الدراسات البحثيةالمتخصصة

مستقبل البرنامج النووي الإيراني في ظل حكومتين جديدتين : طهران – واشنطن

اعداد : سماء جمال جاد الكريم – المركز الديمقراطي العربي

 

تقسم تلك الدراسة لأربعة أقسام  يختص القسم الأول  والثاني بالسياق التاريخي حيثُ تاريخ بدء سباقات الأسلحة  وصولًا للأسلحة الدمار الشامل  وأبرز المحطات تأثرًا بالتقدم النووي،  ومن ثمّ ننتقل لنستعرض أهم  مراحل التطور التاريخي للبرنامج النووي الإيراني منذ عهد الشاه الانسحاب الأمريكي  من الاتفاق النووي 2018، بينما اختص القسم الثالث  لإظهار  ابرز الدوافع  الإيرانية لاستكمال  البرنامج النووي، وأخيرًا نختم  بمجموعة من السيناريوهات لمستقبل البرنامج النووي ما بعد انتهاء الانتخابات الأمريكية والإيرانية

مقدمة: –

       “مما لا شك فيه أن  القنابل الذرية على هيروشيما وناجا زاكي انهت الحرب العالمية الثانية ولكنهم جلبوا الموت والدمار المرعب في مقابل تجنب خسائر عظيمة”000 هكذا أشار الفريق “ليزلى أر جروفر “المدير السابق لمشروع مانهاتن معبرًا عن مقدار دمار القدرات النووية  .

تميز القرن 21 بالتقدم التكنولوجي الهائل والتطورات في مجال التسلح والاكتشافات الذرية سواء بصورتها السلمية أو العسكرية ،وبدأت العديد من الدول في الدخول في تلك التجارب النووية  للحصول على ميزات فائقة سريعة المدى كتلك التي  تحويها الذرات النووية حيث بلغ مقدار متوسط  التجارب في تلك الفترة إلى 55 تجربة نووية في عام 1955- 1958، وبلغت ذروة التجارب أواخر الخمسينات وبداية الستينات حتى شهد العالم 178 تجربة اختصت أمريكا ب 96والسوفيت 79،وشرعت دول أخرى في تجاربها النووية بعضها سراً  كإسرائيل 1950 ولاحقت التطور 1966، ومن ثم فرنسا والصين على التوالي 196-1964 لأهداف ردعيه لتكن الهند الدولة السادسة التي تمتلك السلاح النووي تحت اطار التفجيرات السلمية 1974.

علاوة على ذلك ازدادت التخوفات في تلك الفترة نتيجة الأزمة الكوبية1962، واحتمالية استخدام الخيار النووي آنذاك،  وبدأت الدعوات إلى منع الانتشار النووي تسلك سلوكًا جديًا  والمناداة بالحظر الجزئي لتجارب النووية 1963السلمية والعسكرية منها كما أدت دفئ العلاقات الامريكية السوفيتية آنذاك في منتصف الثمانينات إلي تهدئيه الانزلاق للحرب ،  بالإضافة إلى سقوط جدار برلين 1989وتفكك الاتحاد السوفيتي؛ فتم سحب الأسلحة النووية فأصبحت الترسانة النووية خالية بعد أن تم اغلاق موقع التجارب الرئيسي للسوفييت جميع تلك العوامل مهدت للخفض من الانتشار ،وقد مهدت الدعوة السوفيتية سابقًا إلى الوقف الاختياري  والحد من الانتشارات النووية ، و تباينت ردود أفعال الدول فبعضها قبلها ودعا إليها والأخر اتخذ موقف مناوئي منها واستمر في تطوير برنامجه 1998 كالهند وباكستان ومن ثم كوريا الشمالية 2006 ، ولا يمكننا إغفال الرحلة الإيرانية الطويلة والمتباينة المراحل  التي قاربت على النصف قرن منذ عهد الشاه 1957 وأوشكت على انتهاء ما بدأته ، حلم امتلاك القنبلة النووية لإشباع الدوافع الإيرانية المُتعددة .

أولًا : مقدمة عن تاريخ تطور الأسلحة النووية وانتشارها

يهتم هذا المبحث بمعالجة التغيرات العالمية التي طرأت نتيجة تطور القدرات العسكرية الهائلة مُنذ الثورة الصناعية مرورًا بالحرب العالمية الثانية والباردة لتكوين رؤية واضحة عن بداية نشأة البرامج النووية مع استعراض بعض دول السباق النووي ، لتكن مفتاحًا للإلمام بالقضايا المعاصرة الخاصة بسباقات التسلح ودعوات الحد من انتشارها حيثُ أن الارتباط بين السياسة والتاريخ قوي ولا غنى عنهما:- “إن علم السياسة بلا تاريخ هو كنبات بلا جذور والتاريخ بدون علم السياسة هو كنبات بلا ثمر” .

جاءت الثورة الصناعية فبدأ الاهتمام بتطور الأسلحة واكتشاف طرق تسلح جديدة ،وكانت أبرز صور التسلح في تلك الفترة الاهتمام بالسفن الحربية المُحسنة على مدار واسع أواخر القرن 19، فدبت روح التنافس في أوربا تحجيمًا للانتشار الواسع لبريطانيا آنذاك والتي كانت تمتلك اسطولها البحري العظيم [1]،بدأت التوترات بين ألمانيا وبريطانيا بعد شروع ألمانيا في تخصيص ميزانية للجيش للمنافسة[2] سعيً لتصبح قوة عظمى وتسلسل التخوف من هجوم بحري ، فسعى البريطانيون إلى ضرورة الهيمنة على البحار لم يتسبب سياق التسلح الأنجلو _ألماني في  اشتعال حرب عالمية ولكنه ساعد في زيادة عدم[3] الثقة وبث التوتر داخل الأرضي الأوربية .

وبإنهاء الحرب العالمية الأولى وما خلفته من دمار بدأت دعوات الرئيس ويدر ويلسون 1918 للحد من انتشار الأسلحة والتي تضمنت المبادئ 14وتلاها مؤتمر واشنطن البحري لنزع الأسلحة ( 01921-1922) والذي شمل الولايات المتحدة وبريطانيا واليابان وغيرهم من الدول يتعلق بالمصالح داخل المحبط الهادي [4]، ولكن في منتصف 30رفضت اليابان لتجديد مرة أخرى وعاصرها انتهاك ألمانيا لمعاهدة فرساي والعودة لتسلح ليشهد العالم توترًا جديدًا[5] ، فينتهي المطاف إلى عتبات التسلح مرة أخرى داخل  الأراضي الأوربية بين ألمانيا-فرنسا -بريطانيا والمحيط الهادي بين الولايات المتحدة واليابان ، ليجتاح العالم موجه أخرى من الحروب المدمرة 1939.

ظلت الحرب العالمية الثانية  قائمة في المنطقة الأوربية ولم تهدأ إلا بعد اجتياح دول الحلفاء ألمانيا في منتصف إبريل،  وحصار الجيش الألماني في الغرب 7مايو والشرق 9مايو 1945 فكانت الهزيمة الألمانية مؤشر لإنهاء الحرب في المنطقة الأوربية ،تلتها اجتماعات القمة بين الثلاث الكبار في كل من طهران ويالطا وأخيرًا بوتسدام 1945 للاتفاق حول إعادة النظر في الحدود الأوربية ليبدأ موجة الاختلاف  والتوترات بين الحليفان الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة لتعارض طموحاتهم في المنطقة ورغبة السوفييت في الهيمنة العالمية وزيادة نفوذه وقوته في أوربا الشرقية ، وعلى الجانب الأخر استياء السوفييت من التدخل الجيوسياسي للولايات المتحدة الأمريكية ورفض السوفييت التراجع بعد تقدمها في أوربا ، فاشتعل لهيب عدم الثقة بين القوتين[6].

ازدادت التوترات بعد إجاد الرئيس ترومان ضرورة إنهاء الحرب في اليابان بسلاح القنبلة الذرية ،حقنًا لزهق مزيد من الدماء والتكاليف علاوة على ذلك الحرب بالأسلحة التقليدية سوف يعمل على  تأخر موعد إنهاء الحرب [7]، فتم إعلان بوتسدام لتحذير اليابان قبيل تدميرها طلبًا في الاستسلام غير المشروط واستجابت اليابان بالرد الرافض ، فٌضربت 6 أغسطس بقنبلة _ليتيل بوي_ بيورانيوم 235 فوق هيروشيما ، وعند عدم إعلان اليابان الاستسلام تم إسقاط قنبلة_ فات بوي_ 239 يورانيوم في 9 أغسطس  على ناجا زاكي ، وفي مواجهة احتمالية وجود مزيد من القنابل في الترسانة الأمريكية وإعلان السوفييت الحرب على اليابان أعلن الإمبراطور الياباني هيروهيتو الاستسلام تخوفًا من انزلاق البلاد لمأساة أخرى ، لتنتهي الحرب وتنتهي معها الطرق التقليدية والدخول في العصر الذرى .[8]

وبانكشاف السر الذي استمر تحت اطار  مشروع منهاتن سارع السوفييت وبريطانيا وفرنسا والصين الماوية لتصنيع قنابل ذات إنتاجية أعلى وقوة أكبر في غضون 7سنوات ، فمع تزايد الانتشار السوفييتي في أوربا احتاج السوفييت لتبنى هذا النوع من الأسلحة لبقاء على قوته العظمى بعد إصابات الحرب فمن يمتلك هذه القدرات  من الأسلحة  فأنه يمتلك الورقة الرابحة، فجر السوفييت القنبلة الأولى في كازخستان 1949 بعد التوجس من خطة مارشال داخل أوربا وكانت تشبه مواصفات_ فات مان_ الأـمريكية التي أُلقيت على ناجا زاكي  فبدأ عصر سباق التسلح الذري ومن ثم ردت أمريكا 1952 بالقنبلة الهيدروجينية اقوى 100 مرة من سابقتها لنتحول إلى العصر النووي .

هدأت توترات الحرب الباردة بوفاة ستالين 1953،1957، ومن ثمّ بدأت مرحلة كثيفة من التسلح 1958 -1962 فتطورت الصواريخ الباليستية العابرة لقارات وأصبح العالم على شفا حرب عالمية مرة أخرى بقدرات عسكرية أكثر تدميرية عُرفت بالأزمة الكوبية[9]، لينتقل الجزء الثاني من سياق التسلح إلى المعاهدات والاتفاقيات الرامية لتهدئه الوضع وتجنب الانزلاق في حروب نتائجها مأساوية، وشرعوا في تحسين قدرات عسكرية تقليدية واستراتيجية والتي اضطرت الولايات المتحدة لمجاراتها  لمدة 25 عام قادمين [10].

بحلول سبعينات القرن 20 تراجعت توترات الحرب وعقد اتفاقيات سولت 1.2  1972-1979 ،وضعت القوتان قيود على الصواريخ الباليستية والصواريخ الاستراتيجية  التي لها قدرة على حمل أسلحة نووية ،وأعقبتاها تجدد في توترات الحرب الباردة حيث واصلت القوتان إلى تعزيز والتنافس على مناطق العالم الثالث ،حتى بدأ الاتحاد السوفيتي في الانهيار تحت إدارة الزعيم ميخائيل جورباتشوف وتفكك الترسانة النووية للاتحاد السوفيتي وتفككه إلى 15 دولة ليظهر عصر الأحادية القطبية إلى النور، ويهدأ توترات سباقات التسلح من الانجراف إلى حرب عالمية ولكن لم يتوقف السباق.

خلاصة القول تعرض العالم لمحطات مختلفة من سباقات التسلح ، بعضها وصل إلى ذروته لينزلق العالم في دائرة حروب عالمية، ومن ثمّ الباردة وتسلل التوترات والتخوف من الانزلاق مرة أخرى في إبادة وحروب أكثر خطورة عن سابقيها وتتبع سباقات التسلح وامتلاك القدرات النووية الرادعة .

جدول يلخص أهم محطات سباقات التسلح النووي  العالمية : –

1945 أول سلاح نووي قصف الولايات المتحدة لهيروشيما وناجا زاكي
1949 إجراء الإتحاد السوفيتي أول اختبار نووي
1952 تصنيع الولايات المتحدة للقنبلة الهيدروجينية (سلاح نوور حراري) – إطلاق بريطانيا أول سلاح نووي لها
1954 اختبار سلاح نووي آخر للولايات المتحدة في قلعة برافو
1955 انفجار أول قنبلة هيدروجينية سوفيتية RDS- 37  في سيميبالاتينسك
1957 اختبار السوفييت لصاروخ باليستي عابر للقارات

ICBM) ) لمسافة تصل ل 5000 كيلو متر

1958 إنشاء الولايات المتحدة لوكالة الفضاء ناسا لمكافحة برنامج الفضاء السوفيتي ومحاربته في الفجوة الصاروخية و، وإجراء القوى النووية الثلاث مائة تجربة نووية
1959 اختبار الولايات المتحدة لصاروخها الباليستية العابر للقارات
1960 أصبحت فرنسا قوة نووية

 ثانيًا –التطور التاريخي لبرنامج الإيراني ودوافعه

أولاً: – التعريف بالبرنامج النووي

ساهمت التغيرات التي طرأت على منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي وقتذاك في إطار إعادة النظر في تشكيل الخريطة العالمية إلى بداية تشكيل الموقف الإيراني تجاه البرنامج النووي، وقد ساعد في ذلك انفتاح السياسات  الخارجية الإيرانية والانسحاب البريطاني من منطقة الخليج فضلًا عن تغير السياسات الأمريكية لتكوين تحالفات لحماية مصالحها دون الحاجة لتدخل المباشر، تلك العوامل  ساعدت في انبات البذور الأولى للبرنامج النووي وتطوره في طهران تحت قيادة الشاه محمد بهلول حليف الولايات آنذاك ، فكانت الولايات المتحدة والغرب من غرسوا البرنامج النووي بداخل الإيراني ، وتحاول إيران جني الثمار منذ نصف قرن حتى الآن.

يرجع تشكيل البرنامج النووي الإيراني إلى ثلاث محطات رئيسية يمكننا الانطلاق منها لفهم تصاعد التعاون علي البرنامج النووي في فترات ما، وهبوطه في بعض الفترات الأخرى نتيجة لتحول التوجهات الإيرانية مُنذ عهد الشاه مرورًا  بالثورة الإسلامية 1979 وصولًا للألفيات من تطور للبرنامج، فضلًا عن المحطة التي نعاصرها الآن .

فيمكننا استعراض تطور البرنامج النووي الإيراني من خلال ثنايا الإطار الزمني لسهولة التقسيم كالاتي: –

  • العهد الأول لحكم الشاه محمد رضا بهلوي- الشروع في تأسيس البرنامج “التركيز السلمي “(1957-1979)
  • انتصار الثروة الإسلامية تباطؤ البرنامج- حتى إعادة النظر إلى الحاجة الإيرانية للبرنامج النووي *تركيز تسلحي *(1979-1991)
  • استئناف تطوير البرنامج في ظل الأزمات (1991-2002)
  • مرحلة التطور الكثيف للبرنامج (2002 -2018)

العهد الأول: -أصول نشأه البرنامج النووي “الشاه محمد رضا بهلوي”(1957-1979)

بدأ عهد الشاه محمد رضا بهلوي بعد القضاء على ثورة محمد مصدق في أغسطس 1953 بمباركات وترتيبات أمريكية بريطانية، وإعادة الشاه للحكم لتبدأ البذرة الأولى للبرنامج النووي الإيراني ولتكن الولايات المتحدة هي الراعي الرسمي له بتوقيعها اتفاقية الذرة من أجل السلام[11]، فسارع الشاه في تبني طموحات بوتيرة عالية ورغبة في بناء قوة عسكرية تحت إرساء مشروع الحضارة الإيرانية وجعل إيران قوى عظمى تقود الإقليم.

1-التسهيلات الأمريكية للبرنامج النووي في عهد الشاه: –

بعد عقد اتفاقية الذرة من أجل السلام بقيادة ايزنهاور للتعاون النووي في المجالات السلمية والمدنية تحت بند الكهرباء والأدوات الطبية والأدوية، لمدة عقد كامل اغدقت فيها الولايات المتحدة إيران بالمساعدات النووية والفنية وإرسال كمية من جرامات اليورانيوم المُخصبة حتى عام 1959 بدأت نتائج التعاون يظهر في صورته الواضحة بعد ان قام الشاه بإنشاء مركز البحوث داخل طهران، حيث زودت شركات أمريكا البرنامج النووي كشركة أمريكانا _ماشين أند فاو ندرى_ جامعة طهران بأول تجهيزات للآلات نووية بإرسال مفاعل بقدرة 5 ميجاواط بتكلفة مليون دولار،  وامداد إيران بحوالي 5.15 من اليورانيوم عالي التخصيب من شركة جنرال_ داين امكس_ يستخدم في صُنع الأسلحة النووية لتزويد المفاعل بالوقود، ولأسباب تتعلق  ببطء التقدم اصبح المفاعل في صورة الجاهزة في عام 1967 ،[12] ومع الرغبة في استكمال البرنامج اقترحت الشركة الأمريكية _ ستانفورد رسيرش إينستون_ على إيران في حالة الرغبة في تحقيق استقلال في مجال الطاقة بما يتناسب مع قوى كبرى فإنها بحاجة إلى توليد 23كيلو واط كهربي من الطاقة النووية بحلول عام 1994 ، ف عام 1960اصبحت إيران  تمتلك برنامج نووي متكامل لإنشاء مفاعل طاقة نووية مع قدرات نووية متواضعة .[13][14]

وبعد أن ضربت موجه التخوفات من انتشار الأسلحة النووية في تلك الفترة وبدأت الدعوات الفعلية للحد من انتشار الأسلحة 1968 (NPT) كانت إيران من أوائل الدول الموقعة على الاتفاقية ومن ثمً استكملت طهران اتفاقية الضمانات الخاصة مع الوكالة الدولية للطاقة النووية (IAEA) 1974 ، وفي نفس العام تم إنشاء منظمة الطاقة الذرية الإيرانية.[15]

علت طموحات الشاه في استكمال برنامجه النووي وأعلن خطة تهدف إلى توليد وتطوير مفاعل كل عام مع استهداف المفاعلات النووية كاملة في وقت قياسي، وعلى أثر تلك الآمال عقد اتفاقيات مع مراكز فنية وجامعات لأعداد رأس مال بشري للبرنامج النووي حتى وصل العلماء النوويين إلى 862 عالم ، في أواخر عهد الشاه ارتفعت ميزانية المنظمة السنوية حتى بلغت 3 مليار دولار في عام 1977.[16]

تفاقمت المخاوف بشأن النوايا الإيرانية وإصرارها على امتلاك القدرات لتنفيذ دورة كاملة لنقود النووي وإعادة إنتاج البلوتونيوم لتغذية السلاح النووي، وطالبت إدارة _جيرالد فورد _إيران بضمانات لسلامة النية الإيرانية تجاه برنامجها النووي فعندما دب الخلاف بين الطرفين في تقديم الاثباتات المطلوبة قامت الولايات المتحدة الأمريكية بحظر بيع تلك التكنولوجيا النووية وردت إيران بالرفض أن تعامل كدولة من الدرجة الثانية فقامت بالبحث عن بدائل نووية لأمريكا لتمويل برنامجها النووي.[17]

 2- محاولات الغرب في ملئ الفراغ الأمريكي: –

سدت كل من فرنسا وألمانيا الفراغ الذي تركته الولايات المتحدة الأمريكية فقامت طهران بتفويض شركة كراف فيترك يونيون1975 لبناء مفاعلين لإنتاج الماء المضغوط بقدرة 1.196 ميجاواط بتكلفة 4.3 مليارعلى أن يتم الانتهاء منها 1981 داخل مدينة بوشهر ،وفي نفس العام أراد الشاه حيازة وقود نووي  فأقدم على قرض بقيمة مليار دولار لإنشاء محطة -يور ديف- النووية للإتمام التخصيب في فرنسا والتعاقد مع شركة -يوسيديف – وامتلاك إيران 40% من الأسهم على أن يتم منح إيران 10% من اليورانيوم المخصب ، وشراء 600 طن من جنوب افريقيا ب 700 مليون دولار بنسبة 15% من اليورانيوم RTZ ، مع استكمال البحث داخل وخارج البلاد للحصول عليه ، وتم التوصل أيضًا مع شركة- فرام توم- لبناء مولدين لطاقة النووية بقدرة 900ميجاو واط .[18]

تم التوصل إلى مسودة نهائية بين إيران وامريكا لإعادة التعاون بينهم، حيث وافق الشاه التخلي عن بعض الخطط لبناء معالجة البلوتونيوم ووضع الأنشطة النووية لإيران تحت المراقبة المُعززة وإرسال الوقود النووي المستهلك إلى الولايات المتحدة وبعملية المُبادلة وافق الرئيس جيمي كارتر 1978 للسماح لشركات الأمريكية ببيع مفاعلات إلى إيران.

ساء الوضع في الداخل الإيراني نتيجة لتركيز الشاه على ضخ أموال الدولة في البرنامج وتطويره ، فظهر التفاوت بين الدخل والضعف الاقتصادي في بث عدم الرضا ومن ثمّ ساءت الأوضاع واضطربت البلاد ، فاضطر رئيس الوزارة اموزيجار بإعادة النظر في وتيرة البرنامج النووي، و1979 قام رئيس الوزراء شاهبور في تحجيم البرنامج النووي وبعد فترة وجيزة انزلقت البلاد في اضطرابات ثورية .[19]

وصل الاستثمار الإيراني في نهاية عهد الشاه  ما يقارب 6مليارات في بناء المنشآت النووية العلمية والعسكرية ، وتسخير الثروة البترولية التي امتلكتها إيران كإحدى التمويلات الرئيسية في برنامجها النووي  ، وتقدر كمية الاعمال المكتملة في المفاعلات النووية في عهد الشاه محمد رضا بهلوي بما يتراوح ما بين 77% الى 85% من مكونات مفاعل بوشهر الأول و انفاق ما يقارب 3.1 بلايين دولار ، بالإضافة إلى ما يتراوح بين 45% 75% من العمل في المفاعل الثاني، والانتهاء من شحن ما يقارب من 90%من أجزاء المفاعلين إلى إيران وانتهت بالإطاحة بالشاه محمد رضا بهلوي .

العهد الثاني: _ ناقوس الموت لبرنامج النووي1979-1991

نجحت الثورة الإسلامية بالإطاحة بعهد الشاه ليبدأ عهد جديد ينائي تمامًا توجهات سابقيه، والدعوة إلى إحلال الحضارة الإسلامية الكبرى محل مشروع الحضارة الإيرانية الذي انتهج في عهد الشاه بهلوي ،ولإيضاح تلك الفترة سوف نقوم بتقسيمها إلى مرحلتين طبقًا للإطار الزمني لإيضاح سبب التحولات الفكرية تارة وقف وتباطؤ البرنامج وتارة إعادة إحياء امن الطاقة بعد تجميد الأنشطة النووية .

1-المرحلة الأولى :- فترة الانقلاب الأول  شاعت قناعات فكرية ملئت عقول قادة الثورة  واتخاذ مواقف سلبية وعدائية  للأنشطة النووية واعتبار المفاعلات النووية كبوشهر وغيرة محرمة وتقف ضد العقيدة الإسلامية و ودب النفور من استكمال نشاط البرنامج النووية ، ف عند النظر إلى البرنامج النووي الإيراني بعد الانقلاب الثوري واسقاط الدولة- الشاه شانية- نُلاحظ  تراجع شبة كامل للبرنامج النووي ويرجح التكاسل الشديد الذي شهده البرنامج حينذاك إلى إحدى السببين  السبب الأول:- يتمثل في التوجهات الايدلوجية التي انتهجتها جماعة الانقلاب الثورية في ذلك الوقت تمثلت في مجموعة من التغيرات  كتبديل المعنويات والأولويات ومكانة عناصر القوة لديها، علاوة علي ذلك الاعلاء من العامل الديني وتراجع العامل التاريخي واستحواذ إيران على فكرة الأمة الكاره للغرب والراغبة في قيادة العالم الإسلامي والتباهي بها وجعلها وسيلة للقوة السياسية ؛ مما أدى إلى زيادة حدة التوترات مع الولايات المتحدة والغرب .[20]

السبب الثاني:-يرجح هذا السبب الإهمال للبرنامج النووي في تلك الفترة إلى ضٌعف النقاقات المالية وليس إلى معايير ايدلوجية سياسية ، ويدعم هذا السبب التفاوت بين الدخل والضعف الاقتصادي في أواخر عهد الشاه  ومن ثمّ ثمن الانقلاب الثوري وما تلاها من أعمال عدائية عنيفة أثرت على الاقتصاد الإيراني مما جعله في فترة خانقة بلا حلفاء ، ويدلل بذلك الارتياب في تواجد الفنيين الألمان وانهاء اقامتهم وإلغاء العمل بالأنشطة النووية واستبدالهم بالفنيين الإيرانيين ،[21] مع إبقاء العمل بمحطة بوشهر واستمرار التنقيب لعدم وجود موارد تكنولوجية  داخل إيران، أعلنت حكومة الثورة 1981 بالتخلي عن جميع الطموحات السابقة التي أعلنها الشاه والاقتصار على المراكز البحثية وليس الاقتصادية نتيجة لضُعف المعايير المالية على السداد،  بالإضافة إلى إلغاء التعاقد مع الغرب كشركة – يورتيف -الفرنسية بقيمة بليون  وما صاحبها من قضايا ورفضت الاسترجاع المالي  و قامت بإلغاء الأصول الإيرانية  بالإضافة إلى  مشكلات  شركة -فرام اتوم -.

2-مرحلة الانقلاب الثاني: العودة للإحياء في ظلال الدولة الإسلامية  

استمر هذا التباطؤ والضعف ما يقارب 5 سنوات ولم يدم طويلًا حتى افتى اية الله الخميني بوجوب التزام بلاده بمواصلة تطور قدراتها النووية 1986، لتبدأ الدعوة مرة أخرى لأهمية استكمال وتطور البرنامج، وتم

افتتح حسن موسوي مركز انتاج النظائر المشعة لاستخدامات الطب والأدوية [22]،1989ومع المحاولات الإيرانية للوقف مرة أخرى لتعامل مع القضايا العالقة مع الولايات والغرب كنوع من التمهيد لاستكمال محطة بوشهر لطاقة النووية، حتى جاءت القشة التي قسمت ظهر البعير وقُصفت  محطة بوشهر بالغارات الجوية أثناء الحرب العراقية الإيرانية بحولي7 غارات ،وبعد تقييم الاضرار التي اصابت المحطة تم الإعلان عن انها متضررة للغاية؛ مما أدى إلى إعادة النظر في البرنامج النووي الإيراني وقتذاك فعادت الدعوات الى استئنافه مرة أخرى في اطارالحفاظ على بقاء إيران كدولة إسلامية  والاضرار التي اصابتها في حربها  مع العراق فكانت دعامتان للعودة مرة أخرى.[23]

أبرز الأحداث تأثيرًا على البرنامج النووي الإيراني  تمثلت في الاتي :-

  • عمليات التشديد في كل المحطات النووية وتخلي الحكومة المؤقتة مهدي بابوجان عن العقود المبرمة
  • الرد الانتقامي من الولايات المتحدة بعد حادثة حجز الرهائن، رفض الغرب لتوريد الآلات لإيران اشترتها بالفعل
  • هجرة العلماء النوويين من إيران بعد التضييق عليهم
  • انهاء الشركة الألمانية كرا فيترك يونيون عقدها، والنزاعات القضائية مع الشركات الفرنسية لعدم اكتمال المفاعلات وعدم حصولها على ما يعوض ذلك
  • اعتبار الولايات المتحدة عدو صريح نتيجة لتقديم المساعدات لإسرائيل التي تخالفها ايدلوجيًا

غزو العراق لإيران وتدمير البنية التحتية لمفاعلات النووية

العهد الثالث:: -استئناف إيران للبرنامج النووي 1991-2002

   استئناف في حالة من التكتم

بعد الانتهاء من الحرب الإيرانية العراقية وتكبد كلا منهما ما تكبد من الخسائر دفعت إيران إلى استئناف العمل مع الغرب التي كانت تضع امامها معوقات ومسببات للوقف حتى انتهاء الحرب فلم يتوقف نمو المحطات ولكن كان في مستويات أدنى بكثير على ما كان في عهد الشاه بالإضافة إلى الاضرار الحربية التي اصابت المفاعلات ، فحاولت مع الغرب والولايات للاستكمال البرنامج النووي، ولكن باءت المحاولات بالفشل نتيجة لتوجس الغرب من  الدوافع الإيرانية فانسحبت الشركة الألمانية ، وامتنعت اسبانيا وتوالت الشكوك من الولايات حول رغبة تحول الموقف الإيراني  إلى العودة  للاستخدامات العسكرية، فأعلنت إيران على استعداديتها  لتعاون النووي من جانب أي دولة في العالم مشيرًا للاتحاد السوفيتي باعتباره بديلاً للحصول على التكنولوجيا النووية ،عاد البرنامج النووي إلى مكانة التي كان عليها في الأولوية الوطنية وتم افتاء الخميني بوجوب العودة لتخصيص الميزانية للبرنامج ، وتكالبت الأسباب المؤدية  للعودة  فمنها معايشة إيران ضُعف حماس الثورة ، والعزلة الإيرانية أثناء حربها مع العراق والدعم الأمريكي بالأسلحة المتطورة للعراق ضد إيران وزاد الأمر سوءًا عند وقوع أزمة الطاقة الخانقة من خلال انقطاع الكهرباء [24].

بدأت الحاجة الإيرانية المُلحة لتعاون مع شركاء نوويين ، بعد معارضة الدول الغربية والولايات من المساعدة مرة أخرى لاستكمال مشروعها فكان ،خيار البدء مع عبد القادر خان الباكستاني  والذي ساعد كثيرًا ولكن تجاوزت المساعدات عند نقطة ما قدراته 1987-1986 وكانت الخطوات الإيرانية في ذلك المجال سرية حيث تلقت إيران أجهزة الطرد المركزي من ألمانيا بقيمة 500 الف دولار بشركه إيرانية وهمية  تسمى -كافو يارا- فرع من فروع منظمة الطاقة الذرية الإيرانية 1988، وعام 1987تم الانتهاء من تحديث مفاعل طهران للبحوث. [25]

جاءت فكرة الاكتفاء الذاتي لإيران فعملت إيران على مُضاعفة مجهوداتها لتعويض الخسائر التي أصابتها أثناء حرب 1980-1988 ، وبذل محاولات لاستقطاب علماء الذرة الروسيين مستغلة بذلك وضع تفكك الاتحاد في مقابل محاولة روسية لإنقاذ الصناعة النووية الروسية من الإفلاس فتلاقت المصالح واحتضنت ، فتم تخصيص 800مليون دولار من الميزانية الوطنية الإيرانية وافتتاح مركز التكنولوجيا الوطنية في أصفهان ، 1990 كما استوردت إيران طن من سادس فلوريد اليورانيوم ربVF6 بطريقة سرية دون اخبار الوكالة الدولية لطاقة النووية 1995 ، عاودت على  التعامل مع عبد القادر والحصول على أجهزة الطرد الأكثر تقدم من طراز p-2  بتصميماتها ،  وبمرور تلك الفترة نجحت إيران في امتلاك دورة النقود النووية الأصلية في سرية وتشيد منشأ لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض وبدأت في إنشاء محطة لإنتاج الماء الثقيل ومفاعل لبحوث بطاقة 40ميجاواط .[26]

تتبع استئناف البرنامج في ظل  التخنيق الأمريكي

أصبحت إيران تملك قدرة نسبية لإجراء الأبحاث النووية المتقدمة ، وقامت بإنشاء منشأة نووية على مساحة واسعه اضفت عليها السرية ، وشهدت اهتمامًا من قبل منظمة الطاقة النووية في أعمال التخطيط والمتابعة ، وعادت للتعاقد مع روسبا 1993 لإعادة مفاعل بوشهر ومفاعلين أخرين ولكن استمرار الأزمة الاقتصادية حال دون الاتمام ، وشهد عام 1995 التطور الأبرز حيث تم عقد مع روسيا لتنفيذ مشروع بوشهر تحت إشراف الوكالة الدولية لطاقة الذرية ، وبموجبه حصل الإيرانيين على مُفاعلين نوويين يعملان بالماء الثقيل بطاقة 1000 ميجاواط ، وتدريب 15 خبير إيراني في روسيا ، فأصبحت قادرة  على إنتاج مادة غاز هالسا فلوريد اليورانيوم بجهود ذاتية ، زار الخامنئي روسيا وتعاقد في مجموعة من المجالات في التعاون التكنولوجي كمبرر للاستخدامات السلمية لا الحرب والاقتصار على الأغراض الدفاعية ،  تم رفع ميزانية المُفاعل النووي إلى 850 مليون دولار من أجل شراء التوربينات من روسيا فظلت تتعاون مع  روسيا بالرغم من القيود الأمريكية .[27]

مرحلة التطور الكثيف للبرنامج :(2018-2002)

صُنفت الولايات المتحدة إيران بالدولة المارقة والراعية للإرهاب مسلطة الأضواء على برنامجها النووي فولدت الشكوك الدولية حول سلمية البرنامج النووي كمحاولة للحصول على تأييد دولي نحو حرمان إيران من امتلاك التكنولوجيا التي تٌمكنها من السلاح فتُشكل تهديدًا عالمًيا ، حتى دقت أزمة 2002 حيث كشف المجلس الوطني للمعارضة “مجاهدي خلق “_جماعة إسلامية ماركسية معارضة لحكم الشاه والنظام الإسلامي- على أثر مؤتمر صحفي يُديره رضا جعفر الناطق باسم المجلس حيث عرض خلاله صور لمنشأة إيرانية سريه  في( تانيز وأراك) بعيدة عن رقابة الوكالة الدولية لطاقة ، تضمنت صورة التخصيب النووية غير المُعلنة وتم فضح محطة انتاج  الماء الثقيل[28] .

أعلن المدير العام لوكالة الطاقة البرادعي 2003 أن إيران لم تبلغ عن أنشطتها النووية، ومن ثم قامت إيران طواعية ولمدة تزيد عن عامين بتنفيذ بروتكول إضافي للوكالة الدولية لطاقة النووية LAEA والسماح بجولات التفتيش لتهدئه الأوضاع ،وتمكن مفتشو الوكالة من الوصول إلى مدفعين عسكريين،  ووجود أماكن لاختبار المتفجرات التقليدية في البارجين و لا فيزيان 2004  ومواد صٌنفت ذات طبيعة نووية [29]،

رفضت إيران الزيارة التالية لبارجين في 2005و توالت محاولات الغرب لتسوية الملف النووي فيما عرف بالترويكا الاوربية 2003- 2005[30] في ظل هذه التطورات في البرنامج النووي أصدرت قرارات من روسيا والصين تطالب إيران بتعليق نشاطات التخصيب وتبليغ مجلس الامن ،بعد فشل الترويكة والتسوية النووية وارتفاع أسعار النفط تخلت إيران عن تخصيب اليورانيوم حتى أواخر عهد محمد خامنئي وتم إعادته مرة أخرى .

جاء عهد أحمد نجاد 2006 فكان أكثر تشدد من سابقه فيما يتعلق بالبرنامج النووي فخرق قواعد الوكالة الدولية وأعاد تخصيب اليورانيوم وانهمرت العقوبات الدولية على إيران لانتهاكها اتفاقيا منع الانتشار وكانت تلك بدايات التصعيد المتبادل ، وفي عام  تم 2007تخصيب اليورانيوم في نطاقه الصناعي مع تركيب ثلاثة آلاف من أجهزة الطرد المركزي في نتانز

عرض  جورج بوش 2008 في عام صيغة  تعاون مع الإيرانيين  في مجال الطاقة إلا أن دعوته لم تلق تجاوب  من طهران ، ووصل البرنامج إلى مراحلة المتقدمة وتمت إحالة الملف إلى مجلس الأمن  فضلًا عن اقناع الدول لأغلاق معظم الملفات المتعلقة بالقضية النووية وبدا اجماع الغرب على فرض عقوبات اقتصادية فردية أو جماعية  .[31]

ظلت إيران تحظر حوالي 75 مرة من امتلاك تكنولوجيا النووية والآلات التي يمكن أن تنتج الأسلحة النووية  وفقًا لمعاهدة منع الانتشار النووي في الفترة ما بين 2002 إلى 2007، ولكنها استمرت في الحصول على التكنولوجيا تحت مسمى منظمات سرية من استراليا والإمارات والسويد حتى إعلان البرادعي التحقق من البرنامج الإيراني لوجود العديد من الصبغات السرية .[32]

أعلن من قبل إيران أن مفاعل ناتانز بدأ في معالجة اليورانيوم ووصل إلى مستوى نقاوة 20%لإنتاج نظائر مشعة، فحاول أوباما تغير مسار السياسة مع إيران وانتهاج الانفتاح مع إيران والتوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي ورفع العقوبات الاقتصادية وإعادة دمج إيران في النظام العالمي في حالة التزامها بالاتفاق الخاص بتطوير البرنامج النووي في عهد الرئيس الإيراني السابع حسن روحاني دشن الاتفاق النووي في 2015 وتم التصديق علية 2016 تحت اشراف ومراقبة  وكالة الدولية الطاقة الذرية وبموجب هذا الاتفاق رفعت العقوبات الاقتصادية المتعلقة بالمالية والتجارة والطاقة وفك تجميد الأموال الإيرانية [33]

جاءت السياسات في  2016 في عهد ترامب مخالفة تمًامًا عن سابقه حيث تم إعلان الانسحاب من الملف النووي الإيراني في 2018 ، واستئناف العقوبات الاقتصادية على إيران التي تشمل فرض القيود المصرفية  والمالي وقطاع الطاقة وتصدير البترول ، وانتهاج سياسة الضغط الأقصى ، فالتزمت إيران بالمعاهدة صوريًا غير مكترث لها فعليًا حيث أصبحت إيران في عهد ترامب على بُعد خطوات من امتلاك القنبلة النووية تمكنت من نسبة عالية  من تخصيب اليورانيوم من (20-60)% ،وزيادة عدد الطائرات المركزية وتطويرها والزيادة في كمية اليورانيوم وتشغيل مفاعلات أخرى كما أنها قامت بتقيد تفتيش وكالة الطاقة والوصول للأقمار الصناعية [34]

أعطت إدارة جو بايدن الأولوية لإعادة النظر إلى الاتفاقية وبدأ المفاوضات ، لرفع العقوبات مخالفة بذلك سياسات ترامب والعودة للانضمام مرة أخرى مع الأخذ في الاعتبار وجوب التزام إيران الصارم للاتفاق النووي الإيراني ووضعت ثلاثة شروط وهي :-إطالة مدة القيود المفروضة على انتاج إيران للمواد الانشطارية اكثر من 15 عام ، مع وقف إيران لأنشطتها الخبيثة من خلال وكلائها في لبنان والعراق وسوريا واليمن ومعالجة البرنامج الذي يهدد إسرائيل وجيرانها إعادة البرنامج إلى السيطرة ووضعه تحت الرقابة [35]

ثالثًا  – الدوافع الإيرانية لتبني البرنامج النووي

تسعى إيران مُنذ عهد الشاه لتبني البرنامج النووي لما يصب في تعزيز قوتها الإقليمية لمواكبة انتشار الأسلحة النووية فيدعم البرنامج الاستراتيجية الإيرانية على المدى الطويل، تؤمن إيران وتتمسك بالعناصر الأساسية التي تؤهلها لامتلاك التكنولوجيا النووية بما في ذلك منشآت تخصيب اليورانيوم  لأن  امتلاك إيران لأسلحة الدمار الشامل وحده قادرة على إعطائها قوة الردع اللازمة  لمجابهة احتمالية الهجوم الأمريكي ممتثلة بتجربة الكورية ،تتعدد الدوافع الإيرانية فبعضها يصب على الصعيد الداخلي والبعض إقليمي والبعض الدولي وتتعدد الأهداف حيث تتمثل في[36] :-

أولًا :-الدوافع السياسة والاستراتيجية

ف عند النظر إلى الوضع الإقليمي وفشل السياسة الخارجية لإيران تبرز الحاجة الإيرانية لسلاح النووي للعب دور استراتيجي لشعور بالأمن الإقليمي، وظهورها كقوة إقليمية عظمى بجوار جيرانها التي يُصاحبها اضطرابات تاريخية وعلاقات عربية متوترة وإسرائيلية سيئة وتتأرجح مع  تركيا وباكستان لذلك تحتاج إلى الظهور في صورتها المتفوقة لمجارات علاقاتها الفاشلة داخل الإقليم .[37]

يقدم البرنامج النووي الإيراني الأهمية البالغة في تعزيز المكانة السياسية الإقليمية والدولية فتمكنها من امتلاك العناصر الأساسية امتلاك القوة العسكرية والمكانة السياسية الدولية وتحقيق الأمن والاستقلال الكامل لم تكن تلك الفترة برزت بصورة واضحة في  تعارض عهد الشاه  للغرب ولكنها تباينت بصورة واضحة بعد الثورة الإسلامية  ،  1979بالإضافة إلى امتلاك إيران القدرات النووية يحقق لها التوازان مع القوى الإقليمية كالقوى الإسرائيلية ،كما أنها تلغي مبدأ الاحتكار النووي  الإسرائيلي داخل المنطقة والخروج من وطأة التخوفات من التهديدات الإسرائيلية  [38]

ثانيًا:- الدوافع العسكرية

رغبة إيران في بناء قوة عسكرية تخدمها عند الحاجة إليها لحماية النظام الإيراني من محاولة تغييره ومصالحها الحيوية في ظل النظام العالمي الحالي والمتغيرات الدولية وخاصة بعد تجربة الدروس القاسية الناتجة عن الحرب العراقية الإيرانية حيث أكد القائد الأعلى للقوات المسلحة هاشمي رفسنجاني 1988″لقد أثبتت الحرب ،كم هو مهم استعمال الأسلحة الكيماوية والبيولوجية والنووية وأن الدروس والمواعظ التي يُعطيها المجتمع الدولي تفقد مصداقيتها عند دخول الحرب إذن علينا حيازة هذه الأسلحة ذات الاستعمال الهجومي والدفاعي[39]وبالتالي ترغب إيران في إنشاء برنامج متكامل وشامل لتصدي في احتمالية مواجهة تهديدات إسرائيلية أو أمريكية حيث تمثل خريطة الخليج إحاطة إيرانية من قبل قواعد  الولايات المتحدة الأمريكية حيث تنشر الولايات المُتحدة  قواعدها العسكرية في سبعة دول تتنوع تلك القواعد ما بين الجوية  والبحرية وصاروخية .[40]

ثالثًا: -الدوافع جيوبوليتيكية

تشغل إيران مكانة إقليمية متميزة وفقًا لنظرية قلب الأرض لماكيندر فمن من يسيطر على مناطق الساحل يسيطر على مناطق الظهير فتتمتع إيران بمنطقة الظهير فهي تطل على مضيق هرمز وهو منفذ الخليج العربي الجنوبي  فامتلاك القوة النووية تؤهلها في الوصول إلى منفذه الشمالي[41]، كما تُعد من رابع الدول في احتياطي النفط والثاني لمخزون الغاز[42] مما يجعلها متحكمة في امدادات النفط المتجهة إلى العالم الخارجي فامتلاك السلاح النووي يجعلها تخطي دورًا محوريًا لتعزيز تأثيرها في القضايا الخارجية ودعم المكانة الإقليمية والدولية، وحماية تطلعاتها الجيوبوليتيكية التي تنطوي تحت مسمي مشروع الشرق الأوسط الإسلامي الإيراني  والذي يعد بديلًا للشرق الأوسط الأمريكي فيسهل امتلاكها للقدرات العسكرية الهجومية والدفاعية  النووية على تحقيقها[43] .

ثالثًا:-الدوافع الاقتصادية

ينهض البرنامج النووي عند اكتماله بالبنية الاقتصادية الإيرانية حيث يقدم تأمين حوالي 20% من الطاقة الكهربائية بواسطة المولدات النووية لتخفيف من اهدار الغاز والنفط كمحاولة لتوفير ثرواتها النفطية، بهدف توجيها نحو التصدير من اجل الحصول على العائدات المالية فيمكن توليد الكهرباء بتكلفة لا تتعدى (18-20%) من تكلفة الكهرباء في ظل أسعار الأسواق الحالية [44]

رابعًا:-الدوافع القومية والدينية

أسهمت الدوافع الأثنى والعرقية القومية والدينية في تعزيز الرغبة الإيرانية في امتلاك قدرات الطاقة النووية واللاحق بصفوف الدول الكبرى والخروج من اطار مصاف الدول النامية والوصول إلى التكنولوجيا المتقدمة

القومي: -تدير إيران سياسة مزدوجة تبدي مرونة أحيانا وفي ذات الوقت تستمر لتعزيز قدراتها النووية، فتستخدم السياسة الإيرانية نفوذها وتأثيرها الديني على الشيعة في العالم فامتلاك السلاح النووي الإيراني يعمل على تغير قواعد المنطقة ويعمل على أحياء المد الإسلامي وإقامة كتلة إسلامية شيعية يضم جمهوريات اسيا الوسطى

الديني: – هو جانب روحاني يربط فيه المتشددين الإيرانيين الجوانب الحياتية بالدين بما في ذلك القدرة النووية فتتداول الأحاديث عن مفهوم القنبلة النووية الإسلامية ،تتعرض إيران لتهديدات تضرب أيدولوجياتها الدينة وفي بقاءها كدولة إسلامية فامتلاكها لطاقة النووية يهبط إمكانية اضطهاد إيران من الطوائف الكبرى[45]

ختامًا: –

مُنذ أحداث الثورة الإسلامية وأصبحت إيران مدخل للمخاوف الغربية وتراجعًا لتطورات البرنامج النووي الخاص بها ،وقد أثر موقف احتجاز الرهائن  الأمريكية داخل السفارة ورغبتها في نشر أيدلوجية الأمة الإسلامية وتعاملاتها مع الحركات الإرهابية ، وعلاوة على ذلك سرية البرنامج النووي والتهرب من التزامات اتفاقية منع الانتشار النووي ، مع الوقف على  محطات التشديدات الإيرانية والأمريكية في  بعض الفترات أدت إلى زيادة التطورات داخل البرنامج النووي حتى أصبحت إيران على مرمى حجر من  امتلاك القدرات النووية ،مع توالي العقوبات لضرب الاقتصاد الإيراني وخنقها بدائرة العزلة الدولية ، كمحاولات لتحجيم منع الانتشار النووي من قبل الدول كل هذا كانت عوامل كفيلة لتغير السياسة الأمريكية كل فترة وأخرى للمحاولة لتوصل إلى تفاوض يمنع من امتلاك إيران للأسلحة النووية أو معاهدة ضمان للاستخدامات السلمية للبرامج النووي

خلاصة القول استعرضنا في هذا الفصل مراحل التطور للأسلحة وصولًا لأسلحة الدمار الشامل التي أُطلقت على البرامج النووية، وأوضحنا في عجالة أن العالم لا يخلو من التسابق مٌنذ قديم الأذل وأن لطالما اتخذت الدول الكبرى موقفًا لمنع انتشار الأسلحة في مراحلها المختلفة مخافة الانزلاق في حرب كارثية ، فبعضها انجرف فولدت الحرب الأولى والثانية وبعضها أصاب العالم بالتوترات نتيجة لتسابقها، وصولًا إلى قضيتنا الرئيسة “البرنامج النووي الإيراني  “التي استعرضنا مراحلها وأبرز المحطات المؤثرة في تطور البرنامج من  بداية مرحلة النشأة في عهد الشاه مرورًا بالتجميد في أوائل عهد الثورة الإسلامية حتي مراحل العودة والإحياء للبرنامج النووي الإيراني ، استتبعنا نشأة البرنامج  وكيف كان يلقي دعمًا حتى وصل لمراحل جيدة وكيف أخفقت فترة الثورة والحرب العراقية وأثرت في تراجع  البرنامج  ، وكيف انقلبت الاحداث في الداخل الإيراني وتبدلت الدوافع  الإيرانية وتعددت  ما بين قومية ودينية تارة وما بين سياسية وعسكرية واستراتيجية وجيبولتيكية ، كما أننا استتبعنا أهم التشديدات  من قبل الولايات و إيران واهم محطات المفاوضات وأوجزنا كيف أثر الانسحاب من المفاوضات 2018 في مرحلة البرنامج الانتقالية كادت ان توشك على الانتهاء لصالح إيران بعد رحلة طويلة التكاليف والمخاطر .

رابعًا -تداعيات انتخابات 2024 على البرنامج النووي الإيراني  :_ طهران _واشنطن

أُعلن عن مصرع الرئيس السيد إبراهيم رئيسي في يوم 19 أيار الأثنين -مايو 2024 إثر تحطيم طائرة مروحية، والذي كان من المتوقع منافسته على منصب الخامنئي وتولي قيادة المرشد الأعلى .

أٌصيبت البلاد باضطراب عقب التأكد من مصرع رئيسي، فأوجب الخامنئي بتعيين مخبر للإدارة البلاد والدعوة إلى اجراء انتخابات في مدة قصيرة تسبق موعدها المقرر والتي تم تقرير عقدها في 28من هذا الشهر الجاري ، فاستجاب ما يقارب من 80 مرشح إيراني لمنافسة على انتخابات الرئاسية الإيرانية ، ومن ثمً أعلن  مجلس صيانة الدستور استبعاد حوالى 74 مرشح من بينهم أحمد نجاد ولاريجاني ، وقبول أوراق  6 شخصيات يرى فيهم المجلس كفاءتهم للمنافسة على مقعد الرئيس ، استحوذ على قائمة المرشحين  تيار المحافظين متمثل في خمسة مرشحين باقر قاليباف -بورم محمدي -سعيد جليلي – علي رضا زكاني وأخيرًا أمير حسين قاضي  مقابل مسعود بزشيكان ممثل لتيار الإصلاحيين .

