صعود التيارات الجهادية المتشددة (مقاربة تحليلية لعوامل الانتشار)
The Rise of Radical Jihadist Movements: An Analytical Approach to the Factors of Expansion

اعداد : أ. م. د شهلاء رضا مهدي/ كلية العلوم السياسية/ جامعة بغداد
المركز الديمقراطي العربي : –
- مجلة قضايا التطرف والجماعات المسلحة : العدد عشرون آب – أغسطس 2025 , مجلد 6 , دورية علمية محكمة تصدر عن #المركز_الديمقراطي_العربي “ألمانيا –برلين” .
-
تعنى بنشر دراسات وأبحاث حول قضايا التطرف والإيديولوجيات المتطرفة والجماعات المسلحة في مختلف مناطق العالم. تهتم المجلة بتحليل وتفسير تنامي التطرف والجماعات المتشددة – بغض النظر عن خلفياتها – التي تعتمد على العنف المسلح كأسلوب في نشاطها وتحقيق غاياتها. وتهتم المجلة كذلك بالتيارات السياسية المتطرفة التي تشارك في العملية السياسية ولا تستخدم العنف المسلح، لكنها تتبنى خطابا شعبويا أو إقصائيا أو عنصريا بهدف الوصول إلى السلطة.
للأطلاع على البحث “pdf” من خلال الرابط المرفق :-
الملخص:
يسلط هذا البحث الضوء على العوامل المركّبة التي أسهمت في نشوء ما يُعرف بالتيارات السلفية الجهادية الحديثة، وذلك من خلال تحليل تاريخي ونقدي للسياقات الفكرية والسياسية والاجتماعية التي مهّدت الطريق لبروز جماعات متطرفة تبنّت العنف باسم الدين. ويفند البحث الزعم القائل بأن هذه التيارات تمثل امتدادًا طبيعيًا للسلفية، موضحًا أنها استغلت الميراث السلفي شكليًا وابتعدت عن جوهره المنهجي الأصيل، في محاولة لإضفاء شرعية دينية على مشروعها القتالي الراديكالي. ويهدف هذا البحث إلى توضيح كيف قامت هذه الجماعات باختطاف المفاهيم السلفية، وعلى رأسها مفهوم الجهاد، وتحريفه من معانيه السامية إلى دلالة واحدة مقتصرة على القتال العدواني. كما يرصد البحث التحولات التي مرت بها السلفية الجهادية منذ نشأتها الأولى، وصولًا إلى تشكّل تنظيمات عابرة للدولة تتبنى العنف كأداة وحيدة للتغيير، وتُوظف الدين كأداة تعبئة وتحريض. وقد تم اعتماد المنهج التحليلي التاريخي، والمقاربة النقدية للعقيدة الجهادية، إضافة إلى توظيف نماذج تفسيرية حديثة مثل الميديولوجيا ونظرية الحقول الرمزية لفهم آليات التشكل والاستقطاب والتوسع. وقد توصل البحث إلى أن السلفية الجهادية هي نتاج انحراف ايديولوجي نشأ في بيئات مشحونة سياسيًا ومأزومة اجتماعيًا، وجدت الجماعات المتطرفة فيها تربة خصبة لإنتاج خطاب ديني عنيف ومتطرف. وأظهر البحث كيف سخّرت هذه الجماعات الوسائط الرقمية والإعلامية لإعادة تدوير خطابها وتوسيع دوائر التجنيد والتأثير. كما بيّن أن الخطأ المفاهيمي في ربط السلفية بالتطرف أدى إلى تعميم مغلوط، شوّه الصورة الحقيقية للمنهج السلفي المعتدل، وساهم في تعقيد استراتيجيات المواجهة. وتكمن أهمية هذا البحث في كونه يُسهم في تفكيك الأسس النظرية للخطاب الجهادي، ويُعيد الاعتبار للسلفية كمنهج إصلاحي لنبذ العنف والغلو، ورفض التكفير والتمرد. كما يوفر أدوات تحليلية عملية تساعد الأكاديميين وصنّاع القرار الأمني والمؤسسات الدينية على تطوير استجابات أكثر توازنًا وشمولًا في مواجهة التطرف العنيف، وعلى حماية المفاهيم الدينية من الاستغلال والانحراف.
Abstract
This study examines the complex factors that contributed to the emergence of what has come to be known as modern Salafi-jihadist movements. Through a historical and critical analysis, the research explores the intellectual, political, and socio-religious contexts that enabled extremist groups to adopt violence under the banner of religion. It refutes the prevailing notion that these movements are a natural extension of classical Salafism, and demonstrates how they have manipulated Salafi terminology superficially while departing fundamentally from its authentic methodological foundations in order to falsely legitimize their radical agenda.
The study aims to reveal how these groups co-opted core Salafi concepts—particularly jihad—stripping them of their multidimensional legal meanings and reducing them to a narrow militant interpretation. It traces the evolution of jihadist Salafism from its early manifestations to the rise of transnational organizations that weaponize religion as a tool for mobilization and ideological warfare. Employing a historical-analytical approach and critical doctrinal comparison, the study also utilizes contemporary frameworks such as mediology and field theory to assess mechanisms of ideological formation, recruitment, and expansion.
The findings reveal that Salafi-jihadism represents an ideological deviation born of politically turbulent and socially fractured environments. These movements have exploited media and digital platforms to repackage their message and extend their influence. The research also highlights how the conceptual conflation of Salafism with extremism has contributed to widespread misunderstanding, further complicating counter-extremism efforts and obscuring the distinction between normative Islamic reformism and radical militancy.
This study is significant in its contribution to deconstructing the theoretical underpinnings of jihadist discourse while reaffirming the integrity of traditional Salafi thought as a peaceful and scholarly school that categorically rejects violence, takfir (excommunication), and rebellion. It offers practical analytical tools for academics, policymakers, and religious institutions to formulate more nuanced and comprehensive responses to violent extremism, and to protect religious concepts from distortion and ideological misuse.