دلالة خطاب المرجعية الدينية بخصوص الانتخابات البرلمانية العراقية 2018
اعداد الباحث السياسي: محمد كريم جبار الخاقاني. ماجستير علوم سياسية
- المركز الديمقراطي العربي
بعد جدال محتدم بين تاييد وعدم تاييد المرجعية الدينية للمشاركة الشعبية في الانتخابات التشريعية المقرر اقامتها في 12-5-2018 , اصدرت المرجعية الدينية ومن منبر الجمعة في الصحن الحسيني الشريف بيانها المتعلق بموقفها من تلك الانتخابات, فهي تؤكد على جملة من النقاط التي تؤشر للمواقف الثابتة التي امتازت بها وبالخصوص فيما يتعلق بالعملية السياسية في العراق ومنذ عام 2003 ولغاية الان, وباعلانها عن بيان موقفها فإن المرجعية قد قطعت الطريق على كل من القوى السياسية والتيارات الاخرى التي تعمل من اجل تجيير كل الامور لصالحها وانها مرشحة المرجعية وتحظى بدعمها وتاييدها.
ومن حملة الامور التي اكدت عليها المرجعية في بيانها ماياتي:
1-ان المرجعية الدينية تؤكد على ان المشاركة في الانتخابات هو حق للمواطنين ومن ثم ان ممارسة هذا الحق من عدمه يعود اليهم, ولكن مع الانتباه لمسالة مهمة جداَ وهي ان عدم المشاركة واحجام لمواطنين على عدم المشاركة في الانتخابات يعني اعطاء فرصة اخرى لصعود اشخاص فاسدين مجربين اذا ما قرر المواطنين اتخاذ قرارهم بعدم المشاركة في الانتخابات, وهذا ما يؤدي الى استغلال تلك الفرصة من اجل عودة نفس الوجوه الفاسدة التي مل الشعب العراقي من تكرار وجودها في السلطة التشريعية.
2-المرجعية تؤكد على مسالة غاية في الاهمية وتتعلق بعدم تاييدها لاي قائمة او حزب من الاحزاب وبذلك هي تقطع الطريق عليها وبالخصوص تلك التي تدعي انها مدعومة من قبلها, اي بمعنى اخر , انها تقف على مسافة واحدة للجميع, وبتلك الحجة فإن المرجعية اسقطت كل الادعاءات التي تروج لها الاحزاب السياسية التي تخوض غمار المنافسة الانتخابية.
3-الدعوة الى عدم تجديد انتخاب من يراهم الشعب العراقي فاسدين وذلك استناداَ الى التجارب السابقة , وفي هذه الحالة فإن المرجعية قد جعلت المواطنين على بينة من امرهم وعدم تكرار انتاج نفس الشخصيات المتهمة بالفساد.
4-دعوة المرجعية الدينية لتعديل القانون الانتخابي لمراعاة حقوقهم في التصويت لمن يرونه مناسباَ لتمثيلهم في البرلمان, وهذا يعني دعوة لتعديل القانون الانتخابي المعروف بصيغة (سانت ليغو) وجعله اكثر مراعاة لحقوق المواطنين التصويتية, إذ من الممكن ان ياتي اشخاص وفق الصيغة الحالية غير جديرين بتمثيل المواطنين .
5-تاكيد المرجعية الدينية على مسالة مشاركة المواطنين في الانتخابات هي طريقة صحية لترشيح الاشخاص المؤهلين لتمثيلهم في لسلطة التشريعية والمساهمة في اقرار وتشريع القونين ذات المساس بحياتهم وتوفير سبل العيش الكريم لهم, وذلك عبر التنافس وفقاَ للبرامج الاقتصادية والثقافية والتعليمية التي تحقق رغبات وتطلعات المواطنين , ولذلك فإن الناس سيكونون ملزمين
بالتدقيق والفحص للسير الذاتية للمرشحين المؤهلين لعضوية مجلس البرلمان واختيار الانسب والاصلح وفقاَ لمؤهلات الكفاءة والنزاهة.
6-اكدت المرجعية في بيانها على مسالة مهمة وهي مسالة التدخلات الخارجية في العملية الانتخابية وارتباط بعض الاحزاب والقوى السياسية بالاجندات الخارجية وتنفيذ اهداف ومصالح تلك الدول في العراق عبر تلك الاحزاب, فضلاَ عن المال السياسي ودوره المؤثر في تسيير شؤون العراق الداخلية وبما ينسجم مع تلك الاهداف المرسومة للدول وعبر تلك الاحزاب .