نحو تعزيز التعاون حول الأنهار الدولية في أفريقيا
اعداد : محمد فؤاد ابراهيم رشوان – باحث فى الشئون الأفريقية
- المركز الديمقراطي العربي –
- مجلة الدراسات الأفريقية وحوض النيل : العدد الأول – مارس – آذار – سنة “2018″ وهي فصلية دولية محكّمة تصدر عن “المركز الديمقراطي العربي” ألمانيا – برلين.
- تُعنى المجلة بالدراسات والبحوث والأوراق البحثية عمومًا في مجالات العلوم السياسية والعلاقات الدولية وكافة القضايا المتعلقة بالقارة الأفريقية ودول حوض النيل..
للأطلاع على البحث من خلال الرابط المرفق :
ملخص:
تستخدم الأنهار في العديد من الأغراض فهي أحد أهم مصادر الحصول على المياه الصالحة للشرب والزراعة وتوليد الكهرباء، فضلًا عن كونها مصائد للأسماك بالإضافة إلى الملاحة واستخدامها كطرق دولية تربط بين الدول، ومن التناقض أن أغلب الأنهار التي تعتبر وسيطاً لربط مختلف الشعوب والثقافات والحضارات أصبحت تمثل حاجزاً رسمياً تفصل بين الثقافات والحضارات وتعوق النقل والاتصال بين الشعوب.
وقد احتلت الأنهار الدولية اهتمامًا متزايدًا من قِبَلِ المجتمع الدولي، وذلك بسبب ما يحيط بها من مشكلات مختلفة بعضها يتعلق بقضايا الحدود والبعض الآخر بمشكلات ندرة المياه وسوء التوزيع، بالإضافة إلى مطامع الساعين إلى السيطرة والهيمنة على مصادر المياه،والنوع الأخير يتعلق بجودة المياه وحمايتها من التلوث، ولعل أخطرها وأكثرها تأثيراً تلك المتعلقة بوضع الأنهار كحدود دولية، وذلك لما لها من تأثير على وجود الدولة ككل ولما لها من انعكاسات سلبية على الأمن والسلم الدوليين.
ومع كثرة النزاعات التي حدثت بسبب الأنهار الدولية أدركت كافة الدول المتصارعة على المياه ان تلك الصراعات والنزاعات لن تؤدى إلا الى المزيد من الشقاق واهدار الموارد، ولذلك سعت تلك الدول الى ايجاد صيغ مختلفة لاحداث التعاون بينها حول مصادر المياه التي اصبحت تعانى من الشح والندرة، ومن المفارقات الغريبة ان الانهار التى كانت تمثل الرابط بين الشعوب في كافة المناحى الاجتماعية والتجارية والثقافية اصبحت هى مصدر النزاعات والصرعات بينهم.
وتسعى هذه الدراسة الى عرض للجهود الحثيثة التي بذلت فى القارة الأفريقية من أجل زيادة فرص التعاون حول الانهار الدولية الموجودة في القارة في حين يتناول المطلب الثاني تجربة منطقة الجنوب الأفريقي وتجمع السادك ( SADC ) عبر تحليل البروتوكول المنقح لإدارة التعاون حول الأنهار الدولية في منطقة الجنوب الأفريقي وعددها خمسة عشر نهراً دوليا ، أما المطلب الثالث فيتناول كيفية التعاون حول حوض نهر النيل باعتباره اكبر انهار القارة والعالم وكذلك فهو أحد الأهم الأنهار التي لم تستطع الدول المتشاطئة فيه خلق اطار مؤسسي جامع ينظم التعاون حوله لتيسير التعاون ورأب شقة النزاع بينهم .