الدراسات البحثيةالمتخصصةالنظم السياسي

الحياد في السياسة الخارجية الامريكية

Neutralism and United States Foreign Policy

اعداد وعرض المقال الباحثة : ضحى هلال – المركز الديمقراطي العربي

 

  • المؤلف: Filmer Stuart Cuckow Northrop [1]

نورثروب  باحث فى جامعة ييل، وأحد الذين استخدموا المنهج العلمى، وهو فيلسوف متأثر بسياسة وثقافة الحرب الباردة، توفى فى اكستر نيوهامبشاير حيث كان يقيم منذ سنوات عديدة عن عمر يناهز 98 سنة.

خبير فى ميادين الفلسفة والعلوم والقانون, استاذ الانثروبولوجيا نورثروب درس التقدم العلمى الكبير فى اوائل القرن العشرين, ولا سيما اينشتاين والنظرية النسبية وما يتصل بها من تلك الصراعات الثقافية المنبثقة عن الحربين العالميتين.

“ظهور القنبلة الذرية وامكانية الاستفادة البيولوجية وفى العديد من المولفات مثل   “الخلافات الايديولوجية والنظام العالمى عام   1949  وكتاب علم النفس والانثروبولوجيا والتاريخ الذي تسائل  فيه  (هل العواطف اللاعقلانية والحوافز البيئة والوراثة ام  حتمية بيولوجية الاتجاهات التاريخية تحدد  ما سيحدث ؟ ام الافكار حقا؟)

عند اندلاع الحرب الباردة افترض  انها سببها  ليس ايديولوجية او سياسية او قضايا اقتصادية بل العلم الذى توفر الاساس لتحسين العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتى. وفى السنوات الاولى بعد تاسيس الامم  المتحدة كان يشكك في  السلام  القائم على اساس سياسى  وقدرته علي منع وقوع حرب عالمية ثالثة.

وفى مؤتمر خطة طوارئ الشعبى العالمى فى عام 1947 وقال انه يبدو ان “الامم المتحدة فشلت بشكل اسرع من الجامعة العربية” فى اشارة الى عصبة الامم بعد الحرب العالمية الاولى .

Filmer Stuart Cuckow Northrop)  ) هو اسم الكاتب بالانجليزية والذي اعتاد علي استخدام الاحرف  الثلاثة الاولي (F. S.C. NORTHROP)   نورثروب الذى وصل الى نيو هيفن فى العام 1638. وتخرج من كلية Beloit فى عام 1915 وبدا عمله فى الدراسات العليا فى جامعة ييل فى عام 1917. وقد خدم فى الجيش للمدرعات خلال الحرب العالمية الاولى  ثم عمل فى الصين لمدة سنتين قبل العودة الى ييال لاكمال شهادة الماجستير.

وحصل على شهادة الدكتوراة من جامعة هارفارد فى عام 1924 ثم درس فى المانيا وانجلترا. اصبح المعلم فى الفلسفة بجامعة ييل فى عام 1923 وظل كلية منذ ما يقرب من اربعة عقود. وشغل منصب رئيس قسم الفلسفة من 1938 الى 1940  وحصل علي الماجستير من جامعه سليمان من عام 1940 الى عام 1947. وكان  من احد القلائل غير المحامين الذي قام بالتدريس في جامعة يال للقانون .

فى عام 1927 استاذ نورثروب امضى سنة فى المانيا وسويسرا, حيث بدا 20 سنة دراسة نظرية لنسبية اينشتين وطبيعة المنهج العلمى. وهو مؤلف او ناشر 12 كتابا, الاكثر نفوذا “اجتماع الشرق والغرب” نقد التقاليد الفلسفية الرئيسية فى العالم فى المجالات الثقافية, نشرت فى عام 1946 وقال  جونز هيرزل  عن كتابه “انه اهم حدث الفكرية فى الولايات المتحدة فى عام 1946.  وقال الاستاذ نورثورب ان الحضارة الغربية متاثرة بافكار افلاطون وارسطو والحضارات الشرقية متاثرة بافكار كونفشيوس مما يودي الي التصادم بين الثقافتين وقال ان الحل هو تجميع القيم . وكتابه لقاء الشرق والغرب اعيدت طباعته 10 مرات كان اخرها فى عام 1979 الي ثلاث لغات . خلال دراسته، اصبح نورثروب خبير في كتابات ونظريات اينشتاين والفيلسوف الفريد وايتهيد وذات مرة وصفهما رجال عباقرة ارواحهم حساسة وعقولهم نابغة .

شارك نورثروب فى العديد من المنظمات الدولية المعنية فى حل الصراع الايديولوجى الدولى. كان زميل الاكاديمية الامريكية للفنون والعلوم, وعضو فى الاكاديمية الامريكية للعلوم السياسية والاجتماعية.

الأفكار الرئيسية:

النظرية الكلاسيكية للسياسة الخارجية الأمريكية:

كانت الحيادية والمفاهيم المتعلقة بها هي نظرية السياسة الخارجية التي صاغها الاباء المؤسسين لتلك النظرية. حيث اكدت النظرية على عدم وجود تحالفات مشتركة، وتعد تلك السمة التي تميزت بها السياسة العسكرية للولايات المتحدة الأمريكية في الماضي والحاضر.

ونجد أن جيفرسون وافق على نظرية الحياد في السياسة الخارجية للولايات المتحدة بالرغم من اختلافهم حول القضايا المحلية. مشيراً  إلى أن مفتاح السياسة الخارجية البريطانية والفرنسية كان السعي من أجل المستعمرات. ولكن تم الاعتراض بعد ذلك على تلك السياسة نظراً لأنها تتعارض مع المصالح الأوروبية الاستعمارية، مثل موقف الحياد التي اتخذته امريكا تجاه الحرب بين اليابان وروسيا.

لم يكن هذا الحياد العقائدي غير المشروط يتجاهل القضايا المتعلقة بالحروب الخارجية، ولكنه كان ضد شئ واحد ألا وهو الغزوات والحروب الناشئة عن نظريات السياسة الخارجية للدول الأوروبية في العصر الإمبريالي الناتجة عن سياسة عسكرية محددة.  ولتبرير وتعزيز ثورة المؤسسين لنظرية الحياد، نجد أنه قد كتب اعلان الاستقلال وقوانين حقوق الانسان والدساتير الاتحادية التي اكدت على مبدأ “جميع الرجال” وليس مجرد الاميركيين المولودين، حيث أنهم من حيث المبدأ: سواسية أمام القانون ويتمتعون بالديمقراطية والحرية والمساواة ولا يجب عليهم التفريط في هذا الحق.

 

أساس الحياد:

لا يقع التحالف مع القوى الأوروبية على النفعية أو التشدد أو فكرة عقائدية، ولكن المدخل هو اعتبار أن التواجد في أي تحالف أجنبي أو حرب أمر خاطئ. وجرت بدلاً عن ذلك على المبادئ الدينية الاساسية والفلسفة السياسية، أكدت تلك الفلسفة على الحق الطبيعي لكل فرد الحق فى الحرية.

النظريات الأوروبية التقليدية للسياسة الخارجية:

تعد هذه النظريات توابع من العصر الإمبريالي الغربي. وتم الإشارة إلى السياسة الخارجية الاوروبية التقليدية فى صيغة الجمع، لذلك نجد أن هناك نظريتان: أولهما نظرية اخلاقية ذات نهج أحادي وتعتمد بشكل كبير على المعايير الدينية والأخلاقية، وثانيهما نظرية مادية تعددية وهي مستمدة من الفكر الأرسطي، وذكر أرسطو أن كل الأشياء السببية الغائية  تبع من اسباب هادفة، وأدى ذلك إلى تعرف أرسطو على عبارة “جيدة” و “الله” مع الأسباب النهائية عضوياً وداخلياً ذات الصلة من كل شيء. ولما كان هذا السبب النهائي مرتبط ارتباطاً عضوياً من كل شيء، حيث فرد معين واحد بدلاً من كثير، ويترتب على ذلك أنه لا يوجد سوى هدف واحد ممكن جيد لأى شخص او لأية دولة.

أي السياسة الخارجية وكذلك الداخلية جيدة تعني عملياً أن تصل إلى حيز الوجود في كل مكان من هذه الطريقة الأرسطية، وبناء على ذلك، الحياة المحلية فى المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والفتوحات والسيطرة غير الغربية على الحضارات والشعوب تعطي الفاتحين إيماناً خالصاً في أنهم كانوا يفعلون شيئاً دينياً واخلاقياً.

التشابه بين النظريات الأوروبية:

نظرية Austinian-Machiavellian-Hobbesian التعددية، هي نظرية السياسة الخارجية في أوروبا، وتبدو في البداية أنها نقيض للنظرية الأحادية لأرسطو. وتعبر الحرب الناجمة عن الصراع المادى بالقصور الذاتى في قوات رجال الدولة. وبما أن هذه الدولة لدى هوبز يصاحبها تدمير الذات، اصبح من الضرورى في حالة عدم تدمير بعضها البعض فى العلاقات الداخلية بتسليم التعددية الشخصية أو المادية لقوة واحدة ذات سيادة مطلقة.

المفاجأة الوحيدة هي أن يجد هذه النظرية التي تبناها الأميركيون حساسة روحيا وقادرة مهنيا كما قال السيد كينان وأستاذ نيبور. حقيقة، ومع ذلك، هو أنها وصى تعديل في نظرية السياسة الخارجية للولايات المتحدة، وتحتضن الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء، لذلك يجب أن تنتقل هذه الظاهرة لكي نتمكن من فهم ووضع الحياد فيما يتعلق بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة في آسيا من خلال السيد كينان، الأمين اتشيسون، واتخاذ قرار السيد بول نيتز والرئيس ترومان وانتشاره إلى أوروبا في إطار السياسة الخارجية من نظائرها السيد روبرت بوي، الأمين دالاس، الأدميرال رادفورد، والرئيس أيزنهاور.

اكتساب السياسة الخارجية للولايات المتحدة الطابع الأوروبي:

كانت سياسات ماهان الأمريكية  تعمل على تطوير نظريته في القوة البحرية، ووضع هذا التصور الجديد رواية وتفسير أكثر المتشددين على معنى الحرب الاسبانية الامريكية. وأعرب هذا الاتجاه عن تأثير أوروبا في شرق الولايات المتحدة، وعلى هذا النحو فإنه يعارض بقوة من قبل آلات الجمهوري من ولاية أوهايو الرئيس ماكينلي، كان مزاج جمهورى الولايات المتحدة بقبول السلطة مصير الامبريالية محملة سيضحى بالحياد فيما يتعلق بالحروب الاوروبية وكانت النتيجة العملية وتامين الارض قناة بنما باساليب التى تسترشد فى وقت لاحق الادارة الديمقراطية للرئيس وودرو ويلسون، تعبر عن النظرية الكلاسيكية للسياسة الخارجية للولايات المتحدة.

جاءت نظرية الجمهورى اليمينى للسياسة الخارجية للولايات المتحدة مطابقة النظرية الكلاسيكية، وخاصة كما تم تطبيق النظرية الأخيرة من قبل الرئيس ماكينلي في كوبا. ويمثل اضفاء الطابع الاوروبى على النظرية الكلاسيكية للسياسة الخارجية الامريكية مغايرا لموقف الرئيس ثيودور روزفلت الجمهوريين فى نيويورك حيث أنها تنشأ من الهجرة إلى الولايات المتحدة الايرلندي من ايرلندا يهيمن ثم البريطانية والليبراليين الألمان الذين فروا من الثورة الليبرالية هزم في ألمانيا في 1848. على عكس ثيودور روزفلت الذي أرادت الولايات المتحدة أن تحمل عصا عسكري كبير، جاء هؤلاء الأوروبيين لتجنب الخدمة العسكرية. وذلك على نقيض رأي الجنرال واشنطن، هاملتون، أو جيفرسون. ومن هنا نجد أن اضفاء الطابع الاوروبى للسياسة الخارجية  جلبت الجمهوريين حتى الحرب العالمية الثانية مع نظريتين على طرفي نقيض من السياسة الخارجية، سواء التي كانت تتعارض مع النظرية الكلاسيكية. وكسر اضفاء الطابع الأوروبي السياسة الخارجية للولايات المتحدة الامريكية، ويخشى اتباع منهج جيفرسونيان الليبرالى الديمقراطى اعلان الاستقلال فلسفة الحقوق مما يجعل المجتمع فى الولايات المتحدة فريد من نوعه.

تأثير النظريات الأوروبية على القادة الأمريكيين:

ساهم في نشر الأفكارة الأوروبية انتشار مهنة المحاماة ومن ثم وزراء الخارجية في الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وكذلك تأثر القادة العسكريين وأساتذة العلاقات الدولية في أقدم الجامعات فإن معظم هذه الأفكار جاءت من أوروبا، وبالتالي وبصورة عمياء جلبت نظريات الأوروبية وطرق في العلاقات الدولية معهم.

وفقا لهذه الفلسفة القانونية الانجليزية Austinian والقانون الدولي ، حيث لا يوجد المطلق بحكم الأمر الواقع السيادة مع قوة البدنية لفرض أوامرها على التعددية السلطة السياسية، كان هوبز واضح جدا حول هذه النقطة. منذ بالنسبة له وAustinians التالية له، وتعرف القانون والعدالة باعتبارها إرادة والسيادة المطلقة الذي لديه القدرة البدنية لجعل إرادته فعالة، وأشار إلى أن هوبز على هذه النظرية لا يوجد شيء مثل السيادة الظالمة.

ووفقا لهذه الفلسفة القانونية الوضعية، يستمد القانون فعاليته ليس من محتواه الأخلاقي، وهذا له تأثير ضمني من صنع السلطة المادية بدلاً من مبدأ أخلاقي لمعيار ما يحدث في الواقع، حتى في ظل القانون عندما قانون فعال. ثم يستخدم واحد من المحتوى الأخلاقي لقواعد قانونية لإدانة أحد الأعداء لكنه يعتقد وفقا لنظرية القانونية الوضعية، وبالتالي من حيث المبدأ، أن القوة وحدها هي معيار الفعالية أي القانون. في هذه المرحلة النظرية تستند أخلاقيا للسياسة الخارجية، حتى عندما شغل في ذات محتوى ليبرالي ديمقراطي، ويصبح تمييزه عن سياسة القوة الأكثر مادية.

 

جورج كينين والسياسة الخارجية:

بعد الحرب العالمية الاولي يقوم بتادية خدمته المدنية وجد  ان النوع الاروبي لتادية الخدمه المدنية مشابه لحد كبير الخدمه المدنية التي يوديها من حيث التخطيط طويل المدي والقرارات اليومية التي يتم صنعها عن طريق نخبه الشئون الخارجيه الذين اتبعوا النظريات الاروبيه للشئون الخارجية .

الشاب كان مبهورا لذا بعد الرب العالمية الثانية قام الشاب بتاليف كتابين عن الاخذ بالاعتبارات الاخلاقية وميراث العقلية الدوليه عن العلاقات الدولية وافترض نظريات سياسات القوي وكان يومن بالعقلية الهوبزية عن القوة وكان تعيين السيد كينين في موسكو في صالح الساسه الاروبيين المومنين بنظريات هوبز عن القوه وانطلاقا من فلسفته عن القوه التي كانت تفترض انه يجب اقصاء الاعتبارات الاخلاقية والشرعية عن العلاقات الدولية وهذا يفسر سبب اهتمامه بالقوه العسكرية السوفيتية ،اما بالنسبه لتعينه في واشنطن لم يكن جيدا بالنسبه للساسه الاروبيين المومنين بنظريه القوة وخصوصا اذا كان الهدف تمثيل الاشخاص في اوروبا والشرق الاوسط واسيا .

وتصوره للولايات المتحدة وتصريحها بخصوص الاستقلال عن الهيمنة الاوروبية وذلك من خلال مبادي جيفرسون التي يمكن تلخيصها في الاتي:

  • كل البشر وليس فقط الامرييكين احرار.
  • الحياد في السياسه الخارجية الامريكية.
  • بالنسبة للاشخاص التابعين لفكر الميكيافيللي وايمانهم عن ماهية القوة في العلاقات الدولية رفض جيفرسون ذلك وراي انه يجب ان تاتي شرعية العلاقات الدولية من القانون الدولي.
  • عدم استخدام القوة في مجال العلاقات الدولية الافي حاله الدفاع عن النفس وضمان حرية واستقلال الشعوب.

وللمفارقة في العقود الاولي من القرن العشرين ذهب العديد من القاده والمفكرين الاروبيين الي التاكيد علي اهميه المفهيم الاوروبية في مجال العلاقات الدولية بينما ذهب المفكرون الامركيين الي اهمية التاكيد علي المفاهيم الامريكيه في العلاقات الدولية وهذا يفسر نشوء تيار الحيادية في عهدي كل من الرئيس الامريكي جيفرسون وادارة الرئيس ترومان في اسيا.

امركة السياسة الخارجية الاروبية:

بتتبع مسار الحرب العالمية الاولي تحول البريطانيين من الفلسفه الخارجيه الاجنبيه الي الفلسفه البريطانيه الحديثه والاتجاه من التركيز علي الفلسفه الالمانية الهيجليه الي التركيز علي المكفرين البريطانيين امثال(لوك وهيوم). لذلك ركزت الكنيسه الانجليزية الغائية والوحدانيين علي المفكرين البريطانيين وجاء العديد من المفكرين من (تسلب واتون) الي (اكسفورد وكامبرديج) ومنهم من اصبح الاباء الموسسين للولايات المتحدة.

وطبقا لافكار هيوم للجميع نفس القدر من الحريه كبريطانيين وبالنسبة للكنيسة الانجلية والارستقراطيين فلهم الحق في عمل السياسات الخارجية وهذا طبقا لبعض الاشخاص.

وبالنظر لحزب العمل البريطاني نجد انا مازال متاثرا بالافكار الاقتصاديه لكل من لوك وهيوم وحزب العمل جري تشكيله من زعماء وقاده اتحادات العمال البريطانيين وذلك علي خلاف احزاب الاعمال علي المستوي القاري والذي لم يومن قادتها بالمذاهب الفلسفيه للا شتراكيين امثال(برودون-ماركس-انجلز)والمذاهب الفلسفيه للقديس سايمون .

اما عن رواد كلية الحقوق جامعة هارفرد نجد انهم تاثروا بافكار هوبز واستن وكانت نيجية للعوامل سابقة الذكر بخصوص حزب العمال البريطاني فكر البريطانيين ارجاع الهند الي الهندوك ونفس الشي في افريقيا وهذا حتي قبل الحرب العالمية الثانية وبنفس الوقت تحولت الي الكومنولث البريطاني الذي يقف فيه كل الاعضاء علي الاساس الديمقراطي وتفوق البريطانيون في هذا المجال علي نظرئهم الاوروبيين اما بخصوص الفرنسيين فلم يكونوا ببعيد عن افكار البريطانيين فيما يخص منح الدول المستعمرة استقلالها وتعرض الحقيقة السابقة ان الفرنسيين مازالوا متاثرين بالعقلية الهوبزية عن القوة لذلك اهتموا كثيرا بالحديد والفولاذ وعلي الرغم من امركة السياسة الخارجية الاروبية هذا لايعني ان الامم الاروربية اصبحت مشابهة للويات المتحدة.

مثال: المفهوم التقليدي عن السيادة الوطنية بدا يتغير ويتحول الي مفهوم المجتمع العالمي ونجد بالفعل ست دول تحولوا بالفعل من مفهوم السيادة الوطنية وسياسة هوبز عن القوة الي مفهوم المجتمع العالمي.

استمرار امريكا الكلاسيكية:

سيكون من الخطا ترك الانطباع الامريكي الكلاسيكي عن السياسة الخارجية. ومن امثلة تلك الانطباعات الكلاسيكة نظرية الذنب الاصلي ونظرية الاثارة العاطفية وايضا افكار هوبز عن القوة وكذلك افكار اوستن ومن الذين تاثروا بافكار هوبز واوستن وامتصوها بالكامل من غير نقد (الورثة الحاليون في جامعة كولومبيا) رجال الدين امثال(جورج كينان)، رجال جيش امثال(ايزنهاور-برادلي)،محامون امثال السيد (دين اتشسون)،وايضا الاباء الموسسين امثال(جون ادامز- جيفرسون) وسياستهم الخارجية التي قامت  علي التشويش والتناقضات والصورة المكسورة لامريكا وسياسة الحياد.

ودرو ويلسون واتحاد الامم:

لحسن الحظ  هناك العديد من الامريكيين خلال النصف الاول من القرن التاسع عشر لم يتاثروا بافكار هوبز واوستن وميكيافيللي والنظريات الاروروبية التقليدية في الشئون الخارجية احد هولاء الاشخاص كان (ودرو ويلسون) وتبني ويلسون الجزء الايجابي للنظرية الكلاسيكية في الشئون الشئون الخارجية في سياسات الولايات المتحدة، كمثال تدخل(مك –كينلي )في تدخله جانب الكوبيين في الحرب الامريكية الاسبانية لذا قام بتعميم هذا المفهوم بعد سنوات في مفهوم عصبة الامم.

من هنا، في خطابه عام 1917 تحدث الرئيس ويلسون عن الحرب ودخول العديد من الافراد المسالمين في الحرب يمثل شيئا مخيفا ونتيجه لخطابه احتشد العديد من الافراد في شوارع باريس وايضا اثار خطابه الافراد في افريقيا والشرق الاوسط وتصورهم ان العالم انتهي.

الشخص الاخر هو روزفلت فعل الشي ذاته في الحرب العالمية الثانية الذي تبني افكار جيفرسون عن الفلسفة الكلاسيكة الامريكية.

لكن دعونا نركز علي السياسة الكلاسيكية لودرو ويلسون الذي تبني ايضا افكار جيفرسون عن الفلسفه العادلة واليمقراطية كاساس للسيلسة الامريكية الكلاسيكية لكن هذه النظرية عن مفهوم الديقرطية وضمان استقلال الشعوب تنتهك كمبرر لارسال القوات للدول الاخري بحجه حماية الديمقراطية في الشعوب الاخري لذلك راي (ويلسون) انة لابد من وجود قوانين دولية لتعمييم قرارات وقواعد المجتمع الدولي .

من هنا،الضرورة المطلقة لعصبة الامم بالتالي لن يتم ارسال القوات كعذر للسيطرة علي الشعوب الاخري وعرف ويلسون انه لابد من كتابة دستور دولي كمتطلب اساسي لقيام عصبة الامم ومن اهم مواد هذا الدستور المادة رقم(10) التي تنص علي ضرورة احترام استقلال الدول والحفاظ علي سلامة الاراضي الاقليمية والاستقلال السياسي لكل الاعضاء داخل الاتحاد.

وميثاق عصبة الامم لم يمنع الحرب كسبيل اخير اذا اخفق مجلس العصبة عن حل النزاع في مثل تللك الحاله يحتفظ اعضاء مجلس العصبة بمثل هذا الحق واخذ اي فعل من اجل الحفاظ علي استقلال الدول.وكما هو معروف اصرار الرئيس الامريكي علي الماده رقم (10) التي كانتى سببا في اسقاطه مما ادي الي غضب الجمهور والمعارضة ورفضه استعمال القوة في الخارج هكذا هزم ودرو ويلسون وعصبة الامم في مجلس الشيوخ.

ميراث الروساء ترومان وايزنهاور:

الفلسفة والاقناع الخاصة بجيفرسون لم تمت بسهولة والدليل علي ذلك اعجاب شابان بتلك الفلسفة وهما شابان احدهما من ميسوري والاخر اصبح نفسه رئيسا للولايات المتحدة لكن لسوء الحظ اضطر هولاء الرجال الي التعامل مع دبلوماسين ومستشارين كانت عقولهم قد غطست في افكار هوبز وميكيافيللي واوستن.

ميراث اخر يجب ان يلاحظ بعد هزيمة عصبة الامم والنصر الجمهوري لسياسة العزلة للرئيس هاردنج ايضا اتباع سياسة الباب المفتوح مع الصين ومع رحيل القوي الاستعمارية عن اسيا بذلك تمكن الاسويين من روية نهاية العصر الاستعماري.

اجماع من قبل الدول والذي يعد فريدا من نوعه علي الحرب العالمية الثانية انتهب الحرب العلمية الثانية باسقاط قنبلتنين علي ناجازاكي وهيروشيما وهذا لم يحسن من صورة امريكا امام دول العالم علي العكس حيث اصبح ذلك الحدث بمثاية القنبلة الاكبر في التاريخ الامريكي ووصف الرئيس الامريكي (ايزنهاور) ذلك الحدث  بان الانسان يعيش في العصر الذري و اصبح يمتلك القوة لتدمير اليشرية وهذا دفع اتباع هوبز الي التوجه من مفهوم السياده الطبيعية(المفهوم التقليدي للسيادة) الي مفهوم المجتمع الدولي.

ومن اهم النتائج المترتبة علي الاحرب العالمية الثانية وجود قوتين دولتيين علي الساحة الدولية مما ادي الي تعقد الموقف بسبب اختلاف الايدلوجيات بين القوتين الامريكية والسوفيتية.فطبيعة الايديولوجية الشيوعية مختلفة تماما عن عقيدة الولايات المتحدة بالتالي فالشيوعية كانت لها اهداف مختلفة تماما عن العقيدة الامريكية وكان لها طرق لتنفيذ اهدافها وتطبيقا علي ارض الواقع قائمة علي الفلسفة الستالينية لجذب الانتباه الي المجتمع الشيوعي القائم علي اساس هذا التصور الشيوعي للعلاقات الدولية،وفي هذا الصدد يقول (جيمس ريستون) انة لابد من الاعتماد علي القوة المادية في السياسية الامريكية وليس مجرد الاقناع وهذا في مقابل التصور الشيوعي .

الفلسفات الوطنية الفردية والسياسة الخارجية:

تقوم الفلسفة الاساسية (للوكين جيفيرسونيان) لفهم السياسة الخارجية لكل امة لابد من التركيز علي الامم والدور الامريكي في سياسية هذه الدول ويشير لوكين الي اختلاف الثقافات والعادات الاجتماعية للشعوب  عن الثقافة الامريكية.

مثال: الثقافات الهندية والبوذية واليهودية والاسلامية والقبلية الافريقية بالتالي لنجاح السياسة الخارجية لابد من فهم الاختلافات الثقافية بين الشعوب واستخام الفلسفات المقارنة لفهم الاختلافات بين هذه الثقافات.

وبالنظر الي عامل المعونة الاقتصادية في السياسية مجال الخارجية نجد انه من اهم العوامل الموثرة في قرارات السياسة الخارجية فمثلا بالنظر الي المعونة الامريكية في مجال السياسية الخارجية نجد ان (الحبيب بورقيبة ) واحد من اكثر المساندين للسياسة الامريكية في العالم العربي وهذا وفقا لنيويوك تايمز عام 1975 ويرجع جيفرسونيان ذلك الي استخام المعونة الاقتصادية كاداة للسياسية الخارجية ولكن دون جرح الكرامة الانسانية ،بالتالي هذة الملاحظة توكد علي اولوية الاداة الاقتصادية في السياسية الامريكية ويوكذ(لوكين) علي اهمية الاداة الثقافية في كواحدة من اهم ادوات السياسية الخارجية ويجب الا ياتي استخدام الاداة الاقتصادية علي حساب الاداة الثقافية.

نهوض البلدان الافريقية والاسيوية:

واحد من اهم التطورات الاكثر اهمية بعد الحرب العلمية الثانية نهوض شعوب وامم من شعوب افريقيا واسيا وهذا النهوض يظهر نفسه للوجود بنشوء امم وشعوب جديدة مثل اسرائيل والهند الحره وباكستان وكيانات مثل جامعة الدول العربية والتاكيد علي مبدا جيفرسون في حق الامم في ادارة شئونهم الخاصه دون تدخل من قوي خارجية وليس فقط ادارة الشئون الخاصة للدول ولكن القاء الضوء علي مجتمعاتهم الروحانية والثقافية

مثال:المهراجات الهندوس التقلديين في الهند لذا نجد ان مبدا جيفرسون يقوم علي احترام الثقافات التقليدية وحقهم في ادارة شئونهم الخاصة لذا تقوم السياسة الخارجية لجيفرسون علي احترام الحقوق الطبيعية لكافة البشر وايضا احترام التعددية الثقافية والايدلوجيات المختلفة املا انها تحافظ علي استقرار العالم الحالي.

عمل قوات  الأمم المتحدة في كوريا:

أمر الجنرال ” ماك آرثر ” بمغادرة قوات الولايات المتحدة اليابان وكان الرئيس ” ترومان ومستشاريه غير قادرين علي إتخاذ هذا القرار من جانب الولايات المتحدة وحدها ، وعلي الفور أثار هذه المسألة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة . وبفضل الامتناع عن ممثل الاتحاد السوفيتي ، تحولت القضية المبرمة ليتم معالجتها قانونيا و أذن المجتمع الدولي بعمل القوات الدولية بموجب القانون الدولي لميثاق الأمم المتحدة .

وأهمية هذه المسألة السابقة لم تعد تقدر حق قدرها ، فتطبيق نظرية الولايات المتحدة الكلاسيكية للسياسة الخارجية لشعب أجنبي ينتهك حقه في إدارة شئونه له شرطين بدلا من مجرد واحد :

  • يجب أن نتأكد قبل خروج الولايات المتحدة أو أي دولة أخري عن سياسة الحياد لإرسال قواتها إلي الخارج أن هذا له مبرره أم لا ليس فقط وجوب الوفاء بالشرط المحدد من قبل الرئيس ” ماكينلي ” والكونجرس بمساعدة الشعب الكوبي ضد اسبانيا ، ولكن يجب ايضا الوفاء بشرط ” ويلسسون” الذي أذن به المجتمع الدولي بموجب قواعد القانون الدولي ، وجعلها جزء من عمل شرطة المجتمع الدولي .
  • تم إشعار المعتدين المحتملين في أي مكان أن الأمم المتحدة إذا كان يمكن أن تمنع الولايات المتحدة من الذهاب إلي الجامعة العربية قبل عدوان موسوليني . العضوية في الأمم المتحدة كان يجري أتخاذها بمدي قدرة تحمل مسئولية المشاركة في حفظ حقوق الشعوب الأخري في إدارة شئونهم فضلا عن الإصرار علي مثل هذا الحق بالنسبة لشعبهم.
  • والأكثر أهمية ، كما كانت الأحداث اللاحقة لإظهار، أن الولايات المتحدة والقوات الأخرى في عمل قوات الأمم المتحدة نقلت من الحالة الحربية والعدائية . فالحربية في حرب ما وضعت، بدلاً من ذلك، في حالة مختلفة تماما من القوات الدولية للحفاظ على السلام في مجتمع  دولي يأذن بعمل القوات الدولية  تحديداً مثل الشرطي المحلية  التي تستخدام قوتها المادية بموجب القواعد القانونية في آسيا أو أفريقيا أو أي مجتمع محلي غربي .

وهذا يعني أنه في أي إنهاء لاحق لعمل هذة القوات ، فإن ممثلي الأمم المتحدة لن يأتوا معا على نفس الأساس كممثلي المعتدين علي الشيوعية في كوريا الشمالية، والجلوس حول مائدة مستديرة كمضاجع متساوية للسلام مع المحايدون الآسيوين باعتبارهم ” صانعي السلام ” الوحيدون في الوقت الحالي .

بدلاً من ذلك، فإنه يعني أن ممثلي قوات الأمم المتحدة سوف يجلسون تحت القانون الدولي للمجتمع الدولي ، وقبل ممثلو كوريا الشمالية، الذين يجلسون على الجانب الآخر من طاولة مستطيلة، ويأتون كالجناة لكي تتم محاكمتهم ، مع البقاء الحيادي ف مكان وضعوا فيه أنفسهم يتخذوا فيه قرارتهم بحيادية وانعزالية . و يتمكنوا من التفكير في مهمة صنع السلام المشوهة إلي حد ما داخل دولة أحد أعضاء الأمم المتحدة والذي يصر علي حقوق شعبه ، ولكنهم بعد ذلك يعزلوا أنفسهم عن مسئوليات قوات الأمم المتحدة بأتخاذ موقف تجاه رجال قوات المجتمع الدولي عندما تنتهك هذه الحقوق نفسها في حالة شعب آخر.

ولكن لماذا، إذا كان الرئيس ترومان حذر جداً لإرسال قوات الولايات المتحدة إلى كوريا في ظل مجتمع دولي يأذن بالأسس القانونية والأخلاقية التي لا تشوبها شائبة ، فعل هذا كثير من الآسيويين، في مواجهة العدوان الشيوعي الأكثر وضوحاً هناك، متبعا سياسة الحياد أثناء ادارته ؟هذا سوف يساعدنا على فهم، في جزء منه، ولكن ليس كليا، التغاضى عن هذا التطور للحيادية اذا كان يتم الاحتفاظ بالأشياء التالية في الاعتبار :

  • الكونفوشيوسية التقليدية، والبوذية، والمفهوم الآسيوي الهندوسي الغاندي للقائد الأخلاقي والسياسي كوسيط .
  • وحياد الولايات المتحدة بعد أول استراحة لها من الإمبريالية الأوروبية، عند النظر كقاعدة ميكانيكية عمياء وبصرف النظر عن فلسفتها الأخلاقية والسياسية الأساسية.
  • مستشارين التفكير الأوروبي المشار إليهم وأعمالهم التي رأي الآسيوين أنها مرتبطة بالرئيس ترومان وخليفته.
  • السوفيتين المخضرمين .

رد الفعل السوفيتي لعمل قوات الأمم المتحدة:

لم يأخذ مسئولي موسكو فترة طويلة لإدراك أنه إذا كان الغزو الشيوعي في كوريا الجنوبية لم يتحول ، في مواجهة  عمل قوات الأمم المتحدة ، إلى هزيمة لا تعوض فكريا وماديا ، صورة أمريكا في عيون الآسيويون والأفريقيون والشرق الأوسط . وبالتالي، التسرع في العودة إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وكانت ملاحظاته هي الأكثر مضيئة. وقال أن وجود الولايات المتحدة والقوات العسكرية الأوروبية الغربية الأخرى في كوريا الجنوبية لم يكن بإذن من المجتمع الدولي لعمل قوات الأمم المتحدة ، وقد حاول الرئيس ترومان ورجال الدولة الأوروبية فعل ذلك؛ ولكن كان، بدلاً من ذلك ، عذر سياسي لسياسة القوة للتستر على لعبة السلطة الأوروبية القديمة للحصول علي القوات الغربية علي الأراضي الآسيوية بخداع بعض الأعضاء غير الغربية في الأمم المتحدة لكي تشارك .

عندما يقول رئيس مجلس التخطيط في وزارة الخارجية الخاصة بالرئيس ترومان نفسه أن عقلية الشرعية الدولية الأخلاقية في غير محلها في السياسة الخارجية ويؤكد علنا في الطباعة أن القوة هي ما يهم دوليا، هذه الأطروحة التي كتبها سفير الاتحاد السوفياتي لدى الامم المتحدة ليس من السهل الإجابة عليها .علاوة على ذلك، عندما بدء مع  الرئيس ترومان والمستمر مع خليفته الجمهورية، يرى المرء أن السيطرة على قرارات السياسة الخارجية اتخذت المزيد والمزيد من أيدي المدنيين في وزارة الخارجية حيث تم توسيط الكلاسيكية وتحولت إلى مجلس الأمن الوطني حيث يقوم العسكرين والمدنيين باتخاذ القرارات الكبرى،و قد يعذر الغرباء غير الشيوعين في آسيا إذا كانت يستنتج أنه ربما كان السفير السوفياتي في الجزء الأيمن.وعلاوة على ذلك، تشجع حكومة الولايات المتحدة العسكرية ومسئولي الصحافة الأسلحة والطائرات العسكرية للولايات المتحدة بإستمرار ف صحافة الولايات المتحدة والعالم ن مما يخلق انطباعا في الخارج عن أمريكا في استخدامها للأدوات العسكرية لحفظ السلام في مجتمع يأذن بعمل قوات الولايات المتحدة.

الخطر الوحيد الذي يهدد المعسكر الغربي، الذي يغري نفسه ليكون معسكر الحرية، موجود بالضبط في الاتجاهات الباقية أو الدعم المقدم لهذه الميول الاستعمارية أو اعتبارات الانتهازية … طالما يوجد تنافر بين الأقوال والأفعال، بين المبادئ العريضة التي تربط بين الديمقراطيات الغربية والانتهازية غير المتماسكة لهذه الديمقراطيات نفسها.. الشعوب حديثة الاستقلال لها حق الشك في صدق العالم الحر.

التحول من الرئيس ترومان إلى الرئيس أيزنهاور لم يساعد الأمور. ففي الواقع، زادت الحيادية ، وامتدت من آسيا إلى أوروبا ونتج عنها “الغرب الحرة” المنقسمة تماما قبل الاختراق السوفيتي لمنطقة الشرق الأوسط في أزمة السويس. عدم وجود تحسن في عهد الرئيس أيزنهاور لا يجب أن يفاجئنا ، لأنه كما هو موضح سابقا، يميز السياسة الخارجية الكلاسيكية للولايات المتحدة نفس المسؤولين في الوظائف الرئيسية في عهده كما هو في عهد الرئيس ترومان. فقط الوجوه والتسميات أصبحت مختلفة في التحول من السيد اتشيسون إلى السيد دالاس ، ومن السيد كينان والسيد نيتز إلى السيد باوي والسيد كاتلر. ولكن لماذا، ثم، هل ساءت الأمور فيما يتعلق بانهيار تعاون العالم الحر وانتشارالحيادية؟ والجواب هو أن الرئيس أيزنهاور ورئيس وزرائه حافظوا على جميع نقاط الضعف العقلية الهوبزية والاستانينية في إدارة ترومان،بل وأضافوا عليها.

التجديد في نظرية السياسة الخارجية ” ايزنهاور دالاس “:

أول وأخطر التجديدات حدثت عندما أصر الجنرال أيزنهاور في الحملة الانتخابية عام 1952 ضد الرئيس ترومان أن أولاد الولايات المتحدة في كوريا كانوا في حرب وليس في عمل  قوات الامم المتحدة.وقدر الرئيس ترومان خطورة هذه الملاحظة ، فجاءت وعوده الانتخابية بإعادة أولاد الولايات المتحدة إلي وطنهم من “الحرب ” بالتفاوض مع الشيوعيين في كوريا. الفرق بين الأولاد الأمريكين  في كوريا في حرب أو في عمل  قوات الامم المتحدة هو الفرق بين أن يكون هناك تفويض للأمة باستخدام القوة وحدها أو أن يكون بموجب القانون الدولي مع تفويض بمعالجة قرارات المجتمع الدولي قانونيا . هذا هو الفرق ، في إطار القانون الداخلي المحلي بين الرجل الذي يقتل شخص في قرية محلية بقرار منفرد منه، ورجل الشرطة الذي يقتل شخص آخر أثناء تأديته لواجباته ومهامه الرسمية المفوض بها فانونا من المجتمع.

النوع السابق من القتل يسمي جريمة القتل؛ وهذا الأخير  هو عمل قوات صنع وحفظ السلام. فقد حرص الرئيس ترومان قبل وصول الامريكان في كوريا ألا يكون ذلك بقرار منفرد من الولايات المتحدة وحدها، وإنما بتفويض بموجب القانون الدولي من جانب المجتمع العالمي.وكان على حق، ففي انتخابات عام 1952 عندما أصر ضد الجنرال أيزنهاور أن الامريكان في كوريا ليسوا في حرب بل في عمل شرطي.

هذه المسألة تحظي باهتمام أكاديمي أكثر كما يظهر في الاعتبارات التالية. لماذا يسرع السيد “جاكوب مالك”  بالعودة مرة أخري إلى مجلس الأمن بشأن إيفاد عمل شرطة الامم المتحدة لمساعدة وحماية حق الكوريين الجنوبيين في إدارة شؤونها الخاصة؟ ونحن نعلم بالفعل الجواب : كان لإقناع العالم أن أمريكا وغيرها من جنود الأمم المتحدة في كوريا كانت في حرب وليس في عمل شرطي. ومن ثم، عندما ضل الجنرال أيزنهاور في اصراره ضد الرئيس ترومان أن الأمريكان كانتوا في حرب وليس في عمل الشرطة، فهو يؤيد عن غير قصد قضية ممثل الاتحاد السوفياتي

وتتبع أيضا تلك الاضطرابات طاولات مربعة ومستديرة شهدت لاحقاً بالسفير” لودج ” في الأمم المتحدة عندما أصر المحايدون الآسيويون على وضع ممثلو الأمم المتحدة وكوريا الشمالية معا حول مائدة مستديرة كصناع حرب مذنبين بنفس القدر، مع المحايدون “صانعي السلام الوحيدين”. ومن الضروري أيضا الفهم الواضح للفرق بين الحرب والعمل الشرطي، مرسخ  في النظرية الكلاسيكية لـ ” لوكين جيفرسون” للسياسة الخارجية للولايات المتحدة كما تطبق بشكل إيجابي من قبل الرئيس ماكينلي في هذه القضية الكوبية،  الرئيس ويلسون في  المادة 10 من كتابه، والرئيس ترومان في بداية الأزمة الكورية، هو أيضا أمر ضروري. في أزمة السويس، أظهر الرئيس أيزنهاور أن النظرية الأخيرة للسياسة الخارجية للولايات المتحدة  بالنسبة له. سيئة للغاية تستغرق وقتاً طويلاً للخروج عنها.

هناك بدعة ثانية في السياسة الخارجية لإدارة الرئيس أيزنهاور. وقد ظهرت هذه المسألة بين والسيد كينان والوزير دالاس، بل أنها شملت الرئيس أيزنهاور أيضا. في الحملة الانتخابية عام 1952، الجنرال أيزنهاور والسيد دالاس أعربوا عن معتقداتهم الأخلاقية والدينية الشخصية. وأكدوا أن السياسة الخارجية للولايات المتحدة يجب أن تستند أخلاقيا بحيث يمكن  أن يعرف حلفائها أين تقف الولايات المتحدة وحتي لا يتم تسوية أو ترضية الشيوعية . ولسوء الحظ، فشلوا في تحديد ما إذا كان هذا الأساس الأخلاقي أحادي أم تعددي ؛ وإذا  كان أحادي، هل يطبق علي القوات العسكرية. وهكذا، لم تكن السياسة الخارجية للولايات المتحدة واضحة ، وقد ظهر أثر ذلك في مغادرة حلفائها تماما في الظلام، هذا الانزعاج  الغامض منهم يرجع  للأسباب التالية: إذا كانت السياسة الخارجية الجديدة للولايات المتحدة أخلاقية أحادية تستند إلى الدين المسيحي وطريقة الحياة الأميركية، وكان لاستخدامها في الحملة العنيفة لدحر الشيوعية، خطر قد يسير نحو “تيودور روزفلت ” دون استشارة حلفائها الدولين .

خاوف الأوروبية من السياسة الخارجية الأمريكية :

لم تنخفض المخاوف الأوروبية عندما أشاروا إلى أن الجنرال أيزنهاور قد وصف حملة عسكرية موضوعية في أوروبا كحملة صليبية، على ان قبول ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة في شيكاغو، وكانت الجمل الأولى في خطاب القبول، ” لقد تم استدعائي.. لقيادة حملة صليبية كبيرة-للحرية في أمريكا والحرية في العالم. و أني أعلم شيئا من المسئولية الجليلة لقيادة حملة صليبية. لقد قمت بقيادة واحدة. … وسوف أقود هذه الحملة الصليبية ” . أكثر من أي كلمة أخرى في اللغة الإنجليزية، فإن كلمة “صليبية”التي تجمع بين البديهية الدينية والعقل العسكري

علاوة علي ذلك ، إشارة الحملة الانتخابية  للسيد “جون فوستر دالاس” عام 1952  لدحر الشيوعية .فلا تزال المخاوف المتزايدة في أوروبا . وعلل ذلك رجال الدولة الأوروبية والعلمانيين بأنها سيئة بما فيه الكفاية لأن يكون واحدة من الدولتين العظميين خارج الحرب الصليبية المقدسة منشغلة ببناء  أرجاء العالم وفقا لصورتها الأيديولوجية، بل أنها قاتلة  للسلام على الإطلاق إذا كانت سلطة أخرى تنغمس في نفس الأحادية الأخلاقية أيضا. قريبا، نهاية الحملة الانتخابية عام 1952،وألقى المرشح الجمهوري للرئاسة كلمة رئيسية في السياسة الخارجية. في 4 أيلول/سبتمبر من ذلك العام وذكر مستمع لندن رد الفعل الأوروبي على النحو التالي :

معلقون غرب أوروبا، بالنسبة للجزء الاكبر، وانتقدوا خطاب السيد أيزنهاور. . . . هذا الرفض تركز على حقيقة أن الدول الغربية توحدت في إطار الحلف الأطلسي لمقاومة الامبريالية السوفياتية في تحالف عسكري دفاعي ، وهي ليست ملتزمة بتحرير الشعوب المستعبدة من قبل الحرب. وأشار معلقون آخرون إلى أن السيد ايزنهاوركان لا يدعو إلي تحريرهم بالحرب ، إلا أن سياسته إذا وضعت موضع التنفيذ ولم تكن مجرد دعاية أنتخابية ، فإنها تنطوي على خطر الحرب.

عندما أعلن رئيس الوزراء : دالاس “ في خطابه الرسمي عن السياسة الخارجية عن تهديده “حافة الحرب” والانتقام الضخم في الاماكن والاوقات التي يختارها الفرد، وتركت كلمة ” الفرد ” غامضة . وعلى الفور، ناشد السيد “أرنولد توينبي ” فلسفة لوكين جيفرسون للسياسة الداخلية والخارجية  للتأكيد على “لا إبادة بدون تمثيل”.

حتى في الولايات المتحدة في بداية الإدارة الأولي للرئيس أيزنهاور، أعرب التركيز الأخلاقي في سياستها الخارجية عن نفسه في هذه المسألة بين وزير الخارجية “دالاس” والسيد “كينان”  بشأن كيف تم التعامل مع التهديد بالعدوان الشيوعي . السيد كينان، مع علمه بالأيديولوجية الشيوعية ومخاوفه من الحروب الصليبية المقدسة القائمة على الأحادية الأخلاقية في السياسة الخارجية القومية ، وتلاه الرئيس ترومان، وقد وقف لاحتواء الشيوعية. السيد دالاس وغيره من الجمهوريين هاجموا هذه التهدئة وقالوا أن السياسة الجديدة سوف تكون لدحر الشيوعية. مرة أخرى، قالوا أنه فشل في تحديد ما إذا كان هذا التراجع، بسبب قبول  أساسها الأخلاقي الأحادي ليس مجرد احتواء الشيوعية ، لأن تدعم عسكريا أم لا. حيث يتعارض تصور هاتين السياستين لكلا من السيد “كينان ” و “دالاس” وزير الخارجية ، أعتقد دالاس انه من الحكمة  اتباع أساليب مختلفة . وقد استقال السيد كينان لمتابعة أفكاره في السياسة الخارجية في حدود هادئة وغير ضارة سياسياً.

الاتحاد الأوروبي :

فيما يتعلق بأوروبا جاء الحدث الحاسم مع هزيمة اتحاد الدفاع الأوروبي في مجلس النواب الفرنسي . وقد جرت العادة في الولايات المتحدة أن تنسب هذه الهزيمة، ليس لهذا التحول في ظل إدارة الجمهورين من سياسة الإحتواء إلي سياسة دحر الشيوعية القائمة علي أساس أخلاقي أحادي ، لكن للخوف الفرنسي من إعادة تسليح الألمان. ، آنذاك، ولكن بعد بضعة أسابيع ، هل كان التصويت “في مجلس النواب الفرنسي” علي إعادة تسليح الألمان، في ظل أركان العامة الألمانية، في إطار “منظمة معاهدة بروكسل”؟ إذا كانت إعادة التسليح الألمانية التي كانوا يخشونها، لا يمكن أن تحدث ابدا ؛ إذا كانت تفضل تنمية الصادرات،فإن تنمية الصادرات يمكن أن تؤدي لإعادة تسليح الألمان في ظل أركان العامة الأوروبية، بينما “معاهدة بروكسل” إعادة تسليح ألمانيا في ظل الأركان العامة الألمانية .

ومن الواضح أنه يجب أن يكون هناك عامل آخر موجود في “معاهدة تنمية الصادرات” وغير موجود في معاهدة بروكسل . فما هو هذا العامل الأخر؟ هو أن الولايات المتحدة ليست عضوا في “معاهدة بروكسل”. علي عكس “معاهدة حلف شمال الأطلسي”، حيث تقتصر  كلياً علي الدول الأوروبية. وبعبارة أخرى، يفضل الفرنسيون إعادة تسليح ألمانيا في ظل الأركان العامة الألمانية و في إطار المعاهدة التي كانت تقتصر على الأوروبيين وتوسطت بريطانيا العظمى إلى ألمانيا لإعادة تسليح  ، حتى في ظل الأركان العامة الأوروبية، بموجب بروتوكول تنمية الصادرات الملحق “بمعاهدة حلف شمال الأطلسي”، توسطت وزارة الدفاع الأمريكية العسكرية تحت قيادة “أدميرال رادفورد”، والرئيس ” أيزنهاور”،و وزير الخارجية ” دالاس ” و نظرية السياسة الخارجية للولايات المتحدة القائمة علي أساس أخلاقي أحادي .

علي الفور أتخذ التحرك نحو الاتحاد الأوروبي معنى جديداً. في حين أنه في البداية تم وضع تصور كجزء أساسي لتعاون الولايات المتحدة والأمم المتحدة في حفظ السلام العالمي، وليس فقط في أوروبا، ولكن أيضا في آسيا؛ من الآن فصاعدا ، فإن هذا يعني اتباع أوروبا لسياسة الحياد فيما يتعلق بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة .

عندما قامت  إسرائيل، بريطانيا العظمى، وفرنسا  بغزو مصر في خريف عام 1956 ، خرج الرئيس أيزنهاور عن سياسة عزلة الولايات المتحدة عن السياسة الخارجية لبريطانيا العظمى و فرنسا فيما يتعلق بالشيوعية في الشرق الأوسط وأفريقيا.في هذا الحدث ، و سياسة الحياد فيما يتعلق بالتعاون في جميع أنحاء العالم الحر والتي بدأت في آسيا في إطار سياسة احتواء السلطة السياسية للسيد كينان، والتي امتدت إلى أوروبا وانتشرت لتشمل الولايات المتحدة أيضا. والمفارقة المأساوية في الموقف هي أن بقدر الأفعال، بدلا من الكلمات، يشعرون بالقلق، نظرية دحر الشيوعية لسياسة خارجية الرئيس ايزنهاور ووزير خارجيته وسياسة احتواء السلطة السياسية  لسياسة خارجية السيد كينان الديمقراطي وتحولت إلى أن تكون متطابقة تقريبا مع سياسة الجمهوريين الأضعف.

اتخذ الرئيس أيزنهاور قرارين كافين لجعل هذا واضحا لا لبس فيه. وقع القرار الأول عندما واجه الفرنسيون الهزيمة في الهند الصينية عندما امتنعت مساعدات القوة الجوية من الولايات المتحدة.حيث قرر الرئيس أيزنهاور عدم احتواء الهزيمة الشيوعية الفرنسية، ومن ثم نزول الفرنسيين إلى واحدة من أسوأ وأكثر الهزائم المذلة في تاريخهم. وجاء القرار التاريخي الثاني في الثورة المجرية. مرة أخرى، قرر الرئيس أيزنهاور ووزير خارجيته ضد دحر الشيوعية ومن ثم تحطيم الوطنيين المجرين من قبل الهجوم العسكري السوفياتي الذي لا يرحم.

في اللحظة الراهنة  لم يكن العالم الحر بعيدا عن الوضع الذي تحاول فيه كل دولة اتباع سياسة الحياد فيما يتعلق بالسياسة الخارجية للدول الأخرى. إلا أن كلا من الرئيس ايزنهاور والكتاب الأبيض البريطاني يؤكد أنه لا توجد دولة في عالم اليوم يمكن أن تحمي نفسها بمفردها. ومن الواضح أن الحياد في مثل هذه الظروف هو سياسة الهزيمة الذاتية  والتناقض الذاتي. ما هو السبيل للخروج من هذا المأزق إلى السياسة العالمية الحرة تحت قيادة الولايات المتحدة، الديمقراطين أولا ثم الجمهورين ثم قاد الجميع؟

الهروب من سياسة الحياد :

في أزمة السويس، أعاد الرئيس أيزنهاور سياسة الولايات المتحدة والأمم المتحدة على أساس سليم من خلال تصريحه المؤسف عن الأمريكان في كوريا ، بل قام بإزالتها .حدث هذا عندما أعلن هو والأغلبية في الأمم المتحدة أن بدء غزو مصر من قبل إسرائيل وبريطانيا العظمى وفرنسا يعد بمثابة عدوانا وانتهاكا للمجتمع الدولي.  هذا يرقي إلى العودة إلى نظرية الولايات المتحدة الكلاسيكية للسياسة الخارجية كما طبقعا الرئيس الجمهوري ماكينلي و الرؤساء الديمقراطين ويلسون وترومان. وتؤكد هذه النظرية أن أي استخدام للقوات في الخارج  فإنها تكون غير أخلاقية وغير عادلة إلا إذا استوفىت أحد الشروط التالية: يجب أن تكون مخصصة لمهمة حماية شعب انتهك حقه في إدرارة شئونه بنفسه ، و لا بد من التفويض والتصربح ايضا ليس فقط من قبل قرار الأمة بإرسال القوات، ولكن أيضا وفقا للقواعد القانونية الدولية وقرارات المجتمع الدولي ، مما يجعل وضع القوات في الخارج يقوم علي أساس أخلاقي ، مضبوطة قانونا في عمل شرطة صنع السلام، وليس في حرب .

ويضيف تحليل أسباب الحياد في هذه الورقة إلى هذا الاستنتاج، شرط  واحد إضافي . هذا الشرط هو أن الأساس القانوني الأخلاقي والدولي للسياسة القومية والأمم المتحدة يجب أن يكون تعددي بدلا من الأحادي. والسبب هو أن الناس في جميع أنحاء العالم لا تطلب سوى حماية من المجتمع الدولي بالحق في تجنب الفناء والإبادة في العصر الذري و الحق في إدارة شؤونهم؛ بل أنهم يصرون أيضا على ممارسة هذا الحق في ضوء تقاليدهم الفلسفية والدينية والثقافية .

توضح الاعتبارات التالية أن مثل هذه النظرية للسياسة الخارجية تواجه عددا من الصعوبات، إلا أن لديها فرصة حقيقية للنجاح :

  • أولاً، فهي تضع الأعتبارات الأخلاقية لشعب الولايات المتحدة في مقدمة الصورة التي تعرض أمريكا للآخرين، وبالتالي إزالة الصورة السيئة بسبب سياساتها الخارجية “أوربة الولايات المتحدة” التي أدت إلي الكثير من الحيادية .
  • ثانيا، وبسبب التعددية الأخلاقية، بالإعتماد على جميع الموارد الروحية في العالم،مثل فرصة سياسة الولايات المتحدة والأمم المتحدة للإعتماد علي قوة الشرطة الفعلية التعاونية للحفاظ علي الحقوق وإحكام السيطرة علي المعتدين .
  • وثالثاً، تقف الولايات المتحدة والأمم المتحدة إلي جانب الجموع في أفريقيا وإسرائيل والإسلام وآسيا الذين أعلنوا استقلالهم، والذين يشكلون أغلبية ساحقة من سكان العالم.
  • رابعا، تقوض الولايات المتحدة الغرض الأساسي من الحرب الباردة السوفيتية و هو خداع الولايات المتحدة لتضع قيضتها العسكرية ، بدلاً من الاعتبارات الأخلاقية لـ لوكين جيفرسون ، في مقدمة الصورة التي تقدم للعالم، وبالتالي توليد الحيادية وترك الأمم المتحدة عاجزة أمام العدوان الشيوعي.
  • خامسا، حتى بالنسبة لجمهورين الغرب الأوسط الانعزاليين عقائديا والمحايدين، فإنها توفرلهم الخيار الأفضل لأنها تتطلب المزيد من الشروط الواجب توافرها قبل أن يتم إرسالها الأمركيان إلي الخارج أكثر من أي نظرية أخرى .
  • سادسا، أظهرت أزمة السويس أن نظرية السياسة الخارجية التعددية الأخلاقية لـ لوكين جيفرسون تحظى بدعم حتى من الدول الأوروبية  التي تمت ادانتها في تلك الأزمة. واتضحت هذه الحقيقة عندما رضخت بريطانيا وفرنسا، وإسرائيل لعمل الولايات المتحدة والرئيس ايزنهاور.

إمكانية إنهاء سياسة الحياد :

بالنظر إلي التطورات الإيجابية منذ الحرب العالمية الثانية، نجد أنه، علي الرغم من وجود سياسة الحياد في كل مكان، إلا أنه يمكن إزالة أسباب هذا الحياد؛ وقد تم تعيين أربعة سوابق رئيسية قامت بذلك وقبلت:

  • الأولي ، قرار الرئيس ترومان في الأزمة الكورية بالتنازل عن حق جميع الدول الكبرى التقليدية في القيام بالأعمال ومعالجتها بشكل منفرد .
  • والثانية ،هي قراره، عندما أثيرت مسألة ما بين حكمة القائد الميداني للأمم المتحدة في كوريا وما قررت الأغلبية في الأمم المتحدة . ومرة أخرى قرر الرئيس ترومان التنازل عن حق القوى الكبرى الهوبزي التقليدي  للعمل بشكل منفرد  وهكذا انسحب الجنرال ماك آرثر من قيادته وتقبل حكم المجتمع الدولي .
  • والثالثة ، اتضحت في أزمة السويس عندما أجبر الرئيس ايزنهاور على الاختيار بين الوقوف مع أفضل أصدقائه أو وضع دولته بشكل قاطع  ضد الاستخدام الأحادي الفردي للقوة وعلى جانب القانون الدولي والمجتمع الدولي، اختارت المسار الثاني، كما فعلت معظم الدول في الأمم المتحدة. منذ الحرب العالمية الثانية، لم تقدر أفريقيا والشرق الأوسط، و آسيا السياسة الخارجية للولايات المتحدة كقيمة ومثل أعلي. وإذا تم اتباع فلسفة لوكين جيفرسون للسياسة الخارجية بنسبة مائة بالمائة  فإن ذلك يؤدي إلي إنهاء الحياد .
  • الرابعة، والأكثر أهمية، وقعت عندما قبلت بريطانيا وفرنسا واسرائيل حكم المجتمع الدولي وعندما أبدت أغلبية الشعب البريطاني انها ضد حكومتهم ، وعلى جانب السياسة الخارجية الكلاسيكية للولايات المتحدة الأمريكية والقانون الدولي الفعال ينتصر المبدأ الدولي الأخلاقي والقانوني في السياسة الخارجية القومية بأي حال من الأحوال ، ولأن جمعية الأمم المتحدة قدمت حل إيجابي مؤقت للمشكلة الإسرائيلية العربية، وبذلك، أثبتت الجمعية عدم كفائتها وأن المسألة يجب أن تترك لمناورات القوى الكبرى في مجلس الأمن، وقد فشل مجلس الأمن في حل المشكلة في ثمانية سنوات ، وبسبب هذا الفشل تحديدا نشأت أزمة السويس.

وبالتالي، تحتاج الولايات المتحدة والدول أخرى إلى بذل كل طاقاتهم في الأمم المتحدة لضمان إتخاذ إجراءاتها . بسرعة كبيرة جدا، وربما، بعد اتخاذ القرار الصحيح في أزمة السويس،وقد سارع الرئيس ايزنهاو إلى الكونجرس بخطة لكي يأذن له بإرسال المال والسلاح لمساعدة الدول الفردية في الشرق الأوسط الذين يطلبون مثل هذه المساعدات. إلا أن هذا كان له تأثير مؤسف يتمثل في إعطاء حق مماثل للاتحاد السوفياتي لقبول دعوة الشرق الأوسط لفعل نفس الشيء . مرة أخرى نرى أهمية الشرط الثاني لـ” ويلسون” وهو لابد من وجود مبرر واضح للخروج عن سياسة الحياد في أي دولة ، وإذا لم يكن هناك مبرر يلزم وجود إذن وتفويض من المجتمع الدولي بذلك .

هذا المبدأ قيد  التنفيذ فيما يتعلق بإرسال أي دولة لقواتها العسكرية إلي الخارج، ولكن كيف سيتم تنفيذه من خلال جمعية الأمم المتحدة حتى يتسنى لها توفير الحلول الإيجابية البناءة للأزمات التي تواجها ؟ وقد قدم الاقتصاديين في لندن إجابة علمية لهذا السؤال ، هذه الإجابة هي أن الفجوة بين الأمين العام للأمم المتحدة  مع موظفيه  و أعضاء الجمعية الواحد وثمانون تحتاج لشغلها عن طريق تعيين ” لجان صغيرة محددة يمكن التحكم فيها ” ، وهذه اللجان تصمم خصيصا  لتلبية عدة متطلبات حيوية. . .و ينبغي أن تكون صغيرة الحجم ، للسماح بتمرير القرارات بأكثر سرعة ودقة .

علي أي حال، فإن السوابق الأربعة المشار إليها أعلاه تمثل الحالات الصعبة في الميدان الدولي منها إمكانية  إنشاء قانونا فعالا.  إذن، أن الهروب من  سياسة الحياد ليس ممكنا  فحسب، ولكن أيضا، يجري تنفيذ جزء منه في ظل هذه الحالات الصعبة  ، وفي ظل الاقتراح العملي الذي سبق ذكره لأقتصاديين لندن

الافكار الفرعية:

يركز النص علي العقلية والنظريات الهوبزية وافتراضاتها حول القوة والسيادة الوطنية بمفهومها التقليدي والتحول من المفهوم التقليدي للسيادة الوطنية الي المفهوم العالمي والمجتمع الدولي .

ووضح الكاتب السياق الإيديولوجي المعقد للحياد، وأضح أنه ينطوي على خمس عوامل وهي:

  • الفلسفات السياسية والاقتصادية والدينية من الشيوعية والديمقراطية الدستورية الليبرالية الحديثة.
  • الفلسفات الدينية والاجتماعية للرجال القبائل الأفريقية. من البوذية والهندوسية والكونفوشيوسية، أو شنتو آسيا والإسلام، والتي تختلف ليس فقط داخلها وفيما بينها، ولكن أيضا من القانون الروماني أو الغرب المسيحي فيالشيوعية أوالليبرالية الحديثة الديمقراطية.
  • النظريات الأوروبية للسياسة الخارجية في عهد الإمبريالية.
  • النظرية الكلاسيكية للسياسة الخارجية للولايات المتحدة من الآباء المؤسسين لها، على النحو الوارد التطبيق الإيجابي في وقت لاحق وفقا للفلسفة الليبرالية الأساسية الديمقراطية الرئيس ماكينلي والكونجرس في كوبا في عام 1898 والرئيس ترومان والكونغرس في كوريا في عام 1950.
  • التباسات وتناقضات ناتجة عن الفكر الأوروبي، ومن هنا جاءت أهمية السياسة الخارجية للولايات المتحدة ومفهوم الحياد.

ايضا يركز النص علي مبادي الرئيس الامريكي جيفرسون والتي يمكن تلخيص اهم ملامحها في الاتي:

  • كل البشر وليس فقط الامرييكين احرار.
  • الحياد في السياسه الخارجية الامريكية.
  • بالنسبه للاشخاص التابعين لفكر الميكيافيللي وايمانهم عن اهية القوه في العلاقات الدولية رفض جيفرسون ذلك وراي انه يجب ان تاتي شرعية العلاقات الدولية من القانون الدولي.
  • عدم استخام القوه في مجال العلاقات الدولية الافي حاله الدفاع عن النفس وضمان حرية واستقلال الشعوب.

يتتبع النص ايضا المسار التاريخي لتشكل حزب العمال البريطاني وذلك في مقابل الاحزاب الاروربية من حيث القادة حيث تشكل حزب العمال البريطاني من قادة اتحادات العمال وذلك في مقابل الاحزاب  العمال الاوربية الاخري.

تتبع مسار الحرب العالمية الاولي والثانية ونشوء عصبة الامم بواسطة الجهود ويلسون وايضا هزيمتها امام مجلس الشيوخ.

واشار النص بشكل طفيف لسياسية العزله للرئيس الامريكي هاردينج وسياسة الباب المفتوح مع الصين وايضا اشار بشكل غير واسع الي انتهاء عصر الهيمنة الاوروبية في اسيا. بالإضافة إلى بعض الادوات الاقتصادية الفعاله في السياسية الخارجية مثل الاداة الاقتصادية في شكل معونات  واهيمتها في مجال السياسية الخارجية حيث انها تحقق اهداف الدول دون اللجوء الي الاداة العسكرية ولكن استخدام تلك الاداة يجب الا ياتي علي حساب الكرامة الانسانية وايضا اشار النص الي اهمية الاداة الثقافية كواحدة من اهم ادوات السياسية الخارجية وضرورة احترام الثقافات المختلفة او حتي الثقافات التقليدية . ووضح الكاتب النتائج المترتبة علي الحرب العالمية الثانية وظهور دول جديدة للوجود مثل اسرائيل.

المفاهيم:

  • القوة عند هوبز:حيث يعرف الكاتب القوة عند هوبز بانها تتعلق بالمفهوم التقليدي للقوة حيث يركز هوبز علي القوة المادية المرتبطة .
  • القوة عند ميكيافيللي:متقاربة الي حد كبير لمفهوم القوة عند هوبز حيث تركز علي القوة المادية واهميتها في مجال العلاقات الدولية
  • امركة السياسة الخارجية:الاعتماد علي مفاهيم ونظريات في مجال السياسية الخارجية من الفكر الامريكي.
  • السيادة الوطنية التقليدية:تلك السيادة المرتبطة بالمفاهيم المتعلقه بسيادة الدول مثل القوه العسكرية والحدود الوطنية التي تشكل عنصر اساسي في مفهوم السيادة التقليدي.
  • نظرية الذنب الاصلي والاثارة العاطفية في مجال السياسية الخارجية.
  • الحياد:نشا هذا المفهوم مع ادارة جيفرسون حيث يوكد المفهوم علي اهمية اتباع سياسة خارجية حيادية تكتفي علي الشان الداخلي وعدم التدخل في شئون الدول الاخري وخصوصا الشئون الاروبية.
  • سياسة العزلة: وهذا المفهوم نشا في ادارة الرئيس الامريكي هاردنج حيث يركز علي الشئون الامريكية والانعزال عن العالم الخارجي بمشاكلة وخصوصا الانعزال عن الشان الاوروبي خلال الحرب العالمية الاولي.
  • سياسة الباب المفتوح مع الصين
  • الاداة الاقتصادية:احد اهم ادوات السياسة الخارجية ويركز النص علي عامل المعونة الاقتصادية.
  • الاداة الثقافية:احد ادوات السياسة الخارجية ويركز النص علي ضرورة احترام الاختلافات الاقتصادية بين الشعوب.

تقيييم النص:

  • العنوان: Neutralism and United States foreign policy

العنوان واضح للغاية حيث انه يركز علي مفهوم الحياد في السياسية الخارجية الامريكية والعنوان قصير ومعبر عن مضمون النص  لذا نجد انا الكاتب كان موفق في اختيار عنوان النص.

  • المقدمة:

شملت المقدمة معظم الأفكار التي وردت بالمقال بطريقة موجزة ومنظمة. حيث عبرت كل فقرة بشكل موجز عن مضمون ومحتوى المقال. حيث وضحت كيف تغيرت السياسة الأمريكية من القومية إلى الحياد وفق الإطار التاريخي والعقائدي، ووضح الكاتب تأثر السياسة الخارجية الأوروبية بشكل كبير بالسياسة الأمريكية ومفاهيمها.

وأوضح الكاتب بداية تبني الولاياد المتحدة الأمريكية لمفهوم الحياد، وبداية تبني الدول الأخرى له، ثم وضح بعد ذلك السياق الإيديولوجي للحياد ووصفه بالمعقد، وأضح أنه ينطوي على خمس عوامل وهي:

  • الفلسفات السياسية والاقتصادية والدينية من الشيوعية والديمقراطية الدستورية الليبرالية الحديثة.
  • الفلسفات الدينية والاجتماعية للرجال القبائل الأفريقية. من البوذية والهندوسية والكونفوشيوسية، أو شنتو آسيا والإسلام، والتي تختلف ليس فقط داخلها وفيما بينها، ولكن أيضا من القانون الروماني أو الغرب المسيحي فيالشيوعية أوالليبرالية الحديثة الديمقراطية.
  • النظريات الأوروبية للسياسة الخارجية في عهد الإمبريالية.
  • النظرية الكلاسيكية للسياسة الخارجية للولايات المتحدة من الآباء المؤسسين لها، على النحو الوارد التطبيق الإيجابي في وقت لاحق وفقا للفلسفة الليبرالية الأساسية الديمقراطية الرئيس ماكينلي والكونجرس في كوبا في عام 1898 والرئيس ترومان والكونغرس في كوريا في عام 1950.
  • التباسات وتناقضات ناتجة عن الفكر الأوروبي، ومن هنا جاءت أهمية السياسة الخارجية للولايات المتحدة ومفهوم الحياد.

لذلك نجد أن الكاتب نجح في إيجاد تسلسل وترابط وترتيب للأفكار التي وردت في المقدمة.

  • السوال البحثي:

المقال تطرق الي السوال البحثي الرئيسي وتببع مفهوم الحياد في السياسية الخارجية الامريكية وايضا المفاهيم الاخري المرتبطة بمفهوم الحياد كمفهوم العزلة لذا فان النص جاوب علي التساول البحثي الرئيسي،بالتالي التساول البحثي في النص “ما هو مفهوم الحياد في السياسة الخارجية الامريكية ؟”

  • الافكار:

بداية نجد ان المقال له اهمية كبيرة في الفترة التي كتب فيها حيث ركز علي مفهوم الحياد وهذا المفهوم بدا يبرز في تلك الفترة وخصوصا حركات الحياد في العالم العربي ودول العالم الثالث وتم نشر المقال 1957،في الفترة الحالية نجد ان هذا المفهوم لا يمثل اهمية كبيرة بسبب تغير طبيعة النظام الدولي والحياد والعزلة لم يعد مقبولا في مفهوم النظام الدولي فنجد ان الدول التي في حالة عزلة تكاد تكون معدومة وتقربيا كوريا الشمالية هي الحالة الوحيدة في عالم اليوم،بالتالي نجد الافكار داخل النص متسلسة الي حد ما وان كانت غير مترابطة في بعض الاحيان.

  • الافكار الرئيسية مترابطة حيث يتناول المقال مفهو الحياد في السياسة الامريكية .
  • العناوين الفرعية غير مترابطة الي حد ما حيث نجد المقال يتحدث عن امركة الساسية الخارجية الاوروبية ثم ينتقل الي نقطة اخري للتحدث عن مفهوم عصبة الامم ثم نجد انة مترابط في اجزاء اخري من النص فنجد الكاتب يتحدث عن اجماع الدول علي الحرب العالمية الثانية ونتائجها في ظهور كيانات للوجود مثل اسرائيل وحصول بعض الدول الافريقية والاسيوسة علي استقلالها.
  • المفاهيم:

واضحة وقدم الكاتب العديد من المفاهيم مثل مفهوم الحياد والعزلة وان كان اشار الي مفهوم العزلة بشكل بسيط وايضا مفهوم القوة عن كل من هوبز وميكيافيللي وعرف بعض المفاهيم بشكل مختصر مثل مفهوم الاثارة العاطفية ونظرية الذنب الاصلي حيث اشار الي تلك المفاهيم بشكل مختصر لتوضيح فكرتة الرئيسية عن الفلسفة الامريكية الكلاسيكية .

  • المنهج:

يميل الكاتب الي استخدام المنهج التاريخي في وصف الاحداث  كمثال تدخل(مك –كينلي )في تدخله جانب الكوبيين في الحرب الامريكية الاسبانية.خيث يميل الكاتب الي الاستعانة بالامثلة التاريخية وايضا المنهج الوصفي في وصف وتحليل الاحداث.

  • النقد

عرض الكاتب انه كان من نتائج الحرب العالمية ظهور كيانات جديدة للوجود حيث نظر الكاتب الي ظهور دولة اسرائيل للوجود انها واحدة من اكثر التطوارت الاكثر اهمية .

ونظر الكاتب الي مفهوم القوة عند هوبز ومكيافيللي وكذلك اتباع العقلية الهوبزية بشكل سلبي للغاية قد يكون الكاتب محقا بغض الشي نتيجة تغير طبيعة النظام الدولي وظهور ابعاد اخري لمفهوم القوة مثل القوة النووية  ولكن علي الرغم من ذلك لايمكننا اغفال القوة بمفهومها التقليدي في مجال العلاقات الدولية وكذلك مفهوم السيادة التقليدي حيث انه المفهوم التقليدي للسيادة مازال ضرورة لقيام الدول.

ولكن نجد  الكاتب ركز علي مفهوم الاداة الثقافية  كاحد ادوات السياسية الخارجية هي تعد اداة مهمة في ادوات السياسة الخارجية لذا نجد ان الكاتب كان موفق في استخام الاداة الاقتصادية كاحد ادوات السياسة الخارجية.

[1]ANTHONY DePALMA, Prof. F. S. C. Northrop, 98, Dies; Saw Conflict Resolution in Science ,the new York times ,   July 23, 1992 .                                                                                                           “http://www.nytimes.com/1992/07/23/us/prof-f-s-c-northrop-98-dies-saw-conflict-resolution-in-science”

  • خاص – المركز الديمقراطي العربي
Rate this post

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى