هل يمكن أن تكون مدينة مكة المكرمة ذات سيادة كاملة مثل دولة الفاتيكان؟
اعداد : عمار شرعان
– المركز الديمقراطي العربي
السعودية الآن مهددة، بسبب مواقفها السياسية، بكثير من العمليات “الارهابية” و يتوقع ان يكون لقوى خارجية تدبير مثل تلك العمليات الإرهابية لأجل تمرير قرارات سياسية (أو عسكرية) معينة، مثل فرض هيمنة أكبر للولايات المتحدة الأمريكية في الخليج العربي، والتعمق أكثر فأكثر في الداخل السعودي.
وهذه العمليات يمكن أن تطال الحجاج. وماحصل خلال موسم الحج في السعودية هذه السنة ينذر فى الخطر القادم اتجاه المملكة.
أدى حادث التدافع الذي حدث في مشعر منى خارج مدينة مكة المكرمة إلى 769 حالة وفاة، و934 مصابًا ووصف بأنه الحادث الأكثر دموية منذ عام 1990، عندما لقى 1426 حاجا حتفهم، إثر تدافعهم في نفق “المعيصم” الذي يربط بين مكة المكرمة ومنى. يأتي ذلك بعد أقل من أسبوعين من سقوط رافعة في الحرم وهو الحادث الذي أودى بحياة 111 شخصا وإصابة 394 آخرين.
وسارعت طهران بتحميل مسؤولية مصرع الحجاج لحكومة الرياض واتهمتها بسوء إدارة وتنظيم الحدث الإسلامي الأهم, وقد ما دعا المرشد الإيراني خامنئي لشن هجوم ضد الحكومة السعودية عن الكارثة، بقوله: “يجب على الحكومة السعودية تحمل المسؤولية في هذا الحادث المرير.. لا ينبغي لنا أن نغفل أن سوء الإدارة و التصرفات غير اللائقة هي السبب في هذه الكارثة”.
وقال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، في نيويورك، إن كارثة الحج قد حدثت لأن السعوديين قد نقلوا القوات التي لديها خبرة إلى اليمن؛ حيث المملكة تقاتل المتمردين الحوثيين.
اتهم وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، إيران بإقحام السياسة في حادث تدافع الحجاج بمنى.
وقامت وسائل الإعلام الخليجية بهجوم مضاد ضد طهران؛ إذ نقلت “الجارديان” رسمًا لفنان إماراتي يصور من خلاله خامئني وهو يسلم على الملك سلمان بيده اليمنى فيما التفت اليسرى خلف ظهر الملك السعودي لتطعنه في ظهره.
ودشن مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في الخليج، عدة حملات للرد على الاتهامات الإيرانية، متهمين طهران بالعمل على إشعال فتنة طائفية كبرى بين الشيعة والسنة، وتحول هاشتاج #إيران تقتل الحجاج، إلى الأكثر تداولًا في الخليج بعد اتهامات لوفود الحج الإيرانية بتعمد إهمال وسائل السلامة وترديد هتافات عدائية للسنة من قلب الحرم المكي.
وفي هذا السياق نتوقع ان يكون هناك عدة تحالفات من عدة دول ومؤوسسات, تديرها امريكا ولعل من بينها دولة ايران والتي لها مطامع توسعيه تتوافق مع سياسة الولايات المتحده فكل من امريكا وايران لهما اهداف في تقسيم السعوديه فايران تدعم جاليتها الشيعيه في السعوديه لتنفصل بها عن السعوديه وهو مالا يتعارض مع سياسة الولايات المتحده التي تريد تقسيم السعوديه الى ثلاث دويلات في الشرق والوسط والحجاز وتفكيك السعوديه وسحب قوة السعوديه وهيمنتها في الشرق الاوسط وتسليمها لدولة قطر والتي لها النصيب الاوفر في التحالف مع الولايات المتحده لتفكيك السعوديه.
حيث يذكر ان الامير طلال بن عبد العزيز قد أشار لوجود مخطط قطري امريكي لتقسيم السعودية وقد انتقد الأمير طلال بشدة سياسة حكام قطر واعترف الأمير طلال بأن أبناء آل ثاني سيقومون في مرحلة لاحقة بمحاولات لتقسيم السعودية بمساعدتهم للولايات المتحده.
وفي العودة الى عهد ” كونداليزا رايس” وزيرة خارجية امريكا في عهد بوش ( حان الان الوقت لوجود شرق أوسط جديد) وذلك عقب احداث 11 سبتمبر فجاء الهجوم علي افغانستان وايضا احتلال العراق وحرب لبنان ومن ثم الثورات العربية المتلاحقة في كثير من البلدان العربية والتي لاتزال تعصف بكثير من الدول والتي في مجملها تنبأ بإيجاد شرق أوسط جديد وتفكيك الدول التي لها تأثير علي مصالح الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة والتي تسعى جاهده وبالتعاون مع دول اخرى لتفكيك عدة دول أسلاميه ولعل المملكة العربية السعودية جاءت ضمن الخطط التي يراد منها تفكيك السعودية الى عدة دويلات.
وقد نشرت صحيفة “ليبيراسيون” الفرنسية تقريرا يتم تداوله بشكل موسع في الدوائر الأميركية الرسمية يشير إلى أن ثمة خطة مدروسة تسعى إلى فصل أجزاء من السعودية حتى لا تبقى فكرة السعودية الموحدة موجودة,وأفادت الخطة أنه بعد الاطاحة بالحكومة العراقية وتنصيب حاكم عسكري أميركي في بغداد ستعمل الادارة الأميركية على فصل المنطقة الشرقية عن باقي المملكة ,ومن المعروف أن تلك المنطقة تعتبر أغنى مناطق المملكة في إنتاج النفط.
وذكر التقرير أن من العوامل المشجعة على استهداف تلك المنطقة هي أنها ذات أغلبية شيعية وهي الطائفة التي تعتقد أوساط في واشنطن أنها بامكانها التمرد علي النظام في السعوديه بمساعدة ايران لذلك لجأت الولايات المتحده للتعاون مه ايران في فصل هذه المنطقه عن السعوديه.
ولعل هناك طرف اخر في قضية فصل الحجاز تقوم امريكا بواسطة سفارتها في السعوديه بالتعاون معه وايجاد الخطط والدروس للعمل على فصل الحجاز انه الفكر الليبرالي ودعاته ومتطرفيه والذين لهم الاسهام الكبير بتمكين الدبلوماسيين الامريكيين من العمل على حلحلة سكان الحجاز ومحاولة نشر روح العزله لديهم بادعاءات مغرره بانهم شعب متحضر ومتفتح ومستقل وان لهم سمه معينه تفصلهم عن غيرهم . وياتي ذلك بالجليات والزيارات المستمره للسفارات الاجنبيه وللدبلوماسيين الاجانب والاحتفاء بهم.
كل هذه الاطراف ( الولايات المتحده وايران وقطر والليبراليين ) هم من يريد تقسيم السعوديه لاطفاء توهج السعوديه ولدحر مظاهر الاسلام. ولكن لاننسى مقولة الامير نايف وادراكه لهذه المكيده يرحمه الله يقول: (نحن يا ساده في منطقه هامه ودولة محورية تحدها المشاكل والثورات والأطماع من كل مكان ولكننا بتمسكنا بالعقيدة الإسلامية السمحة وتكاتفنا سنعبر بإذن الله بدولتنا وشعبنا الى بر الأمان).
وهنا مجرد تساؤل اود ان أطرحه : هل يمكن أن تكون مدينة مكة المكرمة ذات سيادة كاملة مثل دولة الفاتيكان؟
أنني أتصور أن إيجابيات ذلك ستكون كثيرة, على الأقل سيتم في هذه الحالة الفصل بين “الدين” وبين “السياسات الخارجية”. وستكون”مكة” دولة مستقلة، وبالتالي محايدة تماما،وإن الحجاج إلى بيت الله الحرام سيكونون في آمان تام. وأيضًا الدخول إلى مكة سيكون أسهل بعيدًا عن أي حساسيات أمنية. وفي هذه الحالة ستوحد القرارات الإسلامية. وستصبح مكة مركزًا للثقافة الإسلامية وللمعاهد الدينية.
وأننى في هذا التساؤل لم أطالب بفصل مكة عن السعودية جغرافيا ولكنني أقترح ان تكون مكة مستقلة عن أى قررات سياسية ولاتمثل اي من الدول العربية وانما تمثل الشعوب الأسلامية ومرجعياتها من فقهاء وعلماء الدين الأسلامي في الوطن العربي وتحت أشراف المملكة العربية السعودية.