الشرق الأوسطتقدير الموقفعاجل

الوعد التوراتي بإسرائيل الــكبــري مــداه قــبرص وجــنوب تـــركــــيـــا

اعداد : السفير بلال المصري – المركز الديمقراطي العربي – القاهرة – مصر

 

أبرزت قناة روسيا اليوم علي موقعها في4 أكتوبر2024تصريح أدلي به الرئيس التركي أردوجان نصه :”هناك “خطة خبيثة”قيد التنفيذ لن تقتصر على غزة والضفة الغربية ولبنان وأردف أردوجان مـوضـحـاً قوله : “لا نحتاج للتنجيم لمعرفة أهداف ومخططات إسرائيل فنحن نعرف تفاصيل حديثهم عن (الأرض الموعودة) التي لا تقتصر على فلسطين فقط بل تهدّد أراضي تركيا أيضا وكل المنطقة … إن المسؤولون الإسرائيليون ينشرون دون خجل هذه الخريطة المزعومة التي يسمونها إسرائيل الكبرى” ولن نتغاضى عن تمزيق منطقتنا مجددا عبر خطة تقسيمات سايكس بيكو جديدة  , كذلك وأثناء تواجده في نيويورك حيث كان يحضر الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة حذر رئيس جمهورية شمال قبرص التركية إرسين تتار في تصريح أدلي به للإعلام التركي نُشر في 29سبتمبر2024 من أن قبرص يمكن أن تصبح أيضًا هدفًا في سياق الهجمات الإسرائيلية في المنطقة وخطر وقوع هجمات ونشر الصراعات , وقدعـــلق بعض الإعلام التركي علي هذا التصريح بإشارته إلي أن هذا التحذيرلرئيس جمهورية شمال قبرص التركية قد أعاد إلى الأذهان مرة أخرى الخطط والمحاولات الغادرة ضد قبرص التي أدرجتها إسرائيل في خطة “أرض الميعاد” فوفقا لخطة “الأرض الموعودة” فإن الجزء الجنوبي من تركيا وجزيرة قبرص مدرج أيضا في خطة احتلال الصهاينة الذين يطالبون بحقوقهم “في المنطقة من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات” ولهذا السبب كان إدراج قبرص على جدول الأعمال لفترة طويلة من بين خطط إسرائيل .

إن تصريح الرئيس أردوجان وكذلك المتابعة الخبرية وتحليلات الإعلام التركي تذهب إلي تأكيد مخطط الصهاينة التوراتي لتحقيق ما يُسمي ” بإسرائيل الكبري “ولا يخجل الصهاينة من تأكيد تبنيهم لهذا المُخطط بنص توراتي يزعمونه نصه : «سَأُعْطِي نَسْلَكَ هَذِهِ الأَرْضَ مِنْ وَادِي الْعَرِيشِ إِلَى النَّهْرِ الْكَبِيرِ نَهْرِ الْفُرَاتِ  أَرْضَ الْقَيْنِيِّينَ وَالْقَنِزِّيِّينَ وَالْقَدْمُونِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ وَالْفَرِزِّيِّينَ وَالرَّفَائِيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْجِرْجَاشِيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ» , لكن الوعي التركي والعربي بجدية الصهاينة ومسعاهم الحثيث لتحقيق نصهم التوراتي يغيبه نعيق المثقفين السفهاء الليبراليين الذين صنعهم الصهاينة والماسونيين منذ ظهور طــه حــــسين في سمـــاء الثقافة المصرية ليشكل نواة نخبة غائبة عن صحيح الوعي مرتبطة بتخرصات ودعاوي ومزاعم المُستشرقين وجلهم خبثاء الطوية لكنهم بمساعدة قادة الدول العربية والتركية ممن لا يملكون أدني مؤهل يعينهم علي القيام بوظائف بسيطة لكنك تجدهم قد تولوا سدة الحكم في إنقلاب عسكري أو دستوري أو كلاهما فهؤلاء عينتهم الجهات المانحة التي تنفق علي النخب الساقطة والحكام المعوقين لا لشيئ إلا لتحقيق المخطط الصهيوني لإسرائيل الكبري في نهاية الأمـر .

الــمـخـطـط الــصــهــيوني في شـــمـال قـــبـــرص الـتــركــيــة :

ينظر الصهاينة تاريخياً إلى قبرص على أنها جسر على الطريق إلى فلسطين ومخرج لإسرائيل فقد مر اليهود في هجراتهم من أوروبا قبل وبعد الحرب العالمية الثانية إلى فلسطين عبر قبرص فبعض الذين فروا من الإبادة الجماعية النازية لجأوا إلى قبرص و تم افتتاح معسكر اعتقال في الجزيرة وقد بقي هنا 50 ألف يهودي كما أصبحت لارنكا مركزاً لليهود واقتربت إسرائيل التي قطعت علاقاتها مع تركيا بعد حادثة مافي مرمرة من جنوب قبرص اليونانية كما وقعت إسرائيل والإدارة القبرصية اليونانية في جنوب قبرص تعاونًا عسكريًا  وقدم نتنياهو عرضاً للقبارصة اليونانيين الذين زارهم  : “اعطونا قاعدة جوية وبحرية ودعوا إسرائيل تستقر في قاعدة عسكرية و سنمد خط أنابيب النفط من إسرائيل إلى الجانب اليوناني وبناء محطة لتوليد الطاقة بالغاز الطبيعي في ليماسول  ولهذا الغرض كان من المخطط نقل 20 ألف جندي و50 ألف يهودي إلى ليماسول وتصبح المدينة إسرائيل الثانية كما أن أنتوني بلينكن الذي قال “أنا هنا ليس بصفتي وزير الخارجية الأمريكي بل كيهودي” أثناء زيارته لإسرائيل هبط في لارنكا في الأسبوع الأول من حرب غزة بعد طوفان الأقصي في 7 أكتوبر2023والتقى بزعيم الإدارة القبرصية اليونانية في جنوب قبرص نيكوس هريستودوليديس وتُـــشــير مصادر أمنية في جمهورية شمال قبرص التركية أن الاهتمام اليهودي بالأراضي القريبة من قاعدة الطائرات بدون طيارفي Geçitkale  (شمال مدينة فاماجوستا بشمال قبرص التركية) ومناطق المنشآت العسكرية المهمة قد زاد  .

حول هذا الموضوع نشر موقع ekonomim في 30 سبتمبر2024 هذا التصريح الذي أدلي به   رئيس جمهورية شمال قبرص التركية لفت فيه إلى خطر تزايد خطر الحرب في المنطقة وامتدادها نحو قبرص مؤكداً أن هدف إسرائيل التي هاجمت غزة أولاً ثم لبنان هو نشر الحرب في المنطقة وأضاف أن قبرص هي “حتمًا” من بين الأهداف المحتملة وقال: “عندما ننظر إلى موقعها الجغرافي فإن احتمال أن تصبح قبرص هدفًا مدرج حاليًا على جدول الأعمال ” وقد أثار تصريح أدلي به إرسين تتاررئيس جمهورية شمال قبرص التركية في الأول من أبريل 2024 بشأن الاحتلال الصهيوني في بلاده والنظام الإسرائيلي ردود فعل ففي حديثه إلى إذاعة صوت أمريكا التركية قال تتار: “جاء الأجانب (يقصد الصهاينة)واحتلوا قبرص وأنا لا أصدق هذا وقال: “إسرائيل ليست عدونا ولا تشكل تهديدا” وأضاف قوله : إن اليونانيون لا يأتون ويشترون وقال “إن اليونانيين يشكلون تهديدا لنا”وقال تتار معتبراً أن هناك ردود أفعال “مبالغ فيها” فيما يتعلق بمسألة الملكية : “هناك بيع رسمي لمنزل واحد ودونك من الأرض للأجانب. كما تتم مراجعة المبيعات من خلال الوسطاء. هناك قانون لهذا وبطبيعة الحال فإن لهذا الأمر جميع أنواع الأبعاد الوطنية من الضروري حماية الأراضي الزراعية من الضروري حماية اللون الأزرق والأخضر من خلال تنظيم قوانين تقسيم المناطق لكن هذا المكان أصبح وجهة تجارية في التعليم والسياحة هناك اضطراب لكنه مبالغ فيه إن قدوم الأشخاص من جميع الجنسيات يمثل فرصة للاعتراف بجمهورية شمال قبرص التركية ” وقال “هناك 50 ألف روسي في جنوب قبرص وهناك أشخاص من جميع الجنسيات في جنوب قبرص” , وقد رد صباح الدين إسماعيل المستشار السابق لرئيس جمهورية شمال قبرص التركية السابق رؤوف دنكتاش ويعمل صحفياً الآن على إرسين تتار فذكر أن إسرائيل لا تعترف بجمهورية شمال قبرص التركية كما أنها تقدم جميع أنواع الدعم العسكري للإدارة القبرصية اليونانية وقال إسماعيل: إن إسرائيل تجري مناورات مشتركة مع الجيش اليوناني وقال : “الطائرات الحربية الإسرائيلية تستخدم المطارات اليونانية وتستبعد تركيا من شرق البحر المتوسط”وأضاف إسماعيل إنه لم يجد كلمات يقولها ضد تصريحات التتار فعلى مدى أيام قمت بنشر قوائم عشرات شركات البناء الإسرائيلية وأصحابها وآلاف الأفدنة من الأراضي التي اشتروها وأشترتها منظمة تشاباد الصهيونية الدينية بشكل أساسي في جمهورية شمال قبرص التركية منها منزل تشاباد الذي افتتحوه في جمهورية شمال قبرص التركية وبناء حوالي 20 ألف منزل وقد كتبت بالوثائق أن العديد منهم أصبحوا مواطنين في جمهورية شمال قبرص التركية واستقروا في الجزيرة ومع ذلك لا تزال الإبادة الجماعية في غزة مرئية كيف يمكن تفسير أن “الإسرائيليين يستثمرون”؟  .

إتــــصــــالاً بهذا التصريح الخطير نـــشـر موقع YDH في 11 أبريل2023  ترجمة2024لمقال مُلفت كتبه محلل الدفاع الشامل لغرب آسيا سوات ديلجن كان قد نشره علي موقع The Cradle تحت عنوان : “هل يشتري الإسرائيليون شمال قبرص؟” وفحص في هذا المقال تقلبات السلطة في البحر الأبيض المتوسط ​​مع التركيز بشكل خاص على شمال قبرص عرض فيه لننفاذ الصهيوني في شمال قبرص التركية فقال :

كان هناك تغيير ملحوظ في المشهد المالي لقبرص بعد أن غزت روسيا أوكرانيا في فبراير 2022 وتعرضت لعقوبات من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبدأت الأوليجارشية الروسية في نقل أصولها من البنوك في جمهورية قبرص المعترف بها دولياً إلى البنوك في جمهورية شمال قبرص التركية والتي تعترف بها تركيا فقط ولا تخضع لنفس العقوبات ولعب هذا التدفق لرأس المال الروسي دورًا مهمًا في إحياء قطاع البناء في شمال قبرص وفي خمس سنوات فقط تحولت نيوبيير بشمال قبرص التركية من قرية صغيرة إلى مركز حضري صاخب مليء بناطحات السحاب والمنازل الفاخرة ومع ذلك فإن هذا النمو السريع لم يكن خاليا من الجدل وقد أثار بيع العقارات المبنية حديثًا والتي كان بعضها في السابق أراضي زراعية لمواطنين إسرائيليين جدلاً في كل من تركيا وجمهورية شمال قبرص التركية فهناك ادعاءات بأن معظم إن لم يكن معظم هؤلاء المستثمرين الأجانب هم من أصل يهودي أو إسرائيلي وقد اكتسبت هذه الادعاءات قوة بعد العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة بعد 7 أكتوبر2023 وتسببت في تكهنات ومخاوف بشأن التغيير الجيوسياسي المحتمل في جمهورية شمال قبرص التركية حتى أن البعض تساءل عما إذا كانت جمهورية شمال قبرص التركية ستصبح “إسرائيل جديدة” أو ما إذا كانت إسرائيل الحالية ستبتلعها ولإظهار تصميمها على الامتثال للجزاءات الدولية والحفاظ على سمعتها كمركز مالي موثوق، اتخذت جمهورية قبرص تدابير قوية لمنع الانتهاكات المحتملة فأغلقت الحكومة القبرصية التركية 120 ألف حساب مصرفي مشبوه وأكثر من 40 ألف شركة وهمية تابعة لمواطنين ومنظمات روسية في حين فرضت عقوبات إضافية على أفراد ومنظمات محلية يشتبه في قيامهم بتسهيل التحايل على القيود المفروضة على حكومة القِلة الروسية وقدقوبلت هذه الإجراءات بالثناء والنقد فبينما يجادل البعض بأن هذه التدابير ضرورية لضمان الامتثال للقانون الدولي يرى آخرون أنها تستهدف المجتمع الروسي بشكل غير عادل وتضر بالاقتصاد القبرصي التركي , وقد استعانت الحكومة القبرصية بفريق مكون من 24 عميلًا من مكتب التحقيقات الفيدرالي من شبكة مكافحة الجرائم المالية التابعة لوزارة الخزانة الأمريكية لتعزيز جهود التحقيق ومعالجة الانتهاكات المحتملة بشكل أكثر فعالية متخصصون في الكشف عن انتهاكات العقوبات ومخططات غسيل الأموال وسيتعاون هؤلاء الوكلاء مع السلطات المحلية لفحص المعاملات المصرفية ومقابلة المحامين والمحاسبين المشتبه في أنهم يساعدون الأفراد الخاضعين للعقوبات وجمع الأدلة على الانتهاكات المحتملة  .

هذه الشركات اليهودية التي اشترت آلاف الدونمات من الأراضي مسجلة كشركات شمال قبرص لأنه لا يُنظر إليها على أنها إسرائيلية مما يجعل من المستحيل على الدولة تحديد المبلغ الفعلي للمشتريات الإسرائيلية وقد أصبحت شمال قبرص التركية وجهة جذابة للأجانب بسبب لوائحها الفضفاضة والضرائب المنخفضة واستخدام الليرة التركية المنخفضة القيمة مما يجذب الروس والإيرانيين وغيرهم ممن يتطلعون إلى استثمار أموالهم وبينما تضاعف عدد سكان شمال قبرص التركية تقريباً في العقد الماضي فإن القبارصة الأتراك يشكلون الآن ثلث السكان فقط وقد أثار هذا التحول الديموجرافي المخاوف بين السكان المحليين الذين يشعرون الآن وكأنهم غرباء في أرضهم .

أثارت الزيادة في مبيعات المنازل وشراء الأراضي من قبل الأجانب وخاصة أولئك من أصل يهودي مخاوف في شمال قبرص وفي أعقاب ادعاءات وسائل الإعلام التركية بأن العديد من الإسرائيليين واليهود يستثمرون في العقارات في المنطقة قررت جمهورية شمال قبرص التركية فرض قيود على بيع العقارات للأجانب وقد اندلعت هذه الحملة الإعلامية من خلال منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي كتبها صباح الدين إسماعيل وهو صحفي ومستشار سابق للرئيس السابق لجمهورية شمال قبرص التركية رؤوف دنكطاش ويشارك إسماعيل السجلات المتعلقة بمبيعات العقارات وتسجيلات الشركات مدعيًا أن آلاف اليهود من إسرائيل والدول الأوروبية اشتروا عقارات في جمهورية شمال قبرص التركية تحت جنسيات مختلفة ويجادل بأن ثلاث شركات إنشاءات كبيرة يملكها إسرائيليون والذين أصبحوا فيما بعد مواطنين في جمهورية شمال قبرص التركية سُمح لهم بالحصول على عدد غير محدود من الممتلكات لأنه تم الاعتراف بها رسميًا كشركات قبرصية تركية وقد شاركت الشركات – مجموعة أفيك ومجموعة إيفرجرين للتطوير ومجموعة يوروكوست – في عمليات استحواذ كبيرة على الأراضي ومشاريع البناء خاصة في المناطق المواجهة لإسرائيل ووفقاً لما ذكره إسماعيل فإن هذه الشركات اليهودية التي اشترت آلاف الأفدنة من الأراضي، مسجلة كشركات شمال قبرص لأنه لا يُنظر إليها على أنها إسرائيلية مما يجعل من المستحيل على الدولة تحديد المبلغ الفعلي للمشتريات الإسرائيلية وتخضع الشركات الأجنبية في البلاد لقيود على حيازة الأراضي التي تقتصر على 500 متر مربع ومع ذلك إذا كانت غالبية الأسهم في الشركة مملوكة لمواطنين قبارصة أتراك، فإنهم معفون من هذا القيد ويمكنهم الحصول على عقارات أكبر وقد أثار هذا الإعفاء مخاوف بشأن إمكانية استخدام هؤلاء المواطنين كواجهات أو وكلاء وحذرت المؤسسة القبرصية الجمهور من خطر التوسع الإسرائيلي في المنطقة مؤكدة أن “الأرض الموعودة” للصهاينة تتجاوز فلسطين وتشمل قبرص ودعت المؤسسة الشعب القبرصي التركي إلى مقاومة هذا “الاحتلال الصامت” وذكرت أنها مستعدة للتعاون مع حكومتي تركيا وشمال قبرص لمواجهة هذا التهديد المتصور وأشارت بعض الصحف التركية – دون ذكر مصادر- أن 35 ألف يهودي اشتروا عقارات في مساحة 2500 هكتار في جمهورية شمال قبرص التركية وبالنظر إلى أن عدد سكان شمال قبرص يبلغ 380 ألف نسمة فقط فقد قالت السلطات في تركيا إن هذه الأرقام مبالغ فيها إلى حد كبير وأعرب إرسين تتار الرئيس الحالي لإدارة جمهورية شمال قبرص التركية والذي تعترف به القوى الغربية باعتباره الزعيم الفعلي للجالية التركية في الجزيرة،عن قلقه بشأن هذه المزاعم وذكر أن مستشاريه الأمنيين يحققون في القضية وقال تتار: “لدينا بعض الخطوات والإجراءات التي يتعين علينا اتخاذها ضد [هذه المبيعات]” حاليًا ويحق للأجانب شراء العقارات في شمال قبرص بما في ذلك أراضي المشردين التي تصل مساحتها إلى خمسة أفدنة (5000 متر مربع) وأعلن تتار أنه سيتم فرض قيود جديدة ردا على مزاعم بأن الإسرائيليين واليهود الأوروبيين يشترون الأراضي في المنطقة وقال: “سيتم وضع لائحة جديدة فيما يتعلق بهذا الحق الذي تبلغ مساحته خمسة أفدنة”.

في نوفمبر2023 نفى وزير الخارجية هاكان فيدان التقارير التي تفيد بأن الإسرائيليين واليهود حصلوا على ممتلكات جماعية في جمهورية شمال قبرص التركية وذلك خلال اجتماع عقد في الجمعية الوطنية التركية الكبرى وذكر فيدان أنه منذ عام 2000 تقدم 200 مواطن إسرائيلي فقط بطلب لشراء عقارات في شمال قبرص وقال: “يحتل المواطنون الإسرائيليون المرتبة 12 بين جميع الدول وفي السنوات الخمس الماضية وحدها لم يأت ما مجموعه 15 ألف طلب لشراء عقارات في جمهورية شمال قبرص التركية من إسرائيل، بل من دول أخرى” “لقد كانت إنجلترا في المركز الأول منذ عام 2000 وكانت إيران في المركز الأول على مدى السنوات الخمس الماضية وكما تعلمون لا يمكن إجراء مبيعات العقارات لمواطني الدول الثالثة في جمهورية شمال قبرص التركية إلا بموافقة مجلس وزراء قبرص التركية”.

لكن حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوجان تعرضت لانتقادات متكررة بسبب إخفاء تجارتها المتزايدة مع إسرائيل خلال الهجوم الإسرائيلي الوحشي على غزة وتسبب الكشف عن هذه التجارة غير المشروعة في رد فعل داخلي اضطرت أنقرة إلى معالجته .

أكد هذا الإتجاه الصهيوني بإتجاه قبرص وبالذات جمهورية شمال قبرص التركية التي إنفصلت عن قبرص اليونانية في أعقاب العملية العسكرية تالتية التي تمت في يوليو/ أغسطس , 1974ما نشره موقع patronlardunyasi التركي الذي أشــــار إلي : ” أنه تبين أن عشرات الآلاف من اليهود اشتروا أراضي واسعة في جمهورية شمال قبرص التركية من إيران وبريطانيا وروسيا وأوكرانيا وبولندا وإسرائيل تم تسليط الضوء على المستوطنين اليهود الذين سكنوا فعليًا جمهورية شمال قبرص التركية  .

وتحدث منسق صحيفة صباح نيوز عبد الرحمن شيمشك عن استيطان اليهود خاصة في المنطقة الشمالية من جمهورية شمال قبرص التركية وبيع الأراضي وبناء وشراء كتل عملاقة جديدة من خلال المحامين وأشار الموقع إلي أنه : من المعروف أن اهتمام الأجانب وخاصة اليهود بقطاع البناء في جمهورية شمال قبرص التركية قد زاد بسرعة في السنوات الخمس الماضية وفي ضوء هذه التطورات عادت إلى الواجهة مزاعم بأن عشرات الآلاف من اليهود قاموا باستثمار صهيوني ويؤكد المراقبون أن 35 ألفا من أصل 380 ألف نسمة في جمهورية شمال قبرص التركية هم من اليهود ويزعمون أن وسطاء مرتبطين بإسرائيل قد استولوا تدريجيا على عشرات الآلاف من الدونمات من الأراضي في شمال البلاد عبر عقود سرية وذلك من خلال تطبيق النموذج الفلسطيني و يُذكر أن اليهود الذين جاءوا إلى جمهورية شمال قبرص التركية مستشهدين بالحروب أنشأوا ما مجموعه ألفي شركة في كل مجال وتجمع اليهود الصهاينة الأثرياء من العديد من البلدان وكذلك الإسرائيليين في أماكن تطل على إتجاه تل أبيب من الطرف الشمالي للجزيرة  القبرصية وتساءلوا “هل يتم إنشاء إسرائيل جديدة في شمال الجزيرة؟” كذلك شارك كمال أهيسكال وهو وكيل عقاري في منطقة إسكلة في جمهورية شمال قبرص التركية أفكاره مع عبد الرحمن شيمشك حول شراء اليهود للأراضي والمباني وأشار أهيسكال إلى أن اليهود الروس والأوكرانيين والإيرانيين والإسرائيليين والبولنديين يدعمون بعضهم البعض في جمهورية شمال قبرص التركية وقال: “لديهم زعيم، زعيم إنهم يعملون في نظام مغلق مثل نزل الدراويش وأقسم أنه لم تعد هناك أرض متبقية فمعظمها ذهبت إلى الأجانب كما تقوم شركة Eurocoast Inşaat وهي شركة بنزي فريدمان وابنه ماور فريدمان الذي خدم كأب وابنه ضابطين في الجيش الإسرائيلي بالبناء على شواطئ إيلجاز وألسانجاك ولابتا كارشياكا في غرب كيرينيا وجزئيًا في كيرينيا بشمال قبرص التركية  .

أخــــيراً وتأكيداً لعملية الزحف الصهيوني لشمال قبرص التركية للإستيلاء علي الأراضي والعقارات بها توطئة للإستطيان بها وهي عملية تشبه من أكثر من وجه عملية شراء أراضي الفلسطينيين قبل النكبة وقبل إعلان دولة الكيان الصهيوني في 15 مايو1948 نشرت صحيفة وموقع yenisafak  في 11 أكتوبر2023 ” أنه في برنامج “ذاكرة”، الذي تم بثه مباشرة على قناة يني شفق على اليوتيوب تمت مناقشة الهجمات المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد غزة والخطر الصهيوني على جمهورية شمال قبرص التركية وفي معرض تأكيده على أن 35 ألفًا من أصل 380 ألف نسمة في جمهورية شمال قبرص التركية هم من اليهود قال الصحفي إرسين تشيليك: “إنهم يؤسسون شركات فماذا تفعل ألفي شركة إسرائيلية في جمهورية شمال قبرص التركية؟” وقال ومشيرًا إلى أن ما حدث في غزة يجب قراءته من خلال مفهوم الوطن الأزرق قال النائب إبراهيم أوفوك كايناق: “إن أدنى نقص في شرق البحر الأبيض المتوسط ​​سيضرنا كثيرًاً  .

أشــــار موقعHABER7 في 11 سبتمبر2023 إلي أن : ” إسرائيل تلعب نفس اللعبة في قبرص كما لعبتها في فلسطين. وأنشأ الصهاينة، الذين اشتروا عشرات الآلاف من الأفدنة من الأراضي في جمهورية شمال قبرص التركية في السنوات الأخيرة، مستعمرات في الجزيرة تم توطين آلاف اليهود الفارين من الحرب الأوكرانية في قبرص  .

إسرائيل التي ابتلعت فلسطين خطوة بخطوة بقوة السلاح من خلال تدمير التركيبة الديمجرافية بفلسطين تمارس نفس التكتيك مع قبرص ويعمل الصهاينة بنشاط على جمع الأراضي في كل من جنوب وشمال الجزيرة فقد أفادت مصادر رسمية أن عدد اليهود في جمهورية شمال قبرص التركية يتجاوز 43 ألفاً وتشير السجلات إلى أن اليهود حصلوا على 25 ألف فدان من أراضي شمال قبرص أي 3355 كيلومترا مربعا بشكل مباشر وغير مباشر كما أنشأ الصهاينة الذين يريدون أيضًا السيطرة على المجال التجاري حوالي 1500 شركة في جمهورية شمال قبرص التركية فاليهود يشترون الأراضي في جميع أنحاء قبرص باستخدام ثلاث طرق مختلفة صيغة الوصي التي تسمى طريقة الثقة وهي الشكل الأكثر شيوعًا للشراء بالإضافة إلى ذلك هناك طرق أخرى مفضلة وهي جمع الأراضي من اليهود الذين حصلوا على الجنسية ومن الأتراك الذين يعيشون في الجزيرة عن طريق التسريب ونظرًا لعدم وجود نظام للحكومة الإلكترونية في قبرص فإن مبيعات كاتب العدل غير مرئية ومع ذلك يُذكر أن هناك 285 ألف عملية بيع من كتاب العدل في جميع أنحاء جمهورية شمال قبرص التركية وذهب جزء كبير من هذه المبيعات إلى اليهود الذين اشتروا سندات ملكية مئات الأراضي التي تحمل عنوانًا يونانيًا وعنوانًا تركيًا وعنوانًا معادلاً .

أشار رؤساء البلديات القبارصة الذين تحدثنا إليهم إلى أن الاتجاه الأخير لشراء الأراضي قد زاد بشكل كبير وقال عمدة تاتليسو هايري أورجان : “يجب على سلطاتنا اتخاذ إجراءات عاجلة بقانون جديد. يجب أن تظل أراضينا تركية علينا تطوير طريقة الإيجار بدلاً من نقل سند الملكية  وقال: “على وجه الخصوص يجب على قطاع العقارات في تركيا أن يلعب دورًا نشطًا في قبرص” من جهة أخري قالت نائبة حزب الوحدة الوطنية القبرصي ياسمين أوزتورك إنه إذا لم يتم إيقاف الاتجاه الحالي على الفور فمن المحتم أن تعاني قبرص من نفس مصير غزة وفلسطين وشددت ياسمين أوزتورك على أن بعض الثغرات في قوانين جمهورية شمال قبرص التركية تم استغلالها إلى أقصى حد من قبل اليهود وقالت:”لليهود أجندة سرية فيما يتعلق بقبرص لقد بدأوا شراء الأراضي لأول مرة في عام 2004 إنهم لا يستخدمون الثغرات في القانون فحسب بل يزيدون أيضًا من قيمة الأراضي بشكل كبير ويقضون على الأتراك فلقد بنوا العشرات من المواقع اليهودية في جمهورية شمال قبرص التركية لقد قاموا ببناء عشرات المواقع اليهودية في جمهورية شمال قبرص التركية وقد أنشأوا نوعًا من المستعمرة وأنشأوا احتكارات عقارية ولا يقبلون أي أتراك نظرًا لأن الأراضي تباع من خلال كاتب عدل فإن معظمها غير مسجل كما قال أوزتورك الذي ينحدر من خلفية محاماة إن “ثيودور هرتزل مؤسس الصهيونية أعلن قبرص الوطن المقدس الثاني بعد فلسطين ويقول بنيامين نتنياهو أيضًا إنهم يحددون أهدافهم وفقًا لكتبهم المقدسة في كل فرصة ويناضلون من أجل المثل الأعلى لـ “arzımevut” (الأرض الموعودة) ولهذا السبب فإن وطننا يتعرض لتهديد كبير وما حدث في فلسطين قبل 100 عام يتكرر في قبرص التي يتم جرها بسرعة إلى كارثة جديدة في المنفى وإذا لم يتم اتخاذ الاحتياطات اليوم فقد نرى الطائرات الصهيونية التي أحرقت غزة في سماء قبرص ودبابات الاحتلال في نيقوسيا وفاماجوستا ومورفو وقال : “هذا الاحتلال الصهيوني سيجعلنا نبحث حتى عن اليونانيين” إن Iskele وساحل كيرينيا ومنطقة ميناء Yenierenköy وGaziveren بأكملها تقريبًا في أيديهم لقد قاموا مؤخرًا بإنزال علمنا من ميناء ينييرينكوي تشارك السفن باستمرار في أنشطة نقل غامضة ولا نعرف ما إذا كانوا يقومون بتهريب الأسلحة أو المخدرات أو الأشخاص “إذا لم يتم اتخاذ أي إجراءات فسوف يستولون على بعض البلديات من حيث السكان والإدارة”.

في إشارة إلى أنه تمت محاولة الحصول على العديد من المرافق الحيوية من خلال عمليات بيع احتيالية قالت مصادر – لم تسم – بجمهورية شمال قبرص التركية: “انتقل ما يقرب من 20 ألف يهودي إلى قبرص بعد الحرب الأوكرانية وحدها ودخل أكثر من 8 آلاف يهودي من الجانبين اليوناني والتركي خلال شهر واحد منذ بدء الصراع في غزة ويشكل اليهود حاليا ما يقرب من 8 % من سكان البلاد وقد برزت بعض الأسماء على وجه الخصوص في هذه العملية وديون الأتراك واحتلال أراضيهم يلعب وسيط يدعى Simon وشركات مثل Ever Green دورًا رئيسيًا في هذه العملية يحتفظ الصهاينة بمئات سندات الملكية في خزائنهم وأضاف: “إنهم ينتظرون الوقت المناسب” .

الـــــتـــقــــديـــــر :

أكد طـــوفـــان الأقـــصي القدر العظيم من الدجـــل والغـــيـــبـــوبـــة الإعلامية العربية والتركية في آن واحـد فالسادة المحلللين السياسيين والإستراتيجيين لا يتوقفون عن الكلام عن أن الخريطة السياسية في داخل الكيان الصهيوني تنقسم بين الأحزاب اليسارية واليمينية والدينية والليبرالية حتي أتي السابع من أكتوبر 2023 يوم إنطلاق طـــوفــــان الأقـــصــي وتأكد لكل من ألقي السمع وهو شهيد أن الكيان الصهيوني لا يحكمه حزب أغلبية أو شخص يملك كاريزمة Charismatic بل يحكمها نصوص توراتية فقط فــهــم أي الصهاينة متمسكون بها لسبب بسيط أنهم بغيرها سيذوبون لأسباب عدة أولها شتاتهم في أوطان وأمم مختلفة ثانيا بسبب طبيعة تكوينهم النفسي الشاذ فطبيعته أقرب إلي طبيعة الحيوانات المتوحشة والهوام والحشرات الضارة   .

للأســـف الـــشديد نجد أن الصهاينة وعلي رأسهم رئيس وزرائهم والعسكريين والمدنيين من مسؤلي الكيان الصهيوني منذ تيودور هـــرتــزل مصابون بكل أنواع الشذوذ والإنفلات النفسي والعقلي ولكنهم نجحوا في تنفيذ مخططاتهم لأن العرب والأتراك بالغم من حيازتهم لطائفة ضخمة من العقول النيرة الذكية إلا أن الغرب وبخطة ضهيونية مُحكمة دــفــع بالـــسفـــهاء  والموتورين والساقطين إجتماعياً وعلمياً ونفسياً لكي يتولوا سدة الحكماء وتصفية ثم سحق العقول الذكية النـــيـــرة  وتهويد الفكر الــعـــربي / الـــتركي خدمة للمشروع الصهيوني لتحقيق : “إســـرائـــيل الــكـــبــري” , والأمر الغربيب أن رئيس وزراء الكيان الصهيوني عندما رفع عقيرته في أكتوبر2024 وقال : “سنحقق نبوءة إشعياء لن يكون هناك دمار بعد الآن داخل حدودك وستكون أبوابك ذات مجد” , وقال “سنقاتل معًا وسننتصر فنحن أبناء النور وهم أبناء الظلام وسيهزم النورُ الظلام ” , هذا ويعد “سفر إشعياء” نصا رئيسيا من العهد القديم وهو ليس بنبوءة واحدة وإنما عدة نبوءات منها ما تحدث عن سبي الشعب اليهودي إلى بابل وعودته بالإضافة إلى إعادة بناء الهيكل في القدس وهو حسب غالبية الدراسات الكتابية عمل جماعي نصفه تقريبا كتبه النبي إشعياء والباقي تلاميذه نقلا عنه ويتكون من 66 فصلا ويتناول نهاية منفى الشعب اليهودي وإعادة بناء الهيكل في القدس ونهاية الزمان وهذا السفر كما هي التوراة نفسها عمل فــكــري بــشــري وكل ما في الأمر أن اليهود يتناولونه بقدسية بالغة ومما يؤكد أن هذا السفر عمل بشري كما التوراة نفسها بسبب تعرضها للتحريف بل والتشويه تحقيقاً لأغراض بشرية أو يهودية أن القرآن المجيد نفسه أكد ذلك في عدة مواضع من القرآن المجيد منها مثلاً قول الله سبحانه وتـــعـالي في محكم آياته :

“أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ “.البقرة: 75

“وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ” آل عــمـــران78

” قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاء بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُواْ أَنتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ قُلِ اللّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ ” . الأنعام 91

وعليه فكلام رئيس وزراء الكيان الصهيوني عن سفر أشــعــيــا حديث إلي طائفته هو ولا مصداقية له لدينا كمسلمين , فمشكلتنا تكمن في أن نخبتنا غشيــها تلوث فكري فلدينا نصوص قرآنية واضــحة نحتج بها لكن هذه النخبة في معظمها منقادة بدفع من مصالح آنية مادية في السعي لتخريب عقول الأمـــة ولذلك فمن الواجب لكي نواجه المشروع الصهيوني بمرجعيته التوراتية أن نتخلص من هذه النخبة الآسنة الفكر المنقادة كالأنعام وأول خطوة في هذا الطريق تصحيح مسار التعليم في أمتنا العربية ولن يكون التصحيح ممكناً إلا بالتخلص من الوصاية الغربية / الصهيونية المستترة علي نظام التعليم في أمتنا والتي أشاعت روح الأرتزاق لدي معظم مسئولي التعليم وتنقيتها من الكلام الفارغ عن الإرهاب والتطرف وكافة المصطلحات المتخلفة التي أدخلها مرتزقة الغرب من مسئولي وضه المناهج التعليمية في أمتنا , ومما يؤكد هذا الإتجاه الغربي/ الصهيوني أن رئيس وزراء الكيان الصهيوني نفسه في أحد تصريحاته المتشنجة أخطأ فصرح بأنه بعد سيطرته علي غزة سيصحح مناهج التعليم بها فهذه المناهج أنتجت حماس ففي سبتمبر2024 صرح فقال :”أن السلطة الفلسطينية تدرس لطلاب المدارس في الضفة الغربية نفس المناهج التي تدرسها حماس وتدعو للقضاء على إسرائيل” وفي يونيو2024 قالت القنصل الإسرائيلية في دبي ليرون زاسلانسكي في جلسة للأمم المتحدة إن هجوم 7 أكتوبر الماضي أتى “من التحريض على الإرهاب” وادعت زاسلانسكي أن المدارس في قطاع غزة تعلّم الناس “الإرهاب” وأن السلطة الفلسطينية “تحرض على العنف وتسمم المجتمع الفلسطيني بالكراهية”.

إن طـــوفـــان الأقصي أكـــد حـــقـــائـــق واضحة للـــعـــيـــان من بيــنـــها :

1- أن الجيوش العربـــية ضــعــيفــة هـــشــة لأنها تعاني أســـاســــاً فراغاً في التعبـــئــة المــعـــنــويــة وأداء “حـــمــاس” وحزب الله وأنصار الله الـــقـتـــالي والـتــســـلـــيحي أثــبــت ذلك .

2- أن مـــنـــاهـــج الــتـعـــليــم في غــــزة هي الـــنـــمـــوذج المُنتج لمواطن قادر ومؤهل علي مــواجـــهـــة وإفــــشـــال الــمـــشـــروع الــــصهـــيوني الآن وفي المــســـقــبـل .

3- أن الــتـــربـــيـــة الــــسيـــاســية للـــنـــشء والأمـــة تـــُركــت للأعلام والأعلاميين السذج المــــتـخـــلفــيــن عـــقـــلــيـاً وتـــربويــاً ولابد لدواعي الـــصـــراع الـــعقــائدي مـع الــكــيـان الصـــهـــيوني من عودة الأحزاب السياسية والصحافة الحرة فالأمر الوحيد المعين للصهاينة لتحقيق مشروعهم الـــمُـــسمــي:”إســــرائـــيــل الــكـــبــري” هو بـــقــاء الإســتــبــداد وإحــتـكـــار الــســـلطــة .

الـــكـــيــان الصهيوني بدعم أمريكي مباشر وصريح سيدعم توجه الصهاينة من أجل إسرائــيل الــكبري – كما أوضحت ولن يوقف هذا المشروع ويحبطه إلا وعي بالحقائق التي أوضحها طوفان الأقصي وعمل حقيقي لإستعادة هذا الوعي .

قال الشاعرالأمـــوي  أبــو اللـيــث نـــصــــر بـن ســـيـــار :

  • قوماً يدينون دينا ما سمعت بــه
  • عن الرسول ولا جاءت به الكتبُ
  • فمن يكن سائلي عن أصل دينهم
  • فإنَ ديــنَهُــم أن تــقــتَل العربُ

الـــــــــــــــــــســـــــــفـيــــــــر : بــــــــــــــــلال الــــمــــصـــري

حصريا المركز الديمقراطي العربي – الــــقــــاهـــرة / تـــحـــريـــــراً في 7 أكتـوبـــر 2024

5/5 - (1 صوت واحد)

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى