الدراسات البحثيةالعسكرية

ومضات في التحليلات الأمنية

إعداد اللواء الدكتور : شادن إبراهيم نصير  – عضو هيئة التدريس بأكاديمية الشرطة

  • المركز الديمقراطي العربي

 

 

يمثل التحليل الأمني حجر الزاوية في عملية صنع واتخاذ القرار الأمني، ويرتبط مرشد القرار الأمنى بمدى إتباع المحلل الأمني للأسس العلمية في عملية التحليل، وقد عرفه البعض بأنه فن قراءة ما بين السطور، ونحاول في الصفحات الآتية التنظير لعملية التحليل الأمني :

التحليل : عملية ملازمة للفكر الإنساني، تستهدف إدراك الأشياء والظواهر بوضوح من خلال عزل عناصرها بعضها عن بعض، ومعرفة خصائص أو سمات هذه العناصر وطبيعة العلاقات التي تقوم بينها.

المحتوى : كل ما يقال أو يكتب ليحقق من خلاله أهدافاً اتصالية .. وهو رموز لغوية يتم تنظيمها بطريقة معينة ترتبط بشخصية الفرد المصدر وسماته الاجتماعية، فيصبح مظهر من مظاهر السلوك يميزه عن غيره، ويستهدف جمهوراً محدداً بسماته واحتياجاته واهتماماته ليدرك ما في المحتوى من معاني وأفكار ، فيتحقق اللقاء والمشاركة بين المصدر والجمهور.
• التحليل العلمي للمحتوى كان يعتمد على الاستنتاجات الانطباعية التي تعتمد على إطار المعتقدات الذاتية للمحلل أو شعوره وإحساسه وقت التحليل وذلك في العقد الثالث من القرن العشرين.
• ظهرت النظرة المنهجية للتحليل وتطورت مفاهيمه وتعريفاته التي ارتبطت بتطور علوم الاتصال الجماهيري بصفة عامة والإعلام بصفة خاصة.

متطلبات وشروط التحليل الأمني للمحتوى :
1- التنظيم (المنهجية): يتم العمل بناءً على خطة واضحة، وتجنب النظرات الجزئية والعوامل التي تؤدى للتحيز.
2- الموضوعية (الحياد): وهذا يعني التجرد من الذاتية والدوافع الشخصية عند التحليل باستبعاد كافة التصورات والمعتقدات الذاتية التي قد تجعل من المحلل يوظف عملية التحليل لإثباتها وذلك بإتباع مجموعة من الإجراءات التي إذا طبقها أى محلل آخر يصل لنفس النتائج وهو ما يطلق عليه (ثبات النتائج).
3- التعميم : ويقصد به تفسير النتائج من خلال علاقة المحتوى بمتغيرات أخرى في العملية الأمنية وليس الاقتصار على مجرد وصف المحتوى.
4- الاستخدام الكمي (شرط العد): حيث تستخدم الأساليب الإحصائية مع التحليل الكيفي والانطباعي وبالاستعانة بالحدس أى إضافة البعد الكيفي للتحليل الكمي، فالعلاقة بين التحليل الكمي والانطباع الكيفي تظل دائرة للوصول للنتائج الصادقة.
5- وصف المحتوى الظاهري والاستدلال عن المعاني الكامنة : فشرط الموضوعية يقيد المحلل بالرموز الظاهرة في المحتوى وعلاقتها ببعضها البعض في مرحلة الترميز، أما قراءة ما بين السطور فإنها تأتي في مرحلة التفسير والاهتمام بالمعاني الكامنة في المحتوى لأن الكلمات تحمل مغزى خصائص المتحدثين.

* الإطار المنهجي للتحليل الأمني : يعد التحليل الأمني أسلوب يتبعه المحلل حيث يسعى لمسح جمهور القراء أو المستمعين أو المشاهدين أو الرأى العام أو الوسائل الإعلامية أو مسح المضمون، يعتبره البعض وسيلة هامة لجمع البيانات المتصلة بالأمن.

* صلاحية التحليل الأمني للتنبؤ : إذا توصل المحلل من خلال التفسير إلى الدوافع والأسباب والتأثيرات الخاصة بالمحتوى من خلال سماته في ظروف معينة، فإنه يمكن التنبؤ بالطريقة التي تم بها تحرير المحتوى أو يتعرف بها المصدر أو التي يستقبل بها الجمهور محتوى الرسالة في نفس الظروف في حالة تكرارها.

في هذه الحالة يصبح التفسير هو الطريق إلى صياغة التصميمات (التنبؤ)، وهذا هو جوهر استخدام تحليل المحتوى في أعمال المخابرات وأجهزة أمن الدولة، وتأمين ردود أفعال الجماهير إزاء تكرار المعاني في الرسائل الإعلامية والاتصالية، وبذلك يمكن لنا التحكم في الرسائل الصادرة بل والسياسات الأمنية.

* الوصول لمفهوم التحليل الأمني : “مجموعة الخطوات المنهجية التي تسعى لاكتشاف المعاني الكامنة في محتوى ذو صلة بالأمن، والعلاقات الارتباطية بهذه المعاني، من خلال البحث الكمي والموضوعي والمنظم للسمات الظاهرة في هذا المحتوى.

* آلية التحليل الأمني للمحتوى . مهارات التحليل الأمني للمحتوى :

1- المهارات المنهجية : وهذه المهارة تفرض على الباحث الإدراك الكامل بكافة الجوانب والمشكلات المنهجية للتحليل، فليس هناك أساليب نمطية للتحليل، لكن المحلل من خلال الشروط المنهجية يحدد الأسلوب الذي يتفق وطبيعة البيانات محل التحليل.

2- المهارات اللغوية : محتوى المادة التي تخضع للتحليل هي مجموعة من الرموز اللغوية التي تحمل المعاني المراد توصيلها للجمهور من خلال البناء اللغوى بمستويات المختلفة .. وهذا يصادفه صعوبة في وجود مترادفات عديدة في اللغة العربية (ازدواج المعاني).

3- المهارة الإحصائية : من متطلبات التحليل الأمني للمحتوى التعامل الكمي والإحصائي مع البيانات، وبالتالي فاستخدام الطرق الإحصائية في تقرير التعاملات وعرض النتائج، واستثارة القيم والعلاقات الحسابية والإحصائية التي تتفق مع الرسالة محل التحليل الأمني.

استخدامات تحليل المحتوى في مجال الأمن :
• هناك إطار لتصنيف المحتوى يرتبط بنموذج الاتصال (من ـ يقول ماذا ـ بأى وسيلة ـ وبأى تأثير) ويركز بصفة خاصة على وصف السمات الظاهرة في المحتوى ، فالمحلل السياسي يهتم باستخدام التحليل لكشف الاختلافات الدولية وتحليل الدعاية لخدمة الأهداف السياسية والعسكرية.
• والمحلل الاجتماعي يهتم بخدمة ما يتصل بالمجتمع مثل اكتشاف التركيب الاجتماعي للمجتمع أو الاتجاهات النفسية للشباب وهكذا.
• أما المحلل الأمني يهتم بالبعد الوصفي والاستدلالي .

* ضوابط استخدام تحليل المحتوى في المجال الأمني :
1- مراعاة مدى توافر المناخ الملائم لحرية الإعلام والتعبير.
2- الاهتمام بمعرفة مدى إسهام وسائل الإعلام في استقطاب آراء الجماهير وسمات الفئات المتعاملة معها.
3- دراسة أدوات السيطرة على السيطرة الوسائل الإعلامية مثل السيطرة الاجتماعية والاقتصادية.
4- معرفة مدى تأثير وسائل الإعلام في صناع القرار بالدولة.
5- الاهتمام بقياس الشدة والكثافة في معاني المفردات.
6- مراعاة تحديد فنون وأساليب الإقناع في الرسالة.
7- في حالة تحليل الصحف أمنياً، يجب قياس العناصر التيوغرافية وهي مقياس الحروف والصور واستخدام الألوان.
8- دراسة الخصائص الأولية للجمهور المتلقي.

الخطوات المنهجية العامة للتحليل الأمني للمحتوى :
أولاً : التحليل المبدئي :
هي عملية فحص مبدئي للتعقيدات المحتملة في البيانات، وتعد بمثابة دراسة استطلاعية تهدف إلى :
1- تحديد المشكلة الرئيسية بدقة.
2- تحديد المتغيرات ذات الصلة.
3- تحصيل قدر كافي من المعلومات عن المحتوى .

أمثلة :
(أ) تحليل الرأى العام المصري من الوجهة الأمنية :
• ماذا تقول أبواب بريد القراء، وما مضمونها، وما النوع الذي يطغى (مراكز الاهتمام)؟
• هل تعكس هذه الأبواب آراء حقيقية أم يتدخل المحرر (أساليب الممارسة)؟
• هل تتناول مختلف الجماهير (مراكز الاهتمام) ؟

(ب) مضمون التعليقات السياسية للتليفزيون الإسرائيلي الموجهة للعرب :
• ما هي الموضوعات التي يهتم بها التليفزيون الإسرائيلي (مراكز الاهتمام) ؟
• ما هي طرق وسائل التأثير المستخدمة (أساليب الممارسة) ؟

(ج) دور الإذاعة المصرية :
• هل تلتزم الإذاعة بأيديولوجية الدولة وما الذي تسعى إليه ؟
• هل يراعى معدو البرامج خصائص الجمهور ويسعون لخلق وعي مجتمعي ؟
ثانياً : اختيار العينات :
• في البحوث عند تحليلها نستخدم العينات.
• في الوثائق عند تحليلها نستخدم الحصر الشامل للمحتوى.
العينة هي جزء من المجتمع الكلي ممثل بنسبة مئوية.

خطوات اختيار العينات :

1- تحديد وحدة العينة :
مثال (تحليل اتجاهات الإعلام الفرنسي تجاه ثورة مصر): وحدة العينة هل صحف أم إذاعة، وهل صحف أحزاب أم مستقلة وهل صفحة الرأى أم الافتتاحيات أم التعليقات.

2- تحديد إطار العينة :
ويقصد بهذا تصنيف كل المصادر التي تحقق أهداف التحليل وتتخذ أساس للتحليل، وهناك شروط يجب توافرها في إطار العينة :

(أ) الكفاية: أن يكفى إطار البحث (كل الصحف).
(ب) الكمال : أن تكون مكتملة تاريخياً (عدم إهمال فترة).
(ج) الدقة : الاهتمام بتواريخ الصدور والناشرين.
(د) التنظيم : تصنيف عرض المصادر.

3- تحديد حجم العينة :
لا يوجد معيار محدد، ولكن يراعى درجة تجانس الإصدارات محل التحليل ـ ومدى التواصل الزمني لها ـ كثافة المادة ـ تكرار النشر ـ وعدم التحيز.

خطة الترميز اللازمة لإجراء التحليل الأمني :

أولاً : التصنيف وتحديد الفئات التي ستستخدم :
* ما هو الشكل الذي يتم به عرض الموضوع ؟
(بيان ـ خبر ـ قصة خبرية ـ مقال ـ حديث فردي ـ حديث جماعي ـ صورة ـ كاريكاتير).

* من السهل التمييز بين فئتي سياسي واقتصادي، أما فئة الأمني فينطوى تحتها الأمن الداخلي والأمن الخارجي، فيجب تعريف فئة الأمني بدقة كاملة بحيث تسمح باستيعاب مفهوم واحد فقط تبعاً لأهداف التحليل، فيعثر فئة أمنى فئة رئيسية وفئات الأمن الداخلي والخارجي فئات فرعية ويمكن أن يكون هناك الأمن الجنائي أو السياسي فيكون فئات تحت فرعية.

* أنواع الفئات الشائع استخدامها في التحليل الأمني.

الفئات التي تجيب على سؤال (ماذا قيل ؟)
1- فئة الموضوع (سياسي ـ عسكري).
2- فئة الاتجاه (مؤيد ـ معارض) اتجاه إيجابي: مطلق، نسبي، متوازن أو سلبي: مطلق، نسبي، صغرى).
3- فئة المعايير : وهي فئة المستويات أو الأسس.
4- فئة القيم : مرتبطة بالمعتقدات والأعراف.
5- فئة الأهداف : ما الذي يسعى إليه المتحدث.
6- فئة طرق تحديد الأهداف : (أعمال عسكرية ـ حرب نفسية ـ سيطرة).
7- فئة السمات : السمات الشخصية ـ النفسية ـ الجسمانية.
8- فئة الفاعل : تحديد الأشخاص والجماعات التي تظهر أنها قمت بدور.
9- فئة المصدر : إلى من تنسب الأقوال والتصريحات.
10- فئة المصدر الجغرافي للحدث.
11- فئة الجمهور المستهدف.

الفئات التي تجيب على السؤال كيف قبل ؟
1- فئة شكل أو نمط النشر (مقال افتتاحي ….).
2- فئة شكل العبارات (التغيير يشمل كافة أجهزة الدولة) فالتغيير يتضمن الأماني.
3- فئة الانفعالية (أسلوب التفضيل ـ التأكيد ـ الربط باحتياج).
4- فئة وسيلة الإقناع (وسيلة استثارة ـ استمالات عاطفية ـ بيانات رقمية ـ مساحة العنوان ـ موضوعية).

ثانياً : تحديد وحدات التحليل الأمني :
المحتوى في إطار التحليل الأمني عبارة عن مجموعة من الوحدات اللغوية يختارها المصدر (أو الكاتب) بعناية بالغة للتعبير عن الأفكار والمعاني التي يستهدف توصيلها للجمهور (قارئ ـ مستمع) لتحقيق أهداف معينة، والوحدات اللغوية التي تختار لتحقيق هذه الأهداف هي المستهدفة بعملية التحليل في مجالات الأمن.

و يمكن تعريف وحدات التحليل بأنها وحدات المحتوى التي يمكن إخضاعها للعد والقياس بسهولة، ويعطى وجودها أو غيابها وتكرارها أو إبرازها دلالات تفيد الباحث في تفسير النتائج الكمية، وهناك مستويين من الوحدات:

1- وحدات التسجيل : وهي أصغر جزء في المحتوى يختاره المحلل ويخضعه للعد والقياس ويعتبر ظهوره أو تكراره أو غيابه عن دلالة في رسم نتائج التحليل الأمني.
مثال : تكرار كلمة (الفساد) في صحب المعارضة، أو جملة “بداية ظهور الفساد السياسي” للتأكيد على غياب الفساد في المراحل السابقة وارتباطه بالنظم الحالية.

2- وحدات السياق : وهي وحدات لغوية داخل المحتوى (جملة ـ عبارة ـ فقرة ـ موضوع) تفيد في التحديد الدقيق لمعاني وحدات التسجيل التي يتم عليها العد والقياس، فهى الوحدات الأكبر لوحدات التسجيل، فالكلمة وحدة التسجيل والجملة وحدة السياق.
مثال : كلمة “المستوطنات” من الوحدات الشائعة في الموضوعات العربية والإسرائيلية وتصنف بمعنى (المستعمرات) في الموضوعات العربية وبالتالي نجد أن (المستوطنات تهدد امن المنطقة العربية) بينما في الموضوعات الإسرائيلية تأخذ معنى الاستيطان وحل مشكلة السكان، فتأتي في الجملة الإسرائيلية (المستوطنات ضرورة لأمن إسرائيل) بالمثل فإن الجملة الواحدة كوحدة تسجيل يصعب ترميزها وحدها دون الرجوع للفقرة أو الموضوع كوحدة سياق فترميز جملة “سلاح البترول مصدر قوة العرب” يختلف اتجاهها عند سياقها في موضوع إسرائيلي عنه في موضوع عربي.

(ما هي وحدات التحليل الأمني المستخدمة ؟)

أولاً : وحدات اللغة :
1- الكلمة : هي أصغر الوحدات وأسهلها وتستخدم عند تحليل السمات الأسلوبية، وقياس درجة الانقرائية (استيعاب المعنى).
2- الجملة والفقرة : ويعاب عليها احتمالية وجود حلقات اتصال لفظي تبدل معناها وبالتالي ترميزها مثل (ربما، لكن، وعلى الرغم من …).
مثال: (على الرغم من فشل المفاوضات الفلسطينية إلا أنها تعتبر خطوة في طريق السلام) مما يتطلب الرجوع لوحدات أكبر.

ثانياً : وحدات الفكر :
وهي من أكثر الوحدات شيوعاً واستخداماً في التحليل الأمني، لأنها الوحدة التي تحكم تناول الكاتب للوحدات الأخرى (الكلمة ـ الجملة ـ الفقرة)، ويتحدد من خلال الأفكار والمعاني اتجاه الكاتب أو المحتوى أو الوسيلة.
مثال: تصريح (لا تفريط في شبر واحد من الأرض العربية) هي فكرة بسيطة تتكرر لتصبح شعار لمرحلة للعمل السياسي.
مثال : في السبعينات كان هناك وحدة بين مصر وليبيا.

علق التليفزيون الإسرائيلي كالتالي :
1- إن الوحدة استعداد للتقديم والعطاء.
2- فهل ليبيا مستعدة للتنازل عن استقلالها.
3- وهل مستعدة للتنازل عن مكاناتها وسيادتها في العالم العربي.
4- هل هي وحدة مصالح ؟ أم موجهة ضد طرف ثالث ؟
5- إن هذه الوحدة لا مستقبل لها.

• هذه الفكرة ككل تصنف تحت فكرة (استحالة الوحدة العربية).
• أما إذا تم تجزئتها فالجملة (2، 3) تعتبر اتجاهاً مؤيداً لمصر وليبيا في الحفاظ على استقلالهما والجملة الرابعة تحدد أهداف الوحدة بصفة عامة، بينما تشير الجملة الأخيرة إلى فكرة التعليق بالتحديد ولكن تناول الموضوع كله يثير لفكرة واحدة هي : (استحالة الوحدة العربية) وتصنف تحت تشويه الطابع القومي.
• سنقوم بتقسيم الجملة لعناصرها الأولية حتى يمكن إخضاعها للعد والقياس بما يتفق مع اتجاه الفكرة ، فكل جملة تقسم لثلاثة أجزاء حتى يمكن عدها بسهولة، كالتالي:

(أ) موضوع الدراسة : الوحدة العربية كفكرة مباشرة.
(ب) المعاني المشتركة: (الوحدة/ استحالة الوحدة / لا أمل فيها / لا مستقبل لها) ويتم عرض هذه المعاني على المحكمين لاتخاذها معياراً لتصنيف الاتجاه وتحديد الفكرة.
(ج) حلقة الاتصال اللفظي :

– الوحدة العربية : لن تخدم / مصلحة كل دولة.
– الوحدة العربية : قد تخدم / مصلحة كل دولة عربية.
– الوحدة العربية : تخدم / مصلحة كل دولة عربية.

ثالثاً : وحدات الشخصية :
يتم وضع وصف دقيق للشخصية من خلال الملاحظة.
مثال : صورة الخليجي في السينما الأمريكية.

ويتم استخدام هذه الوحدات من خلال أسلوبين :
1- التحليل المباشر للشخصيات من خلال الملاحظة.
2- التحليل غير المباشر من خلال رصد الصمات (معرفة الجمهور غير المعلن).

مثال :
• أمريكا في المحتوى الدعائي السوفيتي قديماً : “دولة يحكمها حفنة من الرأسماليين ـ مصاصي الدماء ـ يعيشون في رفاهية ـ يعيش شعبها في فقر وبطالة”.
• أمريكا في المحتوى الدعائي الروسي حالياً : “إنسان محب للسلام ـ يساعد في بناء عالم جديد ـ يشارك بفائض إنتاجه لرفع مستوى المعيشة في روسيا”.

رابعاً : وحدة مفردات النشر أو الإذاعة : وهي الوحدة التي يستخدمها المصدر في نقل المعاني والأفكار من خلال وسائل النشر والإعلام المختلفة.

مثال :
• الكتاب كوسيلة نشر، الفيلم في السينما، البرنامج والدراما والأحاديث والندوات والتعليقات والأخبار في الإذاعة والتليفزيون، والخبر والمقال بأنواعه والحديث الصحفي والكاريكاتير في الصحف.
• فيقال وحدة التحليل هي المقال السياسي / يتناول فكرة تعديل نظام الانتخابات / الموضوع السياسي تكرر نشره 12 مرة يتناول فكرة تعديل الانتخابات 9 مرات، ومن خلال المقال الافتتاحي 5 مرات، ومن خلال مقال الرأي 4 مرات.

تصميم استمارة التحليل الأمني:
هي إطار محدد لتسجيل المعلومات التي تفى بمتطلبات التحليل وتعبر كمياً عن رموز الوثيقة الواحدة، وتعتبر نهاية عملية ملاحظة الباحث للمحتوى وبداية عملية العد والإحصاء للرموز الكمية واستخراج النتائج الكمية ورسم العلاقات الإحصائية بينها تمهيداً لتفسير النتائج والاستدلال من خلالها.

محتويات استمارة التحليل الأمني : (البيانات الأولية ـ فئات التحليل ـ وحدات التحليل ـ وحدات القياس ـ الملاحظات)

1- البيانات الأولية : التوزيع السنوي للوثيقة محل التحليل الأمني، نوع الوثيقة (صحف ـ إذاعة ـ تليفزيون وإسمها، رقم الإصدار وتاريخه، عدد الصفحات أو عدد ساعات الإرسال).

2- فئات المحتوى : فئة الموضوع (سياسي / اقتصادي / اجتماعي) وفئات فرعية مثل (سياسي ـ قومي).

3- وحدات التحليل الأمني : مثال : عندما يكون هدف التحليل الكشف عن مراكز الاهتمام في موضوعات إصلاح نظام التعليم، هنا الأفكار التي يكشف عنها التحليل المبدئي هي (الاهتمام بالتعليم الابتدائي ـ أو المتوسط ـ أو العالي ـ أو إعداد كوادر).

4 – وحدات العد والقياس : وتستخدم في حالة عدم تكرار الوحدات في الوثيقة الواحدة، فيرصد وجود مشيرات أخرى خارج المحتوى لقياس قيمته مثل (المساحة ـ الزمن ـ مقياس الحروف ـ المقدمات الموسيقية) من المشيرات التي ترفع مستوى الاهتمام.

5- الملاحظات : وتستخدم لتسجيل الملاحظات الكيفية أثناء تسجيل الملاحظات الكمية.

  • نموذج استمارة التحليل الأمني
  • العد والقياس أثناء التحليل الأمني

هو أخر إجراء في عملية الترميز ويمهد للعرض الإحصائي وعقد المقارنات ودراسة الارتباطات وتفسير النتائج الكمية المعبرة عن السمات الخاصة بمحتوى الإعلام.

وحدات العد والقياس :

1- وحدات المتغيرات الداخلية : هي نتيجة وجود أو غياب وحدات التحليل وتكرارها.
مثال : إذا كانت نتائج الرصد والعد (17 جملة) تعبر عن الفساد، (10 جمل)، تعبر عن عدم الانضباط، (7 جمل) تعبر عن التخلف فتكون النتيجة 34 جملة (غير مؤيدة / معارضة / سلبية الاتجاه).
مثال : عند تحليل مضمون التعليقات السياسية في برامج التليفزيون الإسرائيلي الموجهة للعرب عام 1974 :
تشويه الطابع القومي 10 تعليقات
إضعاف العلاقات العربية الروسية 12 تعليق
تحطيم معنويات العرب 8 تعليقات
فرض إسرائيل كأمر واقع 1 تعليق
موضوعات أخرى 1 تعليق

2- وحدات المتغيرات الخارجية : هي متغيرات أخرى خارج محتوى النص يلجأ المحلل الأمني لدراستها لأنها تشير في نفس الوقت للوزن أو القيمة التي تعطيها الوسيلة الإعلامية لكل محتوى، ومثالها مساحة النشر ومكانه ومدة الإذاعة ووقتها وتمنح درجة لكل متغير.

قياس قيمة المحتوى الأمني وتحديد مراكز الاهتمام :
من السهولة أن يقف الجمهور المستقبل للرسالة الإعلامية على مدى اهتمام الوسيلة الإعلامية بها من خلال عوامل الإبراز مقارنة بغيرها، والوسيلة (صحف ـ تليفزيون …) عندما تتخذ من هذه العوامل أداة للتأكيد والإبراز فإنها تنفذ سياستها الإعلامية وتكشف اتجاهها من القضايا والموضوعات المختلفة الذي يمكن الوصول إليه من خلال الدراسة التحليلية الأمنية الكمية لهذه العوامل.
مثال : في الصحف، من المتعارف عليه أن تبويب الموضوعات وتوزيعها على الصفحات يتم وفق درجة الاهتمام بها في الصحيفة، وهناك قيمة للنشر في الصفحة الأولى عنها في الصفحات الداخلية أو المتخصصة، والنشر ببنط 16 أسود يختلف عن بنط 9 أبيض، وإرفاق صورة كذلك .

وهناك بعض المتغيرات في هذا المجال :
1- الموقع :
أعلى الصفحة الأولى 20 درجة
أسفل الصفحة الأولى 15 درجة
صفحة داخلية متخصصة 10 درجات
صفحة داخلية 5 درجات

2- العنوان (الرئيسي ـ الفرعي): من حيث المساحة.
3- المساحة : (مساحة النص).
[ قيمة الموضوع كوحدة تحليل = قيمة المساحة + قيمة الموقع + قيمة العنوان ] ق = س + م + ع
قيمة المحتوى الفئوى(ف)= مجـ (س + م + ع)ن
حيث ن هي عينة الأعداد.
قياس الاتجاهات في التحليل الأمني :
هي من أصعب العمليات وتتطلب مهارة لدى المحلل الأمني.
مثال : عند دراسة التغطية الإخبارية عن دولة إسرائيل في الصحف اليومية الكبرى.

فمعامل الاتجاه يحسب كالتالي :
معامل التأييد = مربع عدد العبارات المؤيدة ـ عدد العبارات المؤيدة × المعارضة
عدد وحدات المحتوى الكلية × عدد الوحدات التي تحمل اتجاهاً
معامل المعارضة = عدد العبارات المؤيدة×المعارضة ـ مربع عدد العبارات المؤيدة
عدد وحدات المحتوى الكلية × عدد الوحدات التي تحمل اتجاهاً

تفسير نتائج التحليل الأمني :
أولاً : يجب مراعاة ثبات التحليل الأمني، أى ضرورة الوصول لاتفاق كامل في النتائج بين الباحثين الذين يستخدمون نفس الأسس والأساليب على نفس المادة الإعلامية.
ثانياً : يجب مراعاة صدق التحليل الأمني، أى وجود صلاحية الإسلوب أو الأداة لقياس ما هو مراد قياسه ضماناً للثقة حتى يمكن التعميم.

التفسير يتم على أحد النماذج الآتية :

(أ) التفسير على أساس الدوافع :
وهو مرتبط بالأهداف والنوايا التي تضمرها السياسة الإعلامية .
مثال : جريدة تنشر خبر في صفحتها الأولى وأخرى في الداخل.
(ب) التفسير على أساس الأسباب :
وهو مرتبط بمبدأ التأثير المتبادل فوقع حادث معين يحتمل أو من المؤكد أن يترتب عليه نتيجة معينة.
مثال : الكاتب الذي ينادى بفكرة معينة على استحياء يظهر من خلال التكرار غير المنتظم في سمات المحتوى ونفس الكاتب يكشف عن دوافعه وأهدافه من خلال التكرار العالي والمنتظم لأفكاره.
(ج) التفسير على أساس الوظائف :
وهو مرتبط بإدراك الدور الذي تلعبه الوسيلة أو الفرد في النسق العام الذي ينتمى إليه ويحدد أهدافه في إطاره .
مثال : وسائل الإعلام الحزبية تقوم بوظائف معينة ترتبط بأهداف الحزب وتعارض الأحزاب الأخرى.

2.3/5 - (3 أصوات)

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى