الانفتاح التركي الجديد على الشرق الأوسط بين (الطموح والمعوقات)
اعداد : خالد الحمد – جامعة ارتقلو ماردين كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية _ قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية
- المركز الديمقراطي العربي
مقدمة:
لا احد يستطيع تجاهل اهمية منطقة الشرق الأوسط بالنسبة للعالم ككل او لتركيا التي هيا جزء منها بشكل خاص، ويأتي ذلك من خلال موقع تركيا المهم حيث قسم من أراضيها باوربا، وأيضا” اشرافها على مضائق البوسفور والدردنيل اعطى لها عمق استراتيجي جغرافي لم تتمتع به اية دولة بالمنطقة، بالإضافة لكونها صلة الوصل ما بين شرق اسيا و اوربا، ومرور خطوط الطاقة والغاز عن طريق تركيا الى اوربا، جعلها لاعب مهم بالعلاقات الدولية والإقليمية، بالإضافة الى فطنة مؤسسي حزب العدالة والتنمية عبدالله غول ورجب طيب اردوغان واحمد داوود اوغلو بعد تولي حزب العدالة والتنمية مقاليد السلطة بالالتفات الى منطقة الشرق الأوسط، وجعلها مصدر مهم من النواحي السياسية والاقتصادية وبالفترة الأخيرة الناحية العسكرية، وأيضا الاهتمام بقضايا شعوب المنطقة، والتي تربطهم بها علاقة قوية وارث ديني وثقافي، مع وجود الرغبة لدى بعض الشعوب العربية بالصداقة التركية.
1-فكرة الدراسة البحثية: بعد وصول حزب العدالة والتنمية (AKP) الى السلطة التركية، بفوزه بالانتخابات النيابية بعام 2002، وترأسه الحكومة التركية برئاسة السيد رجب طيب اردوغان ،انتهجت تركيا سياسة جديدة على الساحة الدولية ، وكان لمنطقة الشرق الأوسط منها نصيب، وذلك بعد غياب وعزلة طويلة منذ اعلان الجمهورية التركية عام 1923، حيث اعتمدت تركيا على عدة أسس ومنطلقات لسياستها الجديدة، بواسطة مهندسها الدكتور احمد داوود اوغلو والتي أوردها بكتابه “العمق الاستراتيجي ودور تركيا على الساحة الدولية” ،والبحث عن مصالح تركيا القومية والاقتصادية والتجارية، نظراً لأهمية دول منطقة الشرق الأوسط بمكانته الدينية الإسلامية ومواردها الاقتصادية، والحدود المشتركة بين تركيا وبعض دول الجوار( ايران – العراق – سورية ) وارثها القديم بتزعم تركيا للعالم الإسلامي لأربعة قرون متتالية توجهت انظار تركيا الجديدة الى حديقتها الخلفية.
2-أهمية البحث: تأتي أهمية الدراسة البحثية، اننا نبحث بعمق السياسة التركية الخارجية الجديدة لقضايا الشرق الأوسط ومدى علاقتها مع دول المنطقة، والوقوف على طبيعة الدور التركي الجديد بين الطموح والمعوقات، وتقديم تصور استراتيجي للخطاب السياسي التركي الجديد بقيادة حزب العدالة والتنمية، في ظل الأوضاع السياسية الحالية المضطربة، في دول الجوار، وأيضا للوقوف على المصالح القومية التركية، من تقربها وعلاقاتها مع كل دولة بالشرق الأوسط على حدا.
3-فرضية البحث: منذ التوجه السياسي الجديد والدور التركي بالشرق الأوسط والانفتاح على الدول العربية، مطلع القرن الواحد والعشرين، وفي ظل التجاذبات السياسية الإقليمية والغربية والاوربية، والتواجد الأمريكي العسكري بالعراق والخليج العربي، والصراع العربي الإسرائيلي، ودخول تركيا بزعامة حزب العدالة والتنمية (AKP) بقوة بمنطقة الشرق الأوسط من خلال رسم خطوط ومسارات سياسية تخدم مصالح تركيا الاقتصادية والتجارية والقومية، وحربها مع حزب العمال الكردستاني الذي يشكل خطر على امنها القومي بتواجد معسكراته بجبال قنديل شمال العراق، حاولنا من خلال هذه الدراسة البحثية تسليط الضوء على السياسة التركية الجديدة بين الطموح والمعوقات، هل وصلت الى تحقيق مصالحها القومية من خلال العلاقة مع دول الشرق الأوسط؟ لماذا وماهي دوافع تركيا بتوجه سياستها الجديدة بالشرق الأوسط؟
4-منهجية البحث: من اجل تحقيق فرضية البحث والتي تتعلق بدراسة السياسة التركية الجديدة اتجاه الشرق الأوسط، وعن مدى اتباع سياسة تصفير المشاكل التي أعرب عنها عراب السياسة التركية احمد داوود اوغلو، اعتمدنا المنهج الوصفي التحليلي من خلال الاطلاع على الدراسات والكتب والوقائع التي تناولت هذا الجانب، ومحاولة إيجاد إجابات مقنعة للأسئلة المطروحة من خلال هذه الدراسة المبسطة.
5-هيكلية البحث: تضمنت الدراسة عدة جوانب تناولت ثلاثة مطالب مع انه قصيرة لا تستحق التوزيع ولكن من اجل عميلة الفصل بين الاحداث.
أ-المبحث الأول: تناول التعريف بأهمية الشرق الأوسط واهمية موقع تركيا الجيوستراتيجي، واسس السياسة التركية الخارجية، والسياسية الخارجية اتجاه الشرق الأوسط.
ب-المبحث الثاني: تناول الحديث عن الانفتاح التركي على الدول العربية والعلاقة مع دول الخليج العربي، والعلاقات التركية الإيرانية ودورهما بالعراق، وتناولت أيضا التقارب التركي وحكومة إقليم كردستان، وأيضا العلاقة التركية الإسرائيلية والحكومة الفلسطينية، العلاقة التركية السورية قبل وبعد الثورة الفلسطينية.
ج-المبحث الثالث: تناول مستقبل الاستراتيجية التركية في منطقة الشرق الأوسط، ونقاط القوة في السياسة الخارجية التركية.
وأخيرا الخاتمة:
التي توصلنا لنتيجة أهمية تركيا الجيوستراتيجي كدولة من ضمن منطقة الشرق الاوسط واهتمامها خلال السنوات الأخيرة، بقضايا المنطقة تحقيقا” لمصلحتها القومية بالإضافة الى المنفعة الاقتصادية والتجارية المتبادلة، في ظل الظروف التي تمر وتعصف بالمنطقة من (ثورات الربيع العربي).
الزمن الذي تمر به الدراسة: بداية القرن الواحد والعشرين حتى الوقت الراهن.
المبحث الاول:
ان الموقع الدي تتميز به الجمهورية التركية بين اوربا واسيا بالإضافة الى الارث والرابط الديني بينها وشعوب المنطقة الشرق اوسطية جعل منه لاعب مهم استراتيجي بالعلاقات الدولية والإقليمية، سنتحدث هنا عن موقع تركيا الجيوستراتيجي من الشرق الأوسط، بالإضافة الى الأسس السياسية الجديدة والسياسة الخارجية التركية بمنطقة الشرق الأوسط.
الفرع الأول:
أولا”-موقع تركيا الجيوستراتيجي من الشرق الاوسط: تتمتع منطقة الشرق الأوسط بكونها همزة الوصل بين جنوب وشرق اسيا وبين اوروبا، حيث اعطى موقعها الاستراتيجي مكانة مهمة لدولها على الصعيد العالمي، ومن بين هذه الدول تركيا[1].
حيث لعب الموقع الجيوستراتيجي لتركيا دورا مهما في تبلور سياستها الخارجية، عبر عدة قرون وبتغير الأوضاع الدولية، يتمتع موقعها ببعض المميزات، التي لعبت ولا تزال دورا كبيرا في العلاقات الدولية كمضايق البوسفور والدردنيل التي تربط مياه البحر الأسود بمياه البحر المتوسط عبر بحر مرمره، فهي تقع في منطقة الأناضول بالقارة الآسيوية، ویقع جزء من أراضيها في منطقة البلقان الأوروبية، ما اعطاها اهمية استراتيجية بالغة حيث تمثل ملتقى طرق المواصلات البرية والبحرية والجوية في المنطقة و تتحكم بخطوط نقل الطاقة سواء الى منطقة الشرق الاوسط او الى قارة اوروبا والولايات المتحدة[2].
ثانيا”- أسس السياسة الخارجية التركية الجديدة
بعد وصول حزب العدالة والتنمية الى السلطة عام 2002، وترأس الحكومة رئيس الحزب السيد رجب طيب اردوغان، انتهجت تركيا سياسة جديدة على المستوى الدولي، معتمدا على أسس جديدة بالسير الى تحقيق أكبر قدر من المنفعة الاقتصادية والتجارية للبلاد.
يحدد ” احمد داوود اوغلو” رئيس الوزراء التركي السابق خمسة أسس للسياسة الجديدة التي تعمل تركيا على تطبيقها وهي: [3].
1-تحقيق التوازن بين الحرية والامن: فالدولة يجب ان تسعى لتحقيق الحرية لمواطنيها، ويجب ان تسعى في الوقت نفسه، الة تحقيق الامن للمجتمع والوطن، وهنا يجب ان لا يطغى مسعى تحقيق الامن على هدف الحرية، كما يجب ان لا يؤدي الاهتمام لتحقيق الحرية الى تهديد الامن، لذلك فأن التوازن هدف استراتيجي يجب ان يتحقق بين الحرية والامن.
2-محاولة حل المشكلات العالقة بين تركيا وجيرانها، او ما يسمى ب “تصفير المشكلات”، من ثم اخراج تركيا من صورة البلد المحاط بالمشكلات، والدخول في صورة البلد ذي العلاقات الجيدة مع الجميع، وهذا ان تحقق، يمنح السياسة الخارجية قدرة استثنائية على المناورة.
3-اتباع سياسة خارجية متعددة الابعاد، مرتبطة بموقع تركيا على تقاطع طرق القوى والمناطق الحيوية في العالم، من ثم لابد من المشاركة التركية الفاعلة، في مجمل قضايا الإقليم التي تنتمي اليها تركيا، مع الوعي والحرص بأن تركيا يجب ان يكون لها عداوات.
4- تطوير أسلوب دبلوماسي جديد في السياسة الخارجية، وحتى الان تعرف تركيا في النظام الدولي على انها جسر من جهات عدة، هذا يعني ان دور الجسر هو الالتقاء بمرور الأطراف فوقه، في حين ان تركيا يجب ان تعرف في المرحلة الجديدة على انها بلد مركز، وهنا على الدبلوماسية التركية توائم حركتها، تبدأ بالساحة التي يتحرك فيها، ولكل ساحة خطابها واسلوبها، وتكون تركيا بذلك مساهمة لا عبئ في التفاعل الدولي.
5- الانتقال من السياسة الجامدة والسكون، الى الحركة الدائمة والتواصل مع كل بلدان العالم المهمة لتركيا
الفصل الثاني
أولا”: السياسية الخارجية التركية تجاه الشرق الاوسط:
تعد منطقة شرق المتوسط ثاني مناطق الالتقاء المهمة بالنسبة لتركيا، باعتبارها الحزام الأدنى لمحاور القوقاز – شرق المتوسط – البلقان، وقد أصبحت تركيا مضطرة الى تطوير سياسة شرق متوسطية[4].
وبهـدف تفعيـل دورهـا الإقليمـي فـي منطقـة الشـرق الأوسـط، فقـد وجـدت السياسـة التركيـة بانــه يجــب عليهــا تكييــف سياســتها الخارجيــة بشــكل يتلاءم مــع الواقــع الــدولي والإقليمــي فــي ظــل المتغيــرات الدوليــة والإقليميــة والتــي انعكســت علــى منطقــة الشــرق الأوســط لاســيما التطــورات التــي جـــاءت تـــداعياتها بعـــد احـــداث 11ايلـــول 2001حـــرب احـــتلال العـــراق 2003 وتطـــورات التســـوية السياسية للصـراع العربـي الإسـرائيلي وثـورات الربيـع العربـي اضـافة الـى بـروز ايـران كقـوة اقليميـة لهـا نفوذهـــا بمنطقـــة الخلـــيج العربـــي، وبالتـــالي فـــان هـــذه المتغيـــرات فرضـــت علـــى تركيـــا أعـــادة تشـــكيل سياستها تجاه هذه المتغيرات الإقليمية[5].
شهدا تزايد ظهور الدور التركي والاهتمام به في غالبية القضايا المحورية في الشرق الأوسط ولاسيما بعد وصول حزب العدالة والتنمية للحكم في 2002 وإعلانه تدشين سياسة تركية جديدة تجاه المنطقة قوامها تأكيد حضور تركيا ومكانتها كقوة مركزية للاستقرار وطرف فاعل في معالجة مختلف القضايا والصراعات في المنطقة. الوساطة بين سورية وإسرائيل عام 2008 حيث عقدت أربع جولات مفاوضات غير مباشرة في إسطنبول، كذلك التوسط في الازمة اللبنانية بين فريقي 8/14 اذار[6].
إلا أن هذه السياسة ما لبثت أن واجهت تحديات جمة في إثر اندلاع أولى شرارات الربيع العربي التي ما لبثت أن استشرت في المنطقة العربية، الأمر الذي أخل بالتوازنات القائمة، ومازالت فصول الربيع العربي تتوالى وتتسارع مهددة السياسات والتوازنات الإقليمية برمتها والتي من أبرزها الدور التركي.[7]
سنتناول بهذا المبحث الانفتاح التركي على الدول العربية والعلاقات التركية مع دول الخليج العربي وإيران والعراق.
الفرع الأول:
أولا”-الانفتاح التركي على الدول العربية:
تتسم الدبلوماسية التركية بالانفتاح والفهم العميق، لمشاعر الشعوب بالمنطقة ولا سيما العرب، والتذرع بضبط النفس وعد الالتجاء الى الأساليب الغوغائية في مخاطبة الجماهير العربية، على حساب حكوماتها، والظهور بمظهر الصديق الوفي المتفهم لمشكلات المنطقة الحريص، على التعاون والسلام والازدهار لجميع الأطراف[8].
الانفتاح التركي على الدول العربية، وبناء علاقات وطيدة معها مثل أحد ركائز تفعيل الدور التركي في الشرق الأوسط، لكن الحراك الشعبي الكبير الذي شهدته العدید من الدول العربية، (الربیع العربي) أربك الحكومة التركية، وجعل موقفها من الحراك العربي متباين، فتركیا تعاملت مع كل طرف حسب خصوصيته، ففي الحالة التونسية والمصرية، التي أسفرت عن سقوط مبكر لكلا النظامين، قامت تركیا بمساندة الشعب التونسي والمصري، ودعم تحرير الشعوب وتوجهها نحو التحول الديمقراطي، وبعد سقوط نظام معمر القذافي في لیبیا، استمر النظام التركي بدعم الشعب اللیبي، فتركیا رأت بأن ما یحدث في العالم العربي مسار طبیعي وأن على الحكام العرب، أن لا یقفوا في وجه هذا المسار ثورات الربیع العربي، بالإضافة لقیام تركیا بتبني مبادئ في سياستها الخارجية التي، تقضي باحترام إرادة الشعوب ورغبتهم في الحریة، والحفاظ على المسار السلمي لهذا الحراك الشعبي، بالإضافة إلى رفض التدخل العسكري الأجنبي في هذه الدول، وتقدیم الدعم الإنساني لها، بالإضافة إلى الحفاظ على المصالح الاقتصادية التركية في هذه الدول والحفاظ على سلامة الجالیة التركية فیها، كما ركزت تركیا على الاستناد إلى الشرعية الدولیة وتحركها في إطار القوانین الدولیة وقرارات الأمم المتحدة.[9]
لكن ما لبث ان تغيرت السياسة التركية، مع بعض الدول العربية منها مصر بعد عام 2013، نتيجة الإطاحة نظام الرئيس محمد مرسي وتسلم محمد فتاح السيسي، ولغاية تاريخ الدراسة لم تعترف تركيا بحكومة ورئاسة محمد فتاح السيسي.
يمكننا القول إن العلاقات الاقتصادية والسياسية تشكل الدوافع الأساسية لتغيير العلاقات التركية العربية، فخيبة أمل تركيا من عدم قبولها في عضوية الإتحاد الأوربي، أفقدها أمل انفتاح السوق الأوربية المشتركة أمام تجارتها وإنتاجها الصناعي والزراعي، وخاصة بعد أنشاء خزانات وسدود مياه عملاقة والشروع في مشاريع الأناضول الزراعية الضخمة، التي سيفوق إنتاج حاصلاتها الزراعية حاجة السوق التركية المحلية، فالأسواق العربية المـُستـَهـلـِكة تـُعتـَبر البديل الأفضل لتصريف المنتجات، لحاجتها إليها أولا ولقربها منها جغرافيا ثانيا ً ، والأموال العربية الوفيرة ستجد المكان المناسب لها للاستثمار في بنوك تركية – أسلامية مساهمة.[10]
ثانيا”- العلاقات التركية بدول الخليج العربي:
لم تشهد العلاقات التركية والخليجية علاقة ترابط قوية، انما اتسمت بالبرود والتباعد بالفترة الماضية، لكن بعام 1990بعد دخول القوات العراقية الى الكويت بدأت السعودية والدول الخليجية بتحسين علاقاتها بتركيا، يقول الكاتب ماجد هديب – كاتب وصحفي فلسطيني: مع احتلال الرئيس العراقي السابق (صدام حسين) للكويت، فان العلاقات التركية الخليجية بدأت تعيش مداً وانتعاشاً ،وذلك في بداية تسعينات القرن العشرين، حيث كانت العلاقات المشتركة قد نشطت ما بين الطرفين بشكل أكبر وأوسع بسبب دعم الرئيس التركي (تورجوت أوزال)، في تلك الفترة، للموقف السعودي المعارض لهذا الاحتلال ، مع تقديم بعض الدعم اللوجستي للتحالف العربي والدولي الذي تم تأسيسه بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية للقضاء على الاحتلال العراقي للكويت.[11]
اهتمت تركيا بتطوير علاقتها بدول مجلس التعاون الخليجي، خاصة بعد تولي حزب العدالة والتنمية الحكم في تركيا منذ العام 2002. وجاء هذا الاهتمام في إطار السياسية الخارجية التركية التي انتهجها الحزب في الانفتاح على المحيط الإقليم الذي تربطه بتركيا روابط تاريخية وثقافية مختلفة، بالإضافة إلى الجوانب الاقتصادية كحاجة تركيا لتأمين الطلب المحلي المتزايد من المشتقات النفطية التي تستورد ما يزيد على 90% منها من الخارج. وتستحوذ منطقة الخليج العربي على نحو 60% من احتياطي النفط العالمي و23% من الاحتياطي العالمي من الغاز الطبيعي، كما تستحوذ هذه الدول على ما يزيد على 23% من حجم الإنتاج العالمي اليومي من النفط ونحو 8% من الإنتاج اليومي العالمي من الغاز.[12]
تقدمت العلاقات التركية العربية وتطورت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، ففي زيارة لرئيس وزراء تركيا للمملكة العربية السعودية عام 2010 وصف العلاقات السعودية التركية بأنها لا تقل أهمية عن العلاقات التركية الأوربية، إن التجارة بين دول مجلس التعاون الخليجي وتركيا نمت من 17 مليار دولار أمريكي عام 1998 لتصل إلى 166 مليار دولار عام 2008.[13]
اخذت العلاقات التركية السعودية منحنى عكسي على الصعيد السياسي بعد حادثة اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي، بمبنى السفارة السعودية بأنقرة، بعد الضغط الإعلامي والتحقيقات بحدوث جريمة داخل مبنى السفارة السعودية تثبت مقتل خاشقجي على يد مسؤولين سعوديين، تبنت تركيا منذ اللحظات الأولى لجريمة اغتيال خاشقجي، داخل مبنى قنصلية بلاده بإسطنبول مطلع أكتوبر/ تشرين الأول 2018، موقفا إيجابيا عبر دعوة السلطات السعودية إلى التعاون لكشف الحقيقة. [14]
اعترفت السعودية بحدوث الجريمة، مما زاد في التوتر بالعلاقات بين البلدين بالإضافة الى موقف السعودية اتجاه تركيا بعد إنزال قوات تركيا بقاعدة العديد القطرية، عقب اعلان الحصار التام من قبل دول مجلس التعاون الخليجي على قطر.
ثالثا”- العلاقة التركية القطرية
العلاقة التركية القطرية لها منهج خاص وترابط وثيق بين الحكومة القطرية والحكومة التركية وحجم التبادل التجاري والاقتصادي بشكل عام وتواجد القوات التركية على الأراضي القطرية، بعد تصاعد الازمة الخليجة ومحاصرة قطر، من قبل دول مجلس التعاون الخليجي، تم تفعيل الاتفاقيات العسكرية الموقعة بين تركيا وقطر ودخول القوات التركية الى قطر، وبشكل عام، يعد الاجتماع الخامس للجنة الاستراتيجية العليا القطرية-التركية؛ علامة فارقة أخرى مهمة في العلاقات بين البلدين، حيث إن مسار العلاقة أخذ منحى تصاعديًّا منذ عام 2002. ومن وجهة النظر التركية، كان هذا بسبب عاملين أساسيين: أولًا: الأجندة السياسية لحزب العدالة والتنمية، والذي جاء إلى السلطة من خلال برنامج تحويلي على الصعيدين السياسي والاقتصادي بالإضافة إلى الإصلاحات التي تم إجراؤها على المستوى الوطني. وقد غيَّر حزب العدالة والتنمية رؤيته المتعلقة بالسياسة الخارجية؛ فعلى النقيض من سياسة “التوجه إلى الغرب”، التي تم ترسيخها خلال الحقبة الكمالية، حيث تجاهلت تركيا الشرق الأوسط لعقود من الزمن[15] .
أولا”- العلاقات التركية الإيرانية ودورهما بالعراق
ازدادت حدة التنافس السياسي بين تركيا وإيران في العراق خلال السنوات القليلة الماضية، إذا عمدت كل منهما الى دعم الكتل السياسية المعارضة، خلال الانتخابات البرلمانية الأخيرة بالعراق، إيران تدعم الأحزاب الشيعية، وتركيا تدعم الائتلاف الوطني العراقي العلماني. [16]
تتمتع الحكومة التركية وإيران بعلاقات طويلة الأمد، في مجال الطاقة على الرغم من ان النزاعات غالبا ما تنشأ حول تنفيذ الاتفاقات الموقعة، وان إيران بالنسبة لتركيا لا تزال سوقا تجاريا مربحة، وموردا مهما للطاقة[17]
وبالتالي فأن التوترات التركية الإيرانية تنبع من تحديات حقيقية منها التواجد الإيراني التركي بشمال سورية، ومحاولة كل طرف تعميق نفوذهما بالمنطقة.
ثانيا”-التقارب التركي وحكومة إقليم كردستان
لقد قررت الحكومة التركية بقيادة حزب العدالة والتنمية ورئيسها رجب طيب اردوغان بعام 2012 استرداد النفط الخام من حكومة إقليم كردستان بشكل مباشر، على الرغم من اعتراض الحكومة المركزية في بغداد، وينبغي النظر الى مثل هذا القرار انه يستند الى خلفية استراتيجية واسعة. [18]
أيضا عارضت تركيا قيام دولة كردية بشمال العراق منذ البداية [19]
لأسباب كثيرة أدركتها، هو ان تركيا تخشى من انعكاس هذا الامر على مواطنيها، الاكراد القاطنين في منطقة جنوبي وشرقي الاناضول، ولن تسمح بنجاح مشروع الانفصال الكردي في العراق بشتى الوسائل لأسباب كثيرة منها وجود الأغلبية التركمانية بمحافظة كركوك، وارتباط مناطق شمال العراق بجنوب تركيا والاغلبية الكردية بتلك المناطق، مع وجود حزب العمال الكردستاني ونشاطه العسكري بتلك المناطق.
ثالثا”- علاقة تركيا بإسرائيل والدولة الفلسطينية
تركيا كانت اول دولة مسلمة تعترف بإسرائيل عام 1949(مبررة ذلك بكسب حليف شرق اوسطي)[20]
وتم التمثيل الدبلوماسي بين البلدين والتعاون العسكري، ومع دلك يعاني الحوار الدبلوماسي بين البلدين من التوتر عقب الغزو الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية (غزة) بعام 2009
أيضا بالمقابل تركيا اعترفت بدولة فلسطين بالأمم المتحدة 1988واعترفت بمنظمة التحرير الفلسطيني وافتتحت لهم ممثلية في انقرة، وعارضت ضم إسرائيل لهضبة الجولان والعدوان الإسرائيلي عام 1967 على سورية وطالبت إسرائيل بالانسحاب من الأراضي المحتلة وإعطاء الشعب الفلسطيني حق تقرير المصير.
يمكن القول بأن العلاقة التركية الإسرائيلية تميزت بالمد والجزر، وان الوقائع توكد مدى الخرق الذي تعرضت له الشعوب العربية ومنها الشعب الفلسطيني، من الصهاينة وإسرائيل من خلال العدوان المنظم والنزوح الجماعي، على الرغم من اتخاذ تركيا بعض المواقف الشكل المطلوب، والطموح السياسي إزاء إسرائيل كتخفيض التمثيل الدبلوماسي الى الحد الأدنى، واغلاق مكتب الخطوط الجوية الإسرائيلي، يعود ذلك لرغبة انقرة بتحسين علاقاتها بالبلدان العربية والإسلامية مع الحفاظ على العلاقات الاقتصادية مع إسرائيل.[21]
تواصلت تركيا مع حركة حماس بعد فوزها بالانتخابات النيابية بعام 2007 واستقبل رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل في انقرة، والتوسط بأدراج حماس بالعملية السياسية بدلا من حصارها وعزلها.[22]
التوسط مع السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس وإسرائيل عبر الاجتماع الشهير بين كل من محمود عباس وشمعون بيريز بدعوة من الرئيس التركي عبد الله غول في شهر تشرين الثاني عام 2007م واقاء خطاب من قبل بيريز امام البرلمان التركي.[23]
رابعا”-العلاقة التركية السورية قبل وبعد الثورة:
يقول الدكتور احمد داوود اوغلو: [24] مسار العلاقات التركية السورية الذي ارتكز الى التوجه القديم الذي ساد مرحلة الحرب الباردة والذي ازداد تفاقما أيضا بأزمة اوجلان، يشكل نموذجاً للكسل والخمول والاحجام، على نحو قل ان يرى له مثيلين دولتين متجاورتين، لا ينتمي الى مفهوم رؤية دبلوماسية عقلانية، فلدى الدولتان أطول حدود سياسية برية مشتركة، تحتل فيها تركيا موقع البوابة المفتوحة على شمال سورية وغربها، فيما تحتل سورية موقع البوابة المفتوحة على جنوب تركيا، وتعد هاتين الدولتين الان ساحة صدام، بينما تتوفر لديهما القدرات والامكانيات لإقامة علاقات وثيقة، ومثمرة في مجالات الزراعة والتجارة والنقل.
رغم وجود العديد من التوتر في العلاقات التركية السورية الا ان هذه العلاقات شهدت استقرار و تعاون كبير بين الدولتين قبل اندلاع الازمة السورية سنة 2011،فمع وصول بشار الاسد كخليفة لوالده حافظ الاسد قامت تركيا بتوطيد العلاقات مع سوريا وطي ملف الخلافات العديدة وهو ما عزز تطوير العلاقات ببين الدولتين وصل هذا التعاون الى حد قيام الدولتين برفع تأشيرات السفر الخاصة بمواطني كلا الدولتين .الانفتاح في العلاقات التركية السورية لم يستمر طويلا وعاد الى التوتر بعد اندلاع الازمة السورية بسبب اختلاف توجهات كلا الدولتين حيث يتوجه بشار الاسد نحو المحور الشيعي الايراني بينما تقود تركيا المحور السني في منطقة الشرق الاوسط وهو ما ابرز الموقف التركي المعادي لنظام بشار الاسد ، فمع انطلاق الازمة السورية توجه الرئيس التركي الى سوريا للتوصل الى تسوية مع النظام السوري معربا عن استياء بلاده من قيام نظام بشار الاسد بالتدخل العسكري ضد شعبة خاصة بعد دخول دبابات النظام السوري الى حلب.[25]
انتهت العلاقات الدبلوماسية التركية مع نظام الأسد الى القطيعة، نتيجة الارتكابات الوحشية وعمليات التهجير الممنهجة بحق شرائح من المجتمع السوري من قبل قوات النظام والميلشيات الرديفة، وهجرة معظم السوريين الى بلاد اللجوء ومنها تركيا التي احتضنت ما يقارب ثلاثة ملايين ونصف المليون لاجئ سوري نتيجة الحرب، وسيطرة داعش على معظم الأراضي السورية بشمال وشرق سورية عقب عام 2013، حيث قامت القوات التركية بطرد داعش من ارياف اعزاز ومنطقة جرابلس والباب بشمال حلب، وتسليمها للمعارضة السورية وللجيش الوطني وادارتها من قبلهم، ولاحقا ببداية عام 2018 اطلقت تركيا عملية عسكرية بمشاركة قوات المعارضة (الجيش الوطني) على منطقة عفرين شمال حلب هدفها طرد عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي وعناصر الPKK من المنطقة ،وتتم ادارتها حاليا من قبل المؤسسات المدنية والعسكرية التابعة للمعارضة السورية، وخلال الفترة الأخيرة من عام 2019 الى بداية العام الحالي 2020 حصلت مواجهات عسكرية بين قوات النظام والجيش التركي نتيجة اقدام النظام على ضرب القوات التركية المتمركزة بنقاط المراقبة المنتشرة بريف ادلب الجنوبي امتدادا الى ريف حماه الشمالي وبعض من مناطق ريف حلب الغربي.
أولا”-مستقبل الاستراتيجية التركية في منطقة الشرق الأوسط:
في مقابلة مع الدكتور داوود احمد اوغلو تحدث: سنعمل من اجل انشاء نظام عالمي إقليمي، أكثر سلما وازدهارا، وسندعم الشعوب التي تطالب بالديمقراطية وحقوقها الإنسانية الاساسية، وسنقف ضد الأنظمة التي تسعى الى انكار هذه المطالب المشروعة من خلال الاكراه، سنستخدم كل الوسائل الدبلوماسية لمعالجة الحالات الطارئة حلا عادلا دون تدخل عسكري مدمر. [26]
لقد تزايد الاهتمام بالدور التركي في منطقـة الشـرق الأوسـط وقضـاياها، لاسـيما بعـد وصـول حـزب العدالـة والتنميـة إلـى السـلطة ،وحـرص قيـادات الحكومـة الجديـدة علـى تأكيـد تبنـيهم رؤيــة مختلفــة نوعيــا لسياســة تركيــا وعلاقاتهــا الخارجيــة فــي الــدوائر المختلفــة، وبخاصــة فــي الــدائرة الشـرق الأوسـطية، وعـزز مــن هـذا الاهتمـام مــا شـهدته عناصــر القـوة التركيـة مـن تطـورات إيجابيـة خلال هذه الفترة، لاسيما في أبعادها الاقتصادية حيث نجحت تركيا في احتلال المرتبـة الأولـى بـين اقتصـــاديات المنطقـــة والسادســـة عشـــرة علـــى المســـتوى العـــالمي، مـــن حيـــث حجـــم النـــاتج المحلـــي الإجمالي، وصاحب ذلك زيـادة حضـور الـدور التركـي ونشـاطه فـي العديـد مـن القضـايا المحوريـة فـي المنطقة سواء فيما يتعلق بالقضية العراقيـة أو الصـراع العربـي الإسـرائيلي بمسـاراته المتعـددة أو أزمــة البرنــامج النــووي الإيرانــي أو طــرح تركيــا كنمــوذج فــي قضــايا الإصــلاح فــي المنطقــة بأبعــاده المختلفة وغيرها من القضايا. [27]
ثانيا” -نقاط القوة في السياسة الخارجية التركية:
تتمتع تركيا بقوة بشرية هائلة وأيضا عمق تاريخي ومركز قوة عسكري من حيث العدة والعتاد وعضو بحلف شمال الأطلسي وثاني قوة عسكرية بالحلف بعد أمريكيا، وبالإضافة الى قوتها الاقتصادية وارثها التاريخي بتزعم العالم الإسلامي لأكثر من أربعة قرون، يقول: الدكتور احمد داوود اوغلو وزير الخارجية التركي السابق ” تصوغ تركيا سياستها الخارجية استنادا الى فهم شامل للاتجاهات التاريخية، وشعور بالقدرة على الفعل، وتركيا ترفض فهم السياسة الخارجية الرجعية وتطور مواقفها إزاء القضايا الإقليمية الدولية، اخدة بعين الاعتبار شروطها الخاصة وقبل كل شيء يعكس موقف تركيا عمقها التاريخي وموقعها الجغرافي وارثها الغني في القضايا الدولية، وأضاف الوزير السابق د. احمد داوود اوغلو: سنعمل من اجل انشاء نظام إقليمي اكثر سلما وازدهارا، وسندعم الشعوب التي تطالب بالديمقراطية، وحقوقها الإنسانية الأساسية، وسنقف ضد الأنظمة التي تسعى الى انكار هذه المطالب المشروعة وقمعها، من خلال الاكراه، وسنستخدم كل الوسائل الدبلوماسية لمعالجة الحالات الطارئة حلاً عادلاً، دون تدخل عسكري متمرد.[28]
تتجلى الرؤية الاستراتيجية لتركيا، في انها تمتلك عناصر قوة تمكنها من لعب دور الضامن والاستقرار، او الطرف المقبول من كل الأطراف، وهو ما نجحت فيه حتى الان، الى حد كبير، فوسط التوترات المندلعة قرب حدودها تحتفظ تركيا بهدوئها وحساباتها الواقعية، وتسعى الى ابعاد أجواء التوتر عن داخلها، وتحاول لعب دور الوسيط الدبلوماسي حيث تستطيع، وتقديم نفسها كقوة استقرار محاولة، توظيف قدراتها على التحدث الى الجميع.
في الواقع تنبع القدرة السياسية لتركيا، الى اتساق كتلتها الحيوية، القوة البشرية – مساحة الإقليم – مع موقعها الاستراتيجي الفريد، أيضا قوتها الاقتصادية والعسكرية وتوجهها العلماني، ومساحة الديمقراطية، بالإضافة الى كونها عضو بحلف شمال الأطلسي الناتو، مما يؤدي بالنهاية الى تحقيق أهدافها الاستراتيجية ومصالحها العليا.[29]
الخــــــــــــــــاتمة:
يمكن القول مما سبق ان الموقع الاستراتيجي الذي تتمتع بها تركيا يؤهلها ويفرض عليها الاهتمام بالقضايا الإقليمية المطروحة والساخنة، ويبعد عنها أي شكل من اشكال التهديد الأمني لأراضيها من ناحية يعود عليها من خلال الانخراط في هذه القضايا بالمنافع الاقتصادية، من خلال العلاقات التجارية من دول الجوار، او مرور موارد الطاقة من انابيب الغاز الى اوربا عبر أراضيها، ويمنح تركيا موقعها الجغرافي المتميز والحساس مجالا أوسع للحركة والمناورة باللعب بأوراق إقليمية ودولية اكثر تأثيرا، الإضافة لامتلاكها القدرات البشرية من حيث عدد السكان والفئة الشبابية بالعمر.
حيث تبين لنا اهمية منطقة الشرق الأوسط بالنسبة لتركيا التي هيا جزء منها، بوقوع قسم من الأراضي الجمهورية التركية باوربا واسيا، واشرافها على مضائق البوسفور والدردنيل اعطى لها عمق استراتيجي جغرافي لم تتمتع به اية دولة بالمنطقة، كونها صلة الوصل ما بين شرق اسيا و اوربا، ومرور خطوط الطاقة والغاز عن طريق تركيا الى اوربا، بالإضافة الى فطنة مؤسسي حزب العدالة والتنمية عبدالله غول ورجب طيب اردوغان واحمد داوود اوغلو باهتمام بمنطقة الشرق الأوسط من الناحية السياسية والاقتصادية والتجارية، وأيضا الاهتمام بقضايا الشعوب بتلك المنطقة، والتي تربطهم بها علاقة قوية وارث ديني ورغبة الشعوب العربية بالصداقة التركية، وأيضا وصول تركيا السريع الى التقدم الاقتصادي والحضارة العمرانية والتصنيع المحلي على جميع المستويات، بوجود الكوادر العلمية والشباب الطموح ووفرة الايدي العاملة والمساحة الجغرافية، وبما يخص السياسة التركية اتجاه المنطقة، كانت سياسة بنيت على احترام إرادة الشعوب بمطالبها المحقة بالحرية والديمقراطية، وتجربة حزب العدالة والتنمية الى جانب الأحزاب التركية، تسابق بخدمة المواطن التركي وتأمين سبل المعيشة وتوفير أجواء الامن للممارسة الديمقراطية بأحسن صورها، وما يخص التحديات فهي موجودة بالمنطقة بوجه التوجه التركي الحديث، بحيث بعض دول المنطقة غير راغبة بتطبيق السياسة التركية الجديدة مع وجود الحضور الأمريكي والروسي بالإضافة الإيراني فأنه لا يتوافق مع السياسة التركية باحترام إرادة الشعوب المطالبة بالحرية، وتحدي توسع رقعة حزب العمال الكردستاني، على حساب الدول المجاورة لتركيا من حدودها الجنوبية المحاذية لسورية والعراق.
في ظل الظروف الحالية والأوضاع المضطربة بالشرق الأوسط وثورات الربيع العربي، نستنتج هل استطاعت تركيا بسياستها كسب ود الشعوب العربية وتعميم تجربتها الديمقراطية المتمثلة بالوقت الحاضر بحزب العدالة والتنمية رغم وجود الصراعات الداخلية بين الأحزاب التركية، ام انها اتسعت دائرة الصراعات والخلاف العربي الكردي التركي؟، ومستقبل امنها القومي من التهديدات الخارجية المستقبلية.
المــــــراجــــــــــــــــــع
1-المستشار زبغنيو بريجينسكي كتاب البعد الجيوستراتيجي للشرق الأوسط الجديد، نظرية التقاطع التركي ص 143
2- المؤلف فراس محمد الياس تحليل السياسة الخارجية التركية وفق منظور المدرسة العثمانية الجديدة ص35-36
3– د. احمد داوود اوغلو كتاب العمق الاستراتيجي ودور تركيا على الساحة الدولية ص 435
4- د. احمد مختار الجمال كتاب الطموحات والتوازنات الإقليمية غير العربية ص155
5- ارون ستاين كتاب سياسة تركيا الخارجية تجاه روسيا وإيران والعراق ترجمة مركز البيان للدراسات والتخطيط.
6- سمير سبيتان كتاب تركيا في عهد رجب طيب اردوغان، مطبعة الجنادرية،
7- الكاتب محمد نور الدين كتاب تركيا بالزمن المتحول (قلق الهوية وصراع الخيارات) ص فقرة276 القسم السابع الشرق أوسط الجديد -العلاقات التركية الإسرائيلية – اتفاق – اختلاف.
8- د. احمد عبد العزيز محمود تركيا بالقرن العشرين – كلية الآداب جامعة صلاح الدين دار الكتب والوثائق القومية2012
9- حسين العودات العلاقات السورية التركية بين الماضي والحاضر https://www.albayan.ae/opinions/articles/2011-05-07-1.1434227
الدراسات:
1- الأهمية الجيوسياسية لمنطقة الشرق الأوسط دراسة بحثية من مركز الديمقراطي العربي للدراسات الاستراتيجية الاقتصادية والسياسية https://democraticac.de/?p=55783 ،
2-احمد سليمان سالم الرحاحلة، الدور التركي الجديد في منطقة الشرق الأوسط “الفرص والتحديات” مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في العلوم السياسية) قسم العلوم السياسية- كـليـة الآداب والعلوم، جامعة الشرق الأوسط، 2014م.
3- علي رضا نادر -اف ستيفان لارابي معهد أبحاث (راند ) العلاقات التركية الإيرانية في شرق أوسط بات متغيرا-
4-مركز البحوث الاستراتيجية سام التابع لوزارة الخارجية التركية مقابلة مع الدكتور داوود احمد اوغلو رئيس وزراء تركيا السابق http://sam.gov.tr/wp -content/uploads/2012/12/vision_paper_arapca_03-nihai.pdf
5-الباحث: احمد عارف ارحيل الكفارنة – دراسة بحثية بعنوان (الخيارات الاستراتيجية لتركيا إقليميا ودوليا) – العلوم الإنسانية والاجتماعية المجلد /45/ العدد /4/ 2018. https://dirasat.ju.edu.jo/HSS/Article/FullText/12354?volume=45&issue=4
المواقع الالكترونية
1- الدكتورة رانية طاهر دراسة الدور التركي بثورات الربيع العربي https://rouyaturkiyyah.com/research-articles-and-vh
2-موقع الحوار المتمدن ثائر البياتي. http://www.ahewar.org/debat/show.cat.asp?cid=
3- المركز الديمقراطي العربي https://democraticac.de/?p=53689
4-بكر محمد البدور – خاص ترك برس https://www.turkpress.co/node/34248
العلاقة التركية مع المملكة العربية السعودية
5- خليل جليك صحفي تركي وكالة الاناضول التركية https://www.aa.com.tr/ar/%D8%A3%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1-
6- مركز الجزيرة للدراسات الباحث طارق الشرقاوي https://studies.aljazeera.net/ar/reports/2019/12/191212092058593.html
[1] – الأهمية الجيو سياسية لمنطقة الشرق الأوسط دراسة بحثية من مركز الديمقراطي العربي للدراسات الاستراتيجية الاقتصادية والسياسية https://democraticac.de/?p=55783
[2] – المستشار زبغنيو بريجينسكي -كتاب بعنوان البعد الجيوستراتيجي للشرق الأوسط الجديد نظرية التقاطع التركي ص 143
[3] – للمؤلف فراس محمد الياس مدرس العلوم السياسية والعلاقات الدولية. كتاب تحليل السياسة الخارجية التركية وفق منظور المدرسة العثمانية الجديدة ص35-36–
[4] – د. احمد داوود اوغلو كتاب “العمق الاستراتيجي ودور تركيا على الساحة الدولية” ص 435
[5] – احمد سليمان سالم الرحاحلة، الدور التركي الجديد في منطقة الشرق الأوسط “الفرص والتحديات” مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في العلوم السياسية) قسم العلوم السياسية- كـليـة الآداب والعلوم، جامعة الشرق الأوسط، 2014م.
[6] – فراس محمد الياس سبق دكره ص39
[7] – الدكتورة :رانية طاهر دراسة الدور التركي بثورات الربيع العربي https://rouyaturkiyyah.com/research-articles -and-vh
[8] – د. احمد مختار الجمال كتاب الطموحات والتوازنات الإقليمية غير العربية ص155
[9]– الدكتورة رانية طاهر مصدر دكر سابق
[10] – موقع الحوار المتمدن ثائر البياتيhttp://www.ahewar.org/debat/show.cat.asp?cid=179
[11] المركز الديمقراطي العربي https://democraticac.de/?p=53689
[12] – بكر محمد البدور – خاص ترك برس https://www.turkpress.co/node/34248
العلاقة التركية مع المملكة العربية السعودية
[13] – ثائر البياتي موقع الجوار المتمدن http://www.ahewar.org/debat/show.cat.asp?cid=179
[14] -خليل جليك صحفي تركي وكالة الاناضول التركية https://www.aa.com.tr/ar/%D8%A3%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1-
[15] – مركز الجزيرة للدراسات الباحث طارق الشرقاوي https://studies.aljazeera.net/ar/reports/2019/12/191212092058593.html
[16] علي رضا نادر -اف ستيفان لارابي معهد أبحاث (راند ) العلاقات التركية الإيرانية في شرق أوسط بات متغيرا-
[17] -(ارون ستاين) كتاب سياسة تركيا الخارجية تجاه روسيا وايران والعراق الكاتب (ترجمة مركز البيان للدراسات والتخطيط.
[18] – علي رضا نادر -اف ستيفان لارابي معهد أبحاث (راند ) سبق دكره
[19] – سمير سبيتان، كتاب تركيا في عهد رجب طيب اردوغان مطبعة الجنادرية.
[20] – محمد نور الدين. كتاب تركيا بالزمن المتحول (قلق الهوية وصراع الخيارات) ص فقرة276 القسم السابع الشرق أوسط الجديد -العلاقات التركية الإسرائيلية – اتفاق – اختلاف
[21] -د. احمد عبد العزيز محمود تركيا بالقرن العشرين ل– كلية الآداب جامعة صلاح الدين دار الكتب والوثائق القومية2012
[22] – فراس محمد الياس مصدر سبق دكره
[23] – فراس محمد الياس مصدر سبق دكره
[24] -د. داوود احمد اوغلو كتاب العمق الاستراتيجي موقع تركيا ودورها في الساحة الدولية ص 437
[25] .- حسين العودات العلاقات السورية التركية بين الماضي والحاضر https://www.albayan.ae/opinions/articles/2011-05-07-1.1434227
[26] -مركز البحوث الاستراتيجية سام التابع لوزارة الخارجية التركية مقابلة مع الدكتور داوود احمد اوغلو رئيس وزراء تركيا السابق http://sam.gov.tr/wp -content/uploads/2012/12/vision_paper_arapca_03-nihai.pdf
[27]-احمد سليمان سالم الرحاحلة، الدور التركي الجديد في منطقة الشرق الأوسط “الفرص والتحديات” قدمت هذه الرسالة استكمالا لمتطلبات الحصول على درجة الماجستير في العلوم السياسية قسم العلوم السياسية- كـليـة الآداب والعلوم جامعة الشرق الأوسط الفصل الدراسي الثاني 2014.
[28]-مركز البحوث الاستراتيجية (سام) التابع لوزارة الخارجية التركية، مقابلة مع د. احمد داوود اوغلو وزير الخارجية التركي السابق.
[29] (29) الباحث: احمد عارف ارحيل الكفارنه – دراسة بحثية بعنوان (الخيارات الاستراتيجية لتركيا إقليميا ودوليا)- العلوم الإنسانية والاجتماعية المجلد /45/ العدد /4/ 2018. https://dirasat.ju.edu.jo/HSS/Article/FullText/12354?volume=45&issue=