مقالات

طابور الشهداء .. وطابور العملاء !!

بقلم : حسين مرسي
لاتكاد تمر فرصة للسادة مدعي الوطنية إلا ويتم انتهازها واستغلالها لتشويه الجيش والشرطة بشكل غير مسبوق وغير مقبول .. وما حدث في موقعة الكاندوم أكبر دليل على ذلك .. وإلا فما معنى أن ينتهز صبيان مراهقان فرصة الاحتفالات ليسخرا من جهاز الشرطة بكامله وليس من المجندين الغلابة فقط كما أطلق عليهم على مواقع التواصل الاجتماعي والفضائيات .. فالإساءة هنا للشرطة المصرية .. وللدولة المصرية بكاملها وليس لمجرد مجند يقف في خدمته ليخدم وطنه حتى يستغل بعضهم هذه الوقفة ليمارسوا تفاهتهم وسفاتهم التي هي بلا حدود .
أرادوا ان يحولوا عيد الشرطة المصرية لمناسبة للسخرية من الشرطة وتحويلها لمادة للحديث المتصل الذي لاينقطع ليل نهار على الفضائيات وعلى الفيس بوك وتويتر وعلى المقاهي وفي الشوارع .. أرادوا أن يثبتوا للعالم كله أننا في مصر نهين الشرطة التي تقف عاجزة عن الرد لسبب بسيط هو أن هناك من يدعي الوطنية فيدافع عن مثل هذه المراهقة السياسية والعبثية بحجة أن حرية التعبير مكفولة وحرية الرأي منصوص عليها في الدستور .. وأنه لايصح أن نتعامل مع أطفال صغار فنعاقبهم عقاب الكبار ..فيه إيه العيال بتلعب !!!
وفي إطار انتهاز الفرص ينتظر البعض من مدعي الوطنية أو المتلاعبين بعقول المصريين بشعاراتهم الكاذبة المضللة .. ينتظرون بفرحة غريبة وقوع هجوم على أي كمين للشرطة أو الجيش ليثبتوا للعالم كله أن شرطة مصر وجيشها أصابهما العجز عن حماية الأكمنة الأمنية والدليل هو سقوط الضحايا كل ساعة في هجمات على أكمنة ثابتة ومتحركة يروح ضحيتها الشهداء والمصابون .. وأيضا ليعبروا عن فرحتهم في موت وإصابة ضباط وجنود من رجال مصر !!
فلا يكاد يقع هجوم على أي كمين في سيناء أو في أي مكان إلا وتجد الهجوم الضاري على الشرطة تحديدا بشكل منظم ومرتب وكأنه قد تم إعداده سلفا .. فتجد نشطاء الداخل يهاجمون الداخلية ويرددون عبارات أن الشرطة والجيش ” عاملين رجالة على النشطاء والمتظاهرين وجبناء قدام الإرهابيين ” هكذا يرددون بكل بجاحة وبكل وقاحة ..
مؤخرا وضمن هجمات عديدة على مواقع شرطية بسيناء وقع هجوم على كمين أمني في العريش وراح ضحيته أربعة ضباط شرطة ومجندون ومصابون من المدنيين .. بعدها خرجت نفس النخبة لتبدي فرحتها وشماتتها بوقوع الهجوم على الكمين .. وبعيدا عن الشماتة والنفسنة الواضحة هنا والفرحة التي لايستطيعون إخفاءها نجد أنفسنا أمام السؤال الصعب الذي لايجب أن نتخطاه أو نتجاهله .. وبعيدا عن تعمد النخبة والنشطاء السخرية من الداخلية .. ماذا فعلت الداخلية نفسها لتأمين الكمائن بعد أن أصبح استهدافها أمرا يوميا وروتينيا في صحراء سيناء ..؟؟!!
فمنذ بداية الأحداث في سيناء وهناك عمليات إرهابية تكاد تكون يومية ضد أكمنة الشرطة هناك حتى أن كمينا ما يتم ضربه بشكل ثابت وكأنه مقرر يتم تدريسه أو مشهد من فيلم يتم إعادته كل فترة بنفس الشكل وبنفس التفاصيل دون أن تجدد الداخلية في طريقتها لمواجهة الهجوم المحتمل والمنتظر والمؤكد من العناصر الإرهابية .. ودون أن تكون هناك أية استعدادت لمواجهة الهجوم الإرهابي الضاري ..!!
الذي أعرفه أن هناك أسسا وقواعد معروفة ومتبعة في تشكيل الأكمنة سواء الثابتة أو المتحركة .. وأن يكون قبل مكان الكمين وبعده أكمنة أخرى أو نقاط مراقبة يكون بها قناصة وسيارة تصلح للمطاردات العنيفة خاصة في الصحراء ودروبها .. حتى لو وقع اعتداء على الكمين الأساسي يكون هناك في موقع آخر قوة في انتظار الإرهابيين للتعامل معهم وبأسلحة حديثة وعلى استعداد للقيام بمطاردة المعتدين .. وأيضا يكون للكمين الأول دور في الرصد والمراقبة والتحذير من قدوم إرهابيين حتى يتم التعامل معهم من الكمين الأساسي ..
وهناك قواعد وأسس كثيرة متعارف عليها دوليا في تشكيل الكمائن وكيفية تأمينها خاصة في المناطق المكشوفة والصحراوية وهو ما نجحت دول أخرى في تحقيقه في بما يسمى بنظام الكمائن الدائرية التي تؤمن بعضها البعض بحيث يصعب رصد أحدها أو استهدافه ..
أعتقد أنه قد آن الآوان لتنظر وزارة الداخلية في إعادة تامين الكمائن في سيناء بعد تزايد أعداد الضحايا سواء في انفجار المدرعات بمتفجرات وألغام أو الهجوم على الأكمنة بشكل مباشر عن طريق الهجوم الصريح أو عن طريق الصواريخ والسيارات المفخخة ..
كلامي هذا ليس هجوما على الشرطة فنحن نعلم تماما أننا في حالة حرب وحرب شرسة مع إرهاب أسود تموله دول وأنظمة وتخطط له أجهزة مخابرات عالمية .. الكلام هنا خوف وحرص على أبنائنا ودعم لشرطة بلادي وجيشها ليس إلا ..
وأخيرا كلمة للسادة النشطاء ودعاة الثورة المستمرة الذين يتربصون بالشرطة ليظهروها في مظهر الضعيف العاجز عن حماية أبنائه وضباطه .. الشرطة المصرية لن تنكسر مرة أخرى وستبقى طالما بقى الوطن ولو كنا ندون ملاحظات أو سلبيات فهذا لايعني أننا ضد الشرطة .. ومرة أخرى كلامنا هذا تأييد ودعم لها في مواجهة أخطر هجمة همجية تواجهها مصر في تاريخها القديم والحديث على السواء ..
شرطة مصر وجيش مصر يواجهان حرب وجود لأن الهدف هذه المرة هو القضاء على مصر حتى لايكون هناك مصر قوية بعد الآن .. مصر ستبقى برجالها الأوفياء وشهدائها الأبرار الذين يقدمون أرواحهم رخيصة فداء للوطن في الوقت الذي يخرج علينا بعض التوافه والنكرات بأفعال الصغار التي يروج لها الكبار ويصورونها على أنها تصرفات بطولية من شباب طاهر نقي في الوقت الذي يموت فيه أبناؤنا لحماية مثل هؤلاء النكرات .. طابور الشهداء يتزايد وطابور العملاء يطول وما بين العملاء والشهداء تستمر المواجهة … رحم الله شهداء الشرطة والجيش ..

Rate this post

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى