آليات التخطيط الحضري وإكراهات تأهيل وتنمية مدينة بني ملال –  دراسة نقدية

اعداد :

• محمد الزبير- متصرف، دكتور باحث في التدبير والتنمية الترابية – بني ملال
• نور الدين طاهير – متصرف، دكتور باحث في التدبير والتنمية الترابية – بني ملال

• المركز الديمقراطي العربي
• مجلة الدراسات الأفريقية وحوض النيل : العدد السابع كانون الثاني – يناير 2020 ,مجلد 02 مجلة دورية علمية محكمة تصدر عن #المركز_الديمقراطي_العربي ألمانيا – برلين .
• تُعنى المجلة بالدراسات والبحوث والأوراق البحثية عمومًا في مجالات العلوم السياسية والعلاقات الدولية وكافة القضايا المتعلقة بالقارة الأفريقية ودول حوض النيل.

ملخص:

إن المجال الحضري لمدينة بني ملال، له تاريخ تتقاطع فيه جميع الأشكال الثقافية؛ من عادات، وأعراف، ومصالح، ويشهد علاقات اقتصادية وبشرية، تخللتها هجرة متوالية خلال فترات متعاقبة. وقد تمت تهيئة هذا المجال بشكل غير متجانس، نتيجة تداخل عدة عوامل؛ كارتفاع الكثافة السكانية، وانتشار السكن غير القانوني بالدواوير والأحياء الهامشية، مع تدهور المحيط البيئي، وتراجع الغطاء النباتي، وهبوب الفيضانات، وضعف تدبير النفايات. وقد فرض هذا الواقع على المسؤولين، تنزيل تخطيط شمولي يدمج التجمعات الهامشية ضمن المجال الحضري للمدينة، لأن أهم مسرح لاختبار الأبعاد المجالية لتخطيط وتدبير المدن هي هوامشها وضاحيتها. ومن هذا المنطلق بسطنا إشكالية هذا الموضوع التي تمثلت في كيفية مساهمة التخطيط في تصحيح الاختلالات السوسيو-مجالية وتحسين صورة مدينة بني ملال بشكل أفضل مما كانت عليه، سواء على المستوى العمراني، أو الخدماتي، بهدف ضبط توسعها بشكل عقلاني ومنظم، وجعلها بيئة حضرية مناسبة لعيش الإنسان. وللإجابة على هذه الإشكالية، تطرقنا، في هذا المقال، لتحليل نقدي لمضامين أدوات التخطيط الحضري التي توالت على مدينة بني ملال، ومدى إسهامها في تصحيح الاختلالات السوسيو-مجالية وتحقيق التنمية المحلية. حيث اتضح لنا أن التخطيط الحضري ببني ملال قد عرف عدة ثغرات، تمثلت أساسا في التأخر الكبير في المصادقة على وثائق التعمير وتنفيذ توجيهاتها، وفي وإفشال محتوى العديد من مشاريعها، مما انعكس سلبا على صورة المدينة وشكل تهيئة مجالها الترابي (تمدين عشوائي على حساب الأراضي الفلاحية المتاخمة للمدار الحضري، نقط بيئية سوداء، قلة الفضاءات الخضراء المهيئة، …)، كما تبين أن هذه الوضعية ساهمت فيها عوامل أخرى من قبيل كثرة الاستثناءات في ميدان التعمير، إضافة إلى النظرة الضيقة لبعض الفاعلين في تدبير الشأن المحلي للمدينة اتجاه التدبير الاستشرافي الشمولي.

Abstract:

The urban space of ​​the city of Beni Mellal has a history of different cultural forms, habits, customs, interests, and economic and human relations, that interspersed with continuos migration over the years.  A chaotic environment was created, as a result of overlapping of several factors, such as high population density, the spread of illegal housing in douars and marginal neighborhoods, the deterioration of the city green environment, flooding, and poor waste management.  To face this reality, officials have to establish a comprehensive strategy that integrates marginal communities within the urban area of ​​the city, because planning and managing cities surrounding areas and suburbs is a key success for a long term devlopment. In the same context, planning contributes to correct social imbalances and improve the image of the city in a rational way that aims to prepare a proper place to live. In this article (entitled: Urban planning mechanisms and constraints to rehabilitate and develop the city of Beni-Mellal : A critical study Summary), a critical analysis of the city urban planning tools will be discused, along with the extent of its contribution to correct socio-megalological imbalances and to achieve a good life style environment. It is crystal clear that planning of the city has to stop random urbanization at the expense of agricultural fields and also has to take into consideration the implementation of its directives in an accurate way. Moreover, it has to promote green spaces throughout the city.