ولفهم مستقبل الملف النووي ومدى تأثير المرشحين على السياسة الخارجية وجب طرح مجموعة من الأسئلة متمثلة في الاتي: –

  • ما الثوابت التي يقوم عليها النظام الثيوقراطي ؟،
  • ماهي التركيبة السياسية للتيارات والتنظيمات والقوى السياسة العاملة في إيران؟،
  •  ما القواسم المشتركة والمختلفة بين الإصلاحين والمحافظين ؟،
  •  ما دور مجلس صيانة الدستور ومن يعينه ؟،

النظام الثيوقراطي   

يتشكل نظام الحكم في إيران  ما بعد الثورة الإسلامية حتى الآن على  نظام ثيوقراطي يتبع المرشد الأعلى ويخول له الأحقية الدستورية في ذلك  وغالبية الحكام من رجال الدين ، وخاصة من المحافظين التابعين للمرشد الأعلى، عند النظر لسياسية الخارجية الإيرانية نراها دائرة مغلقة في يد رجال الدين والسلطة الأعلى المتمثلة في ولاية الفقيه (المرشد الأعلى الخامنئي ) هو اليد الطولى في تحديد تلك السياسات

تتمحور الثوابت التي تحكم النظام السياسي الإيراني حول بقاء النظام واستمرارية الحكم وترتكز إيران على ركيزتين الأولى تُبنى على أٌسس ثيوقراطية دينية متمثلة في مرجعية المرشد الأعلى لولاية الفقيه، وركيزة برجماتية (التفكير في المصلحة ) يندرج أسفلها العلاقات الدولية والسياسة الداخلية والحريات ، تمثل الركيزة الثانية أساس الاختلاف  بين الإصلاحيين والمحافظين حيث يعلو الإصلاحيين من البرجماتية عن الدين  والدعوة للانفتاح على المجتمع والميل للحريات فنقطة الاختلاف تتمثل في أداء النظام وليس النظام ذاته0

الفكر السياسي لإيران

تنقسم التركيبة السياسية للتيارات والتنظيمات والقوى السياسة العاملة في إيران إلى محافظين  متحكمين في زمام الأمور تقع بين قبضتهم المؤسسات وأجهزة السلطة والحكم ، ومعارضين من خارج النظام ومعارضين من الداخل ُيطلق عليهم الإصلاحيين تنقسم تلك الفئة إلى فئتين الأولى تُعارض النظام القائم عقب الثورة ويسعى لتغيير الصبغة التي يقوم عليها النظام حاليًا بشكل جذري يتشكل من مجموعة القوى الدينية والقومية والفكرية المختلفة، على الجانب  الأخر معارضين لأداء النظام من الداخل ساعيين إلى تحسين وضع النظام من خلال تعديلات لا تتعارض مع جوهر القيم والمبادئ التي قامت عليها الثورة وقد نجحت تلك الفئة المعارضة للوصول لسلطة 4 مرات ، وسبق لها أن حصلت على أغلبية المقاعد البرلمانية في أكثر من مجلس من أبرز شخصيات هذا التيار حسن روحاني  و محمد خاتمي

مجلس صيانة الدستور

يرأسه أحمد جنتي وفقًا لدستور 1979 والذي تم تعينه من قبل الخميني ، يقرر أسماء المرشحين ويعمل على مراقبة البرلمان ويوصف هذا المجلس على إنه مجلس فوق دستوري يتكون من 12 عضو 6 فقهاء دين يتم تعينهم من قبل المرشد الأعلى للدولة يشاركهم 6 خبراء قانون يعينهم رئيس السلطة القضائية بعد موافقة البرلمان ، ويتم تعين رئيس السلطة القضائية من قبل المرشد الأعلى أيضًا لتكن قبضة المجلس في يد المرشد الأعلى متمثل في الخامنئي حاليًا يستشير المجلس أربع جهات داخل إيران السلطة القضائية والحرث الثوري ووزارة الداخلية والاستخبارات ولا يحق للمجلس ابداء أسباب الرفض أو القبول للمرشحين .

المرشد الأعلى

تخول المادة 110 في الدستور الإيراني صالحيات للمرشد الأعلى في التدخل لتحديد السياسات الداخلية والخارجية وفي المقابل تكن صالحيات الرئيس صالحيات تنفيذية مع إتاحة مساحة سياسية في الخطاب السياسي واختلاف الرؤى لرئيس الدولة ، ولكن يُمنع أي تغيير بنيوي في بنية النظام وفقًا لتصريح محمد خاتمي سابقًا

تحدد السياسات من خلال مجموعة من الثوابت التي تتمحور حول مركزية الايدلوجية والهوية القومية في السياسة الإيرانية تتشكل السياسة الخارجية الإيرانية حسب طبيعة ومبادئ نظرية ولاية الفقيه والهوية القومية الفارسية في العلاقات  الخارجية تندرج أسفلها مجموعة من المبادئ  تتمثل في الأممية  الإسلامية وخلق هوية فارسية  والاستقلال ورفض التبعية لنموذج الغرب  بالإضافة إلى تكوين الجمهورية العالمية المزعومة و تصدير الثورة  ونشر الشيعية وأخيرًا نصرة المستضعفين في المذهب الشيعي ، فيمكن حصر توجهات الخامنئي في عاملين الأول التمسك بثوابت السياسة الخارجية والمحافظة على الهيكل  البنيوي للنظام والثاني المحافظة على العمق الاستراتيجي للإيراني مع عدم إغفال الطابع البرجماتي التي تكن فيه المصلحة هي حجر الزاوية في التعاطي مع الإحداث وهذا ما حدث خلال الاتفاق النووي 2015 فيتم ترجيح المصلحة على الأغلب

القواسم المشتركة والمختلفة بين التيارين

يتمحور التباين بين المرشحين السته حول  رؤى المرشحين فيما يتعلق بالبرجماتية و الأداء للنظام ،  أظهرت المناظرات تباين الرؤى ما بين تكثيف الجهود لإلغاء العقوبات الموقعة على إيران وأن الإدارة الصحيحة للبلاد هي من تحقق معدلات النمو الاقتصادي وليس الاستثمارات وما بين الإصلاحيين أن الانفتاح على العالم وتحسين العلاقات الإيرانية هي عوامل تصب في تحسين الداخل الإيراني

يتميز الإصلاحيين  بالبرجماتية التفاوض من أجل المصلحة، انتهجت السياسات في عهدي رفسجاني وخاتمي 1989 و1997 عدة إجراءات منها ترسيخ المكانة الإقليمية لإيران والانفتاح فبدت سياسة تصالحية تسامحيه ، ولكنها لم تسجل أي تراجع يذكر في القضايا المحورية والحيوية لإيران كاحتلال جزر الإمارات  الثلاثة وغيرها من القضايا، بالإضافة إلى  ازدواجية المعايير في السياسة الإيرانية  تجاه التواجد الأجنبي في المنطقة ، يرى الإصلاحيين هو وجوب تكيف الدين بحسب التغير الواقع داخل الدولة والمجتمع من خلال اجتهادات المرجعيات الدينية مع الاخذ في الاعتبار بظروف الزمن والمصالح على عكس المتشددين أو ما يطلق عليهم المحافظين حيث يدعو من المرجعيات الدينية إلى اخضاع الدولة والمجتمع للدين بشكل مطلق ومن ثم خضوع كلًا منهما  مرة أخرى لفقهاء المذهب باعتبارهم ممثلين للدين  .

   تنحصر التطورات في إيران  انعكاسًا  للتحولات الاجتماعية  داخل اطار السياق الداخلي  والاجتماعي فقط ، وأن أمور السياسة الخارجية  ما هي إلا أمور ثانوية  في التطورات حيث المعارك الديموقراطية  تتمحور حول الطموحات الاجتماعية ،كتعظيم الإصلاحيين لدور الشعب في  الحكم والعدالة بينما المحافظين تستتبع ولاية الفقيه فليس للشعب أي دور فهُم لا يملكون حق الحكم لأن الشرعية الدينية هي الأساس وتعلو على رغبة الشعب .

نرى أن نقطة الاتفاق بين التيارين يتمثل في عدم تغيير بنية النظام والعمل على استمرارية الحكم وبقاءه، حيث ذكر عضو المكتب السياسي للحزب الله  من قبل  أن هناك خطوط ثابته  في إيران  وبالتالي لا يهم من يرأس ويترشح للمقعد فالانتخابات ليست من الثوابت،  ومن يفهم جيدًا  طبيعة إيران  يدرك أن الموقف الإيراني  الاستراتيجي لا يتغير، فتختلف التيارات في الداخل الإيراني وليس في قضايا الملفات الخارجية فإنها ثوابت

انطلقت المناظرة الرابعة للمرشحين لتناقش السياسة الخارجية والاتفاق النووي وجاءت على أثرها تباين الرؤى ما بين دعم احياء الاتفاق النووي والجلوس على طاولة المفاوضات مرة أخرى وبين مهاجمة العودة للاتفاق ولكن لا يعني الرفض رفض قطعًا أو القبول قبول بتنازلات قصوى حيث لا تتخلى إيران عن الطابع البرجماتي ف عند تعارض الخطاب السياسي مع المصالح العليًا ترجح المصلحة فقبل الخامنئي من قبل بالاتفاق حتى وإن عدل عن قراره مرة أخرى .

عوامل أخرى تؤثر على البرنامج

تحديد مستقبل الملف النووي وإعادة إحياء الاتفاق أو تجميده يرتكز لعوامل أخرى لا ترتكز على الداخل الإيراني فقط،  ولكن هي باقة تضم مجموعة من الفواعل الأخرى كالتوترات على الحدود الشمالية لإسرائيل مع مليشيات حزب الله المدعومة من إيران وتعد من مرتكزات العمق الاستراتيجي لإيران ، التوجه الإيراني لروسيا والصين ،وأخيرًا لا يمكن التغافل عن الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة والتي تلعب دورًا محوريًا في مصير الاتفاق النووي

 الانتخابات الأمريكية 

توشك الولايات المتحدة الـأمريكية على اجراء الانتخابات الرئاسية الجارية من هذا العام والتي تخضع لسيطرة الحزبين الكبيران اللذان يلاعبان أدوارًا مؤثرة في الحياة السياسة ولهما اليد الطولى على رئاسة الجمهورية والكونغرس والمجالس التشريعية حيث يسيطر الحزبان على مقعد رئاسة الجمهورية من ستينات القرن الماضي يتصدر  ترامب الحزب الجمهوري منافسًا جوبا يدن التابع للحزب الديموقراطي

تباين رؤى الحزبين

يوصف ترامب بسياساته المتشددة تجاه الإيرانيين والتي توجت بالانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي وفرض العقوبات والضغوط الاقتصادية القصوى والهجمات السيبرانية وعمليات التخريب سواء باغتيال العلماء النوويين واغتيال القيادات الإيرانية كاغتيال قاسم سليماني قائد فليق القدس، ساعدت كل هذه التوترات في عهد ترامب على تقليل  الثقة  بين إيران  والوكالة الدولية لطاقة الذرية ومواقف الاتحاد الأوربي ‘ واتيحت الفرصة  لإيران بعدم الالتزام واستكمال الأنشطة النووية حتى إعلان إيران إنها أصبحت دولة حافة نووية في المقابل جو بادين الذي يفضل المفاوضات ويرجح الرجوع للاتفاق النووي للحصول على مجموعة من الضمانات الإيرانية للاستخدامات السلمية للبرنامج النووي الإيراني بطرق أكثر سلمية .

سيناريوهات

في حالة فوز المحافظين 

بعد درس خروج الولايات من الاتفاق النووي2018 وعدم اكتراثها بالاتفاق وعودة العقوبات من قبل ترامب سابقًا  ، ذادت الشكوك الإيرانية تجاه الغرب ،علاوة على ذلك أن الكرت الرابح الآن تمتلكه إيران باعتبارها دولة حافة نووية على اعتاب امتلاك الأسلحة النووية ، كما لا يمكن إغفال توترات المنطقة  بين إيران وإسرائيل في بقاع مختلفة وتهديدات ناتنياهو لمليشيات حزب الله فيمكن أن تؤدي إلى تفاقم التوترات وفشل المفاوضات

لذلك من المتوقع أن تكن سياسة المحافظين أكثر تشددًا تجاه الغرب فيما يتعلق  بالاتفاق النووي دون تقديم تنازلات كبيرة والاستمرار في عمليات تخصيب اليورانيوم لمستويات تصل ل90 % وفي المقابل تتزايد احتمالية التخنيق على الاقتصاد  الإيراني من خلال النفط وغيرها

 في حالة فوز الإصلاحيين 

يرغب الإصلاحيين في العودة إلى طاولة المفاوضات وتفضيل الانفتاح على المجتمع الدولي وإقامة علاقات تخدم الاقتصاد والداخل الإيراني ، فيمكن الموافقة على إحياء الاتفاق النووي ولكن بخطوات تبادلية تعمل على تخفيف الأعباء الاقتصادية في الداخل الإيراني مقابل تقديم ضمان الالتزام بسلمية البرنامج النووي  ، لذلك من المتوقع أن تكن السياسات الإيرانية أكثر تفاوضًا لربح بعض المكاسب الداخلية بعد أن وصلت إلى مستويات لا بأس بها في برنامجها النووي

في حالة فوز ترامب

يٌرجح أن يكون الخطاب أكثر عنفًا ولا يستبعد استخدام سياسات الضغط القصوى والعقوبات الاقتصادية والعسكرية إلى حد يصل الى ضرب المنشآت النووية الإيرانية بمساعده حلفائها

لذلك من المتوقع أن تستمر إيران  في سرية برنامجها حتى الاكتمال وتكتفي بالرد من خلال حلفائها الحوثيين وحزب الله والاهتمام بالأسلحة التقليدية في حالة فوز المحافظين ،بينما يمكن أن يلجأ الإصلاحيين إلى التفاوض مع ترامب واللجوء إلى وسيط ثالث  لتفاوض معه ، والأخذ في الاعتبار التجارب التاريخية لإيران في تدمير المنشآت النووية في حربها مع العراق حتى اكتمال التخصيب ل 90%

في حالة فوز بادين

سوف يكن السيناريو أكثر تفاؤل عن غيره ولكنه مستبعد، حيث يرغب بايدن في العودة إلى طاولة المفاوضات بشركات أوربية لزيادة الضغوط على إيران بطرق سلمية عن طريق التزام إيران بشروط صارمة على برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات والتنفيس عن الاقتصاد الإيراني والخروج قليلًا عن عزلتها.

سيناريوهات الاتفاق النووي

أولًا :-العودة للإحياء مع إضفاء بعض التعديلات:-

يمثل الحل الأمثل يمكن العودة إلى الاتفاق النووي بتعديلات ولكنها تتطلب تنازلات من الطرفين منعًا لزيادة التوترات داخل المنطقة، تتمثل في  ضمان إلزام إيران بالطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني مقابل ضمانات وتسهيلات أمريكية أوربية ورفع العقوبات والضغوط القصوى عن الاقتصاد الإيراني

ثانيًا: – زيادة التوترات في حالة فشل التفاوض:-

استمرار إيران في استكمال برنامجها النووي  وتعزيز قدرات التخصيب لليورانيوم حتى الوصول لمستوى إنتاج الأسلحة ،مما يؤدي إلى الاستفزاز الأمريكي وفرض مزيد من العقوبات على إيران سواء العسكرية أو الاقتصادية ، وقد تصل إلى حد المواجهة العسكرية علاوة على ذلك يمكن استخدام إيران  لورقة البحث والتطوير في التقنيات النووية لتعزيز قدراتها التقنية  وفرض أراءها على طاولة المفاوضات

ثالثًا التصعيد

يمكن استخدام إيران للحلفاء داخل الإقليم واستغلال توترات الوضع داخل إسرائيل والعمل على الاستفزاز الإسرائيلي خاصة من اتجاه الشمال عن طريق حزب الله لفتح جبهات أخرى ، واعتراض السفن من قبل الحوثيين لضغط على التجارة الدولية كوسيلة لمواجهة الضغوط الدولية عن طريق توسيع استخدام  النفوذ الإقليمي 

قائمة المراجع :-

نعمة حسن محمد ، سباق التسلح البحري بين ألمانيا وبريطانيا قبيل حرب الأولى ،  مجلة المؤرخ العربي ، المجلد 17،العدد17 ، مارس2009.

أروى خالد ، عباس محسين ،التقارب الألماني -السوفيتي في معاهدة رابلوا وأثرة في التسلح الجوي السري الألماني 1922-1933 ،مجلة مداد الأدب، مجلد  13 ،العدد 30، 2023 .

ضبيان شمام، العلاقات اليابانية الأمريكية بعد انتهاء الحرب الباردة ،دار الجنان لنشر والتوزيع  الأردن ،2017.

أبو القاسم سينكيهي ،عبد القادر حج أحمد ، أزمة الصواريخ الكوبية (أكتوبر 1962) وتأثيرها على العلاقات الدولية بين المعسكرين الشرقي والغربي (رسالة ماجستير ، كلية العلو الإنسانية والاجتماعية والعلوم الإسلام ، جامعة أدرار )، الجزائر 2014.

كحل السنان، الاتفاق النووي الإيراني الأمريكي وتداعياته الإقليمية، ( رسالة ماجيستير ، كلية حقوق والعلوم السياسية، جامعة محمد الصديق بن يحي جيجل ، 2015 .

على فائز -كريم سجادي ور، رحلة إيران النووية الطويلة -التكاليف والمخاطر، مركز الإمارات لدراسات والبحوث الاستراتيجية، د-م، العدد 142،

ميلاد مسعود ،العلاقات الإيرانية الغربية في ظل أزمة البرنامج النووي الإيراني ،معهد الدراسات والبحوث الأسييوية ، جامعة الزقازيق.

شريف كلاع، قراءة في تاريخ ودوافع البرنامج النووي الإيراني ،مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية ،الجزائر ، العدد 5 .

علي فياض، إضاءات على العلاقات الإيرانية مع الولايات المتحدة وإسرائيل، مركز الحوار السوري، سوريا ، مارس 2021

محمد سلمان طايع، هويدا عبدالله، البرنامج النووي الإيراني وأثره على منطقة الشرق الأوسط،، المجلة العلمية لكلية الدراسات الاقتصادية والسياسية ، جامعة الإسكندرية ، المجلد التاسع ،العدد17، يناير 2024.

الزوري محجوب وأخرون، الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي الإيراني التداعيات والافاق، مجلة دراسات الشرق الأوسط، 2018.

الكريني إدريس، مستقبل الملف النووي الإيراني ما بغد ترامب، المعهد الدولي لدراسات الإيرانية  2019.

نور الدين دخان، وآخرون ، التهديد النووي الإيراني وتأثيره في الأمن الإسرائيلي، مجلة العلوم الإنسانية ، جامعة بسكرة ، الجزائر ،العدد 43 ،  2016 .

حبيبة زلاقي، أثر المتغيرات الدولية على الدور الإقليمي الإيراني في الشرق الأوسط – فترة ما بعد الحرب الباردة ، ( رسالة دكتوراة ، كلية الحقوق والعلوم السياسية ، جامعة باتنة ، الجزائر ، 2018 ) .

وصفي عيد عقيل، الأمن القومي لدول المشرق العربي وإشكالية البرنامج النووي الإيراني في الشرق الأوسط، دفاتر السياسة والقانون، الجزائر يونيو 2016.

محمد بن صقر السلمي، عبد الرؤوف مصطفى الغنيمي، الجيوبولتيك الشيعي الواقع والمستقبل، مجلة الدراسات الإيرانية، السنة الأولى ، العدد الأول ، ديسمبر 2016 .

طايل يوسف العدوان، الإستراتيجية الإقليمية لكل من تركيا وإيران نحو الشرق الأوسط، (رسالة ماجيستير ، كلية الأدب والعلوم ، جامعة الشرق الأوسط ، 2013 ) .

فهد سليمان، الانسحاب البريطاني من الخليج العربي 1968-1971، مجلة جامعة كركوك، ابريل 2019، العدد 1، المجلد 5، 2010.

طه عبد الناصر، سباق تسلح بحري من أهم أسباب الحرب العالمية الأولى، العربية، أغسطس2018، ت.29إبريل 2024،  https://www.alarabiya.net

ايمان عيلوي، مؤتمر واشنطن البحري (1921-1922)،إشراقات تنموية ،29إبريل 2024،  https://ishraqaat.com

  https://www.britannica.com/event/Cold-War[1] إيران التاريخ والثورة (الثورة الإيرانية من ووجهة النظر الإيرانية، موسوعة مقاتل الصحراء ، 25إبريل 2024    https://www.moqatel.com

[1]  نزار عبد القادر ، الدوافع النووية الإيرانية والجهود الدولية للاحتواء ، مجلة الدفاع الوطني اللبناني ، العدد 54 ، 2005 ،   https://www.lebarmy.gov.lb/ar/content

تقرير البنك الدولي تاريخ 3 مايو 2024 ،   https://www.albankaldawli.org/ar/country/iran

أميرة ذكريا نور محمد طلعت ، البرنامج النووي الإيراني وانعكاساته على أمن دول الخليج العربي ” 2005 – 2016 ” ، المركز الديمقراطي العربي ، تاريخ 23 يوليو 2016   ،  https://democraticac.de/?p=34475

أنور قاسم الخضراوي ، الفكر السياسي الإيراني بين الإصلاحيين و المحافظين ،مركز الجزيرة العربية للدراسات والبحوث صنعاء2013

سلطان محمد النعيمي ، الفكر السياسي الإيراني (جذوره, وروافده, وأثره ) دراسة تحليلة في ضوء المصادر الفارسية ، مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية 2010الإمارات ، الطبعة 2

مراجع أجنبية:-

Cold war .international politics .Encyclopedia Britannica 28apr2024

Mustafa kibaroglu ,Irans  nuclear ambitions from historical perspective and the attitude of the west ,middle east studies ,march 2007 .vol,43,no2.

Paul Kerr. Irans nuclear program status, CRS report for congress aug,11,2011

Sami herby. Irans insistence on uranium enrichment: motives and repercussions , journal for Iranian

Anthony A. Cordesman, Iran and the united state: the nuclear issue. Middle east policy council .2008

[1] Beryl Anand,Irans nuclear programme, institute of peace and conflict studies,new delhi.

Hafeth Ibrahim and others ,The social and geographical structure of the democratic and republican parties in united states of America, journal of uni of Babylon for humanities ,Vol27,No6,2019

[1] ، Arms Race ,Hstory.com Editors 29 April 2024 , https://www.history.com/topics/cold-war/arms-race

The Arms Race .VAIA.24 apr2024,https://encyclopedia.ushmm.org[1]

Defeat of Nazi Germany 1942-1945.Holocaust Encclopedia.25 Apr 20224   https://www.vaia.com

[1] ، ArmsRace,History,16mar2023, 29April 2024 , https://www.history.com/topics/cold-war/arms-race

[2]. نعمة حسن محمد ، سباق التسلح البحري بين ألمانيا وبريطانيا قبيل حرب الأولى ،  مجلة المؤرخ العربي ، المجلد 17،العدد17 ، مارس2009، ص336،335.

[4] ايمان عيلوي، مؤتمر واشنطن البحري (1921-1922)،إشراقات تنموية 23يناير2021 ،29إبريل 2024،  https://ishraqaat.com

[5] أروى خالد، عباس محسين ،التقارب الألماني -السوفيتي في معاهدة رابلوا وأثرة في التسلح الجوي السري الألماني 1922-1933 ،مجلة مداد الأداب، مجلد  13 ،العدد 30، 2023 (728-759، ص735، 748.

[6] Defeat of Nazi Germany1942-1945.HolocaustEncyclopedia.25 Apr 20224   https://encyclopedia.ushmm.org

[7] The Arms Race .VAIA,no date, 24 apr2024  https://www.vaia.com

[8]ضبيان شمام، العلاقات اليابانية الأمريكية بعد انتهاء الحرب الباردة، دار الجنان لنشر والتوزيع  الأردن ،2017،ص10

[9] أبو القاسم سينكيهي ،عبد القادر حج أحمد ، أزمة الصواريخ الكوبية (أكتوبر 1962) وتأثيرها على العلاقات الدولية بين المعسكرين الشرقي والغربي (رسالة ماجستير ، كلية العلو الإنسانية والاجتماعية والعلوم الإسلام ، جامعة أدرار )، الجزائر 2014، ص 75،76/

[10] Cold war .international politics .Encyclopedia Britannica,3may2024, 28apr2024   https://www.britannica.com/event/Cold-War

[11]  كحل السنان، الاتفاق النووي الإيراني الأمريكي وتداعياته الإقليمية، ( رسالة ماجيستير ، كلية حقوق والعلوم السياسية، جامعة محمد الصديق بن يحي جيجل ، 2015 )، ص11.

[12] على فائز -كريم سجادي ور، رحلة إيران النووية الطويلة -التكاليف والمخاطر، مركز الإمارات لدراسات والبحوث الاستراتيجية، د-م، العدد 142، ص12.

[13] المرجع السابق ، ص13.

 Mustafa kibaroglu ,Irans  nuclear ambitions from historical perspective and the attitude of the west ,middle east studies ,march 2007 .vol,43,no2,223-245),p225.

[15] كحل السنان ، مرجع سبق ذكره ، ص 12.

[16]  علي فائز ، كريم سجادبور ،  مرجع سبق ذكره ، ص 13.

[17] المرجع السابق، ص14

[18]   كحل السنان مرجع سبق ذكره ، ص14-15

[20] Beryl Anand,Irans nuclear programme, institute of peace and conflict studies,new delhi.p4

[22] , شريف كلاع ، قراءة في تاريخ ودوافع البرنامج النووي الإيراني ،مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية ،الجزائر ، العدد 5 ص 80 .

[23] ميلاد مسعود ،العلاقات الإيرانية الغربية في ظل أزمة البرنامج النووي الإيراني ،معهد الدراسات والبحوث الأسيوية ، جامعة الزقازيق، ص205

  [24]  Paul Kerr .Irans nuclear program status ,CRS report for congress aug,11,2011

[25] Sami herby . Irans insistence on uranium enrichment: motives and repercussions , journal for Iranian  p.9.

[26] علي فائز، سجادبور ، مرجع سبق ذكره ،  ص20.

[27]Sami Herby. Op, Cit, p7,8

[28] علي فياض، إضاءات على العلاقات الإيرانية مع الولايات المتحدة وإسرائيل ، مركز الحوار السوري ، سوريا ، مارس 2021 ، ص 17 .

[29] محمد سلمان طايع، هويدا عبدالله، البرنامج النووي الإيراني وأثره على منطقة الشرق الأوسط ، ،المجلة العلمية لكلية الدراسات الاقتصادية والسياسية ، جامعة الإسكندرية ، المجلد التاسع ،العدد17، يناير 2024

[30] علي فائز، سجادبور ، مرجع سبق ذكره ، ص18.

[31] شريف كلاع، مرجع سبق ذكره، ص 60.

[32]Anthony A. Cordesman, Iran and the united state: the nuclear issue. Middle east policy council .2008, p26

 

 [33]، الزوري محجوب وأخرون ،الانسحاب الأمريكي  من الاتفاق النووي الإيراني  التداعيات والافاق ،مجلة دراسات الشرق الأوسط ، 2018، ص 14  .

[34] الكريني إدريس، مستقبل الملف النووي الإيراني ما بغد ترامب، المعهد الدولي لدراسات الإيرانية ما بعد ترامب 2019 ، ص 80.

[35] محمد سلمان طايع، هويدا عبدالله، مرجع سبق ذكره ، ص 588،589.

[36]  نزار عبد القادر ، الدوافع النووية الإيرانية والجهود الدولية للإحتواء ، مجلة الدفاع الوطني اللبناني ، العدد 54 ، 2005 ،   https://www.lebarmy.gov.lb/ar/content

[37]  أحمد سلمان طايع ، هويدا عبدالله ، مرجع سبق ذكره ، ص583 .

[38] نور الدين دخان ، وآخرون ، التهديد النووي الإيراني وتأثيره في الأمن الإسرائيلي ، مجلة العلوم الإنسانية ، جامعة بسكرة ، الجزائر ،العدد 43 ،  2016 ، ص 229

[39]  حبيبة زلاقي ، أثر المتغيرات الدولية على الدور الإقليمي الإيراني في الشرق الأوسط  – فترة ما بعد الحرب الباردة ، ( رسالة دكتوراة ، كلية الحقوق والعلوم السياسية ، جامعة باتنة ، الجزائر ، 2018 ) ، ص 314.

[40]  وصفي عيد عقيل ، الأمن القومي لدول المشرق العربي وإشكالية البرنامج النووي الإيراني في الشرق الأوسط ، دفاتر السياسة والقانون ، الجزائر يونيو 2016 ، ص 139

[41] محمد بن صقر السلمي ، عبد الرؤوف مصطفى الغنيمي ، الجيوبولتيك الشيعي الواقع والمستقبل ، مجلة الدراسات الإيرانية ، السنة الأولى ، العدد الأول ، ديسمبر 2016 ، ص 42 .

[42] تقرير البنك الدولي تاريخ 3 مايو 2024 ،   https://www.albankaldawli.org/ar/country/iran

[43]  طايل يوسف العدوان ، الإستراتيجية الإقليمية لكل من تركيا وإيران نحو الشرق الأوسط ، ( رسالة ماجيستير ، كلية الأدب والعلوم ، جامعة الشرق الأوسط ، 2013 ) ، ص 123 ، 124 .

[44]  شريفة كلاع ، مرجع سبق ذكره ، ص64.

[45]  أميرة ذكريا نور محمد طلعت ، البرنامج النووي الإيراني وانعكاساته على أمن دول الخليج العربي ” 2005 – 2016 ” ، المركز الديمقراطي العربي ، تاريخ 23 يوليو 2016   ،  https://democraticac.de/?p=34475

4.5/5 - (8 أصوات)

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى