الأفريقية وحوض النيلالدراسات البحثية

السياسة الخارجية الإسرائيلية تجاه دول القارة الإفريقية

إعداد الباحث : بوفراش يعقوب – باحث في العلوم السياسية و العلاقات الدولية – جامعة الجزائر 3.

  • المركز الديمقراطي العربي

 

 

ملخــــص الدراســــــــة

تتكون هذه الدراسة من مقدمة و محورين و خلاصة عامة و استنتاجات,حيث احتوت المقدمة على مشكلة الدراسة التي تتمثل في ما هي محددات السياسة الخارجية الإسرائيلية تجاه دول القارة الإفريقية؟و ما هي الأهداف الإسرائيلية في إفريقيا ؟

ففي المحور الأول ،وضحت الدراسة تطور العلاقات الإسرائيلية- الإفريقية. منذ تأسيس الدولة العبرية إلى غاية اليوم، أما المحور الثاني فتطرق  إلى أهم المحددات التي ترتكز عليها السياسة الإسرائيلية تجاه إفريقيا،كما تم عرض ابرز أهداف السياسة الإسرائيلية و وسائل تنفيذا في القارة الإفريقية

و لقد خلصت الدراسة بان إسرائيل استخدمت كل الطرق و الوسائل لغلغل في العمق الإفريقي،و بالتالي محاصرة الدول العربية المتواجدة في إفريقيا و الضغط عليهم.

كما خلصت الدراسة بالعديد من النتائج في المقام الأول التأكيد على الفرضية الرئيسية للدراسة و المتمثلة في أن الصراع العربي- الإسرائيلي يعتبر أهم محدد للسياسة الإسرائيلية تجاه إفريقيا.

الكلمات المفتاحية:السياسة الخارجية،الكيان الإسرائيلي، قارة إفريقيا،الصراع العربي الإسرائيلي،الأداة الدبلوماسية و المساعدات الفنية،

ABSTRACT

This study consists of an introduction and two axis and the general summary and conclusions, the problem of the study is about the determinants of Israeli foreign policy toward the countries of the African continent? And What are Israeli goals in Africa?

In the first axis, the study  talk about the evolution of the Israeli-African relations. Since the founding of the Jewish state, to the very day, while the second axis talk about  the most important determinants of  Israel’s policy towards Africa, as has been the most prominent Israeli policy and the means to implement the objectives of the African continent.

And I have concluded that Israel used all ways to inter in depth of Africa, thus trapping the Arab countries located in Africa, and make  pressure on them.

The study also concluded that the Arab-Israeli conflict is the most important determinant of Israeli policy toward Africa.

Key words: foreign policy, the Israeli entity, the continent of Africa, the Arab-Israeli conflict, diplomatic tool and technical assistance.

 

  • مقـــــــدمة:

تدرك إسرائيل أن إفريقيا تشكل إحدى ساحات الصراع العربي الإسرائيلي، وقد عملت من هذا المنطلق على التغلغل في إفريقيا وخلق علاقات مع دولها في مختلف المراحل؛ وذلك لما تمثله إفريقيا من عمق إستراتيجي وأمني وثقافي وحضاري للوطن العربي. وعملت إسرائيل جادة بالتعاون مع دول الاستعمار القديم والحديث على الإحاطة بالوطن العربي وتطويقه وعزله عن إفريقيا .

ولقد أرست إسرائيل لنفسها إستراتيجية مستقبلية للتعامل مع الدول الأفريقية, مبدأها إقرار التفاعل بين إسرائيل والدول الأفريقية عبر مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية على ألا يقتصر هذا التفاعل على الجهات الرسمية فقط بل يذهب إلى أبعد من ذلك عبر إشراك المدنيين الأفارقة بنفس قدر إشراك الرسمين في هذا التفاعل, وسعت إسرائيل باستمرار لتطوير قدراتها لمجابهة هذا التحدي عن طريق تطوير ودعم البحوث عن القارة الإفريقية مع تبادل وجهات النظر حول مستقبل العلاقات مع إفريقيا مع نظراء من القارة الإفريقية, كما قامت بتطوير قسم التعاون الدولي (MASHAV) ليكون قادراً على تلبية احتياجات الأقطار الإفريقية التي لها أولوية في السياسة الخارجية الإسرائيلية لما تحتاجه من تقنيات حديثة وإعانات في المجالات المختلفة.

إشكاليـــة الدراســــة :

إن اهتمام السياسة الإسرائيلية بقارة مسألة تتعلق بعمق استراتيجي تفتقده إسرائيل في محيطها الجغرافي, ففي الوقت الذي شعرت إسرائيل بخطورة الموقف تجاه تواجدها فوق الأراضي  العربية وتحقيقاً لرغبتها في تثبيت وجودها كدولة طبيعية وضمان أمنها القومي,كان لابد لها من إقامة شبكة علاقات دولية مع دول الجوار غير العربية و العمل على رسم إستراتيجية محكمة تتمثل في سعيها لتفتيت الدول العربية و الاستثمار في التباين العرقي و الديني الموجود فيها,و بما أن دولة السودان تتميز بكونها مركزا للتنوع الثقافي و الديني ,وتميزه كذلك بموقعه الاستراتيجي المهم و شساعة أرضه ,إضافة إلى احتوائه لثروات طبيعية ضخمة,كل هذه المزايا دفعت بإسرائيل إلى الاستثمار في التنوع العرقي الموجود في السودان,وعدم السماح له بان يصبح قوة اقتصادية و عسكرية تحسب لها إسرائيل ألف حساب,ولقد تناولت الدراسة في حدودها الزمانية في الفترة الممتدة من 1948 حتى 2015,أما الحدود المكانية فلقد ركزت الدراسة على الحدود الجغرافية الإفريقية عامة,و فيما يخص المتغير المستقل فيتمثل في الدور الإسرائيلي,أما التغير التابع يتمثل في قارة إفريقيا ,في ضوء ذلك يمكن تحديد مشكلة الدراسة في السؤال الرئيسي التالي :

  • ما هي محددات السياسة الخارجية الإسرائيلية تجاه دول القارة الإفريقية؟و ما هي الأهداف الإسرائيلية في إفريقيا ؟
  • فرضيــات الدراســة

1-يعتبر الصراع العربي الإسرائيلي أهم محدد للسياسة الإسرائيلية اتجاه إفريقيا .

  • أسبـــاب اختيار الموضوع:
  • أسبـــاب ذاتية:

ترجع إلى اطلاعي و ميولاتي الشخصية لدراسة هذا الموضوع، إضافة إلى كون الموضوع يدخل في إطار تخصصي و المتمثل في الدراسات الأمنية و رغبة مني بالإلمام بكل جوانب الموضوع و إعطاء صورة موضوعية لكل جوانبه سواء الأمنية و السياسية و العسكرية.

وكذلك بحكم انتمائي إلى قارة إفريقيا بشكل عام و الوطن العربي بشكل خاص فمن واجبي معرفة كل ما يشكل نقطة تهديد للإقليم الذي أنا متواجد فيه.

  • أسبـــاب موضوعية:

ترجع الأسباب الموضوعية في اختيار هذا الموضوع إلى الاهتمام الإسرائيلي المتزايد للقارة الإفريقية و محاولة التغلغل في معظم دول إفريقيا و هذا من اجل كسب تأييدها في المحافل الدولية و كذلك من اجل تطويق و حصار الدول العربية .

أهميـــة الدراسة  تكمن أهمية الدراسة في:

تناولت الدراسة موضوعاً حيوياً وهاماً للأمن القومي العربي ومصادر تهديده.

– تعد الدراسة استكمالا لدراسات سابقة تناولت سياسة إسرائيل الخارجية تجاه مناطق مختلفة في العالم.

-تقديم المعلومات للباحثين في الشأن السياسي حول السلوك الإسرائيلي في القارة الإفريقية.

– إثراء المكتبة العربية بالأبحاث العلمية لتكون مرجع يستفاد منه لدراسات مستقبلية.

 

  • الإطـــار المنهجي:
  • المــنهج التاريخي :

وذلك لدراسة ورصد تطور السياسة الإسرائيلية تجاه إفريقيا وطبيعة العلاقات بين الأطراف خلال فترات زمنية متباينة, واسترداد وقائع تاريخية للاستفادة منها في تفسير السلوك الإسرائيلي تجاه المنطقة خلال فترة الدراسة.

  • المنهــج التحليلي الاستقرائي ; من خلال هذا المنهج حاولت الدراسة تقديم تحليل شامل لسياسة إسرائيل تجاه الدول الإفريقية ., على النحو الذي يأتي معه فهم أهدافها الرئيسية ومقاصدها النهائية في قارة إفريقيا, واستعراض الوسائل والأساليب التي تستخدمها في تحقيق غاياتها من جهة أخرى, بالإضافة إلى استقراء السياسة الإسرائيلية تجاه قارة إفريقيا.
  • الإطــــار النظري:
  • نظريــة الدور : تفسر نظرية الدور سلوك السياسة الخارجية من خلال استكشاف الأدوار التي تقوم بها الدولة في النظام الدولي,يعتبر كاليفي هولستي أول من وضع هذه النظرية سنة 1790,في تقاريره عن مفاهيم الدور الوطني في السياسة الخارجية,بعد انتقاده للتصنيف الذي يتجاهل مجموعة كبيرة للأدوار التي تلعبها الدول الصغرى في النظام الدولي,وقد استلهم هذه النظرية من خلال النظريات السوسيولوجية حول دور الفرد في المجتمع[1].
  • نظــرية الأمن القومي الإسرائيلي : تقوم نظرية الأمن الإسرائيلي أساساً على التفوق والردع ومفهوم الحرب الخاطفة والقصيرة ولذا نرى تنامي القدرات النووية لإسرائيل مقارنة بكل أقطار الوطن العربي مجتمعة ، وترى إسرائيل أن استمرار أمنها لا يدوم إلا إذا استمر الأمن القومي العربي معرضاً للخطر وهكذا فإن العلاقة بين الأمن القومي العربي والوجود الإسرائيلي تدخل في إطار السياسة الصفرية حيث أن تحقق أي منها يعنى نفى وإلغاء الآخر.

ترتكز نظرية الأمن الإسرائيلي على جملة من العوامل المتداخلة المترابطة و التي تشمل مختلف مجالات النشاط و الفعاليات الحيوية في إسرائيل ومن هنا فان نظرية الأمن الإسرائيلي ظاهرة مركبة تتكون من القوة العسكرية ,والهجرة اليهودية إلى إسرائيل ,وتوسيع عمليات الاستيطان ,وتخفيف الهجرة المعاكسة من إسرائيل إلى الخارج, وتقوية القاعدة الاقتصادية ,وتامين تحرك سياسي و دبلوماسي خارجي يوظف لصالح تامين متطلبات الأمن,وتوفير المعلومات اللازمة عن الدول العربية,وفي الأخير استخدام العوامل السابقة ضمان مناطق حيوية محيطة بإسرائيل .

فنظرية الأمن الإسرائيلي لا تستهدف فقط تحقيق الأمن عبر ضمانات دبلوماسية و سياسية فقط بل تستهدف أيضا العوامل الداخلية لدى إسرائيل القادرة على تجسيد الأمن الإسرائيلي و في هذا  المجال تقول غولدا مائير إن ما نريده ليس ضمانا من الآخرين لامتنا,بل ظروفا مادية و حدودا في هذه البلاد تضمن بشكل أكيد عدم نشوب حرب أخرى.و بذلك نرى إن  نظرية الأمن الإسرائيلي تقوم على مبدأ الحقائق الملموسة بتعبير آخر تستند إلى قوة فعلية تتجسد  في وجود جيش عسكري قوي يشكل سياجا حقيقيا لأمن إسرائيل , و وسيلة لتحقيق نظرية الأمن التي تتضمن في إطارها مظاهر التوسع في الأرض العربية أيضا[2] .

  • الإطار المـــفاهيمي
  • السياسة الخارجية :

أولاً: تعريف السياسة الخارجية:

تختلف تعاريف السياسة الخارجية من مفكر إلى آخر ومن ابرز التعاريف ما يلي :

1.السياسة الخارجية هي تنظيم نشاط الدولة في علاقاتها مع غيرها من الدول ومع المنظمات الدولية.

  1. تعريف آخر يقول بأن السياسة الخارجية هي السلوك السياسي الخارجي سواء على مستوى العلاقات مع الدول أو مع الأشخاص الآخرين من غير الدول، من أشخاص القانون الدولي.
  2. السياسة الخارجية هي العمل على إيجاد التوازن بين الالتزام الخارجي لدولة ما والقوة اللازمة لتنفيذ هذا الالتزام.
  3. السياسة الخارجية هي مجموعة الأفعال وردود الأفعال التي تقوم بها الدولة في البيئة الخارجية بمستوياتها المختلفة، سعياً لتحقيق أهدافها والتكيف مع متغيرات هذه البيئة. وهذا التعريف يشتمل على أنماط السلوك الخارجي المختلفة التي يمكن أن تمارسها الدولة من خلال سياستها الخارجية كما أننا نفرق في هذا التعريف بين المستويات المختلفة للبيئة الدولية والتي عادة ما تشتمل على كثير من المتغيرات التي يتعين على صناع السياسة الخارجية أخذها في الاعتبار عند وضع هذه السياسة.

إذاً، يمكننا أن نقول أن مفهوم السياسة الخارجية هو خطة أو استراتيجية علنية تحكم عمل الدولة مع العالم الخارجي بما تملكه من مبدأ السيادة والإمكانيات المادية والعسكرية, وهي ليست مقتصرة على الدول بل أن الشركات متعددة الجنسيات و المنظمات الإقليمية و المنظمات الدولية بما تملكه من شخصية اعتبارية له سياستها الخارجية الخاصة التي قد تتفق أو تختلف مع الدول التابعة لها .

ثانياً: صنع السياسة الخارجية:

  1. صنع السياسة الخارجية هو نظام يشتمل على مجموعة من الأنشطة التي تطوره الدول لتغيير سلوكيات الدول الأخرى ولأقلمة أنشطتها طبقاً لمتغيرات البيئة الخارجية.
  2. صنع السياسة الخارجية هو مجموعة القواعد الدستورية والقانونية التي تحدد أسلوب تعامل الدولة مع الأطراف الخارجية الأخرى.
  3. أنها مجموعة القواعد المختارة للتعامل مع مشكلة أو حدث معين، حدث فعلاً، أو يحدث في الحاضر، أو يتوقع حدوثه في المستقبل، وهذا التعريف الأخير يمكن أن نشير بشأنه إلى ما يلي:

أ. أن يجعل عملية صنع السياسة الخارجية تتم في سياق زمني ممتد يشمل ما حدث وما يحدث وما سيحدث.

ب. أنه يشتمل على بعض مكونات التعريفات الأخرى خاصة فيما يتعلق بالقواعد التي تنظم العمل في نطاق السياسة الخارجية.

ج. أنه يفتح مجالاً واسعاً أمام الابتكار والمبادرة في مجال صنع السياسة الخارجية حيث أنه يتيح الفرصة لوضع الخطط والتفضيلات مقدماً بحيث تشكل مجموعة من القواعد المرشدة عند اتخاذ القرارات.

ثالثاً: أهداف السياسة الخارجية:

  1. حماية الأمن القومي.
  2. الحفاظ على بقاء الدولة واستمرارها.
  3. التنمية الاقتصادية
  4. طلب القوة: تدعيم هيبة ومكانة الدولة في المجتمع الدولي وبناء صورة إيجابية عنها لدة الدول والأشخاص الآخرين من غير الدول.
  5. نشر الثقافة القومية: وهذا هدف تسعى إليه الدول الكبرىوالنظم السياسية الثورية “تصدير الثورة”.

رابعاً: وسائل تحقيق أهداف السياسة الخارجية:

  1. الدبلوماسية بصورها المختلفة من ثنائية ودبلوماسية مؤتمرات ودبلوماسية منظمات دولية وغيرها.
  2. الوسيلة الاقتصادية وتتمثل في منح المساعدات أو فرض العقوبات.
  3. الوسيلة المعنوية وتتمثل في الإعلام والحرب النفسية.
  4. الوسيلة الاستخبارية وتوظيفها في جمع المعلومات الاستراتيجية.
  5. استخدام أدوات العنف – ما دون العسكرية – كإثارة الفتن ودعم جماعات المعارضة.

في الختام نستنتج مما سبق أن للسياسة الخارجية مكانة غاية في الأهمية لكل دولة, فالعلاقة بين الدولة والسياسة الخارجية علاقة وطيده، وذلك لإثبات كيانها على الساحة الدولية واستقلاليتها الرسمية.

 

  • أدبيــات الدراسة:
  • دراسة عبد الناصر سرور 2010 بعنوان: السياسة الإسرائيلية تجاه إفريقيا )جنوب الصحراء( بعد الحرب الباردة, دراسة محكمة ومنشورة, مجلة جامعة الخليل للبحوث, فلسطين.

تناولت الدراسة أربع محاور رئيسية, المحور الأول, استعرض نشأة العلاقات الإسرائيلية – الإفريقية وتطورها (1948 – 1990 ) أما الثاني فتناول المصالح السياسية والاقتصادية والأمنية الإسرائيلية في إفريقيا, بينما ناقش المحور الثالث آليات تنفيذ السياسة الإسرائيلية في إفريقيا, وأخيرا المحور الرابع فقد قدم تقييماً عاماً لسياسة إسرائيل في إفريقيا.

  • صعوبات الدراسة

تتميز مثل هذه الأنواع بالدراسات بالكثير من الصعوبات و هذا راجع إلى السرية الكبيرة التي تتصف بها مثل هذه الظواهر السياسية,الملاحظ هو عدم خوض الباحثين العرب بصفة عامة في دراسة و معالجة هذه الأنواع من المواضيع لذا يوجد نقص فادح في المراجع الأمر الذي يعرقل مسار الطالب في الإلمام بكامل الموضوع و الوصول إلى نتائج أكثر مصداقية,بالإضافة أيضا إلى كوني لم اجري دراسة ميدانية و بالتالي يصعب الوصول إلى المعلومات,إضافة ضيق الوقت المخصص لانجاز هذه الدراسة.

  • تفصيـــل الخطة

تتكون الدراسة من مقدمة،ثلاث محاور ، وخلاصة عامة. فالمقدمة احتوت على تمهيد عام للدراسة، بالإضافة إلى الإشكالية الرئيسية و الفرضيات،بالإضافة أيضا إلى ذكر أهمية و أسباب اختيار هذا الموضوع,مع التطرق أيضا إلى الإطار المنهجي و الإطار النظري كذاك الذين يخدمان الموضوع,مع ذكر بعض الأدبيات السابقة والصعوبات التي وجدتها الدراسة،وفي الختام تم تناول شرح مفصل للموضوع.  اما محاور الدراسة فكل ،ففي الحور الأول تم التطرق إلى العلاقات الإسرائيلية- الإفريقية هبوطا و نهوضا منذ تأسيس الدولة العبرية عام 1948 إلي غاية 2016 ،اما المحور الثاني  تم التطرق إلى أهم محددات  السياسة الخارجية الإسرائيلية تجاه إفريقيا،بالإضافة إلى ذكر الأهداف الإسرائيلية الموجودة في إفريقيا ووسائل تحقيقها،وفي المحور الثالث  تم استعراض أهمية دولة السودان- قبل التجزئة- في السياسة  الإسرائيلية.

المحور الأول: محددات السياسة الإسرائيلية في ظل التطور التاريخي لعلاقاتها بالدول الإفريقية.

لقد عرفت محددات  السياسة الإسرائيلية اتجاه إفريقيا نوعا من الثبات,و المتمثلة في جملة من المبادئ التي بنيت عليا هذه السياسة تجاه القارة الإفريقية منذ تأسيس الدولة العبرية,و التي سيتم إبرازها وشرحها في ظل العلاقات التي جمعتها بدل القارة الإفريقية منذ تأسيسها.

المطلب الأول: مراحل تطور العلاقات الإسرائيلية- الإفريقية الفترة من 1948 إلى 2015.

تطورت العلاقات الإسرائيلية –الإفريقية في سياق من التغير,ما بين القارب تارة و انقطاع العلاقات تارة ثانية والانفراج والتقارب الشديد تارة ثالثة,و ذلك بفعل تأثير التقلبات التي أصابت النظامين الإقليمي و الدولي خلال مرحلة الحرب الباردة و بعدها ,و في هذا المطلب سيتم استعراض تطور العلاقات الإسرائيلية –الإفريقية في ضوء أربعة مراحل وهي :

العلاقات الإفريقية الإسرائيلية في الفترة 1948 إلى 1967 :(مرحلة الاعتراف التدريجي)
لقد تميزت العلاقات الإسرائيلية مع معظم الدول الإفريقية في هذه  الفترة بثبات مع بروز حركات التحرر من الاستعمار ونيل معظم الدول الإفريقية لإستقلالها, حيث قامت إسرائيل منذ العام 1950 بفتح قنوات للإتصال مع النخب الحاكمة فى أفريقيا عن طريق شخصيات غير رسمية مثل الهستدروت (إتحاد أصحاب العمل الإسرائيلي), ومن خلال منظمة الإشتراكية العالمية, وعن طريق القنوات الرسمية, والتي أثمرت عن تكوين بعثة قنصلية في أكرا عاصمة غانا عشية الاحتفال باستقلال غانا, ومن ثم تم إنشاء بعثات في مناطق عدة في القارة الأفريقية نتيجة لحصول العديد من الدول على استقلالها في مستهل العام1960 م[3].

صانع القرار الإسرائيلي كان سريعا في إقامة العلاقات الدبلوماسية مع الدول الإفريقية حديثة الاستقلال,و تجسدت هذه المهام في وزيرة الخارجية الإسرائيلية آنذاك غولدا مائير التي كانت تقوم بمهمة تقوية العلاقات بين إسرائيل و الدول الإفريقية من اجل كسب اكبر عدد من الأصوات في هيئة الأمم المتحدة و كسب الشرعية الدولية, عن طريق فك طوق العزلة العربية المفروض حول إسرائيل[4], عن طريق الذهاب من خلف هذا الطوق العربي للدول الأفريقية وكسب أصواتها فى المحافل الدولية, وذلك بتأسيس شبكة أمنية قوية بالأخص في القرن الأفريقي والساحل الشرقي, وأيضاً نجد أن العوامل الاقتصادية تحتل مكانة قوية في إستراتيجية إسرائيل نحو أفريقيا, فقربها الجغرافي لأفريقيا يجعلها مصدراً رئيسياً للمواد الأولية والموارد الخام التي تحتاجها إسرائيل, وفى نفس الوقت تشكل سوقاً جاذباً للمنتجات الإسرائيلية, وفى هذه المرحلة نجد أن الإستراتيجية الإسرائيلية قد صممت سياستها لتحقيق أهدافها وتمددها في القارة الأفريقية على دعامتين, هي الدبلوماسية عبر وزارة الخارجية الإسرائيلية لتوضيح وتطبيق العلاقات الرسمية  [5], والهيئة الجديدة التي تم إنشائها في ذلك الوقت التي يطلق عليها قسم التعاون الدولي(MASHAV),و التي تقوم بمهام الربط ما بين مؤسسات الدولة و شركات القطاع الخاص,لإحداث اختراق إسرائيلي محكم للقارة الإفريقية,و يعد جهاز التعاون الدولي الإسرائيلي أهم الوسائل لتحقيق سياساتها في القارة الإفريقية,و يهدف الماشاف إلى إقامة المزارع تأسيس غرفة للتجارة الإفريقية –الإسرائيلية,و كذا تقديم الدعم في مجالات الزراعة ,الصحة ,التعليم,المنح و القروض والدورات التدريبية في العديد من الأنشطة [6].

لقد كان لإسرائيل علاقات دبلوماسية مع 32 بلد أفريقي في هذه الفترة أي أكثر من نصف بلدان القارة الإفريقية, وكان يوجد بالقارة الأفريقية أكثر من 2408خبير إسرائيلي يعملون في شتى المجالات الزراعية والتعليمية والاقتصادية والأمنية والعسكرية, بينما كان هناك الآلاف من الأفارقة يشاركون في دورات تدريبية مختلفة لمدد قصيرة في إسرائيل, بينما اقتصر البرنامج العسكري لإسرائيل في دول القارة الأفريقية في هذه المرحلة على تدريب وحدات الصفوة, وبيع الأسلحة الحديثة حيث تم التعامل بهذا البرنامج بداية مع أثيوبيا و أوغندا ثم غانا وساحل العاج وزائير, وعلى الصعيد الاقتصادي نجد أن العلاقات التجارية بين إسرائيل والدول الإفريقية في هذه المرحلة كان حجم التبادل التجاري فيها يقدر بحوالي 75 مليون دولار وقد تحقق ذلك الدخل عبر الشركات الإسرائيلية العامة المعروفة (سوليل بونيه, وميكاروت ,وزيم), والتي وسعت نشاطها في أفريقيا بطريقة ملحوظة في ظل هذه الفترة,بالإضافة للشركات الخاصة لرجال الأعمال الإسرائيليين أمثال (موشى مايير, ويوكتيل وفيدرمان) الذين وسعوا أيضا من نطاق أعمالهم في القارة الأفريقية[7].

العلاقات الأفريقية الإسرائيلية في الفترة 1967 إلى 1977 :(مرحلة تراجع العلاقات )
لقد كان عام 1967 يمثل ذروة النشاط الإسرائيلي في إفريقيا كما كان بمثل بداية التدهور الفعلي للعلاقات الإسرائيلية-الإفريقية و يرجع ذلك إلى مؤثرات خارجية مثل زيادة القارب العربي الإفريقي و مضاعفات حرب 1967 و أثرها على مكانة إسرائيل في الدول الإفريقية بالإضافة إلى التغييرات التي طرأت على الخريطة السياسية لإفريقيا منذ الستينيات.

لقد  ساهمت كل هذه الأسباب في كشف حقيقة إسرائيل و نواياها التوسعية في إفريقيا مما ساهم في بلورة الموقف الإفريقي الجديد اتجاه إسرائيل و هو الذي يتسم بالرفض الجماعي لإسرائيل.

كما يعتبر التقارب العربي الإفريقي انعكس سلبيا على العلاقات الإسرائيلية- الإفريقية,و يعتبر عاملا أساسيا في الحد من التغلغل الإسرائيلي في هذه المرحلة,كما قامت الجامعة العربية بافتتاح مكاتب في شرق و غرب إفريقيا  كما شكلت المقاطعة العربية إحدى أهم الوسائل للضغط على الكيان الإسرائيلي .

في هذه الفترة أيضا على اثر حرب تشرين 1973 عقدت منظمة الوحدة الإفريقية اجتماعا استمر ثلاثة أيام في أديس بابا حضرته 42 دولة افريقية و عربية لمناقشة تأثيرات الحرب على إفريقيا  و كحوصلة للاجتماع اتخذ المجتمعون قرارا دعوا فيه جميع الدول الأعضاء في منظمة الوحدة الإفريقية إلى فرض خضر اقتصادي على إسرائيل و البرتغال و جنوب إفريقيا ودعا البيان إلى إقامة علاقات وثيقة للتعاون بين أعضاء منظمة الوحدة الإفريقية و الجامعة العربية [8].

رغم القطيعة التي حصلت بين إسرائيل و دول إفريقيا بسبب حربي 1976 و1973 مع العرب إلا أن إسرائيل لم تقطع اتصالاتها مع القادة الأفارقة بل سعت إلى تجاوز هذا الخلاف و القطيعة,وإعادة إحياء هذه العلاقات من جديد[9].

حيث تعتبر جنوب إفريقيا الدولة الإفريقية الوحيدة التي سارعت إلى استئناف علاقاتها مع إسرائيل بعد حرب 1967 نظرا لطبيعة نظامها العنصري و كذلك الجالية اليهودية الكبيرة الموجودة فيها, بعد الحرب العربية- الإسرائيلية في جوان 1967 ظهرت هناك مجموعة من المنظمات اليهودية الجنوب افريقية تأسسوا من اجل مساندة إسرائيل و توطيد الروابط الإسرائيلية -الجنوب افريقية, ففي فيفري 1968 كلفت منظمة الصداقة الإسرائيلية- الجنوب افريقية بتحضير استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين[10].

 العلاقات الإفريقية الإسرائيلية في الفترة 1977 إلى 1990:(مرحلة الانفراج وتسارع وتيرة العلاقات)

بعد تولي حزب الليكود مقاليد السلطة في إسرائيل سنة 1977 ,رفعت الحكومة شعار”عائدون إليك يا إفريقيا”فقد اعتبرت زيارة السادات للقدس في نوفمبر عام 1977 نقطة تحول في التقارب الإفريقي –الإسرائيلي ,فهذه الزيارة ساهمت في انفراج العلاقات الثنائية,حيث شهد عقد الثمانينات من القرن الماضي مرحلة بناء لهذه العلاقات .لتبدأ مسيرة الخطوات العكسية في إعادة العلاقات و توج ذلك من قبل الزائير عام 1982 ,لأنه كانت في حاجة ماسة للمساعدات العسكرية الإسرائيلية,خاصة في ميدان تدريب الجيوش,و بلغت ذروتها سنت 1985,بعد زيارة شمعون بيراز إلى بعض الدول الإفريقية.

وارتبطت زائير بمعاهدة عسكرية تنص على قيام إسرائيل بإعادة بناء الجيش الزائيري ,و إيفاد مستشارين عسكريين إليها لتدريب سلاح البحرية,أما ليبيريا فقد أعادت علاقتها مع إسرائيل عام 1983,ثم تلتها ساحل العاج و الكامرون و الطوغو ثم كينيا عام 1988,لهذا يعد نهاية عقد الثمانينات بداية بوادر الانفراج في العلاقات الإسرائيلية -الإفريقية[11].

العلاقات الإفريقية الإسرائيلية فى الفترة 1990 م إلى 2015 م : (مرحلة ازدهار العلاقات الإسرائيلية الإفريقية)

لقد سجلت الفترة من 1990 إلى العام 2015 م مرحلة الرجوع شبه الكامل للعلاقات الدبلوماسية بين أفريقيا وإسرائيل, حيث أقامت إسرائيل بعثات دبلوماسية في أحد عشر قطراً أفريقياً وهى على التوالي أثيوبيا, أريتريا, كينيا, أنغولا, الكاميرون, نيجيريا وزمبابوى, هذا بجانب موريتانيا, بيد أن سفارتي إسرائيل فى هرارى بزمبابوى وكنشاسا بجمهورية الكنغو الديمقراطية, تم قفلهما لأسباب خلافية أتت لاحقاً بين قادة هذه الدول والدولة العبرية, بينما روجت إسرائيل أن أسباب إغلاق السفارتين فى هرارى وكنشاسا كان لأسباب مالية.

ونجد أن معظم السفراء الإسرائيليين كانوا لديهم مقار لبعثاتهم في الدول المجاورة ولكن ليس مقيمين بها, الشيء الذي سمح بنمو الدبلوماسية الإسرائيلية في أفريقيا وبالتالي النمو الدبلوماسي الأفريقي في إسرائيل, ولتحقيق الحضور الإسرائيلي على الساحة الأفريقية والمحافظة عليه,تبنت الدولة العبرية في هذه الفترة إستراتيجية سد الفراغ, عن طريق إرسال برلمانيين وأكاديميين إلى دول أفريقية مختلفة, وذلك لتعويض الحضور الإسرائيلي الرسمي في الأرض في المناطق التي لا توجد فيها بعثات رسمية إسرائيلية, كما استخدمت الدبلوماسيين في الأمم المتحدة وواشنطن كأم بديلة للتعويض عن غياب البعثات الدبلوماسية الإسرائيلية في بعض الأقطار الإفريقية, هذا بالإضافة لتحريك المنظمات الغير الحكومية والتي تتبع للجمعية اليهودية الأمريكية مثل (ميغن ديفيد وأدوم ولاتيت)[12].

هناك ثلاثة عوامل رئيسية ساعدت في التغلغل الاسرائيلي بعد الحرب الباردة و هي :

العامل الأول :اتفاقية السلام  مع الأردن, التي أزاحت الموانع والعقبات السياسية التي كانت تقف عائقاً في تحقيق أي اقتراب في السنوات الماضية مع معظم دول القارة الإفريقية.
العامل الثاني: التغيير في جنوب إفريقيا والتدخل الإسرائيلي في صالح الحكومة الديمقراطية الجديدة في بريتوريا بقيادة السفير الإسرائيلي السابق لدى جنوب أفريقيا ألون ليل, والذي عمل على تنسيق سياسة اعتبرت بالبناءة في ذلك الوقت, والتي بددت بعض القلق المرافق لعلاقة إسرائيل السابقة مع نظام الفصل العنصري.

العامل الثالث: سقوط الإتحاد السوفيتي وبروز الولايات المتحدة الأمريكية كقوى عظمى وحيدة في العالم, وتوظيف جميع قدراتها لدفع الدول الأفريقية لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل وتمكين إسرائيل من إعادة حضورها في المسرح الأفريقي تحت رعايتها ومظلتها السياسية والأمنية[13] ,ونتيجة لسياسة سد الفراغ التي أتبعتها إسرائيل لتحقيق إستراتيجيتها للتمدد في القارة الأفريقية, بالإضافة لتلك العوامل التي ساعدتها في تنفيذ هذه السياسة والتي سبق ذكرها, نجد أن هنالك سبعة دول إفريقية قد استعادت علاقاتها الدبلوماسية الكاملة مع إسرائيل في أواخر العام 1993 م, ثم تلتها عشرة دول بنهاية العام 1995م, ليصل رقم الدول التي أعادت علاقاتها مع إسرائيل خلال هذه الفترة إلى أكثر من أربعين دولة على نطاق القارة الأفريقية, حيث أن العديد من الأقطار التي كانت ليست لها صلة وروابط بإسرائيل فى السابق أصبحت في هذه الفترة لها علاقات دبلوماسية مع الدولة العبرية, ومنها الدول الناطقة باللغة البرتغالية (انغولا, موزمبيق, غينيابيساو, ومملكة ساوتومى وبرنسيب ), بالإضافة لزمبابوي، نامبيا وأرتريا..
شهدت العلاقات الإسرائيلية الأفريقية في السنوات الأخيرة تطورا ملحوظاً ، ويَرجع المحللون الإستراتيجيون أسباب هذا التطور, انطلاقاً من حقيقة أن إسرائيل شريك إستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية القوة المطلقة في العالم ، مما وفر لها درجة كبيرة من حرية الحركة في تعاملها مع الدول الأفريقية ضمن إطار يسعى لتصوير تلك العلاقات على أنها جسر للتقارب مع القوة العظمى الوحيدة في العالم, وتقيم إسرائيل حاليا علاقات دبلوماسية مع 46 دولة أفريقية من مجموع دول القارة البالغ عددها 53 دولة، منها 11 دولة بتمثيل مقيم بدرجة سفير وسفارة، و33 بتمثيل غير مقيم، ودولة واحدة بتمثيل على مستوى مكتب رعاية مصالح، ودولة واحدة أيضا بتمثيل على مستوى مكتب اتصال، علما بأن لإسرائيل 72 سفارة و13 قنصلية، وأربعة بعثات خاصة على مستوى العالم, وهذا يعني أن البعثات الدبلوماسية الإسرائيلية في أفريقيا بالمقارنة مع بعثاتها في العالم تشكل 48%، في حين تبلغ نسبة العلاقات الدبلوماسية الأفريقية الإسرائيلية بالمقارنة مع نسبتها بالعالم 80 [14]% .

المطلب الثاني: محددات السياسة الخارجية الإسرائيلية تجاه إفريقيا .

سوف يتم في هذا المطلب استعراض أهم محددات السياسة الخارجية الإسرائيلية اتجاه قارة إفريقيا –بقدر من الاختصار- و المتمثلة فيما يلي :

1- الصراع العربيالإسرائيلي

ارتكزت الإستراتيجية الإسرائيلية على توفير المقومات الأساسية لبناء الدولة, تمثلت في بلورة وصياغة العقيدة السياسية لنظامها السياسي وقوتها  العسكرية و مواردها الطبيعية وزيادة عدد سكانيا ودرجة تقدما العلمي وأهم تلك المقومات التي  حَكمت الإستراتيجية موقع إسرائيل الجيواستراتيجي   في قلب الوطن العربي الرافض لوجودها, وما نتج عنه من صراع أدى إلى فرض حالة من العزلة التامة على إسرائيل, واندلاع الحروب العربية الإسرائيلية, وقد رأت إسرائيل أن حصر المعركة مع العرب في جبهة حدودية ضيقة لا يخدم مصالحها, فكان لابد لها من توسيع تلك الجبهة وفتح ساحات أخرى لتنافس لتحقيق أهدافها .

وتدرك جيدا إسرائيل مدى خطورة العلاقات العربية – الإفريقية ذات الامتداد التاريخي العميق وعضويتهم المشتركة في مجموعة دول عدم الانحياز سيؤثر على توجهات تلك الدول تجاه إسرائيل, لذلك اعتبرت إسرائيل منذ البداية أن قارة إفريقيا  سوف تكون مستقبلاً إحدى مناطق إدارة الصراع العربي الإسرائيلي.

وفى هذا الشأن, يقول الجنرال “حاييم لاسكوف” رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق:

“إن نجاح إسرائيل  في تطوير علاقاتها مع دول شرق إفريقيا والدول المتاخمة للدول العربية سيحقق لإسرائيل مكاسب ستساعدها على تقوية  نقاط الضعف الإستراتيجي المتمثلة في إحاطتها بطوق عربي والوصول إلى الظهر العربي المكشوف من ميدان لا يتوقعه  العرب “.

وفعلا  ارتبطت حركات المد والجزر في العلاقات الإسرائيلية – الأفريقية بتطور الصراع العربي الإسرائيلي, وقد ظهر هذا بوضوح خلال دعم الكتلة الإفريقية للعرب في أواخر الستينيات وإعلانها قطع علاقتها بإسرائيل منذ أوائل السبعينيات وخلال سنوات الثمانينيات, ثم العودة القوية لهذه العلاقات منذ بداية التسعينيات و الذين ارتبطت بأحداث هامة في تطور مسيرة الصراع العربي الإسرائيلي .

– الحرب العربية الإسرائيلية عام 1967 م : حيث نظر الأفارقة إلى إسرائيل باعتبارها قوة محتلة لأراضى دولة إفريقية, لذلك أكدوا موافقتهم عمى قرار الأمم المتحدة  (242) القاضي بعدم شرعية احتلال إسرائيل للأراضي العربية.

– حرب تشرين أول أكتوبر/ 1973 وعلى أثرها تضامنت الدول الإفريقية مع جمهورية مصر العربية وقررت قطع علاقاتها بإسرائيل.

– دخول الصراع العربي الإسرائيلي منعطف التسوية السلمية و توقيع اتفاقيات السلام مع إسرائيل وما نتج عنه من استئناف للعلاقات بين كلاً من الدول الإفريقية وإسرائيل.[15]

2-المكانة الأفريقية في المنظومة الدولية

على الرغم من أن أفريقيا كانت قارة مجهولة بالنسبة للعاملين في وزارة الخارجية الإسرائيلية في أعوام الخمسينيات فإنها لم تكن كذلك على مستوى التفكير الإستراتيجي الإسرائيلي وذلك مقارنة بقارات العالم الأخرى.

فأميركا اللاتينية مثلت دائرة نفوذ للولايات المتحدة الأميركية، كما أن إسرائيل وجدت دعما ومساعدة من القوى الغربية الرئيسية في أوروبا, وهنا كان عليها في سعيها للبحث عن الشرعية الدولية أن توجه أنظارها إلى آسيا وأفريقيا. أما بالنسبة لآسيا فقد كانت أشبه بالقارة “المغلقة” أمامها لوجود دول كبرى قطعت شوطا كبيرا في ميدان التنمية الاقتصادية، وتضاؤل فرص تسويق النموذج الإسرائيلي في التنمية، ووجود دول وجاليات إسلامية كبيرة وهو ما يجعلها أقرب لتأييد الموقف العربي.

وعليه فقد كانت أفريقيا -التي تؤهلها مكانتها الجيوإستراتيجية فضلاً عن وجود عدد كبير من الدول بها والتي تتطلع للحصول على مساعدات تنموية وتقنية من الخارج- الخيار المناسب أمام صانع القرار الإسرائيلي.

إن الأهمية الأفريقية في الأمم المتحدة من حيث قدرتها العددية لم تكن خافية على إسرائيل منذ البداية. وكان هذا الإدراك الإسرائيلي يأتي دوما في سياق الوعي بحقيقة الصراع العربي الإسرائيلي وإمكانية الاستفادة من الدور الأفريقي في هذا المجال. وليس أدل على هذه الأهمية من أنه عندما اجتمعت الجمعية العامة للأمم المتحدة في منتصف يونيو/حزيران 1967 في جلسة خاصة بناء على طلب الاتحاد السوفيتي تأثر الموقف الأفريقي بدور الأطراف الخارجية، ولا سيما الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي حيث حاول كل منهما ممارسة الضغوط لصالح القرار الذي يتبناه. فقد طرح مشروع قرار باسم مجموعة عدم الانحياز قدمته يوغسلافيا ونظر إليه على أنه موال للعرب، كما طرح مشروع قرار آخر باسم مجموعة دول أميركا اللاتينية ونظر إليه بوصفه موالياً لإسرائيل.
وبتحليل السلوك ألتصويتي للمجموعة الأفريقية نجد أن الدول الأفريقية التي ساندت الموقف الإسرائيلي سواء بشكل حاسم أو غير حاسم تصل إلى عشرين دولة. بيد أن هذا التوجه تغير تماما عند مناقشة قرار الأمم المتحدة الذي يعتبر الصهيونية شكلا من أشكال العنصرية حيث صوت لصالح القرار عشرون دولة أفريقية من غير الأعضاء في جامعة الدول العربية (باستثناء الصومال وموريتانيا)، كما عارض القرار خمس دول فقط وامتنع عن التصويت 12 دولة.

وهو ما يعكس بوضوح ثقل مكانة الدول الإفريقية في هيئة الأمم المتحدة, وليس بخاف أن هذين المثالين يعكسان بجلاء الدور الأفريقي في الأمم المتحدة وهو ما ظهر مرة أخرى عند إلغاء هذا القرار عام 1991 [16].

3-ضعف سيادة الدول الإفريقية

تعاني الدول الإفريقية من أزمات اقتصادية، وسياسية،واجتماعية، حادة تجعلها مكشوفة سياسيا واستراتيجيا  أمام أي تدخل خارجي، مهما تعددت إشكال وصور التحكم في سياستها الخارجية، وتحجيم سيطرتها على سيادتها. وتقف إسرائيل أمام هذا المشهد السياسي لتنفذ إلى داخل القارة من خلال إغراقها بالمساعدات الاقتصادية، في ظل تصاعد الصراعات الداخلية، والانقسامات السياسية،والمشاكل الحدودية، والحروب الأهلية ،وبقاء أنظمة الحكم الشمولية. إذ إن من  أصل 20دولة فقيرة في العالم، هناك 11 دولة في إفريقيا.ويعد اقتصاد إفريقيا من أسوء اقتصاديات العالم.فهي تساهم في إنتاج  3 %من دورة الإنتاج العالمي، ويقع على كاهل القارة ديونا وصلت إلى أكثر من200 مليار دولار في السنوات الماضية[17].

بالإضافة إلى العديد من العادات و التقاليد و الخصائص السياسية و الثقافية و الدينية للتخلف و الضعف نلمسها في إفريقيا و المتمثلة في النظام القبلي ,والتفاوت الاجتماعي,والتجزئة و الانقلابات العسكرية, و الاضطرابات التي تعرقل التنمية,وسوء توزيع الملكية,وانخفاض المستوى المعيشي,وسوء التغذية والافتقار إلى الرعاية الصحية و نقص الخدمات, وانخفاض مستوى التعليم و تعدد اللهجات,وانتشار الإمراض ,والتفاوت الواضح بين مستوى الريف و المدينة…الخ من مظاهر الضعف و التخلف التي حفزت إسرائيل للتوجه إليها و الاستثمار في هذه المشاكل[18]

4-الموقع الاستراتيجي والقرب الجغرافي للقارة بالنسبة لإسرائيل

القارة الأفريقية تعتبر إحدى قارات العالم المهمة التي بها مصالح اقتصادية وإستراتيجية وسياسية تعتبر ذات أهمية مركزية لإسرائيل .

لقد أصبحت القارة الإفريقية جزءاً من مشروع الحركة الصهيونية الكبير منذ انعقاد مؤتمرها الأول في مدينة بازل السويدية عام 1897 م في أواخر القرن التاسع عشر والمؤتمرات الصهيونية الأخرى التي تلته, وقد تم اختيار بعض مناطق القارة الإفريقية كأراضي بديلة لتوطين اليهود في حالة أن تم تهديد المركز الأم الذي تم اختياره في الأراضي الفلسطينية المحتلة, ومن تلك المناطق المستهدفة في أفريقيا شرق أفريقيا, والتي تم توقيف مشروع الحركة الصهيونية لاستعمارها نتيجة لموت مؤسس الحركة الصهيونية هيرتزل و صدور قرار من المؤتمر اليهودي السابع الذي تم عقده في عام 1905 م بوقف كل الجهود المبذولة لإيجاد موطن بديل خارج فلسطين, واتجه اهتمام ثيودر هيرتزل وحاييم وايزمان نحو يوغندا وكينيا والكنغو وزائير وموزمبيق كوطن بديل لليهود, كما تمت مخاطبة اللورد كرومر من قبل هذين القياديين الإسرائيليين لإقامة وطن قومي لليهود في السودان في عام 1903  ,وكان السودان مستعمرة بريطانية في ذلك الحين, كل ذلك التوجه كان تنفيذا لرغبة الكثير من اليهود الذين يرغبون في الحصول على مناطق يمكن فلاحتها وجعلها وطنا مشتركاً لهم, ويرى هيرتزل أن شرق أفريقيا هو المكان المناسب لتلبية احتياجات اليهود, مستنداً على فكرة التواجد اليهودي في شرق أفريقيا ومساعدة ذلك في جمع يهود الشتات في أفريقيا.[19]

ويعتبر عامل القرب الجغرافي محددا هاما للسياسة الإسرائيلية اتجاه إفريقيا ,و من خلال هذا المحدد حاولت إسرائيل الالتفاف حول النطاق العربي المحيط بها,و ما يسببه من تضييق على الاقتصاد الإسرائيلي,وكان الأمل نحو الارتباط بإفريقيا يمثل التغلب على معوقات البناء و التنمية الإسرائيلية ويوفر موردا هاما من الاحتياطات ,وخاصة المادة الخام وسوقا تجارية ضخمة [20].

فالقارة الإفريقية تعتبر قارة الكنوز الاقتصادية حيث تحتكر على المواد الخام و العديد من الخامات الزراعية فهي رائدة في إنتاج الكاكاو و القطن و زيت النخيل و غيرها و لها إمكانات ضخمة من الثروات المعدنية )الماس,الذهب,النحاس,الفوسفات,المحروقات و غيرها …( ونجد الاقتصاد الإسرائيلي عامة يفتقر إلى الموارد الطبيعية مما يدفعه للتوجه إلى الدول الإفريقية[21].          

5-البعد الديموغرافي الإسرائيلي

يمثل البعد الديموغرافي بعداً مهماً للغاية بالنسبة لإسرائيل, حيث أن مقدرة اليهود داخل إسرائيل على القيام بوظيفتهم ستضعف حال توقف تدفق أعضاء الجماعات اليهودية من الخارج وذلك فيما يعرف “بالهاجس الديموغرا في وصراع الأرحام” ونظراً لما تشير إليه العديد من الدراسات الأكاديمية فإسرائيل التي تتوقع نهاية الأغلبية اليهودية داخل فلسطين بالمقارنة مع السكان العرب.[22]

و لاحتواء هذا الخطر كان لا بد على إسرائيل أن تتجه نحو الجاليات الإسرائيلية في إفريقيا ,بالتالي شكلت سياسة تشجيع الهجرة اليهودية لإسرائيل احد أهم محاور الاهتمام الإسرائيلي بإفريقيا .

إن إسرائيل ترى أن أكثر%17 من سكان إسرائيل من اليهود قدوا من إفريقيا في الفترة الحرجة للدولة اليهودية الممتدة من 1948 حتى عام 1967 واستمرت حتى تهجير يهود اثيوبيا الفلاشا في ثمانينات القرن الماضي,ولقد لعب هؤلاء المهاجرون دورا كبيرا في دفع عجلة الاهتمام بالوضع الإفريقي,لقد رأت إسرائيل أن هؤلاء اليهود السود يمكن  أن يحلوا كعمالة مكان الفلسطينيين,وأيضا يمكن تجنيد العديد منهم في جيش الدفاع الإسرائيلي[23].

المحور الثاني: أهداف و أساليب تنفيذ السياسة الخارجية الإسرائيلية في إفريقيا.

لقد اتبعت إسرائيل العديد من الوسائل و الآليات لتغلغل في القرة الإفريقية ,وهذا من اجل تحقيق مجموعة من الأهداف التي تصبو إليها السياسة الخارجية الإسرائيلية في إفريقيا, و على رأسها الحفاظ على أمنها ووجودها.

   المطلب الأول: أهداف السياسة الخارجية الإسرائيلية في إفريقيا.

هنالك أهداف قديمة للإسرائيليين في أفريقيا تتمحور معظمها في إيجاد بيئة محيطة ببيئة الكيان الصهيوني تضمن له الوجود وتدعمه, ولعل أهم الأهداف التي سعت إسرائيل لتحقيقها في القارة السمراء هو ضمان بقاء وجود إسرائيل وضمان أمنها، حيث وفرت لها البيئة الأفريقية مجالاً لكسر الطوق المفروض عليها سياسياً واقتصادياً من الدول العربية, والخروج منه إلى أفريقيا في إطار سعيها لكسب الشرعية الدولية, حيث تشكل دول القارة الأفريقية وزن لا يستهان به في الجمعية العامة للأمم المتحدة، إضافة إلى أهدافها في تطويق الأمن المائي العربي وتهديد أمن مياه النيل والسيطرة على الملاحة في البحر الأحمر عبر السيطرة على مداخله, كما تدخل قضية التأثير على اقتصاديات الدول العربية ضمن أهداف الدولة العبرية لعرقلة نمو الدول العربية [24].
وبلاشك نجد أن القارة الأفريقية تشكل بعدا إستراتيجيا مهما ومجالا حيويا يمكن الدولة العبرية من الحصول على مكاسب اقتصادية كبيرة, عبر التبادل التجاري مع الدول الإفريقية, وإيجاد سوق كبيرة فيها لصادرات الصناعة الإسرائيلية واستيراد المواد الخام, وتصدير طاقات العمل الفائضة لديها.

ويرى الباحثون أن هناك ثلاث  خلفيات حكمت أهداف السياسية الخارجية الإسرائيلية في أفريقيا و المتمثلة فيما يلي :

1(الخلفية المرتبطة بالأمن القومي لإسرائيل المتمثل في ضرورة التأكيد على تامين الوجود حيث يتميز هذا الوجود بخاصيتين هما :

انه يسعى إلى المحافظة على الشخصية النقية للدولة.

وانه وجود ديناميكي متمدد تحت ضغط الهجرة المتزايدة التي تأتي إعمالا للوعد الإلهي أو فكرة ارض الميعاد.

2( أما الثانية فتمثلت في كسب الشرعية السياسية والتي تسعى لضمان الوجود دوليا والاعتراف القانوني بالوجود والأمن الإسرائيلي في المنطقة العربية و من قبل الدول الغربية.

3(أما الثالثة فقد تمثلت في  الهيمنة الإقليمية ويعد الأمن و الشرعية مقدمات لا غنى عنها لكسب الهيمنة[25].

ومن هذا المنطلق يمكن تحديد أسباب أخرى لاهتمام إسرائيل بأفريقيا تتمثل في الآتي:

1-أهداف جيوسياسية :

يبرز في هذا المجال أهمية المناطق لإسرائيل مثل منطقة القرن الافرقي فمن خلال الوجود الإسرائيلي الراسخ والقوي فيها، تستطيع تحقيق عدة أهداف ،الأول النفاذ إلى دول اقرن التي تعد الظهير الاستراتيجي للأقطار العربية، والثاني السيطرة على البحر الأحمر  ،وتهديد الأمن القومي العربي، وهذا ما أكده اباابيان  وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق قائلا »  من اجل تعويض إسرائيل عن الحصار الإقليمي المفروض عليها بإمكانها إن تتحول إلى  جسر عبور لكل القارات ، عبر ربط المحيطات الشرقية والغربية بقطاع ضيق من الأرض، وبالتالي تحرير شعوب أسيا و أوربا بالاعتماد على قناة السويس،إن امن إسرائيل يرتبط مباشرة بسيطرتها الدائمة على ممرات حرة تجاه البحر الأحمر  «  وقد استغلت إسرائيل وجودها في الساحة الإفريقية لتنمية تجارة السلاح فيها، لكي تجني مكاسب ذات أهداف معروفة للجميع من وراء ذلك بغية ضمان بقائها فيها [26].

2 أهداف اقتصادية 

تسعى إسرائيل لتدعيم مركزها الاقتصادي العالمي بالاستفادة من علاقاتها مع الدول الإفريقية وتقدم إسرائيل نفسها على أنها دولة صديقة و نموذج يحتذي به  في درجة تطورها وقوتها الاقتصادية,وأنها تبحث عن إحداث تغييرات إيجابية تجاه تنمية وتطوير الدول الإفريقية وذلك لترغيب تلك الدول الفقيرة للتعامل معها وفتح المجال أمامه لتغلغل فى المنطقة من البوابة الاقتصادية,إن هذا النشاط في هذا الميدان الاقتصادي يخدم الإستراتيجية السياسية الإسرائيلية من عدة نواحي :

إن كسب دول المنطقة المستفيدة من المساعدات الإسرائيلية و ازدياد الاعتماد على الخبرة الإسرائيلية فيها يضع الطرف الإفريقي في حرج مادي إذا أراد  اتخاذ موقف سياسي معاد لإسرائيل .

إن المنطقة توفر لإسرائيل ميداناً واسعاً لتشغيل عدد كبير من الخبرات الفنية الفائضة عن حاجتها وترجع هذه الظاهرة إلى استفادة إسرائيل من الهجرة اليهودية الواسعة من الدول المتقدمة صناعيا.

إفريقيا توفر الخامات التي تُعد إسرائيل  في أمس الحاجة إليها في صناعاتها ولاسيما خام الألماس الذي أصبح مادة رئيسية في الصناعة الإسرائيلية  فضلاً عن ذلك فإن بعض المشروعات الاقتصادية المشتركة تمد الاقتصاد الإسرائيلي  بالمواد الأولية التي يحتاجها بأسعار رخيصة.

إن النمو الصناعي الإسرائيلي للحفاظ على تقدمه يتطلب أسواقاً جديدة تسمح بالانتقال إلى الإنتاج الأكبر وما يترتب على ذلك من زيادة في الربح و إفريقيا  تمثل ربحاُ حقيقاُ لقربها الجغرافي.

أي نجاح يحققه الاقتصاد الإسرائيلي يعنى خطوة فى طريق كسر طوق المقاطعة الاقتصادية العربية ا لمفروضة على إسرائيل وبالتالي يترتب عليه و فرض الوجود الإسرائيلي في المنطقة العربية[27].

3الجالية اليهودية في إفريقيا

لقد أعطت الجالية اليهودية في إفريقيا دعما كبيرا لإسرائيل في إفريقيا و  تعتبر هدفا مهما في سياستها الخارجية ,حيث يبلغ عددها أكثر من نصف مليون نسمة,ويحتل معظم أفرادها مراكز مهمة خاصة في الميدان الاقتصادي,بالإضافة إلى مشاركة هذه الجاليات في الاحتكارات الاقتصادية الكبرى العاملة في إفريقيا ’و هذا يعتبر دعما كبيرا للمخططات الإسرائيلي في المنطقة.

ولقد برز دور الجالية اليهودية في حالات كثيرة فمثلا أرسلت في جنوب إفريقيا حوالي 800 متطوعا  للمشاركة في حرب أكتوبر 1967,بالإضافة إلى 30 مليون دولار نقدا تبرع لإسرائيل[28],كما تعد الجالية اليهودية في جنوب أفريقيا واحدة من أغنى الجاليات اليهودية في العالم وتأثيرها المباشر، كما أن مساهمة يهود جنوب أفريقيا في خزانة الدولة العبرية تأتي في المرتبة الثانية بعد مساهمة يهود الولايات المتحدة بيد أنه إذا أخذنا بعين الاعتبار حجم كل من الجاليتين نلاحظ أن تبرعات يهود جنوب أفريقيا نسبة إلي كل شخص تفوق في بعض السنوات تبرعات اليهود الأمريكيين[29].

المطلب الثاني: أساليب تنفيذ السياسة الخارجية الإسرائيلية في إفريقيا .

يمكن إجمال أهم الوسائل التي ارتكزت عليها السياسة الخارجية الإسرائيلية لتحقيق مصالحها في إفريقيا في ما يلي :

1-الأداة الاقتصادية

قامت إسرائيل بإنشاء العديد من الشركات الصناعية والتجارية , في افريقيا, بهدف الدخول في مشروعات بناء وتنمية الموارد الاقتصادية, وعادة ما كانت هذه الشركات تضم أحد المساهمين الأفارقة, وتمتلك الحكومات الإفريقية نصيب من عدد الأسهم لتلك الشركات بيد أن الطرف الأخر في هذه الشركات لم يكن يمثل القطاع الخاص الإسرائيلي وإنما يمثل الحكومة الاسرائيلية  مما جعلها تدخل في إطار أدوات السياسية الخارجية الإسرائيلية في إفريقيا.

وقد نظرت الدول الإفريقية إلى هذه الشركات باعتبارها فرصة للاستفادة من الخبرات الإسرائيلية المتقدمة في مجال الإدارة والاستثمار وقد تمكنت هذه الشركات من السيطرة على الاقتصاد الإفريقي وحصوله على الامتيازات الخاصة نظرا لقوتها المالية وطرحها للبرامج التنموية واشتراكها في دعم مؤسسات المجتمع الاقتصادية ولقد تطورت العلاقات الاقتصادية بين إسرائيل و دول إفريقيا في كافة المجالات الاقتصادية وحرصت على إنشاء شركات في المنطقة تعمل في كافة الاتجاهات, مثل إقامة المزارع لتربية الدواجن وتربية الماشية, وإنشاء مراكز التدريب والإرشاد الزراعي, وإقامة الصناعات الزراعية مثل تعليب الفاكهة والخضر, وتعليب اللحوم, وأنشأت أيضا شركات النقل البحري مثل “شركة النجمة السوداء للملاحة البحرية” في كينيا, , كما أنشأت شركات الطيران, مثل مطار أديس أبابا الدولي, وأقامت المدارس والجامعات مثل جامعة الإمبراطور هيلاسيلاسى في إثيوبيا, والمستشفيات مثل مستشفى” مصوع” في إريتريا, وقد تسللت هذه الشركات إلى مختلف القطاعات الاقتصادية الأفريقية وحققت أرباحا ضخمة أسهمت في زيادة التغلغل الإسرائيلي في المنطقة, وفوق ذلك نجحت إسرائيل في إقامة الشركات المختلطة برأسمال إسرائيلي وإفريقي, مثل شركة “تاجي” في إريتريا, والشركة الأوغندية الوطنية للملاحة, وشركة سكر لبيع الثلاجات وأجهزة التكييف في كينيا, كما فتحت إسرائيل في دول القارة مكاتب تجارية لتنشيط التبادل التجاري بينيا وبين دول المنطقة, وأسهمت هذه الوسائل في تطوير التبادل التجاري, وفي هذا الصدد تعد إثيوبيا وكينيا الشريك التجاري الأول للاقتصاد الإسرائيلي في إفريقيا حيث أظهرت أرقام “المعهد الإسرائيلي للصادرات والتعاون الدولي” وجود أكثر من 800 شركة ومصدرا إسرائيلياً يعملون حاليا في كلاً من إثيوبيا وكينيا بالإضافة إلى جنوب إفريقيا, كما امتد النشاط الإسرائيلي إلى قطاع المعادن لاستغلال الثروات المعدنية في المنطقة, فقد تولت بعض الشركات الإسرائيلية المتخصصة التنقيب عن المعادن و استخراج الماس في جيبوتي وكينيا, واستغلال مناجم الحديد في أوغندا[30].

2-الأداة العسكرية

تقدم إسرائيل المعونة العسكرية لعدد من أنظمة الحكم الإفريقية ,سواء فيما يخص توفير السلاح أو التدريب العسكري.

وطبقا لتقارير الأمم المتحدة فان هناك تغلغلا لشركات إسرائيلية في التجارة غير المشروعة في السلاح,حيث يتم عقد صفقات لشراء الأسلحة مما يساهم في استمرار الحروب الأهلية في إفريقيا و هو ما يعود بالنفع لهذه الشركات [31].

في هذا الصدد يقول” اللواء عثمان كامل” رئيس هيئة البحوث العسكرية المصرية “إن الوجود  الإسرائيلي في إفريقيا ليس هدفاً إسرائيليا فقط, بل هو تعبير عن مصالح أمريكية وغربية حارسها الأمين إسرائيل وقد أحسن الحارس اختيار البوابة فكان الدخول للمنطقة عن طريق التعاون العسكري والأمني الوطيد التي فتح المجال أمام السياسية الإسرائيلية لتحكم في كافة مجالات وموارد المنطقة الحيوية”.

وقد استندت إستراتيجية إسرائيل لبناء علاقات التعاون العسكري مع الدول الإفريقية إلى مجموعة من المبادئ والركائز الأساسية يمكن بلورتها على النحو التالي    :

– التأهيل النفسي للقبول بالوجود الإسرائيلي في المنطقة لهذا حرصت القيادة الإسرائيلية في حركتها تجاه إفريقيا على إعداد الدراسات النفسية عن المجتمع الإفريقي لتوفير مناخ يتيح قناعة القيادات الإفريقية بحيوية وأهمية الاعتماد على إسرائيل في إعداد وتأهيل كوادرها العسكريين وبناء وتنظيم أجهزتهم الأمنية من منطلق مصالح مشتركة خاصة مع تقدمها العلمي وعلاقاتها المتميزة بالقوي الدولية وخبرتها الواسعة في العمل العسكري.

– التركيز على اختراق الأجهزة الأمنية وبناء علاقات قوية مع المؤسسات العسكرية واستقطاب قياداتها وتلقيهم تدريبات خاصة محاولة من إسرائيل لربط المنظومة العسكرية لدول القرن بالمنظومة العسكرية الإسرائيلية.

-الاهتمام والتركيز على الحراسات الخاصة بالقيادات الإفريقية وتزويدهم بأحداث المعدات الخاصة بحماية الشخصيات وتدريبهم في المراكز الإسرائيلية سعياً منهم للفت أنظار تلك القيادات وبناء الثقة معهم من مبدأ الحرص على حياتهم الخاصة وعائلاتهم.

– استخدام السياسات المزدوجة في التعامل والدعم العسكري مع نظم الحكم الإفريقية وعناصر المعارضة الداخلية كضمان لاستمرار علاقاتها بالمنطقة في حالة تغير الأوضاع السياسية فيها[32].

3-الأداة الدبلوماسية و المساعدات الفنية

سبقت إسرائيل في وجودها الدول الإفريقية في المحافل الدولية,فولدت الدول الإفريقية لتجد إسرائيل كدولة تؤيدها في قضاياها ,وتعترف بها,وتطالب بانضمامها إلى الأمم المتحدة,مما أدى إلى بداية طيبة لدعم مخطط إسرائيل.

فقد كان للتمهيد الاستعماري لإسرائيل في القارة,دور كبير في تسهيل إقامة عدة قنصليات فخرية لإسرائيل في أجزاء كثيرة من القارة قبل أن تستقل الدول الإفريقية,كما حدث في العديد من الدول التي نالت استقلالها,حيث كانت إسرائيل تتبع سرعة الاعتراف السياسي بإرسال وفود للمهنئة للمشاركة في أعياد الاستقلال,و تحول قنصلياتها فورا إلى سفارات.

وللتذكير فانه عند انضمام إسرائيل إلى الأمم المتحدة لم يكن من الدول الإفريقية في الأمم المتحدة سوى ليبيرياوجنوب افريقيا واثيوبيا ,و مواقف هذه الدول موالية لإسرائيل.

وفي سبيل توطيد هذه اللقاءات كانت إسرائيل تتبادل الزيارات مع الدول الإفريقية,وغالبا ما ترجمت هذه الزيارات عقد عدة اتفاقيات لإقامة مشاريع مختلفة [33].

المساعدات الفنية وإرسال الخبراء الإسرائيليين :

فلقد سلكت إسرائيل وسيلة مهمة في دعم تغلغلها و تحقيق أهدافها و المتمثلة في إرسال الخبراء و استقبال المتدربين الأفارقة في إسرائيل ,و كذلك القيام بإنشاء شركات مشتركة ونقل الخبرات والمهارات الإدارية للشركات الإفريقية. وتشير الإحصاءات التي نشرها مركز التعاون الدولي التابع لوزارة الخارجية الإسرائيلية أن عدد الأفارقة الذين تلقوا تدريبهم في إسرائيل عام 1997 وصل إلى نحو 742 متدرباً إضافة إلى نحو 24636 إفريقياً تلقوا تدريبهم في مركز التدريب الإسرائيلية خلال الأربعين سنة الماضية.

ويعتبر المجال الفني الرياضي أحدث مداخل العلاقات الإسرائيلية/الإفريقية فقد كشف في أواخر عام 2003   عن مشروع إسرائيلي واسع النطاق لاستغلال الموارد البشرية الإفريقية من خلال إقامة معسكرات ومدارس كرة قدم لاجتذاب صغار الناشئين الأفارقة من ذوى القوة البدنية العالية وأصحاب المهارات الرياضية الخاصة ويهتم الإسرائيليون بهذا المجال لهدفين رئيسين :

  • تحقيق مكاسب مادية هائمة من وراء بيع الرياضيين الأفارقة للأندية الأوروبية والأسيوية.
  • غرس الانتماء لإسرائيل في نفوس الشباب والنخبة الأفريقية.

وقد قامت إسرائيل بإعداد و تقويم مراكز تدريب فنية خاصة بالأفارقة منها :

  • مركز جبل كارمن بمدينة حيفا الذي ينظم حلقات دراسية للمرأة الأفريقية في ميدان التنمية.
  • مركز دراسة الاستيطان الذي يوفر تدريبات في البحوث الزراعية والتخطيط الإقليمي.
  • المركز الزراعي الذي يوفر الخبراء والمساعدة الفنية لتعظيم استخدام الموارد المتاحة.
  • المعهد الأفروآسيوي للهستدروت الذي ييتم بأنشطة الاتحادات العمالي.

وقد استفادت إسرائيل من تقدميا في المجال الفني الزراعي وتخطيط المدن والتعاونيات والتنمية البشرية ومع تطور العلاقات الإسرائيلية بالدول الإفريقية تم التوسع في هذه البرامج حتى أن إسرائيل أنشأت وحدات خاصة داخل سفارتها لإدارة وتنسيق برامج المساعدات تلك, ومن الملاحظ أن جميع دول إفريقيا التي دخلت في علاقات دبلوماسية مع إسرائيل قد استفادت بشكل أو بآخر من هذه المساعدات الفنية وقد احتلت الزراعة الأهمية القصوى في مجالات المساعدات الإسرائيلية للدول الإفريقية حيث عمل الخبراء الإسرائيليون على إنشاء مشروعات زراعية متخصصة تقوم على التكنولوجيا الملائمة وتبني محاصيل جديدة و إنشاء مزارع ومراكز تدريبية لتنظيم المؤسسات الريفية والتخطيط لمشروعات التنمية الريفية الشاملة, ولعل من أبرز المشروعات التي تقدمها إسرائيل للدول الإفريقية في مجال الزراعة والأمن الغذائي مشروع “حديقة السوق الأفريقية(The African Market Garden) ,ويهدف هذا المشروع إلى تقليل المخاطر وزيادة الإنتاجية في المزارع العائلية الصغيرة التي تقع في نطاق الأراضي القاحلة وشبه القاحلة[34] .

كل الدول الإفريقية التي تلقت دعما من إسرائيل سواء عسكريا أو اقتصاديا أو ماليا أو موارد  بشرية أو غيرها من المساعدات ركزت على تشجيع هذه الدول على الاستمرار في سياستها العدائية للعرب و لفلسطين [35].

4-الدعاية الإسرائيلية

تعتبر الدعاية الإسرائيلية وسيلة جد مهمة لتحقيق أهدافها في إفريقيا,فهي دوما في دعايتها تحرص على تصوير نفسها أنها مثال يقتدي به في الديمقراطية ومركز أشعاع حضاري  للفكر و الجهد و المهارة والدعوة للسلام و تحرص على نشره في الدول النامية و العالم ككل,كما أنها دولة عصرية متقدمة تكنولوجيا,تحرص على مصلحة الدول الإفريقية ,كما تبرز دوما تجربتها في التنمية الاقتصادية وما حققته من منجزات تمثل معجزة,إذ أنها قامت بتحويل الأرض الجرداء القاحلة إلى جنات,خاصة بعد أن أهملها الغزاة العرب دمروا معالم الحياة فيها,و من بعدهم الاستعمار البريطاني ثم تحولت في سنوات قليلة إلى جنة بعد أن عاد أصحابها.

كما تصور الدعاية إن لإسرائيل و الأفارقة الزنوج أن لهم تاريخ مشترك و أنهم تعرضوا للاضطهاد كليهما,كما عبر عن ذلك وزير خارجية إسرائيل  بقوله أتناء زيارته لإفريقيا- لقد عبر كل منا ممرا طويلا من الحزن و الألم و التمييز,البعض من اللون الآخر و البعض من العنصرية و العقيدة[36].

     في هذا الصدد تقول غولدا مائير :

» نفعل في إفريقيا ؟لسنا هنا في إفريقيا من اجل سياسة المصلحة فقط و إنما من اجل التواصل لتاريخنا المشترك بين الإسرائيليين و الأفارقة  « .

و تابعت قائلة :

»أنا فخورة جدا بجهاز التعاون الدولي الإسرائيلي,و بالتقنيات التي يقدمها للشعب الإفريقي ,و انأ فخورة أيضا بكل مشروع يقوم به في إفريقيا لمساعدة الأفارقة « [37].

و في الوقت نفسه كانت إسرائيل تصور العرب بأنهم دعاة حرب و تصفهم على أنهم رمز للنظم الدكتاتورية,و أنهم تجار رقيق,و تصفهم بأنهم مستعمرون يسعون للسيطرة على جنوب القارة.

و قد اعتمدت إسرائيل في دعايتها و تقديم نفسها للدول الإفريقية على وسائل إعلام ضخمة,من إذاعات و صحف و نشرات و معارض و غيرها…

حيث خصصت الإذاعة الإسرائيلية برامج  للبث باللهجات الإفريقية عل 15 موجة من 4 محطات إذاعية,و تبثها ب 11 لغة مختلفة,كما كان يوجد في إفريقيا 42 صحيفة تخدم الأهداف الإسرائيلية في القارة[38].

لقد لعبت السياسة الاتصالية في إفريقيا – دورا هاما في عمليات التنشئة السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية لتهيئة  قاعدة وطيدة من التأييد لإسرائيل تستمر على الرغم مما قد يمر من أحداث,وسعت السياسة الاتصالية الإسرائيلية إلى تأكيد الروابط مع كافة القيادات الإفريقية و في كافة المجالات و مواجهة التأثر الإفريقي بتجربة الثورة المصرية  و كفاح الشعب الجزائري و محاولات ليبيا المستمرة لتأكيد الصلات العربية مع إفريقيا[39].

خلاصة  عامة واستنتاجات

هذه الدراسة قامت على فرضية رئيسة تتمثل في “انه يعتبر الصراع العربي الإسرائيلي أهم محدد للسياسة الإسرائيلية اتجاه إفريقيا “و بالتالي هدفت هذه الدراسة إلى إثبات صحة هذه الفرضية أو إثبات خطأها,أما من جهة التحقق من الفرضية,فلقد جاءت كل نتائج الدراسة مؤكدة على صحة الفرضية التي تقول بان الصراع العربي الإسرائيلي يعتبر أهم محدد للسياسة الإسرائيلية تجاه القارة الإفريقية.

بالنظر إلى سياق الدراسة يمكن القول التغلغل الإسرائيلي في إفريقيا  تدخل في إطار الإستراتيجية الكبرى التي رسمتها تجاه القارة الإفريقية, و المتمثلة في خلق أسرة كبيرة في إفريقيا تظم إسرائيل,فالدولة العبرية تدري جيدا مدى السند الكبير الذي سوف تجده  من دول إفريقيا والذين يعتبرون ورقة ضغط في يد إسرائيل ضد الدول العربية في افريقيا.

يمكن القول بأن إسرائيل تهدف حقيقة من خلال تغلغلها في إفريقيا من اجل كسب صداقة الدول الإفريقية عن طريق تقديم المساعدات و الدعم للأنظمة الإفريقية و لشعوبها و شراء ذممهم,و بحكم أن الدول الإفريقية تعاني ضعفا في السيادة والتخلف في جميع المستويات فلم تجد إسرائيل أي صعوبة للتواجد فيها و كسب تأييدها,الهدف الرئيسي الذي تصبو إليه إسرائيل من خلال هذا التأييد هو تضييق الخناق على الدول العربية في إفريقيا و إحاطتها بطوق من الدول المجاورة تكون إسرائيل متواجدة فيها.

  -و خلصت الدراسة إلى الاستنتاجات الآتية :

1-لقد سعت إسرائيل إلى التغلغل في القارة الإفريقية مبكرا نظرا لما تمثله من عمق للوطن العربي.

2-تميزت العلاقات الإسرائيلية-الإفريقية تارة بالتقارب و تارة ثانية بالتباعد و تارة ثالثة بالتقارب الشديد وهذا راجع إلى الصراع العربي-الإسرائيلي الذي كان المحدد الرئيسي لهذه العلاقات.

3-يعتبر كل من )الصراع العربي- الإسرائيلي-المكانة الأفريقية في المنظومة الدولية – ضعف سيادة الدول الإفريقية- الموقع الاستراتيجي والقرب الجغرافي للقارة الإفريقية بالنسبة لإسرائيل- البعد الديموغرافي الإسرائيلي(هي أهم محددات السياسة الخارجية تجاه إفريقيا.

4-أهداف إسرائيل المهمة تتمحور معظمها في إيجاد بيئة محيطة ببيئة الكيان الصهيوني تضمن له الوجود وتدعمه, ولعل أهم الأهداف التي سعت إسرائيل لتحقيقها في القارة السمراء هو ضمان بقاء وجود إسرائيل وضمان أمنها,بالإضافة إلى أهداف أخرى سياسية و اقتصادية, وجيوسياسية و الجالية الإسرائيلية الموجودة في إفريقيا.

5-اتبعت إسرائيل وسائل عديدة لتحقيق أهدافها في إفريقيا تمثلت في الدعم الاقتصادي و العسكري و الدعاية الإسرائيلية و المساعدات الفنية و غيرها.

قائمة المراجع:

  • المراجع باللغة العربية:
  • قائمة الكتب:
  1. محمد أحمد, عبد الغفار, فض النزاعات في الفكر والممارسة الغربية، دراسة نقدية تحليلية الجزائر، دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع، ط1، 2003.
  2. مهنا محمد نصر , ومعروف خلدون ناجي، تسوية المنازعات الدولية، القاهرة، دار غريب للطباعة والنشر، 1996.
  3. عوض,محسن,الإستراتيجية الإسرائيلية لتطبيع العلاقات مع الدول العربية,مركز الوحدة العربية,بيروت,1988,ط1.
  4. محمود,سعيد عبد الظاهر ,التغلغل الإسرائيلي في إفريقيا,الإمارات العربية المتحدة,مركز زايد للتنسيق و المتابعة,2002,ص14.
  5. حمد سليمان,المشوخي,التغلغل الاقتصادي الاسرائيلي في افريقيا, الاسكندرية للنشر و التوزيع,مصر,اكتوبر1972.

ب-المذكرات والرسائل الجامعية:

  1. مها حابس, الفايز, مذكرة ماجستير, إسرائيل و دورها في بلقنة الوطن العربي السودان نموذجا 2000-2011, قسم العلوم السياسة ,جامعة الشرق الأوسط,2001.
  2. إبراهيم يوسف حماد,عودة ,مذكرة ماجستير, الدور الإسرائيلي في انفصال جنوب السودان و تداعياته على الصراع العربي-الإسرائيلي,جامعة النجاح الوطنية,فلسطين,2014.
  3. نائل عيسى,جودة شقلية , مذكرة ماجستير,السياسة الخارجية الإسرائيلية تجاه منطقة القرن الإفريقي وأثرها على الأمن القومي العربي : 1991-2011,جامعة الأزهر,فلسطين,2013.
  4. احمد عيوا.د نويران الفاعوري,التحولات العربية و أثرها على نظرية الأمن الإسرائيلي 2006 -2012,مذكرة ماجستير,جامعة الشرق الأوسط,2011.

د- الدوريات والجرائد:

  1. مؤتمر الطاقة العربي,الطاقة و التعاون العربي,أبو ضبي ,الإمارات العربية المتحدة,ديسمبر2014.
  2. سلطان,حطاب,إسرائيل في إفريقيا,دراسة لتطور العلاقات الإسرائيلية- الإفريقية 1957-1985,صامد الاقتصادي,العدد 60,مارس-ابريل 1986 ص85-92 .
  3. عبد الناصر, سرور,السياسة الإسرائيلية تجاه إفريقيا )جنوب الصحراء (بعد الحرب الباردة,مجلة جامعة الخليل للبحوث,المجلد )5( ,العدد )2 (,2010 ,ص158.
  4. سعيد,فاضل, إسرائيل تلمس خطاها نحو القارة الإفريقية من جديد,الباحث العربي,لندن,مركز الدراسات العربية,العدد 10,10 جانفي,1987,ص73.
  5. الإدارة العامة لإعلام إفريقيا , تطور السياسة الإسرائيلية تجاه أفريقيا,أفاق افريقية, المجلد العاشر – العدد السادس والثلاثون– 2012,ص144.

ه- المواقع الالكترونية:

  1. احمد أمين ,الشجاع,دور الغرب في أزمات العالم الإسلامي) تقارير و تحاليل( ,إصدارات عودة و دعوة,ط1, 2009. awda.dawa.com
  2. أصابع إسرائيل تلعب في أفريقيا .نشر فيأكتوبر يوم 01 – 01 – 2012

http://www.masress.com/october/123123

  1. ابراهيم, نصر الدين, المشروع الصهيوني في افريقياislam online.net.
  2. عاصم فتح الرحمان,احمد الحاج,إسرائيل و إفريقيا :الجهود الإسرائيلية لاختراق القارة الإفريقية. نشر في سودانيل يوم 26 – 07 – 2012. http://yafacenter.com/TopicDetails.aspx?TopicID=181
  3. حمدي ,عبد الرحمان,إسرائيل و إفريقيا في عالم متغير,الجزيرة,نت. http://www.aljazeera.net/home/print/787157c4-0c60-402b-b997-1784ea612f0c/449795d8-9c7a-413b-8ce9-b863c5bb9be8
  4. جاسم يونس,محمد,السياسة الخارجية الإسرائيلية تجاه أفريقيا بعد انتهاء الحرب الباردة,مجلة العلوم السياسة.النتhttp://www.iasj.net/iasj?func=fulltext&aId=25233
  5. موقع الشرق الأوسط  .   http://arabic.people.com.cn/31662/7354549.html
  • المراجع باللغات الاجنبية :
  • المراجع باللغة الانجليزية
  1. Benyamin, Nemberger, Israel’sRealations with the third world(1948-2008),The S.Daniel Abraham Centerfor International and the Regional Studies, Octobre ,2009 ,P
  2. Naomi Gazan, Challenges for a New Era, Israel and Africa Assessing the Past Envisioning the Future, African Instute, Harlod Hrtog School, Tel Avive University, May 2006, Page§§§.
  3. ERON ,G.Role theory and forieng policy ,(University of lowa,2009)USA.
  • المراجع باللغة الفرنسية
  • D .Fatma Zohra Fillali  ELMANAI ,thèse de doctorat , Les Relations d’Israel avec Les Etats d’Afriques Sub-saharienne 1960-1985 , Université d’Alger ,Institut de science politiques et de Relation internationales ,1988 .

[1] CA.ERON ,G.Role theory  and forieng policy ,(University of lowa,2009)USA.

[2] احمد عيوا.د نويران الفاعوري,التحولات العربية و أثرها على نظرية الأمن الإسرائيلي  2006 -2012,مذكرة ماجستير,جامعة الشرق الأوسط,2011,ص8-9.

[3] عاصم فتح الرحمان,احمد الحاج,إسرائيل و إفريقيا :الجهود الإسرائيلية لاختراق القارة الإفريقية. نشر في سودانيل يوم 26 – 07 – 2012.

http://yafacenter.com/TopicDetails.aspx?TopicID=1801

[4] Naomi Gazan, Challenges for a New Era, Israel and Africa Assessing the Past Envisioning the Future, African Instute, Harlod Hrtog School, Tel Avive University, May, 2006, P4.

احمد الحاج,مرجع سابق. [5]

[6]Naomi Gazan, op.cit.P16.

احمد الحاج,مرجع سابق [7]

[8]سلطان,حطاب,إسرائيل في إفريقيا,دراسة لتطور العلاقات الإسرائيلية- الإفريقية 19571985,صامد الاقتصادي,العدد 60,مارس-ابريل 1986 ص85-92 .

[9] Naomi Gazan, op.cit.P4.

[10]D .Fatma Zohra  Fillali  ELMANAI ,thèse de doctorat , Les Relations d’Israël avec Les Etats d’Afriques Sub-saharienne 1960-1985 , Université d’Alger ,Institut de science politiques et de Relation internationales ,1988 .P629 .

[11] عبد الناصر, سرور,السياسة الإسرائيلية تجاه إفريقيا )جنوب الصحراء (بعد الحرب الباردة,مجلة جامعة الخليل للبحوث,المجلد )5( ,العدد )2 (,2010 ,ص158.

احمد الحاج,مرجع سابق. [12]

[13]Benyamin, Nemberger, Israel’sRealations with the third world(1948-2008),The S.Daniel Abraham Centerfor International and the Regional Studies, Octobre ,2009.P9.

احمد الحاج,مرجع سابق. [14]

[15] نائل عيسى,جودة شقلية , مذكرة ماجستير,السياسة الخارجية الإسرائيلية تجاه منطقة القرن الإفريقي وأثرها على الأمن القومي العربي : 1991-2011,جامعة الأزهر,فلسطين,2013,ص45-46.

[16] حمدي ,عبد الرحمان,إسرائيل و إفريقيا في عالم متغير,الجزيرة,نت.

http://www.aljazeera.net/home/print/787157c4-0c60-402b-b997-1784ea612f0c/449795d8-9c7a-413b-8ce9-b863c5bb9be8

[17] جاسم يونس,محمد,السياسة الخارجية الإسرائيلية تجاه أفريقيا بعد انتهاء الحرب الباردة,مجلة العلوم السياسة-النت.               http://www.iasj.net/iasj?func=fulltext&aId=25233

[18]حمد سليمان,المشوخي,التغلغل الاقتصادي الاسرائيلي في افريقيا, الاسكندرية للنشر والتوزيع,مصر,اكتوبر1972,ص258.

احمد الحاج,مرجع سابق. [19]

[20]محمود,سعيد عبد الظاهر ,التغلغل الإسرائيلي في إفريقيا,الإمارات العربية المتحدة,مركز زايد للتنسيق و المتابعة,2002,ص13 .

[21]سعيد,فاضل, إسرائيل تلمس خطاها نحو القارة الإفريقية من جديد,الباحث العربي,لندن,مركز الدراسات العربية,العدد 10,10 جانفي,1987,ص73 .

جودة شقلية ,مرجع سابق,ص51.[22]

[23] سعيد عبد الظاهر , مرجع سابق,ص13 .

احمد الحاج,مرجع سابق. [24]

[25]د.ابراهيم, نصر الدين, المشروع الصهيوني في افريقيا-الانترنتwww.islam online.net.

جاسم يونس,محمد ,مرجع سابق. [26]

جودة شقلية ,مرجع سابق, ص 117-118.[27]

[28] المشوخي ,مرجع سابق,ص13.

[29] الإدارة العامة لإعلام إفريقيا , تطور السياسة الإسرائيلية تجاه أفريقيا,أفاق افريقية, المجلد العاشر – العدد السادس والثلاثون– 2012,ص144 .

جودة شقلية ,مرجع سابق, ص127-128. [30]

[31] سرور , مرجع سابق,ص165.

جودة شقلية ,مرجع سابق, ص123-124. [32]

المشوخي, مرجع سابق,ص311-312.[33]

جودة شقلية ,مرجع سابق, ص125-126. [34]

[35]D .Fatma Zohra  Fillali  ELMANAI .Op.Cit.P76-77 .

المشوخي,مرجع سابق,205.[36]

[37]Benyamin, Nemberger, Op.Cit.P11.

المشوخي, مرجع سابق,206-209. [38]

سعيد عبد الظاهر , مرجع سابق,ص24. [39]

5/5 - (1 صوت واحد)

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى