التحليل السيكولجى لقادة الحزب الشيوعي “الصين – روسيا”
اعداد الباحثة : إيناس صبري عبد المنعم – المركز الديمقراطي العربي
مقدمة الباحث
“إن تاريخ أي مجتمع حتى الآن ليس سوى تاريخ صراعات طبقية حر وعبد، نبيل وعامي، معلم وصانع، ظالمون ومظلومون، في تعارض دائم، خاضوا حربا متواصلة، تارة معلنة وطوراً مستترة، حرباً كانت تنتهي في كل مرة إما بتحول ثوري للمجتمع كله، أو إما بهلاك كلتا الطبقتين المتصارعتين” **.
نتصف نحن البشر بخصال عديدة ومتباينة، فإن نظرت بعمق فستجد فينا الأنانية والقسوة وترى الكرم والنزاهة والطموح إضافة إلى الحماقة وغرابة الأطوار, إننا خليط معقد من الخير والشر، كما أننا نمثل معجزة التطور(1)، فيهتم علم النفس البشرى “العام ” بتفسير تلك الطبيعة الإنسانية واختلاف الطبائع البشرية من فرد لآخر وأثر البيئة المحيطة الخارجية بالبيئة النفسية الداخلية للفرد ،أما على مستوى العلاقة بين علم النفس الإنسان وعلم السياسة فسنجد أنه فروع هذا العلم تتنوع إلى نظريات سياسية وعلاقات دولية ونظم سياسية وسياسيات عامة وخارجية وتنظيمات وقوانين دولية وغيرها من الفروع المختلفة التي يتطرق إليها علم السياسة فيجب هنا أن نلقى نظرة عامة وشاملة على هذه المجالات لندرك أن الفاعل الأساسي في كل هذه التخصصات هو “الإنسان“، والتفاعلات المختلفة من سلام وحروب أو تعاون وتنافر بين الدول والشعوب فهى تقوم على دوافع معينة تصدر من “النفس البشرية“، وبذلك يجب هنا أن نتسائل ما السبب في التصارعات القائمة بين البشر سواء صراع ديني أو عرقي أو سياسي :
- هل الطبيعة والبنية السيكولوجية للقادة السياسيين و الساسة ورجال الدين هي التي تدفع للحروب؟
- هل تختلف أسباب قيام الثورات من شعب لآخر؟ هل العالم سيصبح أكثر جنونا وستندلع الحروب الدامية بعد صعود اليمين المتطرف وظهور نظرية “الدومينو” أو ظاهرة انتشار العدوى” من بعد فوز دونالد ترامب ؟
- هل العالم كان هادئا وأكثر سلاما من قبل هذه الظاهرة ؟
- كيف تطورت ظواهر العنف والتطرف والقتل والتخلف والفقر والفساد بين الشعوب بل بين أبناء الشعب الواحد ؟
- هل الثورات تغير كل شيء إلا الإنسان (2) ؟
وبناءا عليه فأنه من أهم دراسات علم النفس السياسي الذي يهتم بدراسة تأثير الإنسان، سواء كان مواطن أو قائد فى البيئة السياسية، هو تحليل البنية السيكولوجية للقادة وتحليل خطاباتهم السياسية سواء كانت ثورية موجهه للشعوب مباشرة لبث الروح الثورية في نفوسهم أو خطابات سياسية في مناسبات خاصة للرؤساء وتتجه هذه الدراسة تحديدا لتحليل الخطابات الثورية للقادة الشيوعيين بشكل خاص وتوضيح أثر هذه الخطابات في البيئة النفسية للجماهير والمواطنين .
*منهج الدراسة *
تتجه هذه الدراسة إلي منهج تحليل المضمون وهو المنهج الشائع في تحليل الخطابات السياسية قبل ظهور منهج جديد يسمى “بمنهج تحليل الخطاب” * الذي يرتكز بشكل أساسي على تحليل خطابات القادة سواء كانت خطابات سياسية أو ثورية أو دينيه وبالتالي فنظرا إلي مرونة منهج تحليل المضمون فسنتجه إليه بشكل كبير في تحليل بعض خطابات القادة الشيوعيين وبيان مدى تأثيرها في الروح المعنوية والبيئة النفسية للمواطنين .
وتحليل المضمون كغيره من المفاهيم الاجتماعية ،لم يحسم بتعريف محدد بدقة بالرغم من التطور والتوسع الذي شهده في استخدام الأساليب والتقنيات على المستوى الدولي ، ولكن هناك بعض التعريفات التي توضح الأطار العام لهذا المنهج الذي يستعين به الباحث في مجال تحليل الخطاب مثل تعريف كابلان الذى يرى أن تحليل المضمون هو المعنى الإحصائي للأحاديث والخطب السياسية (3) ،أما لازويل فيرى أن تحليل المضمون يستهدف الوصف الدقيق و الموضوعي كما يقال عن موضوع معين في وقت معين.
وفى دراسات تحليل الخطاب يجب أن يستعين الباحث بما يسمى “وحدات تحليل المضمون ” وهى وحدات المحتوى التي يمكن إخضاعها للعد و القياس و يعطي وجودها أو غيابها و تكرارها دلالات تفيد الباحث في تفسير النتائج الكمية وهناك خمسة وحدات رئيسية هي :
1 – وحدة الكلمة :تعبر عن رمز أو مفهوم أو مدلول .
2 – وحدة الموضوع الفكرة : عبارة عن جملة أو عبارة عن فكرة يدور حولها موضوع التحليل .
3 – وحدة الشخصية : تشير إلى الأشخاص أو الشخص محور الاهتمام .
4- الوحدة الطبيعة للمادة الإعلامية : قد تكون خطاب أو كتاب أو برنامج تلفزيوني (4).
والسؤال الآن ،ما هي الفئات الأساسية التي يقوم عليها أسلوب تحليل المضمون؟
في جميع الدراسات المهتمة بتحليل الخطاب نجد أن هناك فئتين رئيسيتين وتحت كل فئة فئات فرعية متعددة ، الفئة الأولى هي ماذا قيل؟ والفئة الثانية كيف قيل؟ ، ففي الفئة الأولى يعمد الباحث إلى التحليل الدقيق للموضوعات التي وردت في الخطاب السياسي ، وقد يتجه إلى عدّ بعض الكلمات المحورية فى الخطاب مثل الديمقراطية، أو حقوق الإنسان، أو الصراع، أو التعاون أما “كيف قيل؟” فمعناه رصد اتجاهات صاحب الخطاب من كل فكرة محورية وردت في خطابه، وهل كانت سلبية أو إيجابية (5)، وفى هذه الدراسة التي تتجه للخطاب الثوري والسياسي للقادة الشيوعيين بشكل خاص سنلاحظ عند التحليل تكرار بعض الكلمات المحورية مثل “البروليتاريا” و”الكادحين ” و”حرية الشعب ” و”صراع طبقى ” و “برجوازيين ” وغيرها من العبارات التي تعتمد عليها هذه الخطابات كما سنلاحظ في المبحث الثاني ، ولكن قبل أن نتبع هذه القواعد في تحليل الخطابات الثورية محل الدراسة والتوصل لأثر ومدى فاعلية هذه الخطابات ف سيكولوجية الجماهير ،لابد أن نتجه إلي توضيح ملامح الفكر الشيوعي الاشتراكي اولا .
*المبحث الأول :الأيدلوجية الفكرية للشيوعية *
الشيوعية هي عبارة عن حركة سياسية تهدف إلى المساواة بين الأفراد في المجتمع الواحد؛ بحيث لا يكون أي فرد أفضل من الآخر، فالمجتمع يجمع بين أفراده تحت مظلة واحدة، وتعرف الشيوعيّة أيضا بأنها مذهب فكري يسعى إلى تقديم المادة على كل شيء في الحياة، فهو يرفض التقييد بالقواعد الدينية والاجتماعية التي تنظم المجتمع، بل يعتمد على الاهتمام بدور المادة في إنتاج المجتمع، والفكر الإنساني الخاص بالناس. يعود الظهور الأول لمصطلح وفكرة الشيوعية إلى عام 1917م أثناء اندلاع الثورة البلشفية في الأراضي الروسية، ولقد قام المفكر ماركس بوضعِ الأُسس الخاصة بها، والتي انتشرت بشكل سريع بين العديد من الشعوب، مما أدى إلى القضاء على الكثير من المجتمعات، وظهور مجتمعات شيوعية قائمة على الأفكار المادية البحتة، وبعد تبني الاتحاد السوفيتي لهذه الحركة الفكرية استمرت بالانتشار بشكل كبير، وخصوصا ضمن الدول التي تبنت الأفكار الخاصة بها(6)، و يعتقد أن وجود الشيوعية انتهى مع انتهاء وجود الاتحاد السوفيتي 1991م ولكن هناك بعض الدول التي تنتهج الفكر الشيوعي في أنظمتها السياسية مثل الصين وفيتنام وكوبا وكوريا الشمالية .
يختلف المعني الدقيق للشيوعية وغالباً ما يتم عن طريق الخطأ الخلط بينها وبين الاشتراكية في الخطاب السياسي العام فالنظرية الماركسية تؤكد أن الاشتراكية ما هي إلا مرحلة انتقالية في الطريق إلى الشيوعية، ولكن اللينييون * قاموا بمراجعة هذه النظرية عن طريق تقديم مفهوم حزب الطليعة للثورة البروليتارية والتحكم بجميع القوى السياسية بعد الثورة باسم العمال وبمشاركهم في المرحلة الانتقالية بين الرأسمالية والاشتراكية ،والشيوعية هي نظرية اجتماعية وحركة سياسية ترمي إلى السيطرة على المجتمع ومقدراته لصالح أفراد المجتمع بالتساوي ولا يمتاز فرد عن آخر بالمزايا التي تعود على المجتمع. وتعتبر الشيوعية (الماركسية) تياراً تاريخياً من التيارات المعاصرة والأب الروحي للنظرية الشيوعية هو كارل ماركس، ويعتبر فلاديمير لينين من أهم من توغل في النظرية الشيوعية وأسهم في الكتابات والتطبيق فيها ويذكر أيضاً روزا لكسمبورغ* (1871-1919) كفيلسوفة ومنظرة نشطت حتى إغتيالها.
وفي الرؤية الماركسية، الشيوعية هي مرحلة حتمية في تاريخ البشرية، تأتي بعد مرحلة الاشتراكية، ويرى ماركس أن الصراع التنافسي للبرجوازية يولد العهد الكوسموبوليتي الذي يغلب عليه الطابع الاحتكاري، وتحول الربح التنافسي للربح الاحتكاري سيؤدي إلى ثورات تفرض النظم الاشتراكية ويتقاضى كل فرد في المجتمع حسب عمله، حيث يتم القضاء على الملكية الخاصة، كما أن الشيوعية تأتي كتطور تاريخي للاشتراكية (7).
*المبحث الثاني :تحليل بعض خطابات القادة الشيوعيين *
ترتكز هذه الورقة البحثية علي تحليل الخطاب السياسي الثوري لبعض من الزعماء والقادة الذين تبنوا المذهب الشيوعي الماركسي واتخذوها منهج للأنظمة السياسية في دولهم ، وقد تم اختيار أربعة من أبرز القادة الشيوعيين الذين ساهموا بشكل كبير في نشر الأيدلوجية الشيوعية الماركسية وتأثير خطاباتهم على الروح المعنوية والثورية والبيئة النفسية السيكولوجية للمواطنين والجماهير وهم جوزيف ستالين وفلاديمير لينين وليون تروتسكى في الاتحاد السوفيتي وماو تسي تونج في الصين .
- جوزيف ستالين :
هو القائد الثاني للاتحاد السوفييتي ورئيس الوزراء (1941-1953)، عرف بقسوته وقوته وأنه قام بنقل الاتحاد السوفييتي من مجتمع زراعي إلى مجتمع صناعي مما مكن الاتحاد السوفييتي من الانتصار على دول المحور في الحرب العالمية الثانية والصعود إلى مرتبة القوى العظمى ،وفيما يلي بعض من خطابات ستالين الثورية موجه للرفاق من الحزب الشيوعي والشعب الروسى .
- خطاب ستالين لرفاق الحزب الشيوعي والشعب في عيد العمال أول مايو
عاش الأول من أيار ……!
ايها الرفاق !
في القرن الماضي قرر عمال جميع البلدان الاحتفال بهذا اليوم من كل عام وهو يوم الأول من أيار ،كان ذلك في 1889 ،خلال كونغرس الاشتراكيين العالمي ،المنعقد في باريس ،قرر العمال اختيار تاريخ اليوم عندما تستيقظ الطبيعة من سباتها الشتوي عندما تكسو الخضرة الغابات والجبال لقد قرروا في هذا اليوم بالذات أن يعلنوا إلي العالم أجمع بصوت عال وعلانية، أن العمال يقدمون للإنسانية الربيع والتحرر من أغلال الرأسمالية ،وأن العمال يتجهون إلي تجديد العالم علي أساس الحرية والإشتراكية، نحن لا نجل الوثن الذهبي ! نحن لسنا بحاجة لممالك البرجوازية والطغاة ،الموت واللعنة علي الرأسمالية بكل أهوالها ،من بؤس وسفك للدماء ! عاشت سلطة العمل ،عاشت الاشتراكية ! …..ايها الرفاق ،هناك حيث ملايين الفلاحين محكوم عليهم بالمجاعة ،هناك حيث يتم إطلاق النار علي العمال بسبب الإضراب ،فأن الثورة سوف تعيش ،طالما لم تمح من علي الكون القيصيرية الروسية ،هذا العار علي الإنسانية…………. ! (8).
- خطاب ستالين في الراديو الروسي بمناسبة الذكري 24 للثورة الاشتراكية 1941 .
ايها الرفاق!
قوات الجيش الأحمر والشعب العظيم ،القادة والكوادر السياسية العمال والعاملان الفلاحين والفلاحان عمال العمل الفكري ،ايها الأخوة والأخوات خلف خطوط عدونا الذين وقعوا مؤقتا تحت نير قطاع الطرق الألمانية مقاتلينا ومقاتلاتنا الشرفاء الذين يستخدمون جميع أساليب المقاومة لدحر الغزاة الألمان !
باسم الحكومة السوفيتية وحزبنا البلشفي أحييكم وأهنئكم بمناسبة الذكري ال 24 لثورة أكتوبر الاشتراكية العظمي……. !
تحية لوطننا الام المجيد وحريته واستقلاله !
تحت رايه لينين _إلي الأمام حتي النصر ! (9)
وبناءا على منهج تحليل المضمون كما ذكرنا سابقا فانه يمكن تحليل خطابات ستالين طبقا لوحدات المحتوى للفئة الاولى وهى “ماذا قيل ؟” فسنجد أن خطاب ستالين الأول تركز على القضية العمالية وعيد الأول من أيار(مايو) الذي اتخذه الشيوعيون عيدا لهم ،كما سنجد أنه يركز كثيرا علي الأسلوب الوصفي والتعبيري لبث روح الكراهية للرأسماليين والبرجوازيين في نفوس الشعب والمواطنين مما كان له أثر كبير وواضح في تفاعلهم وتأثرهم بأقواله وعباراته الثورية وأيضا في الخطاب الثاني نجده اعتمد في بداية الخطاب علي المدح والثناء للمقاتلين والمقاتلات لفاحين والفلاحات والعمال والعاملات فطبقا لنظريات علم النفس السياسي والتحليلي يلعب أسلوب المدح والثناء الموجه لبعض الأشخاص دورا فعالا في التأثير على النفسية السيكولوجية فتؤدي إلي شعور الفرد بأنه كيان فعال وله دور يثنى عليه وهذا ما يدركه ستالين جيدا مما كان له أثره الواضح فى شعور المواطنين بالحماس والتفاعل مع قائدهم الذي يثني علي مجوداتهم وتضحياتهم للبلاد وللحزب الشيوعي ، وطبقا للفئة الثانية من وحدات منهج تحليل المضمون وهى “كيف قيل ” سنجد استخدام وتكرار بعض المصطلحات مثل “أغلال الرأسمالية” و”الحرية الاشتراكية” فتتضح براعته فى الالقاء الخطابي واستخدام المتضادات مثل أغلال ووصفها للرأسمالية وحرية ووصفها للاشتراكية ،كما يهتم علم النفس السياسي بتحليل اللغة الجسدية للقادة بجانب اللغة الكلامية والخطب السياسية والثورية وهذا ما تركز عليه الدراسات التفصيلية في علم نفس السياسة.
- فلاديمير لينين :
كان ثوري روسي ماركسي وقائد الحزب البلشفي والثورة البلشفية، كما أسس المذهب اللينيني السياسي رافعاً شعاره الأرض والخبز والسلام، نشأ فيلادمير لينين في عائلة ثورية الأصل فقد أعدم أخيه الأكبر ألكسندر لاشتراكه في أعداد مؤامرة لاغتيال القيصر أسكندر الثالث (10).
- خطاب لينين في المؤتمر الشيوعي العالمي الثاني 1921 م.
يا عمال العالم …اتحدوا !
أيها الرفاق ،،،ما هي الفكرة الجوهرية والأساسية في أطروحتنا ؟ إنها التمييز بين الأمم المضطهدة والأمم المضطهدة ،فخلافا للأممية الثانية الديمقراطية البرجوازية أبرزنا هذا التمييز ،فما له أهمية خاصة عند الطبقة العمالية والأممية الشيوعية في مرحلة الإمبريالية هو فهم الوقائع الاقتصادية الملموسة والانطلاق منها،إن الخاصية المميزة في الإمبريالية هي أن العالم أجمع منقسم حاليا كما نراه إلي عدد كبير من الأمم المضطهدة وعدد ضئيل من الأمم المضطهدة تمتلك ثروات هائلة وقوة عسكرية عتيدة ،كما أريد أن ألفت الانتباه إلي قضية الحركة الديمقراطية البرجوازية في البلدان المتأخرة فقد أثارتهذه القضية علي وجه التحديد بعض الخلافات ،لقد نظرنا في ما إذا كان صحيحا مبدئيا ونظريا أن نلعن أن علي الأممية الشيوعية والأحزاب الشيوعية أن تدافع عن الحركة الديمقراطية البرجوازية في البلدان المتأخرة ،ولا يوجد أدني شك في أن كل حركة وطنية لا يمكنها أن تكون الإ ديمقراطية برجوازية ،لأن الجماهير العظيمة من سكان البلدان المتأخرة تتكون من فلاحين وه يمثلون العلاقات البرجوازية والرأسمالية (11) .
- خطاب لينين في الذكري الرابعة للثورة البلشفية .
تقترب الذكري الرابعة للخامس والعشرين من أكتوبر قدر ما يبتعد عنا هذا اليوم العظيم بقدر ما يزداد دور الثورة البروليتارية في روسيا اتضاحا ،إن مهمة الثورة في روسيا ،المباشرة والقريبة كانت مهمة ديموقراطية برجوازية قوامها القضاء علي بقايا القرون الوسطي وأزالتها إلي الأبد وتنظيف روسيا من هذه البربرية من هذا العار مما كان يعيق إلي ما لا حد له كل ثقافة وكل تقدم في بلادنا(12) .
كان لينين أكثر تأثيرا على المواطنين والجماهير الموالية للفكر الشيوعي من باقي القادة ربما نتيجة لتشربه الفكر الماركسي من عائلته التي حرصت على نشأة جميع ابنائها لخدمة المجتمع والشعور ببؤس ومعاناة الشعب فقد ترعرع لينين فى جو ماركسي شيوعي من النخاع واتضح ذلك مع أخيه الأكبر الذي تم اعتقاله لاشتراكه في مؤامرة ضد القيصر أسكندر الثالث ،وهنا يجب أن نشير إلي دراسات علم النفس المختصة في مجال تحليل سيكولوجية القادة ،التى أثبتت أن أى سلوك يصدر عن الإنسان ينتج من ثلاث عوامل أساسية هي الظروف الخارجية التي قد تدفع الفرد للقيام بهذا السلوك، والتنشئة الأسرية ،والدفعة النفسية “عوامل داخلية ” ،فبالتالي تأثر لينين بالفكر الشيوعي والماركسي الذي يتبنى خدمة المجتمع والقضاء على الفروق الطبقية وتحقيق العدالة الأجتماعية لفئات الشعب انما هو خليقة عوامل خارجية ساهمت في تشكيلها الأسرة بالأساس، ومن المعروف أن أيمان الفرد بمذهب او فكر ايدلوجي ما واندفاعه للدفاع عنه ورفع راياته، يؤثر بشكل عظيم علي الأخريين وهذا ما قامت به خطابات لينين فى الشعوب والجماهير التي اقتنعت من خلال تأثرهم بكاريزميته واندفاعه الثوري لأجل الشعب ، بان خلاصها من الفقر والمعاناة والفروق الطبقية التي خلقها جشع الرأسمالية أنما هو عن طريق الثورة للقضاء علي البرجوازيين والحكم القيصري وبطش النبلاء والحكام و رجالة الدين .
وعند الاضطلاع على خطابات لينين في المناسبات المختلفة نجد أنه كثيرا ما يكرر “يا عمال العالم ..اتحدوا !” وندائه المتكرر للعمال والفلاحين الذين يمثلون الفئة الأكبر من الشعوب المستضعفة ،ونجد في خطابه في المؤتمر الشيوعي الثاني قد كرر كلمة “الأمم المضطهدة والأمم المضطهدة “وهنا يتضح تأكيده علي فكره انقسام العالم لفئتين من الأمم، الشعوب المستغلة والمستضعفة والكادحين ،والشعوب المستغلة الإمبريالية الرأسمالية التي وصفها لينين في خطابه بأنها تمتلك ثروات وقوة عسكرية عتيدة ،ونلاحظ في الكثير من خطابات لينين انه يميل إلي وصف النظام القيصري والحكام والرأسمالية “بالبربرية ” كما في خطابه في الذكري الرابعة للثورة البلشفية كما يكرر من تعظيم دور الشعب الذي قاد الثورة وآمن بها من أجل الحرية والمساواة والعدالة .
ج) ليون تروتسكي
“طالما لازلت أتنفس، سأظل أناضل من أجل المستقبل”.
كانت هذه العبارة، والتي قالها ليون تروتسكي مثالا للعديد من الشعوب التي آمنت بالمذهب الاشتراكي وتحرير الشعوب الكادحة فقد كانت كلمات تروتسكى وخطبه وأقواله بمثابة شرارة في نفوس المواطنين واتجاهم لاعتناق الفكر الماركسي التحرري ، وخاض تروتسكي الكثير من النضالات التي يشهد له الكثيرون أدواره المؤثرة فيها. فقد كان تروتسكي أحد المنظمين الأساسيين للانتفاضة المسلحة في روسيا في أكتوبر 1917 خاض تروتسكي أيضاً نضالاً هائلاً حتى خلال الفترات المظلمة في القرن العشرين، حيث عارض بقوة مجازر الحرب العالمية الأولى كما شن مقاومة شرسة ودؤوبة ضد صعود هتلر للسلطة في ألمانيا وكانت جميع أفكار تروتسكي غرضها هو تغيير العالم من حوله وبالرغم من اختلاف العالم اليوم عن الوقت الذي عاش فيه تروتسكي وطوّر أفكاره، إلا أن أفكار تروتسكي لازالت صالحة كمرشد عملى للنضال اليوم ضد الحرب والليبرالية الجديدة، حيث تناول تروتسكي قضايا هامة وقدم إجابات شافية على تساؤلات حية إلى اليوم مثل: كيف يمكن تحدي الرأسمالية في بلدان لا تشكل الطبقة العاملة أغلبية من السكان فيها؟ وما هي العلاقة بين النضال من أجل الإصلاحات السياسية والنضال من أجل العدالة والمساواة الاقتصادية؟ وبالرغم من أن الكثيرين اليوم ممن يطمحون للتخلص من الرأسمالية يرون الاشتراكية مرتبطة بشكل وثيق بالنموذج المخيف للستالينية في الاتحاد السوفيتي السابق، إلا أن تروتسكي كان في صدارة الاشتراكيين الذين عارضوا صعود ستالين بكل حزم، وكان الأول في تطوير نقداً ماركسياً لظاهرة الستالينية ، ونضال تروتسكي ضد ستالين، والذي دفع حياته ثمناً له، إنما يثبت أن هناك تراثاً مختلفاً تماماً للاشتراكية.. تراثاً قائماً على قوة ونضال الجماهير الثورية في العالم (13).
د) ماوتسي تونج .
يعد مؤسس الصين الحديثة وأحد أقطاب الشيوعية في العالم و لم يكن ماو تسي تونج (1893-1976 ) زعيم الثورة الصينية ومؤسس جمهورية الصين الشعبية فحسب، بل أصبح في وقت ما أحد أقطاب الشيوعية في العالم بممارسة مختلفة عن الشيوعية السوفيتية، لينينية كانت ام تروتسكاية (14).
“” أن الثورة الثقافية الجارية لن تصل إلى نهايتها في وقت قصير جدا فهي ستتطور بعد أكثر عمقا وباتساع اكبر. أن الحفنة الصغيرة من كبار المسؤولين الحزبيين السائرين في الطريق الرأسمالي يجب ان تنتقد ، ومن اجل ذلك يجب تركيز القوى . يجب أن ننشأ أعمال الدورة العامة الحادية عشرة ، نجاحاتنا وخطنا .أذا اردنا إسقاط الحفنة من الأشخاص المعنيين ، فيجب أن نقوم به ليس فقط على المستوى التنظيمي ، بل ايضا على المستويات السياسية والايدلوجية والنظرية . انها مشكلة حيوية بالنسبة لبلادنا وللعالم فاذا لم تسقط التحريفية فانها ستعمد إلى اجراء ردة . انها مهمة تاريخية كبرى . ومن وجهة نظر المستقبل، وفي هذا الصراع العظيم ، ينبغي علينا ان نستهدف المسؤولين الكبار السائرين في الطريق الرأسمالي ، التحريفيين ، لقد تسرب بعضهم الى الحزب واحتل مراكز قيادية . وهم الذين يساندون العبقريات الشريرة انهم جميعا مراءون طماعون ، يمثلون الطبقات المستغلة . يتظاهرون بالخضوع لكنهم بالحقيقة يتمردون لهم وجهان ، مداهنون ، يتكلمون امامكم كالبشر ووراء الظهر ، يعبرون عن أنفسهم كالشياطين . غالبا ما يرفعون راية الماركسية اللينينية ، لكن ، معهم هناك دائما (ولكن) ان اولئك الذين يلوحون بالراية الحمراء هم أكثر خطرا . ينبغي علينا ان نكون حذرين””(15) .
يميل زعيم الثورة الصينية ماوتسي تونج في خطابه إلي الصراحة التامة والإفصاح المباشر عن الخبايا التي قد يميل إلي اخفائها بعض من القادة الأخريين وهو يتفق هنا مع بعض خصائص الخطاب الثوري الا وهو الشفافية مع الشعب وتوضيح التفاصيل التي قد توصد العلاقة أكثر بين القائد وبين شعبه فيجعلهم يميلون بثقة إلي زعيمهم وإلي أفكاره والأيمان بها ، وفي خطاب ماوتسي تونج السابق *نجده يصف مجموعة من المسؤلين الحزبين بلفظ “التحريفين ” وربما هنا يقصد تحريفهم عن مسار الثورة البروليتارية الكبري أو عن مسار الفكر الشيوعي عموما ،كما استطرد في وصفهم “بانهم كالشياطين ” و“لهم وجهان “و “طماعون” ويمثلون “الطبقات المستغلة” وأن الشعب ورفاق الحزب الشيوعي يجب ان يحذروا منهم .
*المبحث الثالث: تأثير الخطاب الثوري على البيئة النفسية للشعوب والجماهير *
كما ذكرنا في المبحث الثاني أن أي سلوك يصدر عن الإنسان إنما ينشأ نتيجة تداخل وتأثير مجموعة من العوامل قد تتوافر جميعها أو أحداهما وهذه العوامل هي: الدوافع الخارجية التى قد تدفع الفرد للقيام بهذا السلوك ،و التنشئة الأسرية للفرد أو البيئة الأجتماعية المحيطة بالفرد ،والدفعة النفسية وهى عوامل داخلية يصعب التحكم فيها في بعض الأحيان (16) ،وبعد عرض بعض من خطابات القادة الثوريين منتهجي الفكر الشيوعي الماركسي في المناسبات المختلفة يجب أن نركز علي أول العوامل النفسية التي قد تشكل سلوك المواطنين ومدى تأثرهم بالخطابات الثورية أو السياسية أو الدينية ،وهى العوامل الخارجية التي قد تدفع المواطنين والجماهير بالقيام بسلوك معين أو انتهاجهم لفكر ومذهب وأيمانهم به .
يتضح مدى فاعلية ودور الخطابات الثورية والسياسية في البيئة النفسية للمواطنين ومدى قدرتها علي استغلال العوامل الخارجية التي تدفع الجماهير للقيام بسلوك تحرري تنفيسا للضغوط التيي تواجههم ، فمثلا في حالة الأمم التي انتهجت الفكر الشيوعي وقيام الثورة البروليتارية الماركسية فيها مثل الاتحاد السوفيتي والصين وكوبا فنجد أن تردى الأوضاع ،وسوء الأحوال المعيشية ،واستغلال الكادحين من قبل أصحاب الأعمال ،وضياع العدالة الاجتماعية ،وزيادة الفروق الطبقية نتيجة لانقسام المجتمع إلي فئتين طبقة النبلاء الحكام وأصحاب المصالح ورجال الدين وطبقة الكادحين المستضعفة ،كل هذه العوامل كانت بمثابة شعلة في نفوس المواطنين والجماهير ولكن في حاجة إلي ما يوقد هذه الشرارة لتشتعل وتنصاع لأي فكر أو أيديولجية تمد يد العون لهم، فجاء دور الخطابات الثورية التي يلقيها قادة الفكر الشيوعي لإلهاب الحماسة في نفوس الشعوب مما يدفعهم لانتهاج أفكارهم .
*الخاتمة*
تتعدد الدراسات السياسية والاقتصادية والنفسية والاجتماعية في محاولات جادة لفهم طبيعة النفس البشرية والسلوك السياسي والبنية النفسية والسيكولوجية للفرد ولكن طالما اتسمت هذه الدراسات بالغموض وعدم المرونة نظرا لتعقد الطبيعة البشرية وعجز المحللون في وضع قواعد ثابتة للسلوك السياسي للمواطنين ومن ثم وبعد الانتهاء من تحليل بعض خطابات قادة الفكر الماركسي الشيوعي وعرض مدى تأثر الشعوب والجماهير بخطاباتهم الثورية واستغلالهم للعوامل الخارجية المؤثرة في البسطاء مثل عدم المساواة والفقر وسوء الأحوال والطبقية وغيرها ،فأننا نخلص في النهاية إلي حقيقة واحدة هي أن زعماء ومفكرين الأيدلوجية الشيوعية تمكنوا من استغلال هذة الظروف والعوامل التي واجهت الشعب الروسي والصيني علي السواء فلعبوا علي الجزء النفسي للأفراد مما دفعهم للانصياع لفكرة القيام بثورات تحررية ربما يجدوا من خلالها فرصة أنسب لتحقيق مطالبهم وأحلامهم التى رسمها لهم هؤلاء القادة من خلال خطبهم السياسية والثورية المؤثرة .
*قائمة المراجع*
1) إحسان محمد الحسن، مناهج البحث الاجتماعي، ط 1، دار وائل للنشر والتوزيع، عمان، 2005 ، ص 162.
2) وافق الحمداني وآخرون، مناهج البحث العلمي- الكتاب الأول- أساسيات البحث العلمي، ط 1، جامعة عمان للدراسات العليا، عمان، 2006 ، ص 124.
- السيد ياسين ،تحليل الخطاب السياسي ،جريدة الأهرام ،العدد 46959،يوليو 2015 ،على الرابط الالكتروني:
http://www.ahram.org.eg/NewsQ/412169.aspx
- بريوبراجنسكي ،الشيوعية ،موقع wordpress ،2010 ،على الرابط :
- ترجمة معز الراجحي وعبد المطلب العلمى ،عاش الأول من أيار ،مكتبة الشيوعيين العرب ،على الرابط :
https://drive.google.com/file/d/0B1yR5I8STd5_V282aURqcnJHRWs/edit
- ترجمة عليه اخرس،ذكري الثورة الاشتراكية ،مكتبة الشيوعيين العرب ،1941،على الرابط :
https://drive.google.com/file/d/0B1yR5I8STd5_T0FGYnVXNDEyZjA/view
- الكساندرا كولنتاي ،لينين ،مكتبة الشيوعين العرب ، ص 5 ، على الرابط :
https://drive.google.com/file/d/0B1yR5I8STd5_N0FvdzE2WmRsUzg/edit
- محمد على العربي ،خطاب لينين فى المؤتمر الشيوعي الثانى ،النشر البلشفي العربي ،ص 5:2 ،تونس ،2011 ،على الرابط :
https://drive.google.com/file/d/0B1yR5I8STd5_NG5CV0daXzBwR2M/edit
- لينين ،الذكرى الرابعة للثورة البروليتاية ،مكتبة الشيوعين العرب ،علي الرابط :
https://drive.google.com/file/d/0B1yR5I8STd5_MDRlcFFZcUtCTVE/edit
- أيسم كونارار، ليون تروتسكي النظرية والممارسة ،حزب العمال اللاشتراكي البريطانى ،مركز الدراسات الاشتراكية ،ص 4على الرابط :
http://revsoc.me/wp-content/uploads/ليون-تروتسكي-النظرية-والممارسة1.pdf
- جان دوبيه ، تاريخ الثورة الثقافية البروليتارية في الصين ( 1965 – 1969 ) ، الطبعة العربية ، ترجمة طلال الحسيني ، دار الطليعة للطباعة والنشر ، الطبعة الاولى ، بيروت ، ابريل 1971 ، ص 298 – 305.
* * كارل ماركس ، فيلسوف ألماني، واقتصادي، وعالم اجتماع، ومؤرخ، وصحفي واشتراكي ثوري (5 مايو 1818م – 14 مارس 1883م). لعبت أفكاره دورًا هامًّا في تأسيس علم الاجتماع وفي تطوير الحركات الاشتراكية.
(1) يوفال هراري ، “العاقل: تاريخ مختصر للبشرية” ،القدس ،الجامعة العبرية .
(2) كارل ماركس ، البيان الشيوعى ،1848 .
* من أهم مناهج التحليل ولكن يستعين الباحثون بمنهج تحليل المضمون نظرا لحداثته وعدم توافر مراجع علمية وفيره عنه .
(3) إحسان محمد الحسن، مناهج البحث الاجتماعي، ط 1، دار وائل للنشر والتوزيع، عمان، 2005 ، ص 162
(4) وافق الحمداني وآخرون، مناهج البحث العلمي- الكتاب الأول- أساسيات البحث العلمي، ط 1، جامعة عمان للدراسات العليا، عمان، 2006 ، ص 124
(5) السيد ياسين ،تحليل الخطاب السياسي ،جريدة الأهرام ،العدد 46959،يوليو 2015 ،على الرابط الالكتروني:
http://www.ahram.org.eg/NewsQ/412169.aspx
(6) بريوبراجنسكي ،الشيوعية ،موقع wordpress ،2010 ،على الرابط :
* اللينييون هم من يتبعون مذهب لينين فى النظرية الماركسية الاشتراكية .
* روزا لوكسمبرغ ،شيوعيه نسويه المانيه لها العديد من الأعمال الكتابية والثورية ،تم اغتيالها فى 1919،ويوجد مؤسسة بحثية فى مصر تحمل اسمها .
(7) فريدريك انجلز ،مبادىء الشيوعية ، 1847 م.
(8) ترجمة معز الراجحي وعبد المطلب العلمى ،عاش الأول من أيار ،مكتبة الشيوعيين العرب ،على الرابط :
https://drive.google.com/file/d/0B1yR5I8STd5_V282aURqcnJHRWs/edit
(9) ترجمة عليه اخرس،ذكري الثورة الاشتراكية ،مكتبة الشيوعيين العرب ،1941،على الرابط :
https://drive.google.com/file/d/0B1yR5I8STd5_T0FGYnVXNDEyZjA/view
(10) الكساندرا كولنتاي ،لينين ،مكتبة الشيوعين العرب ، ص 5 ، على الرابط :
https://drive.google.com/file/d/0B1yR5I8STd5_N0FvdzE2WmRsUzg/edit
(11) محمد على العربي ،خطاب لينين فى المؤتمر الشيوعي الثانى ،النشر البلشفي العربي ،ص 5:2 ،تونس ،2011 ،على الرابط :
https://drive.google.com/file/d/0B1yR5I8STd5_NG5CV0daXzBwR2M/edit
(12) لينين ،الذكرى الرابعة للثورة البروليتاية ،مكتبة الشيوعين العرب ،علي الرابط :
https://drive.google.com/file/d/0B1yR5I8STd5_MDRlcFFZcUtCTVE/edit
(13) أيسم كونارار، ليون تروتسكي النظرية والممارسة ،حزب العمال اللاشتراكي البريطانى ،مركز الدراسات الاشتراكية ،ص 4على الرابط :
http://revsoc.me/wp-content/uploads/ليون-تروتسكي-النظرية-والممارسة1.pdf
(14) القسم العربي في موقع هيئة الاذاعة البريطانية B.B.C (نقله الصوت الشيوعي ) .
(15) جان دوبيه ، تاريخ الثورة الثقافية البروليتارية في الصين ( 1965 – 1969 ) ، الطبعة العربية ، ترجمة طلال الحسيني ، دار الطليعة للطباعة والنشر ، الطبعة الاولى ، بيروت ، ابريل 1971 ، ص 298 – 305.
* لم يتوصل الباحث الي المناسبة التي القها فيها الزعيم ماوتسي تونج هذا الخطاب تحديدا.
(16) أحمد هارون ،دكتور في علم النفس السياسي ،حوار في برنامج تلفزيوني عن تحليل سيكولوجية المنتحر والأرهابي.
- إيناس صبري عبد المنعم – المركز الديمقراطي العربي تحريرا في 8-6-2017