الـــتـــحـــــالـــف الــــوحــــــيـــد والـــفـــعـــال في شـــرق الـــمـــتــوســـط والإمـــكـــانية الـمُـتـاحـة والوحـــيــدة لإضـــعـــافـــه

اعداد : السفير بلال المصري – المركز الديمقراطي العربي – القاهرة – مصر
شــرق الـمتوسط بإيجاز شديد تحول بفعل ثروات الغاز والطاقه الكامنة فيه والحرب الروسية / الأوكرانية وبفعل نتائج وتداعيات طوفان الأقصي ومن بعده : حرب غـــزة وكذلك بفعل التباين في مكونات وأسس الصراع الدائر بين الدول المُشتركة في هذه الرقعة الجغرافية تـحول إلي بوتقة تنصهر فيها إضافات صلبة حارقة لهذه الصراعات تجعلها دائماً مرشحة للإستمرار والإضطراد في توليد أخطار غالباً ما يكون المتضررمنها هم شعوب هذه المنطقة وليس بالضرورة الأنظمة السياسية الحاكمة التي في معظمها وفي أغلب حالات الصراع وخاصة تلك الدول العربية ما تلجأ في (التخطيط) لمواجهة هذه الصراعات إلي وسيلتين لا ثالث لهما وهما (1) التجربة والخطأ و(2) النمطية أو اللجوء إلي التخطيط النمطي المـعـهـود والمُتوارث وهذا ما يُبقي علي حالة الضعف الهيكلي لهذه الأنظمة التي يكاد النظام السياسي الصهيوني أن يسيطر عليها سيطرة كاملة وكأنها سيطرة ولاء وليست سيطرة ضعف مؤسسي .
سبق لي أن أوضحت أنه يخيل للبعض بفعل إستخدام الآلة الإعلامية المصرية شديدة الغباء سهلة الإنقياد خاصة لتصريحات المسؤلين غير الملمين بما يتكلمون عنه والذين لذلك يعمدون إلي تبسيط الأمور المُعقدة غير القابلة للتبسيط وخاصة فيما تعلق بما حاولت إقناع الجمهور المصري المعني به من وجود تحالف ربـــاعـــي صهيوني/ يوناني / قبرصي يوناني / مـصـري في شرق المتوسط وهو أمــر غـــير واقـــع بل خـــيـــالي نفاه بأكثر من طريقة التــحالف الثلاثي الفعلي والقائم بين الكيان الصهيوني واليونان وقبرص اليونانية وجاء هذا النفي المُتكرر ذات مـرة علي لـسـان رئيس وزراء الكـيـان الصهـيـوني بنيامين نتنياهو الذي يقود هذا التحالف الثلاثي فقال مثلاً في أحد إجتماعات قمة هذا التحالف الثلاثي في 8 مايو2018 : “أن هناك «تحالف كبير» تعمل الدول الثلاث على بناءه مشيراً إلى أنه «ليس هناك حدود» لما يمكن تحقيقه وقال “أجد أن هذه الاجتماعات ليست بناءة فحسب بل مشجعة للغاية أيضا” مضيفا أنها “تشجعنا للمستقبل” وأوضح أنه “إذا نظرت قبل بضع سنوات فقط فمن غير المعقول أن بلدينا لم يكن لديهما هذا الاتصال الدافئ والوثيق والمباشر” وأضاف: “لقد كنا معزولين عن بعضنا البعض بطرق عديدة وهذا أمر لا يصدق” ووفقا لرئيس وزراء إسرائيل “نحن ثلاث جمهوريات شرق البحر الأبيض المتوسط، لدينا مصالح مشتركة وذلك على وجه التحديد لأن لدينا قيم مشتركة” نحن ملتزمون بنفس الرؤية حول كيفية تنظيم المجتمع، وكيفية تشجيع الحريات، وكيفية حماية التعددية، وأعتقد أنه يمكننا تحقيق ذلك بشكل أفضل معًا وليس بشكل منفصل”. وأشار رئيس وزراء إلكيان الصهيوني أيضًا إلى مشروع الكابل الكهربائي الذي سيوحد إسرائيل وقبرص واليونان وبقية أوروبا وهو EuroAsiaInterconnector فضلاً عن إدراج الألياف الضوئية وفيما يتعلق بالسياحة أشار إلى أن ربع مليون إسرائيلي يزورون قبرص وأنه مع كل لقاء فإن “العدد يتزايد” كما أعلن نتنياهو أن القمة الثلاثية المقبلة ستعقد في مدينة بئر السبع بإسرائيل , وبمناسبة نفس هذه القمة قال رئيس وزراء اليونان ألكسيس تسيبراس تأكيداً لثلاثية هذا التحالف : ” إنه في ضوء الحاجة المتزايدة لتنويع مصادر الطاقة والترابط بسبب التطورات الجيوسياسية أكدنا مجددًا الاهتمام المشترك بتعزيز آفاق إنشاء ممر موثوق للطاقة من حوض شرق البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا وفي هذا السياق أكدنا على أهمية مواصلة تعزيز التآزر في مجال الطاقة مع البلدان ذات التفكير المماثل بما في ذلك منتدى غاز شرق المتوسط والمشاريع الإقليمية مثل الربط الكهربائي مثل الرابط الأوروبي الآسيوي وخطوط أنابيب الغاز الطبيعي/الهيدروجين المحتملة وفي مواجهة التحدي العالمي المتمثل في تغير المناخ اتفقنا على تعزيز جهودنا من خلال المشاريع التعاونية الإقليمية والبحث والتطوير وتقنيات الطاقة المبتكرة وتعزيز المزيد من الترابط الإقليمي في مجال الطاقة وعلى خلفية الحرائق الأخيرة في اليونان وقبرص ومع الأخذ في الاعتبار المساعدة الأخيرة التي قدمتها إسرائيل نؤكد من جديد التزامنا المتبادل بمساعدة بعضنا البعض في الاستجابة لحالات الطوارئ وتعزيز تنسيقنا وقدراتنا المشتركة لتحقيق هذه الغاية كما أكدنا من جديد قيمة ترتيب 3+1 مع الولايات المتحدة ، والذي يمكن أن يحقق إنجازات ملموسة في مجالات من بينها الطاقة والاقتصاد والعمل المناخي والتأهب لحالات الطوارئ ومكافحة الإرهاب وتم الاتفاق على العمل معًا لعقد اجتماع وزاري 3+1 في وقت لاحق من هذا العام “.(برجاء الرجوع لدراسة سبق وأن أعددتها بعنوان : “التحالف الثلاثي الصهيوني / الـــهـــيـــلــيـني والعلاقات التركية – المصرية ” بتاريخ 4. مايو 2024) .كانت الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس قبرص اليونانية إلي تل أبيب في 4 مايو2025 تأكيد أخير لهذا التحالف الوحيد الفعال في شرق المتوسط والذي نجح الكيان الصهيوني في ترسيخه علي أنقاض تحالف آخر توهمت مصر أنه حي تحالف يجمعها مع الثنائي الهليني أي اليونان وقبرص اليونانية وفي الواقع كان هذا تحالفاً صورياً قُصد منه تغذية التحالف الحقيقي والنشط الذي توازي معه إلي أن أُفل وما وواراه الصهاينة الثري فشيع إلي مثواه الأخير وتلك الزيارة للرئيس القبرصي اليوناني دعمت هذه الرؤية كما يلي :
زيارة رئيس قبرص اليونانية نيكوس كريستودوليدس الأخيرة للكيان الصهيوني :
كانت هذه الزيارة التي تمت في 4 مايو2025 زيارة عـــمـــل إستغرقت يوماً واحدا رافقه فيها وزير الخارجية كونستانتينوس كومبوس ووزير الطاقة والتجارة والصناعة جيورجوس باباناستاسيوونائبة وزير الشؤون الأوروبية ماريلينا راونا ومستشار الأمن القومي تاسوس تسيونيس ومدير المكتب الدبلوماسي للرئيس دوروس فينيزيس ونائب المتحدث باسم الحكومة يانيس أنطونيو والمديرة السياسية لوزارة الخارجية السيدة ثيسالي سالينا سيابو ومسؤولين آخرين وقد تضمنت هذه الزيارة القصيرة زيارة لرام الله للقاء المدعو محمود عباس قائد شرطة ما يُسمي زيفاً بالسلطة الفلسطينية ووفقاً لما راقبته من سلوك سياسي قبرصي /يوناني سابقاً أثناء عملي في قبرص فقد كان القبارصة يعمدون إلي تحقيق ما يُسمي بالتوازن الخفيف في علاقاتهم بالسلطة الفلسطينية إدراكاً منهم أنها ليست بالسلطة ولا بالفلسطينية فالقبارصة اليونانيين كانوا يتحرون في النهاية تحقيق توازن صوري فهم لن يخسروا شيئاً لو فعلوه ولذلك أستطيع أن أؤكد أن الزيارة التي تعني الرئيس القبرصي اليوناني ليست أبداً زيارة هذا الخرف المدعو عباس وإنما زيارة الثعبان الذي يسكن القدس أي بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الكيان الصهيوني فالمعلن من هذه الزيارة كاف للتأكد من أن التحالف الصهيوني / الهيليني نشط وفعال وهو الوحيد العامل في شرق المتوسط فباقي النظم السياسية في شرق المتوسط إما مختلفة مع بعضها البعض أو أنها بالغة الضعف أو أنها غير موثوق في قدراتها من وجهة نظر صهيونية/ هــيـــلــيـنـية كما ستثبت ذلك أقوال ثلاثي هذا التحالف تــالـــيــاً .
بادئ ذي بدء حرص الرئيس القبرصي اليوناني نيكوس كريستودوليدس علي بيان تعاطفه مع الصهاينة وإبداء هذا التعاطف لم يكن بالكلام وانما بالفعل فرغم شدة قصر الزيارة والتي كانت مدتها بعض يوم 4 مايو2025 كان أول اجتماع له بعد وصوله إلى القدس هو لقاءه بأقارب الرهائن في غزة وعن حالة واهمية زيارته للكيان الصهيوني قال رئيس قبرص اليونانية : أن قبرص بلد يحافظ على علاقات وثيقة مع جميع جيرانه في حين أنها عضو في الاتحاد الأوروبي وأن بلاده ستتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي في النصف الأول من عام 2026 كما أشار إلى أن أحد الأسباب الرئيسية لوجوده في الكيان الصهيوني هو التعبير عن رغبة الشعب القبرصي في ما يمكن أن تفعله قبرص للمساعدة معربا عن أمله في أن تكون هناك أخبار إيجابية لإطلاق سراح الرهائن في أقرب وقت ممكن وقال : “إذا لم يكن الأمر كذلك فستكون قبرص خلال رئاستها للاتحاد الأوروبي هذه القضية كقضية رئيسية حتى نتمكن من فعل كل ما يلزم لمساعدتك”وأكد إنه واثق من أنه من خلال الأفكار التي ستطرحها على الطاولة إذا توفرت الإرادة اللازمة فإنه يمكننا تحقيق تطورات إيجابية في المسائل الإنسانية في هذه البيئة السلبية التي لا يمكن إنكارها في المنطقة وأشار إلى أن هناك حاليا 110 رحلات أسبوعيا بين تل ابيب و نيقوسيا وأوضح أن هذا هو أكبر عدد من الرحلات الجوية من أي بلد إلى قبرص .
ثم التقى برئيس إسرائيل إسحاق هرتسوج في المقر الرئاسي ورحب رئيس إسرائيل بالرئيس كريستودوليدس وأعرب عن امتنانه لحكومة قبرص على المساعدة التي قدمتها جمهورية قبرص في الجهود المبذولة لإخماد الحرائق الأخيرة في إسرائيل كذلك هنأ الرئيس كريستودوليدس رئيس إسرائيل وشعبها بالذكرى الوطنية لإسرائيل مشيرا إلى أن قبرص تقف إلى جانب البلاد في التعامل مع الحرائق وأضاف أن قبرص جارة موثوقة ويمكن التنبؤ بها وتعمل من أجل مزيد من التعاون مع الدول الأخرى، ولكن أيضا من أجل زيادة الاستفادة من الإمكانات الهائلة للمنطقة لصالح شعوب ودول الشرق الأوسط وشرق البحر الأبيض المتوسط الأوسع كما أعرب عن مشاعره العميقة لاجتماعه مع عائلات الرهائن في وقت سابق اليوم مشيرا إلى أن القبارصة عانوا من أوضاع مماثلة وقال: “هذه مسألة إنسانية بحتة وليست مسألة سياسية أو جيوسياسية وأريد أن أؤكد مجددا موقفنا الواضح بأنه يجب إطلاق سراح جميع الرهائن على الفور وفي هذا الجهد ستفعل قبرص كل ما يلزم لإعادة المزيد من الرهائن ” من جانبه، هنأ رئيس الجمهورية رئيس وزراء إسرائيل بمناسبة الذكرى السنوية الوطنية للبلاد وأعرب عن تضامنه مع الحرائق الأخيرة التي واجهتها إسرائيل وقال الرئيس القبرصي اليوناني إن قبرص أثبتت مرة أخرى أنها جارة موثوقة ويمكن التنبؤ بها مضيفا أن قبرص مستعدة لدعم أصدقائها في أوقات الحاجة مكرراً قوله أن البلدين يحتفظان بعلاقات ممتازة ولكن هناك الكثير الذي يتعين القيام به بالتعاون في مجالات الدفاع وتبادل المعلومات والتجارة والسياحة وأشار إلى أن مناقشاته ستركز أيضا على الوضع في المنطقة والتعاون الثلاثي والعلاقات الثنائية بالإضافة إلى أولويات رئاسة قبرص في الاتحاد الأوروبي وأخيرا أعرب الرئيس كريستودوليدس عن مشاعره العميقة إزاء مسألة الرهائن وكرر موقف جمهورية قبرص من الإفراج الفوري عنهم .
وألتقي نيكوس كريستودوليدس برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أولا على انفراد ثم تلاه اجتماع مطول بين وفدي البلدين ثم غادر في ختام اتصالاته في القدس مع الصهاينة إلى رام الله حيث ألتقي بالرئيس الفلسطيني محمود عباس وأكد هناك في رام الله مجددا موقف جمهورية قبرص الثابت لحل الدولتين للمشكلة الفلسطينية كذلك كان أهم ما قاله بشأن الصراع الصهيوني / الفلسطيني : “يمكن لقبرص أن تصبح جسرا بين الإسرائيليين والفلسطينيين ” لكنه لم يُحدد كيفية ذلك؟ ومن جانبه قال نتنياهو عندما إجتمع برئيس قبرص اليونانية :”أنا سعيد جدا بالترحيب بالرئيس نيكوس كريستودوليدس مرة أخرى في إسرائيل فهناك صداقة طويلة الأمد بين قبرص وإسرائيل” وإن “منطقتنا تمر بعملية تغييرات هائلة فلقد غيرت أفعالنا في الحرب أشياء كثيرة على خريطة الشرق الأوسط( واحقيقة ىأنها أفعال حـــمـــاس) لكننا ما زلنا مهددين من قبل قوى متطرفة من عدة اتجاهات” وأوضح أن “إحدى الأفكار التي ناقشناها هي IMEC وهو مشروع ثوري نريد تنفيذه لقد تحدثت عن هذا الأمر مع السيد مودي رئيس وزراء الهند قبل بضعة أيام فقط ونريد أن نبدأ مناقشة مشتركة معهم ونريد أيضا تنظيم مؤتمر ثلاثي في إسرائيل بين إسرائيل وقبرص واليونان لقد فعلنا ذلك على مر السنين ونريد تجديده في أقرب وقت ممكن وهذا أحد الأشياء التي سنفعلها ” ثم أضاف : “وفيما يتعلق بطرق التجارة بالطبع نحن والعالم بأسره مهددون من قبل الحوثيين وأكد رئيس الوزراء نتنياهو بقوله : “بما في ذلك الهجوم الشيطاني الذي نفذوه اليوم بالقرب من مطار بن جوريون (علي إعتبار أن هجمات الصهاينة ملائكية ورئيس قبرص يصدق كل ما يقوله نتنياهو) و أسهب فقال: لن نتسامح مع ذلك وسنتخذ إجراءات مضادة قاسية للغاية ضدهم وسنتذكر دائما أنهم تصرفوا وفقا للتعليمات وبدعم من حاميتهم إيران”وأضاف أن إسرائيل “ستفعل كل ما يلزم لضمان أمننا والرد بفعالية وإرسال رسالة واضحة إلى إيران بأننا لا نستطيع تحمل ذلك” وكان الرئيس القبرصي قد قال في وقت سابق إنه سينقل رسالة إلى كلا الجانبين: بغض النظر عن الاختلافات في النهج فيجب أن تظل قضايا مثل الرهائن والمعونة الإنسانية خارج الإطار السياسي الصارم وأضاف أن لدينا بعض الأفكار وبعض الاقتراحات حول كيفية المضي قدما وسيكون هذا محور اتصالاتي وفيما يتعلق بتصريحه الصباحي نها 4 مايو2025 قال بأن قبرص يمكن أن تصبح جسرا بين الإسرائيليين والفلسطينيين أشار الرئيس كريستودوليدس إلى أن قبرص عملت بالفعل كجسر في الماضي مع خطة أمالثيا لغزة عبر الميناء الأمريكي المؤقت الذي أزالته أمواج شـــرق المتوسط !!!!! .
عقب لقاء نتنياهو برئيس قبرص اليونانية كريستودوليدس صدر بيان عن رئاسة الوزراء الصهيونية اهم ما تضمنه : إشارة رئيس الوزراء نتنياهو إلى العلاقات الوثيقة بين البلدين وقال اليان من بين أمور أخرى إن المناقشات تركز على التعاون في المجالات السياسية والدبلوماسية الاقتصاد والأمن وأضاف البيان أن المنطقة تمر بعملية إعادة تشكيل كبيرة مضيفا أن قبرص وإسرائيل كديمقراطيتين في المنطقة تشتركان في قيم مشتركة ومصالح مشتركة، وترغب في تأمين مستقبلهما من خلال زيادة ازدهارهما كما شدد البيان على أهمية IMEC في المنطقة فيما أشار أيضا إلى التعاون الثلاثي الناجح بين قبرص واليونان وإسرائيل مشيرا إلى أنه يرغب في استضافة قمة الآلية الثلاثية في إسرائيل قريبا .
كما صدر بيان آخر عن الجانب القبرصي /اليوناني أشار إلي : “هنأ رئيس الجمهورية رئيس وزراء إسرائيل في الذكرى الوطنية للبلاد وأعرب عن تضامنه مع الحرائق الأخيرة التي واجهتها إسرائيل”وأضاف أن البلدين يحتفظان بعلاقات ممتازة ولكن هناك الكثير الذي يتعين القيام به بالتعاون في مجالات الدفاع وتبادل المعلومات والتجارة والسياحة وأشار البيان إلى أن مناقشاتهم ستركز أيضا على الوضع في المنطقة والتعاون الثلاثي والعلاقات الثنائية فضلا عن أولويات رئاسة قبرص للاتحاد الأوروبي .
الـــــــــتــــــقـــــديـــــر :
وفــــقـــاً لما أُعلن فقد تمخضت هذه الزيارة عن الـقـلـيـل فأعتقد في تقديري ومن الوجهة الظاهرية المُعلنة فقط أن مدلولها الرمزي هو أهم ما تمخضت عنه ذلك أن الزيارة زيارة دعم وتعاطف معنوي للكيان الصهيوني فقد صرح الرئيس القبرصي / اليوناني أثناءهذه الزيارة قائلاً : ” أن أحد الأسباب الرئيسية لوجودي هناهو التعبير عن رغبة الشعب القبرصي في ما يمكن أن تفعله قبرص للمساعدة” كما أنها زيارة تأكيد علي فعالية التحالف الثلاثي الصهيوني / اليوناني / القبرصي اليوناني وإلي جانب هذا المدلول الرمزي فقد أعلن الجانبان أنهما يمضيان نحو مشروع ربط الكابل الكهربائي المتعثر فقد أعلن مكتب رئيس وزراء الكيان الصهيوني أن الجانبان الصهيوني والقبرصي اليوناني وقــعــا علي إتفاق بشأن كابل الكهرباء (مشروع IMEC) الذي سيربط البلدين و سيتم خلال هذا العام في المستقبل التوقيع علي إتفاق بشأن الجزء من هذا الكابل الذي يربط قبرص بأوروبا ويري الكيان الصهيوني أن مد كابل الكهرباء مهم للغاية لأمن الطاقة بالنظر إلى أن إسرائيل تعتبر “دولة جزرية” من وجهة نظر الطاقة وذلك بالنظر إلى أن ممر البنية التحتية سيكون حلقة وصل بين الشرق والغرب بين الهند وأوروبا كما تمت مناقشة اتفاقية توزيع حقل “أفروديت – يساي” للغاز الطبيعي بين البلدين والتي لا تزال المفاوضات بشأنها في مرحلة متقدمة ومن المتوقع التوقيع عليها خلال الشهرين المقبلين . أعتقد في تقديري أن مدلولها الرمزي هو أهم ما تمخضت عنه ذلك أن الزيارة زيارة دعم وتعاطف معنوي للكيان الصهيوني فقد صرح الرئيس القبرصي / اليوناني أثناءهذه الزيارة قائلاً : ” أن أحد الأسباب الرئيسية لوجودي هناهو التعبير عن رغبة الشعب القبرصي في ما يمكن أن تفعله قبرص للمساعدة” كما أنها زيارة تأكيد علي فعالية التحالف الثلاثي الصهيوني / اليوناني / القبرصي اليوناني وإلي جانب هذا المدلول الرمزي فقد أعلن مكتب رئيس وزراء الكيان الصهيوني أن الجانبان الصهيوني والقبرصي اليوناني وقــعــا علي إتفاق بشأن كابل الكهرباء (مشروع IMEC) الذي سيربط البلدين و سيتم خلال هذا العام في المستقبل التوقيع علي إتفاق بشأن الجزء من هذا الكابل الذي يربط قبرص بأوروبا ويري الكيان الصهيوني أن مد كابل الكهرباء مهم للغاية لأمن الطاقة بالنظر إلى أن إسرائيل تعتبر “دولة جزرية” من وجهة نظر الطاقة وذلك بالنظر إلى أن ممر البنية التحتية سيكون حلقة وصل بين الشرق والغرب بين الهند وأوروبا كما تمت مناقشة اتفاقية توزيع حقل “أفروديت – يساي” للغاز الطبيعي بين البلدين والتي لا تزال المفاوضات بشأنها في مرحلة متقدمة ومن المتوقع التوقيع عليها خلال الشهرين المقبلين .
لكن لابد من الإشارة إلي حالة الإنهيار النفسي والعقلي لرئيس وزراء الكيان الصهيوني فالكيان الصهيوني منذ إصطناعة في الشرق لم يخض حروباً جدية و/ أو طويلة كتلك التي تدور رحاها في غـــزة ولا أبالغ إن قلت في موضوعنا هذا أن لا نصغي بجدية لما يقوله رئيس وزراء الكيان الصهيوني عن مشروع مد كابل الكهرباء من الكيان الصهيوني لقبرص ومنها لأوروبا فطوفان الأقصي فقد فقد هذا الرجل توازنه وقُذف به في وادي المُبالغات الضيق فأصبح لا يميز الأشياء عن بعضها البعض فهذا المشروع مع قبرص واليونان يحترق حالياً بفعل أمور كثيرة فبإستعراض ما نُشر علي المواقع الإخبارية المعنية بموضوع الطاقة فسيكون من اليسير الوقوف علي الظروف المُضطربة المُحيطة بهذا المشروع كما يلي :
1- اشار موقع parallaximag.gr القبرصي اليوناني في 6 مايو2025 إلي أنه في الآونة الأخيرة وعلى الرغم من تأكيدات الحكومة اليونانية تتزايد الشكوك في أن ربط الكهرباء بين البلدين لن يستمر في المستقبل القريب فقدعادت الحماسة اليونانية القبرصية إلى “الثلاجة” فقد أخلت التطورات في الأيام القليلة الماضية والاتصالات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس جمهورية قبرص نيكوس كريستودوليدس بالتوازنات حول المشروع الذي طالت معاناته فعلى وجه الخصوص تبدو المرحلة الأولي من مشروع الربط (بين اليونان وقبرص) “مجمدة” بسبب التهديدات التركية مع تأجيل التحقيقات إلى “وقت أكثر ملاءمة” في المستقبل وفي الوقت نفسه يأتي الجزء الثاني إلى الواجهة – الترابط بين قبرص وإسرائيل فالعنصر الجديد الذي يغير البيانات هو محاولة دمج المشروع في ممر الهند والشرق الأوسط وأوروبا الطموح (IMEC) كما يبغي الكيان الصهيوني بحجة أنه سيحظى أيضا بدعم غير مباشر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومع ذلك فإن التصميم الأولي للممر يتجاوز تركيا التي تثير بالفعل استياء في أنقرة التي تشك في هذا التطور ويؤكد السيناريو الجديد أيضا الإعلان الرسمي لمكتب نتنياهو فبعد اجتماع الزعيمين القبرصي اليوناني والصهيوني هناك إشارة واضحة إلى اتفاق توقيع الكابل الكهربائي “الذي سيربط بين إسرائيل وقبرص – وفي أوروبا المستقبلية” واليونان غائبة تماما عن المعادلة مما يزيد من حدة المخاوف بشأن التوجه الجيوسياسي للمشروع في الوقت نفسه لم يذكر البيان المشترك في أي وقت كلمة Great Sea Interconnector (GSI) والتي “تزعج” تركيا على الرغم من أن هذه هي العلامة التجارية للمشروع ووفقا للمعلومات لم يكن هناك سوى القليل جدا من الإشارات إلى الاسم المتنازع عليه للمشروع خلال الاجتماع الثنائي وفي هذه الحالة يتم “تعميد” القسم القبرصي الإسرائيلي باسم IMEC وهي إعادة تسمية تكشف عن الابتعاد عن GSI وهذا الأخير هو علامة حمراء للجار ويظهر ما ورد أعلاه إن لم يكن هناك شيء آخر محاولة لوضع العلامة التجارية المعنية جانبا مع كل ما يستلزمه ذلك فالحجة التي تم تداولها في الساعات القليلة الماضية هي أنه إذا انضمت قبرص وإسرائيل إلى المفهوم الأوسع للممر الاقتصادي والتجاري الطموح الذي يبلغ طوله 4800 كيلومتر والذي تم الإعلان عنه على هامش مجموعة العشرين في سبتمبر 2023 والذي يُقال إن الرئيس ترامب يريده فسوف يحظى بدعم أمريكي لذلك سيكتسب الخيط القبرصي اليوناني أيضا أهمية أكبر في نظر الأمريكيين وفي الواقع يشير الإعلان الإسرائيلي بشكل خاص إلى حقيقة أن البلاد هي “جزيرة” معزولة من حيث الطاقة لذلك سيكون ممر IMEC حلقة وصل بين الشرق والغرب بين الهند وأوروبا والأسئلة المُثارة في هذه البيئة من المتوقع أن يجري وزير البيئة والطاقة اليوناني ستافروس باباستافرو محادثة هاتفية في 6 مايو 2025مع نظيره الإسرائيلي إيلي كوهين للإجابة عن الأسئلة التي تنشأ بعد البيانات الجديدة وهي كثيرة منها ما يتعلق بحقيقة أن أثينا كانت على علم بما تم الاتفاق عليه بين نتنياهو وكريستودوليدس لأنها قضية تتعلق بشكل مباشر باليونان ومنها ما هو مرتبط بالربط المحتمل لمصير مشروع ناضج مثل GSI الذي هو في مرحلة البحث لمد الكابل بمشروع فرعوني تروج له الهند ولكنه على الورق بالكامل ولن تتم “إعادة تشغيل” الممر التجاري والاقتصادي للمركز الدولي للطاقة إلا إذا تم التوصل إلى حل في غزة أي في وقت مجهول طالما أن قضية غزة لا تزال مفتوحة – الجيش الإسرائيلي يستعد لحملة عسكرية جديدة واسعة النطاق ضد حماس – ولا توجد طريقة لموافقة دول الخليج (المملكة العربية السعودية والإمارات) على إبرام اتفاق على مشروع يمر عبر إسرائيل وينتهي به المطاف في ميناء حيفا فلا تزال دول المنطقة منزعجة من السياسة الإسرائيلية وإلى حد ما ترى نتنياهو عقبة أمام السلام إن لم يكن تهديدا وسيقوم الرئيس ترامب بجولة في المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة الأسبوع المقبل (13-16 مايو) بينما يكون رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي قبل أيام قليلة في جدة بهدف من بين أمور أخرى : “إحماء” قضية IMEC ومع ذلك فإن كل شيء يعتمد على السلام في الشرق الأوسط ولكن أيضا في السيناريو الذي يلعب فيه الترابط بين قبرص وإسرائيل دورا أسرع فإن السؤال الذي يقلق أثينا هو ما الذي يحدث مع الجزء اليوناني القبرصي هذا ما يتم تجاهل مصيره تماما وكانت آخر مرة ذكرت فيها الحكومة المشروع من خلال مصب Gerapetritis في منتدى دلفي : أن “البحث سيستأنف في الوقت المناسب” بينما العقد البالغ 1.4 مليار يورو ويُذكر أنه من غير الواضح لماذا يقبل الرئيس ترامب مشروعا، مثل IMECلتجاوز تركيا صديقه وحليفه أردوغان الذي كان لديه معه بالأمس لقاء”جيد جدا ومثمر” على حد قوله وذلك فياتصال هاتفي حتى أنه أعلن عن زيارات متبادلة إلى واشنطن وأنقرة ويتم الانتهاء من إطار الكابلات في المنطقة من خلال حدثين آخرين هما استعادة حكومة دمشق لنية سوريا توقيع اتفاقية استيراد الكهرباء من تركيا فضلا عن توجيهها نحو إنشاء خط أنابيب غاز بين البلدين وهذه الخطة معروفة منذ فترة طويلة للربط الكهربائي بين تركيا والأراضي المحتلة وهي قضية لا تنتقل إلى المؤسسات *(المصدر Ieidiseis.gr).
2- لكن موقع energypress.grالقبرصي اليوناني أشار في 6 مايو2025 إلي أن الجهود المبذولة لدمج مشروع الربط الكهربائي في الكيان الصهيوني تحت “مظلة” ممر الهند والشرق الأوسط وأوروبا (IMEC) تشير البيانات الجديدة لـ GSI إلي ظهور الجزء القبرصي الإسرائيلي في المقدمة كما يتضح من اجتماع نتنياهو وكريستودوليدس في القدس فالمشهد الجديد يتلخص في أنه في نفس الوقت الذي تم فيه “تجميد” الجزء الأول منه وهو الترابط بين جزيرة كريت وقبرص في مواجهة التهديدات التركية مع تأجيل مسوحات قاع البحار في المياه الدولية بين البلدين في الوقت المناسب تم تسجيل زيادة في التنقل في الجزء الثاني (قبرص – إسرائيل) وقد تم تسليط الضوءعلى هذه المسألة في البيان المشترك للجانبين الإسرائيلي والقبرصي بعد اجتماع الرئيسين الصهيوني والقبرصي اليوناني في القدس بحضور وزيري الطاقة في البلدين إيلي كوهين وجورج باباناستاسيو ويركز النهج الجديد على الصياغة القائلة بأنه “تم الاتفاق على التوقيع على الربط البيني للكهرباء (مشروع IMEC) الذي سيربط البلدين – وفي المستقبل قبرص بأوروبا (لا توجد إشارة إلى اليونان) وسيتم التوقيع عليه في غضون عام” ومن المهم أنه بصرف النظر عن الغياب اليوناني فلم يذكر البيان المشترك في أي وقت كلمة Great Sea Interconnector (GSI) التي “تثير” تركيا على الرغم من أن هذه هي العلامة التجارية للمشروع فوفقا للمعلومات لم يكن هناك سوى القليل جدا من الإشارات إلى الاسم المتنازع عليه للمشروع خلال الاجتماع .
في نفس بيان نتنياهو-كريستودوليدس ، تم الإشارة بشكل خاص إلى حقيقة أن إسرائيل هي “جزيرة” معزولة من حيث الطاقة وبالتالي سيكون ممر IMEC حلقة وصل بين الشرق والغرب بين الهند وأوروبا .
لم يكن هناك موقف من الجانب اليوناني حتى الآن حيث تشير المعلومات إلى أنه من المتوقع أن يجري وزير البيئة والطاقة ستافروس باباستافرو محادثة هاتفية مع نظيره الإسرائيلي إيلي كوهين يوم 6 مايو2025 ومع ذلك فيبدو أن شيئا قد تغير ويستمر العقد البالغ قيمته 1.4 مليار يورو مع شركة Nexans الفرنسية بدون Navtex للاستكشاف ولا يمكن لأحد الإجابة حتى متى سيلتزم الفرنسيون بالموقف الحالي دون إثارة مسألة تفعيل البنود ومن ناحية أخرى فإن السؤال هو أولا من يضمن أنه سيحصل على دعم الرئيس الأمريكي عندما تعرف معارضة تركيا لصديقه وحليفه تي أردوغان الذي كان له اتصال هاتفي “جيد جدا ومثمر” كما قال أردوغان نفسه إلى جانب ذلك تعارض تركيا ممر الهند والشرق الأوسط وأوروبا نفسه لأنه يتجاوزها وتجدر الإشارة أيضا إلى أن “إعادة تشغيل” الممر التجاري والاقتصادي لن تتم إلا إذا تم التوصل إلى حل في غزة.
3- أشار رئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس وفقاً لموقع energypress.gr في 6 مايو 2025 إلي التخطيط المكاني البحري والتنقيب عن الهيدروكربونات والترابط بين اليونان وقبرص ففي مقابلة أجراها مع Proto Thema.أشار إلي الخطة المكانية البحرية قائلا “كان علينا التزام بتقديمها لأسباب بيئية واسمحوا لي أن أقول لأسباب جيوسياسية لذلك تم إغلاق قضية معلقة تأتي من الماضي ولأول مرة تصور اليونان مجالها البحري والحدود المحتملة النهائية للجرف القاري اليوناني بأكثر الطرق رسمية وتجاه المفوضية الأوروبية وأعتقد أن هذا في حد ذاته له قيمة مهمة لأنه خطوة لم يتم اتخاذها في الماضي لأسباب مختلفة لا أحتاج إلى تحليلها وفيما يتعلق بربط البحر العظيم قال رئيس الوزراء إنه مشروع أوروبي وسوف يمضي قدما وردا على الانتقادات الموجهة للتنازلات تجاه تركيا شدد رئيس الوزراء على ما يلي:
– “لماذا إذن نمضي قدما ومكننا شركة شيفرون من استكشاف احتمالات وجود رواسب للغاز الطبيعي جنوب جزيرة كريت ضمن الحقوق السيادية اليونانية والتي أود أن أذكر أنها مستمدة من الاتفاق الذي أبرمناه مع مصر؟ إذا لم تكن هذه ممارسة عملية للحقوق السيادية فما هي بالضبط؟ .
– لكن دعني أقول لكم شيئا آخر: أنا لا أبحث عن شجار مع تركيا ولا أرى ضرورة التحدث بلغة التوتر والنوبات الخطابية من أجل تعزيز الهيبة الداخلية والتحدث إلى جمهور معين .
– لقد اتبعت اليونان دائما سياستها الخارجية بمسؤولية وظلت ملتزمة بثبات بالمبادئ الراسخة للسياسة الخارجية اليونانية ولكنها تمارس دبلوماسية نجحت في جعل اليونان أقوى واسمحوا لي أن أقول إنها أكبر.
– ولأنه في أيامنا هذه لدينا مياه إقليمية واسعة وتم التوقيع على اتفاقيتين للمنطقة الاقتصادية الخالصة وفي يومنا هذا اكتسبت البلاد برنامج تسليح طويل الأجل مما يعزز بشكل كبير قدرة الردع للقوات المسلحة مع التأكيد في الوقت نفسه على القيمة المضافة المحلية ففي أيامنا هذه كانت الحدود في إيفروس والبحر محمية وقد لعبنا دورا أساسيا في تغيير السياسة الأوروبية بأكملها بشأن قضية الهجرة” .
4- أشار موقع www.referansturk القبرصي اليوناني في 7 مايو2025 تحت عنوان : خط الكهرباء من إسرائيل وجنوب قبرص الذي يتجاوز تركيا وأشار الموقع أنه بهدف تجاوز تركيا في شرق البحر الأبيض المتوسط ركزت جنوب قبرص/ اليونانية وإسرائيل على توصيل الكهرباء وبعد المشاريع الفاشلة قررت الإدارة القبرصية اليونانية لجنوب قبرص وإسرائيل اللتين وقعتا العديد من المشاريع التي تهدف إلى استبعاد تركيا في شرق البحر الأبيض المتوسط مد كابل كهرباء تحت البحر بين قبرص وإسرائيل هذه المرة بعد فشل محاولات سابقة وفي هذا الإطار ناقش الرئيس القبرصي اليوناني نيكوس كريستودوليدس التعاون في مجال الطاقة مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال زيارته الأخيرة التي استمرت يوما واحدا إلى إسرائيل وفي البيان الذي صدر بعد الاجتماع تم الإعلان عن أن البلدين سيوقعان اتفاقية رسمية بشأن خط الكهرباء المتصل هذا العام وأشار الموقع التركي إلي أنه لا تزال إسرائيل وقبرص ملتزمتين بتوصيل الكهرباء عن طريق الكابل ولدينا أي لدي تركيا مشاريع في مجال الطاقة الخضراء مثل الرياح والطاقة الشمسية ولقد قال وزير الطاقة القبرصي اليوناني جيورجوس باناناستاسيو “يجب أن يكون البلدان قادرين على توفير الكهرباء لبعضهما البعض إذا لزم الأمر” مضيفا أن لديهما إمكانات كبيرة في إنتاج الطاقة ويُذكر أنه تم تأجيل مشاريع البنية التحتية للغاز الطبيعي والكهرباء التي خططت سابقا من قبل جنوب قبرص وإسرائيل لتوسيع نطاقها إلى اليونان بسبب الموقف السياسي التركي والتكلفة العالية للمشاريع .
كما أشار موقع www.ulusal التركي في 7 مايو2025 تحت عنوان : رسالة أردوغان في مجال الطاقة: لم تعد هذه قضية تقنية بل قضية أمن قومي وأوضح أن تركيا تجاوزت عتبة حرجة في إنتاج الطاقة المتجددة فقد وصلت الكهرباء من طاقة الرياح والطاقة الشمسية إلى مستوى يلبي الاحتياجات السنوية لجميع الأسر في جميع أنحاء البلاد والمُستهدف هو زيادة هذه السعة إلى 120,000 ميجاوات بحلول عام 2035 ففي كلمته في حفل الافتتاح الجماعي لاستثمارات الطاقة المتجددة الذي أقيم في مركز بشتبه للمؤتمرات والثقافة أكد الرئيس رجب طيب أردوغان “أن أمن الطاقة لم يعد قضية فنية بل قضية وطنية وقال : لقد أصبح ضمان أمن إمدادات الطاقة مسألة بقاء لكل دولة تقريبا ” و”أمن الإمدادات ودبلوماسية الطاقة وتنوع الموارد ليست قضايا فنية فحسب بل ينظر إليها على أنها قضايا مرتبطة مباشرة بالأمن القومي ” وذكر أردوغان أن مصير تركيا تغير مع اكتشافات الطاقة في البحر الأسود والغابار مؤكدا أن محطة أكويو للطاقة النووية نقلت تركيا إلى دوري طاقة مختلف وقال أيضا إن تركيا أصبحت مركزا تتقاطع فيه ممرات الطاقة فلا يمكننا والحالة هذه التفكير في التوترات المتصاعدة في أجزاء كثيرة من العالم من إفريقيا إلى آسيا ومن الشرق الأوسط إلى أمريكا اللاتينية بغض النظر عن سباق الطاقة العقلية التي ترى قطرة زيت أكثر قيمة من دم الإنسان لم تتغير ولن تتغير” وفي حديثه خلال الحفل صرح وزير الطاقة والموارد الطبيعية ألبارسلان بيرقدار أن محطات طاقة الرياح والطاقة الشمسية التي تم افتتاحها تبلغ طاقتها الإجمالية المركبة 6,818 ميجاوات ففي السنوات الـ 23 الماضية انتقلنا من صفر إلى أكثر من 35,000 ميجاوات في طاقة الرياح والطاقة الشمسية ونحن الآن نلبي احتياجات الكهرباء لجميع الأسر في تركيا من خلال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح”وأكد الوزير بيرقدار أن هدف عام 2035 هو 120 ألف ميجاوات .
5- أشار موقع EURO2day في 10 مارس 2025 إلي ما نصه ” العمليات الدبلوماسية جارية (في اللحظة الأخيرة) للحفاظ على الاتصال على قيد الحياة في الاجتماع الثلاثي بين اليونان وقبرص وإسرائيل القضية اجتماعات كريستودوليدس – ماكرون وميتسوتاكيس – كريستودوليدس ففي محاولة للحفاظ على المشروع على قيد الحياة وعدم تجميده بشكل دائم تم اللجوء للعمليات الدبلوماسية في الأيام الأخيرة سواء من قبل الجانب اليوناني مع الجانب التركي أو مع الجهات الأجنبية مثل فرنسا وإسرائيل دون أي رؤية في الأفق في الوقت الحالي وقد نوقشت هذه القضية وفقا لمصادر قبرصية خلال الاجتماع بين كريستودوليدس وماكرون على هامش المجلس الأوروبي الاستثنائي وبين ميتسوتاكيس وكريستودوليدس في أثينا وعلى نفس المنوال وفقا لمصادر حكومية فإن الأمر سيتعلق أيضا باليونان وقبرص وإسرائيل الثلاثي عند اجتماعهم في أثينا حيث وفقا للمعلومات فإن جدول الأعمال بصرف النظر عن التطورات الإقليمية يتعلق أيضا بقضايا الطاقة وعلى الرغم من عدم وجود بصيص من الضوء تشير المعلومات إلى أنه في اجتماع أثينا الذي يعد تحضيرا للاجتماع الثلاثي الذي سيعقد في أوائل أبريل في القدس من المتوقع أن يناقش وزراء خارجية اليونان الثلاثة (G. Gerapetritis) وقبرص (Kon. Kombos) وإسرائيل (جدعون سار) التطورات حول الموضوع بعد “تجميد” المدفوعات لشركة Nexans ووقف التحقيقاتومع ذلك وحتى لو كان هناك دعم من الجانب الإسرائيلي مرة أخرى للمشروع خاصة إذا كانت مصحوباً بتصريحات مفادها أنه من غير المقبول وضع العقبات فإن الوضع في جوهره لا يتغير فلا علاقة لقضية االمشروع بأي دعم تقدمه له إسرائيل أو الولايات المتحدة أو فرنسا ولكنه يتعلق حصريا بخيارات الحكومة اليونانية وقرار إصدار Navtex للتنقيب في المياه الدولية وفي منطقة كارباثوس المتنازع عليها – كاسوس فمسؤولية تنفيذ المشروع تقع على عاتق اليونان والتعامل مع العامل الجيوسياسي الذي من الواضح أنه تم التقليل من شأنه من قبل الحكومة فالأمر يقع على عاتقها فقط وبهذا المعنى فإن أي تصريحات يدلي بها وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر الذي سيزور أثينا في الأيام المقبلة لن تؤدي إلا إلى زيادة الضغط على الحكومة وفيما يتعلق بالاجتماع بين ميتسوتاكيس وكريستودوليدس الذي عُقد بناء على ما أصبح معروفا فقد تركز النقاش على المشكلة القبرصية في ضوء الاجتماع الخماسي غير الرسمي الذي عقد يومي 17 و18 مارس في جنيف ولكن أيضا على الهيكل الأوروبي الجديد للدفاع وعلى الرغم من أنه لم يكن معروفا فمن المحتمل أن يناقشوا أيضا التطورات السلبية حول مشروع الكابل الكهربائي خاصة عندما أثيرت القضية خلال الاجتماع الذي عقده الرئيس القبرصي في بروكسل مع الرئيس ماكرون في المجلس الأوروبي الاستثنائي ووفقا ل CyBC قال مدير المكتب الصحفي للرئاسة القبرصية فيكتور بابادوبولوس إن السلطات القبرصية المختصة على اتصال مستمر مع وزارة الطاقة اليونانية الذي أكد أن المشروع معقد مع قضايا فنية واقتصادية وجيوسياسية مضيفا أن Nexans الفرنسية تواصل تصنيع الكابل ويجب “قراءة” التصريحات خاصة تلك الصادرة عن الجانب اليوناني وكذلك رفض الشركة الفرنسية قبل بضعة أيام تجميد المشروع في سياق الإدارة الأوسع التي يحاول القيام بها وتحت الضغط للحد من التأثير على أسهمها حيث يجب “قراءة” العقد البالغ قيمته 1.4 مليار يورو لبناء الاتحاد الأوروبي في سياق الإدارة الأوسع وتحت الضغط للحد من التأثير على أسهمها .
في تقديري أن مشروع كابل الربط الكهربائي الثلاثي بين الكيان الصهيوني واليونان وقبرص اليونانية تعتوره عدة صعوبات متنوعة لكن أهمها العامل الجيوسياسي ودور تركيا الذي كان موجودا منذ اللحظة الأولى في المشروع والذي يبرز إلى السطح ويثبت أنه منظم للتطورات دون أن يظهر حتى الآن وجود جسور دبلوماسية مع فرنسا والولايات المتحدة يمكن أن تيسر الظروف إضافة إلي إصرار الكيان الصهيوني علي مزاوجة هذا المشروع بممر IMEC وفوق هذا وذاك إستمرار الحرب في غـــزة , ولذلك فتوقيع الكيان الصهيوني وقبرص أي إتفاق بشأن الربط لا أعتقد أنه أمـــر ممكن في ظل هذه الظروف .
وفقاً لما تقدم تكون زيارة رئيس قبرص اليونانية للكيان الصهيوني في 4 مايو 2025 خالية الوفاض ومع ذلك يمكن بالإستدلال توقع أو أفتراض سبب أو أسباب أخري لهذه الزيارة في توقيت الضربات التي تلقاها الكيان الصهيوني في نقطة شديدة الحساسية والخطورة في مطار بن جورين بسبب صاروخ فرط صوتي أطلقه أنصـار الله .
السبب الأول الإفتراضي لزيارة الرئيس القبرصي اليوناني للكيان الصهيوني :
(1) – في تصريحاته التي أطلقها خلال زيارته للكيان الصهيوني في 4 مايو2025 قال الرئيس القبرصي اليوناني نيكوس كريستودوليدس : “أن البلدين يحتفظان بعلاقات ممتازة ولكن هناك الكثير الذي يتعين القيام به بالتعاون في مجالات الدفاع وتبادل المعلومات ” أي أن الزيارة من أجل الإتفاق علي أو بحث التعاون القبرصي اليوناني/ الصهيوني في مجال الدفاع وكلمة الدفاع هنا لا تنصرف علي التعاون العسكري التقليدي فطوفان الأقصي وحرب غـــزة الطويلة وضيق الميدان العسكري نسبياً يجعل الكيان الصهيوني بحاجة إلي ما يُسمي “جبهة إســــنــاد” وقبرص بموقعها الإستراتيجي في شرق المتوسط أمام الساحل الصهيوني تعد جبهة/ ميدان إســــنـــاد عـــســـكري نموذجي خاصة وأن الحليف الرئيسي للكيان الصهيوني وهو الولايات المتحدة سيربض في قواعد عسكرية بحرية/ جوية/ برية دائمة في قبرص اليونانية وتحديداً في بافوس وليماسول ومن ثم فمن المنطقي عسكرياً علي الأقل أن يكون للكيان الصهوني منفذ أو OUTLET في قبرص اليونانية وبإفتراض أن ذلك هو ما أُتـــفــق عليه بين الرئيس القبرصي ورئيس الوزراء الصهيوني أي سيتفقا علي توقيع إتفاقية دفاع مُشترك أو إتفاقية تعاون عسكري أو شيئ ما بين هذين النموذجين فإن ذلك الأمــر ربما يدعمه ما يلي :
(2) – أن طبيعة العلاقات الصهيونية /القبرصية اليونانية حـاليـاً تتحمل إرتقاءها لهذا المستوي العالي من التعاون في مجال إستراتيجي كالمجال العسكري فعلاقات قبرص اليونانية واليونان والكيان الصهيوني أرتقت فأصبحت حالياً علاقات تــحـــالـــف فقد أعلن ذلك بنيامين نتنياهو بنفسه في 8 مايو 2018 بعد إجتماع ثلاثي بين الكيان الصهيوني واليونان وقبرص اليونانية قال فيه : أن هناك «تحالف كبير» تعمل الدول الثلاث على بناءه مشيراً إلى أنه «ليس هناك حدود» لما يمكن تحقيقه مُضيفاً قوله “أجد أن هذه الاجتماعات ليست بناءة فحسب بل مشجعة للغاية أيضا” مُوضحاً أنه “إذا نظرت قبل بضع سنوات فقط فمن غير المعقول أن بلدينا لم يكن لديهما هذا الاتصال الدافئ والوثيق والمباشر فلقد كنا معزولين عن بعضنا البعض بطرق عديدة وهذا أمر لا يصدق فنحن ثلاث جمهوريات في شرق البحر الأبيض المتوسط ولدينا مصالح مشتركة وذلك على وجه التحديد لأن لدينا قيم مشتركة ونحن ملتزمون بنفس الرؤية حول كيفية تنظيم المجتمع وكيفية تشجيع الحريات وكيفية حماية التعددية وأعتقد أنه يمكننا تحقيق ذلك بشكل أفضل معًا وليس بشكل منفصل” , ولذلك فقد تكون العلاقة القبرصية اليونانية / الصهيونية شـــامـــلة Comprehensive وبالمعني العريض للكلمة وبالتالي يكون من المفهوم توقيع إتفاق دفاع مشترك علي غرار الاتفاقية الإطارية للتعاون الدفاعي بين قبرص اليونانية والولايات المتحدة التي وقعاها في حفل خاص بوزارة الدفاع القبرصية في 9 سبتمبر2024 بحضور رئيس أركان قوات الدفاع القبرصية الفريق جورج تسيتسيكوستاس والسفيرة الأمريكية لدى قبرص جولي فيشر وحددت هذه الإتفاقية الطرق التي يمكن للبلدين من خلالها تعزيز استجابتهما للأزمات الإنسانية الإقليمية والمخاوف الأمنية بما في ذلك تلك الناشئة عن تغير المناخ وقعت قبرص والولايات المتحدة وقد تختلف هذه الإتفاقية إن حدث ووُقعت عن الإتفاقية الموقعة مع الولايات المتحد بحيث تتناسب والمرام الصهيونية لأان لتركيا أكثر من عدو في شرق المتوسط علي رأسهم تركيا وهي عدو مشترك للصهاينة والقبارصة اليونانيين معاً .
(3) أُعلن في ديسمبر2024 عن حصول قبرص اليونانيةعلى جزء من نظام القبة الحديدية المُضاد للصواريخ والطائرات الذي بنته إسرائيل وقالت مصادر من وزارة الدفاع القبرصية /اليونانية لموقع pro rotothema.gr في هذا الشأن : أن ما تم بثه حول موضوع وصول الدفعة الأولى من نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي “القبة الحديدية” إلى قبرص صحيح في أجزاء منه لكن لا تزال هناك طريقة ليعمل النظام بشكل كامل مما ينشأ عنه درعًـــا أمــنيــًا فوق قبرص (وحتي بحر إيجة) وقد أكدت الصحف الصهيونية ومنها هاآرتس في 5/12/2024 خبر حصول قبرص/اليونانية علي الدفعة الأولي من نظام الدفاع الجوي المتقدم Barak-MX الإسرائيلي من صناعة شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية الإسرائيلية والذي يمكنه اعتراض الطائرات والطائرات بدون طيار وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية وقد سبق الإعلان عن وصول الدفعة الأولي من القبة الحديدية من إسرائيل بأيام قليلة تصريح أدلي به الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليديس “بأنه قريباً ستكون هناك تطورات مهمة في قضية الأسلحة حيث كان ذلك جزءاً مما تم مناقشته في البيت الأبيض أثناء زياره لأمريكا ولقاءه مع جو بايدن في 30 أكتوبر2024 وأيضاً في سياق الحوار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة الأمريكية وتنبغي الإشارة إلي أنه مع تزامن تنامي العلاقات الأمريكية القبرصية اليونانية في أعقاب طوفان الأقصي في 77 أكتوبر2024 تتنامي أيضاً العلاقات القبرصية اليونانية / الصهيونية بمعدل أسرع قليلاً ولـئـلا نـنـسي فقد أدانت قــبــرص اليونانية حماس مراراً وتكراراً بسبب هجومها على إسرائيل في 7 أكتوبر2024 وبالتالي ترتيباً علي ذلك يمكن منطقياً إفتراض حصول قبرص اليونانية علي نظام القبة الحديدية بغرض مزدوج هو حماية التمركز الصهيوني المستقبل في قبرص اليونانية جنباً إلي جنب مع الوجود العسكري الأمريكي وكذلك لتوفير حماية قبرصية يونانية من أي هجوم عسكري تركي قد يكون منطلقاً من تركيا أو من جارتها المتاخمة أي جمهورية شمال قبرص التركية ويتموضع بها نحو 40ألف عسكري تركي وكما أشرت فالصهاينة يعتبرون أن موقع قبرص اليونانية العسكري يؤمنهم من العدو التركي المشترك والأعداء العرب المحتملين فالعرب الحاليين لا يُحسب لهم حساب فهم كالسراب.
(4) – أن محادثات القضية القبرصية يمكن القول بأنها أصبحت عقيمة فبينما يحلم القبارصة اليونانية بأن تفضي المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة إلي إعادة توحيد الجزيرة القبرصية يؤكد القبارصة الأتراك وخلفهم و أمامهم تركيا الحليف الأكثر قوة وصرامة يقول وبكل ثقة وإصرار أن حل القضية القبرصية الوحيد هو حل الدولتين القبرصية اليونانية والقبرصية التركية فقبرص التركية قضية أمن قومي تركي قبل أي شيئ آخر ولذلك ففي عمق الضمير السياسي القبرصي اليوناني تتجدد الآن المخاوف من غزو تركي عسكري جديد بعد غزو يوليو 1974 الذي شــطــر الجزيرة القبرصية إلي نصفين ولذلك هناك حاجة قبرصية يونانية دائمة للأمن ربما وفرها الوجود العسكري الأمريكي والصهيوني فالقبارصة اليونانين يدركون أن توحيد الجزيرة القبرصية من رابع المُستحيلات وأضغاث أحــلام وربما يكون ذلك مدعاة لإتفاق عسكري أو إتفاق دفاع مُشترك بين الصهاينة والقبارصة اليونانيين فهم من اليوم فصاعداً حـــلــفــاء للـصــهايـــنة .
(5) – نتيجة تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية وتداعيات حـــرب غـــزة أصبح من غير الواقعية الإدعاء بأن قبرص اليونانية دولة مُحايدة كذلك فقد تولدت حاجات سياسية وعسكرية يمكن أن يستوفيها موقع قبرص الجيوسياسي الإستراتيجي سواء للكيان الصهيوني أو للولايات المتحدة وستظفر قبرص اليونانية مقابل إتاحة موقعها للأمريكيين و/ أو الصهاينة بفرصتين :
أولاً تحقيق أعلي معدل للأمن .
ثانياً إيجاد مصدر مالي جديد للدخل القومي القبرصي اليوناني بجانب السياحة .
السبب الإفتراضي الثاني وقف موجات اللجوء العربية والسورية تحديداً لقبرص اليونانية :
إن قبرص اليونانية هي بالفعل الآن تعتبر جبهة إسناد للكيان الصهيوني ولذلك فتواجد مواطنين عرب وسوريين علي الأراضي القبرصية اليونانية يعتبر من الوجهة الأمنية الصهيونية أمر خطير (خاصة عندما يتكثف التواجد العسكري الأمريكي في عموم قبرص اليونانية) وربما لهذا السبب ولغيره يمكن مناقشة هذه القضية خلال زيارة الرئيس القبرصي اليوناني مع الجهة المعنية في الكيان الصهيوني خلال زيارته لتل أبيب في 4 مايو 2025 وقد أشار موقع www.sigmalive.co القبرصي اليوناني في 6 مايو2025 إلي أن تطوراً جديداً حول قضية إدارة الهجرة في قبرص قد طرأ وبناء علي ذلك من المتوقع أن يتغير المشهد بشكل جذري فقد رفضت قبرص مؤخراً طلبات طالبي اللجوء السوريين وبعد تجميد فحص طلبات اللجوء من قبل السوريين قبل عام أصبح موقف قبرص من خلال سياسة نائب وزارة الهجرة والحماية الدولية أكثر صرامة وتشير المعلومات الموثوقة إلى أن هذا سيستمر لا سيما بالنسبة لأولئك الذين يسعون إلى دخول جمهورية قبرص بشكل غير قانوني فقط للعمل أو لأسباب اقتصادية أخرى عن طريق تقديم طلبات لجوء مسيئة ويقول مصدر آخر وهو في وضع يسمح له بإطلاعه علي هذا الشأن يقول أن السوريين السنة على وجه الخصوص بما أنهم لم يعودوا مضطهدين في وطنهم لا يبدو أن لديهم أسبابا وجيهة للحصول على اللجوء واستنادا إلى هذه البيانات ستفحص جمهورية قبرص ملفات طالبي اللجوء السوريين وأصحاب الحماية الفرعية الموجودين بالفعل في الجزيرة ولم يعودوا يحق لهم الحصول على اللجوء نــــتــــيــــجــــة :
من غير المعقول أن تظل السياسات العربية تتعامل مع قبرص اليونانية بأنها دولة مُحايدة فهي واقعياً وفعلياً ليست كذلك بالمرة وأخص مصر بالنصح فقبرص اليونانية لم تعد دولة صديقة ولامفيدة بأي مقياس سياسي أو إقتصادي ثم أنها حليفة للكيان الصهيوني كما يقولون هم وتركيا ليست كذلك كما أن تركيا علاقاتنا معها كانت وستكون مُنتجة ومثمرة فلماذا لا ننبذ الحلف الثلاثي الميت مع مفلسي أوروبا أعني اليونان وقبرص اليونانية ونبني حلفاً مصرياً تركيا يُحسب له ألف حساب نخيف به العدو ويحترمنا به الصديق .
إن تكوين وبناء تحالف تــــركي / مـــصـــري هو السبيل الوحيد المتاح للسياسة وللعسكرية المصرية لكي تحصل علي جرعة أكـسـجـين مــُنـتـظمة ودائــــمــة تمكنها من إعـــادة إنـــتـــاج المــكـــانة بدلا من إضاعة الوقت السياسي مع دول تـافــهـــة لا مــعــنــي له مثل السعودية والإمارات فهذه دول وظـــفـــيـــة بالمعني السياسي ويكفي مصر أن تتعامل معهما بروتوكلياً وحسب , فالكيان الصهيوني نفسه يدرك مكانة تركيا أما تحالفه مع الثنائي المفلس أعني اليونان وقبرص اليونانية فهو تحالف مُـــؤقـــت ويتطلع لأن تتاح له فرصة تحسين علاقاته مع تركـــيـــا فالكيان الصهيوني واع تماماً لمكانة تــركـــيـــا بعيداً عن الجدل بشأنها ودعونا نكون صـــرحـــاء فــمــكــانة مـــصـــر الإقليمية تـــآكـــلت وأحد أسباب تأكلها أن مصـــر تمشي في ركـــاب هذه الدول التافهة فهم كبطانة السوء لا جدوي منهم فهم كــعـــود ثـــقـــاب مــبـــلـــول لا رجـــاء منه
وينبغي لمصر أن تدرك أن تحالفها مع الثنائي المفلس أي اليونان وقبرص اليونانية لا يُضيف إليها بل هو خـــصــم منها فالـــتـــحـــــالـــف الــــوحــــــيـــد والـــفـــعـــال في شـــرق الـــمـــتــوســـط هو الذي يديره الكيان الصهيوني مع هذا الثنائي المفلس وهو مع ذلك تحالف بصفة مُؤقــتــة والإمـــكـــانية الـمُـتـاحـة والوحـــيــدة لمصر لإضـــعـــافـــه هو إعلان تحالف مـع تــركـــيــا يتم تكوينه تدريجياً وبعمق لأنه سيبُني ليكون دائمــاً والدوام لله العظيم وحده .
لابد من مراجعة موقفنا من قبرص اليونانية .
الــــــــســــــــفــــــيـــــر : بـــــلال الــــمـــــصـــــري
حصريا المركز الديمقراطي العربي – الـــقـــاهــــرة تـحـــريـــراً في 8 مايو2025