سوسيولوجيا الحركات الاجتماعية: الحركات الاحتجاجية بالمغرب نموذجا
Sociology of social Movements: Protest Movements in Morocco as a Model
اعداد : هاجر البدوي – جامعة محمد الخامس، الرباط. المغرب
المركز الديمقراطي العربي : –
- مجلة مؤشر للدراسات الاستطلاعية : العدد السادس كانون الأول – ديسمبر 2022 , مجلد2 , دورية علمية محكمة تصدر عن #المركز_الديمقراطي_العربي “ألمانيا –برلين” في التعاون مع مركز مؤشر للدراسات الاستطلاعية.
-
تعنى بنشر نتائج البحوث الاستطلاعية في مجالات العلوم الاجتماعية والإنسانية , تصدر بشكل دوري ولها هيئة علمية دولية فاعلة تشرف على عملها وتشمل مجموعة كبيرة لأفضل الأكاديميين من عدة دول ، حيث تشرف على تحكيم الأبحاث الواردة إلى المجلة . وتستند المجلة إلى ميثاق أخلاقي لقواعد النشر فيها، و إلى لائحة داخلية تنظّم عمل التحكيم ، كما تعتمد “مجلة مؤشر للدراسات الاستطلاعية” في انتقاء محتويات أعدادها المواصفات الشكلية والموضوعية للمجلات الدولية المحكّمة.
للأطلاع على البحث “pdf” من خلال الرابط المرفق :-
ملخص:
انبثقت الحركات الاجتماعية انطلاقا من الظلم الموجود في جميع المؤسسات، خصوصا تلك الرافضة لتطلعات البشر للعدالة. وتحمل هذه الحركات دائما مجموعة من القضايا البنيوية والأسباب الشخصية، وحتى الآن، فإن معرفة جذورها لا تخول لنا الإجابة عن التساؤل حول ولادتها. فهي مصدر التغييرات الاجتماعية، أو لنقل دستور المجتمع. وقد خُصّصت مكتبات بكاملها لتقديم إضاءات وتجذير وتأريخ لظهور الحركات وانتشارها. لذلك لم يكن قصدنا تحديد مفهوم الحركات الاجتماعية؛ ولكن، كان توجّهُنا، هو محاولة طرق باب صغير وفتح نافذة على عالم متجدد ومتحول، وفق ديناميات متسلسلة ومتشعبة في الآن نفسه. وهذا لا يمنعنا من القول بأن هذه الحركات مصنوعة من الأفراد، بحيث لكل فرد دوافعه، مما يجرنا إلى طرح السؤال: كيف لهؤلاء الأفراد القدرة على تشكيل شبكة من خلال التواصل عقليا بأفراد آخرين؟ بحيث تؤدي عملية التواصل هذه، إلى الفعل الجماعي. وبالتالي حتى تتشكل حركة اجتماعية يجب ربط النشاط العاطفي للأفراد بآخرين، كما يعد شعور العديد من الأفراد بالإهانة والاستغلال والتجاهل و”الحُكْرَة” دافعا لهم لتحويل غضبهم إلى فعل؛ أي تغلبهم على الخوف، ولا يتأتى طرد الخوف إلا بالتعبير المفرط عن الامتعاض والغضب. فأصول الاحتجاج كامنة في عواطف الأفراد وفي شبكاتهم على أساس من التعاطف المعرفي. فالفقر وحده، أو الأزمة الاقتصادية، أو غياب الديمقراطية، ليست هي الأسباب المشكّلة هذا “التمرد” المتعدد الأوجه، بالطبع كانت جميع هذه المحفزات والمظاهر الشاحبة لمجتمع غير عادل وأنظمة سياسية غير ديمقراطية حاضرة في الاحتجاجات، ولكن في المقام الأول، كان الإذلال المستفز نتيجة غطرسة وشطط من هم في السلطة تجاه “رعاياهم”، ماليا أكان أم سياسيا أم ثقافيا واجتماعيا. والجامع الأول لأولئك الذين حوّلوا الخوف إلى غضب، والغضب إلى أمل في مستقبل بشري أفضل. أفراد نزعوا دثار الصمت وأبدعوا رجّات مدوية غطّت الفضاءات العمومية. وكأن البشرية كان يجب إعادة بنائها من الصفر، بالهروب من الفخاخ الإيديولوجية والمؤسسية المتعددة، التي أفضت بالبشرية إلى أفق يعتريه الغموض، ليسطّر المحتجون دربا جديدا يسلكونه. فقد كان السعي وراء توفير الكرامة وسط المعاناة من الإذلال، تيمة تكرّرت عند معظم الحركات الاحتجاجية. ومن تمّ، يبقى فعل الاحتجاج غائبا حاضرا، فهو لا يكاد يختفي حتى يظهر مع كل حدث أو حادث، فالتحولات التي عرفها ويعرفها العالم، تجعل من موضوع الحركات الاجتماعية، مجالا مفتوحا على آفاق وإمكانيات الرفد والإغناء والتطوير والتعديل؛ بل حتى النقد والنقض والتجاوز…كما هو شأن المضمون النسبي والديناميكي لآليات إنتاج وتطوير واستثمار المعرفة العلمية في حقول العلوم الاجتماعية والإنسانية بشكل عام. «خاصة وأن الحراك “الثوري” العربي ما يزال متواصلا في دواعيه ومستتبعاته.
Abstract
Social movements emerged from the injustice that exists in all institutions, especially those that reject human aspirations for justice. These movements always carry a combination of structural issues and personal reasons. In fact, we are trying in this research to open a window on a renewed and transformed world, according to sequential and complex dynamics at the same time. To be clearer, in our article we try to answer the following question: How can members of social movements form an effective communication network with others? The aim of this question is to understand how action moves from the level of communication to the level of application.
Our research concludes that social movements are formed when a strong emotional connection occurs between individuals who suffer from bad conditions, and feel humiliated, exploited, and ignored, and these emotions motivate them to turn their anger into action. The origins of protest lie in the emotions of individuals and their association based on cognitive empathy. Poverty alone and the absence of democracy are not the decisive and strong reasons that lead to this multifaceted “rebellion”. In the first place, the cause was the provocative humiliation, the government’s authoritarian arrogance towards the citizens, financially, politically, culturally, and socially. These are the reasons that intensify popular anger and then lead to revolution.
The successive transformations in the world today make the topic of social movements research an open field for enrichment, development, modification, and criticism. And when we say that the concept of social movements is like soft dough that can be developed, this is because the Arab “revolutionary” movement is still going on now.