عاجل

نيويورك تايمز تكشف سيناريو ليلة عزل الأمير السعودي بن نايف من ولاية العهد

-المركز الديكقراطي العربي

رفض محمد بن نايف البالغ من العمر 57 عاما في البداية الطلب لكن مع مرور الساعات ونتيجة الاعياء والتعب الذي شعر به والناجم عن مرض السكري الذي يعاني منه رضخ في أخر الأمر وقبل التنازل لصالح محمد بن سلمان قبيل الفجر.

قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الامريكية ان الأمير محمد بن نايف اقتيد الى غرفه فرض عليه ضغوطات حتى يتنازل عن ولاية العهد.

كشفت الصحيفة الامريكية عن تسلسل الاحداث في عزل الأمير السعودي محمد بن نايف من ولاية العهد. وذكرت انه في ليلة الـ20 من حزيران/يونيو حين كان يشغل منصب وزير الداخلية وولاية العهد اجتمع مسؤولون سعوديون في قصر الملك سلمان في مكة بحسب .

وتشير الصحيفة إلى أنه منذ أن تمت ترقية محمد بن سلمان في الحادي والعشرين من يونيو/حزيران، ظهرت مؤشراتٌ تدلّ على أنه قد خطط لاستبعاد ابن عمه، وأن عملية التغيير كانت أشقَّ مما تم تصويره للعامة، حسبما أفاد مسؤولون أميركيون سابقون ومقربون من العائلة المالكة.

ولكي تكتمل عناصر المسرحية، وتختتم بشكل جميل كان لا بد من كسب التأييد داخل العائلة المالكة، لكي يسير التغيير “المفاجئ” بكل سلاسة، فتم إخبار بعض كبار الأمراء في العائلة الحاكمة أن محمد بن نايف “لم يكن مؤهلاً لأن يصبح ملكاً بسبب مشكلة مخدرات يعانيها”، حسبما نقلت نيويورك تايمز عن شخص وصفته بـ”المقرب” من العائلة المالكة.

وذكرت ان بن نايف وصل الى قصر مجاور نهاية شهر رمضان ، قبل ان يسافر العديد من أبناء العائلة الحاكمة خارج البلاد الى عطلة عيد الفطر. في نهاية تلك الليلة كان للسعودية ولي عهد جديد.

الصحيفة الامريكية كشفت اليوم الأربعاء عن الدراما التي أثيرت قبل عزل بن نايف. وذكرت انه قبل منتصف الليل قيل لبن نايف انه كان من المقرر ان يلتقي الملك سلمان، لكن مسئولين كبار في العائلة الحاكمة قادوه الى غرفة أخرى.

مسؤولون في الولايات المتحدة مقربون من العائلة الحاكمة قالوا للصحيفة انه خلال تواجده في تلك الغرفة اخذوا منه هواتفه وضغطوا عليه للتنازل من منصبه وليا للعهد ووزيرا للداخلية. في البداية رفض بن نايف طلبهم.

لكن ومع استمرار احتجاز بن نايف في تلك الغرفة، وهو يعاني من مرض السكر ومن تبعات آثار اصابته في محاولة اغتيال عام 2009، بدأ بالانهيار. في هذه الاثناء طلب مسؤولون من العائلة الحاكمة انعقاد مجلس الوصاية، الذي يضم مجموعة من الامراء المخولين بالمصادقة على تغييرات في ترتيب ولاية العهد.

وقيل لأعضاء المجلس ان بن نايف يعاني من ادمان على الادوية وهو غير مؤهل لان يصبح ملكا. وبحسب الصحيفة فإن أصدقاء مقربين من بن نايف قلقين على وضعه الصحي منذ تعرضه لمحاولة اغتيال في 2009. ويقولون انه منذ تلك الحادثة بات يظهر علامات اضطراب ما بعد الصدمة والقلق ، ويعاني من اوجاع مستمرة واصبح مدمنا على بعض أنواع الادوية.

وبعد ليلة طويلة من الضغوطات وافق بن نايف على الاستقالة من منصبه.وبعد قبول نايف بالتنازل تمت دعوة “هيئة البيعة” حيث قيل لبعض اعضائها إن محمد بن نايف يعاني من مشكلة “المخدرات” وبالتالي غير مؤهل لتولي منصب الملك مستقبلا حسبما تنقل الصحيفة عن أحد المقربين من الاسرة الحاكمة.

الفيديو الذي نشر لبن سلمان بعد ذلك اظهر ان ولي العهد الجديد، وزير الدفاع الشاب محمد بن سلمان، يقبل يده. بن نايف الذي شعر بالاهانة تمنى له النجاح وعاد الى قصره في جدة- وهناك فرض عليه حبس منزلي.

هناك شخص اخر فرض عليه الحبس المنزلي وهو الجنرال عبد العزيز الحويرني، مقرب من بن نايف لكنه شخصية ضرورية في علاقات السعودية والولايات المتحدة. وهو لا زال يشغل منصبه.

مسؤول امريكي ومستشار للعائلة المالكة السعودية قال انه بالإضافة الى وضعه الصحي كان هناك خلاف سياسي، يبدو انه هذا ما دفع عملية العزل- بن نايف عارض فرض المقاطعة على قطر.

المقاطعة على قطر أعلنت في بداية شهر تموز/يوليو بعد ان كان للسعودية ولي عهد جديد شاب، ووزير داخلية جديد شاب ابن شقيق بن نايف ، عبد العزيز بن سعود بن نايف (33 عاما).

وتنقل عن مسؤول سعودي رفيع نفيه تعرض بن نايف لأي ضغوط ، وقال المسؤول في رد مكتوب للصحيفة إن محمد بن نايف أول من بايع محمد بن سلمان وجرى تصوير ذلك بناء على طلب محمد بن سلمان وجرى ذلك بموافقة هيئة البيعة، ويقيم محمد بن نايف حاليا في قصره بجدة ويستقبل الضيوف وقام بزيارة الملك وولي العهد.

واوضحت نيويورك تايمز أن محمد بن نايف عاد إلى مكان اقامته في مدينة جدة بعد ذلك وتم فرض الاقامة الجبرية عليه. ولم يقتصر الأمر عليه فقط، بل تم فرض الاقامة الجبرية على أهم رجاله في الامن وهو الجنرال عبد العزيز الهويرني الذي كان يلعب دورا محوريا في التعاون الامني مع الولايات المتحدة.

بعد ذلك بأيام قليلة قامت وكالة المخابرات المركزية الامريكية بالاعراب عن قلقها للبيت الابيض لى ضوء ما شهدته السعودية من تغييرات والاطاحة بمحمد بن نايف واحتمال عزل الهويرني وغيره من المسؤولين الامنيين السعوديين المقربين من محمد بن نايف مما قد يعيق عمليات تبادل المعلومات الاستخبارية بين البلدين.

ونقلت الصحيفة عن كريستيان كواتس أولريتشن، زميل دراسات الشرق الأوسط بمعهد بيكر للسياسات العامة بجامعة رايس الأميركية، الذي يدرس سياسات الخليج قوله: “ربما تشهد (المملكة العربية السعودية) الآن تركيزاً للسلطة في فرعٍ واحدٍ من العائلة، ولدى شخصٍ واحدٍ يُعد أصغر سناً من كثيرٍ من أبناء عمومته وأبناء ملوكٍ سابقين، وقد يبدأ تركيز السلطة هذا في خلقِ حالةٍ غير اعتيادية ضمن العائلة”.

وأكدت الصحيفة صحة ما نشرته في وقت سابق من أن الأمير محمد بن نايف “محتجز”، مشيرة إلى روايات متشابهة وصلتها من مسؤولين أميركين ومعاونين كبار من أفراد العائلة المالكة، تفيد بالطريقة التي تعرَّض بها الأمير الكبير للضغط من أجل التنحي لإخلاء الساحة أمام ابن عمه. مواقع

Rate this post

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى