مظاهر التجريد السياسي في نظام المعرفة الإسلامي النقل والعقل (الجزء الثاني: العقل)

اعداد : د. محمد السباعي، جامعة القاضي عياض مراكش

المركز الديمقراطي العربي : –

• مجلة قضايا التطرف والجماعات المسلحة : العدد الحادي عشر أيار – مايو 2023 , مجلد3 , دورية علمية محكمة تصدر عن  #المركز_الديمقراطي_العربي  “ألمانيا –برلين” .

• تعنى بنشر دراسات وأبحاث حول قضايا التطرف والإيديولوجيات المتطرفة والجماعات المسلحة في مختلف مناطق العالم. تهتم المجلة بتحليل وتفسير تنامي التطرف والجماعات المتشددة – بغض النظر عن خلفياتها – التي تعتمد على العنف المسلح كأسلوب في نشاطها وتحقيق غاياتها. وتهتم المجلة كذلك بالتيارات السياسية المتطرفة التي تشارك في العملية السياسية ولا تستخدم العنف المسلح، لكنها تتبنى خطابا شعبويا أو إقصائيا أو عنصريا بهدف الوصول إلى السلطة.

للأطلاع على البحث “pdf” من خلال الرابط المرفق :-

https://democraticac.de/wp-content/uploads/2023/05/%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%A9-%D9%82%D8%B6%D8%A7%D9%8A%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B7%D8%B1%D9%81-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%B9%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AF%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D8%AF%D9%8A-%D8%B9%D8%B4%D8%B1-%D8%A3%D9%8A%D8%A7%D8%B1-%E2%80%93-%D9%85%D8%A7%D9%8A%D9%88-2023.pdf

ملخص:

عمل فقهاء السلف على ترسيخ مناهج خاصة في التعامل مع النصوص، حيث انطلقوا من الخطاب الشرعي إلى العناصر المكونة له، ومن ثم التعامل مع معطيات الواقع وفق تصور خاص يبنى في أساسه على التكاليف الشرعية لتكتمل الصورة الأصولية في خطاب أقل ما يقال عنه أنه اختلطت فيه نصوص الوحي باجتهادات الفقهاء فأصبح الإلزام لا يقتصر[1]. على القرآن والسنة الصحيحة، بل أضيف إليهما الإجماع والقياس الفقهيين.

وعليه، ماهي المعطيات الواقعية المحددة لهذا التكليف الشرعي الجديد؟ وهل أمكن الحديث عن مشهد سياسي دون نظر فقهي في صياغة وحياكة خيوطه؟

للإجابة عن هذا التساؤل كان علينا الوقوف في هذه المقالة على بعض أقوال الأوائل من الفقهاء واجتهاداتهم، وكيف صارت هذه الأقوال والاجتهادات مجالاً للشرح والتفسير والاستنباط والتعليل، أي مجالا لتوليد النصوص، ومضاهية في الآن نفسه حكم الأصل ( القرآن) لحساب حكم الفرع من خلال إنتاج دائرة الشروح وشروح المتون في الحواشي، حيث أخذت نظرية الخلافة الحظ الأوفر من هذا الإسهاب، لكن لا لتطويرها كما تطورت مؤسسة السلطة بفعل عوامل زمنية تفاعل فيها الداخلي بالخارجي بل لتكريس ربما مطلب “النموذج المثال” المجسد في الخلافة الراشدة برؤيا فقهية مكرسة لمجموعة مبادئ متواضع عليها تم إقرارها بتدرج زمني وتحت مبرر “الضرورة” لتشكل خطابا في اعتقادنا أن محصلته النهائية نتاج سياسي لا أقل ولا أكثر.

إذن، كيف استطاعت المنظومة الفقه سلفية أن تخلق لنفسها صورة أضحت ناطقة باسم الشرعية الحقة – المجسدة في تيار أهل السنة والجماعة – وضابطة لتصورها عن شكل نظام الحكم في الإسلام؟

ولأن الضابط هو المنهج العقلي المعتمد على منتوج معرفي ما، فإن ذلك دعانا في هذا العمل إلى مساءلة العقل الفقهي عن ملامح التفكير لديه من خلال الوقوف على محصلة العلاقة بين ما هو عقلي وما هو نقلي؟

Abstract

The jurists of the predecessors worked on consolidating special approaches in dealing with the texts, as they proceeded from the legal discourse to its constituent elements, and then dealt with the data of reality according to a special perception based on the legal costs to complete the fundamentalist picture in a discourse, to say the least, that it mixed texts. Revelation in the jurisprudence of jurists, so the obligation is not limited. On the Qur’an and the correct Sunnah, rather, jurisprudential consensus and analogy were added to them.

Accordingly, what are the specific realistic data for this new legal assignment ? Is it possible to talk about a political scene without jurisprudence in formulating and weaving its strings ?

In order to answer this question, we had to stand in this article on some of the sayings and jurisprudence of the early scholars, and how these sayings and jurisprudence became a field for explanation, interpretation, deduction and reasoning, i. Explanations and commentaries on texts in the footnotes, where the succession theory took the greatest advantage from this verbiage, but not to develop it as the institution of power developed due to time factors in which the internal and external interacted, but rather to perpetuate perhaps the demand for the “exemplary model” embodied in the rightly guided caliphate with a jurisprudential vision dedicated to a set of humble principles upon which it was approved Gradually and under the justification of “necessity” to form a discourse in our belief that its final outcome is a political product, nothing less or more.

So, how was the Salafist jurisprudence system able to create for itself an image that has become a spokesman for true legitimacy – embodied in the movement of Ahl al-Sunnah wal Jama’a – and controlling its perception of the form of the ruling system in Islam?

And because the rule is the mental approach based on a knowledge product, this called us in this work to question the jurisprudential mind about the features of its thinking by standing on the outcome of the relationship between what is rational and what is textual ?