طريق الحرير الصيني وإنعكاساته على أنماط التجارة الدولية وحركة النقل العالمية
اعداد الباحثة : الهام النجار – المركز الديمقراطي العربي
عقدت الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري بالتعاون مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية (القطاع الاقتصادي- إدارة النقل والسياحة) منتدى لتحديد أثر طريق الحرير وإيجاد الفرص الاستثمارية بين الدول العربية والصين،وذلك على مدار يومي 18-17 من شهر سبتمبر الماضي لعام 2018 في مدينة الإسكندرية بمقر الأكاديمية بمنطقة أبو قير.
وكان هذا المنتدى في ضوء القرار رقم (449) الصادر عن الدورة (30) لمجلس وزراء النقل العرب (أكتوبر2017) بشأن تكليف الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري بالتعاون والتنسيق مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية،لعقد منتدى لتحديد أثر طريق الحرير وإيجاد الفرص الاستثمارية بين الدول العربية والصين،في قطاعات النقل البحري والطرق والسكك الحديدية لإنشاء والتنسيق بين المناطق الاقتصادية واللوجيستية والموانئ الجافة والمناطق الحرة الموجودة حالياً في الدول العربية، بما يساهم في تحقيق أهداف طريق الحرير والمصالح العربية المشتركة.
في ضوء ترحيب الدول العربية بالمبادرة الصينية،والبحث عن كيفية استفادة الدول العربية من مبادرة “حزام واحد – طريق واحد” التي أعلنها الرئيس الصيني عام 2013تم إقامة هذا المنتدي.
حيث شارك في المنتدى نخبة من كبار المسئولين في الحكومات والسلطات،والنقابات ورجال الأعمال والخبراء في الدول العربية وجمهورية الصين الشعبية والجمهورية الإيطالية والجمهورية الباكستانية وعدد من المنظمات والاتحادات والشركات العربية والدولية ذات العلاقة.
وناقش المنتدى العديد من أوراق العمل من خلال عدد من المحاور،ومن أهمها..تحليل التجارة العربية الصينية وفرص الاستثمار المتاحة عبر طريق الحرير،تأثير حركة التجارة (الصينية – العربية) على البنية التحتية للنقل،والبعد الاقتصادي والتجاري لطريق الحرير من منظور لوجيستي، سلسلة توريد طرق الحرير، نموذج القرارات والاستراتيجيات اللوجستية، والأثر الاقتصادي والتجاري لطريق الحرير على الدول العربية، فضلا عن أثر مبادرة الحزام والطريق على حركة المرور والطرق عبر قناة السويس إلى أوروبا،كما ناقش المنتدى التجارب العملية الناجحة في الدول التي استفادت بالفعل من مبادرة ” حزام واحد- طريق واحد” ،ومن أمثلة هذه الدول الجمهورية الإيطالية التي شاركت في المنتدى بوفد برئاسة السفير الإيطالي لدى جمهورية مصر العربية.
مع تزايد التجارة الدولية والنمو الإقتصادى وسياسات التحرير التى إتبعتها العديد من الدول إلى زيادة حجم التجارة، والذى أدى إلى زيادة الطلب على احتياجات النقل والمناولة والتخزين إلى الطلب على حلول لوجستية متكاملة،ومن هذا المنطلق أعلنت الصين مبادرة طريق الحرير الجديد بهدف أساسى هو تحقيق التكامل الاقتصادى من خلال تعزيز الإتصالات وزيادة التجارة من خلال بناء ممر طريق الحرير البرى والبحرى الذى من شأنه أن يقلل من تكلفة النقل والإمداد ووقت الشحن العابر.
–آثار طريق الحرير وإنعكاساته علي مصر والعالم:
على الصعيد العالمى تعتبر الممرات الاقتصادية أكثر الأشكال شمولاً لربط البلدان بالتجارة والصناعة والامكانيات الاستثمارية مع بعضها البعض، وعلى المدى الطويل توفر هذه الممرات وصولاً سريعاً إلى وحدات الإنتاج الصناعى وتخفيض تكاليف المعاملات التجارية،بما فى ذلك الخدمات اللوجستية، فمن المنظور اللوجستى ووجهات النظر التجارية، ترحب البلدان العربية بالمبادرة الصينية، ومع ذلك لكى تتوصل إلى كامل إستخدام إمكاناتها،ولا يزال هناك الكثير الذى يتعين القيام به لتيسير المعوقات عند الحدود، وأن تتعاون الحكومات وقطاع الأعمال فى العمل جنباً إلى جنب، مع تركيز السلطات على تبسيط شروط الجمارك والتنظيم والبنية التحتية.
وجديراً بالذكر أن الخبراء الدوليين أكدوا أن طريق الحرير سيجعل مصر مركزاً إستراتيجياً وإقتصادياً مهماً فى المنطقة والعالم وسيفتح الطريق أمامها لشراكات وتحالفات إقتصادية مهمة تجعلها دولة محورية وفاعلة فى التجارة الدولية ومعبراً لمرور حركة التجارة من التنين الصينى لمختلف دول العالم، كما أوضحوا أن الطريق لن يؤثر على قناة السويس بل سيكمل دورها ويعظم الإستفادة منها، ويجعل محور إقليم قناة السويس مركزاً لوجيستياً للسفن والبضائع، كما سيزيد من عدد السفن المارة بالقناة ويحقق بالتالى إيرادات إضافية من رسوم مرورها، فضلاً عن أنه سيزيد من فرص العمل ويحقق التنمية الاقتصادية المرجوة.
- لماذا سٌمي هذا الطريق ب”الحرير”
وتعود تسمية طريق الحرير إلى عالم الجغرافيا الألماني” فرديناند فون ريتشفون “الذي عاش في القرن التاسع عشر،حيث لم يكن مجرد طريق بل شبكة طرق تجارية داخل وعبر آسيا وأوروبا تطورت خلال الألفي عام الماضية وتقع الصين في نهاية ذلك الطريق وعلى الطرف الآخر الهند وبلاد فارس،وشبه الجزيرة العربية وأوروبا، في منظومة عولمة مبكرة بدأها المغول في القرن الثالث عشر.
طريق الحرير هو ممر التجارة الذى استخدمته الصين من أجل زيادة تبادلها التجارى مع بلدان جنوب آسيا وغرب آسيا وأوروبا وشمال أفريقيا، ويُسمى بذلك الاسم بسبب نقل كميات كبيرة من الحرير والمنسوجات الحريرية الصينية إلى الغرب عبر هذا الطريق، وهو مجموعة من الطرق المتصلة التى كانت تسلكها القوافل وتمر عبرها السفن من جنوب شرق آسيا واصلة بين الصين مع منطقة أنطاكية، فضلاً عن عدد من المواقع الأخرى، وما بين القرن الثانى قبل الميلاد والقرن الثانى الميلادى كان على طول طريق الحرير أربع دول إمبراطورية كبرى: روما وبارثيا وكوشان وأسرة “هان” الصينية.
ويمتد طريق الحرير بين المراكز التجارية فى شمال الصين ويسير فى طريقين: أحدهما شمالى والآخر جنوبى. ويمر الفرع الشمالى من “بلغار-كيبتشاك “ويعبر شرق أوروبا وشبه جزيرة القرم ويصل إلى البحر الأسود وبحر مرمرة والبلقان، وينتهى بالبندقية، بينما يمر الفرع الجنوبى من تركستان وخراسان مرورًا ببلاد النهرين والأناضول وسوريا وإلى أنطاكية إلى البحر الأبيض المتوسط أو عبر دمشق وبلاد الشام إلى مصر وشمال أفريقيا.
وأطلق الجغرافى الألمانى فرديناند فون ريتشهوفن عليه اسم «طريق الحرير» فى عام 1877 وساهم طريق الحرير فى ازدهار الكثير من الحضارات، مثل الحضارة الصينية والحضارة المصرية والحضارة الهندية والحضارة الرومانية وحضارات شبه الجزيرة العربية، وكانت مصر من بين المناطق الأكثر الأهمية على مسار الطريق.
_ أهمية طريق الحرير:
ترجع أهمية هذا الطريق إلى أن الحضارة الصينية أبدعت صناعة الحرير، وكانت صناعة الحرير الصينية متميزة للغاية، وبلغت الذروة مع أسرة “تانج” ومن بعدها أسرة” مينج “وكان الجميع يتنافس على الحصول على الحرير الصينى عالى الجودة بأى مقابل،وبدأ الحرير الصينى ينتشر فى العالم، ومعه بضائع أخرى،فخرجت هذه البضائع من الصين وجنوب شرق آسيا إلى أواسط آسيا وشمال أفريقيا ووسط أوروبا فى مسارات تجارية وحضارية محددةوهكذا، كانت القوافل والسفن تتجه من الشرق إلى الغرب، رابطة العالم ببعضه البعض، وساهم هذا الطريق فى ازدهار العديد من البلدان والمدن التى كانت تقع على مساره.
طريق الحرير وانتشار الديانات:
انتظمت تجارة الحرير على هذا الطريق قبل ميلاد السيد المسيح عليه السلام، وظلت منتظمة لآلاف السنين، والجميل أن طريق الحرير كان مسارًا ثقافيًا وحضاريًا واجتماعيًا له عظيم الأثر على المناطق التى يمر بها ولم تكن التجارة أو الاقتصاد فقط هو ما يتم نقله عبر طريق الحرير، وإنما كذلك الديانات، فعرفت آسيا الإسلام وعرف العالم البوذية، وانتقل عبره البارود، مما أدى إلى زيادة الحروب والصراعات بين الأمم والشعوب. وانتقل الورق عبره، مما أدى إلى تحقيق إنجاز حضارى كبير، ساهم بشكل كبير فى تقدم البشرية وحفظ ذاكرة الإنسانية من الضياع.
وبقى هذا الطريق البرى مستخدمًا إلى القرن السادس عشر ،ثم اندثرت معالم طريق الحرير البرى رويدًا رويدًا، وصارت البضائع والمعارف الإنسانية تأخذ مسارات بحرية منتظمة، من جنوب آسيا عبر المحيط الهندى، ثم عبر البحر الأحمر عبر القوافل البرية من خليج السويس، ثم إلى المراكب فى دمياط إلى شمال أفريقيا.
إن طريق الحرير هو طريق الحضارة والحوار بين الشرق والغرب ولعل إحياء مسار طريق الحرير بين مصر والصين هو إحياء لقيم حضارية واقتصادية وإنسانية عظيمة، يجب أن نحافظ عليها دائمًا وأبدًا.
ويهدف “الحزام الاقتصادي” لطريق الحرير الجديد إلى إحياء الرابطة البرية القديمة بين الصين والبحر المتوسط من خلال وسط آسيا وأوروبا ويشمل الحزام 60 دولة يسكنها نحو ثلثي سكان العالم، وبها 55في المائة من إجمالي الناتج العالمي،75 في المائة من احتياطي الطاقة العالمي؛ مما جعل الصين تعيد تسميته ليصبح «مبادرة طريق الحرير الجديد»؛ وذلك لحث جميع الدول على المشاركة فيه.
يعتبر هذا الحدث هو المرة الأولى التي تدفع فيها الصين تجاه المشاركة الجماعية في مشروعها الطموح لإعادة إحياء الطريق في مشروع ضخم تقدر استثمارات بنيته التحتية بمليارات عدة من الدولارات، تشمل خطوط للسكك الحديدية والموانئ والأقطاب الكهربائية. ووقّعت الصين أيضا عقودا مع 56 دولة لتعزيز الدعم المقدم للمشروع. وخصصت الصين 40 مليار دولار أميركي لـ«صندوق طريق الحرير».
- كيف يبدو مشروع طريق الحرير في الوقت الحالي؟
وصل مشروع طريق الحرير اليوم إلى أقصى درجات توسعه حيث يشمل 65 بلداً في قارات آسيا وأوروبا وإفريقيا، ورغم ذلك فقد أكد الرئيس الصيني شين جين بينغ أن الصين ستضخ 124 مليار دولار في مشاريع طريق الحرير، ودعا العديد من الدول إلى المساهمة في مشاريع البنية التحتية والتجارة الحرة الخاصة بالمشروع، فان بنك تطوير الصين” China Development Bank” ذكر أنه خصص 890مليار دولار لحوالي 900 مشروع متعلقة بطريق الحرير، كما أكد جين بينغ أن الصين ستقدم دعماً قدره 7.8 مليار دولار للدول الناشئة لدعمها في المشاركة ضمن مشاريع طريق الحرير.
واثنان من أكبر المصارف في الصين أكدا على أنهما سيوفران قروضاً بقيمة إجمالية 55 مليار دولار لدعم المبادرة والمشروعات التي ترغب الدول الناشئة في إنشائها ضمن مشروع طريق الحرير.
المشروع يلقى في الوقت الحالي دعماً كبيراً من دول كبرى مثل روسيا وبريطانيا وتركيا وحتى دول صغيرة مثل اليونان التي اعتبر وزير خارجيتها أن المشروع يمثل قمة الانفتاح الاقتصادي في الوقت الذي تلجأ الكثير من دول العالم إلى الانغلاق على نفسها اقتصادياً وسياسياً.
طريق الحرير الجديد يبدو حالياً في نمو كبير ومتصاعد وقد تنضم العديد من الدول إلى مشاريعه للبنية التحتية والتجارة في الأشهر القادمة، وهذا النمو المتسارع أثار العديد من الانتقادات لدى بعض الدول التي مازالت متحفظة على نشاطات الصين التجارية التي تعتبرها محاولة لزيادة النفوذ الصيني في العديد من مناطق العالم!
طريق الحرير وردود الأفعال المتباينة:
مضي ما يقرب من الخمس سنوات منذ أن أعلن الرئيس الصيني “شي جين بينغ” عن مبادرة “الحزام الاقتصادي لطريق الحرير” خلال جولته في دول آسيا الوسطى في شهر سبتمبر من عام 2013، ومبادرة “طريق الحرير البحري للقرن الـ21” خلال جولته في جنوب شرق آسيا في شهر أكتوبر من عام2013.
وفي عام 2014 دعي الرئيس “شي “خلال الاجتماع الوزاري السادس لمنتدى التعاون الصيني العربي الذي عقد في” بكين “إلى مشاركة كل من الجانبين الصيني والعربي في بناء “الحزام والطريق”، الأمر الذي حظي بردود أفعال إيجابية من الدول العربية، ويعتقد الخبراء العرب أن هذه المبادرة تعبر عن رؤية الصين للأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية للعالم أجمع وتفهمها لاتجاهات تطورها.
قال “محمد فايز فرحات” الخبير المصري في الشؤون الصينية إن مبادرة “الحزام والطريق” تعد واحدة من أكبر وأهم المشروعات التى طُرحت فى تاريخ الإنسانية وتأتى أهميتها من انطوائها على عدد من الخصائص التى تميزها جوهريا عن نمط المبادرات والمشروعات التى طرحتها الدول الغربية خلال العقود السابقة سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الثقافي.
وأضاف فرحات أن مبادرة “الحزام والطريق” ليست مجرد مبادرة تسعى إلى تسهيل وتوسيع حجم التجارة بين الأقاليم والدول المشاركة فى هذه المبادرة، من خلال إزالة العوائق المادية أمام هذه التجارة وتخفيض تكاليفها بقدر ما تنطوي أيضا على أبعاد تنموية من خلال مشروعات مهمة لتنمية البنية الأساسية وتوفير التمويل اللازم لها،وبهذا المعنى فإن مبادرة “الحزام والطريق” تنطوي على مكاسب اقتصادية محتملة للدول النامية المعنية، بالنظر إلى اشتمالها على مشروعات تنموية جنبا إلى جنب مع التجارة.
ومن جهة أخرى، قال السفير السوداني لدى الصين “عمر عيسي أحمد “إن بلاده تدرس حاليا كيفية الاستفادة من مبادرة “الحزام والطريق”، معتبرا أن السودان من أوائل الدول التي رحبت بها، بوصفها مبادرة ستحقق الرخاء للشعوب الصديقة وتسهم بشكل فعال في تنمية المناطق الواقعة على “الحزام والطريق” وترفع مستوى الشراكة الاقتصادية بين الدول.
وقال “سالم بن فهد الزمام”مستشار اقتصادي سعودي إن مبادرة “الحزام والطريق” لا تساهم فقط في تنشيط الاقتصاد الخليجي والبالغ حاليا حجمه 1.6 تريليون دولار أمريكي، بل ستغير المشهد الإقتصادي والسياسي للشرق الأوسط نحو الأستقرار والأمن .
وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ، قد أشار في عام 2014 إلى السعي وراء زيادة حجم التبادل التجاري الصيني العربي لـ 600 مليار دولار، وزيادة رصيد الاستثمار الصيني غير المالي في الدول العربية إلى أكثر من 60 مليار دولار في السنوات العشر القادمة.
وفي عام 2016، أشار الرئيس شي في كلمة ألقاها بمقر جامعة الدول العربية انه من أجل تعزيز العملية الصناعية في الشرق الأوسط، ستخصص الصين بالتعاون مع الدول العربية قروضا خاصة قيمتها 15 مليار دولار أمريكي، وقروضا تجارية قيمتها 10 مليارات دولار لدول الشرق الأوسط ، بالإضافة إلى إنشاء صندوقين مع كل من الإمارات وقطر للاستثمار المتشرك تبلغ قيمتهما الإجمالية 20 مليار دولار.
واعتقد”محمد الدعفيس”خبير اقتصادي سعودي أن بلاده ستحظى بدور محوري في المبادرة، خصوصا أن الصين تعتمد بشكل أساسي على إمداداتها النفطية من السعودية، ولذا تعد نقطة رئيسية على طريق الحرير الجديد.
من جهة أخرى، قال “الدعفيس “إن الإمارات ستكون من الدول المستفيدة بشدة من المبادرة، وستتمكن من تسخير خبراتها وإمكانياتها اللوجيستية الهائلة بعد أن تحولت إلى مركز تجمع للأموال والأفكار والتجار.
تحفظ ألماني ومعارضة هندية:
ألمانيا التي كانت من أبرز الدول الحاضرة في المؤتمر ممثلة بوزير الاقتصاد بريجيت زيبريس، مازالت في موقع متحفظ عن المشاركة في مشاريع طريق الحرير الجديد مع الصين، وتربط ذلك بحصولها على ضمانات في عدة قضايا.
الضمانات التي تطلبها ألمانيا تتعلق بالشفافية في العمل ضمن طريق الحرير وتساوي الفرص بين الدول في مواضيع المناقصات والمشاريع، وكذلك حول حقوق العمال والالتزام بمعايير وقوانين العمل الدولية إضافة إلى قضايا الحفاظ على البيئة.
الهند المبعدة نوويًا من ناحيتها أظهرت معارضة واضحة للمشروع عبر بيان صدر عن وزارة الخارجية الهندية، حيث أكد البيان أن مثل هذه المشاريع يجب أن تلتزم بالمعايير الدولية وألا تشكل عبئاً على الدول عبر خلق ديون لا يمكن سدادها.
كذلك أكد البيان الهندي على موضوع نشاط الصين في إقليم كشمير المتنازع عليه مع باكستان، حيث تنشط العديد من الشركات الصينية وهو ما اعتبرته الهند دعماً للسلطة الباكستانية على حساب الهند، حيث أكدت أنه لا يوجد دولة تقبل بمشروع يتجاهل ملكيتها لمناطق تؤكد أنها ضمن أراضيها.
بغض النظر عن الانتقادات المختلفة فإن مشروع طريق الحرير يبدو متقدماً بقوة، ودعم العديد من الدول مثل روسيا وبريطانيا وتركيا للمشروع يضع الصين في موقف قوة لمواجهة أي انتقادات تتعلق بتوسيع هيمنتها، خصوصاً مع تصريحات رئيس الصين حول الشراكة والتساوي بين الشركاء في طريق الحرير.