بداية مرحلة جديدة في المواجهة بين السعودية وجماعة الحوثي المتحالفة مع إيران
-المركز الديمقراطي العربي
اعترضت القوات السعودية الثلاثاء صاروخا بالستيا فوق الرياض تبنى اطلاقه المتمردون الحوثيون، معلنين أنه كان يستهدف قصر اليمامة، المقر الرسمي للعاهل السعودي.
نقلت قناة المسيرة التلفزيونية التابعة لحركة الحوثي باليمن عن مصادر عسكرية اليوم الثلاثاء إن صاروخا باليستيا أطلقته صوب العاصمة السعودية الرياض كان يستهدف اجتماعا لقادة سعوديين في قصر ملكي.
ذكرت المملكة السعودية ان الصاروخ البالستي الذي أطلق من اليمن وتم اعتراضه فوق الرياض الثلاثاء “ايراني-حوثي”، بعد أيام من اتهام واشنطن طهران بتصنيع صاروخ تم اعتراضه فوق العاصمة السعودية أيضا في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
وقال مركز التواصل الدولي في وزارة الاعلام في حسابه في تويتر “قوات التحالف (العسكري في اليمن) تؤكد اعتراض صاروخ ايراني-حوثي كان يستهدف جنوب الرياض، ولا بلاغات عن وقوع اصابات حتى الان”.
قالت جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران يوم الثلاثاء إن أحدث هجماتها الصاروخية على السعودية افتتاح لمرحلة جديدة في مواجهتها مع المملكة وذلك بعد أن اعترضت الرياض الصاروخ.
وجاء في بيان للحوثيين الذي يحاربون في اليمن بثته قناة المسيرة التلفزيونية التابعة لهم أن القصور السعودية وكافة المنشآت العسكرية والنفطية بالمملكة في مرمى صواريخهم.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، تبنى المتمردون الحوثيون اطلاق صاروخ بالستي يبلغ مداه نحو 750 كيلومترا واستهدف مطار الرياض. وجرى اعتراض الصاروخ فوق المطار وكانت هذه المرة الاولى التي يصل فيها صاروخ اطلق من اليمن الى هذه المسافة داخل السعودية.
وينذر اطلاق الصاروخ بتصعيد جديد في النزاع اليمني من جهة مع تهديد المتمردين بقصف القصور السعودية، وفي الخصومة بين ايران والسعودية التي اعتبرت الشهر الماضي ان استهداف عاصمتها “اعتداء ايراني مباشر”، وهددت بالرد على طهران.
وشهد النزاع تصعيدا مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري في آذار/مارس 2015 بعدما تمكن الحوثيون من السيطرة على مناطق واسعة في أفقر دول شبه الجزيرة العربية.
تسبب النزاع في اليمن بمقتل أكثر من 8750 شخصا منذ اذار/مارس 2015 واصابة عشرات الاف المدنيين والمقاتلين بجروح ونزوح مئات الالاف، بينما غرق البلد الفقير بأزمة غذائية وصحية كبرى.
وصفت أمريكا في عرضها أجزاء قالت إنها بقايا أسلحة إيرانية زودت طهران الحوثيين بها في اليمن على أنها دليل حاسم على أن إيران تنتهك القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة وشملت تلك الأدلة بقايا متفحمة قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إنها من صواريخ باليستية قصيرة المدى إيرانية الصنع أطلقت من اليمن في الرابع من نوفمبر تشرين الثاني على مطار الملك خالد الدولي خارج العاصمة السعودية الرياض إضافة إلى طائرة بدون طيار وذخيرة مضادة للدبابات انتشلها سعوديون من اليمن.
وانتهزت إسرائيل والسعودية اللتان تعاديان إيران بقوة فرصة العرض الأمريكي ودعتا إلى تحرك دولي.
وينص قرار أصدره مجلس الأمن الدولي دعما للاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع القوى العالمية على منع طهران من بيع ونقل الأسلحة خارج البلاد أو تزويد أطراف بها دون الحصول على موافقة من مجلس الأمن. ويحظر قرار منفصل من الأمم المتحدة نقل الأسلحة إلى زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي وآخرين في اليمن.
وقال البنتاجون إن السعودية والإمارات زودتا الولايات المتحدة بكل بقايا الأسلحة التي عرضت. ويقاتل تحالف عسكري بقيادة السعودية في اليمن دعما للحكومة والرئيس المعترف بهما دوليا ضد الحوثيين في حرب أهلية تدور رحاها منذ أكثر من عامين.
يأتي هذا العرض غير المسبوق، الذي قالت هيلي إنه تم بناء على معلومات مخابرات، في إطار سياسة الرئيس دونالد ترامب الجديدة حيال إيران التي تعهد فيها بتبني نهج أكثر صرامة مع طهران. ويبدو أن ذلك النهج يشمل أيضا مساعي دبلوماسية.
ونفت إيران تزويد الحوثيين بمثل تلك الأسلحة ووصفت ما عرضته الولايات المتحدة بأنه ”ملفق“.
وشبه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في تغريدة على تويتر اتهامات يوم الخميس بتأكيدات وزير الخارجية الأمريكي السابق كولن باول بامتلاك العراق أسلحة دمار شامل وذلك أمام الأمم المتحدة عام2003 بناء على معلومات مخابرات أمريكية.
في 14 كانون الأول/ديسمبر، كشفت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هالي النقاب عن أدلة جديدة على تسليم أسلحة إيرانية إلى المتمردين الحوثيين في اليمن. ففي مركز عسكري داخل “القاعدة المشتركة «أناكوستيا بولينغ»” في واشنطن العاصمة، عرضت هالي ومسؤولون في البنتاغون قطعاً من صاروخ وصوراً لمجموعة من منظومات أسلحة إيرانية الصنع تمّ اكتشافها في اليمن.
وإلى جانب الطائرات بدون طيار من طراز “قاسف -1” وصواريخ “طوفان” الموجهة المضادة للدبابات التي يستخدمها الحوثيون- وتنطبق عليها تماماً مواصفات المنظومات الإيرانية الصنع – تركّزت الإحاطة الإعلامية على سلاحين متقدمين، هما: صاروخ “قيام-1” البالستي القصير المدى والمراكب “الموجهة عن بعد” المتفجرة الذاتية التوجيه من طراز “شارك-33”.
وفي 7 تشرين الثاني/نوفمبر، قدمت السعودية إلى هالي أدلة دامغة على تقديم إيران لنظم “قيام-1” للحوثيين. وبالفعل، تطابقت العلامات الموجودة على الصواريخ التي سقطت في السعودية تماماً مع تلك الموجودة في منظومات “قيام-1” التي بثت “وكالة أنباء فارس” الإيرانية، تقريراً عنها، والتي تعرض قسم الذيل مع فوهات دوارة نفاثة ذات ريش عوضاً عن زعانف الذيل.
ويتميز صاروخ “قيام-1″، الذي تنفرد إيران بتصنيعه وتشغيله عن باقي الصواريخ المنتمية إلى الفئة ذاتها بأنه لا يحتوي على زعانف. وتجدر الإشارة إلى أن كافة الصواريخ التي تشكّل مخزون اليمن من صواريخ “إس إس – 1 سي الروسية/ هواسونغ-5 من صنع كوريا الشمالية (سكود –B)” وصواريخ “إس إس – 1 دي الروسية/هواسونغ-6 من صنع كوريا الشمالية (سكود –C)” الطويلة المدى، تتمتع بزعانف على ذيولها، مما يشير إلى أن الصواريخ التي ضربت ينبع والرياض قد تم استوردت من إيران، وليست منظومات يمنية جرى تحويلها.
وشملت عناصر الصواريخ عدداً من “الأدلة الدامغة” على أنها إيرانية الصنع. فقد حمل المشغل الميكانيكي لأحد الصواريخ – وهو الجزء الذي يتحكم بالوضعية – شعار “مجموعة الشهيد باقري الصناعية”، وهي شركة دفاع إيرانية تخضع لعقوبات فرضتها عليها الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
كما دُمغت لوحة الدارة الموجودة ضمن وحدة قياس عطالية لصاروخ محطم على أنها منتج “مجموعة الشهيد همّت الصناعية”، وهي هيئة أخرى تخضع لعقوبات الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. وفي هذا الإطار، ذكرت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية لورا سيل، أن “الهدف من هذا العرض هو إظهار أن إيران وحدها هي التي تقوم بصنع هذا الصاروخ. ولم يزوده الإيرانيون لأي عناصر أخرى، فلم نرَ أحداً يستعمله إلا إيران والحوثيين”.وكالات