مقالات

مسودة كيري لواشنطن بوست

بقلم : درويش خليفة – المركز الديمقراطي العربي

للوهلة الاولى توقعتها مسودة لافروف وليس كيري , ولكن على ما يبدو هناك توافق غير معلن لإبعد الحدود بين الطرفين على تسوية سياسية تناقض تطلعات الشعب السوري في نيل حريته واسقاط استبداد دام لأربعة عقود .

وفقًا للمسودة التي نشرتها صحيفة واشنطن بوست، وحملها وزير الخارجية الأميركية جون كيري معه إلى موسكو، تسعى إدارة الرئيس أوباما إلى التوصل إلى اتفاق مع روسيا لتنسيق عملياتهما العسكرية لضرب “جبهة النصرة” وتنظيم “الدولة الإسلامية”، ويطلق عليها اسم “مجموعة التنفيذ المشتركة” (Joint Implementation Group – JIG) ومركزها العاصمة الأردنية عمانوتقوم من بين مهمات عديدة بالآتي:

وضع خريطة مشتركة للأراضي مع التركيز على مناطق تمركز تشكيلات “جبهة النصرة”، تشمل المناطق القريبة من هذه التشكيلات، وذلك في موعدٍ لا يتجاوز خمسة أيام بعد تشكيل “مجموعة التنفيذ المشتركة”.

  1. تبادل المعلومات الاستخباراتية من أجل القيام بعمل عسكري ضد “جبهة النصرة”، تستهدف مقرات القيادة ومعسكرات التدريب والمستودعات اللوجستية وخطوط الإمداد.
  2. التعاون لتحديد الأهداف التي يمكن ضربها جوًا من القوات الروسية أو القوات الأميركية في المناطق التي توجد فيها “النصرة” بشكل كبير والمناطق التي تهيمن فيها المعارضة مع احتمال وجود “النصرة” فيها. ويحدد الخبراء الفنيون من الولايات المتحدة وروسيا الإحداثيات الجغرافية لهذه المناطق المعينة.
  3. وقف العمليات العدائية الجوية للجيش السوري، ووقف تحليق طائراته في مناطق محددة، تم وصفها في الفقرة السابقة، ووضع آليات لمراقبة ذلك، مع اتخاذ قرارات بشأن بعض الاستثناءات غير القتالية.
  4. بعد الاتفاق على مجموعة الأهداف الأولية، يتم البدء بصورة متزامنة بما يلي:
  5. انطلاق الغارات الجوية الروسية والأميركية على أهداف جبهة النصرة المتفق عليها.
  6. وقف جميع أنشطة الجيش السوري في المناطق المعينة المتفق عليها مع وجود استثناءات مناسبة لأغراض غير عسكرية.
  7. إذا كان النشاط العسكري السوري أو الغارات الجوية تتناقض مع الفقرات السابقة، يحق لأي من المشاركين الانسحاب من مجموعة التنفيذ المشتركة.
  8. تستمر وتتواصل عملية تحديد الأهداف من طرف مجموعة التنفيذ المشتركة ومعها الغارات الجوية ضد أهداف “النصرة” من طرف القوات الروسية والأمريكية، ويتمّ تبادل المعلومات حول تأثير استهداف “النصرة” وتطورات الوضع على الأرض.
  9. مع توقّع حدوث تهديدات وشيكة على الولايات المتحدة أو روسيا عند الاتفاق على هدفٍ غير مجدٍ، فإن الولايات المتحدة وروسيا لن تقوما بأي عمل إلا ضد أهداف “جبهة النصرة” التي تم الاتفاق عليها مقدمًا، ووفقًا للإجراءات المناسبة من خلال قنوات التواصل الموجودة.

يبدو الطرح الاميركي هروب للامام من جهة محاربة الارهاب والاستثمار فيه انتخابياً لصالح حزب الرئيس اوباما , وليذكر العالم بأن حامل نوبل للسلام لم يقم بأي حرب خارج نطاق محاربة الارهاب في دورتين متتاليتين .

كما أرى من وجهة نظري , المسودة في صالح الروس الذين سيستثمرونها بضرب الشعبية العسكرية للجيش الحر ذات التواجد الاكبر في الشمال السوري (حلب – ادلب) , والمتواجد على الجبهات مع النصرة في ريف حلب الجنوبي وادلب عموماً .

سياسيا : هناك اصرار من قبل هيئة التفاوض برفض الذهاب الى جنيف للقاء المبعوث الدولي ستيفان ديمستورا لعدم جدية الطرف الأخر(النظام ) للدخول في المسار التفاوضي الذي يفضي لعملية انتقال سياسي , لن ترضيه وحليفه الروسي  وهم في قمة عنفوانهم في حصار اكبر معاقل المعارضة الثورية في حلب الشرقية .

في عالم السياسة التي اعتبر نفسي ناشئ فيها , عندما تكون الحلقة الأضعف عليك اللعب على الوقت , لإعادة ترتيب البيت الداخلي , العسكري هنا , واستغلاله ما أمكن في الاشهر القادمة والتي من المرجح تعليق الحل سياسي السوري لما بعد انتخابات البيت الابيض في نوفمبر القادم .

وعلى الرغم من أنّ القرار 2254وضع خريطة طريق لعملية انتقال سياسي في سورية، استنادًا إلى بياني جنيف وفيينا، حين دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى عقد مفاوضات بشكل عاجل في يناير 2016 بين ممثلي النظام السوري والمعارضة على مسار الانتقال السياسي، بدت تفاصيلُ القرار كأنها تبنٍّ للرؤية الروسية للحلّ، وتخلٍّ واضح من جانب الدول الغربية، وفي مقدّمتها الولايات المتحدة، عن المعارضة السورية.

Rate this post

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى