرض الدراسات السابقة من خلال 4 محاور

  • المحور الاول: دراسات تتعلق بتحليل الخطاب السياسي
  • المحور الثاني: دراسات تتعلق بتحليل الخطاب السياسي المصري
  • المحور الثالث: دراسات تتعلق بمعالجة القضايا الأمنية في الخطاب الرئاسي
  • المحور الرابع: دراسات تتعلق بتحسين صورة الدولة في الخطاب السياسي

أ) دراسات تتعلق بتحليل الخطاب السياسي

تناولت دراسة (أسعد صالح الشملان)[1] شرح وتحليل مفهوم الخطاب السياسي وذلك من منطلق مدرسة اشكس لتحليل الخطاب السياسي، وهي مدرسة تحليلية رائدة في حقل التحليل السياسي حيث نجد أن الدراسة قامت بعرض الخطوط العريضة لمفهوم الخطاب السياسي من منظور مدرسة اسكس لتحليل الخطاب السياسي ضمن مقاربة مستجدة للتحليل المبني علي التطورات المعاصرة خاصة ما بعد البنيوية وبالتالي سوف تكون هذه الدراسة مفيدة لموضوع البحث لفهم تحليل الخطاب والاستعانة بها في الاعداد النظري للدراسة.

بينما قامت دراسة (راضية بو بكري) [2]بتحليل وعرض مفهوم الخطاب السياسي بالإضافة الي عوامل تطور الخطاب السياسي في ظل التطور الاجتماعي والثقافي والسياسي والانفتاح علي العالم، كما تطرقت الي خصائص الخطاب السياسي واستراتيجيات التأثير في الخطاب السياسي حيث تناولت الدراسة كل ما يرتبط بمفهوم الخطاب السياسي وسوف يستعان بها في تحليل مفهوم وخصائص الخطاب السياسي.

كما تناول (علي بن حمد بن علي الريامي) [3]تعريف الخطاب السياسي ثم تطرق الي تحليل الخطاب السياسي بالإضافة الي مناهج تحليل الخطاب السياسي ثم قام بتناول العلاقة بين الخطاب والنص بالإضافة الى نقد تحليل الخطاب وبالتالي نجد أن الدراسة تناولت مفهوم الخطاب وتحليل الخطاب من جميع الجوانب الخاصة بالخطاب وسوف تكون هذه الدراسة لموضوع البحث في تحليل الخطاب ومفهومه ومناهج تحليل الخطاب السياسي.

ب) دراسات تتعلق بتحليل الخطاب السياسي المصري

تناولت دراسة (فاتحة تمزازي، 2017) الحقول الدلالية في الخطاب السياسي المصري “خطاب الرئيس محمد مرسي” لكشف خصائص الحقول الدلالية التي تم استخدامها في هذا الخطاب وهل جري تغييرا لصالح الخطاب ام زاد تقهقر مستوي الخطاب السياسي بالاعتماد علي تحليل الخطاب وقد توصلت الدراسة الي أن هناك تنوعا كبيرا في المفردات الذي اعتمد عليها الرئيس السابق محمد مرسي ولكن هذه الالفاظ لم ترقِ الي مستوي طموح الجماهير المتلقية وهي ايضا اُخرجت من سياقاها، كما غلبت العاطفة علي الخطاب وافتقد الخطاب الي المصداقية وبالتالي تم التوصل الي ان الخطاب لم يشكل تغييرا في تاريخ الخطاب السياسي بل عكس الازمة الذي يعانيها الخطاب السياسي وسوف يستعان بهذه الدراسة في فهم العلاقة بين الكلمات التي يعتمد عليها خطاب السلطة في التأثير علي الجمهور المتلقي وكيف يمكن للخطاب السياسي أن يفتقد لمصداقية الجمهور المتلقي.[4]

كما تناولت دراسة (Fayrouz Fouad, 2018) تحليل الاستراتيجيات التي استخدمها كلا من الرئيس جمال عبد الناصر في خطاب التنحي بعد هزيمة 1967 وخطاب الرئيس محمد مرسي الاخير قبيل تظاهرات 2013 لتصليح الصورة من خلال تحليل الخطاب لكلا من الرئيسين وقد توصلت الدراسة الي اتباع كلا منهم اسلوبا مختلفا لتصحيح الصورة   فقد أعتمد الرئيس جمال عبد الناصر علي استراتيجية الدعم والتعويض ولم يعتذر بشكل علني بينما الرئيس محمد مرسي اعتمد علي استراتيجية تقليل درجة الأذى وإصلاح الاخطاء وسوف يستعان بهذه الدراسة في فهم الاستراتيجيات التي يعتمد عليها الخطاب السياسي لتحسين صورة القائد السياسي.[5]

بينما دراسة (عماد شعير، 2020) تناولت التأدب في الخطاب السياسي للرئيس المصري محمد انور السادات في الكنيست الإسرائيلي وكيف أدي ذلك الي تقريب الأطراف المتنازعة والكشف عن توجهات الرئيس أنور السادات ونيته تجاه الطرف الآخر وذلك باستخدام اداة تحليل الخطاب وقد توصلت الدراسة الي أن التأدب وسيلة لتخفيف حده النزاع بين الأطراف وأن السادات وظف التأدب بأنواعه السلبي والايجابي في خطابه وقد عكس ذلك الخطاب نية السادات في تحقيق السلام العادل الذي يسعي اليه السادات وبالتالي سوف تكون هذه الدراسة ذات أهمية للاستعانة بها في هذا الموضوع البحثي لفهم كيف يعتمد خطاب السلطة علي استراتيجية ما لتحقيق هدفه وهو ما فعله السادات في الاعتماد علي مبدأ التأدب في الخطاب السياسي لتحقيق هدفه في السلام.[6]

كما تناولت دراسة (اسماء حسين صلاح، 2023) رصد وتحليل خطابات الرئيس عبد الفتاح السيسي للتعرف علي أهم القضايا التي ركز عليها الخطاب السياسي المصري والقوي الفاعلة والأطر المرجعية وأهم الاستراتيجيات التي اعتمد عليها الخطاب السياسي المصري بالاعتماد علي منهج المسح ، وتوصلت الدراسة الي ان الخطاب الرئاسي المصري اعطي اهمية كبير للقضايا الخاصة بالتنمية واعادة الاعمار وتنوع كبير في الاطر المرجعية التي استند اليها الرئيس السيسي حسب طبيعية الحدث وابعاده وبالتالي تعتبر هذه الدراسة مفيدة في توضيح أهم القضايا التي ركز عليها الخطاب السياسي المصري والاستراتيجيات التي اعتمد عليها الخطاب.[7]

كما تتناول دراسة (ميار حسين سليمان، 2021) رصد وتحليل القضايا والتوجهات المتواجدة في الخطابات الرئاسية والتعرف علي أهم القضايا السياسية التي ركز عليها الخطاب والتي يتابعها الشباب الجامعي باستخدام المنهج الكيفي من خلال تحليل الخطاب وقد توصلت الدراسة الي عدة نتائج من اهمها : وجود تنوع كبير في الأطر المرجعية بين مرجعية سياسية ودينية واجتماعية واقتصادية وتشريعية وأمنية كما أن هناك تنوع في القوي الفاعلة ما بين حكومة وقوات مسلحة وشباب ومجتمع مدني ومؤسسات ونخب سياسية وغيرهم وسوف تكون هذه الدراسة مفيدة لموضوع البحث للمساعدة في فهم القضايا التي يهتم بها الخطاب الرئاسي المصري.[8]

ج)  دراسات تتعلق بمعالجة القضايا الأمنية في الخطاب الرئاسي

تناولت دراسة(حازم حمد موسي،عبد الكريم زهير عطيه، 2021) الخطاب السياسي العراقي والاستراتيجية التي يمكن رسمها لحل المعضلات الأمنية وكيف تؤثر المعضلات الأمنية علي تشكيل الخطاب السياسي وذلك باستخدام المنهج التحليلي بتحليل تأثير الخطاب السياسي العراقي على المعضلات الأمنية وتأثير المعضلات الأمنية على الخطاب السياسي، وقد توصلت الدراسة الى وجود علاقة طردية بين طبيعة الخطاب السياسي والمعضلات الأمنية وشيوع اللغة الأمننة في الخطاب السياسي بدلاً من لغة الأمن وتعتبر هذه الدراسة مفيدة لموضوع البحث حيث تساعد في فهم تأثير القضايا الأمنية على الخطاب السياسي والقرارات السياسية التي سوف يتم اتخاذها.[9]

كما تناولت دراسة (هويدا محمد السيد) [10]رصد وتحليل وتفسير خصائص وسمات الخطاب الرئاسي فيما يتعلق بالقضايا الأمنية وذلك في الفترة الرئاسية الاولي للرئيس عبد الفتاح السيسي بالإضافة الي التعرف علي اهم  الاستراتيجيات التي اعتمد عليها الخطاب الرئاسي في تناوله للقضايا الامنية والقوي الفاعلة التي ظهرت في الخطاب الرئاسي تجاه القضايا الامنية وذلك بإستحدام منهج المسح وقد توصلت الي مجيء الصراع بين التنظيمات الارهابية والقوات في المسلحة في الترتيب الاول للخطاب الرئاسي كما اوصت بضرورة التغطية الاعلامية للقضايا الامنية التي يتناولها الخطاب الرئاسي وسوف تكون هذه الدراسة ذات أهمية للبحث للتعرف علي اهم الاستراتيجيات التي يعتمد عليها الخطاب السياسي في معالجة القضايا الامنية.

كما تناولت دراسة(زيد حسن علي) [11]الخطاب السياسي العراقي بعد عام 2003 وذلك نظرا لأهمية دوره في الواقع السياسي في العراق بعد الغزو الأمريكي للعراق وتأثيره علي الأمن العراقي وذلك باستخدام تحليل المضمون مع الاستعانة بالمنهج الوصفي وقد توصلت الدراسة الي أن الخطاب السياسي العراقي كان خطاب له دوافع سياسية فئوية وليس يهدف الي المصلحة العامة كما انه لم يعطي اي حلولا للأزمات، كما سعت القوي والأحزاب السياسية المسيطرة علي العملية السياسية الي زرع التفرقة بين الشعب وفقدان الاستقرار السياسي والاجتماعي وتوقف عجلة التنمية والتطور، كما سيطرت علي الخطابات الاطار الديني وغياب التوعية السياسية وسوف يستفاد من هذه الدراسة في معرفة تأثير الخطاب السياسي علي القضايا الأمنية وكيف يتم معالجة القضايا في الخطابات الرئاسية.

د) دراسات تتعلق باستراتيجيات تحسين الصورة في الخطاب السياسي

ناقشت دراسة (يسرا محسن عبد الخالق، 2013) إدارة مؤسسة الرئاسة المصرية لصورتها الذهنية اثناء الازمات والتركيز على تحديد الأطراف المؤثرة في الأزمة والحجج الذي انطلق منها خطاب الرئاسة وأهم الاستراتيجيات التي اعتمدت عليها مؤسسة الرئاسة لإصلاح صورتها، وذلك باستخدام منهج المسح وتوصلت الدراسة الى غياب استراتيجية واضحة لمؤسسة الرئاسة لإدارة الاتصال في الازمات، كما اعتمدت علي البرهنة الوجدانية بدلا من العقلية حيث حاول الرئيس رسم صورة ذهنية مبنية علي العاطفة من خلال استمالتهم انه ينتمي اليهم، بالإضافة الى استراتيجية التهرب من المسؤولية وبالتالي سوف تُثري هذه الدراسة الموضوع البحثي بأهم الاستراتيجيات الذي يعتمد عليها الخطاب السياسي لتصحيح الصورة الذهنية وقت الأزمات.[12]

بينما تناولت دراسة (اماني ألبرت، 2013) الاستراتيجيات التي تم استخدامها من قبل وزارة الخارجية المصرية لإصلاح صورة مصر والتسويق لها بشكل مختلف لإصلاح الصورة السلبية وذلك بالاعتماد على منهج المسح وقد توصلت الدراسة الى الوزارة استخدمت عدة استراتيجيات في البداية بعد الثورة مباشرة استخدمت الوزارة استراتيجية الإنكار اي إنكار أن ما حدث انقلاب بالإضافة الى استراتيجية اللوم علي التدخل الخارجي في شؤون مصر والهجوم علي أفعال الاخوان، أما في الذكري السنوية الاولى للثورة ركزت الاستراتيجيات على تدعيم مصر والهجوم علي الإرهابيين وكانت اللغة المستخدمة لغة حادة، أما الذكري الثانية للثورة اتبعت الوزارة استراتيجية واضحة لإصلاح صورة مصر قائمة على رفض التدخل الخارجي وابراز الجوانب الايجابية في مصر، وسوف يستفاد بهذه الدراسة في فهم استراتيجيات الدبلوماسية الرسمية لتحسين صورة مصر الدولية.[13]

تستهدف دراسة  (John Mutambwa, 2013) تحليل خطاب إصلاح الصورة في خطاب الرئيس الزيمبابوي (روبرت موغابي) ضد العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الأوروبي واستراليا علي زيمبابوي من قيود اقتصادية وحظر للأسلحة وإتهام موغابي وحزبه بتقويض الديموقراطية وذلك باستخدام نظرية بينوا لإصلاح الصورة لتحليل احدى الاستراتيجيات التي اعتمد عليها موغابي في خطاباته ضد العقوبات، وقد توصلت الدراسة الي استخدام موغابي خطاب الهجوم لتحسين صورته بعد الاتهامات والعقوبات التي اتُخذت ضده، كما ركز هجومه بالأساس علي توني بلير وجورج بوش الذي اعتبرهم السبب الرئيسي لفرض العقوبات، بالإضافة الى استراتيجية انكار ارتكاب الاخطاء والتعبير عن النوايا الحسنة وعرض الاجراءات التصحيحية وقد توصلت الدراسة الي اهمية الخطاب كأداة مكنت موغابي من اجبار الاتحاد الافريقي لمواصلة دعمه لحكومته، وسوف يستفاد من هذه الدراسة في توضيح نظرية بينوا لإصلاح الصورة وكيف يتم توظيفها في الخطاب الرئاسي ومحاولته جذب الدعم للنظام.[14]

بينما تناولت دراسة (عبير فتحي محمد، 2020) تحليل الخطاب الرئاسي الموجه للإعلام الدولي استراتيجيات محركات الاتصال الإقناعي للخطاب خاصة في فترة مليئة بالشائعات والازمات التي تحيط بصورة مصر وسمعتها علي المستوي الاقليمي والدولي وذلك باستخدام منهج المسح والمنهج التكاملي، وقد توصلت الدراسة الى اعتماد الخطاب على التأثير الاتصالي القائم على الإقناع لتسويق صورة مصر وسياستها الاقتصادية والتشريعية وتحسين صورة القضاء المصري وصورة مصر كدولة مؤسسات والاعتماد على استراتيجيات المعلومات والتكرار وبناء المعاني بهدف بناء وتشكيل صورة وهوية مصر الجديدة والتسويق للإنجازات التي حدثت في مصر وبالتالي جاء الخطاب السياسي المصري في هذه الفترة مترابطاً ومتماسكاً لتحسين صورة مصر في الخارج، وسوف يستعان بهذه الدراسة في توضيح الاستراتيجيات التي يعتمد عليها الخطاب الرئاسي الدولي لتحسين صورة مصر الدولية والوسائل التي يتم استخدمها للترويج للصورة الجيدة لمصر.[15]

ر) التعليق علي الدراسات السابقة

من خلال مسح الدراسات السابقة نجد أن هذه الدراسات تناولت بعضها الخطاب السياسي بشكل نظري والقضايا الأمنية وطريقة معالجتها في الخطاب الرئاسي كما تناولت بعض الدراسات صورة الدولة بناءا علي تحليل الاستراتيجيات التي يتم الاعتماد عليها في الخطاب، كما ساعدت هذه الدراسات موضوع الدراسة من خلال المساهمة في التحديد الدقيق للمشكلة البحثية واسئلة الدراسة بالإضافة الى منهج الدراسة والادوات التي سوف تعتمد عليها الدراسة، كما يلاحظ من خلال مسح هذه الدراسات أن:

  • اعتمدت غالبية الدراسات علي طريقة تناول الخطاب الرئاسي للقضايا الأمنية
  • هناك قلة في الدراسات التي تناولت صورة الدولة في الخطاب الرئاسي بوجه عام والخطاب الرئاسي المصري بشكل خاص
  • هناك قلة في الدراسات التي تتناول تحليل الخطاب الرئاسي في فترة زمنية حديثة

وبالتالي سوف تتناول الدراسة معالجة الخطاب الرئاسي المصري للقضايا الأمنية وأثر ذلك علي صورة مصر في المجتمع الدولي وذلك منذ عام 2014 حتي عام 2024 وبالتالي تتناول الدراسة فترة زمنية حديثة.

سادسا: الإطار النظري للدراسة

سوف تعتمد هذه الدراسة علي نظرية الأطر بالإضافة الي نظرية اصلاح الصورة كإطار نظري للدراسة:

 أ) نظرية الأطر( التأطير) framing theory

تعتمد نظرية الأطر على دراسة القضية من خلال وجهات نظر مختلفة وتفسيرها من خلال اعتبارات وقيم مختلفة، أي أن التأطير هو تصور معين تجاه قضية معينة أو إعادة توجيه التفكير حول قضية معينة أي إضفاء معني لها.

كما تعتبر نظرية الأطر هامة حيث انها تؤثر على مواقف وسلوكيات الجمهور فنجد عادة تبني السياسيون لأطر معينة وتقوم وسائل الاعلام بمحاكاة هذه الأطر وبعدها المواطنين وذلك ما يُعرف بتأثير الأطر  وهي تأثير الاطارات التي يتبناها النخبة من سياسيين واعلاميين على أطر المواطنين

وتعتمد نظرية الأطر علي عدة خطوات

  • تحديد قضية معينة أو حدث ما
  • تحديد الهدف وتحديد الاسباب من دراسة الإطار
  • تحديد مجموعة من الإطارات للمشكلة أو القضية محل الدراسة
  • تحديد مصادر تحليل المحتوي مثل وسائل الإعلام أو الصحف أو البرامج التلفزيونية وذلك يعتمد على هدف الباحث من دراسة الاطر[16]

كما نجد أن هناك عدة مستويات للتأطير منهم العلاقة بين الأطار واللغة

وتتم عملية التأطير في هذا المستوي من خلال جانبين: الاول هو اختيار جزء معين من النص والثاني هو التركيز علي جوانب معينة من الموضوع وبالتالي يكون الإطار في هذا السياق هو تجريد لمعني الرسالة، عادة ما يتم استخدامه في النصوص السياسية.

وبالتالي يتشكل الاطار من خلال معلومات جديدة في سياق محدد ويتم تصميمها بشكل معين لكي يخدم ايديولوجية ما أو لتحسين الفهم لموضوع معين وبالتالي تكون الأطر في هذه الحالة عبارة عن كلمات مفتاحية أو رموز بعينها يتم التركيز عليها واغفال جوانب اخري وبالتالي قد يؤدي ذلك الى التحيز بسبب استبعاد بعض الأطر عن الجماهير والتركيز على أطر معينة.

ويمكننا في هذا السياق يمكننا الاعتماد على نموذج دايترام شوفيل الذي يقوم على

اولا: المدخلات وهي المتغيرات التي لها تأثير على التحليل

ثانيا: تحليل الأطر الواردة في النصوص وتحديد علاقة الأطر بالمدخلات

ثالثا: المخرجات الناتجة عن الأطر[17]

وسوف تكون هذه النظرية مفيدة للدراسة للتعرف على الأطروحات الرئيسية التي تناولها الخطاب الرئاسي، بالإضافة الى رصد الاستراتيجيات التي اعتمد عليها الخطاب المصري تجاه القضايا الأمنية، وأهم القوى الفاعلة التي ظهرت في الخطاب الرئاسي، بالإضافة الى الأطر المرجعية التي اعتمد عليها الخطاب الرئاسي.

ب) نظرية إصلاح الصورة

نظرية بينوا (Benoit) لإصلاح الصورة اعتمدت علي:[18]

1- إصلاح الصورة الذهنية يتطلب اتصالاً قوياً

2- هدف الاتصال هو الحفاظ على الصورة الجيدة للفرد أو المؤسسة

وقد قام بينوا بتصنيف عدة استراتيجيات خطابية يمكن للفرد أو المؤسسة الاعتماد عليها لإصلاح الصورة وهما 5 استراتيجيات رئيسية تندرج تحتهم عدة استراتيجيات فرعية اولا: استراتيجية الإنكار(الانكار البسيط، تحويل اللوم)،  ثانيا: استراتيجية التهرب من المسؤولية (التبرير، الضعف، الحادثة، النوايا الحسنة)، ثالثا: استراتيجية الحد من الهجوم (التدعيم، التهوين، التمايز، التسامي، الهجوم، التعويض)، رابعا: استراتيجية الاجراءات التصحيحية، خامسا: استراتيجية الاعتذار، حيث يري بينوا أن المؤسسة أو الفرد يجب أن يتبنوا مواقف وردود أفعال قوية ليكونوا قادرين على اصلاح الصورة ومن المفترض اتخاذ الاجراءات التصحيحية لأنها تساعد علي إصلاح الصورة وعدم التهرب من المسؤولية لأن التهرب يؤدي الى الاضرار بالصورة وليس اصلاحها، بالإضافة الى أن التاريخ الماضي للمؤسسة أو الحكومة يؤثر علي الصورة فإذا كانت السمعة طيبة يؤدي ذلك الي صورة جيدة عن المؤسسة واذا كانت سمعتها سيئة عادة ما تفشل المؤسسة في اصلاح صورتها أثناء الأزمات.

وسوف تكون هذه النظرية لها ثراء واسع علي موضوع الدراسة لتساعد الباحثة علي فهم الاستراتيجيات التي يعتمد عليها الافراد والمؤسسات لتحسين الصورة في أوقات الازمات.[19]

سابعا: الإطار المفاهيمي

سوف تعتمد هذه الدراسة علي بعض المفاهيم كالخطاب السياسي والقضايا الأمنية وقضايا الأمن الغير تقليدية بالإضافة الي الصورة الذهنية كإطار مفاهيمي للدراسة

أ) الخطاب السياسي

تختلف تعريفات الخطاب السياسي فنجد أن هناك تعريفات ترتبط بالبنية النحوية والدلالية للنص وهناك تعريفات أخري تركز على ما يرتبط بالسياق النفسي والاجتماعي والبنية التاريخية، ويري كلا من بول شيلتون وكريستينا شافنير أن الخطاب السياسي هو “شكل معقد من أشكال النشاط الإنساني القائم علي إدراك أن السياسة لا يمكن تتبعها دون اللغة”، كما يهدف الخطاب السياسي الي تشكيل قناعة المتلقي من خلال الخطاب السياسي وتوجيههم الي ما يريد مرسل الخطاب السياسي من خلال اللغة المستخدمة، ويعتبر  الخطاب السياسي هو نوع من الخطابات العامة الذي يرتبط بالسلطة السياسية الحاكمة، كما يعتبر الخطاب السياسي هو من أهم وسائل السلطة لتحقيق أهداف سياسية معينة، حيث يعتمد الخطاب السياسي على توظيف الحجج والبراهين والوسائل اللغوية والمنطقية بهدف الإقناع، كما أنه يختلف عن الخطابات الأخرى بسبب الغموض الذي يحيط به والاسلوب الغير مباشر الذي يعتمد عليه لذلك فهو بحاجه الي الكثير من التأمل لكي يتمكن المتلقي من فهم دلالات الخطاب السياسي، كما نجد أن هناك تنوع في الخطاب السياسي فقد يكون الخطاب السياسي رسمي أي متعلق بمؤسسات الدولة كالوزارات، أو الخطاب السياسي الواقعي وهو الخطاب المرتبط بقضية معينة، والخطاب السياسي المدني وهو الخطاب الموجه لجميع الشعب وعادة ما يتم استخدامه من قبل المرشحين للانتخابات لإقناع الشعب بهم وقدرتهم على تلبية احتياجاتهم، ويتسم الخطاب السياسي بأنه يوجه الشعب تجاه سياسه معينه أو معارضة سياسة معينة وقد يهدف الخطاب السياسي الى نشر الأمل ويركز على الاستمالة العاطفية للشعب بدلا من وسائل الإقناع، كما يعتمد على التكرار لكي يتمكن من إيصال الرسالة التي يرغب في توصيلها.[20]

ب) القضايا الأمنية

تعتبر قضايا الأمن هي القضايا التي تتعلق بحفظ الأمن والسلامة داخل الدولة وحماية مصالحها ومصالح المواطنين من التهديدات الداخلية والخارجية، وتشمل التهديدات الإرهابية أي الجماعات الإرهابية التي تستهدف المواطنين والحكومة ويتطلب مكافحة الإرهاب جهود مشتركة بين الأجهزة الأمنية والمخابرات والقضاء وجميع الجهات الأمنية، بالإضافة الى الجريمة المنظمة أي الشبكات المنظمة التي تشارك في أنشطة غير قانونية مثل تهريب المخدرات والاتجار بالبشر وتهريب الأسلحة كما تطلب مكافحتها الى تعاون دولي واجراءات قانونية قوية، وايضا تعتبر التهديدات السيبرانية كالهجمات الإلكترونية والاختراقات وتطلب مكافحة التهديدات السيبرانية الى تعزيز الأمان الإلكتروني  والتعاون الدولي وايضا يعتبر الاستقرار السياسي ومنع الانقلابات والتمردات والصراعات تعتبر من القضايا التي تهدد الأمن الوطني للدولة.[21]

ج) القضايا الأمنية الغير تقليدية

يركز مفهوم الأمن الغير تقليدي علي الجوانب الغير عسكرية للأمن وبالتالي تتجاوز القضايا الأمنية الغير تقليدية مفهوم التهديدات العسكرية لتشمل التهديدات التي رفاهية الشعوب والدول وبقائهم والتي تأتي من مصادر غير عسكرية كالتغير المناخي (الأمن البيئي) والهجرة الغير شرعية والأوبئة العالمية (الأمن الصحي) ونقص الغذاء (الأمن الغذائي)، كما يركز المفهوم الغير تقليدي للأمن علي فكرة القضايا العابرة للحدود التي تتطلب تعاون دولي وجهود مشتركة للتعامل مع هذه التهديدات الغير تقليدية.[22]

د) الصورة الذهنية

هناك تعريفات عديدة للصورة الذهنية حيث تعرف الصورة الذهنية على أنها مجموعة من المعارف التي تتشكل في أذهان الجماهير وترسم انطباعات مختلفة تؤثر على سلوك الأفراد تجاه شخص ما أو مؤسسة معينة، أي أنها افكار تتكون لدي الفرد تجاه موضوع معين تجعله يتصرف بطريقة مختلفة تجاه هذا الموضوع، كما يعرفها د. علي عجوة في كتابه ( العلاقات العامة والصورة الذهنية) أنها “هي الصورة الفعلية التي تتكون في أذهان الناس عن المنشآت والمؤسسات المختلفة، وقد تتكون هذه الصورة من التجربة المباشرة أو غير المباشرة وقد تكون عقلانية أو غير رشيدة وقد تعتمد على الأدلة والوثائق أو الإشاعات والأقوال غير الموثقة، لكنها في النهاية تمثل واقعاً صادقاً بالنسبة لمن يحملونها في رؤوسهم”، وتتسم الصورة الذهنية غالباً بعدم الدقة فهي لا تعبر عن الواقع بل عن جزء فقط من الواقع وذلك بسبب عدم كفاية المعلومات المتاحة لدي الافراد، كما تتسم بالثبات النسبي فهي مقاومة للتغيير بالإضافة الي أنها تتسم بالتعميم[23]

ثامنا: الإطار المنهجي

يتضمن الاطار المنهجي للدراسة نوع الدراسة ومنهج وادوات الدراسة وفقا لما يلي:

أ) نوع الدراسة

تنتمي هذه الدراسة الي البحوث الوصفية التحليلية التي تهدف الي رصد وتحليل الخطابات السياسية والقوي الفاعلة والاطر المرجعية واهم الاستراتيجيات التي استند اليها الخطاب السياسي المصري الدولي  تجاه القضايا الامنية، ورصد وتحليل أهم الاستراتيجيات التي اعتمد عليها الخطاب الرئاسي لإصلاح صورة مصر في المجتمع الدولي.

ب) منهج الدراسة

تعتمد الدراسة علي منهج المسح وهو جزء من المنهج الوصفي ويعتمد علي دراسة الظاهرة من خلال مجتمع معين وذلك من خلال مسح عينة الخطابات الرئاسية التي تناولت القضايا الأمنية أمام المجتمع الدولي  في فترة الدراسة، وتقوم الدراسة على اسلوب ال  حصر الشامل للخطابات المتاحة التي تناولت القضايا الأمنية وهم عبارة عن 88 خطاب للرئيس عبد الفتاح السيسي [24]أمام المجتمع الدولي تم مسحهم من خلال موقع الرئاسة.[25]

ج) أدوات الدراسة

سوف تعتمد هذه الدراسة علي اداة تحليل الخطاب

أ) أداة تحليل الخطاب

تعتمد الدراسة علي تحليل الخطاب كأداة لتحليل الخطاب السياسي بالتطبيق علي خطابات الرئيس عبد الفتاح السيسي الدولي تجاه القضايا الأمنية وتأثيره على تحسين صورة مصر في المجتمع الدولي، ويعتبر تحليل الخطاب تخصص حديث نسبيا حيث ظهر في السبعينيات في فرنسا ثم انتشر الي الدول الأخرى ويركز تحليل الخطاب علي التحليل من خلال بعدين وهما:

  • تحليل النص: يعتمد علي تحليل البنية اللغوية للنص وعلاقات الجمل ببعضها البعض
  • تحليل السياق: وذلك من خلال تحليل الظروف الداخلية والخارجية الذي انتج فيها الخطاب وتحليل السياق المحيط بالنص باعتباره جزء لا يتجزأ من تحليل الخطاب، ويتفاوت تحليل الخطاب وفقا لطبيعة ونوع النص فنجد أن الخطاب الديني يختلف عن الخطاب السياسي والادبي والعلمي ولكن لا تختلف طبيعة التحليل باختلاف نوع الخطاب.[26]

وسوف تعتمد الدراسة علي تحليل الخطاب من خلال تطبيق الأدوات التالية:[27]

  • تحليل القوي الفاعلة

من خلال تحليل القوي الفاعلة التي ظهرت في الخطاب السياسي والتي تتنوع بين شخصيات وبين دول عربية او افريقية او اجنبية وبين مؤسسات دولية أو إقليمية.

  • تحليل مسارات البرهنة

من خلال تحديد الحجج والبراهين التي يعتمد عليها الخطاب السياسي لتدعيم المقولات والأطروحات التي يتناولها أو تفنيدها وبالتالي يتطلب تحليل الخطاب الي تحليل الاستشهادات والأدلة التي اعتمد عليها مرسل الخطاب.

  • تحليل الأطر المرجعية

ويتم ذلك من خلال تحليل الحقل المرجعي الذي اعتمد عليه كل حدث من الأحداث التي تم تناولها في الخطاب السياسي.

تاسعا: تقسيم الدراسة

الفصل الاول: الاطار النظري والتحليلي للدراسة

المبحث الاول: الخطاب السياسي: المفهوم والابعاد

المبحث الثاني: تسويق صورة الدولة ونظريات تحسين الصورة

الفصل الثاني: تحليل الخطاب الرئاسي المصري تجاه القضايا الأمنية

المبحث الاول: أهم الاطروحات التي اعتمد عليها الخطاب الرئاسي المصري لمعالجة القضايا الأمنية

المبحث الثاني: أهم الاستراتيجيات والقوي الفاعلة التي اعتمد عليها الخطاب الرئاسي المصري في معالجة القضايا الأمنية

المبحث الثالث: اهم الاطر المرجعية ومسارات البرهنة التي اعتمد عليها الخطاب الرئاسي المصري في معالجة القضايا الامنية

الفصل الثالث: تأثير الخطاب الرئاسي المصري الدولي علي صورة مصر الدولية

المبحث الاول: الاستراتيجيات التي اعتمد عليها الخطاب الرئاسي لتحسين صورة مصر

المبحث الثاني: ملامح صورة مصر كما عكستها الخطابات الرئاسية

الفصل الاول: الإطار النظري والتحليلي للدراسة

سوف يتناول ذلك الفصل مبحثين: المبحث الاول الخطاب السياسي: المفهوم والابعاد، المبحث الثاني: تسويق صورة الدولة ونظريات تحسين الصورة

المبحث الاول:الخطاب السياسي: المفهوم والأبعاد

سوف يتناول هذا المبحث تعريف الخطاب السياسي وعناصره وانواعه وخصائصه بالإضافة الي استراتيجيات التأثير في الخطاب السياسي ومناهج تحليل الخطاب السياسي والتحليل النقدي للخطاب السياسي.

اولا: تعريف الخطاب السياسي[28]

تتعدد التعريفات التي تتناول الخطاب السياسي بين تعريفات تتناول البنية اللغوية والدلالية واخري تتناول علاقة الخطاب بالبني الاجتماعية والتاريخية وغيرها، فهو يعتبر من أهم وسائل السلطة لتحقيق اهداف سياسية مختلفة من خلال توظيف الحجج والبراهين والوسائل اللغوية والمنطقية بهدف الاقناع، نجد انه من ضمن تعريفات الخطاب السياسي التعريف الذي تناوله كلا من بول شيلتون وكريسينا شافينر انه ” شكل معقد من اشكال النشاط الانساني القائم علي ادراك أن السياسة لا يمكن تتبعها دون اللغة” وبالتالي نجد أن هذا التعريف يربط بين الجوانب المعرفية والجوانب اللغوية للخطاب السياسي وبالتالي لا يمكن فصل الخطاب السياسي عن عالمه المعرفي كما أن الخطاب السياسي يعتمد علي النشاط الانساني العام وبالتالي فهو يحتوي علي مجموعه من العوامل الاجتماعية والتاريخية والنفسية والدينية ومن ثم لابد من تتبع لغة الخطاب لفهم هذه العوامل باعتبار أن الخطاب السياسي يعتمد علي لغة غالبا ما تكون غامضة وفضفاضة تعتمد علي التضمينات والاسلوب الغير مباشر وبالتالي يحتاج الكثير من التأمل حتي تُفهم دلالاته مما يجعل النمط الخطابي له يختلف عن بقية الانماط الخطابية حيث تمتلك خصائص ومميزات اسلوبية تميزه عن الانواع الأخرى من الخطابات، لكن أهم ما يميز الخطاب السياسي هو ارتباطه بالسلطة والسياسة لذلك ليست كل نصوصه مفتوحه بل يعتمد علي الاسلوب الغير مباشر وذلك يساعده علي التواصل من خلال التأثير في المتلقي من أجل الإقناع الذي يساعد فيه المعاني الغير مباشرة لأن تأثيرها أكبر من المباشرة، كما أن الخطاب السياسي هو خطابا قصديا حيث يقصد التأثير في المتلقي من جانب ومعالجة أهم القضايا المثارة في الواقع من جانب اخر وبالتالي نجد أن الخطاب السياسي يقصد التأثير والاقناع بمضمون الخطاب من افكار سياسية وغيرها تعتبر متن الخطاب السياسي والغاية النهائية منه، وبالتالي لا يمكن أن يتم اعتبار الخطاب السياسي خطابا تلقائيا بل هو خطاب متقن الصنع ليؤثر في الجمهور ويقنعه، كما يعتمد الخطاب السياسي علي الدمج بين العقل والعاطفة معًا من أجل الاقناع والاستمالة حيث نجد أن العواطف تلعب دورا هاما وتعزز الاتصال الانساني وتساعد في ايصال الرسالة بطريقة اكثر تأثيرا كما يلعب المنطق والحجج القوية دورا قويا في دعم وجهات النظر واقناع المتلقي.

ثانيا: عناصر الخطاب السياسي[29]

ينقسم الخطاب السياسي الي:

أ) مرسل الخطاب

وهو الذي يقوم بإلقاء الخطاب أو يقوم بإصدار تصريحات سياسية بهدف ايصال رسالة معينة وتكون لديه رسالة ورؤيه محدده، وقد يكون المرسل هو رئيس الدولة أو رئيس الحكومة أو سياسي مرشح أو ناشط سياسي وتعتبر شخصية وثقافة المرسل عامل اساسي في الخطاب السياسي، كما يختلف الخطاب باختلاف الموقف.

ب) الرسالة (الخطاب السياسي)

وهي جوهر الخطاب السياسي وهي الافكار والرؤية والموضوعات والمفردات والمضامين التي يقوم المرسل بعرضها بهدف التأثير في المتلقي ويمكن أن تضمن الرسالة مواضيع مختلفة مثل السياسة العامة أو العدالة الاجتماعية وغيرهم من القضايا، كما يجب أن تكون الرسالة واضحة ومقنعة وأن يقوم المرسل باستخدام الحجج والأدلة لدعم الرسالة.

ج) المتلقي

وهو الجمهور المستهدف من الخطاب السياسي للتأثير عليه وتغيير أفكار معينة لديه لتحقيق هدف الخطاب وقد يكون الجمهور هو المواطنين أو القادة السياسيين أو المجتمع الدولي ويعتمد نجاح الخطاب السياسي علي قدرة المرسل علي التواصل بفاعلية مع المستقبل  واقناعه بالرسالة المطلوب ايصالها.

وبالتالي نجد أن الخطاب السياسي هو خطاب موجه عن قصد الي متلقي مقصود لإقناعه بمحتوي الخطاب من افكار سياسية وبالتالي يطلق علي الخطاب السياسي خطاب السلطة لأن السلطة تستخدم ادوات مختلفة ذات تأثير في الممارسة السياسية كالتنشئة السياسية وغيرها من الأدوات.

ثالثا: انواع الخطاب السياسي[30]

ينقسم الخطاب السياسي الي:

أ) الخطاب السياسي الاكاديمي التعليمي: هو الخطاب الذي يشمل المؤلفات السياسية التي يتم تدريسها وتعليمها وهي ادبيات تسعي للتعريف بالخطاب دون معرفة الغرض.

ب) الخطاب السياسي الجماهيري: وهو خطاب تحريضي يتم انتاجه غالبا في اوقات الازمات أو المناسبات المختلفة ويأخذ غالبا شكل الاخبار السياسية.

ج) الخطاب السياسي الايديولوجي: وهو خطاب قام بإنتاجه مفكرون وتيارات فكرية مختلفة عبر التاريخ وعادة تتبناه الأحزاب السياسية.

رابعا: خصائص الخطاب السياسي[31]

أ) القصدية

الخطاب السياسي هو خطاب قصدي فهو ليس خطاب ملقي بعفوية بل هو خطاب مُعد له جيدا بغرض التأثير في المتلقي واقناع الجمهور وفقا لما تراه السلطة وفقا لمصالحها وتوجيه الجمهور تجاه القضايا التي تهتم بها السلطة.

ب) الرسمية

الخطاب السياسي هو خطاب رسمي حيث انه صادر عن شخص أو جهة رسمية وبالتالي يمتلك قدر كبير من المصداقية تمكنه من تحقيق اهدافه وايصال الرسالة التي يرغب مرسل الخطاب في ارساله الي الجمهور المتلقي.

ج) البساطة

الخطاب السياسي هو خطاب يميل الي البساطة في معالجة الافكار والقضايا المثارة وذلك بالاعتماد علي مصطلحات والفاظ موجهه بطريقة مختصرة لكي يسهل عملية تأثيرها وانتشارها وسهوله فهم الجمهور المتلقي لها.

د) التغيير

الخطاب السياسي هو خطاب متغير حيث أنه يحتوي علي قيم غير ثابتة فهو ناتج من الظروف والمتغيرات المختلفة مما يجعل قيمه غير ثابتة ومتغيرة وتحمل عده مفاهيم وتختلف باختلاف الافراد التي تلقي الخطاب.

ر) الواقعية

الخطاب السياسي هو خطاب مرتبط بالواقع حيث انه يلقي الضوء علي أهم القضايا التي تثار في الواقع وتخلق قرارات مؤثره وفاعلة في المجتمع، وبالتالي فهو خطاب مرتبط بالظروف والاحداث التي تحدث في الواقع ولا ينفصل عنه.

خامسا: استراتيجيات التأثير في الخطاب السياسي[32]

يستند الخطاب السياسي الي عدة استراتيجيات واساليب إقناعيه بهدف الإقناع والتأثير في الجمهور المتلقي ودفعه نحو التركيز في الدلالات التي تحملها الكلمات وسوف يتم تناول بعض استراتيجيات التأثير في الخطاب السياسي:

 أ) الايحاء (لعبة الكلمات)

وهذه الاستراتيجية يتم فيها تحول الخطاب الي لعبة اي احتواء الخطاب السياسي علي بعض الرموز والدلالات والاشارات التي تجعل النص السياسي غامض لكي يتم التأثير في الجمهور المتلقي باعتبار أن الغموض اقوي في الـتأثير علي المتلقي من الوضوح، وبالتالي يعتمد الخطاب السياسي علي اللغة من اجل صناعة التغييب من خلال الاعتماد علي تغليف الاحداث بالبلاغة والمجاز لإخفاء الوعي بحقيقة الاسباب،  وبالتالي يتميز الخطاب السياسي بقدرته علي التلاعب بالكلام والاستعارة كأهم ما يميزه علي الخطابات الأخرى الغير سياسية.

ب) الاستعارة

يعتمد الخطاب السياسي عادة علي الاستعارات كالمساواة والسلطة وغيرها من الاستعارات السياسية والاقتصادية التي تعتمد علي اخفاء الواقع كما انها تعتمد علي اخفاء الحقيقة واظهار ما يريد المرسل السياسي ارساله مما يجعل امام المتلقي امكانية القراءة المتعددة، وتُستخدم الاستعارة في الخطاب السياسي لأغراض تواصلية لكي تؤثر في المتلقي وإقناعه وتجعله يبحث في المعاني المختلفة للنص ولا تستخدم فقط لأغراض جمالية حيث يري البعض أن الاستعارة هي توظيف لغوي وتتعلق فقط بالألفاظ ولكن ذلك غير صحيح فهي تتعلق ايضا بالأفكار ولا يمكن التخلي عنها حيث يغلب علي لغة التواصل التي نستخدمها في حياتنا الطابع الاستعاري.

ج) مراعاه مقتضي الحال

يخاطب مرسل الخطاب السياسي كل طبقة بما يتناسب معها؛ لذلك يلجأ لمعرفة احوال من يخاطبهم كما انه يجب أن يوجه حسب المشكلات التي يعبر عنها فإذا كان يعبر عن مشكلات سياسية فيجب أن يوجه الخطاب بسياق والفاظ سياسية باعتبار انه يسعي الي التأثير والاقناع للجمهور المتلقي ولكي يحدث هذا التأثير لابد من فهم المتلقي لها وذلك يتطلب مراعاه مقتضي الحال للمتلقي حتي يستطيع قراءه وتأويل المعاني من وراء الخطاب السياسي حيث تسهل عملية فهم الخطاب عندما يراعي كل طرف الاختلافات واحترام الاختلافات في الرؤي ووجهات النظر.

د) السياق

يعتبر السياق من اهم العناصر في عملية صياغة الخطاب السياسي وفي عملية قراءه الخطاب من جانب المتلقي حيث يعتمد فهم المتلقي للخطاب علي فهم السياق المحيط به، كما يحرص مرسل الخطاب أن تكون الفاظ وكلمات ومعاني وافكار الخطاب مناسبة للسياق الذي يتم القاءه فيه ويرتبط الخطاب السياسي بالسياق اكثر من غيره من الخطابات لتسهيل العملية التواصلية للخطاب وسهولة التأثير في المتلقي.

ر) التأويل

وهي عملية خضوع الخطاب السياسي لعملية القراءة من قبل المتلقي، حيث يحاول المتلقي اعادة قراءه الخطاب لفهم القصد من الخطاب وظروف انتاجه والسياق المحيط به، حيث يعتمد التأول علي قدرة المتلقي لفهم الخطاب وفهم دلالاته المختلفة وعدم الوقوف علي التلقي المباشر للخطاب بل التأمل في داخل الخطاب ومعرفة خباياه والمعاني التي يحملها سواء تم عرضها بشكل صريح او غامض، وبالتالي  تختلف عملية فهم الخطاب من متلقي الي اخر .

ز) الصورة الشعرية

تعتبر الصورة الشعرية هامه بالنسبة للسياسة هي التي تساعد في الوصول الي المتلقي حيث أنها تحول النص العادي الي سياق جديد تكون تأثير الكلمة فيه اكبر في الوصول التي متلقي الخطاب، كما يكون تأثير الصورة الشعرية في الخطاب مثل اللغة المباشرة اذا توفرت فيها السياق الملائم والمتلقي الذي يستطيع فهم المعاني وراء الخطاب وفهم السياقات المختلفة للخطاب، ويتم الاعتماد علي الصورة الشعرية من قبل المرسل لكي يجمع بين الخيال والحقيقة لسهولة الاقناع وايصال الرسالة.

سادسا: مناهج تحليل الخطاب السياسي[33]

سوف يتم تناول كلا من تحليل المضمون والتأمل النقدي للنص

أ) منهج تحليل المضمون

يعتمد منهج تحليل المضمون علي تفسير وفهم محتوي النص بالاعتماد علي التحليل الكمي للمفاهيم من خلال دراسة عدد تكرار المفاهيم والكلمات وتعتمد نتائج الدراسة علي الحصر الكمي واستخراج الدلالات منها ولعل احد عيوب هذا المنهج هو اعتماده علي ظاهر النص وتجاهل ظروف انتاج الخطاب

ب) التأمل النقدي

يعتمد التأمل النقدي علي تأمل الخطاب من اجل فهمه وتقييمه دون الاعتماد علي منهج معين للتحليل بل الاعتماد علي ان النص يحتوي علي ثروات فكرية لابد من التأمل النقدي لها من اجل استخلاصها ويأخذ في الاعتبار السياق الاوسع للنص ومراعاه العوامل الثقافية والتاريخية والاجتماعية.

سابعا: التحليل النقدي للخطاب[34]

يهدف التحليل النقدي للخطاب الي تحليل واستخراج المعاني الظاهرة أو المعاني الخفية في النص والرسائل التي يتم القائها من قبل مرسل الخطاب بالإضافة الي محاولة فهم تأثيرها علي الجمهور ومعرفة الكيفية التي يعتمد عليها السياسيون والرؤساء في استخدام اللغة من أجل تحقيق اهدافهم، كذلك يهدف التحليل النقدي لخطاب الرؤساء الي فهم الملامح الايديولوجية وعلاقات القوة وذلك من خلال التحليل لكلا من الكلمات وتركيبة النص فنجد أن الرؤساء عادة يستخدمون اساليب سيكولوجية من أجل بث الخوف لدي الجمهور المتلقي أو توجيه الرأي العام نحو قبول سياسات معينة.

قد يعتمد خطاب الرؤساء علي استخدام التخويف في إدارة الصراعات حيث يزيد الاعتماد علي لغة التخويف من قبل الرؤساء خاصة في اوقات الازمات الداخلية أو الخارجية والحروب وبالتالي نجد أن الرؤساء يعتمدون علي اعادة الانتاج للغة التخويف في الخطابات الرئاسية من اجل تحقيق مقاصد معينة ودفع الجمهور نحو قبول سياسات مختلفة كذلك اللغة التي يستخدمها الخطاب الرئاسي في الصراع تؤثر علي قدرته في اداره الصراع لذلك تركز الخطابات الرئاسية علي نسب الصفات الايجابية للذات مقابل الصفات السلبية للآخر واثارة المشاعر الوطنية لدي الجماهير.

ايضا يعتمد الرؤساء علي اللعب بالكلمات والاختيار الجيد للكلمة من أجل ايصال المعني الذي يخدم اهداف معينه وتوجيه سلوك الجماهير بطريقة معينة وبالتالي نجد أن كل كلمة يلقيها الرئيس يمكن تحليلها من اجل فهم الغاية والهدف الذي يريد أن يصل اليه الرئيس من وراء هذا الخطاب لذلك فإن اختيار كاتبي الخطابات امر غاية في الاهمية خاصة في الخطابات الدولية التي تؤثر علي صورة الدولة في المجتمع الدولي والدول المختلفة.

كما نجد أن الرؤساء يستغلون الاحداث من اجل تحقيق اهدافهم وتوجيه الرأي العام نحو السياسة التي ترغب السلطة في اتباعها مثل خطاب جورج بوش بعد احداث 11 سبتمبر حيث اعتمد علي لغة التخويف مما ادي الي بث الشعور بالرعب لدي الشعب الامريكي وبالتالي اتجه الي تأييد الغزو الامريكي للعراق وافغانستان.

المبحث الثاني: تسويق صورة الدولة ونظريات اصلاح الصورة

سوف يتناول هذا المبحث بعض المفاهيم المرتبطة بتحسين صورة الدولة حيث يتم تعريف التسويق السياسي في البداية باعتباره المفهوم الأوسع الذي يضم بداخله مفهوم ترويج الدولة(nation branding) باعتبار ان هذا منتج التسويق السياسي وهو الترويج لصورة الدولة بالإضافة الي مفهوم الدبلوماسية العامة باعتبارها الوسيلة التي يتم من خلالها تسويق صورة الدولة في الخطاب السياسي

اولا: مفهوم التسويق السياسي

يتم تعريف التسويق السياسي علي انه ادخال مبادئ ومفاهيم  التسويق التجاري في المجال السياسي بواسطة شخصيات أو مؤسسات من أجل تنفيذ حملات استراتيجية لمرشحين أو احزاب أو حكومات أو دول لتحقيق اهداف مختلفة او التسويق لأيديولوجيات مختلفة، كما يعتبر التسويق السياسي للدولة هو الجهود التي تبذلها الدولة من اجل تعزيز صورة الدولة وسياساتها امام الشعب داخل الدولة او امام المجتمع الدولي كما يهدف التسويق السياسي الي  بناء وتعزيز الهوية الوطنية وتعزيز الثقة في القيادة السياسية أو الحكومة كما يتم الحاجة الي التسويق السياسي للدولة خاصة اثناء الازمات لإضفاء تفسير منطقي للازمة ويتم ذلك من خلال ادوات الاتصال الجماهيري ومواقع التواصل الاجتماعي بالإضافة الي الخطابات الرئاسية وتكون عناصر التسويق السياسي هي وجود منتج وعملية ترويج لهذا المنتج السياسي من خلال وسائل الترويج وتكون من خلال التسويق المباشر والتفاعل المباشر مع الجمهور او التسويق الرقمي .[35]

ثانيا: مفهوم تسويق صورة الدولة

تم تعريف مصطلح(Branding) انه:

“اسم، مصطلح، تصميم، رمز او اي ميزة اخري تميز خدمة أو بضاعه بائع مقارنة بالبائعين الأخرين[36]

وقد يتم توسيع هذا المفهوم ليتجاوز تعريف هذا المصطلح الخدمة أو السلعة التي يتم تقديمها لكي يشمل الدول والاماكن ايضا وبالتالي  ظهر مفهوم (Nation branding):

ظهر هذا المفهوم عام1996 ، حيث يتناول أن سمعة الدولة أو المدينة أو المنطقة تتصرف مثل صور العلامات التجارية للشركات والمنتجات وهو علي نفس القدر من الأهمية للتقدم والإدارة الجيدة لهذه الاماكن، وبالتالي يمكن أن يكون للعلامة التجارية للدولة تأثير كبير على ازدهار الدولة  ورفاهيتها وإدارتها الفعالة، وبالتالي يتم اعتبارها تعبر عن مجموع الانطباعات التي تتشكل تجاه الدولة لدي المجتمع الدولي، وقد يأخذ التسويق عده اشكال منها التسويق السياسي للدولة أو التسويق الاقتصادي أو التسويق الثقافي لصورة الدولة مما يساعد في استعادة السياحة وجذ السياح بالإضافة الي تطوير الاقتصاد وجذب المستثمرين واستعادة المصداقية الدولية وتعزيز الصادرات.

ويري البعض الأخر ان التسويق للدولة يتم من خلال التسويق للأماكن الموجودة فيها من خلال وسائل الاتصال الرسمية كالدبلوماسية الشعبية، او من خلال تنظيم الدولة لحدث رياضي هام او لمؤتمر عالمي فتحظي بتغطية اعلامية قوية تساعد علي الترويج للدولة مثل دولة قطر، او الاعتماد علي اظهار جوانب قوة الدولة اثناء الازمات مثل الولايات المتحدة الامريكية اثناء ازمة كورونا حيث قامت بالترويج لنفسها علي انها الدولة الاكثر تقدما علميا وصحيا.[37]

ثالثا: مفهوم الدبلوماسية العامة[38]

الدبلوماسية العامة هي مصطلح قديم كان يمارس في الحضارات الصينية والاسلامية ولكن تم تطويره في العصر الحالي وهي تعتبر جزء من القوة الناعمة ولها ابعاد مختلفة تسعي لبناء هويه مميزه للدولة وهي تشير الي الجهود التي تبذلها الحكومات أو الجهات الغير حكومية من أجل تحسين صورتها خاصة في المجتمع الدولي من خلال التأثير علي الرأي العام الدولي لصالح الدولة وذلك من خلال نشر معلومات وخطابات رسمية وعرض المعلومات الصحيحة للأفراد أو وسائل الإعلام التي تربط بين السياسات والأهداف التي تعلنها الحكومة بالصورة الإيجابية التي يتم تكوينها عنها والتي تؤثر علي السياسة الخارجية للدول بالإضافة الي تنظيم فعاليات وزيارات ثقافية للدولة من أجل تحسين صورتها والتركيز علي القيم والانجازات الايجابية للدولة وتعزيز التعاون الدولي من خلال المشاركة في المبادرات الدولية وتعزيز التواصل مع المنظمات الدولية والمجتمع الدولي اي فن وعلم اداره العلاقات الخارجية بين الدول والمؤسسات، وهي دبلوماسية مرنه وغير مركزية حيث يمكن ممارستها بطرق مختلفة وفقا للمصلحة العامة، كما تعتمد الدبلوماسية العامة الناجحة علي جانبين: حل النزاعات بين الحكومة والجمهور من أجل ارساء التفاهم المشترك بين الطرفين بالإضافة الي طريقة صياغة الرسالة وكيف سيستقبلها المجتمع التي توجه له الرسالة.

رابعا: نظريات اصلاح الصورة

سوف يتم تناول نموذج اصلاح صورة المنظمة ونظرية اصلاح الصورة في هذا السياق

1) نموذج ادارة صورة المنظمة

يفترض هذا النموذج ان هناك ثلاثة مراحل تمر بيها المنظمة لإدارة الصورة الذهنية وهي

أ) بناء الصورة: وهي قيام المؤسسة بتعريف نفسها امام الجمهور لأول مره وهي مرحلة صعبة في البداية ليتم بناء صورة ايجابية لدي جمهور لا يعرفها وذلك من خلال التواصل مع الجمهور ومن خلال الترويج للقيم التي تحكمها والانجازات التي تقوم بها المنظمة وبناء الصورة تتطلب الالتزام المستمر من جانب المنظمة بتحسين ادائها.

ب) صيانة الصورة: قيام المؤسسة بالحفاظ علي صورتها التي تم تكوينها في مرحلة بناء الصورة من خلال الاتصال المستمر مع الجمهور والحصول علي تغذية راجعة من الجمهور من أجل اصلاح ادائها والاستجابة السريعة عند حدوث ازمة او مشكلة تهدد المنظمة وضرورة اتخاذ اجراءات تصحيحية من أجل الحفاظ علي صورتها وعدم التهرب من المسؤولية.

ج) اصلاح الصورة: وفي هذه المرحلة تقوم المؤسسة بالاعتماد علي استراتيجية قوية للاتصال مع الجمهور عند التعرض للأزمات من اجل اصلاح صورتها وذلك من خلال الاعتراف بالخطأ واتخاذ تدابير اصلاحية من أجل تصليح الاوضاع وتقديم التعويضات والأعتذار عن الخطأ وكذلك الإعتماد علي استراتيجيات اصلاح الصورة وتحمل المسؤولية.[39]

2) نظرية تحسين الصورة الذهنية[40]

تعتبر هذه النظرية هي الاطار النظري الذي تعتمد عليه هذه الدراسة في دراسة الاستراتيجيات التي اعتمد عليها الرئيس عبد الفتاح السيسي من أجل تحسين صورة مصر في المجتمع الدولي حيث يعتبر مفهوم اصلاح الصورة هو تطورا لمفهوم ادارة السمعة، يري بيونت أن اصلاح الصورة امراً ضرورياً عندما يحدث ما يستدعي اثارة غضب الجمهور ويتم القاء مسؤولية الحدث الي المؤسسة مما يؤدي الي تعرض سمعة هذه المؤسسة الي التهديد وتكوين صورة سلبية عنها.

وتقوم نظرية اصلاح الصورة علي افتراضين:

اولا: ان لابد من الاتصال الجيد والدائم بين المؤسسة والجمهور من اجل الحفاظ علي الصورة الذهنية الجيدة

ثانيا :ان الحفاظ علي الصورة الذهنية من اهم اهداف الاتصال

كما تعتمد نظرية تحسين الصورة علي 5 استراتيجيات رئيسية من أجل تحسين الصورة الذهنية كما ينبثق عن كل استراتيجية منهم عدة استراتيجيات فرعية حيث يمكن الاعتماد علي استراتيجية منهم او علي عدة استراتيجيات.

1- استراتيجية الانكار

وينبثق عنها استراتيجيتين فرعيتين

أ) الانكار البسيط: وهو انكار ان الأمر لم يحدث او انكار ان المتهم في الحدث لم يقم به او انكار ان الحدث له اثار سلبية.

ب) تحويل اللوم الي الطرف المهاجم: تعتمد هذه الاستراتيجية علي قيام الشخص المتهم الي توجيه اللوم الي طرف اخر وتكمن خطورة هذه الاستراتيجية في انها اذا استخدمت بطريقة خاطئة خاصة في العمل السياسي ستؤدي الي خلق صورة اكثر سلبية.

2- استراتيجية التهرب من المسؤولية

وهي استراتيجية رئيسية ينبثق منها 4 استراتيجيات فرعية:

أ) التبرير: يتم الاعتماد علي هذه الاستراتيجية عندما يقوم الشخص بالتبرير عن افعال تم ارتكابها بواسطة شخص اخر

ب) الضعف: يتم الاعتماد علي هذه الاستراتيجية عندما يكون هناك نقص في المعلومات عن الازمة

ج) الحادثة: تعتمد هذه الاستراتيجية علي وصف الحدث انه مجرد حادثة خارجة عن السيطرة

د) النوايا الحسنة: تعتمد هذه الاستراتيجية لتبرير ان المؤسسة او الشخص عند قيامها بارتكاب هذا الفعل كانت حسنة النية

3- استراتيجية الحد من الهجوم

وهي ينبثق عنها 6 استراتيجيات فرعية:

أ) التدعيم: يتم الاعتماد في هذه الاستراتيجية علي اظهار الجوانب الايجابية للمسؤول عن الأزمة أو عن طريق سرد احداث ايجابية قامت بها المؤسسة في الماضي او اثناء الازمة

ب) التهوين: وهي استراتيجية يتم الاعتماد عليها للتقليل من شأن الحدث أو الاضرار التي نتجت عن الحدث

ج) التمايز(الاختلاف): تقوم هذه الاستراتيجية علي تميز او مقارنة الحدث بحدث غيره أكثر ضررا

د) التسامي: تعتمد هذه الاستراتيجية علي تبرير الحدث من خلال وضعه في سياق مقبول من قبل الجماهير

ر) الهجوم علي الطرف المهاجم: تعتمد هذه الاستراتيجية علي مهاجمة الطرف الأخر وتدمير مصداقيته

ز) التعويض: تعتمد هذه الاستراتيجية علي تعويض المتضررين من الحدث

4- استراتيجية الافعال التصحيحية

وهي عبارة عن تقديم خطة لإصلاح الخطأ ومنع حدوثه في المستقبل وبالتالي نجد أن هذه الاستراتيجية تخفف من حالات عدم الرضا الناتجة عن الازمة التي يتم اتخاذ اجراءات تصحيحية بشأنها.

5- استراتيجية الاعتذار

وهي عباره عن الاعتذار عن الخطأ التي تم ارتكابه اي الاعتذار عن العمل المسيء ويري بينوا أن هذه الاستراتيجية تكون ذات نفع خاصة مع السياسيين والشخصيات المشهورة ولكن تكرار استخدام هذه الاستراتيجية من قبلهم يؤدي الي خلق صورة سلبية وبالتالي نظرا لطبيعة العمل السياسي الذي لا يجدي معه الاعتذار يجب أن يتم استخدام هذه الاستراتيجية في نطاق ضيق.[41]

الفصل الثاني: تحليل الخطاب الرئاسي المصري تجاه القضايا الأمنية

المبحث الاول: أهم الاطروحات التي اعتمد عليها الخطاب الرئاسي المصري لمعالجة القضايا الأمنية

من خلال تحليل الخطابات التي تناولت القضايا الأمنية امام المجتمع الدولي للرئيس عبد الفتاح السيسي نجد أن هناك تنوع الاطروحات التي تم تناولها في الخطابات بين اطروحات تتعلق بقضايا تهدد امن واستقرار الدولة المصرية وقضايا عالمية تؤثر علي المجتمع الدولي وبالتطبيق علي الخطابات نجد ان هناك تسعة اطروحات رئيسية:(اولا: مكافحة الإرهاب،  ثانيا: الاستقرار الاقليمي، ثالثا: القضية الفلسطينية والحرب علي غزة، رابعا: الأزمة الليبية، خامسا: الأمن المائي، سادسا: الهجرة الغير شرعية، سابعا: التغييرات المناخية، ثامنا: جائحة كورونا، تاسعا: الجريمة المنظمة)

الأطروحة الاولي: مكافحة الإرهاب

لقد احتل الإرهاب المرتبة الاولي من الاطروحات التي تناولها الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ توليه رئاسة الدولة المصرية حيث جاء كأهم قضية امنية تواجه الدولة المصرية، وبالتالي  اكدت جميع الخطابات أن مصر خاضت حربا ضروسا علي الإرهاب حققت فيها نجاحات كبيرة كما  انها استطاعت فيها استعاده الدولة المصرية من التنظيمات الإرهابية من خلال إتباع استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب من خلال التركيز علي كافة الابعاد الاقتصادية والاجتماعية وليس فقط الأمنية والعسكرية، كما أكدت جميع الخطابات علي ضرورة التعامل مع كافة ابعاد الإرهاب من تمويل وتسليح ودعم سياسي أو تكنولوجي وبالفعل استطاعت مصر التغلب علي هذه القضية الأمنية شديدة الخطورة واستمرت في نقل تجربتها للدول الأخرى واخذت موقفا رافضا للأرهاب بكل صوره وفي كل مكان، ورفضت جميع اشكال العنف والتطرف أو الاستقطاب علي اساس ديني أو عرقي وبالتالي اكدت الخطابات الرئاسية علي ضرورة تجديد الخطاب الديني والتأكيد علي عدم الارتباط بين الدين الاسلامي والارهاب ودورها في تجديد الخطاب الديني كما بادرت مصر بمساعدة الدول التي تعاني من الإرهاب بخبراتها السابقة في التعامل مع الإرهاب وظلت جميع الخطابات تؤكد علي ضرورة رفض الإرهاب ومن يدعمه وضرورة التعاون الدولي للتخلص من الإرهاب في جميع دول العالم حيث اجتمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع الرئيس الفرنسي للتأكيد علي ضرورة التعاون لرفض الإرهاب في كلا الدولتين.

الاطروحة الثانية: الاستقرار الاقليمي

لقد اعطت القيادة السياسية المصرية اهتماما كبيرا بدول الجوار الإقليمي حيث جاء تحقيق الأمن الاقليمي علي رأس القضايا الأمنية التي تناولها الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث بذلت مصر قصاري جهدها في الحفاظ علي أمن واستقرار الشرق الأوسط والمنطقة العربية من خلال سياستها الخارجية التي تهدف الي الحفاظ علي مصالحها الوطنية والتعاون مع دول المنطقة في اطار المنظمات الإقليمية كالاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية، كما جاء الاهتمام بالدول العربية التي تعاني من ازمات بداخلها علي رأس اولويات القيادة السياسية المصرية فلم يخلو خطاب من خطابات القيادة السياسية المصرية من التأكيد علي خطورة الأوضاع في اليمن وسوريا وتشجيع مصر للحل السياسي في كلا الدولتين حيث ذكر الرئيس “فلا مخرج من الأزمة في سوريا والكارثة التي تعيشها اليمن، إلا باستعادة الدولة الوطنية، والحفاظ على سيادتها وسلامة مؤسساتها وتحقيق التطلعات المشروعة لمواطنيها. ومصر في طليعة الداعمين للحل السياسي الذي تقوده الأمم المتحدة في هذين البلدين الشقيقين”، كما اكدت الخطابات علي ضرورة مكافحة الاعمال الارهابية والصراعات المسلحة التي تقوم بيها الجماعات التي تستغل الدين والصراعات الطائفية في دول الجوار العربية والاقليمية ودور مصر في المساعدة لتحقيق أمن واستقرار هذه الدول، كما تناولت الخطابات ضرورة العمل العربي المشترك من اجل مكافحة التهديدات الإرهابية التي تهدد الأمن القومي العربي

الاطروحة الثالثة: القضية الفلسطينية والحرب علي غزة

منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي حكم مصر لم يخلو اي خطاب من التأكيد علي ضرورة تصفية القضية الفلسطينية وحل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس “أن نعيد اليوم، تأكيد تمسكنا بالخيار الاستراتيجي، بتحقيق السلام الشامل والعادل، من خلال مبادرة السلام العربية، وعلى أساس قرارات الشرعية الدولية، ومطالبة إسرائيل بإنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧، وعاصمتها القدس الشرقية”، باعتبار القضية الفلسطينية قضية تهم كل العرب، ولكن مصر تولي لها اهمية خاصة باعتبارها جزء من الامن القومي المصري وبالتالي نجد موقف القيادة السياسية المصرية من  الاحداث التي تجري في غزة والتأكيد في جميع الخطابات علي الرفض التام للتهجير القسري للفلسطينيين الي الاراضي المصرية وادانة العمليات العسكرية ضد الفلسطينيين والمطالبة بوقف اطلاق النار وجهود مصر في التسوية والمفاوضات علي اعتبار أن استمرار هذه الأوضاع يهدد استقرار المنطقة بأكمله ويزيد من احتمالية اتساع رقعه الصراع، وبالتالي لا سبيل لاستقرار اقليمي دون تسوية القضية الفلسطينية.

الاطروحة الرابعة: الأزمة الليبية

تشترك مصر مع ليبيا في حدود برية مما يجعل ما يحدث في ليبيا يهدد أمن مصر القومي،  وبالتالي اعطت القيادة السياسية اهمية كبيرة للأوضاع في ليبيا من خلال المشاركة في مؤتمرات لمناقشة وضع ليبيا كما جاءت تسوية الازمات في ليبيا ضمن اهتمام جميع خطابات الرئيس عبد الفتاح السيسي كما أكدت الخطابات علي ضرورة حماية الدولة الليبية من الانقسامات والصراعات المسلحة والتنظيمات الإرهابية، كما اكدت مصر علي ضرورة تنفيذ الحل السياسي والمعالجة الشاملة لجميع التهديدات في ليبيا حيث تشكل ليبيا تحديا كبيرا لأمن الحدود المصرية حيث يتسلل المهربون والمتطرفون والمسلحون عبر الحدود المشتركة مما يهدد الأمن الوطني المصري وبالتالي تبذل مصر جهودا كبيرا في تسوية الأزمة الليبية وتعزيز الرقابة الحدودية والتعاون الامني مع السلطات الليبية، كما اعطت الخطابات اهميه كبيره لمساعدة ليبيا في حل الأزمات بطريقة سلمية واستبعاد الحل العسكري واستمرار التأكيد علي ضرورة التوصل الي حل سياسي شامل والمساهمة في اعادة بناء مؤسسات الدولة.

الاطروحة الخامسة: الأمن المائي

يعتبر الأمن المائي محورا هاما من محاور الامن المصري، وبالتالي فإن انشاء سد النهضة يهدد الأمن المائي المصري ويولد اثارا سلبية علي مصر منها انخفاض نصيب مصر من مياه نهر النيل مما يؤدي الي تناقص الرقعة الزراعية مما يهدد حياة بعض الاشخاص المعتمدين علي الزراعة ويهدد الأمن الغذائي ايضا، وبالتالي ركزت الخطابات الرئاسية علي ضرورة التفاوض حول الاستفادة من مياه نهر النيل دون قرار احادي الجانب يضر بمصالح الدول الأخرى، كما حذرت الخطابات من مشاكل الجفاف والتصحر التي قد تحدث بسبب ملئ سد النهضة، كما اكدت علي ضرورة عدم اتخاذ اثيوبيا لخطوات احادية في ملء السد.

الاطروحة السادسة: الهجرة الغير شرعية

تعتبر الهجرة الغير شرعية من ضمن القضايا التي تهدد أمن الدولة المصرية حيث تناولت الخطابات الرئاسية اتباع الدولة المصرية لسياسات ورؤية ناجحة وفاعلة في تعاملها مع ملف الهجرة غير الشرعية، وذلك في ظل حرصها على الالتزام بالمواثيق الدولية، حيث اكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن مصر نجحت في وقف تدفقات الهجرة غير الشرعية وإحكام عمليات ضبط الحدود كما اكدت الخطابات علي دور مصر في وضع إطار تشريعي وطني لمكافحة تهريب المهاجرين من خلال اطلاق الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الهجرة الغير شرعية 2016 بالإضافة نجاحها في وضع القوانين التي تضع عقوبات رادعه علي الهجرة الغير شرعية، بالإضافة الي استضافة ملايين اللاجئين والمهاجرين من جميع الجنسيات، والتعامل معهم بدون تمييز والعمل علي إدماجهم في المجتمع المصري واستفادتهم من جميع الخدمات الأساسية والاجتماعية مثل المواطنين المصريين، بالإضافة إلى ضمان حرية حركتهم.

الاطروحة السابعة: التغييرات المناخية

تعتبر التغييرات المناخية من التهديدات الأمنية الغير تقليدية، وقد اعطت الخطابات الرئاسية اهمية كبيرة للتغييرات المناخية حيث اكد الرئيس عبد الفتاح السيسي علي استضافة مصر للنسخة السابعة والعشرين من مؤتمر المناخ “تقدم مصر بعرضٍ رسمي لاستضافة الدورة الـ ٢٧ لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ، والتي نسعى لجعلها علامةٍ فارقة على طريق دفع موضوعات التكيف لتصدر الأجندة الدولية لتغير المناخ ونتطلع لدعم أشقائنا في القارة الأفريقية في هذا الصدد، ونتعهد بالعمل الدؤوب والمخلص لتصب نتائجها في مصلحة القارة وكافة أبنائها”، كما تناولت الخطابات أن افريقيا من أكثر الأماكن المتضررة من آثار التغييرات المناخية، والتأكيد علي ضرورة العمل علي الإطار القانوني الحاكم لحظر تلوث سواحل القارة الإفريقية حيث مثلت مصر القارة الافريقية في قضايا التغير المناخي، كما اكدت علي ضرورة تكثيف الجهود في مجال خفض الانبعاثات بالإضافة الي التحول نحو الطاقة المتجددة، كما اكدت علي ضرورة التكيف مع اثار التغييرات المناخية.

الاطروحة الثامنة: جائحة كورونا

يتم اعتبار جائحة كورونا اشد ازمة واجهت العالم وتم التعامل معها باعتبارها قضية أمنية تهدد الأمن والسلم الدوليين ادت الي ركود الاقتصاد العالمي وبالتالي الاقتصاد المصري، كما هددت الأمن الصحي وبالتالي اكدت الخطابات الرئاسية علي ضرورة الاستثمار في مجال التحول الرقمي حيث اثبتت جائحه كورونا اهميه تكنولوجيا المعلومات، كما أكد الرئيس علي ضرورة السياسات التنموية الشاملة كافة الابعاد الاجتماعية والاقتصادية والبيئية لكي يتم التعافي من اثار ازمة كورونا، كما اشار للأثار التي هددت قارة افريقيا نتيجة الجائحة، كما تناول الرئيس في خطاباته علي ضرورة التضامن الدولي من اجل الخروج بسلام من ازمة كورونا، كما اكد الرئيس السيسي علي قدرة مصر في اتباع الاجراءات الاحترازية واستمرار النشاط الاقتصادي وتفعيل نظام الحماية الاجتماعية لمعالجة الاثار السلبية للجائحة.

الاطروحة التاسعة: الجريمة المنظمة

تعتبر الجريمة المنظمة من القضايا التي تهدد أمن الدولة المصرية حيث تشمل القضايا الخاصة بتهريب المخدرات وغسيل الأموال والفساد والنصب والاتجار بالبشر والاطفال، وبالتالي أكدت الخطابات الرئاسية علي الجهود التي تبذلها الدولة المصرية في مكافحة الجريمة المنظمة، كما عملت علي بناء منظومة شاملة لمنع ومكافحة الاتجار بالبشر والحديث عن مكافحة تهريب المخدرات كما أكدت الخطابات علي دور مصر الكبير في مجال مكافحة الفساد واتفاقيات مكافحة الفساد وغيرها من مظاهر الجريمة المنظمة.

المبحث الثاني: أهم القوي الفاعلة والاستراتيجيات التي اعتمد عليها الخطاب الرئاسي المصري في معالجة القضايا الأمنية

من خلال تحليل مجموعه الخطابات التي تناولت القضية الأمنية للرئيس عبد الفتاح السيسي امام المجتمع الدولي نجد أن هناك مجموعه من القوي الفاعلة التي ظهرت في الخطابات الرئاسية للرئيس عبد الفتاح السيسي وقد تنوعت بين دول واشخاص ومؤسسات وسوف يتناول ذلك المبحث القوي الفاعلة التي ظهرت في الخطاب:

اولا: القوي الفاعلة من الدول

تعددت الدول التي لعبت دورا كقوي فاعلة في الخطاب الرئاسي بين دول عربية ودول افريقية ودول كبري

أ) الدول العربية

احتلت الدول العربية مكانة كبيرة في خطابات الرئيس عبد الفتاح السيسي حيث اعتبر الرئيس ان التعاون بين الدول العربية ضروري لحل الأزمات التي تهدد الأمن القومي العربي وتهدد أمن الدول العربية بما فيهم مصر لذلك لم تخلو الخطابات من التأكيد علي ضرورة التعاون والتنسيق بين الدول العربية واقامة خطة مشتركة لحمايه الامن القومي العربي والتعاون من أجل التوصل الي حلول بشأن الأزمات التي تواجه الدول العربية والتوصل الي تسوية عادلة بشأن القضية الفلسطينية.

ب) الدول الإفريقية

لعبت الدول الإفريقية دورا كبيرا في خطابات الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث استمر في التأكيد علي قدرتهم في حل الازمات الإفريقية (الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية) وباعتبار مصر جزء من قارة إفريقيا سوف تتطلب حل التهديدات الأمنية التي تواجهها أو تواجه الدول الإفريقية الأخرى الي التعاون بين هذه الدول لحل هذه المشكلات، وبالتالي جاءت اغلب الدول الإفريقية بمظهر ايجابي في الخطاب الرئاسي من خلال دعم التعاون في مجالات عديدة ودعمهم لمصر علي المستوي الدولي، ولكن دولة اثيوبيا تعبر الاستثناء الوحيد حيث جاءت كقوة فاعله سلبية في الخطاب الرئاسي نظرا لاستمرار ابداء الجمود والمراوغة في تفاوضها مع مصر بشأن سد النهضة.

ج) الدول الكبرى

برز دور الدول الكبرى كالصين حيث اكدت الخطابات الرئاسية علي التعاون بين مصر والصين ومبادرة الحزام والطريق كما اكدت علي تاريخ العلاقات الثنائية بين البلدين بالإضافة الي الدعم الصيني في المجال الأمني، وروسيا من خلال التأكيد علي التعاون بين البلدين والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا من خلال التأكيد علي التعاون بين مصر وفرنسا في مجال مكافحة الإرهاب في كلا الدولتين والأزمات مثل الهجرة الغير شرعية والجريمة المنظمة والتأكيد علي دور الدول الكبرى في مساعدة الدول النامية علي تخطي الأزمات الاقتصادية التي تمر بها وانشاء الاتفاقات التي تكافح الهجرة الغير شرعيه والجماعات الإرهابية.

ثانيا: المؤسسات

لعبت المؤسسات دورا كبيرا كقوي فاعلة في الخطابات الرئاسية حيث تنوعت بين مؤسسات دولية كالأمم المتحدة وبين مؤسسات اقليمية كالاتحاد الافريقي ومؤسسات عربية كمنظمة التعاون الاسلامي

أ) الامم المتحدة

برزت الأمم المتحدة كأحد أهم القوي الفاعلة التي ظهرت في خطابات الرئيس عبد الفتاح السيسي من خلال الحديث عن دور الأمم المتحدة في تسوية النزاعات ودعم التنمية في الدول النامية وحفظ الأمن والسلم الدوليين ورفض الإرهاب وضرورة قيامها بعدم التساهل مع الدول الممولة للإرهاب.

ب) الاتحاد الإفريقي

ظهر الاتحاد الإفريقي كقوي فاعله في خطابات الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئاسة مصر له من خلال دوره في حل الأزمات الإفريقية واعلان مبدأ الحلول الإفريقية للمشكلات الإفريقية ورئاسة مصر له.

ج) منظمة التعاون الإسلامي

جاءت منظمة التعاون الاسلامي كقوة فاعلة في خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي حيث أكد علي دورها في حماية العالم الإسلامي من الجماعات المتطرفة والفكر المتطرف وانتشار خطاب الكراهية في الدول العربية والاسلامية ودورها في نشر تعاليم الدين الإسلامي الصحيح ومكافحة ظاهرة الاسلاموفوبيا ولصق العنف والإرهاب بالدين الإسلامي، كما أكد الرئيس علي ضرورة قيامها بمكافحة الإرهاب، كما أكدت الخطابات علي ضرورة تعاون الدول الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي من اجل الدعم السياسي للدول التي تعاني من الإرهاب والتطرف كاليمن وليبيا وسوريا.

د) الأزهر الشريف والمؤسسات الدينية

يعتبر الازهر الشريف من اهم القوي الفاعلة التي ظهرت في خطابات الرئيس حيث اكد الرئيس في الخطابات علي منهاجيته الوسطية ودوره في اعادة تصحيح المفاهيم الخاطئة والتطرف والعنف علي اساس الدين ودوره في نشر تعاليم الدين الاسلامي الصحيحة التي تحث علي التسامح وقبول الآخر وليس علي التطرف وكراهية الآخر وكذلك المؤسسات الدينية الأخرى من خلال التأكيد علي مسؤولية هذه المؤسسات في نشر التعاليم الصحيحة للدين الإسلامي ورفض التطرف والإرهاب.

ثالثا: الأفراد

تنوعت الافراد كقوي فاعلة في الخطاب الرئاسي بين الشعب المصري والشباب بالإضافة الي الجيش المصري

أ) الشعب المصري

جاءت غالبية خطابات الرئيس لتؤكد علي دور الشعب المصري و صموده وقدرته علي انقاذ البلاد من الظلام التي حل عليها (الإرهاب) “شعب مصر العظيم الذي صنعَ التاريخَ مرتين خلال الأعوام القليلة الماضية.. تارة عندما ثار ضد الفساد وسلطة الفرد، وطالب بحقه في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.. وتارة أخرى، عندما تمسك بهويته، وتحصن بوطنية، فثارَ ضد الإقصاء، رافضاً الرضوخ لطغيان فئة باسم الدين، وتفضيل مصالحها الضيقة على مصالح الشعب”، كما اكدت علي قدرة الشعب المصري علي اعادة بناء مؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية والقضائية ودوره في بناء حاضر ومستقبل الدولة المصرية، كما اكد علي صبره وتعاونه مع الدولة ومؤسساتها والتغيير الإيجابي في نظرته تجاه الإسلام السياسي والاستفادة من تجربته مع هذا التيار، كما أكد علي قدرته وصموده تجاه التحديات وتضحياته من أجل الحفاظ علي هوية الدولة المصرية.

ب) الشباب

احتل الحديث عن الشباب اهمية كبيرة من خطابات الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث أكد علي دورهم في بناء الدولة وضرورة حمايتهم من الانضمام الي الجماعات المتطرفة وبالتالي توفير فرص العمل لهم لحل ازمة البطالة والفقر والأزمات التي يمر بهم الشباب وقد تدفعهم الي ممارسات غير شرعية كالهجرة الغير شرعية أو الجريمة المنظمة أو الانخراط في جماعات ارهابية، كما اكد علي دور الممارسة الواعية للشباب المصري في كلا من ثورتي 25 يناير و30 يونيو، كما أكد علي المبادرات التي قامت بها مصر لدعم الشباب وتطوير قدراتها وزيادة مشاركتهم السياسية من خلال مؤتمرات الشباب التي تم عقدها بمصر.

ج) الجيش المصري

لعب الجيش المصري دورا كبيرا في انقاذ مصر من الإرهاب وتطهير ارض سيناء من الجماعات المتطرفة التي تتاجر بالدين وبالتالي احتل الحديث عن دور الجيش المصري ومجهوداته في استعادة ارض الوطن وحماية الشعب المصري مكانة كبيرة  في الخطابات الرئاسية للرئيس عبد الفتاح السيسي حيث استمر في التأكيد علي دور الجيش المصري والمعركة التي خاضها ضد الإرهاب.

رابعا: الفاعلين من غير الدول

ظهرت الجماعات الإرهابية كقوي فاعلة في الخطاب الرئاسي المصري كفاعلين من غير الدول

أ) الجماعات الإرهابية

احتلت الجماعات الإرهابية مساحة كبيرة من الحديث عنها في الخطابات والتحذير منها وقد اشار اليها الرئيس بأسماء مختلفة كالتنظيمات الإرهابية وقوي الشر والجماعات التي تستغل الدين والجماعات المتطرفة واستمر في التأكيد علي خطورة هذه الجماعات التي تنشر افكار متطرفة وتستغل الدين كما أكد ضرورة التعاون الدولي من اجل القضاء علي هذه الجماعات الإرهابية، كما هاجم جميع من يدعمون هذه الجماعات سواء ماليا أو توفير اماكن آمنه لهم، والتأكيد علي مسؤولية التنظيمات الإرهابية في ما يحدث في ليبيا والدول العربية الأخرى.

 

ثانيا: الاستراتيجيات التي اعتمد عليها الخطاب الرئاسي المصري الدولي في معالجة القضايا الأمنية

من خلال تحليل خطابات الرئيس عبد الفتاح السيسي تجاه القضايا الأمنية امام المجتمع الدولي نجد أن الرئيس اعتمد علي عدة استراتيجيات في تناوله للقضايا الأمنية ومن اهما:(استراتيجية التأكيد، استراتيجية الهجوم، استراتيجية التحذير، استراتيجية بث الأمل، استراتيجية استرجاع الماضي، استراتيجية ابراز التناقض، استراتيجية الخطاب المباشر)

أ) استراتيجية التأكيد

استخدم الرئيس عبد الفتاح السيسي استراتيجية التأكيد بدرجة كبيرة حيث انها تعتبر اكثر الاستراتيجيات التي اعتمد عليها حيث استمر في التأكيد علي قدرة مصر في مواجهه الأزمات ومحاربة الإرهاب من خلال استراتيجية شاملة ليست عسكرية وامنية فقط واهمية التعاون لمكافحة الإرهاب والقضايا الأمنية الاخرى، والتأكيد علي هوية مصر العربية والإفريقية، والتأكيد علي دورها الاقليمي في حمايه الاستقرار وأمن المنطقة، والتأكيد علي الدعم الكامل للقضية الفلسطينية ورفض التهجير القسري ودعم الدول العربية التي تعاني من ازمات داخلية، والتأكيد علي دور مصر في التصدي للهجرة الغير شرعية، والتأكيد علي اهمية آليات العمل العربي المشترك، والتأكيد علي اهمية الحدود المائية المصرية والأمن المائي المصري باعتباره جزء من الأمن المائي العربي، والتأكيد علي السلام ودور مصر في نشر السلام، والتأكيد علي دور مصر في محيطها الإقليمي .

ب) استراتيجية الهجوم والانتقاد

جاءت استراتيجية الهجوم والانتقاد في الهجوم علي الاعمال الارهابية والجماعات الإرهابية ومن يدعمهم سياسيا أو عسكريا أو بالتمويل، والهجوم علي الاعمال العسكرية في فلسطين ضد المدنيين، والهجوم وادانة الاعمال الارهابية والعسكرية من الحوثيين في اليمن أو الجماعات المتصارعة في ليبيا لتأثيرها علي الامن القومي في المنطقة، الهجوم وانتقاد الدول التي تمول وتدعم الجماعات الارهابية، كما انتقد الرئيس عدم قدرة النظام الدولي علي تحقيق الأمن السلم وعدم مصداقيته حيث يسعي لمحاربة الإرهاب بينما يتسامح مع داعمي الارهاب في ذات الوقت.

ج) استراتيجية التحذير وبث الشعور بالخطر

تم استخدام استراتيجية التحذير وبث الشعور بالخطر في التحذير من العنف والتطرف والفهم الخاطئ للدين، والتحذير من الانقسام الديني أو الطائفي نظرا للتهديدات التي يسببها داخل المجتمع، والتحذير وبث الشعور بالخطر من الاوضاع في اليمن وسوريا وليبيا والصومال نظرا لتأثيرها علي الامن المصري وأمن المنطقة، التحذير من حرب غزه والتصعيد واحتمالية اتساع رقعه الحرب وتصبح حرب اقليمية تؤثر علي أمن جميع دول المنطقة، التحذير من القضايا التي تواجه مصر والعالم العربي وضرورة اتخاذ اجراءات حازمة، التحذير من احداث الساحة الأفغانية لما له من تأثير علي زيادة نشاط الجماعات الإرهابية، التحذير وبث الشعور بالخطر من الازمات الداخلية كالبطالة والفقر والازمات الاقتصادية والمالية التي تواجه الدول النامية، والتحذير وبث الشعور بالخطر من ملئ سد النهضة لتأثيره السلبي علي مياه نهر النيل واضرار حصه الماء للدول المجاورة والتي منها مصر، والتحذير من اساءه استخدام الدين الاسلامي وتشويه صورة الاسلام والمسلمين وانتشار ظاهرة الاسلاموفوبيا، والتحذير وبث الشعور بالخطر من التغييرات المناخية والاثار السلبية التي تنتج عنها وتهديدات الأمن الغذائي والبيئي.

د) استراتيجية بث الأمل

تمثلت هذه الاستراتيجية في بث الأمل علي قدرة الشعب المصري وقدرة مصر علي التعامل مع التهديدات والقضاء علي الإرهاب ومواجهه التحديات والصعوبات التي تواجه مصر والشعب المصري(رسالة تعبر عن الأمل والارادة والتصميم علي العمل والانفتاح لتخطي كل العقبات والصعاب)، بث الأمل في شباب مصر وقدرتهم علي النهوض ومواجهه التحديات التي يمر بها المجتمع المصري وقدرتهم علي العمل والتطوير وفكرتهم لإقامة منتدي الشباب العالمي، وبث الشعور بالأمل من خلال قدرة الدولة المصرية لإقامة مؤتمرات علي ارض سيناء ونشر رسالة السلام من ارض السلام، وبث الشعور بالأمل في التعاون بين جميع الدول العربية والافريقية لمواجهه الأزمات واعادة انشاء قوة عربية واحدة.

ر) استراتيجية استرجاع الماضي

تم استخدام هذه الاستراتيجية في استرجاع تاريخ مصر في مكافحة الإرهاب والتطرف في التسعينيات، واسترجاع ماضي الأمة العربية في مواجهه الأزمات والتحديات “عانت أمتنا العربية من المحن والنوازل منذ إنشاء جامعتها، ما بين الكفاح من أجل تحرير الإرادة الوطنية أو للتخلص من الاستعمار أو الحروب التي خاضتها دفاعًا عن حقوقها”، واسترجاع الماضي في تعامل مصر مع الأزمات الداخلية التي واجهتها.

ز) استراتيجية ابراز التناقض

اعتمد السيسي علي استراتيجية ابراز التناقض في الحديث عن الجماعات الإرهابية من خلال ابراز اوجه التناقض بين ما تدعو اليه هذه التنظيمات من تطرف وعنف واساءة لاستخدام الدين وبين تعاليم الدين الإسلامي الصحيحة الذي يقبل الاخرين ويحث علي التسامح وعدم التطرف.

المبحث الثالث: أهم الاطر المرجعية ومسارات البرهنة التي اعتمد عليها الخطاب الرئاسي المصري في معالجة القضايا الامنية

سوف يتناول هذه البحث كلا من الاطر المرجعية التي اعتمد عليها الرئيس عبد الفتاح السيسي في معالجة القضايا الامنية بالاضافة الي مسارات البرهنه التي تم الاعتماد عليها

اولا: الأطر المرجعية التي استند عليها الرئيس السيسي في معالجة القضايا الأمنية في الخطابات الرئاسية الدولية

استند الرئيس عبد الفتاح السيسي في الخطابات الدولية التي تتناول القضايا الأمنية الي العديد من الأطر المرجعية سيتم تناول أهم الأطر المرجعية التي اعتمد عليها الرئيس في الخطابات الرئاسية.

أ) الأطر السياسية

اعتمد الخطابات الرئاسية علي المرجعية السياسية في العديد من القضايا الأمنية التي تم تناولها حيث تم الاعتماد علي المرجعية السياسية في قضية الاستقرار الاقليمي حيث اكدت علي الدور السياسي للدول العربية والافريقية لحل ازمات المنطقة والدور السياسي التي تقوم به مصر من اجل تسويه الأزمات في دول الجوار العربية والإقليمية والتأكيد علي ضرورة التوصل لحلول سياسية وتسوية سياسية شاملة لحل ازمات كلا من ليبيا وسوريا واليمن وضرورة دعم المجتمع الدولي لحفظ الاستقرار الاقليمي والعالمي، كما تم الاعتماد علي المرجعية السياسية في قضية مكافحة الإرهاب من خلال التأكيد علي الجهود الدولية والمجتمع الدولي في التعاون من أجل مكافحة الإرهاب وضرورة التعاون بين الدول الإسلامية من أجل التصدي للإرهاب باستراتيجية شاملة وليست عسكرية فقط وضرورة تفعيل الأطر الاقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب، كما تم الاعتماد علي المرجعية السياسية بنسبة كبيرة في قضية التغيير المناخي والتي تمثلت في الجهود الدولية لتعزيز التكيف مع اثار التغييرات المناخية، التفاوض من أجل زيادة الدعم الدولي لقارة افريقيا لمساعدة الدول الإفريقية علي اتخاذ اجراءات تمكنها من التكيف مع اثار التغييرات المناخية والمؤتمرات والاتفاقيات الدولية من اجل التعامل مع ازمة التغير المناخي والالتزام بالمعاهدات والمواثيق الدولية الخاصة بالانبعاثات الكربونية والمسؤولية المشتركة من أجل التصدي لظاهرة التغير المناخي، كما تم الاعتماد علي المرجعية السياسية في الإزمة الليبية والتي تمثلت في المفاوضات من أجل تسوية الأزمة الليبية ودور مصر من أجل تسوية الأزمة الليبية وحماية ليبيا من الانقسام وضعف الدولة الوطنية وضرورة التوصل الي تسوية سياسية شاملة للأزمة الليبية وجهود الأمم المتحدة في تسوية الأزمات في ليبيا والتأكيد علي تنفيذ مخرجات مؤتمر برلين واعلان القاهرة باعتباره مبادرة شاملة لإنهاء الصراع في ليبيا، كما جاءت المرجعية السياسية في قضية الأمن المائي المتمثلة في سد النهضة الإثيوبي والتي تمثلت في المفاوضات بين مصر واثيوبيا حول ملء وتشغيل السد والمؤتمرات مع دول حوض النيل بشأن سد النهضة، كما تم الاعتماد علي المرجعية السياسية في القضية الفلسطينية والتي تمثلت في المفاوضات التي تشارك فيها مصر للتوصل الي تسوية بشأن الأحداث في غزة ودور مصر في محاولة حل الصراع العربي الإسرائيلي والمطالبة بحل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية في ضوء حرص مصر علي التمسك بمبادئ المعاهدات والمواثيق الدولية، كما ظهرت المرجعية السياسية في قضية الهجرة الغير شرعية من خلال التأكيد علي الاتفاقيات والمواثيق الدولية الخاصة بحظر الهجرة الغير شرعية والجريمة المنظمة بكل اشكالها.

ب) الأطر الأمنية

تم الاعتماد علي المرجعية الأمنية في خطابات الرئيس عبد الفتاح السيسي في بعض القضايا مثل قضية مكافحة الإرهاب وتمثلت المرجعية الأمنية في تهديد الإرهاب لأمن الدولة المصرية وقيام الجيش المصري بالحرب ضد الإرهاب وتطهير واستعادة اراضي سيناء (معركة الحياة والشرف)، وتنفيذ المبادرة المصرية لمكافحة الإرهاب في مصر أو مساعدة الدول التي تعاني من الإرهاب، كما تم الاعتماد علي المرجعية الأمنية في الأزمة الليبية من خلال التأكيد علي ضرورة استعادة أمن ليبيا وحمايتها من التنظيمات الإرهابية والمليشيات المسلحة والمرتزقة وضرورة حماية وحدة واستقرار الأراضي الليبية وتنفيذ مبادرة الامم المتحدة التي تم اعتمادها من مجلس الامن، والتأكيد علي ضرورة الحد من نفوذ الدول والاطراف الاقليمية التي تدعم الارهاب في ليبيا وكذلك ظهرت المرجعية الأمنية في اعلان الرئيس السيسي أن تجاوز الخط الاحمر (خط سرت-الجفرة) ستتصدى له القوات المصرية دفاعا عن أمنها القومي وسلامة شعبها، كما تم الاعتماد علي المرجعية الأمنية في القضية الفلسطينية حيث التأكيد علي منع التهجير القسري للفلسطينيين وضرورة التوصل الي تسوية عادلة للقضية الفلسطينية باعتبارها تهدد الأمن القومي العربي بشكل عام والأمن القومي المصري بشكل خاص، كما تم الاعتماد علي المرجعية الأمنية في قضية الاستقرار الاقليمي حيث تم التأكيد علي خطورة الأوضاع الغير مستقرة وانتشار التنظيمات الإرهابية في الدول الإقليمية مما يهدد الأمن الإقليمي، كما تم الاعتماد علي المرجعية الأمنية في قضية سد النهضة حيث التأكيد علي ضرورة عدم اتخاذ اثيوبيا اجراء احادي الجانب والقيام بمليء السد مما يهدد الأمن المائي المصري.

ج) الأطر القانونية

اعتمد الرئيس عبد الفتاح السيسي في معالجته للقضايا الأمنية علي المرجعية القانونية في عديد من القضايا فقد جاءت المرجعية القانونية في قضية الإرهاب متمثلة في التأكيد علي الالتزام بالمواثيق الدولية الخاصة بمكافحة الإرهاب والمطالبة بضرورة الالتزام بالاتفاقات الدولية الخاصة بعدم تمويل الإرهاب وادانة الدول المسؤولة والراعية للإرهابيين وضرورة تفعيل قرارات مجلس الأمن لمكافحة الإرهاب، كما تم الاعتماد علي المرجعية القانونية في قضية التغييرات المناخية من خلال التأكيد علي الالتزام بالاتفاقيات والمواثيق الدولية بشأن تغير المناخ والاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ واتفاقية باريس للتغير المناخي والاتفاقيات الخاصة بحماية التنوع البيولوجي، كما تم الاعتماد علي المرجعية القانونية بشأن قضية سد النهضة حيث تم التأكيد علي حقوق كلا من الدولتين (حق إثيوبيا في التنمية وحق مصر في الوصول للمياه)، والتأكيد علي ضرورة استمرار المفاوضات وإدخال المبادرات التي تسعي لحل ازمة سد النهضة الي حيز النفاذ والاتفاقية الإطارية لمبادرة دول حوض النيل، كما تم الاعتماد علي المرجعية القانونية في القضية الفلسطينية من خلال التأكيد علي ضرورة التزام اسرائيل بالقرارات الدولية وضرورة إقامة الدولة الفلسطينية علي حدود عام 1967 واقرار حقوق الشعب الفلسطيني وعودة اللاجئين، كما ظهرت المرجعية القانونية في قضية مكافحة الهجرة الغير شرعية من خلال الاستراتيجية الوطنية التي اتبعتها مصر لمكافحة الهجرة الغير شرعية من سواحل البحر المتوسط، كما ظهرت المرجعية القانونية في قضية مكافحة الجريمة المنظمة من خلال التأكيد علي تفعيل قوانين واتفاقيات لمنع مظاهر الجريمة المنظمة ومكافحة الفساد.

د) الأطر العسكرية

تم الاعتماد علي المرجعية العسكرية في تناول بعض القضايا الأمنية من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي وظهرت المرجعية العسكرية في قضية الإرهاب من خلال التأكيد علي دور الجيش المصري في معركة الحياة والشرف لاستعادة ارض سيناء من التنظيمات الإرهابية، كما ظهرت المرجعية العسكرية في الأزمة الليبية من خلال التأكيد علي دعم مصر للمؤسسة العسكرية والجيش الليبي في معركته ضد قوي الإرهاب والتطرف  ورفع حظر السلاح المفروض علي الجيش الليبي.

ر) الأطر التاريخية

تم الاعتماد علي المرجعية التاريخية في العديد من القضايا الأمنية التي ظهرت في خطابات الرئيس عبد الفتاح السيسي حيث ظهرت المرجعية التاريخية في مكافحة الإرهاب من خلال استرجاع تاريخ مصر وقدرتها علي محاربة الإرهاب في التسعينيات “ما سبق يضع مسئولية خاصة على مصر، ودولتها القوية التي سبق لها مواجهة الإرهاب والتطرف في تسعينيات القرن الماضي، والتي أثق في نجاحها في اجتثاث جذور التطرف، بفضل هويتها الوطنية.. ومصر قادرة دومًا، على أن تكون منارة حضارية تدعم استعادة النظام الإقليمي لتماسكه” والتأكيد علي دور مصر في استعادة مؤسساتها الوطنية، كما جاءت المرجعية التاريخية في قضية الاستقرار الإقليمي حيث تم تناول تاريخ العلاقات المصرية مع الدول الإفريقية والدول العربية والعلاقات الثنائية مع السودان واثيوبيا واعتزاز مصر بجذورها التاريخية وهويتها العربية والتاريخية والاسلامية والاورومتوسطية، كما جاءت المرجعية السياسية في قضية سد النهضة في العلاقات التاريخية بين مصر وإثيوبيا والحديث عن الحضارة المصرية القديمة التي قامت علي ضفاف نهر النيل والدور الكبير لنهر النيل في تنظيم الحياه المصرية القديمة كما تم تناول الاتفاقيات التاريخية حول سد النهضة.

ز) الأطر الاقتصادية

لقد ظهرت المرجعية الاقتصادية في الخطابات الأمنية للرئيس عبد الفتاح السيسي في بعض تناوله لبعض القضايا مثل مكافحة الإرهاب وقد ظهرت في الخطة الشاملة للتنمية التي تتبعها الدولة المصرية في مكافحة الإرهاب حيث أنها لا تعتمد علي الجانب العسكري فقط بل علي الجانب الاقتصادي والتنموي، كما تناول الجهود التي بذلتها مصر من اجل اطلاق استراتيجية التنمية المستدامة بهدف تحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة والتأكيد علي ان استقرار مصر يعد استقرار للمنطقة بأكملها واطلاق مصر لرؤية مصر 2030 بهدف تحقيق التنمية المستدامة وجهود مصر من أجل تطوير الاقتصاد بالإضافة الي المشاريع التي قامت مصر بتنفيذها مثل قناة السويس الجديدة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة واطلاق برنامج تكافل وكرامة من أجل دعم الفئات الفقيرة، كما ظهرت في قضية الاستقرار الإقليمي من خلال التأكيد علي موارد القارة الإفريقية واستغلالها وضرورة معالجة مشكلات الدول النامية  والأزمات الاقتصادية التي تعاني منها دول الجوار والمطالبة بتخفيف ديون هذه الدول لكي تستطيع تحقيق نمو اقتصادي، كما ظهرت المرجعية الاقتصادية في قضية التغييرات المناخية والتي ظهرت في تفعيل الصندوق الأخضر لتمويل سياسات التكيف مع آثار التغييرات المناخية والتأكيد علي ضرورة تعزيز قدرات الدول النامية التي تعاني بشكل أكبر من الآثار السلبية للتغييرات المناخية، كما ظهرت المرجعية الاقتصادية في قضية جائحة كورونا من خلال الحديث عن ضرورة توفير اللقاحات للدول التي تعاني من الفقر وقدرة مصر علي توفير اللقاحات بجانب تحقيق مستوي نشاط اقتصادي ومساعدة الدول في توفير اللقاحات.

س) الأطر الدينية

لقد ظهرت المرجعية الدينية بنسبة كبيرة في معالجة الرئيس السيسي للإرهاب من خلال التأكيد علي تجديد الخطاب الديني، ودور المؤسسات الدينية خاصة الأزهر الشريف في نشر المبادئ الصحيحة للدين الإسلامي ورفض خطاب الكراهية ورفض الأخر وعدم التسامح، والتأكيد علي دور الدول الإسلامية في مكافحة ظاهرة الإسلاموفوبيا ورفض الربط بين الدين الإسلامي والإرهاب، كما جاءت المرجعية الدينية في قضية الاستقرار الإقليمي من خلال التأكيد علي رفض التنظيمات الإرهابية والجماعات التي تستغل الدين لزرع التفرقة والانقسام بين الدول العربية، كما ظهرت في قضية الأزمة الليبية من خلال رفض التطرف والتأكيد علي انها تخالف ما جاء به الدين الإسلامي من مبادئ تحث علي التسامح وقبول الآخر، كما ظهرت المرجعية الدينية في تناول القضية الفلسطينية من خلال التأكيد علي انها قضية العرب والمسلمين الأولي ودعم الدول العربية والإسلامية للقضية وضرورة قيام الدولة الفلسطينية علي حدود 1967.

ثانيا: مسارات البرهنة في معالجة الرئيس عبد الفتاح السيسي للقضايا الأمنية في الخطابات الرئاسية الدولية

لقد تنوعت الأدلة والبراهين التي استند عليها الرئيس عبد الفتاح السيسي بين أدلة وبراهين سياسية وقانونية ودينية وتاريخية سوف يتم تناول الأدلة والبراهين التي اعتمد عليها الرئيس عبد الفتاح السيسي في معالجته للقضايا الامنية.

أ) الأدلة والبراهين السياسية

لقد اعتمد الرئيس عبد الفتاح السيسي علي الأدلة والبراهين السياسية في تناوله لقضية مكافحة الإرهاب من خلال تعزيز الشراكة بين الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي لمواجهه التحديات التي تهدد السلم والأمن في القارة والذي منها الإرهاب في مصر والدول المحيطة والتأكيد علي ضرورة تفعيل الشراكة الاستراتيجية بين الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي لسياسيات إعادة الإعمار بعد النزاعات، كما تم التأكيد علي استكمال العمل لتنفيذ مبادرة مصر لإيجاد إطار دولي شامل بتطوير السياسات وأطر التعاون لمكافحة الإرهاب، والتأكيد علي ضرورة بناء منظومة عالمية لمكافحة الإرهاب ومن يدعمه،  كما جاءت الأدلة والبراهين السياسية في قضية الاستقرار الإقليمي تم الاستشهاد بالعلاقات السياسية بين دول الجوار الإفريقية والعربية، وتولي مصر رئاسة الاتحاد الإفريقي وتمثيلها للقارة والقضايا التي تمس دول الجوار الإقليمي لها في المحافل الدولية ومسؤوليتها تجاه الأمن الإقليمي واتباعها سياسة خارجية نشطة تجاه القضايا، ودعم مصر للأزمات السياسية في القضايا الأمنية الخاصة بدول الجوار العربية والإفريقية والتمسك بالتسوية السياسية لأزمات كلا من سوريا واليمن، كما ظهرت الأدلة والبراهين السياسية في الأزمة الليبية من خلال الحديث عن الجهود المصرية والدولية للتوصل الي اتفاق وتسوية سياسية للأزمة في ليبيا والاجتماع برؤساء القبائل الليبيين في القاهرة  من اجل الرجوع الي مسار التسوية، كما ظهرت الأدلة والبراهين السياسية في القضية الفلسطينية من خلال التأكيد علي قبول العرب للتسوية ومبادرة السلام العربية والرغبة في التوصل الي تسوية عادلة وليست علي حساب الشعب الفلسطيني، كما ظهرت الأدلة والبراهين السياسية في قضية التغير المناخي من خلال المفاوضات الخاصة بالتغير المناخي واستضافة مصر لمؤتمر قمة المناخ النسخة السابعة والعشرين، والتأكيد علي جهود الدول الإفريقية في اتباع سياسات التكيف مع الآثار السلبية للتغييرات المناخية، كما  تم الاستناد الي الأدلة والبراهين السياسية في قضية سد النهضة من خلال مبادرة مصر بطرح اتفاق اعلان المبادئ حول سد النهضة 2015 والذي تم اطلاق مفاوضات بناءا عليه لمده اربع سنوات، واستمرار التأكيد علي ضرورة العودة الي المفاوضات من اجل ملء وتشغيل السد والاتفاقية الاطارية لمبادرة حوض النيل وخطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي امام البرلمان الإثيوبي.

ب) الأدلة والبراهين الأمنية

لقد تم الاعتماد علي الأدلة والبراهين الأمنية في العديد من القضايا الأمنية التي تم تناولها وتحددت الأدلة والبراهين الأمنية في قضية الإرهاب من خلال التأكيد علي الإجراءات الأمنية التي تم اتخاذها من أجل مكافحة التنظيمات الإرهابية وتنفيذ المبادرة المصرية لمكافحة الإرهاب في مصر أو مساعدة الدول التي تعاني من الإرهاب، كما ظهرت الأدلة والبراهين الأمنية في القضية الليبية من خلال الإجراءات الأمنية التي يتم اتخاذها دوليا واقليميا من أجل دعم وحدة واستقرار ليبيا وحماية الدولة الليبية من الانقسام، والتأكيد علي ضرورة حماية أمن الدولة المصرية من اي خطر يمس الأمن القومي المصري، كما ظهرت الأدلة والبراهين الأمنية قضية الاستقرار الإقليمي حيث أكد الرئيس السيسي علي ضرورة التعاون الدولي والاقليمي من أجل حماية أمن واستقرار المنطقة والحماية من الانقسام، كما جاءت الأدلة والبراهين الأمنية في قضية سد النهضة من خلال التأكيد أنه يهدد الامن المائي المصري ويعرض مصر للأزمات مثل الجفاف والتصحر مما يهدد الامن الغذائي كما تم التأكيد علي ضرورة التعاون بين دول حوض النيل من أجل التوصل الي اتفاق بشأن سد النهضة.

ج) الأدلة والبراهين القانونية

تم الاعتماد علي الأدلة والبراهين القانونية في العديد من القضايا الأمنية مثل مكافحة الإرهاب من خلال التأكيد علي ضرورة صياغة آلية جماعية دولية للتصدي لخطاب الكراهية والتطرف بمشاركة المؤسسات الدينية من جميع الأطراف بهدف نشر قيم السلام الإنساني وترسيخ أسس التسامح وفكر التعايش السلمي بين الشعوب جميعًا، والتأكيد علي ضرورة الالتزام بالمواثيق الدولية التي ترفض الإرهاب ومكافحة تمويل الإرهاب والتأكيد علي ضرورة تنفيذ قرارات مجلس الأمن لمكافحة الإرهاب، كما تم الاعتماد علي الادلة والبراهين القانونية في قضية التغييرات المناخية من خلال الاستشهاد بالاتفاقيات الخاصة بالتغيرات المناخية والتفاوض بشأن التكيف مع آثار التغييرات المناخية، كما تم الاعتماد علي الأدلة والبراهين القانونية في قضية سد النهضة وذلك من خلال الاستشهاد بالاتفاقات الخاصة بسد النهضة والاتفاقية الإطارية لدول حوض النيل والمفاوضات التي اجرتها مصر حول ملء وتشغيل السد وتأكيد مصر علي ضرورة العودة الي التفاوض وعدم اتخاذ اثيوبيا لقرارات احادية الجانب بخصوص ملء السد، كما تم الاعتماد علي الأدلة والبراهين القانونية في القضية الفلسطينية من خلال الاستشهاد بقرارات مجلس الأمن والتأكيد علي ضرورة الزام اسرائيل بحدود ما قبل 1967 والتأكيد علي ضرورة اعطاء حقوق الشعب الفلسطيني وعودة اللاجئين واقامة الدولة الفلسطينية، كما تم الاعتماد علي الأدلة والبراهين القانونية في قضية الهجرة الغير شرعية من خلال التأكيد علي الاستراتيجية التي اتبعتها مصر لمكافحة الهجرة الغير شرعية من سواحل البحر المتوسط كما تم الاعتماد علي الأدلة والبراهين القانونية ايضا في قضية مكافحة الجريمة المنظمة من خلال الاستشهاد بالقوانين التي تحظر هذه الجرائم والاستراتيجيات التي اعتمدت عليها مصر لمكافحة الفساد وغيره من القضايا.

د) الأدلة والبراهين التاريخية

لقد استندت الخطابات الرئاسية في معالجتها للقضايا الأمنية الي الأدلة والبراهين التاريخية وظهرت في معالجة قضية الإرهاب من خلال التأكيد علي تاريخ وهوية مصر وقدرتها علي محاربة الإرهاب في تسعينيات القرن الماضي ، كما تم الاعتماد علي الأدلة والبراهين التاريخية في معالجة قضية الاستقرار الإقليمي من خلال التأكيد علي علاقات مصر التاريخية بدول الجوار الإقليمي العربية والإقليمية والتأكيد علي كفاح الدول العربية في الماضي للتحرر من الاستعمار والتغلب علي التحديات وقدرة هذه الدول في التخلص من الإرهاب  حيث ذكر الرئيس “عانت أمتنا العربية من المحن والنوازل منذ إنشاء جامعتها، ما بين الكفاح من أجل تحرير الإرادة الوطنية أو للتخلص من الاستعمار أو الحروب التي خاضتها دفاعًا عن حقوقها، وبين تداعيات المشكلات الاقتصادية الخارجية والداخلية، لكن هذه الأمة، وفى أحلك الظروف، لم يسبق أن استشعرت تحديًا لوجودها وتهديدًا لهويتها العربية كالذي تواجهه اليوم، على نحو يستهدف الروابط بين دولها وشعوبها، ويعمل على تفكيك نسيج المجتمعات في داخل هذه الدول ذاتها، والسعي إلى التفرقة ما بين مواطنيها، وإلى استقطاب بعضهم وإقصاء البعض الآخر على أساس من الدين أو المذهب أو الطائفة أو العِرق، تلك المجتمعات التي استقرت منذ مئات السنين، وصهرها التاريخ في بوتقته ووحدتها الآمال والآلام المشتركة، وسواء اكتسى ذلك التهديد رداء الطائفة أو الدين أو حتى العِرق وسواء روجت له فئة من داخل الأمة أو أقحمته عليها أطراف من خارجها بدعاوى مختلفة، فإن انتشاره سوف يكسر شوكة هذه الأمة وسوف يفرق جمعها، حتى تغدو في أمد قصير متشرذمة فيما بينها ومستضعفة ممن حولها بسبب انهيار دولها وشدة انقسامها على ذاتها إن ذلك التحدي الجسيم لهوية الأمة ولاستقرار مجتمعاتها ولطبيعتها العربية الجامعة، يجلب معه تحديًا آخر لا يقل خطورة، لأنه يمس الأمن المباشر لكل مواطنيها وهو الإرهاب والترويع الذي يمثل الأداة المُثلى لهؤلاء الذين يروجون لأي فكر متطرف كي يهدم كيان الدول ويعمل على تقويضها”، كما تم الاستناد الي الأدلة والبراهين التاريخية في الأزمة الليبية من خلال التأكيد علي تاريخ العلاقات المصرية مع ليبيا ودور مصر التاريخي في ليبيا لمساعدة الدولة الليبية في التغلب علي عدم الاستقرار والتحديات، كما تم الاستناد الي الأدلة والبراهين التاريخية في قضية سد النهضة من خلال الاستشهاد بتاريخ الحضارة المصرية التي قامت علي ضفاف نهر النيل والعلاقات التاريخية المصرية-الإثيوبية والمفاوضات التي اجريت بشأن سد النهضة منذ عقود ماضية، كما تم الاستناد الي الأدلة والبراهين التاريخية في القضية الفلسطينية من خلال التأكيد علي تاريخ حافل بمحاولات التسوية ومبادرات عربية من أجل قيام الدولة الفلسطينية علي حدود 1967 والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني.

ر) الأدلة والبراهين الاقتصادية

تم الاستناد الي الأدلة والبراهين الاقتصادية في العديد من القضايا الأمنية التي تم تناولها ومن قضية الإرهاب حيث أكدت الخطابات علي ضرورة التنمية الاقتصادية واتباع خطة شاملة لمكافحة الإرهاب تأخذ في اعتبارها الجزء التنموي وتناولت الخطابات الجهود التي بذلتها مصر من أجل تطوير الاقتصاد المصري والمازنة العامة للدولة بالإضافة الي المشروعات القومية الكبرى التي نفذتها مصر مثل قناة السويس الجديدة والمشروعات في مجال الطرق وتطوير البنية التحتية وخطط التنمية التي تنفذها مصر وجهود مصر من اجل تحقيق العدالة الاجتماعية مساعدة الفئات الاكثر فقرا من خلال اطلاق برنامج تكافل وكرامة والتمكين الاقتصادي للمرأة وكذلك مشاركة مصر واستضافتها للعديد من المؤتمرات الاقتصادية  والتعاون الدولي من اجل تحقيق النمو الاقتصادي مثل تعاون مصر مع البريكس ومشروعات التنمية في افريقيا واجندة التنمية في افريقيا 2030، كما جاءت الأدلة والبراهين الاقتصادية في قضية التغيرات المناخية من خلال التأكيد علي الآثار الاقتصادية السلبية للتغير المناخي بسبب تأثر قطاعات هامة للاقتصاد كقطاع الزراعة وتناقص الرقعة الزراعية والجفاف والتصحر وتناول تقرير الأمم المتحدة للبيئة وجهود مصر في التوجه نحو الاعتماد علي وسائل الطاقة المتجددة وجهود مصر من اجل توفير التمويل للدول النامية من أجل التكيف مع الاثار السلبية للتغييرات المناخية، كما جاءت الأدلة والبراهين الاقتصادية في قضية سد النهضة من خلال تناول الأثار السلبية لسد النهضة علي الزراعة في مصر وتأثير السد علي تناقص حصة مياه مصر من نهر النيل مما يضر بالتنمية في مصر وتأكيد مصر علي حق اثيوبيا في التنمية، كما ظهرت الأدلة والبراهين الاقتصادية في جائحة كورونا من خلال التأكيد علي قدرة مصر علي تحقيق معدل نمو ونشاط اقتصادي في مواجهتها لأزمة كورونا وعدم تأثر الاقتصاد المصري بشكل كبير نتيجة الجائحة كذلك قيام مصر بتوفير اللقاحات للدول الافريقية.

الفصل الثالث: تأثير الخطاب الرئاسي المصري الدولي علي صورة مصر الدولية

سوف يتناول هذا الفصل في المبحث الاول الاستراتيجيات التي اعتمد عليها الخطاب الرئاسي المصري الدولي لتحسين صورة مصر الدولية والمبحث الثاني سوف يتناول كيف عكست الخطابات صورة مصر

المبحث الاول: الاستراتيجيات التي اعتمد عليها الخطاب الرئاسي لتحسين صورة مصر

من خلال تحليل الخطابات الرئاسية التي تتناول القضايا الأمنية امام المجتمع الدولي نجد أن هناك بعض الاستراتيجيات التي اعتمد عليها الرئيس عبد الفتاح السيسي من أجل تحسين صورة مصر وسوف يتم تناول ابرز الاستراتيجيات التي اعتمدت عليها الخطابات الرئاسية:

اولا: استراتيجية الأفعال التصحيحية

حيث اعتمد الرئيس عبد الفتاح السيسي في تناوله للقضايا علي هذه الاستراتيجية بشكل كبير في قضية مكافحة الإرهاب من خلال التأكيد علي الالتزام التام بمكافحة الإرهاب وتضمين البعد التنموي بالإضافة الي اعادة اعمار المناطق المتأثرة وتحقيق الاستقرار والتنمية والتأكيد بضرورة اصلاح المؤسسات الدينية وأخد زمام المبادرة من أجل تجديد الخطاب الديني ورفض العنف والتطرف والتأكيد علي ضرورة تطوير التعليم وتطوير الظروف التنموية كما بادر الرئيس بإعلان استعداد مصر لمساعدة الدول التي تعاني من الإرهاب بخبراتها السابقة في هذه المجال ” إنني أكرر استعداد مصر، بما لديها من خبرات في مكافحة الإرهاب، لتكثيف تعاونها مع الدول الصديقة والأمم المتحدة، خاصة فيمـا يتعلق بالتصدي لأيديولوجيات الإرهاب”، كما جاءت استراتيجية الأفعال التصحيحية  في مجال الدور الإقليمي والعربي ومبادرة مصر من أجل تحقيق الاستقرار الإقليمي وتأكيد الرئيس علي ضرورة وجود استراتيجية شاملة للأمن القومي العربي وأخذ خطوات جادة لمواجهة التحديات التي تواجه العالم العربي والإسلامي، كما تم التأكيد علي ضرورة اتخاذ خطوات حاسمة من أجل دعم التسوية السياسية الشاملة في ليبيا واليمن وسوريا ودور مصر في دعم الاستقرار في هذه الدول ودعم الامن الإقليمي حيث ذكر الرئيس”  ولا يفوتنا في إطار تناول مفهوم الأمن الإقليمي المتكامل، معاودة التأكيد على ضرورة اتخاذ خطوات عملية تفضي لنتائج ملموسة باتجاه إنشاء المنطقة الخالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، مع تعزيز دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية في هذا الصدد، والحفاظ على منظومة عدم الانتشار، وبما يمثل حجر الأساس لمنظومة متكاملة للأمن الاقليمي في المنطقة” كما تم التأكيد علي دور مصر من أجل استقرار ليبيا باعتبارها جزء من أمن مصر القومي حيث أكد الرئيس أن ” إن مصر عازمة على دعم الأشقاء الليبيين لتخليص بلدهم من التنظيمات الإرهابية والمليشيات ووقف التدخل السافر من بعض الأطراف الإقليمية التي عمدت إلى جلب المقاتلين الأجانب إلى ليبيا تحقيقًا لأطماع معروفة وأوهام استعمارية ولى عهدها”، كما تم الاعتماد علي استراتيجية الإجراءات التصحيحية في قضية مكافحة الهجرة الغير شرعية من خلال التأكيد علي الالتزام بمكافحة هذه الظاهرة واتباع سياسات تنموية داخلية من أجل جذب الشباب وتوفير فرص لحماية الشباب من الاتجاه نحو الأفعال الغير مشروعة، كما تم الاعتماد علي الإجراءات التصحيحية في مجال الأمن المائي من خلال التأكيد علي دور مصر بشأن دفع اجندة المياه في الامم المتحدة وجهود مصر من أجل التوصل الي تسوية من خلال عودة التفاوض بشأن ملء وتشغيل السد، كما جاءت استراتيجية الافعال التصحيحية في قضية التغييرات المناخية من خلال التأكيد علي التزام مصر بجهود التكيف مع اثار التغييرات المناخية والالتزام بالمواثيق والاتفاقيات الدولية بشأن التغييرات المناخية والتعامل مع الأثار السلبية وانشاء الصندوق الأخضر والتأكيد علي جهود مصر في مجال الطاقة المتجددة، كما تم الاعتماد علي الإجراءات التصحيحية في القضية الفلسطينية من خلال دور مصر في التوصل الي هدنه ورفض مصر للتهجير القسري والتأكيد علي حقوق الشعب الفلسطيني وحماية الأمن الوطني المصري، كما تم الاعتماد علي استراتيجية الافعال التصحيحية في معالجة جائحة كورونا من خلال التأكيد علي قيام مصر بتوفير اللقاحات وارسالها للدول التي تحتاجها، كما تم الاعتماد علي استراتيجية الإجراءات التصحيحية في معالجة قضية الجريمة المنظمة ومكافحة الفساد من خلال التركيز علي دور مصر في التنمية ودعم الشباب وتطوير التعليم ومكافحة الفساد من خلال انشاء هيئة الرقابة الإدارية والاستراتيجيات الخاصة بمكافحة الفساد.

ثانيا: استراتيجية الحد من الهجوم

تتضمن هذه الاستراتيجية 6 استراتيجيات فرعية (التدعيم، التهوين، التسامي، الهجوم، التعويض، المقارنة) وقد تم الاعتماد في الخطاب علي العديد من هذه الاستراتيجيات:

 أ-الهجوم علي الطرف الأخر

تم الاعتماد علي استراتيجية الهجوم في غالبية القضايا الأمنية التي قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بتناولها في خطاباته حيث ظهرت هذه الاستراتيجية في مكافحة الإرهاب من خلال الهجوم علي التنظيمات الإرهابية واستغلالها للدين من أجل نشر العنف والتطرف والهجوم علي الدول الرعية والممولة للإرهاب والمجتمع الدولي الذي يغض الطرف عن دعم الدول للإرهابيين وتسهيل انتقالهم الي دول مثل سوريا واليمن “ومن المؤسف أن يستمر المجتمع الدولي في غض الطرف عن دعم حفنة من الدول للإرهابيين سواء بالمال والسلاح أو بتوفير الملاذ الآمن والمنابر الإعلامية والسياسية بل وتسهيل انتقال المقاتلين الإرهابيين إلى مناطق الصراعات خاصة إلى ليبيا وسوريا من قبلها”،  كما تم استخدام استراتيجية الهجوم امام الجمعية العامة للأمم المتحدة للهجوم علي الأمم المتحدة بسبب عدم قدرتها علي حل بعض الأزمات التي تواجه العالم العربي حيث ذكر الرئيس ” فكيف نلوم عربيًا يتساءل عن مصداقية الأمم المتحدة وما تمثله من قيم في وقت تواجه فيه منطقته مخاطر التفكك وانهيار الدولة الوطنية لصالح موجة إرهابية وصراعات طائفية ومذهبية تستنزف مقدرات الشعوب العربية، أو يتساءل عن عدم حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة للعيش بكرامة وسلام في دولة مستقلة تعبر عن هويته الوطنية وآماله وتطلعاته؟”، كذلك تم الاعتماد علي استراتيجية الهجوم في قضية الاستقرار الإقليمي حيث وجه الهجوم علي التنظيمات  المليشيات المسلحة التي تؤدي الي زعزعه الإسرار في المنطقة وكذلك وجه الهجوم للحوثيين بسبب استعانتها بقوي خارجية لفرض هيمنتها علي اليمن وبسبب هجماتها علي بعض مناطق المملكة السعودية حيث ذكر الرئيس” اليمن الذي لازال يعاني من جماعة الحوثي ومحاولتها الاستقواء بالدعم اجنبي لفرض إرادتها على سائر أبناء اليمن، وهجماتها الإرهابية المدانة على الأراضي السعودية”، كما تم استخدام الهجوم علي الأعمال العسكرية في غزة وإدانة قصف المدنيين وتوجيه الهجوم علي الجانب الاسرائيلي بسبب عدم التزامه بالقرارات الدولية وكذلك الإشارة الي عجز النظام الدولي عن التوصل الي تسوية بشأن القضية الفلسطينية والتسوية السياسية وإقامة الدولة الفلسطينية.

ب- التدعيم

ظهرت استراتيجية التدعيم في العديد من المواضع ومنها استمرار التأكيد علي نجاح مصر الكبير في محاربة الإرهاب وبناء الدولة الجديدة واستعادة مؤسسات الدولة الوطنية علي الرغم من انتشار التنظيمات الإرهابية في بعض الدول المحيطة بها وذلك بدعم من الشعب المصري، وكذلك من خلال التأكيد علي قدرة مصر في الحفاظ علي الاستقرار الاقليمي اعلي الرغم من الصراعات المنتشرة في الشرق الأوسط الاقليمي حيث اكد الرئيس علي ” أن مصر استطاعت أن تحافظ على استقرارها وسط محيط إقليمي شديد الاضطراب، وذلك بفضل ثبات مؤسساتها ووعي الشعب المصري بموروثه الحضاري العميق”، وكذلك التأكيد علي أن مصر علي حافة اخطر بؤر الازمات في العالم وتواجه تحديات يصعب علي اي دولة مواجهتها منفردة الا أن مصر استطاعت ذلك من خلال اتباع خطة تنموية طموحه واتباع سياسة خارجية نشطة، كذلك ظهرت استراتيجية التدعيم من خلال التأكيد علي انجازات مصر في مجالات الطاقة المتجددة والتكيف مع آثار التغييرات المناخية علي الرغم من التحديات التي يشهدها العالم نتيجة الاثار السلبية للتغييرات المناخية، كذلك ظهرت في التأكيد علي قدرة مصر علي تحقيق نشاط اقتصادي في ظل جائحة كورونا وظهرت استراتيجية التدعيم ايضا في قضية سد النهضة من خلال تسليط الضوء علي جهود مصر في المفاوضات والمبادرات التي قامت بها مصر من أجل التوصل الي تسوية بشأن سد النهضة، كما ظهرت استراتيجية التدعيم من خلال التأكيد علي جهود مصر في التنمية وتحسين الأوضاع الداخلية للمجتمع المصري وتحسين اوضاع الشعب المصري علي الرغم من التحديات الكبيرة التي يعاني منها العالم من ازمات غذاء وطاقة.

ج- التعويض

ظهرت استراتيجية التعويض من خلال آليات التعويض التي تم اتخاذها من أجل تصحيح الأوضاع وتمثلت في استراتيجيات التنمية التي تم التأكيد علي اتباعها من اجل تطوير المجتمع المصري والاماكن المتضررة اثناء مكافحة الإرهاب والإصلاح السياسي وتجديد الخطاب الديني بالإضافة الي تطوير التعليم من اجل انشاء جيل واعي ولا يتم جذبه بسهوله الي التنظيمات الإرهابية بالإضافة الي تمكين الشباب من أجل حصولهم علي مناصب قيادية، اما بالنسبة لسياسة مصر الخارجية اتبعت مصر سياسة خارجية نشطه لتقوية علاقات مصر مع الدول الخارجية الإقليمية والعربية وجميع الدول التي دعمت مصر وذلك تعويضا لتأثير السلبي الذي حدث لعلاقات مصر الخارجية وعودة العلاقات القوية مع دول الجوار الإفريقية وذلك تعويضا لانقطاع الدور الإفريقي في الفترة السابقة علي حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي، كما ظهرت استراتيجية التعويض من خلال التأكيد علي تطوير الاقتصاد المصري للتعويض عن الآثار السلبية لجائحة كورونا علي الاقتصاد وبرامج الإصلاح الهيكلي للاقتصاد المصري وزيادة المشاريع الاقتصادية وبناء المدن الجديدة، بالإضافة الي الاعتماد علي الطاقة النظيفة وسياسات التكيف لتعويض الضرر الناتج عن التغييرات المناخية في الدول النامية والجهود التي تبذلها مصر في تنفيذ مذكرات التفاهم بشأن انتاج الهيدروجين، كذلك قيام مصر بتنفيذ مشروعات نقل بما يتوافق مع البيئة مثل القطار الكهربائي والتوسع في شبكات محطات شحن السيارات الكهربائية والتوسع في مشاريع النقل المستدام.

د- التمايز

ظهرت استراتيجية التمايز من خلال التأكيد علي تمايز مصر بالمبادرات التي قامت بطرحها لمكافحة الإرهاب خاصة خبرتها في مكافحة الإيديولوجيات الإرهابية، وتمايزها في دورها بتجديد الخطاب الديني واصلاح صورة الإسلام بالإضافة الي تمايز دور مصر القوي في المبادرات العربية واطار الأمن القومي العربي والعمل المشترك، وتمايز دور مصر في الدول الإفريقية وتبنيها مبدأ الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية ودور مصر في تمثيل افريقيا في المحافل الدولية وتمايز دور مصر في مبادرات التوصل الي تفاوض بشأن سد النهضة بالإضافة تمايز جهودها في التوصل الي تسوية بشأن التسوية الفلسطينية وتمايز جهود مصر في القضاء علي جائحة كورونا وتطوير الاقتصاد، بالإضافة الي تمايز جهودها في المبادرات الخاصة بمكافحة الهجرة الغير شرعية والجريمة المنظمة بكل اشكالها والاستراتيجيات المصرية الخاصة بمكافحة الفساد.

ثالثا: استراتيجية الانكار

تضمن استراتيجية الانكار استراتيجيتين فرعيتين وهما (الانكار البسيط وتحويل اللوم الي الطرف الاخر)

أ-استراتيجية تحويل اللوم

الاعتماد علي استراتيجية تحويل اللوم في معالجة بعض الأزمات مثل مكافحة الإرهاب حيث تم تحويل اللوم الي التنظيمات الإرهابية والدول التي تمول الإرهاب وتسهل انتقال الإرهابيين والي المجتمع الدولي بسبب مسؤوليته عن التسامح مع الدول الراعية للإرهاب والممولة له وتحويل اللوم الي جميع الدول التي تتسامح مع الإرهابين وليس فقط التنظيمات الإرهابية، كما تم الاعتماد علي استراتيجية تحويل اللوم الي الأطراف التي تزعزع الاستقرار الإقليمي وتنشر التفرقة والانقسام بين الدول وهي قوي التطرف الإقليمية والدولية كما أكد الرئيس علي رفض التدخل الخارجي في شؤون الدول كما ذكر الرئيس في خطاباته “إن بعض الأطراف الخارجية تستغل الظروف التي تمر بها دول عربية للتدخل في شئونها أو لاستقطاب قسم من مواطنيها بما يهدد أمننا القومي بشكل لا يمكننا إغفال تبعاته على الهوية العربية وكيان الأمة” بالإضافة الي تحويل اللوم للنظام العالمي الاقتصادي الذي يدعم الفجوة بين الدول المتقدمة والدول النامية، كما تم الاعتماد علي استراتيجية تحويل اللوم في القضية الفلسطينية من خلال التأكيد علي أن العرب مازالوا مستعدين للتسوية ولكن الطرف الإسرائيلي من لا يقبل المبادرات بشأن إقامة الدولة الفلسطينية وحقوق الفلسطينيين وتحويل اللوم الي الامم المتحدة ومجلس الامن لتنفيذ القرارات الخاصة بالقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، كما تم الاعتماد علي استراتيجية تحويل اللوم في قضية سد النهضة من خلال تحويل اللوم علي عدم التوصل الي تسوية بشأن ملء وتشغيل السد الي الجانب الإثيوبي والتأكيد علي رغبة مصر في التفاوض.

المبحث الثاني: ملامح صورة مصر كما عكستها الخطابات الرئاسية

من خلال تحليل الخطابات الرئاسية واستخراج أهم الاستراتيجيات التي اعتمد عليها الرئيس عبد الفتاح السيسي من أجل تحسين صورة مصر الدولية، سوف تقوم الباحثة بتحليل ملامح صورة مصر كما عكستها الخطابات الرئاسية.

اولا: صورة مصر كدولة مسؤولة

عكست الخطابات الرئاسية دور مصر في إطار المسؤولية وذلك من خلال:

-تحمل مسؤولية مكافحة الإرهاب بمبادرات وطنية” الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الإرهاب” تأخذ في الاعتبار الجوانب الاجتماعية والتنموية وليس فقط البعد الأمني لمكافحة الإرهاب حيث اظهر الخطاب الرئاسي مصر كقوة رائده في مجال التصدي للإرهاب وظهر ايضا مسؤوليتها الدولية من اجل تجديد الخطاب الديني ونشر مبادئ القبول والتسامح والسلام وقيام مصر بعرض قدرتها علي مساعدة الدول التي تعاني من التنظيمات الإرهابية بسبب خبرتها في مكافحة الإرهاب والإيديولوجيات الإرهابية.

-تحمل مسؤولية اعادة بناء مؤسسات الدولة واقرار الدستور المصري وذلك بدعم وجهود ابناء الشعب المصري دون تدخل أطراف خارجية وابراز مصر كدولة قادرة علي اداره شؤونها الداخلية.

-التأكيد علي مسؤولية مصر تجاه الدول العربية وظهر ذلك في الخطاب من خلال جهود مصر من أجل التوصل الي تسوية سياسية في ليبيا ومسؤوليتها عن حل الأزمة في اليمن والعراق وسوريا حيث عكست الخطابات مسؤولية مصر تجاه التوصل الي تسوية للأزمات العربية بالتعاون مع الدول العربية الأخرى من أجل حماية الأمن القومي العربي “مبادرة العمل العربي المشترك”

– التأكيد علي مسؤولية مصر تجاه القضية الفلسطينية والتأكيد علي ضرورة تسوية هذه القضية وانه لا مجال لتسوية ازمات الشرق الاوسط دون حل عادل للقضية الفلسطينية وذلك من خلال قيام الدولة الفلسطينية وعودة اللاجئين والتأكيد علي حقوق الشعب الفلسطيني.

– ظهر ايضا تحمل مصر للمسؤولية تجاه الدول الإفريقية والتنمية في هذه الدول حيث مثلت مصر القارة الإفريقية في غالبية المحافل الدولية واخذت علي عاتقها مساعدة هذه الدول من أجل التخلص من الصراعات واعادة الإعمار بعد النزاعات وبالتالي عكست الخطابات الرئاسية دور مصر الرائد في المنطقة العربية والإفريقية وتحملها مسؤولية تسويه ازمات المنطقة وجهودها المستمرة من أجل التسوية، بالإضافة الي الدور الذي لعبته مصر من خلال المشاركة في قمة العشرين وقيام السيسي باقتراح استراتيجية لمحاربة ازمة كورونا وتخفيف ديون الدول الافريقية ودعمها اقتصادي وانشاء صندوق لتوفير الموارد اللازمة لدعم جهود مكافحة جائحة كورونا في الدول الافريقية.

-ظهر تحمل مصر للمسؤولية ايضا في جهودها في المفاوضات بشأن سد النهضة والأمن المائي وقيامها بإطلاق مبادرات لدول حوض النيل ” الاتفاقية الإطارية لدول حوض النيل” من أجل التوصل الي تسوية تضمن نصيب الدول في المياه وعدم تجاهل حق التنمية لإثيوبيا.

-ايضا ظهر دور مصر كدولة مسؤولة من خلال مشاركتها في المؤتمرات والمحافل الدولية والإقليمية بشأن ازمة التغييرات المناخية والإجراءات التي تتخذها مصر من أجل التكيف مع الآثار السلبية للتغييرات المناخية بالإضافة الي استضافة مصر لمؤتمر قمة المناخ النسخة السابعة والعشرين بالإضافة الي اطلاق مصر للاستراتيجية الوطنية للتغيير المناخي التي تهدف الي تحقيق نمو اقتصادي مستدام وزيادة مصادر الطاقة المتجددة والحد من انبعاثات الغازات الدفيئة بالإضافة الي الحفاظ علي الموارد الطبيعية والرقعة الزراعية.

وبالتالي نجد ان الخطابات عكست دور مصر كدولة مسؤولة في حل ازماتها الداخلية بالإضافة الي دورها في حل الازمات العربية والإفريقية والعالمية.

ثانيا: صورة مصر كدولة تهتم بحقوق الإنسان

-عكست الخطابات الرئاسية اهتمام مصر بحقوق الإنسان من خلال التأكيد علي قيام مصر بتعزيز حقوق الإنسان في كافه الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية وذلك في إطار ما يتضمنه الدستور المصري من مواد تتعلق بحمايه حقوق وحريات المواطنين، بالإضافة التأكيد علي تمكين المرأة والتمثيل المناسب للمرأة في المجالس النيابية ومكافحة مظاهر العنف ضد المرأة والاهتمام بتحقيق العدالة والمساواة بين المواطنين دون تمييز واطلاق مصر استراتيجيتها الوطنية الأولي لحقوق الإنسان ودور المجلي القومي لحقوق الانسان كمؤسسة مستقلة لحقوق الانسان وفقا لصلاحياته الدستورية.

-كما عكست الخطابات اهتمام الدولة المصرية بالحقوق السياسية وتحقيق المساواة بين المواطنين وعدم التفرقة علي اساس الدين حيث اطلقت مصر مبادرة تجديد الخطاب الديني ونشر مبادئ التسامح وعدم العنف والكراهية وتأكيد حرية العقيدة وشروع مصر في بناء دور العبادة ، والتأكيد علي حرية الفكر والاعتقاد دون تفرقة، وتمكين ذوي الإعاقة حيث اولت لهم الدولة المصرية اهتمام كبيرا بالإضافة الي بناء قدرات الشباب وتمكينهم سياسيا من خلال المؤتمرات التي تم عقدها للشباب ” منتدي شباب العالم” الذي تنظمه مصر بشكل سنوي من اجل مشاركة الشباب في الحياه العامة وظهر ذلك من خلال الخطابات وعرض الرئيس لاهتمام مصر بهذا الجانب امام الجمعية العامة للأمم المتحدة.

-كما ظهر التأكيد علي حق الشعب في الحياه الكريمة والسكن المناسب والعمل الملائم وبالتالي اطلاق مبادرة “حياه كريمة” من أجل التنمية الشاملة للريف وذلك في إطار الاهتمام بحقوق المواطنين والقضاء علي الفقر والبطالة من خلال التأكيد علي قيام مصر بالعمل علي تحقيق العدالة الاجتماعية ورفع نصيب الفرد من الناتج المحلي الاجمالي.

– كما أكد الرئيس علي برامج الرعاية الاجتماعية التي قامت مصر بتنفيذها والمبادرات الصحية من أجل الرعاية الصحية الشاملة للمواطنين “مبادرة 100 مليون صحة”، توفير اللقاحات اثناء جائحة كورونا.

-بالإضافة الي اهتمام مصر بحقوق الإنسان علي المستوي الداخلي الا أن الخطابات الرئاسية عكست اهتمام مصر بحقوق الإنسان في جميع انحاء العالم حيث استمر الرئيس عبد الفتاح السيسي في التأكيد علي حقوق الشعب الليبي واليمني والعراقي والسوري وتحقيق حياه كريمة لهم وحقهم في الحصول علي الأمن والاستقرار داخل دولهم.

-كما اهتمت الخطابات الرئاسية بحقوق الشعب الفلسطيني وإقامة الدولة الفلسطينية والتأكيد علي رفض التهجير القسري للشعب الفلسطيني وجهود مصر من اجل التوصل الي هدنه بشأن الاحداث في غزه ووقف اطلاق النار.

_بالإضافة الي اهتمام الرئيس بحقوق اللاجئين حيث أكد علي استضافة مصر نحو ستة ملايين مهاجر ولاجئ بين شعبها وتمتعهم بكافة الخدمات التي تقدمها مصر للمواطنين المصريين والإقامة علي ارض مصر.

وبالتالي نجد أن الخطابات الرئاسية عكست اهتمام مصر بحقوق الإنسان والاهتمام بالشعب المصري وحقه في التنمية واقرار المساواة وتوفير حياه كريمة للمواطنين المصريين بالإضافة الي اهتمام مصر بحقوق الشعوب العربية والاسلامية والإفريقية بالإضافة الي حقوق اللاجئين التي توفرها مصر للمهاجرين واللاجئين علي ارضها.

ثالثا: مصر والاهتمام بالتعاون المشترك

-عكست الخطابات اهتمام مصر بالتعاون الدولي والإقليمي والعربي وذلك من خلال التأكيد علي التعاون الدولي من أجل مكافحة الإرهاب ودعم مصر بسبب خبراتها في تصدي الايديولوجيات الإرهابية للدول التي تعاني من التنظيمات الإرهابية حيث حرصت مصر علي انشاء مركز الساحل والصحراء لمكافحة الإرهاب كما انها تسعي لبناء قدرات المؤسسات الإفريقية في المناطق المتضررة من خلال تقديم الدورات التدريبية للقوات المشاركة في بعثات حفظ السلام الافريقية بالإضافة الي اطلاق مصر مركز الاتحاد الافريقي لإعادة الاعمار والتنمية بعد النزاعات حيث قام بدور فعال في اعداد البرامج والانشطة اللازمة لدعم الدول الخارجة من نزاعات وتدعيم الامن والاستقرار والتنمية في هذه الدول.

-وكذلك التعاون من أجل تحقيق فرص للاستثمار مع الدول الكبرى والدول العربية مثل مبادرات “الحزام والطريق” ومبادرة ” التنمية الدولية”، وما تحمله من فرص، لتعميق التعاون العربي الصيني وزيادة فرص الاستثمار في مختلف المجالات والاستفادة من التنمية حيث أكدت مصر أن دعم جهود التنمية يتطلب تعاون دولي من أجل تحقيقه.

-بالإضافة الي التعاون العربي من خلال مشاركة مصر في القمم العربية وتأكيدها علي ضرورة التعاون العربي من اجل تنفيذ المخرجات وتوحيد جهود العمل العربي المشترك وذلك لمواجهه الازمات التي يعاني منها العالم العربي وعلي رأسها القضية الفلسطينية وقيام مصر بالمرافعة امام محكمه العدل الدولية لدعم القضية الفلسطينية بعد احداث غزة واستشهاد مصر بمبادرة السلام العربية كإطار لتسوية الصراع العربي الاسرائيلي بالإضافة الي الأزمات في ليبيا وسوريا والعراق الذي يتطلب العمل العربي المشترك من أجل تسوية هذه الازمات.

-عكست الخطابات الرئاسية ايضا جهود مصر في التعاون بين الدول الإفريقية من خلال المشاركة في القمم الإفريقية والدفاع عن مصالح افريقيا في القمم الدولية والتأكيد علي اهمية التعاون من اجل تنفيذ مخرجات القمم والمؤتمرات المهتمة بالشأن الإفريقي ودور مصر في دعم الأزمات الإفريقية واعادة الإعمار بعد النزاعات، كما قامت مصر بدور صوت قارة افريقيا في المؤتمرات الدولية وتنظيم مصر لمؤتمرات اسوان للسلام والتنمية المهتم بشؤون الامن والتنمية في القارة الافريقية وسعي مصر من خلال عضويتها في مجلس الأمن والسلم الافريقي ومجلس الامن الدولي علي انجاح جهود السلام وبالفعل انعكس جهود مصر بالإيجاب علي القضايا الافريقية في مجلس الأمن، بالإضافة الي تعاون مصر مع دول حوض النيل بشان التوصل الي اتفاقية تضمن وصول المياه لدول حوض النيل وتأكيد مصر علي حرصها للتوصل الي تفاوض واتفاق ملزم حول السد.

-عكست الخطابات ايضا اهتمام مصر بالتعاون الدولي من أجل التكيف مع الاثار السلبية للتغييرات المناخية من خلال مشاركة مصر في كافة المؤتمرات العالمية المتعلقة بالتغير المناخي “قمة باريس” بالإضافة لعقدها مؤتمر قمة المناخ 27 بمدينة شرم الشيخ، واستمرار التأكيد علي ضرورة التنسيق بين الدول المتقدمة والنامية بشأن التغييرات المناخية والتزام مصر بالمواثيق والاعراف المناخية بشأن التغييرات المناخية.

رابعا: مصر وجهودها التنموية

-عكست الخطابات الرئاسية دور مصر التنموي والجهود التي تبذلها مصر من أجل تحقيق اهداف التنمية المستدامة وقد تبلور ذلك الاهتمام في اطلاق رؤية مصر2030 بما يتوافق مع اجندة التنمية المستدامة 2030 التي تركز علي المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الي جانب احترام حقوق الأجيال القادمة والحفاظ علي البيئة.

-كما عكست الخطابات الرئاسية اهتمام مصر بالتنمية المستدامة في التزام مصر بتقديم تقارير طوعية عن تنفيذ اهداف التنمية المستدامة من اجل استعراض التقدم علي المستوي الوطني.

– كذلك عكست الخطابات الرئاسية اهتمام مصر بالتنمية الاقتصادية من خلال برنامج الاصلاح الاقتصادي بالتعاون مع صندوق النقد الدولي والتي تشيد بنتائجه الجيدة مؤسسات التمويل الدولي ووكالات التمويل الائتماني وقدرته علي تمكين الاقتصاد المصري من تحمل تبعات جائحة كورونا بالإضافة الي الاهتمام بالبنية التحتية وبناء عواصم ومدن جديدة ومشروعات الطرق والانفاق واستكشاف حقول الغز الطبيعي وتحقيق الاكتفاء من الطاقة الكهربائية والتوسع في مشروعات الطاقة المتجددة وانشاء محور التنمية بمنطقة قناه السويس حيث تعتبر جميع هذه المشاريع جاذبة للاستثمارات.

– كما عكست الخطابات الرئاسية اهتمام مصر بالتنمية لقارة افريقيا من خلال المشاركة في صياغة اجندة افريقيا 2063 للتنمية حسب مقدرات واحتياجات شعوب القارة الإفريقية ودور مصر في متابعه وضع دول افريقيا الاقتصادي وجذب التمويل الدولي لدفع جهود التنمية في مصر والدول النامية.

– كما تم التأكيد علي رؤية مصر حول ضرورة اهتمام اي جهد دولي لتحقيق التنمية المستدامة بالسياسات التنموية للدول النامية وسيادتها في تبني البرامج الاقتصادية الوطنية التي تراعي متطلبات التنمية حسب مقدرات وظروف كل منطقة بالإضافة الي اهتمام مصر بعقد والمشاركة في العديد من المؤتمرات  الخاصة بالتنمية الاقتصادية مثل مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري بشرم الشيخ والمنتدي الاقتصادي العالمي حول الشرق الاوسط وشمال افريقيا واتفاقية ومؤتمر الطاقة والتعاون مع البريك للتنمية في افريقيا والمنطقة العربية.

-كما تناولت الخطابات التعاون المصري مع اليابان من اجل التنمية الاقتصادية بالإضافة الي التعاون المصري البرتغالي وتعاون مصر مع كلا من الصين وكوريا وسنغافورة وكازاخستان والدول الاوروبية مثل بريطانيا وفرنسا والمانيا والتعاون مع اليونان وقبرص وروسيا من أجل دعم جهود التنمية الاقتصادية والتنمية الشاملة.

وبالتالي نجد أن الخطابات الرئاسية تناولت القضايا الأمنية في إطار المسؤولية حيث برزت مصر كدولة مسؤولة عن تحسين الأوضاع الداخلية والاقليمية وايجاد حلول للقضايا الأمنية الداخلية والإقليمية بالإضافة الي اطار التعاون حيث أكدت الخطابات علي ضرورة التعاون وظهور مصر كدولة تسعي للتعاون الدولي من أجل معالجة الأزمات والتسوية بطريقة سلمية قائمة علي التعاون بالإضافة الي الاهتمام بحقوق الإنسان وتقديم مصر كدولة تهتم بحقوق المواطنين المصريين والشعوب العربية والاسلامية وتسعي لدعم حقوق الإنسان وتلتزم بالمواثيق الدولية كذلك عكست الخطابات اهتمام مصر بالتنمية المستدامة وتنفيذ حزمه من الاصلاحات لتحسين جودة حياه الشعب المصري واصلاح الاقتصاد المصري وجذب الاستثمارات وبالتالي نري ان الخطابات الرئيسية عكست صورة مصر كقوة فاعلة ورائدة في المنطقة تعمل جاهدة علي تسوية الازمات ودفع جهود التنمية وحمايه امنها القومي والامن الاقليمي والامن العربي.

خامسا: مصر دولة ذات هوية قومية وحضارة بارزه

– اكدت الخطابات علي الهوية القومية والحضارية  المصرية  وكذلك هوية مصر العربية، حيث حيث ركزت الخطابات علي ابراز الهوية القومية من خلال التأكيد علي التاريخ المصري العريق ومسامتها الحضارية كبناء الاهرامات وانتماء مصر للعالم العربي والقارة الإفريقية .

– كما ربطت الخطابات بين الماضي والحاضر والاشارة دائما الي تاريخ مصر وقدراتها التاريخية في مواجهه الازمات والتأكيد علي استمرار الهوية المصرية وكذلك هوية مصر العربية وجذورها الإفريقية بالإضافة الي التأكيد علي ان مصر مهد حضارة المتوسط ومنارة السلام والاسلام المعتدل في العالم.

– كما تناولت الخطابات اهمية نشر التسامح والتعايش مع الاخر حيث تعتبر الوحدة الوطنية من أهم مكونات الهوية المصرية  كما تم التأكيد علي الربط بين الوحدة الوطنية والتنمية لتعزيز الشعور بالمواطنة والانتماء، كذلك التحذير من محاولات نزع الهوية القومية وضرورة الدفاع عنها في مواجهه التحديات.

– كما اكدت الخطابات علي الدور الرائد لمصر في المنطقة والعالم العربي والاسلامي من خلال تناول جهود مصر في القضايا الاقليمية والدولية مما ادي الي تعزيز مكانة مصر ودورها الريادي في المحافل الدولية

– كما تناولت الخطاب دور مصر القوي في التصدي لقوي الشر والظلام نيابة عن العالم والدفاع عن القيم الإنسانية والتأكيد علي قوة الشعب المصري وصموده، كذلك التأكيد علي الدور التاريخي لمصر لمواجهه الإرهاب في تسعينيات القرن الماضي.

الخاتمة ونتائج الدراسة

تمثلت المشكلة البحثية لهذه الدراسة في تناول كيفية معالجة القضايا الأمنية في الخطابات الرئاسية وتأثيرها علي صورة مصر من خلال التطبيق علي الخطابات المتاحة منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي للرئاسة وحتي توقف هذه الدراسة في مايو 2024 وهم 88 خطابا دوليا للرئيس عبد الفتاح السيسي وبالتالي تناولت الدراسة الخطاب السياسي وتسويق صورة الدولة كإطار نظري وتحليل للدراسة بالاضافة الي تحليل 88 خطاب رئاسي يتناول القضايا الامنية من خلال تحليل أهم الاطروحات والقوي الفاعلة ومسارات البرهنه والاطر المرجعية التي تم الاعتماد عليها في الخطابات بينما تناول الفصل الثالث استراتيجيات تحسين الصورة التي تم الاعتماد عليها في الخطابات وملامح صورة مصر كما عكستها الخطابات

اولا: نتائج الدراسة

نجد ان الدراسات توصلت الي عدة نتائج:

أ) تنوعت القضايا الأمنية التي تم تناولها في الخطاب الرئاسي وكان علي رأسها الإرهاب والأمن المائي المتمثل في قضية سد النهضة والأمن البيئي المتمثل في التغييرات المناخية بالإضافة الي الأمن الصحي والمتمثل في جائحة كورونا والقضايا الداخلية من جريمة منظمة تؤثر علي أمن واستقرار الدولة المصرية كذلك ظهرت قضية الأمن الإقليمي من خلال الاستقرار الإقليمي التي تسعي مصر الي تحقيقه من خلال تسوية ازمات الدول المحيطة مثل ليبيا وتسوية القضية الفلسطينية.

ب) كما تنوعت القوي الفاعلة التي ظهرت في خطابات الرئيس من دول عربية كالسعودية وليبيا والامارات والاردن واليمن وسوريا وغيرهم ودول افريقية كإثيوبيا والسودان ودول كبري كالصين والولايات المتحدة الامريكية وفرنسا وروسيا وبين فاعلين من غير الدول كالتنظيمات الإرهابية ومؤسسات مثل الامم المتحدة والاتحاد الإفريقي والازهر الشريف وبين اشخاص كالشعب المصري والجيش المصري.

ج) بالإضافة الي تنوع الاستراتيجيات التي اعتمد عليها الرئيس في تناول القضايا الأمنية بين استراتيجيات التأكيد والهجوم والانتقاد واستراتيجيات بث الشعور بالخطر وبث الشعور بالأمل بالإضافة الي استراتيجية ابراز التناقض واسترجاع الماضي.

د) كما تعددت الأطر المرجعية التي اعتمد عليها الرئيس السيسي في معالجته للقضايا الأمنية حيث اعتمد بشكل كبير علي الأطر السياسية في معالجة غالبية القضايا والأطر التاريخية وبعدها الأطر القانونية والأطر الأمنية ثم الأطر الاقتصادية والعسكرية.

ر) تعددت ايضا الأدلة والبراهين التي اعتمد عليها الرئيس عبد الفتاح السيسي في معالجة القضايا بين أدلة وبراهين سياسية يليها أدلة وبراهين قانونيه وتاريخية ثم أدلة وبراهين اقتصادية وأمنية.

ز) نجد ايضا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي اعتمد علي استراتيجيات لتحسين صورة مصر ومنها استراتيجية الأفعال التصحيحية التي تبرز تحمل الدولة للمسؤولية وقدرتها علي اصلاح الأوضاع واستراتيجية الحد من الهجوم التي تشتمل علي استراتيجيات فرعية وهي التدعيم التي تدعم دور الدولة من خلال ابراز الإنجازات علي الرغم من التحديات التي تعاني منها وتم الاعتماد ايضا علي استراتيجية الهجوم التي تعتمد علي الهجوم وانتقاد الطرف الأخر بالإضافة الي استراتيجية التمايز، كما اعتمدت علي استراتيجية الإنكار التي ينبثق منها استراتيجية تحويل اللوم علي القوي الفاعلة السلبية كالتنظيمات الإرهابية والتدخل الخارجي كما غابت بعض الاستراتيجيات كالإنكار البسيط واستراتيجيات التهرب من المسؤولية.

س) وبالتالي نجد أن الرئيس اعتمد علي ابراز الدور القوي للدولة المصرية في معالجة الأزمات والتحديات الأمنية الداخلية والإقليمية والعالمية واخذ زمام المبادرة من أجل التعاون لحل ازمات المنطقة ومساعدتهم للدول التي تعاني من أزمات واهتمام مصر بحقوق الانسان والتنمية.

ثانيا: التوصيات

أ) التوسع في الدراسات المتعلقة بصورة الدول في المجتمع الدولي بشكل عام والدراسات التي تتناول صورة مصر بوجه خاص

ب) كما توصي الباحثة بدراسة تأثير الخطاب المصري الدولي علي تحسين صورة مصر من خلال تفاعل المجتمع الدولي مع الخطابات ودراسة هل تحسنت صورة في مصر في المجتمع الدولي منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي أم ان صورة مصر الدولية لم تتحسن

ج) التوسع في دراسة الخطابات الرسمية باعتبارها تعبر عن سياسات الدول الداخلية والخارجية وتمثل انعكاسا لتوجهات السياسية الخارجية للدول وسياستها الداخلية

د) زياده الاهتمام بمعالجه الخطابات الرئاسية للقضايا الأمنية حيث هناك قلة في الدراسات التي تهتم بمعالجة الخطاب الرئاسي للقضايا الأمنية

قائمة المراجع باللغة العربية

اولا: الوثائق

1- خطب الرئيس، الرئاسة

mailto:https://www.presidency.eg/ar/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D8%A7%D8%B3%D8%A9/%D8%AE%D8%B7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3/

ثانيا: المجلات العلمية

1- اسماء حسين صلاح، تحليل الخطاب السياسي المصري نحو القضايا الافريقية اثناء رئاسة مصر للاتحاد الافريقي: دراسة تحليلية للمواقع الاخبارية المصرية، دورية علمية محكمة- كلية الآداب- جامعة أسوان، 2023

2- اسعد صالح الشملان، من الايديولوجيا الي الخطاب: دراسة في المقاربة ما بعد البنيوية لمفهوم الخطاب السياسي، مجلة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، عدد(2)، 2020

3- اماني ألبرت، استراتيجيات إصلاح صورة مصر الذهنية بعد 30 يونيو، المجلة العلمية لبحوث العلاقات العامة والاعلان، العدد(6)، 2013

4- اسماء أحمد جوده، دور وسائل الأعلام الجديد في تنمية الوعي بمخاطر الإرهاب، مجلة البحوث والدراسات الإعلامية، ص193، 2016

5- حازم حمد موسي&عبد الكريم زهير عطيه، التحليل الاستراتيجي للخطاب السياسي العراقي وتأثيره على المعضلات الأمنية “مقارنة بين أمننه القضايا وقضايا الأمن”، مجلة البحوث في الحقوق والعلوم السياسية، العدد(2)، 2021

6- دعاء أحمد البنا، صورة العلاقات المصرية الإفريقية كما تعكسها الخطابات السياسية الرسمية للدولة المصرية في القنوات التلفزيونية والمواقع والشبكات الإلكترونية، المجلة المصرية لبحوث الرأي العام، العدد(1)، 2023

7- راضية بوبكر، الخطاب السياسي، اصوله النظرية والمنهجية وأبعاده الإنسانية، مجلة التواصل الأدبي، العدد (4)، 2013

8- علي بن حمد بن علي، تحليل الخطاب المفهوم والمنهج، مجلة كلية الدراسات الاسلامية والعربية للبنات، العدد(9)، 2019

9- عبير فتحي محمد، محركات الاتصال الإقناعي في الخطاب المصري الموجه لوسائل الإعلام الدولية “بالتطبيق علي خطابات الرئيس عبد الفتاح السيسي” خلال الاعوام من 2014-2018، المجلة العلمية لبحوث العلاقات العامة بكلية الإعلام، العدد(19)، 2020

10- عماد شعير، مبدأ التأدب في خطاب الرئيس المصري محمد أنور السادات في الكنيست الإسرائيلي، مخبر تحليل الخطاب، العدد (1)، 2020

11- علي سعدي، التسويق السياسي: المفهوم والابعاد، مجلة مدرات للعلوم الاجتماعية والإنسانية العدد(3)،2021، ص614

12- فاتحة تمزازي، الحقول الدلالية في الخطاب السياسي المصري الراهن “خطاب مرسي 3-7-2013 نموذجا”، مجلة فصل الخطاب، 2017

13- ميار حسين سليمان، الخطابات الرئاسية الخاصة بالشباب وقضايا المجتمع المصري: دراسة تحليل خطاب، مجلة بحوث العلوم الاجتماعية والانسانية، 2021

14- محمد نجاد، كيف يمكن فهم عملية التأطير لغويا وسيوسوسانني واعلاميا، المركز الديموقراطي العربي، 2021

15- نهاد احمد مكرم، الارهاب وتحديات التنمية المستدامة في منطقة القرن الافريقي، مجلة كلية السياسة والاقتصاد، العدد الرابع، 2019

16- يسرا حسني عبد الخالق، استراتيجيات إصلاح الصورة الذهنية لمؤسسة الرئاسة المصرية أثناء الازمات: دراسة تحليلية، كلية الآداب، جامعة اسيوط، 2013

ثالثا: المراجع الاليكترونية

1- امل مختار، تحليل الخطاب السياسي، مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية، 2013

mailto:https://acpss.ahram.org.eg/News/5584.aspx

2- المنهج المسحي في المنهج الوصفي، المنارة للاستشارات

3- الخطاب السياسي، الموسوعة السياسية، فبراير2021

mailto:https://political-encyclopedia.org/dictionary/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A

4- حسين شبكشي، تسويق الدول، الشرق الاوسط، ديسمبر 2022

mailto:https://aawsat.com/home/article/4065241/%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86-%D8%B4%D8%A8%D9%83%D8%B4%D9%8A/%C2%AB%D8%AA%D8%B3%D9%88%D9%8A%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%C2%BB

5- رانيا فوزي عيسي، الخطاب السياسي وتشكيل قناعات الجمهور، مركز دعم واتخاذ القرار، 2023

6- سالم سالمين، الدبلوماسية العامة: قوة ناعمة، مركز الاتحاد للأخبار، مارس2013 mailto:https://www.aletihad.ae/wejhatarticle/71582/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%A8%D9%84%D9%88%D9%85%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A9:-%D9%82%D9%88%D8%A9-%D9%86%D8%A7%D8%B9%D9%85%D8%A9

7- سليمان صالح، كيف نحلل خطاب الرؤساء لنكتشف اساليب التأثير علي الرأي العام، الجزيرة، ديسمبر2022

mailto:https://www.ajnet.me/opinions/2022/12/28/%D9%83%D9%8A%D9%81-%D9%86%D8%AD%D9%84%D9%84-%D8%AE%D8%B7%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A4%D8%B3%D8%A7%D8%A1-%D9%84%D9%86%D9%83%D8%AA%D8%B4%D9%81-%D8%A3%D8%B3%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A8

8- صالح الشيخ، تكوين الصورة الذهنية للشركات ودور العلاقات العامة فيها، الأكاديمية السورية الدولية، 2009

المراجع باللغة الانجليزية

1-Books

1) Benoit, W. L. (1997), Image Restoration Discourse and Crisis Communication: Public Relations Review 23, PP177.186

2) Carriag E. carroll, the handbook of communication and corporate reputation, PP 214.219

3) D. Chong, framing theory 2007

2- Scientific journals

1) Fayrouz Fouad, Political Apologia: Image Repair Strategies in Nasser’s Resignation Speech (1967) and Morsi’s Final Speech (2013), Political Apologia: Image Repair Strategies, 2018

2) John Mutambwa, Image Repair: Analysis of President Robert Gabriel Mugabe’s Rhetoric Following Sanctions on Zimbabwe, International Journal of Linguistics, Vol. 5, No. 1, 2013

3) National security law and the constitution, Wolters Kluwer, 2021

3- online references

1) About non-traditional security, NTS-Asia

mailto:https://rsis-ntsasia.org/about-nts-asia/#:~:text=Non%2Dtraditional%20security%20focuses%20on,their%20origins%2C%20conceptions%20and%20effects.

2) Branding, American Marketing Association

mailto:https://www.ama.org/topics/branding/

[1] اسعد صالح الشملان، “من الايديولوجيا الي الخطاب: دراسة في المقاربة ما بعد البنيوية لمفهوم الخطاب السياسي“، مجلة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، عدد(2)، 2020

[2] راضيه بو بكري،” الخطاب السياسي اصوله النظرية والمنهجية وابعاده الإنسانية“، مجلة التواصل الادبي، كلية الآداب والعلوم الانسانية والاجتماعية، عدد (4)، 2013

[3] علي بن حمد بن علي الريامي، ” تحليل الخطاب المفهوم والمنح“، مجلة كلية الدراسات الاسلامية والعربية للبنات بالزقازيق، العدد(9)، 2019

[4] فاتحة تمزازي، “الحقول الدلالية في الخطاب السياسي المصري الراهن “خطاب مرسي 3-7-2013 نموذجا”، مجلة فصل الخطاب، 2017

[5] Fayrouz Fouad, Political Apologia: Image Repair Strategies in Nasser’s Resignation Speech (1967) and Morsi’s Final Speech (2013), Political Apologia: Image Repair Strategies, 2018

[6] عماد شعير، “مبدأ التأدب في خطاب الرئيس المصري محمد أنور السادات في الكنيست الإسرائيلي”، مخبر تحليل الخطاب، العدد (1)، 2020

[7] اسماء حسين صلاح، “تحليل الخطاب السياسي المصري نحو القضايا الافريقية اثناء رئاسة مصر للاتحاد الافريقي: دراسة تحليلية للمواقع الاخبارية المصرية“، دورية علمية محكمة- كلية الآداب- جامعة أسوان أكتوبر، 2023

[8] ميار حسين سليمان،” الخطابات الرئاسية الخاصة بالشباب وقضايا المجتمع المصري: دراسة تحليل خطاب”، مجلة بحوث العلوم الاجتماعية والانسانية، 2021

[9] حازم حمد موسي&عبد الكريم زهير عطيه، ” التحليل الاستراتيجي للخطاب السياسي العراقي وتأثيره على المعضلات الأمنية “مقارنة بين أمننه القضايا وقضايا الأمن”، مجلة البحوث في الحقوق والعلوم السياسية، المجلد السابع، العدد(2)، 2021

[10] هويدا محمد السيد عزوز، “أطر معالجة الخطاب الرئاسي للقضايا الامنية في المواقع الصحفية الاليكترونية المصرية دراسة تحليلية لموقعي اليوم السابع والبوابة نيوز“، المجلة العلمية لبحوث الصحافة، العدد(18)، ديسمبر 2019

[11]  زيد حسن علي، تأثير الخطاب السياسي علي الأمن الوطني العراقي، مجلة قضايا سياسيه، العدد 66، 2021

[12] يسرا حسني عبد الخالق،” استراتيجيات إصلاح الصورة الذهنية لمؤسسة الرئاسة المصرية أثناء الازمات: دراسة تحليلية“، كلية الآداب، جامعة اسيوط، 2013

[13] اماني ألبرت، ” استراتيجيات إصلاح صورة مصر الذهنية بعد 30 يونيو، المجلة العلمية لبحوث العلاقات العامة والاعلان”، العدد(6)، 2013

[14] John Mutambwa, Image Repair: Analysis of President Robert Gabriel Mugabe’s Rhetoric Following Sanctions on Zimbabwe, International Journal of Linguistics, Vol. 5, No. 1, 2013

[15] عبير فتحي محمد، ” محركات الاتصال الإقناعي في الخطاب المصري الموجه لوسائل الإعلام الدولية “بالتطبيق علي خطابات الرئيس عبد الفتاح السيسي” خلال الاعوام من 2014-2018، المجلة العلمية لبحوث العلاقات العامة بكلية الإعلام، العدد(19)، 2020

[16] D. chong, framing theory 2007

[17] محمد نجاد، ” كيف يمكن فهم عملية التأطير لغويا وسوسيولساني واعلاميا”، المركز الديموقراطي العربي، 2021

[18] سوف يتم تناول هذه النظرية باستفاضة في المبحث الثاني من الفصل الأول للدراسة

[19]  Benoit, W. L. (1997). Image Restoration Discourse and Crisis Communication. Public Relations Review 23, PP177.186

[20] رانيا فوزي عيسي، “الخطاب السياسي وتشكيل قناعات الجمهور“، مركز دعم واتخاذ القرار، اكتوبر 2023

[21]” National security law and the constitution”, Wolters Kluwer, 2021

[22]” About non-traditional security”, NTS-Asia

mailto:https://rsis-ntsasia.org/about-nts-asia/#:~:text=Non%2Dtraditional%20security%20focuses%20on,their%20origins%2C%20conceptions%20and%20effects

[23] صالح الشيخ، “تكوين الصورة الذهنية للشركات ودور العلاقات العامة فيها”، الأكاديمية السورية الدولية، 2009

[24] رئاسة الجمهورية، الخطب الرئاسية

mailto:https://www.presidency.eg/ar/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D8%A7%D8%B3%D8%A9/%D8%AE%D8%B7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3/

[25] ” المنهج المسحي في المنهج الوصفي”، المنارة للاستشارات

mailto:https://www.manaraa.com/post/3419/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D9%87%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AD%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D9%87%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B5%D9%81%D9%8A

[26] علي بن حمد بن علي،”تحليل الخطاب المفهوم والمنهج“، مجلة كلية الدراسات الاسلامية والعربية للبنات، العدد(9)، 2019

[27] دعاء أحمد البنا، ” صورة العلاقات المصرية الإفريقية كما تعكسها الخطابات السياسية الرسمية للدولة المصرية في القنوات التلفزيونية والمواقع والشبكات الإلكترونية“، المجلة المصرية لبحوث الرأي العام، العدد(1)، مارس 2023 ص104

[28] رانيا فوزي عيسي، مرجع سابق

[29] جيهان السيد جاد، مرجع سابق ص224

[30] الخطاب السياسي”، الموسوعة السياسية، فبراير2021

mailto:https://political-encyclopedia.org/dictionary/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A

[31] راضيه بو بكري، مرجع سابق ص174-177

[32] المرجع سابق، ص180-185

[33] امل مختار، ” تحليل الخطاب السياسي”، مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية، 2013

mailto:https://acpss.ahram.org.eg/News/5584.aspx

[34] سليمان صالح، ” كيف نحلل خطاب الرؤساء لنكتشف اساليب التأثير علي الرأي العام”، الجزيرة، ديسمبر2022

mailto:https://www.ajnet.me/opinions/2022/12/28/%D9%83%D9%8A%D9%81-%D9%86%D8%AD%D9%84%D9%84-%D8%AE%D8%B7%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A4%D8%B3%D8%A7%D8%A1-%D9%84%D9%86%D9%83%D8%AA%D8%B4%D9%81-%D8%A3%D8%B3%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A8

[35] علي سعدي، ” التسويق السياسي: المفهوم والابعاد”، مجلة مدرات للعلوم الاجتماعية والإنسانية العدد(3)،2021، ص614

[36]  “Branding”, American Marketing Association

mailto:https://www.ama.org/topics/branding/

[37] حسين شبكشي، ” تسويق الدول“، الشرق الاوسط، ديسمبر2022

mailto:https://aawsat.com/home/article/4065241/%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86-%D8%B4%D8%A8%D9%83%D8%B4%D9%8A/%C2%AB%D8%AA%D8%B3%D9%88%D9%8A%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%C2%BB

[38] سالم سالمين، ” الدبلوماسية العامة: قوة ناعمة”، مركز الاتحاد للأخبار، مارس2013

mailto:https://www.aletihad.ae/wejhatarticle/71582/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%A8%D9%84%D9%88%D9%85%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A9:-%D9%82%D9%88%D8%A9-%D9%86%D8%A7%D8%B9%D9%85%D8%A9

[39]  يسرا حسني عبد الخالق، مرجع سابق ص52

[40] Carriag E. carroll, the handbook of communication and corporate reputation, PP214.219

[41] يسرا حسني مرجع سابق ص55،57

Rate this post

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى