السلطة في تونس وطرابلس بين 1705 – 1837: محاولة في التاريخ المقارن
تحميل نسخة pdf –
السلطة في تونس وطرابلس بين 1705 – 1837 محاولة في التاريخ المقارن
الطبعة الأولى “2017″ – كتاب “السلطة في تونس وطرابلس بين 1705 – 1837: محاولة في التاريخ المقارن ”
جميع حقوق الطبع محفوظة: للمركز الديمقراطي العربي ولا يسمح بإعادة إصدار هذا الكتاب أو اي جزء منه أو تخزينه في نطاق إستعادة المعلومات أو نقله بأي شكل من الأشكال، دون إذن مسبق خطي من الناشر .
مقدمة :
عرف العالم في الفترة المعاصرة تطورات سريعة و متلاحقة و كانت منظومات الحكم أحد قاطرات هذه التحولات، ولم تكن المنطقة المغربية بمنأى عن التطورات السياسية المحيطة بها فقد إنتقلت أشكال الإجتماع البشري فيها من نظام القبيلة إلى الإمبراطورية إلى الدولة القطرية و إلى الإقليمية ضمن محاولات محتشمة للتكتلات السياسية (المغرب العربي). وقد تداخل تاريخ الأقطار المغربية فتونس وليبيا مثلا جمعتهما روابط الجغرافيا والتاريخ، فتاريخ البلدين يجمع أكثر مما يفرق، ودليل ذلك أن الحدود الجنوبية إضطلعت بدور محوري في تاريخ البلاد التونسيّة فمنها قدم العرب وتكرّس الإسلام كدين لغالبية السكان وعبر هذا المجال كذلك وفدت موجات الهلاليين والسليميين التي أحدثت نقلة في البناء الحضاري والنسيج الإجتماعي للبلاد، ثم كان حضور الأتراك من البحر بعد أن وطدوا دعائم وجودهم بطرابلس الغرب ومن ثمّة صوب جنوب تونس ليقع إثر ذلك إلحاقها بالحكم العثماني .
أما بالنسبة إلى طرابلس فقد كان مجال تونس ملاذا لتصدير الأزمات التي تصيب البلاد، مثلما كان الأمر عند إستيلاء علي برغل على الحكم أو عند عودة طرابلس للإشراف العثماني المباشر أو زمن الجوائح الطبيعية التي تدفع ببعض المجموعات إلى الهجرة من أوطانها نحو بر تونس . يحتاج في رأينا تاريخ العلاقة بين البلدين إلى مزيد تسليط الأضواء لأهمية دراسة السلطة و بناء الدولة في تاريخ البلاد التونسيّة وربطه بما طرأ من تحولات في طرابلس وتحديد علاقات التأثيروالتأثّر في السيرورة التاريخيّة لكليهما، وفي هذا الإطار يتنزل هذا البحث في محاولة لفهم سياقات نشوء الدولة في كل من تونس وطرابلس .
إن إختيارنا للتاريخ المقارن[1] كمنهج للبحث كان بدافع إيجاد أكبر قدرمن الموضوعية التاريخية ذلك أن ملاحظة الفوارق والقواسم من شأنه أن يظهر خصوصيات كل مجال و مجتمع ، فلا ريب أن لتونس وطرابلس عديد الملامح المشتركة مثل الخضوع لسلطان المسلمين و تشابه البناء السياسي والإجتماعي لكلا البلدين. وداخل هذه الملامح المشتركة برزت بعض الخصوصيات المجالية والإختلافات الإجتماعية و السياسية ، من ذلك أن السلطة في تونس كانت أكثر تفتحا على المتغيرات الخارجية، في مقابل بقاء المجتمع في طرابلس مجتمعا قبليا مما أعاق بناء تنظيم دولة مركزية قوية .
- الناشر: المركز الديمقراطي العربي للدراسات الإستراتيجية والسياسية والاقتصادية