مقالات

رسالة إلى أمير قطر

بقلم : غازي الحارثي – كاتب سعودي

إلى أمير دولة قطر الشقيقة سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أطال الله في عمره وقوّاه على عز الإسلام والمسلمين وكل مافيه خير لهم .. بين يدي رسالةّ أبعثها إلى سموكم ، وأعلم أنها ستصلك يوماً ، وستقرؤها ، وربما تعرفني بعد قراءتها .. ويهمني أكثر يا سمو الشيخ أن تأخذ ماجاء فيها بمحض الإهتمام قبل أن تتشعب الانكسارات وتزيد الفجوات أكثر مما أنتجته السياسات الانعزالية وإزدواجية المعايير في تقدير الأخطار السياسية والأمنية المحيطة بالخليج عموماً .. لن أتطرق كثيراً للحديث عن سياسات بلدكم الخارجية وأنتم الدولة الحرة إن أرادت ذلك في وجودها وإن أرادت في قرارها ، لكني أرجوا أن يبقى تأثير هذه السياسات على محيط بلدكم قطر ، ولاتغشانا في باقي دول الخليج آثارها .. ذبك أمر تتفق عليه أنت ياسمو الشيخ مع أشقائك قادة الخليج وليس معي ، لكن ما أقوله هو طلب إن أردت أو تصورشخصي وشعبي أحياناً للمصلحة العامة يشاركني فيه الكثير من أشقائي بدول الخليج .. عموماً فالأهم لدي كما قلت هو الّا تلحقنا آثار هذه السياسات السلبية بحقنا ، ومن ثم أن ينشغل رجال هذه السياسات فيها ولصالح بلادهم بعيداً عن التسويق لها لدينا بأساليب رخيصة تباع مجاناً في سوق الإنسانية المزيفة والقذارة السياسية ، إلا أن كان أساس هذه السياسات قائماً على سلبنا الاستقرار والأمان والعمل على التأثير فيه .. نقر ياسمو الشيخ بحسن نية المسلم لأخيه المسلم دائماً ومن ذلك ما نشهد الله على مانتوقعه من شخصك تجاه أشقائك في دول الخليج ، لكن مانحن أكثر تأكداً منه أن الكثير من رجال سياسات بلادك الخارجية يهمهم أولاً أن تتأثر دول المنطقة ككل بسياسات قطر .. ليس شرط ذلك أن يكون تأثراً سلبياً او دموياً ، كما كان في مصر وأيضاً بسوريا وليبيا ، لكن تأثراً يضمن أن تكون لقطر الكلمة الكبرى بتحولات المنطقة .. تدخل تركيا بتأثيرها السياسي والأمني والأيديولوجي ، ويحكم الاخوان ويتم مشروع الشرق الاوسط الاميركي الجديد ويستمر العنف والصراع وتعود بعض دول الخليج إلى عصر النزاع والتفكك .. ذلك لا أقوله جزافاً ، لكن قاله بصراحة التاريخ على لسان رجال دولتكم الشقيقة .

أرجوا ياسمو الشيخ ان تكون قد فهمت ذلك .. وإن كنت تفهمه أصلاً فتلك مصيبةٌ ، وإن كنت لا تفهمه فالمصيبة أعظم ..

مابين تحريضات فيصل بن جاسم وناصر بن حمد ، وتأييد الأدوات الإعلامية ودعمها .. إحترنا ماذا تريد قطر ؟!

أرجوك إكفنا شرهم ، وإكفهم غضبنا .. إنكم ياسمو الشيخ بلد عزيز وشقيق شئنا أم أبينا .. جمعنا الدين والعرق والهوية ، قبل أن تنغص النفوس قذارة السياسة وخبث النوايا .. تقبل في ختام رسالتي ياسمو الشيخ كامل تحيات الكاتب “الخليجي” غازي الحارثي ، مع كامل أمانيّ بأن تأخذ بمحمل الجد وكامل الاهتمام ماجاء فيها .. والسلام .

Rate this post

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى