تأثير الصعود الروسى على السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط
اعداد الباحثة : نورهان محمد سعيد مصطفى حلمى سعد – المركز الديمقراطي العربي
اشراف :د / محمد سالمان طايع
” تأثير الصعود الروسى على السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط”2000 – 2015″ “
المقدمة:
شهدتالساحه الدوليه منذ بداية هذا العقد طفره فى النظام الدولى فقد صعدت قوه سياسيه جديده ذات صوت مسموع فى الازمات والمواقف الدوليه، وقد افسحت الولايات المتحده باخطاؤها مكان للاعبين اخرين يقاسموها السلطه والقوه ويتحكموا فى النظام العالمى من منظور مصالحهم الخاصه، الامر الذى حتم على كل دولة تبنى سياسات جديده متماشيه مع الموقف الراهن للحفاظ على الامن الداخلى وتحقيق اكبر قدر من المنفعه. لعل ابرز تلك القوى الصاعده واقدرها على متاخمة الولايات المتحده فى دورها هى روسيا الاتحاديه. بعد انهيار الاتحاد السوفيتى وسقوط القوى الوحيده المضاده للمعسكر الغربى، وفى ظل الانهاك الشديد الذى كانت تعانى منه اروبا من ويلات الحرب، واستنادا على كون الولايات المتحده هى التى انهت الحرب العالميه الثانيه وظلت حتى القضاء التام على معسكر الشرق،ظهرت كقوى كبرى ووحيده على الساحه الدوليه، وظن حينها الرئيس الامريكى ان القرن الواحد والعشرين هو قرن امريكى بامتياز .
صعود القوه الروسيه مره اخرى كان امر متوقع، ربما اخفق الرئيس الامريكى فى توقيت تلك العوده ولم يحسب حسابها. فقد استطاع الرئيس الروسى فلادمير بوتين منذ توليه للسلطه ان يحدث نقله نوعيه فى الاقتصاد والسياسه الداخليه، والتى نتج عنها بالضروره تحسين اوضاع روسيا الخارجيه وعادت روسيا تبرز كقوة اقليميه ثم دوليه هامه[1]. فى الوقت الذى استغرقته روسيا فى العوده كانت الولايات المتحده الامريكيه قد خطت خطوات واسعه فى العالم والشرق الاوسط بالتحديد، تلك الخطوات تراوحت ما بين نجاحات واخطاء فادحه. فقد استطاعت الولايات المتحده ان تكون علاقات صداقه قويه مع السعوديه والخليج العربى وتنشر قواعدها العسكريه فيه، كما ظلت محافظه على علاقتها المصريه. اما من جانب الاخطاء التى وقعت فيها، فياتى فى مقدمتها احتلال العراق فى اوائل القرن الواحد والعشرين والنشر العنفوانى للديمقراطيه الغربيه حتى وان ثبت عدم ملائمتها للشرق.
احاطت تلك الظروف السابقه بالصعود الروسى واهلته بل ومكنته من الدخول الى اعماق الشرق بسياسات دبلوماسيه واقتصاديه يشوبها قدر اكبر من الود وعدم الرغبه فى السيطره من تلك التى تتبناها الولايات المتحده فى تعاملتها مع الشرق الاوسط. فقد استغلت روسيا الفجوات التى صنعتها السياسه الامريكيه فى الشرق، والاخطاء التى وقعت فيها بسياساتها غير المحسويه. فقد تجنبت اخطاء الماضى واخطاء الولايات المتحده،واتبعت سياسه خارجيه اكثر حظرا من نظيرتها الامريكيهوبذلك استطاعت ان تكون علاقات طيبه مع عدد من دول الشرق فى مقدمتها ايران وروسيا ومصر[2]، فبدت وكأنها تسحب بساط الشرق من تحت الاقدام الامريكيه، ولان الشرق احدى البؤر العالميه الهامه؛ فقد مثل ذلك التقدم برهان على القوه التى تتحلى بها روسيا الجديده وقدرتها على تغير مجرى الامور فى الشرق ومن ثم فى العالم كله.
طرحت السياسه الخارجيه الروسيه عدة فروض وخيارات جديده لدول العالم وخاصة الدول الصغيره ودول الشرق الاوسط، فقد اعادت للاذهان سياسات الاستقطاب وحرية الحركه لدول العالم وخاصة الدول الصغيره، لتعود وتختار ما بين الانتماء للمعسكر الغربى الامريكى او المعسكر الشرقى الروسى تبعا لما يحقق لها مصلحه اكبر. وبدلا من ان يحقق ذلك استقرار للشرق واقصى منفعه، تأزم الوضع لدول الشرق بصوره اكبر فاضحت الازمات تاخذ منحنيات اكثر صعوبه تصل بها الى صراعات داخليه، او تحولها الى ساحة منافسه بين دول العالم القويه لتثبت من خلالها قدرتها على التحكم فى مجريات الامور، هذا وان اثر على تلك الازمات بالسلب. فلاتزال ساحة الصراع العربى الاسرائيلى قائمه حتى الان وتبعتها فى الوقت الراهن الازمه السوريه التى جلبت الدمار للبلاد.
تبعت تلك الفتره كذلك وصول الرئيسى الامريكى باراك اوباما الى البيت الابيض ومعه اجنده سياسيه على رأسها ضرورة الانسحاب الامريكى من الشرق، تلك الاستراتيجيه التى وضعت فى عام2010 [3]ولم تاتى ثمارها الى الان، فلايزال الشرق يجذب الولايات المتحده للتدخل فيه؛ وبالاخص التدخل العسكرى والذى بالرغم من انه يكلف الحكومه الامريكيه ماليا وبشريا الا ان السياسه الامريكيه تستسهل اللجوء اليه ربما لانه الاكثر قدرة على اثبات قوتها وردع الاعداء، وتهويد الاصدقاء فى نفس الوقت[4]. اتت تلك الاستراتيجيه مع التوغل الروسى فى منطقة الشرق ثم تقهقرت الحكومه عن تنفيذها او ربما تؤخرها لاقصى ما يمكنها، او ان تلك الاستراتيجيه جاءت مع كونها القطب الاوحد والمهيمن على المنطقة، ثم تغيرت الامور فتوجب معها تغير او حتى تاخير تنفيذ الاستراتيجيه.
عصفت بالشرق الاوسط فى الاونه الاخيره عدة ازمات اظهرت كلا التعاملين الروسى والامريكى مع الاحداث، والقاعده التى يرسو عليها كلا منهم. كذلك وفى بعض الاحيان اظهرت تخبط السياسات الامريكيه بل وتناقضها من فتره الى اخرى، فالثوره المصريه والازمه السوريه والاتفاق الايرانى مثلوا انقلاب حقيقى فى اسلوب التعامل الامريكى مع الشرق الاوسط ودوله وخاصة ان تلك الدل سابقة الذكر كانت تتحلى باهمية كبرى لدى الولايات المتحده الامريكيه. اضف الى ماسبق الخلافات الامريكيه السعوديه التى لم تكن متوقعه من قبل.من المعروف ان الاساس الذى تستند عليه الاداره الامريكيه فى سياستها الخارجيه هى المنفعه وتحقيق اقصى قدر منها، فاينما تجد منفعه لا تغض الطرف عنها، وكيفما كان الطريق اليها ستتخطاه؛ لكن الذى اصبح غير معروف خاصه فى الاونه الاخيره هو تحديد علاما تتوقف تلك المنفعه وتشكل فى الشرق الاوسط وكيفما تتدخل روسيا فى السياسات الخارجيه الامريكيه المتبعه فى الشرق.
ثانياً المشكله البحثيه:.
شهد العالم في الفتره الاخيره تغير كبير في موازين القوة الدولية فقد تحولت من أحادية القوة والقيادة الفرديه للعالم والتي سيطرت عليها لفترة طويله الولايات المتحدة الأمريكيه، إلى التعدديه القطبية أو -ما يقترب منها- كما تقول بعد الدراسات[5]. تعدد القوى الدولية بدأ منذ بروز النمور الآسيويه على الساحة، ومحاولة بعض الدول التي احدثت تنميه اقتصاديه أن يكون لها دور فاعل على الساحة الدولية. الا أن عودة روسيا الإتحادية إلى مركزها كقوة عظمى كان له أثر خاص على شكل العلاقات الدوليه. فكلا من روسيا الاتحادية والولايات المتحده الأمريكيه يملك نفس مقدار القوة وهو الأمر الذي يمنع نشوب أي مواجهه مسلحه بينهم، لذا تعدد سبل المواجهات فيما بينهم لحفظ التوازن الدولى كما هو، أو محاولة احدى الدولتين زيادة قوتها على حساب الأخرى.
احدثت الولايات المتحدة الأمريكيه تعديلا ملحوظا في سياستها الخارجيه فقد تبنت سياسة التوجه شرقا إلى دول آسيا الوسطى وشرق آسيا وأهملت التوجه السابق لها تجاه الشرق الأوسط ودول الخليج العربى. قد علل البعض هذا التوجه بتحول مصالح الولايات المتحدة الأمريكيه من الشرق الأوسط إلى آسيا، الا أن البعض الاخر يدخل هذا التغيير الجذرى في سياستها تحت عمليات حفظ التوازن الدولى والاقليمى التي تحاول الولايات المتحدة أن تقوم بها مقابل النمو القوى والملاحظ الذي تقوم به روسيا الاتحادية.
انطلاقا من هذا فإن الدراسه تسعى إلى بحث وتحليل التوجهات الجديده للولايات المتحدة الأمريكيه وما إذا كانت هذه السياسات ترتبط بشكل أو بأخر بالصعود الروسى والتحالفات الروسيه الجديده في منطقة الشرق الاوسط، أو أن هذا التحول يتعلق يالاساس بقضايا أمن الطاقة التي تسعى لحمايتها[6]. وبالتالى يكون التساؤل الرئيسى المجرد لهذه الدراسه هو: ما هو تأثير صعود احدى القوى على الساحه الدوليه على السياسه الخارجيه للقوى المتواجده فيه؟ ، ومنه نصل إلى السؤال التطبيقى للدراسة هو: إلى اى مدى أثر الصعود الروسى على السياسه الخارجيه للولايات المتحدة الأمريكيه تجاه الشرق الاوسط ؟
وتكون التساؤلات الفرعيه لهذه الدراسة هي:
- ما هو تأثير الصعود الروسى على توجه الولايات المتحدة الأمريكيه تجاه شرق آسيا؟
- ما مدى إستجابة الولايات المتحدة الأمريكيه لتحركات روسيا الإتحادية في الشرق الأوسط ؟
- ما هو اثر النمو الروسى على التحالفات الأمريكيه في الشرق الأوسط ؟
- إلى اى مدى اثر الصعوود الروسى على التبادلات الاقتصاديه بين الولايات المتحده الأمريكيه و الشرق الأوسط ؟
- كيف اثر التدخل الروسى في الحركة الثوريه المصريه على علاقات مصر بالولايات المتحده الأمريكيه ؟
- إلى اى مدى اثرت العلاقات الروسيه الايرانيه على التحول الجذرى في سياسات الولايات المتحدة الأمريكيه تجاه إيران ؟
- ما هو اثر التدخل الروسى في منطقة الشرق الأوسط على السياسات الخارجية الأمريكيه ؟
ثالثاً أهمية الدراسة:.
لهذه الدراسة أهمية علميه وأهمية عملية.
– الأهمية العلميه للدراسة :.
تبحث هذه الدراسة في العلاقة بين التحركات الأمريكيه في منطقة الشرق الأوسط و عودة القوه الروسية على الساحة الدولية، و بالنظر إلى الدراسات السابقه في هذا المجال وجد أن هناك قصور في الدراسات التي تبحث أثر هذا الصعود الروسى على السياسه الخارجية للولايات المتحدة الأمريكيه. وإن كانت تلك الدراسه مساهمه متواضعه جدا إلا أنها تعد نقطة في توجه جديد غير مثار بشكل كافى في الدراسات و الأدبيات السابقه.
– الأهمية العملية للدراسة :.
ترجع الأهمية العمليه لهذه الدراسة إلى الأهميه الاقليمية للشرق الأوسط لدى القوتان العظمتان (روسيا الإتحاديه و الولايات المتحده الأمريكيه). من جانب آخر هذه الدول حليف اساسى للدول العربيه ومن هنا نحتاج إلى معرفة الخطوات القادمه للولايات المتحدة الأمريكيه وروسيا الإتحادية لأن هذه التحركات تؤثر بشكل أساسىعلى السياسات الاقتصاديه والسياسيه للدول العربيه والشرق الاوسط، حيث أن الدول الكبرى تتبع عدة محددات في سياستها الخارجيه على الدول العربيه أن تضعها دائما في الاعتبار.
تحديد الدراسة:.
– التحديد الزمانى:
تبدأ الدراسة منذ عام 2000 حيث وصول بوتن لسدة الحكم في روسيا وتبنى سياسة جديده لإستعادة المكانه العالمية ترتكز على أسس براغماتيه.
وتنتهى الدراسة في عام 2015 حيث تم توقيع الاتفاق النووى بين الولايات المتحده الامرريكيه وإيران الأمر الذي يُرى كتغير جذرى في السياسات الأمريكيه وتغيير في موازين الشرق الأوسط، من ناحيه أخرى فقد بدأت الولايات المتحده في تفعيل سياسة التوجه شرقاً.
– التحديد المجالى:
تندرج هذه الدراسه تحت إطار دراسات العلاقات الدوليه.
– التحديد المكانى:
تتخذ الدراسة الشرق الاوسط مركزا لتحليل الصراع الدائر بين روسيا والولايات المتحده الأمريكيه ورؤية نتائجه ومداه.
الإطار النظرى والمنهجى للدراسه:.
– النظريات الاساسيه للدراسه:
ترتكز الدراسة بصورة أساسيه على نظرية توازن القوى في العلاقات الدوليه والتي من خلالها سيتم دراسة وتحليل السياسه الخارجيه للولايات المتحدة الأمريكيه كقوة عظمى راضية، في ظل عودة قوة روسيا الإتحاديه كدولة قويه لكنها غير راضية عن مكانتها الدولية. وهو الأمر الذي يقع في صميم نظرية توازن القوى[7] والتي تعتمد بصورة أساسيه على رضاء كل دولة على مكانتها الدوليه والتي إما أن تجعل النظام العالمى مستقر في ظل رضاء الدول أو تؤدى على عدم الإستقرار في ظل الحراك الدولى لاعادة ترسيم موازين القوه.
منهج الدراسه :
تعمل الدراسة على الجمع بين اقترابى تحليل النظم لديفيد إستون و منهج النظام الدولىلمورتون كابلان والذى استطاع أن يستفيد من منهج تحليل النظم ليجعل منه اقترابا صالحا لدراسة وتحليل النظام الدولى والعلاقات بين الدول.
– الاقتراب الأولهو اقتراب النظام الدولى وهو عبارة عن تطوير لمنهج تحليل النظم حتى يصبح أكثر ملائمه لدراسة النظام الدولى والعلاقات الدوليه مما يشكل فائده اكبر للدراسه[8]. فاقتراب النظام الدولى يقسم العالم إلى نظام دولى و نظم اقليميه أو نظم فرعيه (وحدات كبرى ووحدات متوسطه ووحدات صغيرة) وبينهما نوع من علاقات الـتأثير والتأثر، والتفاعل بينهما يخلق انماطا من السلوك داخل النظام الدولى أو النظم الفرعيه.
يتكون النظام الدولى من المتغيرات التي تترابط علاقتها وتتداخل، وينتج عن تفاعل هذه المتغيرات سواء داخلية أو خارجيه أنماط متمايزه من السلوك الدولى. ومن خلال تحليل علاقات التأثير والتأثر بين الدول التي تربط بين المتغيرات التي يعتمد عليها النظام الدولى في استقراره يمكن التعرف على جوانب الانتظام وعدم الانتظام في أنشطته وعملياته. فعندما تتسبب أحد عوامل التأثير أو المدخلات في إحداث نوع من التغير في العلاقات التبادليه للمتغيرات التي يتألف منها النظام الدولى أو الخصائص الذاتيه لبعض تلك المتغيرات نفسها فينتج عن هذا التغير تحول أساسى في سلوكيات هذا النظام. تخضع الظاهر الدوليه وفقا لهذا المنهج إلى عدة قواعد تنظمها، وعلى هذا الاساس فان الوصول إلى هذه القواعد يساهم في تحليل العلاقات الدوليه. من امثلة تلك النظم نظام توازن القوى ونظام القطبيه الثنائيه والمتعدده. ومن خلال استخدام هذا المنهج يمكن التوصل إلى استنتاجات عامه تتعلق بعوامل التوازن والاختلال التي تحكم تصور النظم[9].
وفقا لمقولات هذا الاقتراب فإن المنطقة العربيه أو النظام العربى يمثل نظام اقليمى احدى الوحدات الصغرى التي تتأثر بما يحدث من الوحدات الكبرى والتى تمثلها الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكيه وروسيا. وبالتالى من خلال هذا الاقتراب يمكننا دراسة وتحليل شكل التأثير الناتج من علاقة الوحدات الكبرى والصراع الدائر بينهم على قيادة العالم والسلطه على الوحدات الصغيره.
– أما الاقتراب الثاني فهو اقتراب تحليل النظم لديفيد استون[10]، هذا المنهج يعمل من خلال تحليل المدخلات وعلاقتها بالمخرجات في النظام السياسي، بالاضافة إلى دراسة بيئه النظام وتأثيرها على أداءه، وهو لا يعتمد فقط على دراسة داخل النظام الدولى وإنما يمتد لدراسة علاقة القوى الداخليه بسياسات الدولة الخارجيه. وحسب هذا الاقتراب تتعدد المدخلات ما بين مؤيد للنظام ومعارض لها، كما تتعدد المخرجات بين سياسات ملائمه للاوضاع وسياسات أخرى غير صائبه. تلك العلاقات بين الأثر المتبادل على كل المستويات هي التي تنتج وتبلور في النهاية معالم ما يسمى بالنظام.
قدم ديفيد استون في نظريته إطار متكامل لتحليل النظم السياسيه، فيرى أنها ذات طابع ديناميكى تبدأ بالمدخلات: وهى الضغوط والتاثيرات اتى يتعرض لها النظام السياسي وتدفعه إلى النشاط والتحرك، وهذه المدخلات تنبع من النظام نفسه، كما أن هناك مؤثرات خارجيه تتأثر بها عملية صنع القرار في الدول. ثم تحدث عملية التحويل: والتى من خلالها يتم استيعاب المدخلات من ابنية النظام التشريعيه والتنفيذيه قبل ن تظهر في شكر مخرجات. ثالثا المخرجات: هي تمثل استجابة النظام للمطالب الفعليه أو المتوقعه أي السياسات والقرارات التي تتبناها الحكومات. والمرحله الرابعه والاخيره هي مرحلة التغذيه العكسيه وهى عباره عن تدفق معلومات من بيئه النظام السياسي الناتجه عن القرارات والافعال التي تقوم بها الحكومه.ويتميز هذا الاقتراب بأنه يحتوى على تغذيه عكسيه اى انه لا يتوقف فقط على دراسة المدخلات والمخرجات، بل يقوم بدراسة تأثير المخرجات باتعبارها مدخلات جديده للنظام[11].
يفيد هذا الاقتراب الجزء الثاني من الدراسة عند بحث وتحليل الداخل الأمريكى ومحددات صنع القرار داخله فهناك عدد من المؤسسات التي تشارك بصوره أو بأخرى في صنع القرار. ومن خلال هذا الإقتراب سيتم أيضا تحليل صعود القوى الروسيه على الساحه الدوليه على السياسه الخارجيه الأمريكيه كإحدى المدخلات الهامه في النظام الأمريكى، فأمريكا بالرغم من هزيمة الاتحاد السوفيتى إلا أنها تعتبر روسيا خصيم قوى لها ومن هنا فالدراسة من خلال هذا الاقتراب سوف تختبر فرضية وضع أمريكا للقوة الروسيه كمدخل مهم في النظام.
المفاهيم:.
وفقا لهذين المنهجين تكون المفاهيم المستخدمه في الدراسه هي:.
النظام الدولى :
النظام الدولى كما يعرفة اساتذه العلوم السياسيه هو مجموعه من الوحدات المترابطه والمتفاعله معا وتربطهم علاقات تواقف، فلكى يكون لدينا نظام فلابد من أن يكون هناك ترابط بين وحداته وهذا الترابط يتميز بقدر من النمطيه التي تجعل هناك امكانيه لملاحظته وتفسيره والتنبؤ به. من هذا فبنيان النظام الدولى عبارة عن وحدات هي بالأساس مستقله عن بعضها البعض الا أنها متفاعله مع بعضها البعض وشكل النظام الدولى يتحدد بتوزيع تلك الوحدات في داخله، فحسب القوى المسيطره عليه يكون إما احادى القطبيه، أو ثنائى القطبيه، أو متعدد الاقطاب وبناء على تلك الانماط يتحدد سلوك الدول.
يرى كينيث والتز[12] انه لابد من التمييز بين الانظمه الدوليه وفقا لعدد القوى العظمى، حيث يكون البنيان الدولى ثنائى القطبيه في حالة وجود قوتين عظمتين فقط كما كان الحال في فترة الحرب البارده، ويكون متعدد الاقطاب إذا زادت القوى العظمى فيه عن ذلك وهو ما يتشابه مع ظروف المجتمع الدولى الحاليه. كما تشير الادبيات إلى ضرورة وضع التحالفات التي تقوم بها الدول في الاعتبار كمصدر لزيادة القوه فيمكن لدول الصغرى أن تعزز من قدراتها العسكريه من خلال الدخول في احلاف عسكريه مع دول أخرى سواء كانت دول قويه أن تماثلها في القوه.
– أما مفهوم التحول في النظام الدولى فهو يشير إلى نهاية نظام وبداية نظام آخر، ويكون هذا التحول أما بضعف قوة دوله كانت تمثل احدى اقطاب النظام الدولى كما حدث بنهاية الحرب الباردة، فقد كان تفكك الاتحاد السوفيتى ايذانا ببدأ مرحلة جديدة من النظام احادى القطبيه بقيادة الولايات المتحدة الأمريكيه. أو يكون هذا التحول من خلال صعود قوى جديده على الساحه الدوليه تسعى أن يكون لها دور ومشاركه فعاله في الاحداث مثل الصعود الصينى أو عودة القوه الروسيه على الساحة الدوليه من جديد الأمر الذي يراه اساتذة السياسه بانه بدايه انظام متعدد الاقطاب.
توازن القوى:
مفهوم توازن القوه هو من أكثر المفاهيم التي ترتبط بنظريات القوه في العلاقات الدوليه، والذى يعتبر الأساس الذي يقوم عليه الاستقرار الدولى والاداه التي تؤمن هذا الاستقرار. يرتكز هذا المنطق على أن نزعة العدوان لدى الدول تاتى بالأساس من تراكم مخزون القوه لديها الأمر الذي يجعل لديها القدره على التوسع والنمو على حساب الدول الأخرى. فتبقى الدوله القوه غير راضيه حتى تؤمن مكاسب خارجيه تتوافق مع هذه القوه، أو أن يكون لها دور قوى في صنع القرار العالمى فلا تقبل بأن تكون أرائها هامشيه لا يؤخذ بها وذلك يفسر التحركات الروسيه في الفتره الراهنه ومنذ القرن العشرين. و الدول الصغرى الغير قادرة على تكوين قوة عسكريه تسعى للدخول في تحالفات تؤمن استقرارها والحفاظ على امنها ضد اى عدوان خارجى من احدى القوى العظمى.[13]
وفقا لنظام العلاقات الدوليه لابد من حفظ السلام والامن الدوليين بين دول العالم، وهو ما يقتضى عدم رجوح دولة في القوه عن دوله أخرى لان هذا الاخلال في التوازن يؤدى إلى عدم إستقرار، من هنا فان توزيع النفوذ بالتراضى بين الدول يؤمن الاستقرار الدولى[14]. هذا النظام يفترض أن الدول القوية تساند الدول الضعيفة في وجود اى عدوان عليها، الأمر الذي يضمن بقاء كل دوله بقوتها الحاليه دون المحاوله لزيادة القوه أو التوسع على حساب دول أخرى ضعيفه. وفقا لعدد كبير من أساتذة العلوم السياسيه فقد كان سباق التسلح هو السبب الرئيسى وراء قيام الحرب العالميه الثانيه وعدم الاستقرار الذي انتهى كليا مع توازنات القوى الجديده التي خلفتها الحرب. إلا أن هناك جانب آخر يرى العكس تماما فأورجانسكى يرى أن فترات التوازن هي ذاتها فترات الحروب والصراع وأن فترات تفوق دوله واحده هي فترات السلم والاستقرار فالتعادل في القوه يرفع من احتمالية الصدام، أما تفوق دولة بفارق كبير يحول بين دخول الدول الاقل في حروب معها.
الصراع الدولى[15]:
يصف مصطلح الصراع الدولى تلك الظاهره التي تعبر عن درجه حاده من درجات الاختلاف في وجهات النظر، والمصالح بين الفواعل الدوليه لدرجه تصل إلى حد التصادم المباشر ومن ثم استخدام القوه. كل الدراسات السابقه تتفق على أن ظاهره الصراع بالغة التعقيد والتشابك خاصة في الصراعات التي تتسم بتداخل القضايا أو طول الفتره الزمنه كالصراع العربى الاسرائيلى. والحد الادنى لظاهره الصراع بين الدول هو التعارض ما بين اثنين أو أكثر من الفواعل الدوليين، ويوصف الصراع بالدولى عندما يكون الفواعل فيه دوليين.
وللصراع الدولى عدة عناصر من خلالها يمكن الحكم على الظاهره ما إذا كانت صراع ام لا، اولا أن يكون الموقف فيه تناقض للمصالح بين الدول، وثانيا أن يدرك الطرفين وجود هذا الخلاف، وثالثا أو تتوافر رغبه من الطرفين في تبنى موقف تظهر فيه المعارضه والعدوان للدوله الأخرى. تتعدد المصادر الخلافيه بين الدول، فيمكن أن يكون خلافا ايدوجيا كالذى حدث بين المعسكر الشرقى والغربى وقت الحرب البارده، أو اقتصادى أو سكانى أو غيرها من عناصر وعوامل الاختلاف.
أما بالنسبه لمفهوم الصراعات الصفريهZero-Sum Game، فيقصد بها تلك الصراعات التي تكون حصيلتها صفر، اى لا يوجد بها حلول وسطيه ولا تسويه بين الدول. فما يخسره طرف يكسبه الطرف الاخر، ويمكن أن يطبق على هذا الموقف أيضا Win-Lose Situation.
– فرضيات الدراسه :
تطرح الدراسه عدة فرضيات للإختبار في سياق هذا البحث وهى:.
– توجد علاقة طرديه بين الصعود الروسى والتوجه الأمريكى ناحية دول آسيا.
– توجد علاقة عكسيه بين التدخل الروسى في الشرق الأوسط والتواجد الأمريكى في المنطقة.
– توجد علاقة طرديه بين الإهتمام الروسى بالشرق الأوسط والإهتمام الأمريكى بدول شرق آسيا.
الدراسات السابقة:.
في إطار عرض الادبيات السابقه لموضوع الدراسة ” الصعود الروسى وأثره على العلاقات الأمريكيه الشرق أوسطيه” فستقوم الباحثه بتقسيم عرض الادبيات إلى ثلاثة اقسام كما يلى:
القسم الاول يتحدث عن تحولات السياسه الخارجيه للولايات المتحده الأمريكيه :.
– دارسه مقدمه من نها شحاته بعنوان ” دور وزاره الدفاع في صنع السياسه الخارجيه الأمريكيه مع دارسه حاله لغزو العراق 2003 “[16] وتدور هذه الدؤاسه حول التفاعلات الداخليه في النظام السياسي الامريكى ونتائج ذلك على سياستها الخارجيه ومن هنا تتسائل الدراسه عن طبيعة التحول في دور وزارة الدفاع الأمريكيه في صنع سياستها الخارجيه وذلك بالتحديد في قرار غزو العراق، واستخدمت الباحثه منهج صنع القرار وبه توصلت إلى أن وصول بوش الابن للسطه ومعه تيار المحافظين الذين حاولوا فرض اجندتهم الخاصه على السياسه الخارجيه وأن سياسة امريكا في الشرق الاوسط تسعى إلى امور اساسيه وهي حماية امن اسرائيل، والسيطره على النفط . يعاب على الباحثه قصر فترة الدراسه وذلك لأنها بدأت عام 2001 وقت وصول بوش الابن للسلطه بالرغم من أن هذا الغزو له تداعيات تسبق هذه الفتره، فالازمه العراقيه لها جذور منذ غزو العراق للكويت والتدخل الامريكى لحل الازمه. الفائده من هذه الدراسه أنها متعمقه في دور وزارة الدفاع الأمريكيه كمحدد هام في السياسه الخارجيه الأمريكيه تجاه الشرق الاوسط.
– دراسة مقدمه من الباحث عصام عبد الشافى بعنوان ” السياسه الأمريكيه تجاه المملكه العربيه السعوديه : دارسه في تأثير البعد الدينى”[17] تدور هذه الدراسه حول دور الدين في امريكا، وأنها بالرغم من كونها دوله علمانيه الا أنها تبدوا في كثير من الاحيان دوله محافظه دينيا فتبحث هذه الدراسه في عوامل تحول السياسه الخارجيه الأمريكيه تجاه المملكه العربيه السعوديه ، واستخدم الباحث سبع مناهج وقد اشار أنها تستخدم بطريقه مجمعه لتحليل السياسه الخارجيه الأمريكيه وهي “صنع القرار الرشيد، الادراك، التنظيم، جماعات المصالح، نخبة القوه، النظام الدولى، الهيمنه الايدلوجيه” وباستخدام هذه المناهج توصل الباحث إلى عدة نتائج اساسيه اولا أن السياسه الخارجيه الأمريكيه كعمليه لا تقوم بالأساس على الشق الرسمى وانما تتضمن مواقف القوى الكبرى الفعاله والمؤثره في عملية صنع القرار، وثانيا أن البعد الدينى في السياسات الأمريكيه لم يقف عن دراسة الواقع الراهن بل له تأصيل نظرى لها، وثالثا وصل إلى أن طبيعة الثقافه السياسيه في المجتمع الامريكى وموقع الدين فيها تشكل اهم محددات التأثير الداخلى على السياسات الأمريكيه الخارجيه. وأن تدخل الدين هذا ليس فقط في المرحله الراهنه وانما هو مرتبط بثقافة الولايات المتحده والتي جعلت الدين جانب للصراع؛ بالرغم من انه ليس كذلك في الواقع وأن التوجه السلبى تجاه المملكه العربيه السعوديه، ياتى بالأساس بسبب شبكة مراكز الابحاث والتيارات الفكريه اعداء المملكه خاصه من بعد احداث الحالدى عشر من سبتمبر. ويعاب على الباحث استخدامه لعدد كبير من الكتب ذات الكاتب الواحد في مقابل المصادر الأخرى. يمكن الاستفاده من هذه الدراسه في معرفة الدور الذي يلعبه الدين في الولايات المتحده الامريكيهكمحدد هام في علاقتها الخارجيه خاصة التي تربطها بالشرق الاوسط .
– دارسه مقدمه من الباحثه أميره محمد بعنوان ” مفهوم الاصلاح كمحدد للسياسه الأمريكيه تجاه الشرق الاوسط خلال ادارتى جورج دبليو بوش “[18] هذه الدراسه تهدف إلى تحليل السياسه الخارجيه الأمريكيه في هذه الفتره وتبحث في قضية اصلاح الشرق الاوسط كموضوع هام على قائمة اجندة الأعمال الأمريكيه بعد احداث 11 سبتمبر فهى تتسائل حول وجود اهتمام امريكى بمنطقة الشرق الاوسط كما تبحث في كيفية هذا الاهتمام، وتستخدم الباحثه منهج تحليل النظم والذي يعتمد على دراسة المدخلات والمخرجات الخاصه بالانظمه السياسيه كما يمتد لدراسة التغذيه العكسيه الناتجه عن هذه المخرجات، وقد توصلت الباحثه لأن الدفاع الامريكى عن الديمقراطيه والاصلاح أمر مشكوك فيه وذلك بسبب توالى انتهاك امريكا لحقوق الانسان و أن الاليه العسكريه التي تفرضها امريكا ليست ذات جدوى ، كما أن منطقة الشرق ليست بحاجه للديمقراطيه المفروضه من الخارج. ويعاب على الباحثه أن النتائج التي توصلت إليها هي إلى حد كبير مسلمات معروفه للجميع باثبات عدد كبير من الدراسات السابقه على هذه الدراسه، كما أنها اعتمدت في المراجع على عدد كبير من الدوريات وقد اهملت استخدام الرسائل العلميه بشكل ملحوظ. وسوف يتم الاستفاده من هذه الدراسه بالوقوف على الموقف الامريكى تجاه الشرق الاوسط من بعد احداث الحادى عشر من سبتمبر ومعرفة دور القيم الأمريكيه في سياستها الخارجيه .
– دارسه مقدمه من الباحث كريم طه خليل بعنوان ” صنع السياسه التجاريه الأمريكيه تجاه دول الشرق الأوسط (1985-2005)”[19] تدور هذه الدراسه حول رغبة الرئيس بوش الابن في اقامة منطقه حره بين الولايات المتحده ودول الشرق الاوسط بحلول عام 2013، وقد توقفت الدراسه في سنة نشرها عام 2010 ، تتسائل هذه الدراسه عن اليات صنع السياسه التجاريه للولايات المتحده الأمريكيه بصوره عامه وتجاه منطقه الشرق الاوسط بصوره خاصه بالتركيز على كيفية عمل هذه الاليات للتوصل إلى اتفاقيه منطقه حره بين البلدين، استخدم الباحث نموذج المباراه أو المباراه ذات المستويين كإطار منهجى نظرى للدراسه وقد توصل الباحث إلى أن هناك صله وثيقه بين السياسه التجاريه والمصالح الأمريكيه باعتبارها احد عناصر القوه الاقتصاديه كما كشفت الدراسه عن وجود ثلاث محددات لصنع السياسه التجاريه للولايات المتحده الأمريكيه هي الاطار المؤسسى، والتوافق الحزبى داخل الكونجرس، والقضايا المطروحه على الساحه الدوليه. كما ابرزت الراساله اهم المعايير التي على اساسها تدخل الدول في الاتفاقيات التجاريه مع امريكا، وتوصل إلى انه في مفاوضاتها مع دول الشرق الاوسط تسعى إلى وجود التزام متبادل والوصولى إلى تسويه قبل الدخول في مفاوضات واستخدام النفوذ للضغط على الدول. وأن اهتمام امريكا بمنطقه الشرق الاوسط ينبع من اهمية البترول المجود بها بوفره وامن اسرائيل، ويعاب على الدراسه الاستعانه بكم كبير من المصادر الاجنبيه مقابل المصادر العربيه. سوف يتم الاستفاده من هذه الدراسه في معرفة معلومات عن التحركات التجاريه الأمريكيه في الشرق الاوسط والضغوط التي تفرضها من اجل تحقيق مصالحها الاقتصاديه .
– دارسه مقدمه من الباحث عمرو السيد عبد العاطى بعنوان “أمن الطاقه في السياسه الخارجيه الأمريكيه : دراسة حاله منطقة بحر القزوين بعد احداث الحادى عشر من سبتمبر”[20] تدور هذه الدراسه حول اعتماد الولايات المتحده على مصادر الطاقه بشكل اساسى، وهو الأمر الذي أدى إلى تحولها الخارجى تجاه القزوين، ولهذا تتسائل الدراسه عن مدى تأثير امن الطاقه الامريكى على السياسه الخارجيه الأمريكيه بعد احداث الحادى عشر من سبتمبر، وكيف تمثل منطقة بحر القزوين هذا النموذج من التحول، اعتمد الباحث في دراسته على نظرية المكانه وتأثير القدرات الأمريكيه على السياسه الخارجيه الأمريكيه، ويرجع ذلك إلىان الاعتماد النظرى للدراسه بالأساس يقوم على مفهوم امن الطاقه. وقد توصلت الدراسه إلى أن مفهوم امن الطاقه له اهميه خاصه لدى الولايات المتحده الأمريكيه وزادت هذه الاهميه في مرحلة جورج دبليو بوش وباراك اوباما وهو ما يتضح جليا في تزايد استخدام أمريكا للقوات المسلحه بهدف تحقيق أمن الطاقه الأمر الذي يحسب كسبب رئيسى لدخول أمريكا إلى العراق في عام 2003، كما استنتجت الدراسه أيضا أن امن الطاقه لا يعنى فقط انتاج الغاز والنفط وأن هناك عدد كبير من المؤسسات الطاقه في حاجه إلى اعادة النظر، فمع وجود اشارات تنزر باقتراب نهاية وقود الخليج العربى تنظر الولايات المتحده الأمريكيه إلى منطقة بحر القزوين على أنها الخليج القادم، يعاب على هذه الدراسه استخدمها بعض المصطلحات غير الاكاديميه مثل استخدام امريكا بدلا من الولايات المتحده الأمريكيه، وتستفاد الباحثه من هذه الدراسه معرفة التحركات الأمريكيه القادمه في منطقه الخليج العربى والتي من المتوقع أن تتأثر بصورة واضحه ببروز منطقه بحر القزوين كمنتج جديد للطاقه.
– دارسه مقدمه من الباحثه رنا صفوان فريد رمضان بعنوان ” السياسه الخارجيه الأمريكيه تجاه آسيا الوسطى بعد احداث الحادى عشر من سبتمبر “[21] تسعى هذه الدراسه إلى التعرف على جوانب الاستمرار والتغير في السياسه الخارجيه الأمريكيه تجاه دول آسيا الوسطى منذ استقلالها وانهيار الاتحاد السوفيتى، من هنا تتسائل الدراسه عن اهم اسباب هذا التحول والاختلاف الذي لحق بسياسة دول آسيا الوسطى نفسها من الوجود العسكرى في المنطقه واهم ابعاد السياسه الخارجيه للولايات المتحده بعد احداث 11 سبتمبر والتي ادت إلى اخراج القوات الأمريكيه من المنطقه مما تركها عرضه للارهاب الافغانى، استخدمت الباحثه منهج تحليل النظم ومنه قد توصلت إلى عدة نتائج منها أن احداث 11 سبتمبر كان لها دور كبير في تغير اتجاهات السياسه الخارجيه للولايات المتحده الأمريكيه، وانه بالرغم من قوة الولايات المتحده الأمريكيه وأنها قوه عظمى الا أنها تعانى من بعض الاضطهاد الذي يشوب سياستها الخارجيه التي تتسم بنوع من سوء التخطيط وقد سردت الباحثه بعض تلك الاخطاء في آسيا، وقد وصلت الباحثه في النهايه الدول العربيه على ضرورة تقويه العلاقات مع دول وسط آسيا وذلك بسبب القوه التي تملكها والدور الجديد التي اصبحت تلعبه على الساحه الدوليه. يعاب على هذه الباحثه قلة استخدامها للمصادر الاجنبيه في الدراسه بالرغم من اهمية هذه المصادر بالنسبه للموضوع. وسوف يتم الاستفاده من هذه الدراسه في معرفة شكل التحركات الأمريكيه داخل آسيا واثر النفط المكتشف بها في ظل الصعود الروسى وفي ظل ارتفاع صوت الارهاب في قارتى آسيا وإفريقيا.
القسم الثانى يتحدث عن الصعود الروسى على الساحه الدوليه :.
– دراسة مقدمه من الباحثه منى دردير محمد أحمد بعنوان ” السياسه الخارجيه الروسيه تجاه ايران(2000-2011 )”[22] تدور هذه الدراسه حول إعادة بناء القوه الروسيه ومحاولتها العوده على الساحه الدوليه بعد فتره من الاحاديه القطبيه وذلك من خلال تكوين التحالفات الجديده التي تسعى إليها، تبحث هذه الدراسه تساؤل رئيسى يدور حول عدد من الإشكاليات تدرس التغير الجذرى في السياسه الروسيه تجاه إيران من الحذر بسبب تأثير إيران الدينى والشيوعى المتطرف، إلى محاولات التقارب والتفاهم بينهما. الإشكاليه الأخرى تدور حول رغبة روسيا في توطيد علاقتها مع المنطقه العربيه وخاصة مع دول الخليج ومنها السعوديه، هذا التعاون الذي يتعارض مع تحالفها مع إيران، أما الإشكاليه الاخيره في هذا البحث تدور حول انتهاج سياسه تعاونيه مع الولايات المتحده وروسيا مع وضع خطوط حمراء للبلدين لعدم الدخول في مواجهه مباشره. ومن هذا تسائل الباحث حول ما إذا كان اتجاه روسيا للتقارب مع إيران قد يضر بمصالحها مع دول الخليج والولايات المتحده. استخدمت الباحثه المقولات النظريه التقليديه والواقعيه وقد مثلت هذه المقولات الاساس النظرى للدراسه ومعهم قد استخدمت منهجين هما تحليل النظم ومنهج المصلحه القوميه. وقد توصلت الباحثه إلى أن التقارب الروسى الايرانى يرجع إلى مواجهة كلا الدولتين للتحديات التي تواجههم على المستوى الاقليمى والعالمى وأن هناك كثير من نقاط الالتقاء بين روسيا وإيران تتمثل في وجود اهداف سياسيه واقتصاديه مشتركه، فإيران تقع بين اغنى منطقتين في العالم وتشرف على مضيق باب المندب وعلى جزء كبير من الخليج و تماسك البلدين سوف يؤمن لكلاهما الوصول إلى اهدافهم كما أن روسيا تعتمد على الملف النووى الايرانى في الضغط على الغرب و بها يمكنها الحصول على اكبر قدر من المكاسب. كان يستحب في هذه الدراسه الاستعانه بعدد اكبر من المراجع الاجنبيه، إلا أن هذه الدراسه مفيده للبحث في معرفة مظاهر القوه الروسيه وطرق تعاملها مع الشرق الاوسط والقاعده التي ترتكز عليها في هذا.
– دراسة مقدمه من الباحثه رغده محمود محمد البهى بعنوان “الحرب من منظورات العلاقات الدوليه بالتطبيق على الحروب الروسيه في القوقاز (1994-2008)”[23] تدور الدراسه حول اشكال الحرب التقليديه والحديثه من عدة منظورات وقراءات. ومن هنا تطرح الدراسه تساؤل رئيسى وهو ما مدى قدرة منظورات علم العلاقات الدوليه الكبرى وروافدها والاتجاهات الجديده للعلم على تفسير كل من اسباب وانماط الحربين الروسيتين الأولى والثانيه والحرب الروسيه الجورجيه. وقد اعتمدت الباحثه في هذه الدراسه على المنظورات المختلفه لمفهوم الحرب واتجاهات علم العلاقات الدوليه الحديثه الذي يدرس هذا المفهوم. وقد توصلت الباحثه إلى انه بالرغم من الارتباط الوثيق بين واقع العلاقات الدوليه والتنظير لتلك العلاقات، إلا أن هذا لا يعنى أنها تفسر كل الحروب التي اندلعت في اعقاب الحرب البارده، فلا يمكن لاتجاه واحد تفسير الحروب المختلفه على تعدد انماطها وأن تلك الحروب الروسيه في القوقاز تباينت تباين كبير في الأسباب المباشره لها، وما يفيد البحث من هذه الدراسه هي النتائج الفرعيه التي توصلت لها الباحثه وهى أن الغرض من الحرب الروسيه في القوقاز هو تأمين التوازن في القوه في هذه المنطقه وذلك استجابه للوضع الروسى الجديد في المنطقه وفي العالم كله وبالتالى فهى تسعى دائما للتدخل لحماية المصالح الاقليميه لتظل هي الراعى الاول للمنطقه والقوى الفاعله والمؤثره بها.
– دراسة مقدمه من الباحث على الله حكمت الله بعنوان” السياسه الخارجيه الروسيه (2001-2010) دراسة مقارنه للسياسه الروسيه إزاء الازمتين الأفغانيه والعراقيه”[24] إشكالية هذه الدراسه تدور بالأساس حول تفسير السلوك الروسى من الازمه الافغانيه والعراقيه وهو الأمر الذي تحول من التنسيق الدبلوماسى مع الولايات المتحده الأمريكيه في الحاله الافغانيه، إلى صراع دبلوماسى في الحاله العراقيه.
من هنا تتسائل الدراسه عن محددات السياسه الخارجيه الروسيه تجاه امريكا كقوه عظمى وتجاه الدولتين محل الدراسه. اعتمد الباحث في هذه الدراسه على منهج تحليل النظم و ذلك لتحليل الموقف الروسى في كلا الازمتين، ثم استخدم المنهج المقارن للمقارنه بين الموقف الروسى في الأزمتين، كما اعتمد الباحث بصوره كبيره على تصريحات المسؤولين الروس وممارستهم. وقد توصل الباحث في النهايه إلى عدة نتائج هامه على رأسها أن روسيا تحاول أن تشارك في صنع القرار الدولى وأن لا يتم تهميشها، وذلك من خلال سعيها لإقامة تحالفات من ناحيه ومصادمات من ناحيه أخرى، ومن النتائج الفرعيه التى توصل لها الباحث والتي تفيد في مسار البحث هو أن الموقف الروسى تجاه العراق لم يتغير بعد سقوط نظام صدام عن ما كان قبل سقوطه فيما يتعلق بدور الامم المتحده، وضرورة احترامها للشرعيه الدوليه، ومنه نرى أن الموقف الروسى لا يتوقف فقد على المصالح الماديه وانما يعود إلى رغبة روسيا في أن يكون لها صوت مسموع على الساحه الدوليه. تستفيد الباحثه من هذه الرساله في رؤية احدى اشكال الصدام بين الولايات المتحده الأمريكيه وروسيا الاتحاديه في طريق الثانيه لاستعادة مكانتها الدوليه مره أخرى من جديد.
– دراسة الباحثه منه الله ضياء الدين بعنوان”أمن الطاقه الأروبى والعلاقات الأوروبيه – الروسيه”[25] تقوم هذه الدراسه بتحليل وضع القاره الاوروبيه من ناحية امدادات الطاقه الخاصه بها حيث أنها تعتمد بالأساس على الوقود، الأمر الذي يجعلها بحاجه إلى الامدادات الخارجيه والتي تأتى من روسيا. من هنا تبحث الدراسة في شكل العلاقات الأوروبيه الروسيه والتي قوامها بصوره كبيره أمن الطاقه الأوروبى. وقد استخدمت الباحثه منظورين من نظرية العلاقات الدوليه للوصول إلى التحليل الامثل لتلك العلاقات، الاول هو منظور الفاعلين من غير الدول والذى يمثله الاتحاد الاوروبى، والمنظور الاخر يمثل الجانب الروسى وهو المصلحه القوميه، كما تعتمد الباحثه على مصطلح أمن الطاقه بصوره اساسيه بجانب هذه النظريات. ومنه توصلت الباحثه إلى اهميه قيام الاتحاد الأوروبى بالتنويع فى مصادر الطاقه التي يعتمد عليها بين الامدادات الخارجيه والبحث عن مصادر تمويل أخرى غير روسيا أو توليد الطاقه النظيفه وذلك بالخصوص مع انحسار منابع الطاقه التقليديه في غرب روسيا وازدياد معدلات الاستهلاك الطبيعيه هناك. وان اروبا كقوه ناشئه عليها أن تتمكن من توفير انواع مختلفه من الطاقه سواء المتجدده أو غير المتجدده في إشاره من الباحثه إلى قارة افريقيا. ويمكن الاستفاده من هذه الدراسه من خلال معرفة الدور الذي تلعبه روسيا في الاتحاد الأروبى واعتماد الاتحاد الاروبى بصوره كبيره على الطاقه الروسيه الأمر الذي يزيد من القوه الروسيه على الصعيد الدولى.
– دراسة مقدمه من الباحثه خديجه لعريبى بعنوان “السياسة الخارجية الروسية تجاه منطقة الشرق الأوسط بعد احداث 11 سبتمبر 2001”[26] من خلال هذه الدراسة تحاول الباحثه ابرازالتوجه الروسى الجديد نحو منطقة الشرق الاوسط والتي لم تكن بعيده عن الاهتمام الروسى إلا بعد نهاية الحرب الباردة، الفتره التي زاد التوجه الروسى فيها للشرق إلى أن انتجت سياسة ديناميكيه ناحية الشرق مره أخرى. كما تحاول هذه الدراسة معالجة الإشكاليه التي تدور حول طبيعة التوجهات الروسية تجاه منطقة الشرق الأوسط ومختلف الدوافع والأسباب الكامنه وراء ذلك والتي تسعاد في تفسير وتحليل المواقف والسلوكيات الخارجيه الروسيه تجاه اهم قضايا تلك المنطقة الحيويه من العالم. كما تحاول الإجابة عن فرضيات الدراسة المنبثقه عن الإشكاليات المطروحه والمتضمنه رغبة روسيا في تكوين عالم متعدد الاقطاب تكون هي احد اقطابه، بالإضافة إلى مبدأ البرغماتيه التي تنطلق منه السياسه الخارجيه الروسية. وقد اعتمدت الباحثه في دراستها على اربعة مناهج المقارن والتاريخى والوصفى والاحصائى. ومن خلال هذه المناهج توصلت الباحثه إلى جمله من النتائج يمكن حصرها في النقاط التاليه: أن السياسه الخارجيه الروسيه تتحرك وفقا لمبدأ المصلحه الوطنيه، حيث تتسم تحركات روسيا على مبدأ البراغماتيه على الصعيد الخارجى. وأن الحاجات الامنيه والاقتصاديه هي الدافع الاساسى المشكل للسياسه الروسيه في منطقة الشرق الاوسط. تتركز الاستفاده من هذه الدراسه على معرفة شكل الصراع على منطقة الشرق والذي يعد غحدى نتائج عودة القوة الروسيه للظهور مره أخرى.
القسم الثالث يتحدث عن العلاقات الروسية الامريكية والنظام الدولى :.
– دراسة الباحثه منى القلاف بعنوان “السياسه الخارجيه للولايات المتحده الأمريكيه تجاه روسيا الاتحاديه”[27] والتي تبحث في السياسه الخارجيه الأمريكيه فترة الهيمنه الاحاديه تجاه روسيا الاتحاديه التي كانت تعتبر دوله حديثة النشئه في هذا الوقت، إلى أن تولى الرئيس بوتن الحكم وذلك باعتبار أن الرئيس فلادمير بوتن احدث نقله نوعيه في السياسات الخارجيه الروسيه ومن هنا فقد حاولت الدراسه الاجابه عن التساؤل الرئيسى والذي يدور حول فهم وتحليل السياسه الخرجيه المتبعه من قبل الولايات المتحده الأمريكيه تجاه روسيا، وكيف أن صعود قياده روسيه جديده عدل الفكر الامريكى تجاهها. وقد استخدمت الباحثه منهج المصلحه القوميه في التحليل وذلك باعتباره يبحث سياسه الدول من ناحية مصلحتها الوطنيه. وقد توصلت الباحثه باتباع هذا المنهج إلى أن حزب المحافظين له تأثير كبير على قيادة الرئيس جورج بوش الابن وبالتالي هو يعتنق سياسه متشدده وتظل روسيا هي الخصم الاول له، وانه بالرغم من انتهاء الحرب البارده لصالح الولايات المتحده الأمريكيه فان روسيا لا تزال دوله قويه ولا يستهان بها، كما توصلت إلى أن ازمة اوستينا الجنوبيه شكلت منحنى جديد للعلاقات الأمريكيه الروسيه. وفي نهاية الدراسه اكدت الباحثه على انه بالرغم من الخلاف بين البلدين فانه من المستحيل أن تكون بينهم مواجهه عسكريه. الباحثه في هذه الرساله استخدمت عدد قليل من الرسائل العلميه في مقابل كتب المؤلف الوواحد التي لا تعد كافيه للدراسه العلميه. أما عن الاستفاده من هذه الدراسه تتلخص في معرفة شكل العلاقه الروسيه الأمريكيه ودور المؤسسات الأمريكيه في صناعة هذه العلاقه.
– دراسة مقدمه من الباحث Bjoern Alexander بعنوان “China-RussiaRelations after the Cold War:The Process of Institution-Building andIts Impact on the Evolution of Bilateral Cooperation”[28] تهدف الدراسه الى تحليل العلاقات الثنائيه التى نشأت بين روسيا والصين، بالرغم من الخلاف الذى عانت منه الدول ما بعد انهيار الاتحاد السوفيتى. يدور التساؤل الرئيسى فى البحث حو الدور الذى لعبته المؤسسات فى البلدين فى هذا التحالف القوى بينهما. استخدم الباحث فى الدراسة نظرية الليبراليه الجديده والتى يدرس من خلالها التطور الذى قامت به كلا البلدين فى مؤسسات الاقتصاد والسياسه والتى كان لها دور ملحوظ فى العلاقات الثنائيه بين البلدين. توصل الباحث من الدراسه الى ان المؤسسات المرنه والمتطوره فى البلدين عملت على تسهيل التعاون بينهما، والعمل المشترك سواء فى المجالات الاقتصاديه والسياسيه. فتلك المؤسسات عملت على تحقيق استقرار داخل كل من البلدين، كما عملت على استقرار العلاقات بينهما.
– دراسة مقدمه من الباحث محمد رضا حسين فرحات بعنوان “السياسه البريطانيه تجاه الشرق الاوسط بعد احداث 11 سبتمبر 2001 قضايا الامن و التسويه (2001-2005)”[29] تبحث هذه الدراسه في الدور البريطانى الجديد في المجتمع الدولى وكيف أنها كدوله متوسطه من ناحية الامكانيات العسكريه والحجم أن يكون لها دور بارز على الساحه الدوليه يفوق امكانيتها الفعليه، كما تشير الدراسه إلى الفرص المتاحه لبريطانيا في الوصول إلى مصالحها القوميه، وقد تبنت هذه الدراسه تساؤل رئيسى عن ماهية السياسه البريطانيه الحديثه في الشرق الاوسط باعتباره الساحه الغير هادئه في العالم والتي تجذب التدخل العالمى فيها خاصه في القضايا الاقتصاديه و التسويه الامنيه. استخدم الباحث منهج تحليل النظم لديفيد استون كما انه اعتمد بصوره رئيسيه في تحليله على النظريه الواقعيه. ومن خلال هذا الاطار المنهجى توصل الباحث إلى أن بلير عندما تولى السلطه عمل على اعادة توصيف السياسه الخارجيه البريطانيه كما انه يؤيد التدخلات العسكريه لحل الازمات كوسيله مسانده للتحركات الدبلوماسيه وهو ما أدى إلى تغير شكل القوات المسلحه البريطانيه، الا أن عدد من الاحداث التي جرت في الشرق الاوسط مثل غزو العراق ادت إلى فقدان الثقه في الداخل البريطانى في شكل السياسه الحديثه. عمل بلير على اصلاح الاوضاع في الشرق الاوسط وموازنة الدور الذي تلعبه الولايات المتحده الأمريكيه فحاول التدخل في قضية الصراع العربى الاسرائيلى إلا أن هذا التدخل لم يكن له دور كبير. يشير الباحث في الخاتمه أن الدور البريطانى يرتبط بالأساس بعاملين اساسيين هما اولا تحركات الولايات المتحده الأمريكيه وهو ما يؤدى إلى قصور في الدور البريطانى والعامل الاخر هو الدور المتنامى لبريطانيا في المؤسسات الاوروبيه. يعاب على هذه الدراسه عدم الوصول إلى نتائج جديده وهى بصورة اكبر تعتمد على سرد الاحداث والتاريخ يمكن الاستفاده من هذه الدرايه من خلال رؤية الدور الاروبى في النظام العالمى الجديد من كونه داعم للسياسه الأمريكيه.
– دراسة مقدمه من الباحث حامد عبد العزيز بعنوان ” أثر القوة في العلاقات الدولية: المتغيرات السياسية المعاصرة في منطقة الشرق الاوسط: 1945-1990″[30] تعالج هذه الدراسة التغيرات السياسيه في منطقة الشرق الاوسط بالتركيز على ميزان القوة بين الامه العربية ودولة اسرائيل في فترة تاريخيه محددة مع ما يثيره هذا الصراع من تقاطعات وتنافس بين الدول العظمى في المنطقة. ويعتمد البحث على منهج العلاقات الدولية وهي المحرك الاساسى لهذه العلاقات منذ قيامها بصورتها الحديثة وحتى الأن. وتدور الرسالة حول عدة تساؤلات رئيسيه ومنها اثر القوه الدوليه على الصراع العربى الاسرائيلى والدور الذى لعبته القوى الدولية على أساس شكل التوازن الدولى في هذا الصراع وما إذا كان هذا الصراع في محصلته إثبات للقوه من الطرفين. اعتمد الباحث على عدد من طرق البحث في جمع المادة الملائمه لاختبار الفرضيات شملت الكتب والدوريات واوراق الالورش العلميه والمؤتمرات وشبكة المعلومات الدولية. توصلت الدراسه في نهايتها بعد تحليل تلك الماده التي قام الباحث بجمعها إلى عدة نتائج هامه ابرزها تأرجح ميزان القوة في المنطقة مرورا بفترة الحرب الباردة إلى انهيار الاتحاد السوفيتى ثم محاولات بناء نظام عالمى جديد بقيادة الولايات المتحده الامريكية، وانعكاس هذا التأرجح على عدم الاستقرار الاقليمى، وقد اضاف الباحث عدة سيناريوهات متوقعه بناءً على ما وصل ايه في القضايا الخاصه بالصراع العربى الاسرائيلى. تعد طول فترة الدراسه احدى عوامل ضعف هذه الدراسه، والاستفادة من هذه الدراسة تتمحور حول ما تقدمه من معلومات حول عودة القوه الروسيه على الساحه الدوليه وانعكاسات ذلك على الشرق الاوسط.
– دراسة مقدمه من الباحثه رشا محمود السيد عيد الباز بعنوان ” الانعكاسات الاقليميه والدوليه للتهديدات الامنيه في منطقة اسيا الوسطى (1991 – 2005 )”[31] تدور الدراسه حول تنامى الاهميه الاستراتيجيه لمنطقة آسيا الوسطى بعد الحرب البارده وتسارع كلا من الولايات المتحده الأمريكيه وروسيا الاتحاديه للسيطره عليها وذلك بالخصوص بعد اكتشاف كميات كبيره من النفط في منطقه بحر القزوين وبالتالى اصبحت تمثل أمن طاقه بالنسبه لهما كقوتان عظمتان تتصارعان على قيادة العالم، من هنا تطرح الدراسه التساؤل الرئيسى يبحث في الانعكاسات الاقليميه والدوليه للتهديدات التي تواجهها اسيا الوسطى من هذه المنافسه، وقد استخدمت الباحثه منهج تحليل النظم ومن خلال هذا المنهج قد توصلت إلى أن آسيا الوسطى قد حظت باهميه كبيره بعد انهيار الاتحاد السوفيتى واصبحت هذه الدول الان تواجه الصراع النفطى بعدما اصبحت ثانى اكبر احتياطى للنفط في العالم بعد الخليج العربى كما تعانى هذه الدول الان من الانقسامات العرقيه بداخلها، كل هذا اسفر عن معامله مختلفه من قبل القوتين العظمتين مع هذه المنطقه التي تمثل مصدر حديث للطاقه وذلك لضمان الاستفاده من هذه الطاقه، كما رأت الباحثه أن الدول العربيه خاصتا مصر تحاول زيادة التقارب مع مع روسيا الوسطى حتى تضمن نصيب من هذا المورد الجديد إذا احتاجت له، ويعاب على هذه الرساله عدم الوصول لاجابه كافيه للتساؤل الرئيسى الذي تم طرحه و جاءت النتائج عامه. يمكن للباحثه أن تستفيد من هذه الرساله في معرفة مدى امكانية تحول السياسه الخارجيه الأمريكيه إلى منطقة بحر القزوين بدلا من الخليج العربى.
– دراسة مقدمة من الباحث رضا حسين محمد بعنوان” التغير في بنية النظام الدولى وأثره على الأمن القومى العربى”[32] تدور الدراسة حول التغيرات الجديده في بنية النظام الدولى وهو ما يكون له بالضروره انعكاسات على منطقة الشرق الاوسط كموقع عالمى حيوى، فنجد أن حرب الخليج الثانيه كشفت أهمية الشرق في النظام العالمى وتوجه الانظار إليه. كما كشفت عن بداية نظام عالمى جديد تحكم فيه مسار العلاقات الدوليه الدول العمالقه في الاقتصاد والقوه العسكريه، كما ابرزت أيضا أن الولايات المتحده الأمريكيه كقوه عظمى نقلت العالم إلى شكل الاحاديه الثنائيه بدلا من الثنائيه القطبيه التي سادت ما قبل التسعينات. فالدراسهتبحث عن تلك التحولات الجذريه التي شهدها النظام العالمى وبخاصه شكل الهيمنه الدوليه، من هنا يدورلا التساؤل الرئيسى للدراسه حول اثر التغيير في بنية النظام الدولى على الأمن القومى العربى، اعتمدت الدراسة على منهج تحليل النظم لتحليل شكل النظام الدولى، وأضاف الباحث المنهج المقارن والذي من خلاله سوف يقوم بمقارنة الوضع العربى في ظل الانظمة الدوليه المختلفه. وقد وصل الباحث إلى أن الوطن العربى يعانى من حالة اختراق من الغرب وتحف به عدد كبير من المخاطر سواء الوجود الإسرائيلى أو الهيمنه الأمريكيه والعولمه والاثار المصاحبة لها ومن هنا فإن التغير في النظام الدولى يتبعه تغيرات سياسيه وإقتصاديه وأمنيه بالإضافه إلى التغيرات القيمه والتي تعد العولمه هي السبب الأساسى في هذه التغيرات الأخيره. كما وصل إلى أن هناك علاقة عكسية بين التغير في بنية النظام الدولى والأمن القومى العربى بإعتباره النظام الأضعف. يعاب على هذه الرسالة كثرة استخدام الكتب مقابل الرسائل وذلك لان كتب المؤلف الواحد لا تثرى البحث العلمى. والإستفاده من هذه الرسالة سوف يكون معرفة التغير في النظام الدولى كما أنها تدرس بصورة واضحة أثر هذا التغير على مشار الشرق الاوسط.
ثامناً : تقسم الدراسه :.
المقدمة:
الفصل الاول :.
– ردود الافعال الروسيه والأمريكيه على الثورات العربيه.
المبحث الاول : الثورة المصريه.
المبحث الثاني : الثورة السوريه.
الفصل الثاني :.
– التقارب الروسى الايرانى وعلاقته الاتفاق النووى الامريكى.
المبحث الاول: تغيير الرؤى الروسيه للعلاقات مع ايران.
المبحث الثاني: التحولات في السياسه الأمريكيه تجاه ايران.
الفصل الثالث:.
– اثر الهيمنه الروسيه في اسيا على التفاهمات الأمريكيه داخل القاره.
المبحث الاول: الوفاق الروسى-الصينى واثره على السياسه الأمريكيه في الشرق
الاوسط.
المبحث الثاني: اسيا كمصدر لامن الطاقة الأمريكيه.
المبحث الثالث: سياسة التوجه شرقا الأمريكيه.
الفصل الاول :.
ردود الافعال الروسية والأمريكية على الثورات العربية
تنوعت مواقف الولايات المتحده الأمريكيه ما بين القبول والمعارضه لكل من الثوره السوريه والثوره المصريه، بل وتنوعت مواقفها تجاه الثوره الواحده من وقت إلى آخر. فمصر هي قلب العالم العربى وسوريا حدود حيويه بالنسبه لأمن اسرائيل وبالتالى فكلاهما يمثل أهميه خاصة بالنسبه للولايات المتحده الأمريكيه. تلك المواقف المتباينه ازاء الازمتين تعود لعدة اسباب داخليه وخارجيه، احدى اهم الأسباب الخارجيه هو وجود منافس قوى للولايات المتحده الأمريكيه، ذلك المنافس القديم والذى تضعه الولايات المتحده الأمريكيه في اعتبارها عند اتخاذ اى قرار في سياستها الخارجيه. كذلك روسيا كقوه صاعده تسعى لان تلعب دور اقليمى ودولى، ما يتطلب منها اقامة علاقات دبلوماسيه مع عدد كبير من الدول الهامه، كما أنها لابد أن تساهم في التحركات السياسيه المهمه في العالم.
إستناداً إلى ما سبق، نجد أن كلا القوتين يتحكم في مواقف الاخر ويشكل ركنا اساسياً من محددات السياسه الخارجيه لديه وتلك التفاعلات التي تشكل في النهايه النظام الدولى بما يحتويه من تحولات في موازين القوه. من هنا، يسعى هذا الفصل إلى عرض المرتكزات الخارجيه لسياسة واشنطن تجاه الثورات العربيه، كما يلقى الضوء أيضا على مدى استجابة واشنطن لردود افعال موسكو، من خلال مبحثين
المبحث الاول يناقش الثوره المصريه وردود الافعال الأمريكيه و الروسيه بشأنها. وذلك من خلال جزئين، الجزء الاول يتحدث عن ثورة الخامس و العشرون من يناير. أما الجزء الثاني فيعرض ردود الافعال ما بعد ثورة الثلاثون من يونيو.
المبحث الثاني يحلل ردود الافعال الأمريكيه والروسيه والاتفاقات و الاختلافات بينهما، وما إذا كان الموقف الامريكى تغير بعد التدخل الروسى في الازمه السوريه ام لا.
المبحث الاول: حالة الثوره المصريه :.
تتابعت الاحداث في مصر بشكل مفاجئ وسريع نسبيا، في البدايه اندلعت ثورة الخامس والعشرين من يناير الأمر الذي شكل مفاجئه للقوى الداخليه والقوى الدوليه، فبالرغم من تراجع شرعية النظام الا انه لم يكن من المتوقع أن تقوم ثورة ضده بهذا الحجم الكبير والتى ادت في النهايه إلى رحيل الحكومه المصريه. لحق بذلك تغير في الحكومات المصريه واحده تلو الأخرى حتى اندلاع الثوره الثانيه في الثلاثين من يونيو.
تحظى مصر باهمية خاصه لدى الاداره الأمريكيه وذلك لاعتبارات عديده ؛ فهى منفذ تجارى واقتصادى هام لدول العالم اجمع بسبب وجود قناة السويس، وهى احد الدول الهامه المطله على البحر الاحمر، كما أن لمصر دور كبير في تأمين اسرائيل وتطويع النظام الاقليمى لخدمة اهداف ومصالح الولايات المتحده الأمريكيه[33]. من هنا كان موقف واشنطن من الثوره المصريه شديد الحساسيه، فاما أن تظل مؤيده للحكومه وداعمه لها وهنا تخسر الشعب، أو أن تنحاز إلى ارادة الشعب. انعكست تلك الافكار على السلوك التي اتخذته الولايات المتحده الأمريكيه تجاه الثوره المصريه والذى تغير من الثوره الأولى للثانيه.
أولاً ثورة الخامس والعشرون من يناير:.
تذبذب السلوك الامريكى تجاه ثورة الخامس والعشرون من يناير، فنجد أن نظام مبارك كان مساند قوى للولايات المتحده وهى ترغب في بقاءه. الأمر الذى اخر رد فعلها وجعلها تستغنى عن شعارات حماية حقوق الانسان والديمقراطيه، فحاولت الحياد ما بين الحكومه والشعب. حيث بدأت بالصمت تجاه الاحداث، ثم تحولت إلى تقديم النصيحه للنظام المصرى بعمل تغيرات لتهدأة الثوار، إلى أن وصلت لتأييد الرحيل الفورى لمبارك بعد موقعة الجمل. فقد حاولت بدايةً الابقاء على نظام مبارك إلى آخر وقت، لكن الظروف لم تسمح لها بذلك. فقد مرت السياسه الخارجيه الأمريكيه تجاه ثورة 25 يناير بثلاثة مراحل[34]:
– المرحله الأولى منذ اندلاع الثوره وحتى موقعه الجمل، والتى تأخر فيها رد الفعل الامريكى حتى لا تسبق الاحداث وكانت تؤكد الحكومه الأمريكيه في ذلك الوقت أن الاوضاع المصريه مستقره وانها ازمه طارئه سوف تنتهى بمجرد النزول إلى رغبات الشعب و القيام ببعض الاصلاحات.
– المرحله الثانيه بعد حدوث موقعة الجمل والتي اضطرت الولايات المتحده أن تؤيد الرحيل الفورى لمبارك، وقد كان ذلك تماشيا مع المواقف الاروبيه موقف الامم المتحده. وتمحور التفكير في ذلك الوقت على خليفة مبارك في الحكم وكيف سيكون النظام التالى.
– المرحله الثالثه والاخيره هي ما بعد تنحى الرئيس مبارك عن الحكم، وفى ذلك الوقت بدأت الولايات المتحده تتحسب لما هو قادم؛ فذلك النظام المجهول امامه خياران أما أن يتماشى مع سياستها أو أنها سوف تتحرك لتغييره من خلال الجمعيات الحقوقيه ودون تدخل مباشر. ذلك وفقا للكتاب الصادر عن بيت الحريه في واشنطن والذى اعد كاتبه خطط التخلص من الحكومات غير المرغوب فيها.
على الصعيد الاخر، وفى ظل تذبذب واشنطن تجاه الثوره المصريه. استحوزت الثوره المصريه أيضا على جانب كبير من الاهتمام الروسى، وبدأت منذ اليوم الاول باطلاق التصريحات المضادة للاحتجاجات الشعبيه التي تحدث في مصر. فمع بداية الثوره اكد الرئيس ميدفيديف على ضرورة التوصل إلى حلول سلميه، كما عبر عن خوفه لما سوف تحمله الثوره من متغيرات[35]. وعلى عكس الولايات المتحده الامريكيه ظلت القيادات الروسيه مبقيه على علاقتها الطيبه مع حكومه مبارك حتى انتهت الثوره بتنحيه عن الحكم.
المفارقه في الأمر انه من المفترض أن تتمسك امريكا بالحكومه المصريه أكثر من روسيا لاسيما وان الحكومه المصريه تلقى كل اوراقها يد الحكومه الأمريكيه. وبدلا من أن تساعد روسيا في ولادة نظام جديد يكون لها علاقات اقوى مع موسكو، قررت الابقاء على علاقات طيبه مع حكومة مبارك، جاء ذلك من قبيل الخوف من القادم الذي ربما يكون اسوأ من ما هو قائم بالفعل. أما فيما بعد تنحى مبارك، تغير الموقف الروسى كليا. فقد دعمت موسكو الثوره وما آلت إليه، كما أنها ابدت استعدادها للتعاون مع النظام الجديد، الا أن ذلك الاعلان جاء متاخراً إلى حد ما كما انه لم يشهد خطوات جاده على ارض الواقع[36].
ترى الدراسه انه بالنسبه للثوره المصريه الأولى، كان الموقف الروسى أكثر ثباتا من الموقف الامريكى، بالرغم من غرابة تأييد موسكو لنظام مبارك. أما واشنطن كانت متمهله جدا حتى لا تخسر احد الاطراف على حساب الطرف الاخر. كلا الدولتين تصرف ببراجماتيه وحذر، الا أن واشنطن نجحت في أن تظل محايده الأمر الذي فشلت فيه موسكو رغم أن مكاسبها من بقاء النظام كانت اقل.
ثانياً ثورة الثلاثون من يونيو:
ردود الافعال على ثورة الثلاثين من يونيو معتمده بالأساس على شكل العلاقه مع النظام الحاكم ما قبل الثوره ” الاخوان المسلمين ” فحسب العلاقه التي تجمه بين موسكو والاخوان نجد رد الفعل الروسى، وكذلك أيضا نجد رد فعل واشنطن على الثوره. تلك الثوره كان لها اثار اكبر على العلاقات الخارجيه المصريه. فالفتره التي حكم فيها الاخوان المسلمون ركزوا على صداقة واشنطن والتى في مقابلها خسروا صداقات أخرى. وبالرغم من وجود علاقه مابين موسكو والاخوان الا أنها كانت علاقة شك بالنسبه لموسكو حيث لم تكن تثق في نظام الحكم المصرى.
ترى الولايات المتحده ثورة 30 يونيو على أنها انقلاب عسكرى على الحاكم، ما أدى الى معارضه واشنطن لها معارضه تامه وكأنها لا ترى الاعداد المتواجده في ميدان التحرير وتطالب بعزل الحاكم. الأمر الذي اثبت للجميع وجود علاقات سريه قويه ما بين واشنطن وجماعة الاخوان المسلمين، ويؤكد الظنون التي رأت أن واشنطن ساعدت جماعة الاخوان على الوصول لسدة الحكم في مصر. هددت الولايات المتحده بوقف المعونه المصريه ، رغبة منها في إثناء وزير الدفاع عن فكرة خلع الرئيس محمد مرسى. لكن ذلك التهديد لم يفلح واكملت وزارة الدفاع المسيره وترأس الدوله رئيس القضاه عدلى منصور، ومن بعده تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى الحكم. وأمام سير الأمور في مصر عكس ارادة واشنطن بدأت في تطبيق العقاب الاقتصادى عليها من خلال حجب جزء من المعونه المصريه، ثم التهديد بحجبها بالكامل[37].
جاء التهديد بقطع المعونات الأمريكيه لمصر من قبل أعضاء الكونغرس الامريكي، بالتزامن مع وجود تيار قوى داخل الولايات المتحده يرى أن ما حدث في مصر هو انقلاب عسكرى؛ بالتالي لابد من التعامل معه وفقا للقوانين التي تفرض قطع المساعدات العسكريه أو تجميدها. من الجدير بالذكر أن مصر تحصل على ثانى اكبر معونه تمنحها الولايات المتحده الأمريكيه بعد معونة اسرائيل بمقدار 1.3 مليار دولار سنويا. تلك المشارع المعروضه في الكونغرس تم معارضتها بدعم من الايباك الاسرائيلى[38]. حيث مارست اللجنه دورا هاما في منع خروج تشريعات تخص المساعدات العسكريه الأمريكيه لمصر. اثبت ذلك الموقف اهمية المساعدات الماليه التي تمنحها أمريكيا لمصر بالاخص لدى اسرائيل، فاحدى اولاويات اللوبى الاسرائيلى استمرار المعونه و التي تعنى استمرار تطبيق اتفاقية السلام و الحفاظ على امن اسرائيل.
فيما يخص موقف اسرائيل، نجد أن اسرائيل كانت مرحبه بتدخل المؤسسه العسركيه المصريه لعزل الرئيس محمد مرسى. فهم لا يسممون ما حدث في مصر على انه انقلاب عسكرى، وانما يرون أن ما فعله الجيش المصرى ملائمب النسبه للعلاقات المصريه الاسرائيليه، فهم معتادون على التعامل مع المؤسسه العسكريه ومرحبون بها على سدة الحكم في مصر[39]. من جانب آخر فهم لم يرتاحوا في التعامل مع تيار الاسلام السياسي الذي يدعمه الاخوان المسلمين والتى تعتبرها كلا من اسرائيل و أمريكا منظمات ارهابيه، لذا نجد أن بنيامين نتنياهو لم يتردد في اعلان اسرائيل ترحيبها بثورة 30 يونيو ورغبتها في استمرار المعونه الأمريكيه لمصر.
ظلت العلاقات المصريه الأمريكيه متوتره لفتره طويله، لاسيما وأن الرئيس باراك اوباما يحاول أن يسلك منحنى جديد في سياسات واشنطن تجاه الشرق الاوسط، فهو يرى أن التقرب الزائد من الشرق يجلب لواشنطن المتاعب وعلى الدول العربيه أن تعتمد أكثر على نفسها لحل المشكلات[40]. بالتالي ظلت الازمه بين البلدين قائمه إلى أن حدث تقارب بينهما في 2014 حيث اكدت مصر أنها ملتزمه باتفاقية السلام مع اسرائيل وترغب في اعادة العلاقات الطيبه مع واشنطن. فيما بعد اعلنت الولايات المتحده عن الرجوع في قرارات خفض وحجب المعونه المصريه.
على نقيض ذلك تماماً، ساءت العلاقات بين موسكو ومصر وهو ما توقعته روسيا مابعد رحيل نظام مبارك. فصعود الاخوان المسلمين إلى حكم مصر أدى إلى شعور الحكومه الروسيه بعدم ارتياح، فقد عانت روسيا من تقديم جماعة الاخوان المسلمين للدعم لحركات الانفصال في الشيشان وشمال القوقاز وهو ما اقر على امن روسيا واستقرارها الداخلى[41]. من هنا يمكن أن نفسر استقبال روسيا للرئيس محمد مرسى، والتى كانت متزامنه مع نمو جماعات الارهاب الاسلاميه في منطقة شمال القوقاز. ظلت العلاقات بين البلدين في حاله من التوتر والشك إلى أن قامت ثورة 30 يونيو، والتى أيدتها موسكو بشده باعتبارها بوابه للخروج من العلاقات الضيقه والمتوتره إلى علاقات أفضل خاصة مع رفض الحكومه الأمريكيه للثوره.
رأت روسيا زيارة الرئيس مرسى ومحاولات التقارب المصريه ما هي الا مناورات تسعى من خلالها حكومة الاخوان للفت الانظار الأمريكيه إليها، ظلت تلك المخاوف قائمه لدى الجانب الروسى ما يمنع موسكو في توقيع اى اتفاقات نهائيه مع مصر[42]. وتأكدت شكوك روسيا تلك عندما كانت الحكومه المصريه تفاتحها بشأن موضوع ما، ثم تجد روسيا بعد ذلك أنها لم تكن سوى اداه للضغط على واشنطن. كما أن صعود قوى أخرى على الساحه الاقليميه في ظل توارى القوه المصريه لم يكن بالامر المحبب للقياده الروسيه.
استغلت موسكو اعتراض واشنطن على الثوره المصريه، وحاولت أن تدعمها بكل قوه في سعيها لتوطيد العلاقات مع النظام القادم. فموسكو تعى جيدا أن ولاء مصر لواشنطن، لذا عليها أن تقوم بمساعده كبيره لمصر حتى يكون لها مكانه في العلاقات المصريه الخارجيه. خاصاً وان الرؤيه قد وضحت بالنسبه لروسيا بعد تغيير النظام الحاكم في مصر، وشعورها أن محاولات التقارب المصريه ليست سعيأ للضغط على أمريكا. من جانب آخر نرى أن، التحالف الروسى المصرى يؤمن لروسيا الاستراتيجيه العسركيه الجديده التي تريد أن تطبقها في الشرق الاوسط. الأمر الذي يفسر اخذ العلاقات بين البلدين منحى سريع الايقاع، لاسيما وان تلك العلاقات تكون في اساسها عسكريه[43].
المبحث الثانى: حالة الثوره السوريه:.
تصاعدت احداث الثوره السوريه بوتيره سريعه إلى أن وصلت إلى ما يشابه الحرب الاهليه، ما جعل ارض سوريا مرتعاً للتنظيمات الارهابيه المتطرفه التي تغزيها الاطراف الخارجيه. جلبت تلك الثوره الخراب والدمار للبلاد، كما أن التوغل الارهابى داخلها أدى لزعزعة الاستقرا في الشرق الاوسط، فلا شك أن البيئه الداخليه في سوريا مترابطه مع البيئه الخارجيه للقوى الاقليميه والدوليه.
نتج عن الحالة السوريه الراهنه مجموعه من التفاعلات الدوليه بسبب ذلك التأثير الذي احدثه الداخل السورى في الخارج الاقليمى من ناحيه، والدولى من ناحيه أخرى. ووفقا لاعتبارات المصلحه، وجنى المنفعه، تتحدد توجهات القوى الكبرى تجاه الازمه السوريه[44]. تلك التفاعلات والترابط الدولى والاقليمى يبلور بالنهايه شكل الهيكل الدولى. ويتوقف تحديد ملامح هذا الهيكل الجديد على اعلان النتيجه النهائيه للمباراه الدوليه بين القوى الكبرى على الملعب السياسي السورى والذى تتفاعل على ساحته اطراف عديده، واهم تلك الاطراف واكثرها تأثيرا هي الولايات المتحده الأمريكيه كقوه كبرى ثابته، وروسيا الاتحاديه كقوه صاعده تحاول أن تثبت وجودها في الاحداث الدوليه الهامه.
تنطلق السياسه الخارجيه الأمريكيه تجاه الازمه السوريه من مبدأ ادارة الازمه السوريه وليس حلها، ولا زالت مستمره على ذلك النحو في محاولتها للحفاظ على توازن جميع الاطراف المتصارعه، بما يتوائم مع توجهاتها الجديده تجاه الشرق. إن اولويات واشنطن تنبع اساساً من رغبتها في عدم تأثير المتغيرات السياسيه في الشرق الاوسط على مصالهحها وأمنها القومى، وكذلك الموازنه بين حجم هذه المصالح وبين اثارة مشكلات سياسيه أو عسكريه مع اطراف ودول تنافسها من ناحية القوه الاقتصاديه أو العسكريه[45]. ولا يمكن إغفال تواجد إسرائيل في النطاق الاقليمى للازمه السوريه، مايجعل الولايات المتحده تتصرف بحذر، فهى تؤمن أن ذلك الموقف الشائك إذا لم يتم التعامل معه بطريقه صحيحه؛ سوف يترتب عليه مستقبلا صراع طائفى سنى وشيعى.[46]
بدأت واشنطن بتأييد المعارضه والثوره السوريه، وتبرر الولايات المتحده دعمها للمعارضه بالاهميه المحوريه لسوريا في الشرق الاوسط[47]، كما أنها غير متوافقه مع سياسة بشار في سوريا، ما جعلها ترى أن الثوره هي فرصه مناسبه لرحيل بشار عن الحكم. وترى أن حل هذه الازمه يكمن في انتقال السلطه من الحكومه الحاليه برأسة بشار إلى حكومه أخرى منتخبه من الشعب، تحافظ على وحدة البلاد و تماسكها، وتدير القوات المسلحه بما يخدم الشعب والدوله ولا يؤذيها أو يدمرها كما يفعل بسار الاسد وحكومته الحاليه.
دعمت روسيا منذ بداية الازمه السوريه بشكل مبارشر أو غير مباشر الحكومه السوريه، وان كانت تدين القمع الذي يقوم به الاسد تجاه المتظاهرين الذين يطالبون برحيله، لكن تلك الادانه توقفت عن مستوى التصريحات فقط دون اى تحركات لمساندة الثوار أو دعم حقوقهم[48]. تقف روسيا امام المجتمع الدولى كله لتمنع صدور اى قرار يدين النظام السورى أو يفرض عقوبات دوليه عليه، حيث اعلن الرئيس الروسى انذاك ديميترى ميدفيديف عن رفض روسيا للعقوبات التي يفرضها مجلس الامن على النظام السورى. وظهر من تصريحات وزير الخارجيه الروسى لافروف أن روسيا لن تسمح بالتدخل العسكرى في سوريا.
ظلت روسيا بجانب النظام السورى وسعت إلى عرقلت اى عقوبات يفرضها مجلس الامن، فقد اعترضت على اى تدخل خارجى في سوريا اى حتى نقل السلطه من بشار الاسد إلى نائبه كما حدث في اليمن. يتمحور الأمر حول خوف روسيا من تكرار السيناريو الليبى حيث أدى امتناعها عن التصويت في القضيه الليبيه إلى تدعيم الولايات المتحده الأمريكيه وحلف الناتو للمعارضه الليبيه وانتهى الأمر بالاطاحه بنظام القذافى مقابل نظام آخر غير متقارب مع روسيا، لذلك فان روسيا لا تريد أن تخسر جوله أخرى في الوطن العربى. وبالرغم من محاولة المعارضه السوريه الحديث مع روسيا عن استمرار العلاقات معها حتى مع تغير رأس النظام الا أنها باقيه على موقفها من الازمه.[49]
بالاضافه إلى ماسبق، فالمصالح الاقتصاديه الروسيه في سوريا تزايدت مؤخرا حتى وصلت إلى 19.4 مليار دولار في عام 2009، ذلك بالاضافه إلى عقود التسلح التي بلغت 4 مليار جنيه[50]. ومنذ الثوره السوريه زادت شحنات الاسلحه الصغيره؛ وقد عللت روسيا الأمر بانه من المنصف أن تجد الحكومه السوريه ما ترد به عن نفسها ضد هجمات المعارضه المسلحه عليها. ناهيك عن ميناء طرطوس والذى تزوده روسيا ب 600 من الفنيين الروس والذين يعملون على تجديده وتحاول روسيا من خلاله نشر اسلحتها المضاده للسفن. وتعتبر قاعدة طرطوس مرفقا استراتيجيا لروسيا طويل الامد، فهذا الميناء يستضيف قاعده روسيه للامداد والصيانه من الفتره السوفيتيه، حيث تم تشيدها أثناء الحرب البارده لدعم الاسطول السوفيتى في البحر المتوسط[51]. المعروف أن روسيا لا توازى باى حال من الاحوال الاسلحه التي ينشرها حلف الاطلسى، لكن روسيا تحاول أن تبعث من خلاله رساله للغرب بأنها لا تنوى التخلى عن اى من قواعدها العسكريه في سوريا، ولا عن مصالحها الاستثماريه هناك[52].
من ذلك نرى أن سوريا لها اهميه كبيره لدى روسيا ولذلك فهى على استعداد أن تساند وتدعم بكل قوتها الحكومه الحاليه ، فبقاء الحكومه الحاليه يضمن لروسيا الحفاظ على قواعدها البحريه في سوريا كما يضمن لها بقاء استثمارتها العسكريه، والعلاقات الطيبه معها. كذلك تسعى روسيا إلى تكوين علاقات طيبه مع اياران من خلال حرصها على علاقتها مع سوريا و تأكيدها على ضرورة حضورها المفاوضات السوريه.
نقاط الاتفاق والاختلاف بين موسكو وواشنطن فى تحركاتهم تجاه الازمه السوريه:
كما ذكرنا انفاً ان موسكو وواشنطن اختلوا تماما فى ردود افعالهم تجاه القضيه السوريه، فقد دعمت روسيا حكومة بشار الاسد، فى حين دعمت الولايات المتحده الامريكيه المعارضه. وكلاهما عمل جاهدا على نجاح فريقه ليحظوا بالمكانه الدوليه من ناحيه، وبالعلاقات الطيبه والمتميزه مع الحكومه الجديده مع فوز الجانب الامريكى، او الحكومه الباقيه اذا انتصر الجانب الروسى. بداية الامر حاول الطرفين التقارب لحل الازمه من خلال وزراء خارجيه البلدين، واجريا مشاورات كثيفه بشان الوصول لتسويه للازمه السوريه، الا ان الاختلافات ظلت بينهم تؤخر اى عمليات للحل[53].
الموقف من مستقبل الاسد:
– تدعم الحكومه الروسيه حكومة الاسد، من منطلق انه جاء باختيار الشعب ولا يجوز ان تتدخل اى من القوى الخارجيه للاطاحه به. من ثم قامت موسكو بالتواصل مع الرئيس السورى بشار الاسد مؤكدين ان بقاءه او رحيله يعود للشعب السورى نفسه، ولابد ان تنتقل السلطه بطريقه شرعيه بعد انتهاء تلك الازمه. اى ان حل الازمه يكون فى وقت سابق لتغيير الحكومه. علاوة على ذلك فان روسيا تقوم بتزويد الجيش السورى بالاسلحه، و تدرب افراد الجيش لاستخدام التقنيات الحديثه.
– ترفض الولايات المتحده الحل مع بقاء الاسد على سدة الحكم، بالتالى بالنسبه للولايات المتحده فحل الازمه يأتى فى وقت لاحق لتغيير الحكومه، وفقا للراى الامريكى على الاسد اى يقدم استقالته. بقيت استقالة الاسد محل للنزاع ما بين الجانب الروسى والامريكى.
الموقف من المعارضه[54]:
– ترى روسيا ان تدعيم المعارضه الروسيه لن يكون فى صالحها، وان سياستها مع حكومة بشار على مايرام، وهى لا تريد ان تخسر سوريا كحليف عربى هام فى الاقليم. حاولت المعارضه السوريه ان تطمئن روسيا من ناحية استمرار العلاقات الطيبه معها حتى مع تغيير الحكومه لكن روسيا لم تغير موقفها من الازمه تجاه محاولات المعارضه.
– اما عن واشنطن فهى تسعى لتقديم المساعدات الدبلوماسيه و الماليه للمعارضه السوريه، فأمام وقوف روسيا ضد اى تدخل عسكرى من الخارج تساعد الولايات المتحده المعارضه بشكل غير مباشر. ايضا اعترفت الولايات المتحده الامريكيه للقوى المعارضه فى سوريا انها الممثل الشرعى للشعب السورى. تقوم واشنطن بتسليح المعارضه السوريه، كما انها تعمل على تنفيذ برنامج تدريب عسكرى لهم.
تقديم المساعدات الانسانيه[55]:
– تقوم روسيا بتقديم المساعده لضحايا النزاع من خلال عدة قنوات، وزارة حالات الطوارئ، و مؤسسات الكنيسه الارثوذكسيه الروسيه، جمعية فلسطين و غيرها من المؤسسات الانسانيه. كما نفذت طائرات وزارة الطوارئ رحله لايصال مساعدات انسانيه الى روسيا و الاردن و لبنان حيث يتواجد اكبر عدد من اللاجئين السوريين، وذلك ما بين يناير 2013 الى سبتمبر 2015 ، كما ساعدت على اجلاء المواطنين من مناطق النزاع المسلح.
– أما من جانب الولايات المتحده فهى تؤكد على انها اكبر مانح للمساعدات الانسانيه للمتضررين من النزاع المسلح فى سوريا. وقد خصصت واشنطن خلال السنوات الخمس الماضيه حوالى 4.5 مليار دولار امساعدة سكان سوريا، و اكثر من 4 مليون دولار لمساعدة اللاجئين السوريين فى مختلف الدول التى لجئوا اليها.
ترى الدراسه من ذلك ان كلا من موسكو وواشنطن يتخذ حليف فى تلك المعركه، فحليف موسكو هو بشار، وحليف واشنطن هم المعارضه، وكلاهما مساند ومؤيد قوى من الناحيه العسكريه والدبلوماسيه. أما عن المساعدات التى تقوم بها البلدين فهما لتهدئة الراى العام العالمى، فالاختلاف فى الرؤى ما بين روسيا وأمريكيا عرقل مساعى الحل فى كثير من الاحيان حتى وصل عدد الضحايا فى سوريا الى اكثر من 60 الف شخص غير اللاجئين والنازحين، فيحاولوا ان يقللوا من حدة المعارضه الدوليه ضدهم كأسباب لبقاء بل و تفاقم الازمه فى سوريا.
تحول المسارات تجاه الازمه السوريه:
مسار موسكو:
تغيرت السياسه الروسيه تجاه سوريا بصوره طفيفه في الاونه الاخيره، من قراءة المشهد ترى الدراسه أن هذا التغير جاء بالأساس لوقف الانتقاد اللاذع الذي توجهه القوى العربيه والغربيه لروسيا، وذلك لاعتبراها داعم لحكومه مستبده ووحشيه. تغير الموقف الروسى لم يأتى لصالح المعارضه السوريه، وانما كان عباره عن تهديدات لدمشق لوقف التعاون معها ومحاولة لتهدئة بشار الاسد في ردوده على المعارضه وترغيبه في قبول الحوار مع المعارضه.
ترى موسكو أن المعارضه السوريه مدعومه من الغرب، فمعظم قيادات المعارضه لم يكونوا من سكان سوريا و انما جاءوا من الخارج بافكار معاديه للحكومه. الأمر الذي يشكل خلاف كبير ما بين المعارضه السوريه و التحركات الروسيه، فالمعارضه لا تتقبل اى موقف اصلاحى تقوم به روسيا، كما تراها تحركات مزعزمه لارضاء الراى العام، وترى أن روسيا لا تزال تدعم حكومة بشار بالاسلحه[56]. من جانب الحكومه الروسيه فكما ذكرنا آنفا أنها تؤكد على حق الحكومه في الدفاع عن نفسها ضد جمات المعارضه والارهاب المسلحه، كما أنها تسعى لتأمين الجيش السورى ضد التدخلات الخارجيه التي ترفضها موسكو تماماً. من ثم فروسيا وبجانبها الصين تقف حجر عثره في طريق الامم المتحده لاصدار اى عقوبات لاجبار حكومه بشار على التنحى.
من جانب آخر، تسعى موسكو إلى منع حكومة بشار الاسد من استخدام اى من الاسلحه الكيماويه المملوكه لسوريا؛ حيث ترى أن استخدام تلك الاسلحه سيكون المجال الذي تدخل منه القوى الخارجيه للقتال داخل سوريا، فهى دائما تقول أن المعارضه السوريه تسعى لاستفزاز الاسد وجرها للاستخدام المفرط والعشوائى للقوه على نحو يجلب اكبر قدر من المعاناه للسكان ويحرك الراى العام الغربى ضدها. وأن الامم المتحده وعلى رأسها امريكا تنتظر اللحظه التي تقوم فيها سوريا باستخدام سلاحها الكيماوى فتتدخل لمصادرته كما حدث في العراق 2003، ذلك عندما اتهمت الحكومه الأمريكيه الحكومه العراقيه ظلما أنها تقوم بتطوير سلاح نووى[57].
مسار واشنطن:
شهد الموقف الامريكى تغير كبير وملحوظ تجاه القضيه السوريه، فلم يعد رحيل بشار الاسد شرطا ضروريا كما كان، وانما اصبحت واشنطن هى من يحث المعارضه على الذهاب للمفاوضات لمحاولة حل الازمه. فأمام الاصرار الشديد من روسيا على عدم تدخل القوى الخارجيه لاجبار بشار على التنحى، تنازلت واشنطن عن شرطها فى تنحى بشار لحل الازمه[58]. فقد تناقضت الحكومه الامريكيه فى تحركاتها تجاه الازمه من فتره الى اخرى، ما يجعل الدراسه تؤكد انها تخشى سيطرة روسيا على الوضع فى سوريا وانها تريد ان تظل فاعله فى المباراه التى تدار على الارض السوريه. ومن جانب اخر فهى تقوم بهذا التناقض فى محاولة لارضاء طهران وخاصتاً بعد الاتفاق النووى معها. فسوريا حليف مهم جدا لايران فى الشرق ومنذ البدايه تسعى روسيا الى تأكيد تلك العلاقه، وكانت ترى أهمية اشراكها فى مفاوضات الحل. لم تعد ترى أمريكا بُداً من تدخل طهران فما كان منها الا ان تحاول ارضائها.
بدأ التغير فى الموقف الامريكى فى التغير التدريجى بعد التدخل الروسى الذى اثار ذعر واشنطن فى ان تفوز روسيا بتلك المباراه، كما ان الامر تزامن مع هجمات شنتها تنظيم الدوله الاسلاميه خارج الحدود. حينها اشارت واشنطن ان رغبتها فى رحيل بشا[59]ر جاءت من رؤيتهم ان بشار هو السبب فى صعود تنظيم الدوله الاسلاميه، الا ان الامر اصبح حرباً اهليه. فاصبحت ترى الوضع انه ساحه قتال تتعدد فيه الاطراف المتصارعه او ان بشار ما هو الا احدى تلك الاطراف المتصارعه و من هنا لم يعد رحيله بالاهميه بما كان. وعلى ذلك فعلى واشنطن ان تحاول التقريب بين الاطراف وتحث على حضور المفاوضات.
لعبت الحرب الاعلاميه والنفسيه دورا هاما فى تغير الاراء والتوحهات الامريكيه ازاء الازمه، فقد مثلت اداة تطويع لارادات العرب والغرب على حد سواء. فالاعلام يؤثر بقوه على الراى العام وخاصاً فى الدول الغربيه والتى ترى قوة روسيا تتصاعد فى تلك الازمه، ومن جانب اخر تسقط قوة الغرب فى حل الازمه والسيطره عليها. ويعتبر الموقف الاكثر بروزا لامريكا فى الازمه السوريه هو موافقه الامم المتحده على مشروع قرار امريكى لبدء محادثات السلام فى سوريا[60].
توصلت الدراسه من خلال تحليل ما سبق الا ان الازمه السوريه مثلت مباراه متعددة الاطراف، تلعب فيها القوى الخارجيه دور اقوى بكثير من ذلك الذى تلعبه القوه الداخليه. فبالرغم من ان الازمه يبدأت داخليه الا ان التحكم فى مسار الازمه كان خارجى بالدرجه الاولى. كما ان توجه الانظار الى تلك الازمه صعب من حلها اكثر وأضحت معقده ، وجلعها مركز استعراض القوى وتغيير الموازين الدوليه.
الخلاصه:
بناءً على ما عرضته الدراسه نجد أن حالة الثوره المصريه كانت بعكس الحاله السوريه، فرد الفعل لم يكن من الولايات المتحده الأمريكيه وانما كان من روسيا فتخلى الولايات المتحده الأمريكيه عن مصر مثل فرصه للتقارب الروسى المصرى. وهو ما يعيد إلى الاذهان فترة الستينات و السبعينات حيث أن تخلى الولايات المتحده عن مصر هو ذاته كان سبب لجوء مصر للاتحاد السوفيتى. ربما يعود ذلك إلى إدراك الولايات المتحده أن مصر حليف لها وستظل كذلك وبالرغم من التباعدات التي تحدث بينهم الا أن الاساس هي كلاقة التقارب بين البلدين، فمثلا اتفاقيه السلام بين مصر واسرائيل برعاية الولايات المتحده و المعونه تضمن لامريكا بقاء الولاء المصرى مهما تقلبت الاوضاع أو تغيرت الظروف. أما روسيا فهى تسعى لاستثمار الفرص التي تقربها من مصر باعتبارها دولة الشرق العظمى ولها كلمه مسموعه في الشرق. كما أنها تدرك ذلك التقارب المصرى الامريكى الذي جعل مصر تتخلى عن الاتحاد السوفيتى و تطرد خبرائه بعد المساعدات التي قدمها لمصر.
أما عن الحاله السوريه فالموقف الداخلى متأزم للغايه، مما يجعل انظار العالم كله متوجهه إلى ما يحدث داخلها. فكل القوى العظمى لها كلمه ودور في الثوره السوريه و أمر انهاء تلك الازمه لم يعد بيد السوريين ولا العرب وانما تحول إلى ايد القوى العظمى التي تتحكم في مآلات الأمور هناك. والعالم كله سوف ينظر بعين العظمه و القوه للدوله التي سوف تحل الازمه؛ وبالتالى هي مجال للمنافسه الحاده ما بين الولايات المتحده الأمريكيه و روسيا. وكما ذكرنا فالتدخل الروسى بتوجهاته المختلفه عن الفكر الامريكى أدى إلى تغير الرؤى الأمريكيه لكى تظل على رأس الاحداث. وإن لم تكن الازمه في بدايتها بالاهمية التي تجعل التدخل الامريكى واجب فاصبحت الان احدى اولويات السياسه الخارجيه الامريكيه التي لن تتخلى عنها ولن تترك روسيا تنفرد بها لاثبات قوتها.
الفصل الثاني :
التقارب الروسى الإيرانى و الإتفاق النووى الأمريكى-الإيرانى
شهدت العلاقات الروسيه الايرانيه تطور ملحوظ منذ دخول الولايات المتحده الأمريكيه العراق في عام 2003، حيث بدأت ايران تبرز كقوه اقليميه هامه متميزه. كما أن الدولتين كان لديهما ادراك باهمية التحالف بينهما وتطوير علاقتهما في مختلف المجالات. توجت تلك العلاقه بالعديد من الاتفاقيات السياسيه والاقتصاديه والتكنولوجيه والتجاريه بين البلدين، بالاضافة إلى الشراكه الاستراتيجيه والعسكريه التي تأسست بينهما. وقد أدى ذلك التقارب إلى الحديث عن وجود اتفاق سرى ما بين طهران وموسكو للوقوف امام التقدم الامريكيى في الشرق الاوسط و منطقة القزوين، ما أدى اعتبار تلك العلاقه اداة لتهديد واشنطن.
تسعى الدولتين إلى خلق شراكه متكامله فيما بينهما وذلك بعيدا حتى عن الوقوف امام واشنطن، وذلك لان كلا الدولتين يحتاج إلى الاخر ويجد لديه سوق لتصريف منتجاته. في ذلك الوقت الذي تجمع فيه روسيا وايران علاقات طيبه كانت الولايات المتحده الأمريكيه معارضه للسياسه الايرانيه، كما أنها تعد دولة الشرق الاقوى في تلك المرحله، فواشنطن كانت ترى أن ايرن لا يمكن أن تظل بتلك القوه و عليها أن تتخلى عن برنامجها النووى حتى تسمح لها بالانخراط في المجتمع الدولى. وأمام رفض ايران بدأت واشنطن والدول الغربيه بفرض عقوبات على ايران في حين رفضت روسيا الانضمام لتلك العقوبات.
يعيش النظام الدولى الان تغيرات هائله في تلك العلاقات السابقة الذكر، فايران لم تعد عدو امريكا وانما حليف نووى بصوره شرعيه، لم تعد ايارن تعانى من عقوبات من اى نوع وانما هي منخرطه في النظام الدولى بقوه. لاتزال العلاقات الروسيه الايرانيه حتى الان و لكنها اضحت تأخذ شكلاً مختلف.
من هنا تسعى الدراسه في هذا الفصل إلى وضع رؤيه شامله للعلاقات الأمريكيه الايرانيه من خلال أثر الموقف الرويى من ايران . وذلك من خلال مبحثين:
المبحث الاول يقوم على تحليل العلاقات الروسيه الايرانيه ومرتكزات واثر تلك العلاقات الروسيه الايرانيه على علاقات روسيا مع الخليج العربى.
أما المبحث الثاني فسوف تتطرق فيه الدراسه إلى التغير الذي لحق بالعلاقات الأمريكيه الايرانيه والاتفاق النووى الذي تم توقيعه بين البلدين، وكيف أن التقارب الروسى الايرانى ساهم في تغير رؤية واشنطن لطهران.
المبحث الاول: طبيعة العلاقات الروسيه الايرانيه:
بدأت العلاقات بين طهران وموسكو منذ غزو العراق في عام 2003، حيث زادت قوة طهران واصبحت تشكل بفضل احتياطها من الغاز والبترول، وموقعها الاستراتيجى قوه اقليميه هامه وفاعله. تلك القوه التي اكتسبتها طهران في الاقليم لفتت الانظار الروسيه إليها، ومن ثم سعت إلى تطوير العلاقات معها وخاصاً أن كلاهما يحتاج ما يقوم به الاخر. فالعلاقات بينهما تتميز بقدر عالى من المنفعه المتبادله[61]. وقد ساهمت مجموعه من العوامل في التقارب الذي وصل إلى حد التعاون الاستراتيجى بين البلدين، يمكن الحديث عن تلك العوامل من خلال النقاط الرئيسيه التاليه:
اولا: روسيا من الايدلوجيه إلى البرجماتيه:
ظلت روسيا متمسكه بالاعتبارات الايدلوجيه الخاصه بالاشتراكيه على مدار السبع عقود الماضيه، وكان الاتحاد السوفيتى منبراً لنشر تلك الافكار الشيوعيه، كما عمل على مساندة حركات التحرر الوطنى الثوريه والنظم المتولده عن تلك الحركات. بعدما تدهورت الاحوال في الاتحاد السوفيتى وتم حله، بدأت روسيا في نظام اصلاح يعتمد بالأساس على المصلحه. الأمر الذي جعلها تغير من سياستها الخارجيه بصوره كبيره، لاسيما أنها بدأت تشيد علاقات تقارب مع دول كانوا اعداء لها في الماضى. فقد اضحت السياسه الروسيه أكثر سعيا لتحقيق المصالح الروسيه على الصعيدين الاقتصادى والامنى[62]. انطلاقا من تلك الاعتبارات المصلحيه بدأت روسيا بتطوير علاقتها مع ايران مع وصول الرئيس فلادمير بوتين إلى السلطه.
يعد ذلك التقارب الروسى الايرانى من اقوى الصور والدلائل على تخلى روسيا التام عن ايدلوجيتها السابقه. فالعلاقات الايرانيه الروسيه لا يمكن فهمها الا على ضوء العائد المباشر الذي سوف تحصل عليه البلدين من هذا التقارب. فبالرغم من الخلافات التي مرت بها علاقة البلدين، واختلاف وجهات النظر حول بعض القضايا الهامه الا أن علاقات الود والصداقه ظلت المسيطره على التفاعلات بين البلدين. وقد شهدت العلاقات الروسيه الايرانيه مرحله من الازدهار في الفتره ما بين عامى 2012 و[63]2013، كما كان لوصول الرئيس الايرانى حسن روحانى للحكم في ايارن دور في تطوير تلك العلاقات، حيث عاد تبادل الزيارات بين الرؤساء مره أخرى.
ثانيا: مرتكزات التعاون بين البلدين:
هناك العديد من الأهداف التي يخدمها ذلك التقارب بين البلدين، تلك المنفعه على الصعيدين الاقليمى والدولى كانت العامل الاساسى في العلاقات الاستراتيجيه بينهما[64]:
- العوامل الاقتصاديه :
تتفرع العوامل الاقتصاديه للتقارب الروسى الايرانى إلى عاملين؛ قطاع الطاقه، والعلاقات السلعيه بين البلدين. يمثل قطاع الطاقه محورا اساسيا في الاقتصاد القومى الروسى، فهو عماد النهضه الاقتصاديه لديها. والكثير من الامال الروسيه في التطو و القياده تتوقف على استقرار اسعار الطاقة والنفط العالمى، فمن خلاله تتمكن روسيا من توفير الميزانيه الكافيه لاحداث التطوير في المجالات المختلفه. ايران تعتبر من اكبر منتجى النفط في الاقليم و بالتالي التعاون بينهما يؤمن لروسيا وايران استقرار اسعار النفط على المستوى الذي يرغبون فيه. من ناحية الانتاج السلعى فايران ترى أن روسيا سوق هام لتسويق منتجاتها الزراعيه، ومن ناحيه أخرى فان روسيا بحاجه إلى تلك المحاصيل التي تصدرها لها ايران.
- الاعتبارات الامنيه:
تقع الدولتين في اقليم واحد من حيث الاخطار التي تحيط بهما، فالتعاون العسكرى بينهما يهدف إلى تحجيم ظاهرة الارهاب المتناميه في اسيا الوسطى. من جانب آخر فروسيا تسعى إلى تأمين نفسها من خلال علاقتها مع ايارن، فهى ترغب أن تكون ايران ظهير عسكرى لها في مواجهة حلف شمال الاطلنطى. أما من ناحية ايارن فتلك العلاقات ناجحه جدا في الرد على الموقف الامريكى من ايران، واستدعاء سفراءها من طهران فم تجد ايارن الا روسيا مرحب بالعلاقات معها، فقد كانت بمثابة ملجأً لها لطلب الاسلحه المتطوره.
من هنا لا يمكن القول بأن إحدى الدولتين تستفاد أكثر من الأخرى من تلك العلاقات، فتلك العلاقات ناجحه للطرفين على حد سواء. فكلاهما دول قويه وغير راضيه عن وضعهما الدولى والاقليمى، ووفقا لنظرية توازن القوى في العلاقات الدوليه فاندماجهما في تحالف يؤمن لهما مستوى أعلى من الرضاء. فقد وصل العالم إلى مرحله لا يمكن فيها أن تقوم حروب لاستعادة القوى، وانما حرب الاحلاف والعلاقات هي الحروب الحاليه بين دول العالم.
منذ انهيار الاتحاد السوفيتى وروسيا تحاول تعزيز وجودها ومكانتها كلاعب رئيس على الساحتين الاقليميه والدوليه ومواجهة التغلغل الأمريكى المتزايد، وذلك من خلال تدعيم علاقتها بالقوى البارزه في الشرق الاوسط وغيرها من البؤر العالميه الهامه. وقد كانت ايران كقوه كبرى في الشرق بمثابة اداه للضغط على الغرب عموماً والولايات المتحده الأمريكيه خصوصاً. فايران تمثل قوه اقليميه وتلعب دور حيوى، كما أن قضية الملف النووى الايرانى تمثل زعر للدول الغربيه[65]. وفى الحين الذي فرضت فيه عقوبات اقتصاديه وعزله على ايران، وقفت روسيا بجانبها كمساند قوى لايران للضغط على قوى الغرب ولابراز مكانته التي تتحلى بها روسيا في الوقت الحالى في منطقة الشرق الاوسط[66].
تستعمل روسيا ايران كقطعه في لعبة شطرنج متعددة الابعاد، فهى تمثل اعترافا في رغبة روسيا في ازاحة واشنطن من منطقة الخليج وهي منطقة حيويه لها سياسيا وعسكريا، فالمصالح الجيوبوليتيكيه لاضعاف النفوذ الامريكى في منطقة الشرق الاوسط ترجح على اى مخاوف تنتاب روسيا من المشروع النووى الايرانى. بالتالي فان روسيا لا تنظر إلى ايران باعتبارها مصدر لتهديدها، لكنها تعتبرها شريك وحليف اساسى في مقابل القوه الغربيه من خلال توسيع النفوذ الروسى في الاقليم وعلى الساحه الدوليه بصفه عامه[67]. تهدف روسيا من وراء هذه السياسه في تحويل النظام الدولى إلى نظام متعدد الاقطاب تلعب فيه روسيا و ايران والهند والصين دورا عالميا هام، الأمر الذي سوف يضعف في المقابل قوة الغرب. وبالرغم من توتر العلاقات ما بين روسيا وايران في فترة ولاية مدفيديف لروسيا، الا أن العلاقات عادت إلى سابق عهدها مره أخرى مع عودة الرئيس بوتين للحكم[68].
شكلت العلاقات الروسيه الايرانيه بنيه اقليميه ودوليه مختلفه، فروسيا ترى ايران قوة صاعده شرق أوسطيه ومن هذا المنطلق هي لا تريد تحديها بشكل مباشر، من هنا هي لا ترجح التدخل القوى لها في شأن ايقاف البرنامج النووى الايرانى. ولكن الولايات المتحدة لا تنظر لايران من نفس المنطلق فهى ترى انه في حال امتلاك ايران للسلاح النووى سوف تسيطر على الشرق الاوسط وتغير قواعد اللعبه فيه لصالحها كما أنها سوف تهدد الوجود والقوة الأمريكيه في الخليج والشرق الاوسط وهى ما ترفضه بشده[69]. لذلك فالولايات المتحده الأمريكيه في كل تحركاتها تسعى إلى ضم روسيا في العقوبات ضد ايران أو في الضغط عليها للتخلى عن مفاعلها النووى. الا أن الداخل الروسى يرفض الوقوع في خلافات مع ايران كما أن روسيا لا ترى في القوه الايرانيه تهديد لها. وعلى جانب آخر فالعلاقات الروسيه الأمريكيه عانت من تدهور شديد، مما خلق روح اقوى للمسانده الايرانيه في الداخل الروسى سواء على الصعيد الشعبى أو الحكومى.
المبحث الثانى: تحول السياسه الأمريكيه تجاه ايران:
يعتبر التقارب الامريكى الايرانى الذي جرى في الفتره الاخيره اهم التحولات الدراماتيكيه التي شهدتها السياسه الخارجيه الأمريكيه، وبالتبعيه العالم كله بالنظر إلى الاهميه الكبيره التي تمثلها الولايات المتحده الأمريكيه الان. فلم تجمع البلدين اى علاقات منفترة الثوره الاسلاميه في ايران وانما خيم الخلاف بل والصراع احيانا على شكل العلاقات بين البلدين. وقد ظلت العلاقات الأمريكيه الايرانيه في التحسن تقريبا منذ عام 2007 ربما بخطوات بطيئه الا أنها موجوده.
الرؤية الأمريكيه لايران:
مثلت احداث الحادى عشر من سبتمبر تحولا في السياسه الامريكيه تجاه ايران، فقد رات أنها اعظم خطر يواجهها في الشرق الاوسط، وهى التي تشكل وتمول الارهاب و ترعاه، فايران تدعم حزب الله في لبنان كما تدعم جماعة حماس في فلسطين. وعلى الصعيد الاخر فايران تمتلك مفاعل نووى وتقوم باجراء التجارب عليه مما يشكل قلقا في داخل الولايات المتحده الأمريكيه[70]. وفى إطار الحرب الأمريكيه على الارهاب صرحت ايران أنها سوف تشارك في حملة الولايات المتحده للتخلص من الارهاب، الأمر الذي خفف من حدة التوتر بين البلدين. أما فيما بعد الغزو الامريكي للعراق فقد تحول هذا التقارب إلى خلاف من جديد، فقد حرصت ايران على التدخل في شئون العراق والتحكم فيها، وان كانت الولايات المتحده قد احتلت العراق عسكريا، فان ايران قد احتلت العراق سياسياً ولفتره أطول كثيرا من تلك الفتره التي مكثتها امريكا في العراق. رأت ايران في هذا التدخل والسيطره تأمين ضد اى عداء قد تتخذه السياسه الأمريكيه تجاهها[71].
حسابات أمريكيه جديده مع ايران:
أخذت وتيرة التقارب الامريكى الايرانى خطوات أسرع منذ تولى الرئيس الامريكى باراك أوباما الحكم، فقد بدأت التصريحات الأمريكيه تشير إلى امكانية التفاوض المباشر مع ايران حتى يتثنى لهم تحسين الاوضاع الامنيه في منطقة الشرق الاوسط. وبالرغم من اعتراض الدول العربيه على ذلك التقارب واللهجه الجديده التي اضحت الولايات المتحده تستخدمها في حديثها عن طهران، الا أن مراكز الفكر الأمريكيه بدأت في دراسة ذلك التقارب باشكال جديه للغايه. ومن ثم بدأت الحملات الدعائيه لاهمية ذلك التقارب للمصالح الأمريكيه من ناحيه، ولاستقرار الشرق الاوسط من ناحيه أخرى[72].
بدأ اللوبى الايرانى ينشط في واشنطن، حيث يرى قائده ولى نصر أن ذلك التقارب سوف يعطى ايران القوه لنشر الفكر الشيعى في مقابل الافكار السنيه التي تسيطر على منطقة الشرق الاوسط. بدأت ملامح التعاون الامريكي الايرانى تتكشف بصوره اوضح في فترات الاحتجاجات الشعبيه التي شهدتها ساحة الشرق الاوسط بداية من عام 2011، فقد عملت على دعم المعارضة الشيعيه في الخليج العربى بالتعاون مع ايران.
خلال الفتره الثانيه من ادارة الرئيس الامريكى باراك اوباما زادت افاق التعاون بين البلدين كما اصبحت بشكل أكثر وضوحا للعالم كله، فقد تحولت من الدبلوماسيه الهادئه إلى مرحلة التعاون المعلن، خاصةً فيما يتعلق بالشأن السورى والعراقى. وفى نفس الحين الذي مثل فيه صعود حسن روحانى زيادة في التقارب الروسى الايرانى قد مثل أيضا تقارب في العلاقات الأمريكيه الايرانيه. فبعد توليه السلطه في عام 2013 تقدم بمبادرة لتكثيف التقارب مع الولايات المتحده. وجاء رد الرئيس باراك اوباما عليه مرحبا وبشده بشرط أن يكتب روحانى اعتراف رسمى بان بلاده لا تنوى ولا ترغب في انتاج اسلحه نوويه وان المفاعل النووى لا يستخدم الا لاغراض سلميه فقط[73].
أدت تك المراسلات إلى بداية الشعور بالانفراج في العلاقات بين البلدين، وفى الشرق الاوسط بصوره عامه من وجهة نظر الولايات المتحده الأمريكيه، بدأ العمل بين وزراء الخارجيه للبلدين لتحسين العلاقات بينهما. ماجعل الولايات المتحده على لسان وزير خارجيتها تشير إلى توجهات جديده لدى البيت الابيض لصياغة استراتيجيه أمنيه جديده للشرق الاوسط تلعب فيها ايران دور كبير وحيوى. يلاحظ هنا أن امريكيا لا تعترض على كون ايران قوه فاعله في الشرق الاوسط، وانما اعتراضها يكمن في كونها قوه طليقه، فهى تريد أن تحجمها و تجعلها تابعه لها. كذلك حزب الله الذي تعارضه امريكا جمعتها به طاولة تفاهم للقضاء على التطرف السنى، وهى بذلك قد توافقت مع ايران في السياسه التي تتبعها في الشرق من خلال تمكين الاقليات من لعب دور كبير في السياسه الاقليميه.
- ابعاد التعاون بين البلدين:
بدأت العلاقات بين البلدين في عام 2014 تأخذ ابعاد امنيه وعسكريه وسياسيه أكثر قربا واهميه من ذى قبل
– ظهرت ملامح التعاون السياسي من خلال الدعم الذي تدفعه الولايات المتحده الأمريكيه للجماعات الطائفيه المتطرفه المرتبطه بالنظام الايرانى. والتى اصبحت الولايات المتحده الأمريكيه تستخدمها من خلال دعمها ماليا لكى تحقق لها مصالحها في الشرق، والتى تتشكل في الوقت الحالى في التخلص من التطرف السنى في الشرق الاوسط و منطقة الخليج العربى على وجه الخصوص[74]. الا أن تلك السياسه ليست بالجديده على الولايات المتحده ولا هي تستخدمها فقط للتوافق مع ايران؛ فمنذ فتره طويله والسياسه الأمريكيه معروفه باستخدامها للارهاب لخدمة مصالحها في دول الشرق أو دول العالم الثالث. فما يعانى منه العالم الان من ارهاب ساهمت الولايات المتحده في تشكيله بنسبه لا تقل عن النصف.
ايران من جانيها تدعم الصحفيين والباحثيين الغربيين بتمويل سخى حتى يقوموا بانتقاد السياسه الخليجيه و طريقه ادارة مجلس التعاون الخليجى والقرارات التي تتمخض عنه. وقد كان للصحافة البريطانيه السبق في كشف تلك المؤامره التي تساهم في ايران والولايات المتحده على حد سواء لتقليب شعوب الخليج على حكومتهم و على السياسات التي يتبعها مجلس التعاون.
– من الناحيه الامنيه فايران تسعى إلى الدخول في معاهدات أمنيه استراتيجيه مع الغرب، الأمر الذي تشجعه الولايات المتحده. فقد اصبحت تمجد وتشكر في الدور الذي تلعبه ايران في مكافحة الارهاب الداعشى في الشرق الاوسط، مما يعزز دورها الاقليمى ويضيف لها مكانه، كما يثنى النظام الامريكى أيضا على تمكن ايران من اقناع دمشق بالتخلى عن سلاحها الكيميائى[75]. يذكر أن التخلى عن السلاح الكيميائى السورى تم في عام 2013 ولم يكن فقط بذلك الضغط الايرانى كما تشير الةلايات المتحده ، وانما كان يرجع إلى تهديد الولايات المتحده لسوريا بالتدخل العسكرى فيها بعد تحول الثوره السوريه إلى ازمه متفشيه في البلاد.
تسعى الولايات المتحده الأمريكيه إلى تحويل ايران من دوله عاصيه ومتمرده، إلى دوله مطيعه تستطيع من خلالها أن توازن القوه الاقليميه، والتواصل بين البلدين الان يجرى حول شكل الدور الايجابى الذي يمكن أن تقوم به ايران في الفتره الحاليه.
– أما فيما يتعلق بالتعاون العسكرى بين البلدينفقد تم عقد عدد من الاجتماعات السريه بين البلدين نوقش فيها الاخطار التي تواجه الشرق الاوسط، كما سعت الولايات المتحده إلى دعم الجماعات الشيويعه بالسلاح لمواجهة اى خطر محتمل اثر الازمه السوريه[76]. كما أن الاسلحه التي ترسلها امريكا للعراق تقع في يد ملشيات الجماعات الايرانيه، وتتوافق الاراء الايرانيه والامريكيه حول عدم خطورة هذا الأمر؛ فمن الجانب الامريكى ترى أن الأمر يرجع لبغداد وأنها لا دخل لها بمصير الاسلحه ولا نية في تتبع ما يؤول إليه السلاح المرسل، أما ايران فترى انه أمر طبيعى حيث أن الجيش العراقى يحتاج وقت طويل جدا حتى يعود لسابق عهده وان الوجود الايرانى يساعد على نشر الحمايه المسلحه.
يمكننا هنا أن نرى أن ايران تلعب على وترين هما روسيا والولايات المتحده، فروحانى منذ وصوله للحكم في ايران عمل على توطيد العلاقات مع روسيا من خلال تبادل الزيارات بين طهران وموسكو. ومن الجانب الاخر سعى بكل قوه لان يكون الممثل الامريكى في الشرق الاوسط. وفى المقابل فان الولايات المتحده بعد محاولتها مع روسيا لكى تفرض عقوبات على ايران، توصلت إلى أن التعاون مع ايران حل أفضل من معاقبتها واكثر نفعا لها.
- مراحل تطور البرنامج النووى الايرانى:
مر البرنامج النووى الايرانى بمراحل عديده، فقد بدأ هذا البرنامج في عهد الشاه” محمد رضا” في تلك الفتره كانت هناك علاقات طيبه ما بين الولايات المتحده الأمريكيه وايران؛ وبالتالى ظل البرنامج في تطور إلى أن قامت الثوره الاسلاميه في ايران والتى قلبت الاوضاع والعلاقات ما بين الولايات المتحده وايران.
بالرغم من توقيع ايران على اتفاقية حظر السلاح النووى الا أنها لم تلتزم بها وحتى قبيل الثوره الايرانيه كانت امريكا تدعم المشروع النووى في ايران. بدأ المشروع في ستينات القرن العشرين وقد اهدت الولايات المتحده لايران مفاعلا صغيراً لاغراض البحث على أن يكون بحث ايران النووى في إطار العمل السلمى فقط. بعد نجاح الثوره الاسلاميه في ايران تغير الهيكل، فقد تولى الحكم في ايران الخمينى الذي اعلن الدولة جمهوريه اسلاميه، وقد تولى منصب المرشد وهو المنصب الأعلى للدوله الاسلاميه فتغيرت بذلك السياسه الايرانيه تجاه برنامجها النووى[77]. في هذه الفتره تم ضرب مفاعلها النووى من العراق فتم وقف العمل النووى فتره، والسبب الاخر هو توقف المساعدة الأمريكيه للنووى الايرانى حيث أن الثورة الاسلاميه اخافت الولايات المتحده الأمريكيه، وفى تلك الفتره وصفتها بأنها الشيطان الأكبر وأنها تهدد المصالح الاسرائيليه في الشرق الاوسط.
حاولت قيادات ايرانيه التحاور مع جورج بوش الرئيس الامريكى في ذلك الوقت لتقليل حدة الخلاف والتوتر والفجوه بين البلدين. الا أن رد جورج بوش كان سئ للغايه، فقد رفض تلك الفكره من اساسها لكنه لا يريد التعامل مع الشيطان. الا أن الفتره التي تلت احداث 2001 كانت مختلفه كما ذكرنا من قبل، وبالرغم من التعاول بين البلدين في هذه الفتره الا أن كلا البلدين كان لديه ما يخفيه عن الاخر. وعاد جورج بوش الحديث عن ايران في 2002 أنها محور الشر في الشرق الاوسط، في نفس العام اعلنت اسرائيل أن ايران تقوم سرا بتخصيب اليورانيوم كما أصبح لديها مصنع للماء الثقيل[78].
زاد غزو الولايات المتحده الأمريكيه للعراق في عام 2003 الخلاف الدائر بين البلدين، واعتبرت ايران أن ذلك كان بمثابة تهديد لها ما جعلها تسرع الخطى أكثر في طريق العمل على برنامجها النووى حتى تتمكن من حيازة السلاح الذي يحميها من اى عداء امريكى محتمل عليها. في نفس العام خيم الخوف من النمو السريع للنووى الايرانى على دول الغرب وتم عقد اتفاق مع ايران اكدت فيه تخليها عن السلاح النووى في هذه الفتره. مر عامين على هذا الاتفاق وفى يوليو 2005، حصلت الحكومه الأمريكيه على جهاز كمبيوتر مسروق من ايران وعدد من الوثائق تثبت امتلاكها وعملها على السلاح النووى ما يخرق الاتفاقيه التي تم توقيها في عام [79]2003. بذلك استطاعت امريكا أن تفرض عقوبات اقتصاديه على ايران لاجل التخلى عن البرنامج النووى. مثلت تلك الفتره زروة الازمه الايرانيه الأمريكيه التي ظن معها الشرق الاوسط أنها لن تنتهى الا إذا تخلت ايران عن برنامجها النووى بصوره نهائيه.
إلى ذلك الوقت وبعده بعدد من السنوات وحتى عام 2011، ظل الخلاف ما بين ايران والولايات المتحده الأمريكيه هو الحاكم للعلاقات بينهم. وفى هذا الوقت كانت الولايات المتحده هي التي تحمى دول الخليج العربى من الخطر الايرانى من خلال القواعد العسكريه التي تملكها بها، كما أن اسرائيل ظلت في الشرق برعاية الولايات المتحده الأمريكيه. في تلك الفتره كانت العلاقات الروسيه الايرانيه جيده جدا، وكلاهما يضرب العقوبات عرض الحائط بزيادة التعاون الاقتصادى بينهما. فالعلاقات الروسيه الايرانيه خففت من وطئة العقوبات على كلا البلدين، كما استخدمتها روسيا للضغط على الولايات المتحده الأمريكيه والغرب في الازمه الاوكرانيه والتى صمدت فيها روسيا مدة طويله مكنتها في النهاية من الوصول لهدفها. كذلك الصمود الايرانى بمساعدة روسيا في وجه العقوبات الغربيه مكنها في النهايه من الخروج من عزلتها بشروطها.
وُقِع اتفاق فيينا في 14 يوليو 2015 بعد 20 شهر من المفاوضات والذي يهدف إلى الحد من قدرة ايران على تخصيب اليورانيوم، وفى المقابل ستخفف عنها العقوبات الاقتصاديه، التي وبلا شك اثرت على اقتصادها؛ فبالرغم من أن علاقتها مع روسيا خففت من وطئة العقوبات عليها الا أنها بلا شك تأثرت من العزله التي فرضها عليها الغرب طوال العقد الماضى[80]. بالنسبة لايران تلك الثفقه تمثل عوده للمجتمع الدولى مره أخرى، واخذ دور في ازمات الشرق الاوسط. أما فيما يخص النظره الأمريكيه فذلك الانفراج الدبلوماسى مع ايران يعنى وجود دولة قويه طائعه لها في الشرق الاوسط. كما أن توقف الانتاج النووى لدى ايران من وجهة النظر الأمريكيه سوف يهدأ من حدة الخلاف الايدولوجى مع السعوديه.
اثر اتفاق فيننا النووى على العلاقات الأمريكيه مع الشرق الاوسط:
احدث هذا الاتفاق ازمه كبيره في الشرق الاوسط[81]، الشرق كما تعى الولايات المتحده تماما يعتبر ايران عدو، وخاصة المملكه العربيه السعوديه واسرائيل. فالاختلاف الايديولوجى بين السنه في السعوديه والشيعه في ايران، ومحاولات ايران الدائمه في نشر فكرها المرفوض من الدول العربيه يأزم العلاقه بينهم. أما عن اسرائيل فبإعتبار ايران هي اقوى دوله عربيه يشعرها بالخوف من أن تشن هجود عليها في اى وقت خصوصا أن ايران تدعم كلا من حزب الله وحماس الذين يقاتلوا اسرائيل في فلسطين و سوريا ولبنان.
تتوافق السعوديه وايران في موقفهم من الاتفاق الايرانى النووى باعتباره كارثه سياسية، كما أن دول الخليج ترى أن هذا الاتفاق فيه تخلى صريح عن حلفائها الاقليمين وهى بذلك تعطى ايران ضوء اخضر لتبدأ في مشروعها التوسعى في الشرق. اسرائيل اصيبت بحاله من الذعر والقلق اثر ابرام ذلك الاتفاق، واكدت أن اسارئيل سوف تسعى بكل جهد لحماية امنها القومى وانها إذا اضطرت أن تضرب اصدقاء ايران في اشاره لحماس وحزب الله سوف تفعل بدون تردد. في موقف لاول مره اشارنت اسرائيل أن ذلك العمل الامريكى غير ودود وذلك الاتفاق سبب شرخ في العلاقات بين العرب والولايات المتحده الأمريكيه[82].
الوقت الذي ابرم فيه الاتفاق يعطى قوه اكبر من قوته؛ ففى حين تقل القدرات العسكريه في الشرق الاوسط في دوله تلو الأخرى، تأتى ايران بقوه كبيره لتنخرط في المجتمع الدولى وتسيطر على دور الرياده في الشرق بتصريح من الولايات المتحده الأمريكيه. ولذا قد عملت كل من اسرائيل والسعوديه على افشال ذلك الاتفاق الا انهم فشلوا، فالولايات المتحده الأمريكيه اصرت على أن ذلك الاتفاق سوف يؤدى إلى استقرار الشرق الاوسط بالرغم من أن دول الشرق نفسها لا ترى ذلك.
الخلاصه:
تسبق العلاقات الروسيه الايرانية نظيرتها الأمريكيه، ويعود ذلك إلى عدم معارضة روسيا للثوره الاسلاميه في ايران، كما أن العقلانيه والبراجماتيه هي التي جمعت بين الدولتين وساهمت في استمرار علاقتهم بالرغم من الازمات التي مرت بها. ظلت ايران ورقه للضغط في يد روسيا تستخدمها حين تحتاج إلى جذب انتباه الغرب لها، أو مواجهة العقوبات التي توقعها عليها الولايات المتحده الأمريكيه والغرب ويمكن الاشاره هنا إلى ازمة القرم التي وقفت فيها ايارن مساند اقتصادى هام لروسيا حتى تتغلب على العقوبات الاقتصاديه التي فرضت عليها.
مثلت احداث الحادى عشر من سبتمبر نقله نوعيه في اسلوب الاداره و الفكر الامريكى، واصبحت ترى الارهاب كمهدد اساسى لها حيث أن تلك الاحداث اخترقت السياده الأمريكيه بصوره لم تحدث من قبل. من ذلك الوقت أصبح القضاء على الارهاب اهم المساعى التي تقوم بها الولايات المتحده. في البدايه قدمت ايارن نفسها على أنها محارب للارهاب وساعى للاستقرار في الشرق الاوسط، الا أن اصرارها على البرانامج النووى والاحتلال السياسي الذي قامت به في العراق مستغله الفجوه التي احدثها الغزو الامريكى جعل الادارة الأمريكيه ترفض اى تفاهمات معها واطلق عليها ” الشيطان” أو “محور الشر”.
عمل التقارب الروسى الايرانى على تخفيف وطئة العقوبات الاقتصاديه والعزله التي فرضها الغرب على ايارن طول العقد الماضى، فكان لذلك الصمود اثره الكبير في تغير السياسه الخارجيه الأمريكيه تجاه ايران. في البدايه كانت ترغب الولايات المتحده في هدم القوه الايرانيه تماما من خلال تفكيك المفاعل النووى أو تدمير الاقتصاد من خلال العقوبات الاقتصاديه. أما بعدما رأت الولايات المتحده أن ايران استطاعت أن تتغلب على الخناق الاقتصادى عليها، فضلت التعامل معها بطريقه أكثر دبلوماسيه من خلال تحويلها إلى اداه امريكيه في الشرق الاوسط.
أتى هذا الاتفاق في الوقت الذي تضرب فيه الشرق الاوسط ازمات كبرى، ولم تعد هناك قوات عسكريه كما كان في السابق. وبالنسبة لدول الخليج و اسرائيل فهذا الاتفاق كان تخلى صريح عنهم و عن حمايتهم. في الحين الذي ترى فيه الدول الغربيه أن هذا الاتفاق سوف يفتح افاق للاستقرار و الامن في الشرق الاوسط، دول الشرق ترى عكس ذلك تماما، وتركيا هي الدوله الوحيده التي ادبت تفائلها من هذه الخطوه. وهذا الاتفاق يتوقع أن يحدث نقله كبيره في وتيرة الاحداث و الازمات التي تعصف بالشرق الاوسط في هذه الاونه، فاول ما يمكن أن ينتج عنه هذا الاتفاق مد حزب الله بالاسلحه الايرانيه بما يغير موازين الازمه السوريه.
الفصل الثالث:.
أثر الهيمنه الروسية في آسيا على التفاهمات الأمريكيه -الأسيوية
عُرفت روسيا بهيمنتها على القاره الاسيويه منذ القدم؛ فقد استمدت روسيا القوه من كونها المهيمن على الاتحاد السوفيتى والدوله الاقوى فيه، وبعد تفكك الاتحاد السوفيتى ظلت روسيا تتحلى بمكانه كبرى داخل القاره بفضل تمكنها من اصلاح اقتصادها والعوده به مره أخرى، والثورات النفطيه التي تتمتع بها. على النقيض، لم تجمع الولايات المتحده الأمريكيه علاقات طيبه مع دول القاره طوال فترة تواجد الاتحاد السوفيتى، بل كان الصراع هو المسيطر على العلاقات أن ذاك. فاختلاف الايدلوجيه بين المعسكر الشرقى والمعسكر الغربى أذكى الازمات التي وصلت احيانا لصراعات مسلحه غيرت شكل العالم كله.
انيهار الاتحاد السوفيتى وفشل الايدولوجيه الاشتراكيه غير في إطار العلاقات مابين الشرق والغرب، بحيث لم يعد الصراع هو الشكل الوحيد للعلاقات بينهم. فقد اصبحت الدول أكثر برجماتيه في تحركاتها السياسه ما يعنى أن الاختلافات اضحت مصلحيه فقط، فلا تسعى دوله لحماية فكره الا إذا كانت تشكل خطر عليها وعلى امنها. يضاف إلى ذلك اكتشاف ثروات القاره الاسيويه التي لفتت الانظار إليها، وخاصة الولايات المتحده الأمريكيه التي تسعى دايما للسيطره على كل الثروات والخيرات لتظل المهيمن الاول في العالم والمتحكمه فيه. بالتالى النظام الحالى الذي يجمع بين أكثر من دوله نشطه وقويه يجبرها على تغير مواقفها ويؤثر على ادارتها وقوتها.
في ضوء تلك التغيرات المتلاحقه في السياسه الأمريكيه من الشرق الاوسط إلى الشرق الاسيوى يسعى الفصل إلى تحليل تلك التطورات وبيان اثرها على شكل الساحه السياسيه الشرق اوسطيه من خلال ثلاثة فصول تقسم كآتى
المبحث الاول يتحدث عن تطور العلاقات الروسيه الصينيه، وكيف أن تلك العلاقات كان لها تأثير على السياسه الخارجيه الأمريكيه.
المبحث الثاني يدرس الصراع الدائر بين روسيا والولايات المتحده الأمريكيه حول منطقة بحر القزوين و اسيا الوسطى باعتبارها مصدر هام للطاقه.
أما المبحث الثالث فسيتعرض الى السياسه الأمريكيه الجديده “التوجه شرقا” ليعرض ما تعنيه هذه السياسه وما اثرها على الشرق الاوسط والدور الذي تلعبه روسيا فيها.
المبحث الاول: الوفاق الروسى-الصينى واثره على السياسه الأمريكيه في الشرق الاوسط
شهدت العلاقات ما بين روسيا والصين عدة توترات بشان زعامة الاتحاد واختلافات وجهات النظر حول كيفية حل الازمات التي مر بها. بعد تفكك الاتحاد السوفيتى حاولت روسيا التطلع إلى الغرب وتكوين علاقات معه، الا أن خيبة الامل اصابتها جراء تجاهل الغرب لها ورفضهم الدخول في احلاف معها، الأمر الذي جعلها تتوجه ناحية الشرق وبالخصوص ناحية الصين[83]. اعتمدت روسيا في هذه المرحله على المبدأ البراجماتى للموازنه بين طموحاتها والامكانيات التي تمتلكها كقوه صاعده حتى تتمكن من استعادة مكانتها العالميه. في الوقت نفسه كانت الصين تعمل على تطوير بنيتها التحتيه والاقتصادية حتى تتمكن من النهوض، وحماية نفسها من الاخطار المحتمله.
تلك الرغبه المشتركه بين البلدين اهلتهما إلى التفكير في العمل المشترك والتعاون في شتى المجالات للوقوف امام القوه الأمريكيه المتغلغه في العامل كله. كلا الدولتين يخشى عدم الاستقرار الداخلى والخارجى؛ ففى الداخل يعانوا من مشكلات الاقليات، وعلى الصعيد الخارجى كلا الطرفين يرفض تماما التدخل في اسيا الوسطى ويخشى أن تسقط تلك المنطقه في ايدى الغرب أو تسيطر عليها وعلى ثرواتها الولايات المتحده الأمريكيه[84].
بنيت العلاقات الروسيه الصينيه في الفتره الاخيره على اساس الشراكه الكامله بين البلدين، وقد عزز من ذلك التعاون الضغط الذي شعرت به الدولتان من قبل حلف الناتو وبقياده امريكيه. تبلور ذلك التعاون في ابهى صوره ما بعد الازمه الاوكرانيه. شملت تلك العلاقات
– تعاونات اقتصاديه
تكمن اهمية التعاون الروسى الصينى في المجال الاقتصادى في رغبة البلدين وسعيهما الدائم لاصلاح النظام النقدى العالمى الذي تسيطر عليه الولايات المتحده الأمريكيه في الوقت الراهن. فالدولار الامريكى أصبح هو العمله السائده في كل التبادلات والتعاملات التجاريه في العالم كله، وبالرغم من انه ليس الأكثر قيمه في العالم الا أن كل العملات الأخرى تقاس به. في سبيل تحقيق هذا الهدف اعتمدوا على مجموعة البريكس، وعلى دول قويه كإيران التي تجمعها علاقات طيبه بالبدلين. كذلك بدأ التعامل بالعملات الصينيه والروسيه في اسواق المؤسسات المصرفيه وفى التبادلات التجاريه[85].
على الجانب الاخر فان القوه التصنيعيه الكبيره في الصين تستلزم الحصول على كم كبير من الطاقه والنفط والذى تؤمنه لها روسيا، وفى المقابل فان الصين تؤمن لروسيا احتياجتها من المواد المصنعه. وتميزت الاسواق الصينيه الروسيه باستخدام العملات المحليه التي تؤمن أكثر من هدف؛ اولا تجنب الخساره اثر تقلبات سعر الدولار، وثانيا تعطى ارباح مباشره للتجار، وثالثا تقلل من التكلفه الانتاجيه. يذكر أن تلك التعاملات ساهمت بصوره كبيره في تخطى الدولتين للازمه العالميه، والتى اثبتت عيوب سيطرة الدولار على السوق الاوراق النقديه.
– التعاون العسكرى[86]
يمثل التعاون العسكرى بين البلدين حلقة هامه جدا من حلاقات العلاقه بينهما، وتسعى البلدين لتعزيز التعاون الاقليمى بينهما مما يضمن حماية حدود واستقرار البلدين. كما تجرى تدريبات عسكريه بين البلدين منذ عام 2005 بهدف مواجهة النفوذ الامريكى، كما تجرى الدولتين عدد من المناورات العسكريه المشتركه. وقد اجرت الصين مناورات بالذخيره الحيه على مضيق تايوان، الهدف الظاهرى لتلك المناورات اظهار قوة الدوليتن والتلويح بامكانية استخدامها في اى وقت ارادت أو اضطرتها الظروف لذلك. بالرغم من أن الصين لا ترغب في ضم تايوان بهذه الطريقه، فهى تسعى في الوقت الحالى لمضاعفة قوتها للوصول إلى مرحلة توافق فيها تايوان على الانضمام السلمى وطواعيه إلى الصين.
– التعاون السياسي
تربط بين البلدين عدد من الاتفاقيات السياسيه والدبلوماسيه التي توطد العلاقات بينهما. ففى عام 2001 تم توقيع اتفاقيه للجوار بين البلدين “اتفاقية حسن الجوار والصداقه والتعاون بين البلدين”[87]. تجسد تلك المعاهدة تصور الدولتين لشكل النظام العالمى المنشود بالنسبه لهما بعد انهيار الاتحاد السوفيتى وفشل الشيوعيه. الهدف الاساسى من هذه الاتفاقيه هي بناء عالم متعدد الاقطاب يحافظ على استقرار النظام الدولى، لان استمرار القطب الواحد يعنى بقاء الهيمنه الأمريكيه الأمر الذى يجلب فرض قرارات مزعجه وتسييس القوانين والانظمه وتجاوز الشرعيه الدوليه.
تجمع بين البلدين أيضا منظمة شانغهاى للتعاون والتى تجمع معهم اربعة دول أخرى، وتسعى تلك المنظمه إلى محاربة الارهاب والتطرف الدينى من خلال وضع اساس قانونى للتصدى له، ومن خلال تطوير عمل اجهزة المخابرات والامن. مكافحة الاصولية الاسلاميه شكلت ركن اساسى من تلك الاتفاقيه[88].
يمكن تحليل اثر العلاقات الروسيه الصينيه على السياسه الخارجيه الأمريكيه تجاه الشرق الاوسط من خلال عرض مواقف الدولتين في عدد من الازمات والتي مر بها الشرق وكان لكل من روسيا والصين وامريكا ادوار ملحوظه بها ترتبت على بعضها البعض. ولعل ابرز الازمات التي شكلت ساحه للتفاعلات الدوليه هي الازمه السوريه، فلقد خلقت بيئه مناسبه للحروب أو الصراعات غير المباشره بين الدول من خلال التصريحات أو من خلال التحركات الدبلوماسيه والسياسيه، أو حتى من خلال الدعم المالى لطائفه.
أثناء الازمه السوريه توافقت كلا من روسيا والصين على استخدام حق الفيتو أمام اى قرار يدين سوريا، أو يسمح للغرب بالدخول فيها. اظهر ذلك الموقف التنسيق السياسي بين الدولتين على المسرح الدولى، وقدرتهما على عرقلة اى قرارات تصدر لصالح الولايات المتحده الأمريكيه. وقد تم تبرير هذا الرفض من جانب السياده السوريه وحق كل دوله في ادارة شئونها الداخليه كما ترتأى هي. بالاضافه إلى ذلك لم تكن الدولتين على استعداد لتكرار السيناريو الليبى.
ظهر موقف الولايات المتحده الامريكيه واضحا من خلال تصريحات الحكومه الرسميه، فقد ادان النظام السورى واسقط شرعيته في الحكم، كما طالبه بالتنحى عندما فشلت في تمرير قرار الادانه من الامم المتحده. كما فرضت مجموعه من العقوبات الاقتصاديه و التجاريه على سوريا، وبدأت في تقديم المساعدات الماليه والميدانيه العسكريه للمعارضه السوريه “الجيش السورى الحر”[89]. فيما بعد عدلت الولايات المتحده من ارائها تجاه الازمه امام اصرار وتحالف روسيا و الصين، فقبلت بداية خطوات التسويه للازمه في ظل بقء الحكومه السوريه بقيادة بشار الاسد، الأمر الذي يعتبر تحول كبير بالنظر إلى اصرارها في البدايه عل عدم شرعيته وضروره تركه للسلطه قبل الدخول في اى مفاوضات أو حلول سلميه[90].
أتخذت أيضا ايران موقعا مميزا من الاهتمام العالمى باعتبارها دولة اقليميه هامه، واثارت مسألة اصرارها على امتلاك السلاح النووى والاستمرار في تجارب تخصيب اليورانيوم سخط دول ودعم دول أخرى. فقد انضمت كلا من الصين وروسيا إلى حلف دعم ايران وابديا تعاطف معها باعتبار انه لا توجد ادله واضحه على امتلاكها النووى وأن الادله المتاحه ربما تكون مزيفه من قبل الولايات المتحده الأمريكيه واسرائيل حتى ينالوا من ايران ويضعفوا من قوتها. واجتمع الفكر الروسى والصينى على ضرورة مواجهة الولايات المتحده الأمريكيه في ازمة النووى الايرانى، والتأثير على السياسه المتبعه ضد ايران. يرجع ذلك إلى رغبتهم في الحفاظ على السلم العالمى وتحجيم القوه الأمريكيه عن الشرق الاوسط، كما أن ايران تعتبر دوله صديق هام لروسيا، وتربطها علاقات طيبه مع الصين[91]. عملت البلدين على استخدام الفيتو في مواجهة اى قرار لاستخدام القوه ضد ايران، والتمسك بالمفاوضات لحل الازمه. كما وقفا حائل امام الولايات المتحده الأمريكيه لحشد الاجماع على قرارات تشديد العقوبات الاقتصاديه والتجاريه على ايران، بل وعملا على رفع العزله عنها من خلال التعاون الاقتصادى معها.
نتج عن هذا الموقف القوى الثنائى والمساند لايران إلى تغير شكل السياسه المتبعه مع ايران. ففك العزله عن ايارن من خلال التعامل التجارى معها أدى إلى تحملها الحصار الاقتصادى فتره طويله، كما أن بقاء الفيتو في مقابل اى عمل عدائى ضد ايران اثبت للولايات المتحده الأمريكيه ضرورة تغيير سياستها تجاه ايران من العداء إلى السلميه والدبلوماسيه. يؤكد ذلك التغير الاتفاقل النووى الايرانى الذي تم عقده برعايه امريكيه، لتاتى الانفراجه الدوليه لايران بعد فتره طويله من البقاء في العزله بمساندة روسيه-صينيه.
مثلت الازمتين الايرانيه والسوريه محطة هامه في مسار تحقيق العلاقات الروسيه الصينيه للاهداف المرجوه منها بالنسبه للبلدين. فقد قام هذا التحالف بالأساس على مواجهة القوه الأمريكيه وهو الأمر الذي حدث بالفعل في الازمتين السابق الحديث عنهم. فقد حولت الولايات المتحده الأمريكيه سياستها تماما نزولا إلى رغبة وصمود اللتحالف الروسى الصينى امامها[92]. بالرغم من أن هذا التحول لم يضعف القوه الأمريكيه بصوره ملحوظه على الساحه الدوليه، الا انه اثبت أن ذلك التحالف بامكانه الوصول للاهداف التي يرمى إليها.
المبحث الثاني: التنافس الروسى الامريكي في اسيا الوسطى:
توجهت انظار العالم في الاونه الاخيره صوب اسيا الوسطى باعتبارها القبله الجديده للاتجاره والثورات الاقتصاديه، ففى الوقت الذي تم استنفاذ ثورات قارة افريقيا واروبا ظهرت اسيا الوسطى بثرواتها لتفلت إليها الانظار ولتصبح ساحه للصراع الدولى للاستفاده بخيراتها. فالنظام الدولى يرى أن من لديه القوه يملك السلطه و الامن.
- الاهمية الاستراتيجيه لمنطقة اسيا الوسطى وبحر القزوين:
تمثل اسيا الوسطى حلقة الوصل ما بين القاره الاروبيه والقاره الاسيويه، كما تعتبر باباً مفتوحا لمنطقة الخليج العربى والشرق الاوسط عموما، وبالتالىفإن من يسيطر عليها يستطيع أن يسيطر على الشرق. وتعتبر هذه المنطقة جسر يربط الشمال بالجنوب والشرق بالغرب. فموقع اسيا الوسطى وبحر القزوين اكسبها اهمية كبيره داخل القاره الاسيويه وخارجها. وقد تعاظمت الاهميه الاستراتيجيه لهذه المنطقه بسبب اكتلاكها لثروات نفطيه ضخمه تلفت الانظار إليها، تحديدا بعدما تم اكتشاف ثروات النفط والغاز الطبيعى في بحر القزوين[93].
تقترب تلك الدول من مناطق صراع حيويه مثل ايران وافغانستان، بالاضافه إلى اقترابها من الخليج والعراق .كما أن كلا من وروسيا والولايات المتحده الأمريكيه يطمحان للعب دور سياسى واقتصادى يجمع تلك الدول تحت رايته بدلا من الاتحاد السوفيتى المنحل. تعانى دول اسيا الوسطى من ضعف الامكانيات الدفاعيه لديها، والتى تجعلها عرضه للاستقطاب الدولى والتهديدات الامنيه. وتتكون منطقة اسيا الوسطى من خمس دول هم (طاجيكستان، أوزباكستان، قيرغيزستان، تركمنستان، كازخستان) أما مجموعة دول بحر القزوين فهم ثلاثة دول أذربيجان، جورجيا، أرمينيا[94].
الرؤيه الروسيه للمنطقه:
تسعى روسيا منذ انهيار الاتحاد السوفيتى الى تعزيز نفوذها وهيمنتها على جمهريات الاتحاد السوفيتى السابق، والبقاع الموجوده فى القاره الاسيويه على وجه الخصوص. يرجع ذلك الى رغبتها فى الحفاظ على امنها القومى، كذلك رغبتها فى ضمان الاستقرار داخل القاره. فعملت روسيا على اعادة دمج امنها مع دول الجوار من خلال اتفاقات الحمايه، فروسيا لديها الامكانيات التى تدفع الدول للدخول معها فى اتفاقات حمايه. تكتسب منطقة اسيا الوسطى أهميه جيوستراتيجيه خاصه لدى روسيا بحكم التقارب الجغرافى والتاريخ الثقافى، وكذلك تشابك المصالح بينهم.
أسيا الوسطى تعتبر هى المجال الحيوى لروسيا، ومنطقه محوريه فى نفوذها الدولى والاقليمى، لذا فان روسيا ترى فى تدعيم الامن الجماعى فى المنطقه الحل الامثل لحفظ السلام والاستقرار فى المنطقه. روسيا ترى نفسها زعيمة القاره، وبالتالى اذا لم تقم هى بذلك الدول الدفاعى فان الفراغ النجم سوف يعطى فرصه لدوله اخرى ربما تكون غير صديقه لروسيا للمنافسه او التهديد. تؤكد روسيا ان دورها فى الحماية الاقليميه هو ليس شرطيا وانما مجرد اليه لحفظ السلام، من دون اى تدخلات فى شئون اى من البلدان الاسيويه المشموله بحمايتها. من الجانب الاخر فان دول اسيا الوسطى ترى ان دور روسيا فى حمايتها لا غنى انه؛ فترى ان روسيا هى ضامن الاستقرار الامن الاقليمى[95]. خاصة مع نمو الحركات الاسلاميه فى هذه الدول، والتى تشكل بالضروره خطر على حكومات تلك الدول.
تنطلق روسيا فى علاقتها بدول اسيا الوسطى والقوقاز من مجموعة مصالح وهداف تتمثل فى رغبتها فى احتواء العنف وعدم الاستقرار الذى تعانى منه دول اسيا الوسطى، والذى يعود الى الفراغ الناجم عن فشل الايدوجيه الشيوعيه. ذلك الفراغ الذى ترك المجال للاصوليه الاسلاميه تتحول الى خطر يهدد المنطقه ويعرض مصالحها للخطر الشديد. كما ان التقارب الروسى من المنطقه ياتى فى اطار السعى لوقف النفوذ الامريكى فى العالم، فروسيا ترفض تماما اى تدخل امريكى فى المنطقه، فهذا التدخل من شأنه ان يضعف القوه الروسيه وايضا يمكن ان يؤدى الى خلل فى استقرار المنطقه. وفى هذا الصدد قد صرح بوتين ان امن القاره من الامن القومى الروسى وانها لن تتهاون فى ممارسة هذا الدور الامنى للمنطقه[96].
تنظر روسيا الى دول اسيا الوسطى على انها جزء من الاقليم الروسى، فقد سعت بكل السبل ان تجعل نفسها الوريث الشرعى للاتحاد السوفيتى، وبالرغم من استقلال المنطقه كليا، الا انها لازالت توجِد لنفسها الحق فى التدخل فى كل ما يخص تلك المنطقه. فى هذا الصدد تحاول روسيا ان تقيم علاقات تعاون اقتصادى و برتوكولات لتحديد النظم التجاريه فيما بينهم، وعدم ترك اى مجال للولايات المتحده الامريكيه ان تتدخل فى اقتصاديات تلك الدول. فروسيا ليست على استعداد ان تقف مكتوفة الايد امام ذلك اى تغلغل غربى فى قارة اسيا. الا ان محاولات روسيا كانت احيانا تبوء بالفشل امام المحاولات المستمره من قبل الولايات المتحده الامريكيه للتغلغل داخل المنطقه للاستفاده من ثرواتها واهميتها.
الرؤيه الامريكيه للمنطقه:
تختلف الرؤيه الامريكيه لمنطقة اسيا الوسطى وبحر القزوين، فان كانت روسيا تنظر لها على انها جزء من نطاقها الحيوى. تنظر لها الولايات المتحده الامريكيه على انها مصدر للطاقه التى تحتاج اليها. فالولايات المتحده تسعى دايما على ان تنوع من مصادر الطاقه التى تحصل عليها حتى تضمن بقاء امدادات الطاقه لها تحت اى ظروف. لذلك فقد سعت بكل ادواتها السلميه الى بسط سيطرتها على المنطقه وثرواتها، كما قامت بارسال عدد من البعثات الخاصه لدراسة اوضاع المنطقه، وجمع المعلومات اللازمه عنها[97]. بالنسبه للولايات المتحده فهذه المنطقه تتمتع بميزه استراتيجيه تحتاجها لتبقى محافظه على هيمنتها على العالم، كما انها تقفل الباب امام روسيا لاعادة قوتها ونفوذها العالميه مره اخرى. فى نفس الوقت السيطره على هذه المنطقه سوف يمنع ايارن من استغلال الفراغ الموجود بها لصالح دوافعها التمدديه.
حاولت الولايات المتحده ان تثبت وجودها داخل المنطقه لادراكها الاهميه الاقتصاديه والسياسيه لهذه المنطقه، ولخدمة مصالحها الحيويه بها. تتمثل تلك المصالح فى محاربة التنظيمات والجماعات المتطرفه، وتأمين الاستقرار السياسى فى اسيا برعايه امريكيه، ووقف النفوذ الروسى بالاساس وايضا النفوذ الايرانى والصينى فى المنطقه، واخيرا تأمين واردات النفط والغاز الطبيعى لها ولاروبا ايضا. وقد كان المخطط الاساسى للولايات المتحده لتحقيق تلك الاهداف هو وضع قواعد عسكريه ودعم التعاون مع دول المنطقه فى شتى المجالات. ثم راحت تتوغل اكثر فى المنطقه من خلال الشركات المتعددة الجنسيات، والتى تمتص اقتصاد الدول وتحافظ على البقاء الامريكى داخلها.
تكمن الاهميه الكبرى لمنطقة اسيا الوسطى وبحر القزوين بالنسبه للولايات المتحده الامريكيه من كونها مصدر هام للنفط، فهى تعتبر من اكثر الدول استهلاكا للنفط فى الصناعه والاقتصاد، لذلك فهى بحاجه دائما الى الحصول على مايكفيها من الطاقه لاستمرار حركة الحياه بها، من هنا جاءت اهميه تنويع مصادر الطاقه الخاصه بها، فلم يعد من الممكن الاعتماد على دول الخليج وحدها لتلبية تلك الاحتياجات. من هنا اصرت على ان تتسع المنطقة لخدمة مصالحها ومدها بالطاقه التى تلزمها، مع وجود الاليه التى تضمن بقاء هذا الامداد دون انقطاع[98]. لذا تعمل الولايات المتحده على دعم شركات انتاج النفط والغاز الطبيعى فى اسيا الوسطى، من جانب اخر هذه المسانده ستؤدى بالضروره الى نمو اقتصاد تلك الدول ما يساعدها على الخروج من سيطرة روسيا عليها. كما يجذبها الى تفضيل التعاون مع الولايات المتحده بدلا من التعاون مع روسيا.
تتحرك الولايات المتحده لتنفيذ تلك الاهداف من خلال اليات سلميه دبلوماسيه بحته، فهى لا تريد ان تدخل فى مواجهه عسكريه مع روسيا بالطبع، انها تريد فقد الوصول الى اهدافها المرجوه. ويمكن تقسيم تلك الاليات الى اليه سياسيه من خلال نشر مبادئ الديمقراطيه وحقوق الانسان وفى سبيل ذلك توجهت نحو مؤسسات المجتمع المدنى وعملت على ابرام عقود شراكه معها بهدف تقديم الخبره والمشوره. الاليه الثانيه اقتصاديهمن خلال توجه دعم كبير لاشباع الحاجات الانسانيه، ومحاربة الجريمه. اما البعد الثالث يمكن فى احتضان السلم والتعاون داخل وبين دول المنطقه، من خلال الربط بينهم ثقافيا وسياسيا باتباع النموذج الامريكى العلمانى[99].
تداعيات الصراع الروسى الامريكى فى المنطقه:
بناء على ما سبق يتبين لنا عمق التغلغل الامريكى والروسى فى المنطقه، والذى يشمل الكثير من الجوانب وانعكس عنه واقع جديد للمنطقه. فمصالح الدولتين فى المنطقه متعارضه، فكلا الدولتين يرى ان السيطره على هذه المنطقه هو الذى سوف يثبت قوته. لايمكن انكار حقيقة ان التوجه الامريكى ناحية اسيا الوسطى وبحر القزوين ينبع من مصالحا الاستراتيجيه، الا ان احد اهم تلك المصالح هو محاصرة النفوذ الروسى، وتحجيم قوتها. فان لم يكن هو المحرك الاوحد فهو المحرك الاساسى[100].
تحمل التدخلات الامريكيه بين طياتها خلافات مستقبليه بين دول اسيا عموما، ففى اطار محاولتها لحصر الفوائد الروسيه تحجم معها القوه الايرانيه. كما ان تلك التدخلات ادت الى تفاقم المشكلات القوميه والعرقيه فى الداخل مما ادى الى اختلال الامن، وتجنيب القضايا الاقتصاديه الى وقت لاحق والاهتمام بالقضايا الامنيه. فتعاظم المشكلات الداخليه، مع بقاء الضغوط الامريكيه عليها ادى الى عدم تمكنهم من الوصول الى حلول قانونيه لاقتسام الثروات فيما بينهم. وقد استغلت الولايات المتحده هذه الفرصه لابقاء قواعد عسكريه لها بغرض حماية الامن القومى والاقليمى لهم. كذلك روسيا ليست ببعيده عنهم فهى لاتزال محتفظه بقوتها وحقها فى حماية امتدادها الاستراتيجى كما تسميه.
المبحث الثالث: السياسة الامريكيه الجديده تجاه الشرق:
مر الشرق الاوسط فى الاونه الاخيره بعدة تغيرات جعلت الغرب ينظرون الى الشرق من منظور مختلف، من هنا بدأت الولايات المتحده تعيد حسباتها وتدرس امكانية تعديل سياستها تجاه الشرق. فكانت تحاول الوصول للتوازن الذى يجعلها تخرج من الشرق الاوسط مع الحفاظ على حالة التوازن والاستقرار الاقليمى. فمنطقة الشرق الاوسط منطقه هامه جدا للمصالح الامريكيه بالنظر الى ثرواتها واحتياطى النفط الموجود بها وكذلك موقعها الاستراتيجى. بعد تولى الرئيس باراك اوباما الحكم فى عام 2009 اختار القاهره للزيارة بعد 100 يوم فقط من الحكم، ووجه من داخل جامعة القاهره خطاب للعالم الاسلامى، كما عرض كيفية محاربة الارهاب والتقليل من خطورته دون مواجهه مباشره معه[101]. عكست تلك الزياره بقاء المصالح الامريكيه فى الشرق الاوسطه، واستمرار السياسه الامريكيه كما هى. فيعد الشرق الاوسط احدى البقاع المفصليه بالنسبه للاستراتيجيه الامريكيه.
كان الشعور السائد فيما بعد تفكك الاتحاد السوفيتى ان الانتصار الذى حققته الولايات المتحده سوف يظل لفتره طوله، وانها بذلك سوف تعيش عقود من دون منافسه دوليه. وقد ردد البعض ايضا اننا بذلك قد وصلنا الى نهاية التاريخ، حيث ان العالم وصل لذروته بكون امريكا اصبحت القطب الاوحد، وكذلك بانتصار الايدولوجيه العلمانيه ” الراسماليه”. اذاعت الولايات المتحده فى هذا الوقت خبر اتضح فيما بعد عدم صحته، وهو ان القرن الحادى والعشرين هو قرن امريكى. فما لبث ان حدثت تحولات سريعه وهامه على الساحه الدوليه. فهزيمة الولايات المتحده فى افغانستان، والازمه المتولده من الغزو الامريكى للعراق هزت المكانه الامريكيه فى العالم. كما ان تلك الاحداث اثبتت ان الرايده الامريكيه فى العالم تؤثر بقوه على تمكن القياده السياسيه بها، وبالتالى صياغة خطط اكثر واقعه وملائمه لتحقيق الاهداف[102].
غيرت ثورات الشرق الاوسط من سياق الاحداث كلها، فقد تبعت تلك الثورات تغيرات ملحوظه، بل وجذريه فى السياسه الامريكيه تجاه الشرق. لاشك ان الولايات المتحده تصوغ سياستها سواء تجاه منطقة الشرق او اى من مناطق العالم على هدى مرتكوات اساسيه، من خلالها تحاول ان تطبق سياستها على العالم اجمع لتحقيق اقصى قدر ممكن من المصالح القوميه. ولعل اهم تلك التغيرات هو ظهور بعض اللاعبين الجدد على الساحه الدوليه مثل روسيا وتفاهمتها مع الدول العربيه، او محاولات الصين فى التغلغل الدبلوماسى فى المنطقه. عند تولى رئيس جديد مقاليد الحكم فى البيت الابيض فهو يسعى الى دراسة الاستراتيجيات التى اتبعها من سبقوه حتى يتجنب الاخطاء التى وقعوا فيها، ومن ثم يرسم مخطط لمستقبل افضل.
تتوجه الاستراتيجيه الامريكيه فى الشرق الاوسط الى خدمة اهداف ومصالح حيويه تتمثل فى ثلاث نقاط رئيسيه: الاولى هو تأمين واردات الولايات المتحده من النفط الخليجى، وفى نفس الوقت تأمين استقرار اسعار النفط باعتبار ان المملكه العربيه السعوديه لديها احتياطى كبير من النفط يمكنها من التحكم فى اسعاره. الهدف الثانى هو حماية امن اسرائيل داخل المنطقه العربيه، من حيث تأمين الاحتياجات اللازمه لها، ومساندتها أمام معارضه قوى الشرق لوجودها بينهم، ومن جانب اخر فان وقوف الولايات المتحده الامريكيه وراء البقاء الاسرائيلى فى المنطقه يعمل على استمرار التفوق النوعى لها على دول الجوار. الهدف الثالث هو محاربة الارهاب، وخاصة الجماعات الاسلاميه المتطرفه فى الشرق العربى، فقد شكلت احداث الحادى عشر من سبتمبر هاجس امريكى للخوف من الارهاب، فقد استطاعت الجماعات الارهابيه فى 2001 ان تخترق الامن القومى الامريكى[103]، وبالتالى اضحى القضاء على الارهاب هدف حيوى لضمان الامن القومى الامريكى وبالتالى الاستقرار الدولى.
حاولت ادارة اوباما ان تبتعد عن مشكلات الشرق الاوسط، وتتوجه بسياستها لقارة اسيا. حيث ان خسائرها فى الحرب العراقيه والافغانيه جعلت الادارة تفكر فى ضرورة تجنب الدخول فى ازمات الشرق الاوسط، وترك الشرق يقوم بحماية نفسه بنفسه دون تدخل خارجى[104]. وفى اطار ذلك التحول فى السياسات فانها لن تتخلى عن حماية المصالح الاسرائيليه فى المنطقه بالرغم مما تثيره تلك التصريحات من عداء مع الدول العربيه. وبالرغم من ادراك الولايات المتحده من وجود خطر الارهاب داخل الدول العربيه، وان هذا الخطر لن يقف فقط فى حدود الدول العربيه انما من البديهى وصوله الى اروبا والولايات المتحده الامريكيه. الا ان الرئيس اوباما ليست لديه اى نوايا للدخول فى مواجهه عسكريه مع الارهاب.
لذلك اثار التدخل العسكرى الامريكى فى ليبا فى الاونه الاخيره ضربه لتلك الاستراتيجيه التى ظلت الادارة الامريكيه تتغنى بها لفترات طويله. حيث بدأ المفكرين يشككوا فى وجود ما يسمى بعقيدة اوباما للتدخل فى منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا. فظهرت الادارة الامريكيه بدون استراتيجيه واضجه حاكمه لها. وتم توجيه نقد لاذع لذلك التدخل الذى يعيد تكرار اخطاء الماضى[105]. فيما بعد اصدر الرئيس باراك اوباما استراتيجيه جديده للامن القومى الامريكىفى عام 2015، تعمل على تأهيلل الولايات المتحده من لعب دور القياده في العالم من خلال استخدام كل الامكانات المتاحه لديها. لم تكن تلك الاستراتجيه الأولى الذي يصدرها الرئيس في فتره حكمه فقد سبقتها أمنيه في عام 2010 وضعت بالأساس لتخطى الازمه الاقتصاديه التي عصفت بالعالم واثرت سلبا على الاقتصاد الامريكى.
تراجع اتكال الولايات المتحده على النفط الخليجى، وفتحها اسواق جديده لاستيراد النفط من اسيا. كذلك الازمات الماليه التي تمر بها ادارة اوباما والخسائر الماديه والبشريه جراء الانخراط في مشكلات الشرق الاوسط ، كل تلك الأسباب ادت إلى تراجع التعاون والاهتمام الامريكى بالشرق الاوسط. فاصبحت الادارة الأمريكيه ترى أن تصحيح الاوضاع الداخليه، والعلاقات مع الشرق تقتضى تقليص الوجود الامريكى في الشرق واتباع سياسة ضبط النفس مع اى من الازمات التي تمر بها المنطقه. وبالرغم من أن الادارة الأمريكيه فشلت في اتباع تلك السياسه حين تدخلت في ليبيا عسكريا كما سبق الذكر، فقد استطاعت أن تسير وفق تلك الاستراتيجيه ازاء الازمه السوريه والمصريه[106].
يكشف الاتفاق النووى الايرانى عن التحركات الفعليه في سبيل تحقيق سياسة نفض اليدين عن الشرق، فبالرغم من علم الادراة الأمريكيه رفض حلفاءها في المنطقه لهذا الاتفاق، الا أنها اصرت على توقيعه مع ايران. كما أن ايران قد فرضت نفسها على المجتمع الدولى وعلى الولايات المتحده الأمريكيه، وابدت قدرتها على ادارة الازمات والصراعات التي تمر بها المنطقه. تتماشى تلك الاحداث مع افتراض تحويل الولايات المتحده لايران شرطى امريكى في منطقة الشرق. لكن الادراة الأمريكيه مستمره في طمأنة دول الشرق على أنها تهتم ببقاء الاستقرار الداخلى للشرق دون زعزعه. كما تظل الولايات المتحده محافظه على علاقتها بالمجتمعات المدنيه في دول الشرق. فالولايات المتحده لم تعد بحاجه للهيمنه على المنطقه، لكنها لا تقبل أن يحاول شخص آخر الهيمنه عليها[107].
الخلاصه:
يقوم التعاون الروسى الصينى على عدد من المصالح المشتركه بين البلدين، وواحده من اهم تلك المصالح تحجيم القدرات الأمريكيه في العالم بصوره عامه. وقد نجحت تلك الصداقه في تحقيق هذا الهدف، فقد ضغطت على الولايات المتحده الأمريكيه لتغير سياستها تجاه ازمات مر بها الشرق الاوسط كالازمه الايرانيه، والازمه السوريه. كذلك قد نجحت البلدين في تخطى السلطه التي تفرضها الولايات المتحده على العالم، فمن خلال هذا التحالف استطاعت روسيا التغلب على العقوبات الاقتصاديه التي فرضتها عليها الولايات المتحده والغرب عقد الازمه الاوكرانيه في عام 2013. تسعى الدولتين في تحويل النظام الدولى إلى نظام متعدد الاقطاب حيث لا تتخطى دولة القانون لمجرد كونها الدوله الأكبر في العالم، كما انهم يرون أن المجتمع متعدد الاقطاب أكثر استقرارا من النظام ذا القطب الواحد.
من جانب آخر، فان اكتشافات النفط في اسيا الوسطى وبحر القزوين لفت انظار العالم إليها، باعتبار أنها سوف تلعب دور حيوى في الاقتصاد العالمى وسوق النفط. وقد كانت الولايات المتحده أول تلك الانظار المتوجهه إلى اسيا، ليس فقد لحاجتها للنفط – فبالرغم من احتياج الولايات المتحده الكبير من النفط الا أنها من قبل اكتشاف النفط في اسيا الوسطى تستطيع تأمين حاجتها من الطاقه، كذلك فان المؤشرات تقول بان الولايات المتحده الأمريكيه تمتلك جزء كبير من احتياطى النفط- انما التوجه لاسيا الان جاء على غرار القوه الروسيه المتناميه في المنطه، ومعاهدات الدفاع والحمايه التي وقعتها روسيا مع دول اسيا، وكذلك التصريحات الروسيه بان امن المنطقه جزء من امنها الاقليمى. فاذا كانت المصالح الأمريكيه في المنطقه تبرر التحركات الامريكيه فيها والدعم الاقتصادى الذي تقدمه للحكومات أو لمنظمات المجتمع المدنى فهى لا تفسر التوقيت الذي اختارته لهذا التوجه.
فيما يخص السياسه الأمريكيه الجديده تجاه الشرق الاوسط، ومحاولتها للخروج من منطقة الشرق الاوسط، فبالاضافه لكونها احدى المبادئ التي جاء بها اوباما للحكم، فمجريات الاحداث اكدت أنها صائبه وان الادارة الأمريكيه بحاجه إلى تحقيقها. الا أن المنافسه في الاقليم تؤخر الادارة في اتخاذ تلك الخطوه، فبالرغم من أن الاداره لم تعد تجد اهميه للهيمنه على الشرق فهى لا تقبل بان تهيمن دوله أخرى على الشرق. فتسعى إلى ابقاء القواعد الأمريكيه إلى ابعد مدى، كما تحاول من خلال الاتفاق النووى ترك حليف قوى لها في الاقليم تستخدمه كشرطى ممثل للرغبات الأمريكيه.
الخاتمه:
هدفت الدراسه إلى التعرف على تأثير الصعود الروسى على العلاقات الأمريكيه مع الشرق الاوسط، وقد توصلت الدراسه من خلال تحليل مواقف الولايات المتحده الأمريكيه ازاء بعض احداث الشرق الاوسط الهامه إلى نتيجه رئيسيه وهى:
أن التحركات الأمريكيه في الشرق الاوسط تأثرت بعوده القوه الروسيه للساحه الدوليه، وخاصة بالنظر إلى اصرار روسيا على لعب دور حيوى في الشرق الاوسط. فبعد أن كانت اولايات المتحده هي اللاعب الوحيد على الساحه، جاءت روسيا لتزاحمها وتتقاسم معها ثروات الشرق ومصالحها فيه. يمكن الاستدلال على تلك النتيجه من نقاط رئيسيه كما ذكر البحث وهى الثورتين السوريه والمصريه والاتفاق النووى الايرانى الاحداث التي تبرز بقوه تحركات الولايات المتحده الامركيه بناءً على الوجود الروسى. فقد شكلت روسيا قوه مقاومه للولايات المتحده الأمريكيه، ومسانده للدول المقاومه للسياسه الأمريكيه، ما اجبر الولايات المتحده على التخلى عن بعض تلك السياسات في الشرق الاوسط. فلم تعد محددات الولايات المتحده كما كانت قبل ظهور روسيا في طريق المصلحه الأمريكيه.
أن سياسة الرحيل الأمريكى عن الشرق الاوسط التي وضعها الرئيس باراك اوباما لم تطبق بالصوره التي رسمت لها، فالسياسه الأمريكيه تتسم في هذه الفتره بالتأرجح ما بين ما تريده الادارة الأمريكيه لتحقيق المصالح الداخليه، وبين ما تمليه عليها التحركات الروسيه لتحقيق المصالح الخارجيه. كذلك توصلت الدراسه إلى أن روسيا تحاول اثبات فشل السياسه الأمريكيه المتبعه في الشرق، فهى تصر على المواقف التي تأخذها مع الشرق وبالتالى تجبر الولايات المتحده على التغيير، الأمر الذي يجعلها تبدو بصورة القوه المهمينه على مجرى الاحداث. ساحات المنافسه تلك جعلت الشرق على يقين أن اى من تلك الازمات القائمه على اراضيه في يد كلا من روسيا و أمريكيا وان الول العربيه اصبحت لا تملك في امرها شئ.
توصلت الدراسه أيضا إلى عدة نتائج فرعيه تتمثل في النقاط التاليه:
– تربط بين مصر والولايات المتحده الأمريكيه علاقات وثيقه جدا وفى غاية الخصوصيه، وذلك الأمر يخيف روسيا ويجعلها تلتزم الحذر في تعاملها مع الحكومه المصريه خاصة حكومة الرئيس السابق محمد مرسى. فتكرار المواقف التي تستخدم فيها الحكومه المصريه روسيا كورقه للضغط على الولايات المتحده الأمريكيه كان له اثار سلبيه في ثقة الحكومه الروسيه في التحركات المصريه تجاهها.
– بالرغم من ما ابدته اولايات المتحده الأمريكيه من رغبتها في الرحيل عن الشرق الاوسط، الا أنها لاتزال ملتزمه بتحقيق امن اسرائيل وتفوقها النوعى، وتسعى في كل المواقف الممكنه على اعلان ذلك والتأكيد عليه حتى تتغلب على اى مخاوف تثار في الداخل الاسرائيلى بشأن الرغبه الأمريكيه في الخروج من الشرق، وعلى الجانب الاخر لا تسعى الولايات المتحده إلى تهدأت دول الخليج.
– توافق روسيا والصين في عدائهما للولايات المتحده الأمريكيه شكل اساس قوى بنت عليه الدولتان علاقاتهما. تلك العلاقه التي استطاعت أن تصل للاهداف المرجوه منها، بالرغم من اختلاف الميول المصلحيه لكلا الدولتين؛ فالصين دوله دبوماسيه لا تسعى للسيطره على الآخرين، أما روسيا فهى دوله توسعيه. بالرغم من وجود تلك الاخلافات وغيرها بين البلدين قوة التماسك بينهما اثرت على السياسه الأمريكيه تجاه الشرق بصوره ملحوظه.
– بالرغم من القوه التي تتحلى بها السعوديه في منطقه الشرق الاوسط، والتى تنبع من امتلاكها لاحتياطى النفط وكذلك لمكانتها الدينيه لدى العرب، فهى تقف عاجزه امام الوضع الراهن. فهى تستمد قوتها من الوجود الامريكى الذي يهدد في الفتره الراهنه بالرحيل.
– توقيع الاتفاق النووى الايرانى اعاد ايران كقوه اقليميه فاعله، وهى تود الوصول إلى قدر من المنفعه والتى تتحقق عندها بنشر فكرها الشيعى المرفوض في الغرب و تكوين الولايه الاسلاميه المرفوضه كذلك، لذا فهذا الاتفاق يثير حافظة الدول العربيه خاصة الدول المعارضه لايران من البدايه.
– بالرغم من أن القضيه الفلسطينيه هي قضيه هامه جدا في الشرق الاوسط، الا أن اى من الدول المتنافسه فتح مجال البحث عن حلول لتلك القضيه، يعود ذلك لاحدى تلك الاراء ؛ اولا أن تكون روسيا خائفه من أن فتح تلك القضيه يجرها إلى صراع مباشر مع الولايات المتحده الأمريكيه، وثنيها أن يكون اختفاء القضه من اذهان العرب و تفكير كل دوله فيما يحدث فيها هو السبب في اغفال الغرب لتلك القضيه بالتبعيه، وثالثا و اخيرا أن تكون هناك علاقات طيبه بين اسرائيل وروسيا تمنعها من الخوض في ازمات معها ستأتى بضرر اكبر من المنفعه.
– يمكن اسقاط الاحداث الايرانيه على القضيه الفلسطينيه حيث نجد أن الصمود امام العقوبات الاقتصاديه التي وقعت على ايران لم تكن بصوره منفرده، فروسيا والصين وقفتا داعما لها لكى تتمكن من حماية اقتصادها إلى أقصى درجه، أما فيما يخص الصمود الفلسطينى فقد اتسم بالضعف لأنها لم تجد من يساندها في هذا الصمود حتى الدول العربيه سرعان ما تخلت عن القضيه وانشغلت بمصالحها الداخليه.
– الاحداث الجاريه في اسيا الوسطى وبحر القزوين تنذر بتحول هام في ساحة الصراع الدولى وانتقالها من الشرق إلى هناك، وفى هذا الحين يمكن أن تجد روسيا نفسها مضطره لاستخدام القوه العسكريه لدفع تلك المخاطر والصراععات بعيدا عن نطاقها الاقليمى.
التوصيات :
تقدم الدراسه عدة توصيات فيما يخص الوضع العالمى للشرق الاوسط، تقوم تلك التوصيات بالاساس على رغبة الدراسه فى الوصول بحال افضل للعرب
– لابد على ادوله العربيه ان تساند القضيه الفلسطينيه وتعدي لفت نظر العالم لها، بذلك تدخل القضيه وضرورة حلها فى اطار اهتمامات الدول الغربيه فى الشرق.
– على السعوديه ان تسعى لفتح منافذ جديده للنفط السعودى بدلا من الاعتماد الكامل على السوق الامريكى الذى يهددها بالرحيل فذلك التنوع يؤمن قوه اكبر للمملكه السعوديه، كما يمكنها من الوصول لسعر اعلى للنفط
– كذلك اذا رغبت الدول العربيه ان تعود كمتحكم اساسى فى الاحداث التى تدور داخلها، ان تحل خلفاتها الداخليه منفرده اولا، ثم بعد ذلك تعود لتتكاتف وربما تحقق حلم القوميه العربيه الذى وضعت قوى الغرب العراقيل فى طريقه حتى تستمر الدول العربيه فى لعب دور التابع والمطيع لها.
– على الدول العربيه محاولة الموازنه ما بين علاقتهم بالولايات المتحده، وعلاقتهم بروسيا. فالعلاقات مع الولايات المتحده ليست دائمه ولا ثابته، لذا فان تقرب العرب من روسيا سوف يعطيهم حريه اكبر من الحركه والحصول على اقصى قدر من المنفعه. فاستخدام روسيا بصوره دائمه كأداة ضغط فقط يؤدى الى تعامل روسيا مع الشرق بسياسات حذره لا تحقق مصالح الشرق الرجوه من العلاقات معها.
سيناريوهات المستقبل:
بناء على الاوضاع الراهنه ودراسة تحركات الدول فى الشرق والتى كشفت عنها الدراسه، يمكن وضع عدد من السيناريوهات المحتمل وقوعها على ساحة الشرق الاوسط.
– السيناريو الاول ينطلق من نجاح الاتفاق النووى الايرانى، الذى سوف يضاعف القوه الايرانيه فى منطقة الشرق الاوسط، وبالتالى يزيد الضغط والخوف فى الاوساط العربيه. ذلك الامر الذى يمكن ان يدفع السعوديه الى التعاون مع اسرائيل لتكوين جبهه لردع القوه الايرانيه. هذا الامر سوف يدخل اسرائيل رسميا بين الدول العربيه ويخفف من حدة الصراع معها والذى بدأ يتلاشى بالفعل. يأتى هذا الاستنتاج من توافق الاراء السعوديه والاسرائيليه ازاء الاتفاق النووى الايرانى، ومحاولتهما معا منع الولايات المتحده الامريكيه من ابرام هذا الاتفاق.
– يوجد سيناريو اخر ينطلق من قرب الانتخابات الامريكيه والتى ستسفر بالضروره عن رئيس جديد بتوجهات جديده. تلك التوجهات ستكون اما فى اتجاه تغلغل اكبر فى الشرق وحينها يحتمل دخول الولايات المتحده عسكريا لانهاء الازمه السوريه. او ان يكون هذا الرئيس الجديد ذا توجهات بعيده عن الشرق وهنا سوف يزيد التغلغل الروسى فى المنطقه وحينها من المحتمل ان تنهى روسيا الازمه السوريه. وحينها سوف تتمكن روسيا من اقامة قواعد عسكريه على ارض الشرق، كما سوف يمكنها ذلك من تحقيق هدفهها من الوصول الى المياه الدفيئه.
– السيناريو الثالث صعب التحقق وذلك بسبب تفاقم العداء ما بين العرب وايران. لكن ربما تعزف ايارن على وتر العداء مع اسرائيل وتسعى للتدخل فى حل الصراع العربى الاسرائيلى. الامر الذى ربما يعيد العلاقت ما بين ايارن والدول العربيه. واذا وصلت ايران لتلك المرحله من القوه والعلاقات الطبيه مع العرب سوف تتمكن من الوقوف امام الولايات المتحده الامريكيه. لكن هذا السيناريو صعب التحقق فى ظل اصرار ايران على نشر فكرها الشيعى فى الوطن العربى، وتنفيذ مخططها فى تكوين الولايه الاسلاميه، الامور التى لن يقبل بها العرب ابدا.
قائمة المراجع:
المراجع:.
الكتب:
- السيد أمين شلبى ، أمريكا و الشرق الاوسط في ظل الاداره الجديده ، ( القاهره : المجلس المصرى للشئون الخارجيه ، 2009 ) .
- عبد الوهاب الكيالى، موسوعة السياسه ،الجزء الاول، ( القاهره المؤسسه العربيه للدراسات والنشر1990، ص797 .
- على الدين هلال،معجم المصطلحات السياسيه،القاهره: جامعة القاهرة، كلية الاقتصاد والعلوم السياسيه،1994
- محمد السيد سليم ، تحليل السياسه الخارجيه ، الطبعه الثانيه ، ( مكتبه النهضه المصريه ، كليه الاقتصاد والعلوم السياسيه ، القاهره ، 1998)
- مصطفى علوى، قضايا دولية معاصره، جامعة القاهره، 2015.
- نورهان الشيخ ، السياسه الخارجيه الروسيه تجاه الشرق الاوسط في القرن الحادى والعشرين ، (جامعة القاهره : كلية اقتصاد و علوم سياسيه ، مركز الدراسات الأوروبيه ، 2010 ) .
الرسائل:
- أروى يوسف، العلاقات الروسيه-الايارانيه بعد انتهاء الحرب الباردة، رسالة ماجستير، جامعة دمشق ،كلية العلوم السياسيه، 2010.
- أميرة محمد راكان، مفهوم الإصلاح كمحدد للسياسة الأمريكيه في الشرق الأوسط خلال ادارتى جورج دبليو بوش، رسالة ماجستير، جامعة القاهره ، كلية الاقتصاد و العلوم السياسيه ،
- حامد بن عبد العزيز محمد النورى، أثر القوة في العلاقات الدولية : المتغيرات السياسيه المعاصرة في منطقة الشرق الأوسط: 1945-1990، رسالة ماجستير، جامعة الخرطوم، كلية الدراسات الاقتصادية و الاجتماعية، 2006.
- خديجه لعريبى ، السياسه الخارجيه الروسيه تجاه منطقه الشرق الاوسط بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 ، رساله ماجستير ، جامعه محمد خضير – بسكره- ، كليه الحقوق والعلوم السياسيه ، الجزائر،2014.
- رشا محمود السيد عيد الباز ، الانعكاسات الاقليميه والدوليه للتهديدات الامنيه فى منطقه اسيا الوسطى 1991- 2005م ،رسالة ماجستير، جامعة القاهره، كليه الاقتصاد والعلوم السياسيه، 2010.
- رضا حسين محمد حسين ، التغير في النظام الدولى واثره على الامن القومى العربى ، رسالة ماجستير ، جامعة القاهره ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسيه ، 2009 .
- رنا صفوان فريد رمضان ، السياسه الخارجيه الأمريكيه تجاه اسيا الوسطى بعد احداث الحادى عشر من سبتمبر ، رسالة ماجستير، جامعة القاهره ، كلية الاقتصاد و العلوم السياسيه ، 2010.
- عبد الله فلاح عودة العضايلة، التنافس الدولى فى اسيا الوسطى (1991-2010)، رسالة ماجستير، جامعة الشرق الاوسط ، كلية الاداب والعلوم، 2011.
- عصام عبد الشافى، السياسه الأمريكيه تجاه المملكه العربيه السعوديه : دارسه في تأثير البعد الدينى، رسالة ماجستير، جامعة القاهره، كلية الاقتصاد والعلوم السياسيه، 2009.
- على الله حكمت الله ، السياسه الخارجيه الروسيه ( 2001- 2010 ) : دراسة مقارنه للسياسه الروسيه ازاء الازمتين الافغانيه و العراقيه ، رسالة ماجستير ، جامعة القاهره ، كلية الاقتصاد و العلوم السياسيه ، 2012.
- عمرو السيد عبد العاطى محمد السيد ، أمن الطاقه في السياسه الخارجيه الأمريكيه دارسه حاله : منطقه بحر القزوين بعد احداث الحادى عشر من سبتمبر ، رسالة ماجستير ، جامعة القاهره ، كلية الاقتصاد و العلوم السياسيه ، 2014 .
- كريم طه خليل، صنع السياسه التجاريه الأمريكيه تجاه الشرق الأوسط (1985-2005)، رسالة ماجستير، جامعة القاهره، كلية الاقتصاد والعلوم السياسيه، 2010.
- قاسم أسماء أمينه، التوجهات الجديده للسياسه الخارجيه الامريكيه تجاه إيران وانعكاستها على دول المنطقه 2003-2014، رسالة ماجستير، جامعة الجيلالى بونعامة خميس مليانة: كلية الحقوق والعلوم السياسيه، 2015.
- محمود محمد الكركى، العلاقات الروسيه الامريكيه فى عهدى الرئيسين “فلادمير بوتين” و”جورج بوش” (2000-2008)، رسالة ماجستير، جامعة مؤته، 2009.
- محمد رضا حسين فرحات، السياسه البريطانيه تجاه الشرق الأوسط بعد 11 سبتمبر 2001: قضايا الأمن و التسويه (2001-2005)، رسالة دكتوراه، جامعة القاهره ، كلية الاقتصاد و العلوم السياسيه ، 2013.
- منى حسن احمد القلاف ، السياسه الخارجيه للولايات المتحده تجاه روسيا الاتحاديه ، رسالة ماجستير ، جامعة القاهره ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسيه ، 2012.
- منى دردير محمد احمد عليوه ، السياسه الخارجيه الروسيه تجاه ايران خلال فتره ( 2000-2011) ، رساله ماجستير، جامعة القاهره ، كليه الاقتصاد والعلوم السياسيه، 2013.
- نعيم أحمد نعيم الهمص، السياسه الخارجيه الأمريكيه تجاه الصراع العربى-الإسرائيلى بعد احتلال العراق في الفتره الممتده من 2003-2008، رسالة ماجستير، القاهره، جماعة الدول العربيه، معهد البحوث و الدراسات العربيه، 2010.
- نها عبد الحفيظ شحاته ، دور وزارة الدفاع في صنع السياسه الخارجيه الأمريكيه مع دراسة حاله لقرار غزو العراق 2003 ، رسالة ماجستير، جامعة القاهره ، كلية الاقتصاد و العلوم السياسيه ، 2007.
الدوريات:
- باسم راشد، المصالح المتقاربه: دور عالمى جديد لروسيا في الربيع العربى، وحدة الدراسات المستقبليه بمكتبة الاسكندريه، العدد (9).
- باسم راشدسعد الحمدانى، العلاقات الروسيه –الايرانيه 2003-2010، جامعة المستنصرية، مجلة السياسه الدوليه، رقم 21، 2012.
- عبد الناصر سرور، الصراع الاستراتيجى الامريكى-الروسى في اسيا ويحر القزوين وتداعياته على دول المنطقة: 1991-2007، مجلة جامعة الازهر بغزه، مجلد 11، العدد 1، 2009، 43-78.
- عمرو عبد العاطى، اللوبى الاسرائيلى والسياسه الخارجيه الأمريكيه تجاه مصر بعد الثلاثين من حزيران/يونيو 2013 ، مجلة السياسه الدوليه، مؤسسة الاهرام.
- لانا رواندى، تاريخ العلاقات الروسيه الايرانيه واتفاق فيينا النووى ، المركز العربى للابحاث ودراسة السياسات، نوفمبر 2015.
- محمد مجدان، سياسة روسيا الخارجيه اليوم: البحث عن دور عالمى مؤثر، المجله العربيه للعلوم السياسيه، 2011
تقارير:
- الاستراتيجيه الروسيه العسكريه الجديده في الشرق الاوسط، البوابه العربيه.
- المرصد الاستراتيجى، تطور العلاقات الامريكيه-الإيرانيه (2002-2015) وتأثيرها على أمن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربيه، 12أغسطس 2015.
محاضرات:
- أحمد يوسف، محاضرات القيت على طلاب الفرقه الرابعه قسم العلوم السياسيه، جامعة القاهره: كلية الاقتصاد والعلوم السياسيه، 2016.
- د/ محمد سالمان، محاضرات القيت على طلاب الفرقه الرابعه قسم العلوم السياسيه، جامعة القاهره: كلية الاقتصاد والعلوم السياسيه، 2016.
- محمد كمال، محاضرة القيت على طلاب الفرقه الثالثه، جامعة القاهره، كلية الاقتصاد والعلوم السياسه، 2015.
الانترنت:
- احمد سعد نوفل، الموقف الامريكى تجاه الازمه فى سوريا ، فى: http://www.mesc.com.jo/Activities/Act_Saloon/Act_Saloon_17.html، مارس 2016.
- أحمد سيد حسين، السياسات الروسيه تجاه الشرق الاوسط، في:http://democracy.ahram.org.eg ، مارس 2016.
- بدر حسن شافعي، الولايات المتحدة والثورة المصريه تحديات الواقع وآفاق المستقبل، في: http://www.sis.gov.eg/Newvr/34/7.htm، مارس 2016.
- بشير زين العابدين، “تطور العلاقات الأمريكية-الايرانية (2002-2015) وتاثيرها على امن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية”، فى: http://www.almoslim.net/node/238885 ، مارس 2016.
- جرجس الملحم، تأثير التوافق الصيني-الروسي على السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، فى: http://www.lebarmy.gov.lb/ar/ ،أبريل 2016.
- دعاء الجهينى، حسابات متشابكه: الاهرام مجلة السياسه الدوليه ، فى: http://www.siyassa.org.eg/NewsContent ،مارس 2016.
- دميترى ترنين، التحالف الافتراضى: السياسه الروسيه تجاه سوريه، في:http://carnegie-mec.org/2013/04/15/ ، ابريل 2016.
- دينا سعد الدين، أوباما والشرق الأوسط .. إعادة تصحيح الدور الأمريكي، في: http://fekr-online.com/index.php/article ،مارس 2016.
- راندا موسى، العلاقات العربيه- الروسيه ما بعد الربيع العربى، في: http://rouyaturkiyyah.com ، 2013 ، مارس 2016.
- عبد العظيم محمود حنفى، العلاقات الأمريكيه المصريه .. تجاوز محطة الخلاف حول 30 يونيو، في:http://studies.alarabiya.net ، ابريل 2016.
- سلام الشريف، التداعى الامريكى: صعود التحالف الروسى- الصينى 4/4، فى: http://www.kassioun.org/reports-and-opinions/ ، ابريل 2016.
- علاء الجديدى، مصالح لا محاول: فرص و قيود العلاقات الروسيه المصريه بعد 30 يونيو، في:http://www.siyassa.org.eg ، ابريل 2016.
- محمد العلاونه، هل تغير الموقف الامريكى من الازمه السوريه؟،فى:http://www.islamtoday.net/albasheer/artshow-13-222278.htm، يناير 2016.
- محمدمحمودالسيد ، أبعادالصعودالروسى ،الحوارالمتمدن،العدد 7، يناير 2012 ، فى:
- http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=290615 .
- نزار عبد القادر، الاستراتيجيه الأمريكيه في الشرق الاوسط .. سياسة نفض اليدين ، في: http://www.gulfmagazine.com ، مارس 2016.
- نقاط الاختلاف والالتقاء بين الولايات المتحده وروسيا حول سوريا، في: https://arabic.rt.com/news ، اكتوبر 2015.
- يزيد صايغ، السياسه الخارجيه الأمريكيه في الشرق الاوسط: حذر وانسحاب جزئى، carnegie-mec.org، مايو 2015.
المراجع باللغه الانجليزيه:
اولا الكتب:
- Bryan R. Gibson, The Long Road to Tehran: the Iran Nuclear Deal in Perspective, London, LSE IDEAS Strategic Update, December 2015.
- S. Ivanov, Modern Russian-Iranian Relation: Challenges and Opportunities, (Russian International Affairs Council, 2014(.
- Kenneth Katzman ,Iran: Politics, Gulf Security, and U.S Policy , (Congressional Research Service, march 30,2016).
- Paul J. Saunders, Russia and U.S. National Interests Why Should Americans Care?, Washington, Harvard University, October 2011.
- Primoz Manfreda, «Why Does Russia Support the Syrian Regime: Blocking Regime Change in Syria», Middle East Issues, (5 May 2012).
ثانيا الرسائل:
- Bjoern Alexander Dueben, China-Russia Relations after the Cold War: The Process of Institution-Building and Its Impact on the Evolution of Bilateral Cooperation, for Degree of Doctor, London School of Economics and Political Science, October 2013.
- Menna-allahDiaa, European Energy security & Euro – Russian Relation, Master’s Degre, Cairo University, The faculty of Economic and Political science, 2014.
ثالثا التقارير:
- Alexander Gabuev, A “SOFT ALLIANCE”? RUSSIA-CHINA RELATIONS AFTER THE UKRAINE CRISIS, EUROPEAN COUNCIL ON FOREIGN RELATIONS, February 2015
- Center for Dialogues Islamic world, “ Iran-U.S. Relations: Imagining a New Paradigm”, conference report, NewYourk University, Center for Dialogues Islamic world-U.S.-The West, March 2009
- Jeffrey Mankoff, The United States and Central Asia after 2014, Center for Strategic & International Studies, January 2013.
- Märta Carlsson, China and Russia – A Study on Cooperation, Competition and Distrust, Defence Analysis, FOI, Juhn 2015
- Marcel de Hass, Russian-Chinese Security Relations Moscow’s Threat from the East?, Netherlands Institute of International Relations Clingendae, march 2013
- Richard Haass, Toward A New U.S.-Middle East Strategy, A Saban Center at Brookings, Council on Foreign Relations Project, February 2008.
الملاحق
( قائمة المراجع الاولية )
قائمة المراجع الاوليه
الكتب :.
- السيد أمين شلبى ، أمريكا و الشرق الاوسط في ظل الاداره الجديده ، ( القاهره : المجلس المصرى للشئون الخارجيه ، 2009 ) .
- بروستر ك.دينى ، نظره شامله على السياسه الخارجيه الأمريكيه ، ترجمة : ودوده بدران ، ( القاهره : الدار الدوليه للنشر و التوزيع ، 1991 ) .
- بيزن ايزدى ،مدخل الى السياسه الخارجيه لجمهوريه ايران الاسلاميه ، ترجمه : سعيد الصباغ ، ( القاهره : الدار الثقافيه للنشر ، 2000 ) .
- بوقنطار الحسان ، السياسه الخارجيه الفرنسيه تجاه الوطن العرربى منذ عام 1967 ، ( بيروت : مركز دراسات الوحده العربيه ، 1987 ) .
- تشارلز كجلى ، السياسه الخارجيه الأمريكيه و مصادرها الداخليه : رؤى و شواهد ( EU.M ) ، ترجمة : عبد الوهاب علوى ، ( القاهره : المركز الأعلى للثقافه ، 2004 ) .
- حسين شريف ، السياسه الخارجيه الأمريكيه في السبعينات و الثمنينات من خلال رؤى و تحركات نيكسون و كيسنجر ، ( القاهره : الهيئه المصريه العامه للكتاب ، 1994 ) .
- حسين فوزى النجار ، امريكا و العالم : دارسه في السياسه الدوليه ، ( القاهره : مكتبة مدبولى ، 1986) .
- جلين بالمر و ت.كليفتون مورجان ، نظريه السياسه الخارجيه ، ترجمه : د.عبدالسلام على نوير ،الطبعه الاولى ، (النشر العلمى والمطابع ، جامعه الملك سعود ،الرياض ، 2011) .
- جمال على زهران ، الاطار النظرى لصنع القرار السياسى ( ورؤيه استراتيجيه لصنع القرار التنموى فى مصر) ، جامعه قناه السويس ، قسم العلوم السياسيه .
- دانيال وارنر ، السياسه الخارجيه الأمريكيه بعد انتهاء الحرب البارده ، ( ابو ظبى : مركز الامارات للدراسات و البحوث الاستراتيجيه ) .
- ريتشارد جاردنير ، نحو نظام عالمى : السياسه الخارجيه الأمريكيه و المنظمات الدوليه ، ترجمة : احمد الشناوى ، ( القاهره : مكتبة الوعى العربى ) .
- سمير أمين ، العولمه و النظام الدولى الجديد ( 10471 ) ، ( بيروت : مركز الدراسات الوحده العربيه ، 2004 ) .
- سيمون سيرفاتى ، وسائل الاعلام و السياسه الخارجيه ( 8621 ) ، ترجمة : محمد مصطفى غنيم ، ( القاهره : الجمعيه المصريه لنشر المعرفه و الثقافه العالميه ، 1995 ) .
- عبد الحى على قاسم ، السياسه الخارجيه الأمريكيه تجاه حركة حماس ( ب.ر. ) ، ( القاهره : مكتبة مدبولى ، 2009 ) .
- لمى مضر الاماره ، الاستراتيجيه الروسيه بعد الحرب البارده و انعكاستها على المنطقه العربيه ، ( بيروت : مركز الدراسات الوحده العربيه ، 2009 ) .
- لويد جنسن ، تفسير السياسه الخارجيه ، ترجمه : محمد بن احمد مفتى و محمد السيد سليم ، الطبعه الاولى ،( عماده شئون المكتبات ، جامعه الملك سعود ، الرياض ، 1989) .
- لويس دوللو ، التاريخ الدبلوماسى، ترجمة : سموحى فوق العاده ( بيروت : 1982 ( .
- محمد السيد سليم ، تحليل السياسه الخارجيه ، الطبعه الثانيه ، ( مكتبه النهضه المصريه ، كليه الاقتصاد والعلوم السياسيه ، القاهره ، 1998)
- . نورهان الشيخ ، السياسه الخارجيه الروسيه تجاه الشرق الاوسط في القرن الحادى والعشرين ، (جامعة القاهره : كلية اقتصاد و علوم سياسيه ، مركز الدراسات الأوروبيه ، 2010 ) .
- وليام ب.كولنت ، امريكا و العرب و اسرائيل : عشر سنوات حاسمه ( 1967 – 1976 ) ، ترجمة : عبد العظيم حماد ، ( القاهره : دار المعارف ، 1979).
الرسائل :.
- د/ انجى محمد المهدى، استخدام القوه العسكريه كأداه في السياسه الخارجيه الأمريكيه : دراسة لمرحلة ما بعد الحرب البارده، رسالة دكتوراه، جامعة القاهره ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسيه، 2012 .
- ايمان محمود العيوطى، السياسه الخارجيه الأمريكيه تجاه الاصلاح في الشرق الاوسط : دراسة حاله العراق ، رسالة ماجستير ، جامعة القاهره ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسيه ، 2007 .
- تغاريد انور السيد الجويلى، النفط كمحدد لسياسه الخارجيه الأمريكيه تجاه المملكه العربيه السعوديه 1990 – 2006 رسالة ماجستير ، جامعة القاهره، كلية الاقتصاد والعلوم السياسيه، 2012 .
- جورج ثروت فهمى ، السياسه الخارجيه الفرنسيه تجاه الوطن العربى بعد الاحتلال الامريكى للعراق ، رسالة ماجستير، جامعة القاهره ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسيه، 2007.
- جيهان شريف الحديدى ، التيارات الفكريه الأمريكيه و تأثيرها على السياسه الخارجيه للولايات المتحده الأمريكيه تجاه الصين ( 1993 – 2008 ) ، رسالة ماجستير، جامعة القاهره، كلية الاقتصاد والعلوم السياسيه، 2010.
- خالد محمود عبد الكريم الدغارى ، اثر التغيير في النظام الدولى على السياسه الخارجيه الليبيه تجاه القضيه الفلسطينيه ، رسالة ماجستير، جامعة القاهره ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسيه ، 2007 .
- خديجه لعريبى ، السياسه الخارجيه الروسيه تجاه منطقه الشرق الاوسط بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، رساله ماجستير، جامعه محمد خضير – بسكره- ، كليه الحقوق والعلوم السياسيه ، الجزائر ،2014.
- خديجه عرفه محمد امين ، أمن الطاقه والسياسه الخارجيه : دراسة تطبيقيه بعض الدول المصدره و المستورده للطاقه، رسالة دكتوراه، جامعة القاهره ، كلية الاقتصاد و العلوم السياسيه ، 2012.
- خليل عرنوس سليمان سليم ، التحولات في النظام الدولى والاداره الأمريكيه للازمات الدوليه دراسة حاله : الازمه العراقيه ( 2002 – 2004 )، رسالة ماجستير ، جامعة القاهره ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسيه ، 2011.
- دينا عبد العزيز محمد ، الترويج للديمقراطيه كأحد اهداف السياسه الخارجيه الأمريكيه في الفتره من ( 2000 – 2008 ) : دارسه حاله مصر،رسالة ماجستير ، جامعة القاهره ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسيه ، 2011.
- رضا حسين محمد حسين، التغير في النظام الدولى واثره على الامن القومى العربى ،رسالة ماجستير، جامعة القاهره ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسيه ، 2009.
- رنا صفوان فريد رمضان ، السياسه الخارجيه الأمريكيه تجاه اسيا الوسطى بعد احداث الحادى عشر من سبتمبر ، رسالة ماجستير، جامعة القاهره ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسيه ، 2010 .
- سالى محمد زكى ، السياسه الخارجيه الأمريكيه تجاه الثوره المصريه يناير 2011 ، رسالة ماجستير ، جامعة القاهره، كلية الاقتصاد والعلوم السياسيه ، 2014 .
- سعاد محمد محمود حسن ، السياسه الخارجيه الأمريكيه تجاه الاحزاب الشيوعيه الاروبيه ” ايطاليا – فرنسا – أسبانيا ” من 1972 – 1979 ، رسالة ماجستير، جامعة القاهره ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسيه ، 1995 .
- سعيد حسين محمود حسن غلاب ، التطورات الراهنه في النظام الدولى و اثرها على مبدأ حظر استخدام القوه في العلاقات الدوليه ، رسالة دكتوراه ، جامعة القاهره ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسيه ، 2005 .
- سماح عبد الصبور عبد الحى ، القوه الذكيه في السياسه الخارجيه : دارسه في ادوات السياسه الخارجيه الايرانيه تجاه لبنان منذ 2005 ، رسالة ماجستير ، جامعة القاهره ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسيه ، 2013 .
- شذى احمد ابراهيم محمد الشريف ، السياسه الخارجيه للاتحاد الاروبى تجاه الحرب الأمريكيه على الارهاب ( حالة افغانستان ) ، رسالة ماجستير ، جامعة القاهره ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسيه ، 2014 .
- عبد الرحمن عبد السلام محمد احمد ، سياسه الولايات المتحده تجاه جنوب السودان 2001 – 2011 : دراسة في تأثير اليمين المسيحى على السياسه الخارجيه الأمريكيه ، ( رسالة دكتوراه ) ، جامعة القاهره ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسيه ، 2015 .
- عبد الرؤوف مصطفى جلال حسن ، اثر التغير في البنيان الدولى على السياسه الخارجيه الصينيه تجاه السودان في الفتره ( 1989 – 2008 ) ،رسالة ماجستير، جامعة القاهره ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسيه ، 2011 .
- عبد العظيم محمود حنفى محمود ، تأثير التحولات في النظام الدولى على النظم السياسيه العربيه : دارسه في قضية الشرعيه ،رسالة ماجستير ، جامعة القاهره ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسيه ، 2002 .
- عز الدين عبدالله ابو سمهدانه ، الاستراتيجيه الروسيه تجاه الشرق الاوسط : 2000 – 2008 م (دراسه حاله القضيه الفلسطينيه ) ، رساله ماجستير، جامعه الازهر ، كليه الاقتصاد والعلوم الاداريه ، غزه ، 2012م .
- على الله حكمت الله ، السياسه الخارجيه الروسيه ( 2001- 2010 ) : دراسة مقارنه للسياسه الروسيه ازاء الازمتين الافغانيه و العراقيه ، رسالة ماجستير، جامعة القاهره ، كلية الاقتصاد و العلوم السياسيه ، 2012 .
- على سيد فؤاد النقر ، اثر التغيرات في النظام الدولى على السياسه الخارجيه الصينيه تجاه الولايات المتحده ، رسالة دكتوراه ، جامعة القاهره ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسيه ، 2004 .
- عماد محمد عامر الحلحلى ، اثر المتغيرات الاقليميه و الدوليه على سياسه اليمن الخارجيه تجاه دول مجلس التعاون الخليجى من ( 2001 – 2008 ) ، رسالة ماجستير، جامعة القاهره ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسيه ، 2011 .
- عمر عبد الله عفتان ، اثر التغيير في النظام الدولى على القضيه العراقيه ، رسالة دكتوراه ، القاهره ، معهد البحوث والدراسات العربيه ، 2010 .
- عمرو السيد عبد العاطى محمد السيد ، أمن الطاقه في السياسه الخارجيه الأمريكيه دارسه حاله : منطقه بحر القزوين بعد احداث الحادى عشر من سبتمبر ، رسالة ماجستير ، جامعة القاهره ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسيه، 2014 .
- محمود خليفه جوده محمد ، ابعاد الصعود الروسى في النظام الدولى و تدعياته ( 2000 – 2013 ) ، رسالة ماجستير، جامعة القاهره ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسيه ، 2015 .
- مروه محمد عبد العزيز مصطفى ، دور مراكز الابحاث و تأثيرها على صنع السياسه الخارجيه الأمريكيه : دراسة حاله لأهم مراكز الابحاث في الولايات المتحده الأمريكيه في الفتره من 1996 – 2005 ،رسالة ماجستير، جامعة القاهره ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسيه ، 2009 .
- د/ مصطفى علوى ، السياسه الخارجيه الأمريكيه تجاه الاتحاد السوفيتى 1959 – 1953 ، رسالة ماجستير، جامعة القاهره ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسيه ، 1975 .
- معالى محمد لطفى ، السياسه الخارجيه الأمريكيه تجاه الصراع العربى الاسرائيلى ،رسالة ماجستير، جامعة القاهره ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسيه ، 2011 .
- منى حسن احمد القلاف ، السياسه الخارجيه للولايات المتحده تجاه روسيا الاتحاديه ،رسالة ماجستير، جامعة القاهره، كلية الاقتصاد والعلوم السياسيه ، 2012 .
- منى دردير محمد احمد عليوه ، السياسه الخارجيه الروسيه تجاه ايران خلال فتره ( 2000-2011) ،رساله ماجستير، جامعة القاهره ، كليه الاقتصاد والعلوم السياسيه، 2013م .
- مينا اسحاق طانيوس بولس ، التحول الديمقراطى و التغير في السياسه الخارجيه : دراسة حاله كوريا الجنوبيه تجاه كوريا الشماليه ، رسالة ماجستير، جامعة القاهره ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسيه ، 2012 .
- نجلاء محمد مرعى يونس ، تأثير البترول في توجهات السياسه الخارجيه الأمريكيه تجاه افريقيا بعد احداث 11 سبتمبر 2001 ، رسالة دكتوراه، جامعة القاهره ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسيه ، 2011 .
- نزيهه احمد التركى ، البعد الدينى في السياسه الخارجيه الأمريكيه تجاه الشرق الاوسط ( 2001 – 2008 ) ، رسالة ماجستير، جامعة القاهره ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسيه ، 2011 .
- نها عبد الحفيظ شحاته ، دور وزارة الدفاع في صنع السياسه الخارجيه الأمريكيه مع دراسة حاله لقرار غزو العراق 2003 ،رسالة ماجستير، جامعة القاهره ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسيه ، 2007 .
- د/نورهان الشيخ ، دور النخبه الحاكمه في اعادة هيكلة السياسه الخارجيه : دارسه لحالتى الاتحاد السوفيتى ( 1985 – 1991 ) و الجمهوريه الروسيه ( 1991 – 1996 ) ،رسالة دكتوراه ، جامعة القاهره ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسيه ، 2000 .
- نوران محمد عمر عطيه ، السياسه الخارجيه للحركات الاسلاميه : دراسه حاله جماعه الاخوان المسلمين فى مصر ، رسالة ماجستير، جامعة القاهره ، كليه الاقتصاد والعلوم السياسيه، 2013م .
- نوف سعود عبد العزيز المعتوق ، دور القوى الكبرى في أعمال نظام الامن الجماعي الدولى : دارسه تحليليه لموقف الولايات المتحده الأمريكيه ازاء البرنامج النووى الايرانى ، رسالة ماجستير ، جامعة القاهره ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسيه ، 2010 .
- نعيم احمد نعيم الهمص ، السياسه الخارجيه الأمريكيه تجاه الصراع العربى الاسرائيلى بعد احتلال العراق في الفتره الممتده من 2003 – 2008 ، رسالة ماجستير، القاهره ، جامعة الدول العربيه ، 2010 .
- هبه الله اسماعيل فوزى اسماعيل فهمى ، الدبلوماسيه العامه كأداه للسياسه الخارجيه الأمريكيه في عهد الرئيس جورج بوش الابن ( الفتره من 2000 – 2008 ) ، رسالة ماجستير ، جامعة القاهره ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسيه ، 2010 .
- ودوده بدران ، السياسه الخارجيه الأمريكيه في عهد كندى ، رسالة ماجستير، جامعة القاهره ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسيه ، 1973 .
الدوريات :.
- أحمد إبراهيم محمود ، الدرع الصاروخى و عودة أجواء الحرب البارده ، ملف الأهرام الاستراتيجى ، العدد
150 ، أكتوبر 2002 . - أحمد دياب ، أمريكا و روسيا حدود الإختلاف و أفاق التعاون ، السياسه الدوليه ، العدد 160 ، أبريل 2005 .
- ابراهيم الغيطانى و اخرون ، البحث على الاستقرار : الاتجاهات الرئيسيه في منطقة الشرق الاوسط خلال 2014 ، مفاهيم المستقبل ملحق دورية اتجاهات الاحداث ، العدد السادس ، يناير 2015 .
- د/ ابراهيم غالى ، الزلزال : إلى أن تتجه منطقة الشرق الاوسط ؟ ، مفاهيم المستقبل ملحق دورية اتجاهات الاحداث ، العدد الاول ، اغسطس 2014 .
- احمد سيد حسين ، مؤشر الامن : “التصورات ” الروسيه حول حالة الامن في الشرق الاوسط ، حالة الاقليم ، العدد السابع ، مايو 2014 .
- د/ امل صقر ، القوه : المتغير الثابت في إدارة السياسات الدوليه ، مفاهيم المستقبل ملحق دورية اتجاهات الاحداث ، العدد العاشر ، مايو 2015 .
- إيلى بردنشتابن ، نتنياهو يعزز العلاقات مع بوتين ، مختارات اسرائيليه ، العدد 229 ، يناير 2014.
- د/كارن ابو الخير ، الحرب التاليه : هل يمكن أن تنشب حرب عالميه مره أخرى ؟ ، اتجاهات الاحداث ، العدد الاول ، اغسطس 2014 .
- كارن ابو الخير ، روسيا : السعى لاستعادة المكانه العالميه من بوابة الشرق الاوسط ، حالة العالم ، العدد الثاني ، سبتمبر 2013 .
- محمد السيد سليم ، “التحولات الكبرى فى السياسه الخارجيه الروسيه” ، السياسه الدوليه ، العدد 170 ، أكتوبر 2007 .
- د/ محمد عبد الله يونس ، روسيا : مسارات جديده لتصدير الغاز ، حالة العالم ، العدد الرابع عشر ، فبراير 2015 .
- د/ محمد كمال ، كيسنجر و النظام الدولى ، آفاق سياسيه ، العدد الثاني عشر ، ديسمبر 2012 .
- مجموعة عمل العلاقات الدوليه ، أبعاد التصعيد العسكرى الروسى في مواجهة الناتو ، حالة العالم ، العدد الخامس عشر ، مارس 2015 .
- مجموعة عمل العلاقات الدوليه ، التحديات التي تواجه النظام الامنى العالمى في 2015 ، حالة العالم ، العدد الخامس عشر ، مارس 2015 .
- مجموعة عمل العلاقات الدوليه ، من يقود العالم ؟ ، حالة العالم ، العدد التاسع عشر ، يوليو 2015 .
- مجموعة عمل العلاقات الدوليه ، شراكه صينيه – روسيه جديده ؟ ، حالة العالم ، العدد التاسع ، يوليو 2014 .
- د/ نورهان الشيخ ، حدود الدور الروسى في منطقة الشرق الاوسط ، آفاق سياسيه ، العدد الثاني ، فبراير 2014 .
- هانى سليمان ، هنرى كيسنجر ، النظام العالمى ، العدد الحادى عشر ، نوفمبر 2014 .
- د/ يارون فريدمان ، بوتين يهزم أوباما في مباراة الشرق الاوسط ، مختارات اسرائيليه ، العدد 229 ، يناير 2014.
الانترنت :.
- أحمد سيد حسين، السياسات الروسيه تجاه الشرق الاوسط، الاهرام الديمقراطى، http://democracy.ahram.org.eg ، 2014 ، مارس 2016.
- بدر حسن شافعي، الولايات المتحدة والثورة المصريه تحديات الواقع وآفاق المستقبل، الهيئه العامه للاستعلامات، http://www.sis.gov.eg/Newvr/34/7.htm ، 2012، مارس 2016.
- جوزف عبد الله ، مسار و افاق الصعود الروسى في ترتيب النظام العالمى و انعكاسه على القضايا العربيه و الاسلاميه ، قبايات ، الاطلاع 2015 ، http://www.kobayat.org/data/documents/arab_awlamat .
- جوناثان ماركوس ، خمسة تحديات رئيسيه تواجه اوباما في الشرق الاوسط عام 2015 ، موقع BBC باللغه العربيه ، 8 يناير 2015 ، الاطلاع 2015 ، http://www.bbc.com/arabic/middleeast/2015 .
- راندا موسى، العلاقات العربيه- الروسيه ما بعد الربيع العربى، رؤية تركيه، http://rouyaturkiyyah.com ، 2013 ، مارس 2016.
- عبد العظيم محمود حنفى، العلاقات الأمريكيه المصريه .. تجاوز محطة الخلاف حول 30 يونيو، مركز الدراسات العربيه ، http://studies.alarabiya.net ، 5 مايو 2014، ابريل 2016.
- لبنى عبد الله محمد على يسين عبد الله ، السياسه الخارجيه لروسيا تجاه الشرق الاوسط من 2011 – 2014 ، المركز الديموقراطى العربى ، https://democraticac.de/?p=16397
- معتز سلامه ، القطب العائد : الدور الروسى في سياق اقليمى متغير ، مركز الاهرام للدراسات السياسيه و الاستراتيجيه ، الاطلاع 2015 ، http://www.siyassa.org.eg/NewsQ/3704.aspx .
- نزيهه احمد التركى ، حسابات عقائديه : البعد الدينى في السياسه الخارجيه الأمريكيه تجاه الشرق الاوسط ، مركز الاهرام للدراسات السياسيه و الاستراتيجيه ، الاطلاع 2015 ، http://www.siyassa.org.eg/NewsQ/2566.aspx .
- يزيد صايغ ، السياسه الخارجيه الأمريكيه في الشرق الاوسط : حذر و انسحاب جزئى ، مركز كارينغى للشرق الاوسط ، 15 نوفمبر 2012 ، الاطلاع 2015 ، http://carnegie-mec.org/publications/?fa=50025 .
مراجع اجنبيه :.
Books :.
- Aigerlim Zikibayeva, What Does the Arab Spring Mean for Russia, Central Asia, and the Caucasus?, (Washington, Center for Strategic & international studies, September 2011).
- Alexey Malashenko, Russia and The Arab Spring, (Moscow center, Carnegie, October 2013).
- Atef motamad, Russia and the Arabs: The rise of Pragmatism and the waning of ideology, ( Egypt, Arab center for research & policy studies, 2011).
- Andrei Zagorski, Russia and East Central Europe after the cold war, ( Prague, Institute of world economy and international relations, 2015).
- Brenda Shaffer ,Partners in need : the strategic relationship of Russia and Iran, (Washington , DC : Washington Institute for east policy , 2010 ).
- Bryan R. Gibson, The Long Road to Tehran: the Iran Nuclear Deal in Perspective, London, LSE IDEAS Strategic Update, December 2015.
- Elaheh Koolaee ,Iran and Russia ,( Regional studies department , University of Tehran , 2008).
- Geoffrey Kemp & Paul Saunders, America, Russia, And The Greater Middle East, ( The Nixon center, Washington,DC, November 2003).
- I.S. Ivanov, Modern Russian-Iranian Relation: Challenges and Opportunities, (Russian International Affairs Council, 2014).
- Janusz Bugajski, Toward an Understanding of Russia New European Perspectives, (New York, A Council on Foreign Relations Book, 2002).
- John A-Vasquez ,The power of power politics : from classical realism to neotraditionalism, ( Cambridge : Cambridge university , 1988 ).
- Kenneth Katzman ,Iran: Politics, Gulf Security, and U.S Policy , ( Congressional Research Service, march 30,2016).
- Paul J. Saunders, Russia and U.S. National Interests Why Should Americans Care?, Washington, Harvard University, October 2011.
- Paolo Magri & Annalisa Perteghella ,Iran after the deal: The road ahead , ( Milano , 2015).
- Primoz Manfreda, «Why Does Russia Support the Syrian Regime: Blocking Regime Change in Syria», Middle East Issues, (5 May 2012).
- Rechared Rose & Neil Munro , “Elections without order : Russia’s Challenge to Vladimir Putin “ , (United Kingdom : Cambridge university press , 2002 ).
- Ruslan Pukhov, Why Russia Is Backing Syria?, International Business Times (2 Oct 2012).
- Steve D. Boilard , “Russia at twenty-first century : politics and social change in the post soviet era “ , ( Harcourt Brace college publishers , 1998 ).
Acadmic Researchs:.
- Bjoern Alexander Dueben, China-Russia Relations after the Cold War: The Process of Institution-Building and Its Impact on the Evolution of Bilateral Cooperation, for Degree of Doctor, London School of Economics and Political Science, October 2013.
- Menna-allahDiaa, European Energy security & Euro – Russian Relation, Master’s Degre, Cairo University, The faculty of Economic and Political science, 2014.
Periodicals :.
- Bano, Sayeeda and Jose Tabbada , Foreign Direct Investment Outflows : Asian Developing Countries , Journal of Economic Integration , Vol. 30, No. 2 (June 2015), Accessed: 08-12-2015 , URL: http://www.jstor.org/stable/43386623 .
- Bayat ,Asef , Plebeians of the Arab Spring Politics of the Urban Poor: Aesthetics, Ethics, Volatility, Precarity , Current Anthropology, Vol. 56, No. S11, Politics of the Urban Poor: Aesthetics, Ethics, Volatility, Precarity (October 2015), Accessed: 08/12/2015 ,URL: http://www.jstor.org/stable/10.1086/681523 . .
- D. Rosero ,Luis , Insuring against Neighboring Crises : International Reserves in Latin America , Journal of Economic Integration, Vol. 30, No. 3 (September 2015) , Accessed: 08-12-2015 , URL: http://www.jstor.org/stable/43549862 .
- Das , Veena and Shalini Randeria , Politics of the Urban Poor: Aesthetics, Ethics, Volatility, Precarity: An Introduction to Supplement 11, Current Anthropology, Vol. 56, No. S11, Politics of the Urban Poor: Aesthetics Ethics, Volatility, Precarity (October 2015), Accessed: 08/12/2015 ,URL: http://www.jstor.org/stable/10.1086/682353 .
- De Boeck , Filip, “Poverty” and the Politics of Syncopation: Urban Examples from Kinshasa (DR Congo), Current Anthropology, Vol. 56, No. S11, Politics of the Urban Poor: Aesthetics,, Ethics, Volatility, Precarity (October 2015) , Accessed: 08/12/2015 , URL: http://www.jstor.org/stable/10.1086/682392 .
- G. Henning , Brian, Recovering the Adventure of Ideas: In Defense of Metaphysics as Revisable, Systematic, Speculative Philosophy , The Journal of Speculative Philosophy , Vol. 29, No. 4 (2015) , Accessed: 08-12-2015, URL: http://www.jstor.org/stable/10.5325/jspecphil.29.4.0437 .
- Hallward-Driemeier, Mary and Pritchett , Lant , How Business is Done in the Developing World: Deals versus Rules , The Journal of Economic Perspectives, Vol. 29, No. 3 (Summer 2015), Accessed: 08/12/2015 , URL: http://www.jstor.org/stable/43550124 .
- Ilya Bourtman, PUTIN AND RUSSIA’S MIDDLE EASTERN POLICY, Middle East Review of International Affairs, Vol. 10, No. 2 (June 2006).
- J. Perry, Donna , Christian Guillermet Fernández and David Fernández Puyana , The Right to Life in Peace: An Essential Condition for Realizing the Right to Health , Health and Human Rights , Vol. 17, No. 1 (June 2015), Accessed: 08-12-2015 , URL: http://www.jstor.org/stable/healhumarigh.17.1.148 .
- Mokyr , Joel, and, Nicolas L. Ziebarth , The History of Technological Anxiety and the Future of Economic Growth: Is This Time Different? , The Journal of Economic Perspectives, Vol. 29, No. 3 (Summer 2015), Accessed: 08-12-2015 , URL: http://www.jstor.org/stable/43550119 .
- Nikolay Kozhanov, Russia’s Relations with Iran , The Washington Institute for Near East policy , vol 120 , ( June 2012 ).
- Richard Pipes , ” It’s Russia still an enemy ” , Foreign Affairs , Vol. 76 , No. 5 , ( September – October 1997 ).
- Serfati , Claude , The transatlantic bloc of states and the political economy of the Transatlantic Trade and Investment Partnership (TTIP) , Work Organisation, Labour & Globalisation, Vol. 9, No. 1 (Spring 2015), Accessed: 08/12/2015 , URL: http://www.jstor.org/stable/10.13169/workorgalaboglob.9.1.0007
- Simon Adams, Failure to Protect: Syria and the UN Security Council, Global Centre for The Responsibility To Protect, No. 5, (March 2015).
- Swagel, Phillip , Legal, Political, and Institutional Constraints on the Financial Crisis Policy Response , The Journal of Economic Perspectives, Vol. 29, No. 2 (Spring 2015), URL: http://www.jstor.org/stable/24292125
- Vladimir Putin , ” The foreign concept of the Russian federation ” , Strategic Digest Institute for defence studies and analysis , New Delhi , Vol. 1 , No. 9 , ( September 2000).,
- Vu, Xuan-Binh , Disparities and Growth within APEC Countries, 1990~2011 , Journal of Economic Integration , Vol. 30, No. 3 (September 2015), URL: http://www.jstor.org/stable/43549860
- White,Roger and David Buehler , United States versus Rest of the World : Trade Advantages from 1968 to 2008 , Journal of Economic Integration , Vol. 30, No. 3 (September 2015) , Accessed: 08-12-2015 , URL: http://www.jstor.org/stable/43549861 .
- Weber , Eric Thomas , Lessons from America’s Public Philosopher , The Journal of Speculative Philosophy , Vol. 29, No. 1 (2015), Accessed: 08-12-2015 , URL: http://www.jstor.org/stable/10.5325/jspecphil.29.1.0118 .
Reports:.
- Alexander Gabuev, A “SOFT ALLIANCE”? RUSSIA-CHINA RELATIONS AFTER THE UKRAINE CRISIS, EUROPEAN COUNCIL ON FOREIGN RELATIONS, February 2015
- Center for Dialogues Islamic world, “ Iran-U.S. Relations: Imagining a New Paradigm”, conference report, NewYourk University, Center for Dialogues Islamic world-U.S.-The West, March 2009
- Jeffrey Mankoff, The United States and Central Asia after 2014, Center for Strategic & International Studies, January 2013.
- Märta Carlsson, China and Russia – A Study on Cooperation, Competition and Distrust, Defence Analysis, FOI, Juhn 2015
- Marcel de Hass, Russian-Chinese Security Relations Moscow’s Threat from the East?, Netherlands Institute of International Relations Clingendae, march 2013
- Richard Haass, Toward A New U.S.-Middle East Strategy, A Saban Center at Brookings, Council on Foreign Relations Project, February 2008.
Internet :.
- Bronson,Rachel , U.S Policy toward the Middle East , Council on foreign relation , September 12,2013 , URL : http://www.cfr.org/middle-east-and-north-africa/us-policy-toward-middle-east/p6334
- Judis, John , The Little Think Tank That CouldInside the small, pro-Israel outfit leading the attack on Obama’s Iran deal , American foreign policy , August 18,2015 , URL : http://americanforeignpolicy.org/the-little-think-tank-that-could/
- M.Pollack, Kcnneth , U.S. policy toward a turbulent Middle East , Brookings , March 24,2015 , URL : http://www.brookings.edu/research/testimony/2015/03/24-us-policy-middle-east-pollack
- M.Walt, Stephen , U.S Middle East strategy : Back to balancing , Foreign policy magazine , November 21,2013 , URL : http://foreignpolicy.com/2013/11/21/u-s-middle-east-strategy-back-to-balancing/
- Oxford University , America , oil and war in the Middle East , Oxford Journal , 2012 , URL : http://jah.oxfordjournals.org/content/99/1/208.full
[1]دينا سعد الدين، أوباما والشرق الأوسط .. إعادة تصحيح الدور الأمريكي، في: http://fekr-online.com/index.php/article ،مارس 2016.
[2] Bruce W. Jentleson, Strategic Adaptation Toward a New U.S. Strategy in the Middle East, Center for a New American Security, June 2012, p.13
[3]Lilian Tauber, American Values vs. Foreign Policy Interests in Egypt, Sweet Briar College, 2013, p.p 17:19.
[4] رضا حسين محمد حسين، التغير في النظام الدولى واثره على الامن القومى العربى ، رسالة ماجستير ، جامعة القاهره ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسيه ، 2009.
[5]رضا حسين محمد حسين ، مرجع سابق.
[6] عمرو السيد عبد العاطى محمد السيد ، أمن الطاقه في السياسه الخارجيه الأمريكيه دارسه حاله : منطقه بحر القزوين بعد احداث الحادى عشر من سبتمبر ، رسالة ماجستير ، جامعة القاهره ، كلية الاقتصاد و العلوم السياسيه ، 2014 .
[7] جهاد عودة، النظام الدولى..نظريات واشكاليات، (المنيا:دار الهدى للنشر والتوزيع، 2005 ،ص15.
[8] أميرة محمد راكان، مفهوم الإصلاح كمحدد للسياسة الأمريكيه في الشرق الأوسط خلال ادارتى جورج دبليو بوش، رسالة ماجستير، جامعة القاهره ، كلية الاقتصاد و العلوم السياسيه ، 2012.
[9] جهاد عوده، مرجع سابق، ص 11: 17.
[10] نعيم أحمد نعيم الهمص، السياسه الخارجيه الأمريكيه تجاه الصراع العربى-الإسرائيلى بعد احتلال العراق في الفتره الممتده من 2003-2008، رسالة ماجستير، القاهره، جماعة الدول العربيه، معهد البحوث و الدراسات العربيه، 2010.
[11]د. كمال المنوفى ، مقدمه فى مناهج و طرق البحث فى علم السياسه ، ( القاهره : كلية الاقتصاد و العلوم السياسيه ) 2009.
[12] على الدين هلال،معجم المصطلحات السياسيه،القاهره: جامعة القاهرة، كلية الاقتصاد والعلوم السياسيه،1994.
[13]المرجع السابق.
[14] عبد الوهاب الكيالى، موسوعة السياسه ،الجزء الاول، ( القاهره المؤسسه العربيه للدراسات والنشر1990، ص797 .
[15] د/ محمد سالمان، محاضرات القيت على طلاب الفرقه الرابعه قسم العلوم السياسيه، جامعة القاهره: كلية الاقتصاد والعلوم السياسيه، 2016.
[16] نها عبد الحفيظ شحاته ، دور وزارة الدفاع في صنع السياسه الخارجيه الأمريكيه مع دراسة حاله لقرار غزو العراق 2003 ، رسالة ماجستير، جامعة القاهره ، كلية الاقتصاد و العلوم السياسيه ، 2007.
[17]عصام عبد الشافى، السياسه الأمريكيه تجاه المملكه العربيه السعوديه : دارسه في تأثير البعد الدينى، رسالة ماجستير، جامعة القاهره، كلية الاقتصاد والعلوم السياسيه، 2009.
[18] أميرة محمد راكان، مفهوم الإصلاح كمحدد للسياسة الأمريكيه في الشرق الأوسط خلال ادارتى جورج دبليو بوش، رسالة ماجستير، جامعة القاهره ، كلية الاقتصاد و العلوم السياسيه ، 2012.
[19] كريم طه خليل، صنع السياسه التجاريه الأمريكيه تجاه الشرق الأوسط (1985-2005)، رسالة ماجستير، جامعة القاهره، كلية الاقتصاد و العلوم السياسيه، 2010.
[20] عمرو السيد عبد العاطى محمد السيد ، أمن الطاقه في السياسه الخارجيه الأمريكيه دارسه حاله : منطقه بحر القزوين بعد احداث الحادى عشر من سبتمبر ، رسالة ماجستير، جامعة القاهره ، كلية الاقتصاد و العلوم السياسيه ، 2014.
[21] رنا صفوان فريد رمضان ، السياسه الخارجيه الأمريكيه تجاه اسيا الوسطى بعد احداث الحادى عشر من سبتمبر ، رسالة ماجستير، جامعة القاهره ، كلية الاقتصاد و العلوم السياسيه ، 2010.
[22]منى دردير محمد احمد عليوه ، السياسه الخارجيه الروسيه تجاه ايران خلال فتره ( 2000-2011) ، رساله ماجستير، جامعة القاهره ، كليه الاقتصاد والعلوم السياسيه، 2013.
[23] رغدة محمود محمد البهى، الحرب من منظورات العلاقات الدوليه بالتطبيق على الحرروب الروسيه فى القوقاز(1994،2009)، رسالة ماجستير، جامعة القاهره، كلية الاقتصاد والعلوم السياسيه، 2010.
[24] على الله حكمت الله ، السياسه الخارجيه الروسيه ( 2001- 2010 ) : دراسة مقارنه للسياسه الروسيه ازاء الازمتين الافغانيه و العراقيه ، رسالة ماجستير ، جامعة القاهره ، كلية الاقتصاد و العلوم السياسيه ، 2012.
[25] Diaa,Menna-allah, European Energy security & Euro – Russian Relation, Master’s Degre, Cairo University, The faculty of Economic and Political science, 2014.
[26] خديجه لعريبى ، السياسه الخارجيه الروسيه تجاه منطقه الشرق الاوسط بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 ، رساله ماجستير ، جامعه محمد خضير – بسكره- ، كليه الحقوق والعلوم السياسيه ، الجزائر ،2014.
[27] منى حسن احمد القلاف ، السياسه الخارجيه للولايات المتحده تجاه روسيا الاتحاديه ، رسالة ماجستير ، جامعة القاهره ، كلية الاقتصاد و العلوم السياسيه ، 2012.
[28]Bjoern Alexander Dueben, China-Russia Relations after the Cold War: The Process of Institution-Building and Its Impact on the Evolution of Bilateral Cooperation, for Degree of Doctor, London School of Economics and Political Science, October 2013.
[29] محمد رضا حسين فرحات، السياسه البريطانيه تجاه الشرق الأوسط بعد 11 سبتمبر 2001: قضايا الأمن و التسويه (2001-2005)، رسالة دكتوراه، جامعة القاهره ، كلية الاقتصاد و العلوم السياسيه ، 2013.
[30] حامد بن عبد العزيز محمد النورى، أثر القوة في العلاقات الدولية : المتغيرات السياسيه المعاصرة في منطقة الشرق الأوسط: 1945-1990، رسالة ماجستير، جامعة الخرطوم، كلية الدراسات الاقتصادية و الاجتماعية، 2006.
[31] رشا محمود السيد عيد الباز ، الانعكاسات الاقليميه والدوليه للتهديدات الامنيه فى منطقه اسيا الوسطى 1991- 2005م ،رسالة ماجستير، جامعة القاهره، كليه الاقتصاد والعلوم السياسيه ، 2010.
[32] رضا حسين محمد حسين ، التغير في النظام الدولى و اثره على الامن القومى العربى ، رسالة ماجستير ، جامعة القاهره ، كلية الاقتصاد و العلوم السياسيه ، 2009 .
[33] أميرة محمد راكان، مرجع سابق.
[34] بدر حسن شافعي، الولايات المتحدة والثورة المصريه تحديات الواقع وآفاق المستقبل، في: http://www.sis.gov.eg/Newvr/34/7.htm، مارس 2016.
[35] باسم راشد، المصالح المتقاربه: دور عالمى جديد لروسيا في الربيع العربى، وحدة الدراسات المستقبليه بمكتبة الاسكندريه، العدد (9)، ص 30:50.
[36] راندا موسى، العلاقات العربيه- الروسيه ما بعد الربيع العربى، في: http://rouyaturkiyyah.com ، 2013 ، مارس 2016.
[37] عبد العظيم محمود حنفى، العلاقات الأمريكيه المصريه .. تجاوز محطة الخلاف حول 30 يونيو ، http://studies.alarabiya.net، ابريل 2016.
[38] عمرو عبد العاطى، اللوبى الاسرائيلى والسياسه الخارجيه الأمريكيه تجاه مصر بعد الثلاثين من حزيران/يونيو 2013 ، مجلة السياسه الدوليه، مؤسسة الاهرام.
[39] المرجع السابق.
[40] نزار عبد القادر، الاستراتيجيه الأمريكيه في الشرق الاوسط .. سياسة نفض اليدين ، في: http://www.gulfmagazine.com ، مارس 2016.
[41] علاء الجديدى، مصالح لا محاول: فرص و قيود العلاقات الروسيه المصريه بعد 30 يونيو، http://www.siyassa.org.eg ، ابريل 2016.
[42] أحمد سيد حسين، السياسات الروسيه تجاه الشرق الاوسط، http://democracy.ahram.org.eg ، مارس 2016.
[43] الاستراتيجيه الروسيه العسكريه الجديده في الشرق الاوسط، البوابه العربيه.
[44] دعاء الجهينى، حسابات متشابكه: الاهرام مجلة السياسه الدوليه ، فى: http://www.siyassa.org.eg/NewsContent ،مارس 2016.
[45] دينا سعد الدين، أوباما و الشرق الاوسط .. اعادة تصحيح الدور الامريكى،فى: http://fekr-online.com ، 13 سبتمبر 2015 .
[46] احمد سعد نوفل، الموقف الامريكى تجاه الازمه فى سوريا ، فى: http://www.mesc.com.jo/Activities/Act_Saloon/Act_Saloon_17.html، مارس 2016.
[47] دعاء الجهينى، مرجع سابق.
[48] باسم راشد، المصالح المتقاربه: دور عالمى جديد لروسيا في الربيع العربى، وحدة الدراسات المستقبليه بمكتبة الاسكندريه، العدد (9)، ص 30:50.
[49] Ruslan Pukhov, Why Russia Is Backing Syria?, International Business Times (2 Oct 2012).
[50]محمدمحمودالسيد ، أبعادالصعودالروسى ،الحوارالمتمدن،العدد 7، يناير 2012 ، فى:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=290615 .
[51] روسيا والمعضله السوفيتيه، فى: http://carnegie-mec.org/2013/04/15/ ، 2013.
[52] Primoz Manfreda, «Why Does Russia Support the Syrian Regime: Blocking Regime Change in Syria»,
Middle East Issues, (5 May 2012).
[53] نقاط الاختلاف والالتقاء بين الولايات المتحده وروسيا حول سوريا، في: https://arabic.rt.com/news ، اكتوبر 2015.
[54] باسم راشد، مرجع سابق.
[55]نقاط الاختلاف والالتقاء بين الولايات المتحده وروسيا حول سوريا، مرجع سابق.
[56] باسم راشد ، مرجع سابق.
[57] دميترى ترنين، التحالف الافتراضى: السياسه الروسيه تجاه سوريه، http://carnegie-mec.org/2013/04/15/ ، ابريل 2016.
[58] المرجع السابق.
[59] محمد العلاونه، هل تغير الموقف الامريكى من الازمه السوريه؟، http://www.islamtoday.net/albasheer/artshow-13-222278.htm، يناير 2016.
[60] المرجع السابق.
[61] سعد الحمدانى، العلاقات الروسيه –الايرانيه 2003-2010، جامعة المستنصرية، مجلة السياسه الدوليه، رقم 21، 2012.
[62] لانا رواندى، تاريخ العلاقات الروسيه الايرانيه واتفاق فيينا النووى ، المركز العربى للابحاث ودراسة السياسات، نوفمبر 2015.
[64] منى دردير محمد احمد عليوه ، السياسه الخارجيه الروسيه تجاه ايران خلال فتره ( 2000-2011) ، رساله ماجستير، جامعة القاهره ، كليه الاقتصاد والعلوم السياسيه، 2013م .
[65] أروى يوسف، العلاقات الروسيه-الايارانيه بعد انتهاء الحرب الباردة، رسالة ماجستير، جامعة دمشق ،كلية العلوم السياسيه، 2010.
[66] محمد مجدان، سياسة روسيا الخارجيه اليوم: البحث عن دور عالمى مؤثر، المجله العربيه للعلوم السياسيه، 2011.
[67]I.S. Ivanov, Modern Russian-Iranian Relation: Challenges and Opportunities, (Russian International Affairs Council, 2014).
[68]لانا راوندى، تاريخ العلاقات الروسيه الايرانيه واتفاق فيينا النووى، المركز العربى للابحاث ودراسة السياسات، نوفمبر 2015.
[69]محمود محمد الكركى، العلاقات الروسيه الامريكيه فى عهدى الرئيسين “فلادمير بوتين” و”جورج بوش” (2000-2008)، رسالة ماجستير، جامعة مؤته، 2009.
[70]Suzanne Maloney,” Iran: Time for a New Approach” , Report of an Independent Task Force, Council on Foreign Relation, 2004, p 26:27.
[71] أحمد يوسف، محاضرات القيت على طلاب الفرقه الرابعه قسم العلوم السياسيه، جامعة القاهره: كلية الاقتصاد والعلوم السياسيه، 2016.
[72]Center for Dialogues Islamic world, “ Iran-U.S. Relations: Imagining a New Paradigm”, conference report, NewYourk University, Center for Dialogues Islamic world-U.S.-The West, March 2009, p.11:p.15.
[73] بشير زين العابدين، “تطور العلاقات الأمريكية-الايرانية (2002-2015) وتاثيرها على امن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية”، فى: http://www.almoslim.net/node/238885 ، مارس 2016.
[74] المرصد الاستراتيجى، تطور العلاقات الامريكيه-الإيرانيه (2002-2015) وتأثيرها على أمن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربيه، 12أغسطس 2015، ص 6: 8.
[75] مصطفى علوى، قضايا دولية معاصره، جامعة القاهره، كلية الاقتصاد والعلوم السياسيه، 2015.
[76] بشير زين الدين, مرجع سابق.
[77] قاسم أسماء أمينه، التوجهات الجديده للسياسه الخارجيه الامريكيه تجاه إيران وانعكاستها على دول المنطقه 2003-2014، رسالة ماجستير، جامعة الجيلالى بونعامة خميس مليانة: كلية الحقوق والعلوم السياسيه، 2015.
[78] Bryan R. Gibson, The Long Road to Tehran: the Iran Nuclear Deal in Perspective, London, LSE IDEAS Strategic Update, December 2015, p 4,5.
[79] Kenneth Katzman ,Iran: Politics, Gulf Security, and U.S Policy , ( Congressional Research Service, march 30,2016), p21:22.
[80] Bryan R. Gibson, Op.cit, p5.
[81] قاسم اسماء امينه، مرجع سابق، ص 116 :117.
[82] التايمز، السعوديه وإسرائيل اتحدتا فى غدانتهما للاتفاق النووى الإيرانى، فى: http://www.bbc.com/arabic/inthepress/2016/01/160117_press_monday، مارس 2016.
[83] Bjoern Alexander Dueben, China-Russia Relations after the Cold War: The Process of Institution-Building and Its Impact on the Evolution of Bilateral Cooperation, for Degree of Doctor, London School of Economics and Political Science, October 2013, pp42:44.
[84] Alexander Gabuev, A “SOFT ALLIANCE”? RUSSIA-CHINA RELATIONS AFTER THE UKRAINE CRISIS, EUROPEAN COUNCIL ON FOREIGN RELATIONS, February 2015, p.2.
[85] Märta Carlsson, China and Russia – A Study on Cooperation, Competition and Distrust, Defence Analysis, FOI, Juhn 2015, pp 14:27.
[86] Marcel de Hass, Russian-Chinese Security Relations Moscow’s Threat from the East?, Netherlands Institute of International Relations Clingendae, march 2013, pp. 19:23.
[87]Märta Carlsson, Op.cit, pp 41:52.
[88] Marcel de Hass, Op.cit, pp.29:30.
[89] جرجس الملحم، تأثير التوافق الصيني-الروسي على السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، فى: http://www.lebarmy.gov.lb/ar/ ،أبريل 2016.
[90]دميترى ترنين، مرجع سابق.
[91] جرجس الملحم، مرجع سابق.
[92] سلام الشريف، التداعى الامريكى: صعود التحالف الروسى- الصينى 4/4، فى: http://www.kassioun.org/reports-and-opinions/ ، ابريل 2016.
[93]Jeffrey Mankoff, The United States and Central Asia after 2014, Center for Strategic & International Studies, January 2013.
[94]عبد الناصر سرور، الصراع الاستراتيجى الامريكى-الروسى في اسيا ويحر القزوين وتداعياته على دول المنطقة: 1991-2007، مجلة جامعة الازهر بغزه، مجلد 11، العدد 1، 2009، 43-78.
[95] عبد الله فلاح عودة العضايلة، التنافس الدولى فى اسيا الوسطى (1991-2010)، رسالة ماجستير، جامعة الشرق الاوسط ، كلية الاداب والعلوم، 2011، ص59:72.
[96]المرجع السابق.
[97] Paul J. Saunders, Russia and U.S. National Interests Why Should Americans Care?, Washington, Harvard University, October 2011, pp 8:10.
[98] Ibid, pp8:10.
[99]عبد الله فلاح عودة العضايلة، مرجع سابق، ص 80.
[100]عبد الناصر سرور، صص 43-78.
[101] نزار عبد القادر، الاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط.. سياسة نفض اليدين، في:http://www.gulfmagazine.com/section/5811/ ، مارس 2016.
[102] دينا سعد الدين، مرجع سابق.
[103]مصطفى علوى، مرجع سابق، ص ص 102: 104.
[104] محمد كمال، محاضرة القيت على طلاب الفرقه الثالثه، جامعة القاهره، كلية الاقتصاد والعلوم السياسه، 2015.
[105] Bruce W. Jentleson, Op cit, p.13.
[106] يزيد صايغ، السياسه الخارجيه الأمريكيه في الشرق الاوسط: حذر وانسحاب جزئى، www.carnegie-mec.org، مايو 2015.
[107] Richard Haass, Toward A New U.S.-Middle East Strategy, A Saban Center at Brookings, Council on Foreign Relations Project, February 2008.