الشرق الأوسطتقدير الموقفعاجل

تاريخ النزاع في بحر الصين الجنوبي

اعداد :  ياسر عرفات حيدر محمد – كالوريوس اقتصاد وعلوم سياسية

  • المركز الديمقراطي العربي

 

المقدمة:

لبحر الصين الجنوبي أهمية كبيرة، سواء بالنسبة للدول المجاورة له أو لبقية الدول الأخرى التي لها مصالح تجارية تمر عبره، مثل الولايات المتحدة الأمريكية، مما جعله منطقة حيوية.  أهمية تأمين أمنها البحري وتثبيت نفوذها فيه، الأمر الذي جعل الجغرافيا السياسية لهذه المنطقة ذات أهمية كبيرة في المنظور الصيني، خاصة بعد انتهاء الحرب الباردة، رغم أنها تجسدت أكثر في أوائل القرن الحادي والعشرين.  (3)

تعود جذور الخلاف في بحر الصين إلى مرحلة ما بعد الحرب العالميه الثانيه واستسلام اليابان.

أرسلت جمهورية الصين في 1946 سفناً حربية لإحكام سيطرتها على جزر إيجيج.  نشأ هذا الصراع من خلال ما عُرف بـ “خط الشرطات التسع – الذي أعلنت عنه حكومة جمهورية الصين، في ذلك الوقت، وفقًا لخريطة نُشرت في  1947 ، حددت حدود سيادة الصين في  بحر الصين الجنوبي.  اتخذ الخط شكل خطاب، يتكون من إحدى عشرة شرطة غير متصلة.  تحت هذا الخط، يقع الجزء الأكبر من البحر تحت السيادة الصينية، بما في ذلك جزر باراسيل، سبراتلي.(4)

  • الأهمية الاستراتيجية لبحر الصين الجنوبي:

يقع بحر الصين الجنوبي في جنوب شرق آسيا، في المنطقة الواقعية من مضيق ملقا في الجنوب الغربي لقارة آسيا، إلى مضيق تايوان في الشمال الشرقي الذي يفصله عن بحر الصين الشرقي، ويفصله عن المحيط الهادي جزر الفلبين في الشرق، وعن المحيط الهندي ارخبيل سوندا الكبرى في الجنوب.

تبلغ مساحة بحر الصين الجنوبي نحو 3.5 مليون كم مربع، و يوجد في بحر الصين الجنوبي مجموعة من الجزر الكبيرة و الصغيره، مثل جزيرة باراسيل و سبراتلي، و دونغشا، و شيشا، و تشونغشا، نانشا.(3)

تطل على بحر الصين الجنوبي مجموعة من الدول أهمها الصين، الفلبين، فيتنام، ماليزيا، وبروناي، إندونيسيا، تايلاند، سنغافورة، كمبوديا.

يعتبر بحر الصين الجنوبي من أهم الممرات البحرية لطرق التجارة الدولية، حيث يمر في بحر الصين الجنوبي اكثر من نصف أسطول ناقلات الطاقة في العالم، و أكثر من نصف الأسطول التجاري في العالم، حيث حجم التجارة الدولية التي تمر من بحر الصين نحو 5 تريليون دولار سنوياً في عام 2012.(1)

قدرت الدراسات الصينية ان منطقة بحر الصين الجنوبي تحتوي على حوالي 125 مليار برميل من النفط، و 500 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، و الموارد الغير مكتشفة.(3)

  • الدول المتنازعة على جزر بحر الصين الجنوبي:

تتنازع على بحر الصين الجنوبي مجموعة من الدول، ومن أهم هذه الدول الصين، الفلبين، فيتنام، ماليزيا، وبروناي، تايوان، و من أهم الجزر التي تتنازع عليها هذه الدول، هما جزيرتي سبراتلي، و باراسيل.

الحجج القانونية التي تقدمها الدول المتنازعة:

تعتمد الدول المتنازعة في تبرير أحقيتها في منطقة بحر الصين الجنوبي على قانون البحار الدولي، الذي صدر عام 1982، والذي ينص على أحقية الدولة في ممارسة حقوقها ضمن المنطقة الاقتصادية الخاصة بها، والتي تصل إلى نحو 200 ميل بحري. (6)

  • أسباب النزاع في بحر الصين الجنوبي:

1- مبدأ السيادة:

حيث ترى الصين أنها صاحبة الحق في السيادة على ثلاثة أرباع البحر، و خاصة جزر باراسيل و سبراتلي، و تعتمد الصين على وثائق تاريخية تثبت ملكيتها لسلسلة الجزر منذ قرون، و تستند الدول أيضا على معطيات تاريخية، تثبت من خلالها سيادتها على هذه الجزرو منها دولة فيتنام،و تدعي الفلبين سيادتها على الجزر، بسبب قربها الجغرافي الي سلسلة سبراتلي، أما ماليزيا تذعم السيادة على هذه الجزر، بسبب وقوعها في المنطقة الاقتصادية الخالصة لماليزيا، و بالنسبة لسلطنة بروناي فهي تطالب بحقها في السيادة على منطقة البحر، ولكن لا تدعي السيادة على جزر سبراتلي.

2- الثروات والموارد:

يحتوي بحر الصين الجنوبي على العديد من الثروات، حيث يحتوي على ما يقرب من 17 مليار طن من النفط وفقاً للدراسات صينية، وبينما تشير التقارير الأمريكية الي وجود نحو 7.7 مليار طن مؤكد، بالإضافة إلى الثروات البحريه الأخرى المتنوعة.

تزايد الأهمية الاستراتيجية لبحر الصين الجنوبي:

يعتبر بحر الصين الجنوبي معبر تجاري دولي هام، حيث يمر من خلاله نحو ثلث الشحنات التجارية العالمية بقيمة 5 تريليون دولار سنوياً، أكثر من ثلاث أضعاف قناة السويس، ويمر من خلال بحر الصين الجنوبي نحو 80٪ من الواردات الصين، و نحو 40 ٪ من إجمالي حجم التجارة الدولية للصين، و تبلغ حصة الولايات المتحدة الأمريكية نحو 1.2 تريليون دولار من حجم الشحنات التي تمر من خلال بحر الصين الجنوبي. (8)

  • تاريخ النزاع في بحر الصين الجنوبي:

أولاً مرحلة ما قبل الألفية:

تعود الجذور التاريخية للنزاع في بحر الصين الجنوبي إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية، بعد استسلام اليابان في البحر العالمية الثانية، وإعلان الصين السيادة على الجزر في بحر الصين الجنوبي. (4)

مع أصدر قانون عام 1992 المياة الإقليمية والمناطق المجاورة، والذي شمل العديد من الجزر في بحر الصين الجنوبي. (11)وفي عام 1994 قامت الصين باحتلال جزيرة كيش فرن، حيث تبعد هذه الجزيرة نحو 250 ميل عن سواحل الفلبين، وذلك بهدف القيام بأعمال التنقيب عن النفط في منطقة بحر الصين الجنوبي. (9)

ثانياً مرحلة الألفية:

في عام 2002 تم توقيع إعلان مدونة سلوك الأطراف في بحر الصين الجنوبي، من قبل الصين و دول الآسيان محط النزاع في بحر الصين، و كان ينص إعلان مدونة السلوك على مبدأ الحل السلمي للنزاعات الإقليمية، عن طريق المفاوضات الودية المباشرة مع الدول المعنية.(4)

و في عام 2010 انتقل النزاع على بحر الصين الجنوبي من الإطار الإقليمي إلى نطاق عالمى، حيث أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية طرفاً غير مباشر في النزاع، بعد تصريح وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بأن حل النزاع في بحر الصين، و ضمان حرية الملاحة ، و احترام القانون الدولي في بحر الصين الجنوبي، يمثل مصالح أساسية للولايات المتحدة. (1)

في  2012 خاض الجانبان الصيني والفلبيني مواجهة بحرية مطولة اتهما فيها احدهما الآخر بانتهاك السيادة في شعاب سكاربره.

و قد حدثت احتجاجات واسعة في فيتنام ضد الصين إثر ورود ادعاءات لم تتأكد بأن الصين خربت عمدا منصتي استكشاف فيتناميتين اواخر عام 2012 .

عام 2013 تقدمت دولة الفلبين بطلب الي محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي، وذلك بهدف إثبات تفنيد خط الشرطات التسع الذي تعتمد عليه الصين، بهدف إثبات السيادة على جزر بحر الصين الجنوبي.

عام 2016صدر حكم من محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي ينص على:

1-ان خط الشرطات التسع الذي تعتمد عليه الصين ليس له اساس قانوني.

2-التأكيد على حقوق السيادة للفلبين داخل مناطقها الاقتصادية الخالصة.

3-عمليات إستصلاح الأراضي وبناء الجزر الصناعية الذي تقوم به الصين يمثل إنتهاك للالتزامات الدولية وضار بالبيئة.

مايو 2014، قامت الصين بقطر منصة استخراج نفط الى منطقة في البحر قريبة من جزر باراسيل مما ادى الى عدة حوادث تصادم بين السفن الفيتنامية والصينية.(9)

  • موقف الدول المتنازعة في بحر الصين الجنوبي:

الصين:

تحاول الصين التأكيد المستمر على ضرورة تسوية النزاع من خلال بالمشاورات الودية بين الدول المعنية مباشرة، ذلک عبر قنوات الحوار والمشاورات المفتوحة. ويعبر الموقف الصيني عن تملکها لسيادة لا جدال فيها على جزر بحر الصين الجنوبي والمياه الإقليمية لها.

ولكن تتابع الصين العديد من السياسات بهدف فرض الهيمنة على بحر الصين الجنوبي:

في عام 1991 حدث تطور في الاستراتيجية الصينية، بالنسبة لمنطقة جنوب شرق آسيا، واتجهت نحو تحقيق مجموعة من الأهداف اهمها:

-السيطرة على مخزون الطاقة النفط في بحر الصين الجنوبي.

-السيطرة على المضيق البحريه واهمها مضيق ملقا.

والتي تحول فيما بعد إلى استراتيجية الحزام والطريق، وذلك بهدف تعزيز دورها الإقليمي في المنطقة.

وفي عام 2004 حدث تحول في استراتيجية الدفاع النشط عن البحار القريبة الي الدفاع عن البحار البعيدة، والتي تقوم على ثلاث مراحل:

المرحلة الأولى من (2000-2010) تهدف إلى السيطرة علي الجزر التي تربط بينها وبين الفلبين و تايوان و اكيناوا.

-المرحلة الثانية من( 2010-2020)  تقوم على الاستحواذ على سلاسل الجزر، التي تربط بين جزر إندونيسيا و أوقازاورا، و غوام.

-المرحلة الثالثة من (2020-2040) الحد من التواجد الأمريكي في المحيط الهادي والهندي، و استهداف حاملات الطائرات، و فرض السيطرة على بحر الصين الجنوبي.

أهداف الاستراتيجية البحرية للصين:

-مواجهة اي هجوم نووي موجه من قاعدة بحريه.

-تأمين حمايتها للمناطق التي تدعي عليها سيادتها الفعلية، والسيطرة على الممرات البحريه و استغلال الثروات الموجوده في منطقة بحر الصين الجنوبي.

فالصين تنتهج سياسة زيادة قواعدها في بحر الصين الجنوبي وتحويله الى بحيرة صينية لذا لجأت إلى العديد من السياسات العدائية تجاه الدول المشاركة لها في السيادة عليه وضعت جهاز للحفر النفطي والبحث عنه في المياه المتنازعة مع الفلبين.

عام 2014 وسعت الصين إلى توسيع امكانياتها ببناء الجزر الاصطناعيه وبناء ثلاثة مدارج للطائرات ونشرها للدوريات في المنطقة وتؤكد أنها تقع ضمن منطقتها الإقتصادية  .

وتبنيها لإستراتيجية سلسلة عقد اللؤلؤ ببناء مجموعة من القواعد المتصلة بالممرات المائية الرابطة بين البحر ذاته. (2)

من الناحية الاقتصادية:

في عام 2013 اتبعت الصين استراتيجية اقتصادية بمنظور استراتيجي تكتيكي، اتضحت ملامحها عبر طريق الحرير الجديد، باعتباره أكبر مشروع اقتصادي عالمي لربط 68 دولة في آسيا وإفريقيا وأوروبا عبر البر والبحر والسكك الحديدية ، يهدف المشروع إلى ربط الصين بثلثي العالم بعيدًا عن النفوذ الأمريكي ، وفي هذا الصدد ،  أطلقت الصين أول قطار ضمن هذا المشروع من شرق الصين إلى لندن في عام 2017.

موقف دولة فيتنام:

اهتمت فيتنام باتخاذ نهج يعتمد على الدقة والواقعية في التعامل مع الصين، ولكن رغم ذلك کانت إلى جانب الفيلبين، واحدة من أکثر المعارضين لطموحات الصين التوسعية.

وذلك بسبب عدم القدرة على تجاهل الوضع الاقتصادي للصين حيث تعتبر أكبر شريك تجاري لها وأهم مستثمر.

فقد أدى نهوض الصين السريع إلى زيادة الحاجة إلى أن تهتم فيتنام بدعم علاقتها مع الصين بطريقة أکثر براجماتية.  فقد حاولت فيتنام أن تعطي أولوية لمصالحها المشترکة مع الصين على الرغم تاريخ العلاقات المعقد بين الطرفين والتي کانت الصين خلالها جزءاً من أکثر أعداء فيتنام المخيفين.

غير أن هذا التقارب قد تراجع بصورة کبيرة في مايو 2014 بعد وضع منصة النفط الصينية في المياه التي تطالب بها فيتنام، مما تسبب في احداث مايمکن أن يوصف بأنه “أخطر تدهور” في العلاقات الصينية الفيتنامية منذ حرب الحدود عام 1979.

ولقد شجعت نهضة الصين والسياسات التي تنتهجها لفرض الهيمنة على بحر الصين، دولة فيتنام على الموازنة بعناية وتحسين العلاقات مع القوى العالمية الأخرى، بما في ذلک الولايات المتحدة وروسيا.

فقد اهتمت فيتنام بإعادة بناء علاقاتها مع روسيا، التي تعهدت من جانبها بتقديم قروض لمساعدة فيتنام على تحديث معداتها العسکرية وتوفير الإمدادات العسکرية الروسية، بما في ذلک ست غواصات هجومية مقدمة إلى البحرية الفيتنامية.

وتحاول فيتنام استخدام التنافس المتصاعد بين بکين وواشنطن لتعزيز الميزة الجيوسياسية والاقتصادية لها، حيث تحرص القوتان الرئيسيتان على جذب فيتنام بعيداً عن مدارها الاستراتيجي، على أمل الحصول على وصول أکبر لصادراتها إلى الولايات المتحدة. فقد سعت هانوي إلى تحقيق التوازن بين بکين وواشنطن دون أن تذهب بعيداً في أي من الاتجاهين، وذلک لتعظيم موقعها المستقل وقوتها الجيوسياسية –حتى وان کانت قوة صغيرة. (7)

موقف دولة الفلبين:

لقد اتخذت الفلبين موقفاً أکثر وضوحاً وأقل مساومةً، و توجهت بالانتقاد العلني لإستراتيجية الصين   للتغلب على الفجوة.  نظراً لان الفلبين غير مناسبة لمواجهة الصين بمفردها بسبب تباين القوة الثنائية، حيث يعد الجيش الفلبيني من أضعف الجيوش في المنطقة، ويمتلک ميزانية عسکرية تبلغ 40 في المائة من حجم ميزانية الصين. کما أن الفلبين غير قادرة على تحدي الصين مباشرةً بسبب وضعها في المرتبة الثانية کأکبر اقتصاد في العالم وواحدة من الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن الدولي.

و هذا يجعل القوة الاقتصادية و الدبلوماسية للفلبين أضعف أضعف بکثير من الصين.و لقد حاولت الفلبين تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة -حليفها الرئيسي- وتمشياً مع إعادة توازن واشنطن إلى آسيا. بالإضافة إلى ذلک، فقد تبنت الفلبين حملة ساحرة مع اليابان -وهي حليف ديموقراطي آخر لأمريکا في آسيا- وهي منافس إقليمي رئيسي للصين.  ولقد لجأت الفلبين إلى ذلک، من خلال تعزيز علاقاتها الاقتصادية وتعزيز علاقاتها العسکرية مع مجموعة کبيرة من الدول في المنطقة، الأمر الذي يجعل من المحتمل أن تصبح جنوب شرق آسيا ساحة قتال رئيسية للمنافسة الصينية اليابانية.

أضف إلى هذه التدابير الأمنية التي اتخذتها الفلبين، فقد اتخذت إجراءات قانونية تحت رعاية إتفاقية الأمم المتحدة لقوانين البحار في يناير 2013، لمواجهة الغارات الصينية على ما تعتبره الفلبين مجالها البحري، الأمر الذي دفع بکين إلى ادانة هذا العمل، غير أن مانيلا واصلت الإجراءات على أمل أن تحمل قضيتها القانونية ضد الصين ثقلاً أخلاقياً وسياسياً کبيراً.

سمحت للقوات المسلحة اليابانية بلعب دوراً أکبر في الدفاع الجماعي عن النفس ضد عدو مشترک.

موقف ماليزيا، وبروناي:

بالنسبة لبروناي وماليزيا، فقد قللوا من المخاوف بشأن التهديد الذي تشکله السفن البحرية الصينية التي تقوم بدوريات في مياه المنطقة. وعلى الرغم من التوترات حول بحر الصين الجنوبي، فإن هاتين الدولتين لا ترى سبباً للتعامل بحذر مع الصين، وهذا مايفسره الترابط المعقد والمربح في کثر من الأحيان في علاقاتهم مع الصين. (7)

  • الدور الأمريكي في النزاع في بحر الصين الجنوبي:

أسباب تدخل الولايات المتحدة الأمريكية

ضمان حرية الملاحة، واحترام القانون الدولي في بحر الصين الجنوبي – توفير الحماية لحلفائها في جنوب شرق آسيا

فقد اتخذت الولايات المتحدة عدداً من التدابير المتمثلة في:

1- دعم وتعزيز علاقاتها الاستراتيجية مع عدد من الدول في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، بما في ذلک الأعضاء الرئيسيين في رابطة دول جنوب شرق آسيا مثل: إندونيسيا والفلبين وسنغافورة وفيتنام.

2-ازداد تواتر التدريبات العسکرية المشترکة بين الولايات المتحدة وبين عدد من البلدان في المنطقة، بالاقتران مع إعادة التوازن الاستراتيجي لواشنطن إلى آسيا.

3- تعهدت الولايات المتحدة بتعزيز العلاقات العسکرية مع الفلبين.(7)

2015 أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية،عن الاستراتيجية الجديدة للأمن البحري آسيا والمحيط الهادئ  والتي قامت على ثلاثة أهداف هي:

حماية حرية الملاحة في البحار، ردع الصراع والإكراه، وتعزيز التقيد بالقانون والمعايير الدولية، وأكدت أن الولايات المتحدة ستنفذ استراتيجيتها لإعادة التوازن التي أعلنتها عام 2012 في موعدها المحدد، حيث سيتم نشر 60 % على الأقل من القوات البحرية والجوية بمنطقة آسيا والمحيط الهادئ ، وقد طالب قائد البحرية الأمريكية بزيادة 8 % في ميزانيته لتصل إلى 161 مليار دولار ، مشيراً إلى ضرورة زيادة الوحدات البحرية الأمريكية إلى 300 وحدة (2)

  • دور اليابان في بحر الصين الجنوبي:

وتعتبر اليابان أيضا من اللاعبين في هذه القضية من خارج المنطقة، وكثيرا ما طالبتها الصين بعدم التدخل فيها، وقد اعتبرت الحكومة اليابانية أن حكم لاهای نهائى وملزم قانونيا،

وأعلنت اليابان انها تدافع باستمرار عن أهمية سيادة القانون واستخدام الوسائل السلمية بدلا من استخدام القوة أو الإجبار في السعي إلى تسوية النزاعات البحرية.

وقد قامت اليابان بتوفير قوارب دورية لخفر السواحل الفلبيني، ومضاعفة ميزانية المساعدات العسکرية لإندونيسيا وفيتنام لبناء نطاقات أوسع للشراکات الإقليمية، وتعزيز القدرات البحرية الإقليمية لمواجهة الخطر الإقليمي للصين بشکل أکثر فعالية.

عام 2019 أرسلت اليابان غواصة للانضمام إلى ثلاث من مدمراتها في مناورة الحرب المضادة للغواصات في بحر الصين الجنوبي وكانت هذه هي المرة الأولى التي تقر فيها اليابان علانية بتدريبات الغواصات في تلك المياه. (2)

الخاتمة:

يحظي بحر الصين الجنوبي بأهمية استراتيجية، الأمر الذي جعل العديد من الدول تتنازع على السيادة في هذه المنطقة، الأمر الذي جعل الصين والولايات المتحدة الأمريكية تدخلان في منافسة من أجل السيطرة على هذا المجال الجغرافي الاستراتيجي المهم ، والعمل على ضمان عدم سيطرة طرف واحد عليه بشكل يهدد  مصالح الآخر.

حيث يمر في بحر الصين الجنوبي اكثرمن نصف أسطول ناقلات الطاقة في العالم، وأكثر من نصف الأسطول التجاري في العالم، حيث حجم التجارة الدولية التي تمر من بحر الصين نحو 5 تريليون دولار سنوياً في عام 2012.

المراجع:

  • حطاب، عبدالمالك، و مشعالي، إبراهيم، مجلة العلوم القانونية و السياسية، مجلد 10،العدد 3
  • زيدان، رشا سهيل، التنافس الأمريكي الصيني تجاه بحر الصين الجنوبي، مجلة تكريت للعلوم السياسية، عام 2020،
  • كلاع، شريف، النزاع الأمريكي الصيني للسيطرة على بحر الصين الجنوبي، مجلة الفكر القانوني والسياسي، المجلد 5، العدد 2
  • فرحات، محمد فايز، النزاع في بحر الصين الجنوبي والمصالح المصرية، مركز الاهرام للدراسات الاستراتيجية، 2017.
  • جبر، دينا محمد، وعلوان إبتسام حاتم، الأستراتيجية بين الأصل العسكري والضرورة السياسية.
  • مردان، باهر، الصين والنصر في بحر الصين الجنوبي والشرقي.
  • عبد العزيز، غزلان محمود، الصعود الصيني والأثار المحتملة على نزاعات بحر الصين الجنوبي، مجلة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، مجلد 21، العدد 4

المواقع الإلكترونية :

  1. https://www.ecssr.ae/reports_analysis/
  2. https://www.bbc.com/arabic/worldnews/2016/07/160712_south_china_sea_qa
  3. http://www.chinaembassy.org.sa/ara/zt/9375kfu /
  4. https://newsar.cgtn.com/n/BfIcA-BIA-DEA/BcIaAA/m.html-12
5/5 - (1 صوت واحد)

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى