التدخل الفرنسي في مالي والسيناريوهات المستقبلية للأزمة الترقية: بين الأمننة والأفغنة
اعداد : بويبية نبيل – أستاذ مساعد بقسم العلوم السياسية بجامعة سكيكدة
- المركز الديمقراطي العربي –
- مجلة الدراسات الأفريقية وحوض النيل : العدد الأول – مارس – آذار – سنة “2018″ وهي فصلية دولية محكّمة تصدر عن “المركز الديمقراطي العربي” ألمانيا – برلين.
- تُعنى المجلة بالدراسات والبحوث والأوراق البحثية عمومًا في مجالات العلوم السياسية والعلاقات الدولية وكافة القضايا المتعلقة بالقارة الأفريقية ودول حوض النيل..
للأطلاع على البحث من خلال الرابط المرفق :
ملخص
إن التدخل الخارجي القوي في منطقة الساحل الإفريقي عن طريق الحرب على ليبيا، ثم التدخل الفرنسي في مالي سرع بوتيرة كبيرة من الانفلات الأمني فيها، إذ أصبحت تتجه شيئا فشيئا نحو نموذج الأفغنة، على الرغم من التفاؤل الذي يطبع الكثير من التحليلات.
هذه المداخلة تحاول البحث في أهم السيناريوهات المتوقعة التي يأخذها التدخل الفرنسي في منطقة الساحل الإفريقي وأثره على مستقبل الأزمة الترقية في مالي.
إذ أنبروز تهديدات ومخاطر أمنية جديدة لا تماثلية في المنطقة متمثلة في الإرهاب الدولي والجريمة المنظمة العابرة للحدود والمجاعة والفقر وموجات الجفاف بالإضافة إلى تهديدات ومخاطر أخرى ليست بالجديدة كليا -الأزمة الترقية- بل كانت موجودة ولكن تطورت في أشكال متجددة واستفادتها من التهديدات والمخاطر اللا تماثلية أعطاها حساسية عالية وتصاعدا مستمرا، كل هذه التهديدات والمخاطر تتميز بسهولة انتشارها وانتقالها في منطقة الساحل الإفريقي ذات الجغرافية السياسية الملائمة، يساعدها على ذلك التدخل الأجنبي وطبيعة دول المنطقة التي توصف بالفاشلة والتي تعاني من ضعف الرقابة على حدودها الجغرافية مما سهل عملية اختراقها، كل هذه التهديدات والمخاطر الأمنية تتجلى في صورة حلقة أمنية واحدة وبمخارج عديدة تجعل من الصعب فك الارتباط بينها.
لذلك ستحاول هذه الدراسة معرفة معطيات المنطقة والمؤثرات التي تؤثر وتتأثر بها سواء أكانت من داخلها أو من محيطها الإقليمي أو الدولي، من خلال التطرق لأهم خلفيات الأزمة الترقية، والمشروع الفرنسي التاريخي في المنطقة، ثم محاولة رسم السيناريوهات المتوقعة لها.