الشرق الأوسطتقارير استراتيجيةعاجل

مـغزي وصول الدفعة الأولى من نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي “القبة الحديدية” إلى قبرص

اعداد : السفير بلال المصري – المركز الديمقراطي العربي – القاهرة – مصر

 

كما توقعت فقد وصلت العلاقات القبرصية اليونانية /الصهيونية إلي آفاق بعيدة وإلي أخطر مجالات التعاون وهو التعاون العسكري فقد أُعلن منذأيام قلــلــة عن حصول قبرص اليونانيةعلى جزء من نظام القبة الحديدية المضاد للصواريخ والطائرات الذي بنته إسرائيل وكنت قد أوردت بتاريخ 4 مايو2024في تقريري المُعنون بـ: “التحالف الثلاثي الصهيوني / الـــهـــيـــلــيـني والعلاقات التركية – المصرية ” تصريحاً لرئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتانياهو في 8 مايو 2018بعد إجتماع ثلاثي بين الكيان الصهيوني واليونان وقبرص اليونانية قال فيه : أن هناك «تحالف كبير» تعمل الدول الثلاث على بناءه مشيراً إلى أنه «ليس هناك حدود» لما يمكن تحقيقه مُضيفاً قوله “أجد أن هذه الاجتماعات ليست بناءة فحسب بل مشجعة للغاية أيضا” مُوضحاً أنه “إذا نظرت قبل بضع سنوات فقط فمن غير المعقول أن بلدينا لم يكن لديهما هذا الاتصال الدافئ والوثيق والمباشر فلقد كنا معزولين عن بعضنا البعض بطرق عديدة وهذا أمر لا يصدق فنحن ثلاث جمهوريات في شرق البحر الأبيض المتوسط ولدينا مصالح مشتركة وذلك على وجه التحديد لأن لدينا قيم مشتركة ونحن ملتزمون بنفس الرؤية حول كيفية تنظيم المجتمع وكيفية تشجيع الحريات وكيفية حماية التعددية وأعتقد أنه يمكننا تحقيق ذلك بشكل أفضل معًا وليس بشكل منفصل” وأشار رئيس وزراء إلكيان الصهيوني أيضًا إلى مشروع الكابل الكهربائي الذي سيوحد إسرائيل وقبرص واليونان , هذا وقد إستخدم المتحالفين الثلاثة في بيانهم المُشترك لمصطلحي : (1) الشراكة الثلاثية و(2) البلدان ذات التفكير المماثل وعلقت علي هذا بقولي : أن :دول التحالفين الثلاثيين في شرق المتوسط الأربع وهم الكيان الصهيوني / مصـر / الـيـونان / قــبـرص لم توفر أي منطق يستسيغه الــعــقل في تبرير تشكيل تحالفين منفصلين مع أن العلاقات البينية بين الدول الأربع لا تعترضها أي مشكلة أو أزمة فهي علاقات سلسلة بينها قواسم مشتركة وأهمها العلاقات العدائية بين الدول الأربع وتركيا وقدرة البلدان الأربع المثيرة للدهشة علي تجاوز نقاط الإختناق في مسائل كالحدود البحرية وأنابيب وكوابل مد الطاقة الغازية والكهربائية ومسائل أخري كذلك فمتابعة سرعة أو بطئ مساري التحالف الصهيوني / الـهـيـليني والتحالف المـصـري / الـهـلـيني (مع فرض إستمرارالتحالف الأخير) سوف ينبئ عن الكثير مما في باطن الـعـقل الـصـهـيوني الذي بطبيعته يؤسس إستراتيجيته في إستغلال ثروات شرق المتوسط علي إذكاء العدوات بين دول التحالفين بل ويضيف إليها إن أمكنه ذلك طالما حققت هدفه الرئيسي وهو الإستحواز علي أكبر قدر ممكن من الثروات الطاقوية الجارية والكامنة في شرق المتوسط وأنه علي مصر حتي مع إفتراض وجود بعض الموضوعية في أسباب العداء المصري/التركي من وجهة نظر أي من الجانبين المصري و التركي العمل بحرص وفعالية علي إقامة وتنمية تحالف مصري / تركي/ ليبي علي الأقل لخفض أي آثار سلبية للتحالف الصهيوني / الـــهـــلـــيـنـي علي مصر وفي الوقت ذاته ” فمن الحكمة السياسية أن تقوم مصر بخفض حماسها تجاه القضية القبرصية بمعني خفض توقعات القبارصة اليونانيين في موقف سياسي مصري موات لوجهة نظرهم إزاء القضية القبرصية برمتها خاصة أن ذلك مرتبط (بصفة غيرمباشرة) بالإحتياطات الطاقوية في شرق المتوسط  ثم أنه لا يُفضل أن يظل الموقف المصري ثابتاً كالطود فيما يتعلق بأسس حل النزاع في الجزيرة المُقسمة بين الأتراك واليونانيين فهذا أمر ليس معقولاً في كل الحالات فالأتراك الآن وصلوا لقناعة صارمة بحل الدولتين ذواتا السيادة المتساوية علي أراضي الجزيرة المُقسمة فعلاً وفي ضوء كل ما تقدم عـرضـه قد يُري أن تـضـع  مصر من الآن فصاعداً إستراتيجية متكاملة في شرق المتوسط وخلط السياسي بالإقتصادي وصولاً لمزيد مقدر لسياسة تفيدها بدلاً من السياسات سابقة التجهيز الجامدة” .

تــُوج مسار العلاقات القبرصية / الصهيونية المــار بالبوابة الأمريكية /القبرصية اليونانية بحدث أكــــد ما ذهبت إليه من أن قبرص تـُعدها الولايات المتحدة (البنتاجون) لأداء دور مهم ومُؤثر في الصراع المُسلح بالشرق الأوسط وأن هذا الدور القبرصي اليوناني إنما تمت صياغته وترتيبه بناء علي تداعيات ومعطيات طوفان الأقصي في 7 أكتوبر2023وحربي غــزة وجنوب لبنان وهذا الدور بإيجاز هو أن تكون قبرص اليونانية بموقعها القريب جداً من الصراع جـــبـــهة إســـــنـــاد عــريــضــة للكيان الصهيوني تتسع لتمركز عسكري/مخابراتي أمريكي , فنقلاً عن شبكة التلفزيون القبرصية “سيجما تي في” أشارت وسائل الإعلام القبرصية/ اليونانية والتركية في 4 ديسمبر2024 على نطاق واسع إلي وصول الدفعة الأولى من نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي “القبة الحديدية” إلى قبرص ونشرت صحيفة “ميليت” التركية تقرير قناة سيجما القبرصية /اليونانية الذي أشار إلى “معلومات موثوقة ومؤكدة تماما تفيد بأن الدفعة الأولى من نظام الدفاع الجوي القبة الحديدية قد وصلت إلى قبرص وأنه تم تسليمها إلى جيش الحرس الوطني القبرصي اليوناني (RMMO) وذكرت الأخبار أيضًا أنه تم وضع النظام في حالة “تأهب تشغيلي” وعلقت صحيفة ميليت علي ذلك بأن أشارت إلي أن هذا النظام جزء من جهد أوسع لتعزيز الدفاع عن جمهورية قبرص , وإضافة إلي ذلك قالت مصادر من وزارة الدفاع القبرصية /اليونانية لموقع pro rotothema.gr أن ما تم بثه حول موضوع وصول الدفعة الأولى من نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي “القبة الحديدية” إلى قبرص صحيح في أجزاء منه لكن لا تزال هناك طريقة ليعمل النظام بشكل كامل مما ينشأ عنه درعًـــا أمــنيــًا فوق قبرص (وحتي بحر إيجة) ولكن بصفة رسمية لا تدلي وزارة الدفاع القبرصية /اليونانية للآن بأي تعليق حول هذا الموضوع كما أنها لا تعلق على أمور التسليح , لكن الصحف الصهيونية ومنها هاآرتس في 5/12/2024 أكدت جميعها خبرحصول قبرص/اليونانية علي الدفعة الأولي من نظام الدفاع الجوي المتقدم Barak-MX الإسرائيلي من صناعة شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية الإسرائيلية والذي يمكنه اعتراض الطائرات والطائرات بدون طيار وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية وبيع إلى الهند وأذربيجان والمغرب  .

نمو العلاقات الأمريكية /القبرصية اليونانية خاصة في المجال العسكرية مؤخراً وبداية الإعلان عن ثمار هذه العلاقات المتنامية في صفقة القبة الحديدية من الكيان الصهيوني لقبرص اليونانية أدت إلي تحلي القبارصة /اليونانيين بقليل من الشجاعة أمام خصومهم التاريخيين :الأتــراك  فقد صرح وزير الدفاع القبرصي/اليوناني فاسيليس بالماس لصحيفة “ناشيونال هيرالد” في 4 ديسمبر2024 أن “قبرص لم تكن أبدا قوية عسكريا إلى هذا الحد والحرس الوطني جاهز دائما “وطلُب من الوزير القبرصي /اليوناني التعليق على البيانات التي أدلى بها مؤخرا وزير الدفاع الوطني اليوناني نيكوس دندياس الذي تحدث عن خطة لتعزيز القوات المسلحة للبلد يبدو أنها تشمل إمكانية حماية قبرص فرد الوزير القبرصي وقال : ” إنني أعتقد أنه ليس لدي أي تعليق آخر أدلي به بشأن هذه المسألة” .

تجدر الإشارة إلى أن إجراءات الحصول على القبة الحديدية من قبرص بدأت منذ سنوات عديدة حيث تم تحديد مشكلة مهمة تتعلق بصيانة أنظمة TOR وBUK الروسية الصنع المضادة للطائرات وبسبب العقوبات المفروضة على روسيا بسبب احتلالها لشبه جزيرة القرم وما تلا ذلك من غزو واسع النطاق لأوكرانيا الذي بدأفي 22 فبراير2022 كان تأمين قطع الغيار مستحيلا بالطبع يلعمل النظامان ويُذكر أن سلاح الجو الإسرائيلي أجرى عدة تدريبات مع الحرس الوطني القبرصي تم خلالها اختبار أنظمة الدفاع الجوي القبرصية ضد طائرات إف-16 أمريكية الصنع التي تمتلكها تركيا أيضًا وفيما يتعلق بالقبة الحديدية فمن المتوقع أن يتم استلام أجزاء أخرى من المنظومة لاستكمال القبة التي ستحمي قبرص من الهجمات الصاروخية والجوية .

سبق الإعلان عن وصول الدفعة الأولي من القبة الحديدية من إسرائيل بأيام قليلة تصريح أدلي به الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليديس “بأنه قريباً ستكون هناك تطورات مهمة في قضية الأسلحة حيث كان ذلك جزءاً مما تم مناقشته في البيت الأبيض مع جو بايدن وأيضاً في سياق الحوار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة الأمريكية” وبناءعليه فمن المتوقع أن تتسلم قبرص اليونانية من فرنسا طائرات هليكوبتر قتالية قريبا في حين تجري أيضا إجراءات شراء دبابات جديدة لتحل محل دبابات تي-80 الروسية المتقادمة , وفي كل هذه  الحالات وغيرها في المستقبل يبدو أن واشنطن تدخلت لدعم إسرائيل ودول غربية أخرى لبيع أنظمة أسلحة متقدمة لقبرص بعد رفع الحظر الذي فرضته منذ السبعينيات, فالولايات المتحدة والكيان الصهيوني في ســـبـــيـــل إعداد قبرص/اليونانية لتكون جبهة إســــنــاد للكيان الصهيوني عازمــتــان علي أن تتحول قبرص الــيــونــانــية إلي تــرســـانـــة أســـلـــحــة وذخــائــر وصـــرة Hub تـــمــويـــن الجـــيــشــين الأمريكي والصهيوني ولذلك نتائج سأشير إليها , وفي هذا الإطار الإعدادي – الذي بدأ منذ السنوات الخمس الأخيرة – أجرى الجيش الصهيوني والقوات القبرصية في عام 2022 مناورة عسكرية مشتركة مع تركيز بعض التدريبات على قتال حزب الله في لبنان وأجريت آخر التدريبات العسكرية الإسرائيلية القبرصية في مايو 2023 في قبرص بحسب وكالة أنباء رويترز وأجرت القوات الجوية الإسرائيلية أيضًا مناورات في المجال الجوي القبرصي , ولـئـلا نـنـسي فقد أدانت قــبــرص حماس مراراً وتكراراً بسبب هجومها على إسرائيل في 7 أكتوبر2024في ظل تحسن علاقاتها مع الكيان الصهيوني في نفس الوقت دأبت قبرص / اليونانية علي تسليط الضوء على جهودها الإنسانية – التي بلا قــيـمة تـُذكر  لأنــهــا دعـائــية مـحـضـة للمساعدة في إدخال المساعدات إلى غزة في محاولة لتبديد التلميحات المباشرة بأنها متورطة بأي شكل من الأشكال في حرب غزة  سواء بالنظر لموقف قبرص اليونانية المناهض لحماس (مع أن قبرص اليونانية كانت في ستينات القرن الماضي لديها منظمة إرهـابـيـة بـحـق تدعي أيوكا EOKA تقتل القبارصة الأتراك وإبادتهم بمعونة من العسكريين اليونانيين بغية تحقيق الوحدة الهيلينية أو الأينوسيس enosis (الاتحاد مع اليونان))أو بتنامي العلاقات العسكرية حتي وصلت إلي إمداد قبرص اليونانية بنظام القبة الحديدية .

وجدير بالإشارة إلي أن اليونان – كما يقول الصحفي المعني بالشؤن العسكرية كوستاس ساريكاس – يبدو أن برنامج اقتناء قاذفات الصواريخ المتعددة PULS الإسرائيلية الصنع في المرحلة النهائية من موافقة البرلمان اليوناني و KYSEA  Greece’s Council for Foreign Affairs and Defense)) عليها وقد توصلت هيئة الأركان العسكرية وفقًا للمعلومات الواردة من Onalert.gr إلى اختيارها لأن نظام الأسلحة المحدد يجمع جميع الميزات المطلوبة ذات إمكانات الردع العالية وبتكلفة معقولة ويبدو أن GES موجهة نحو الحصول على ما مجموعه 38 نظام إطلاق PEP PULS (نظام الإطلاق الدقيق والعالمي) والتي من المقرر نشرها في وحدات المدفعية في الخطوط الأمامية في كل من إيفروس وفي جميع الجزر الكبيرة في شرق بحر إيجه وتبلغ تكلفة البرنامج حوالي 500 مليون يورو ويتضمن بالإضافة إلى منصات الإطلاق ومدفعية القيادة الذخيرة (حمولات الصواريخ) وكذلك التدريب ودعم الأنظمة وصيانتها ووفقًا لمصادر عسكرية فإن أكبر ميزة هو مدى العمل الذي يصل إلى 300 كيلومتر وبهذا تتحول مدافع PULS المضادة للطائرات إلى “ذراع طويلة”ويتغير النطاق مع استخدام أنواع مختلفة من الصواريخ حيث يمكن لنظام PULS إطلاق أربعة أنواع مختلفة ويتكون كل نظام PULS PEP من نظامين PODS يحتويان على 36 قاذفة صواريخ يتراوح مداها بين 35 و300 كيلومتر وعلى وجه التحديد فإن كل PULS PEP لديه:

  • 18 قطر 122 ملم بمدى يصل إلى 35 كيلومترًا .
  • 10 عيار 160 ملم يصل مداه إلى 40 كيلومترًا .
  • 4 اضافية بمدى يصل إلى 150 كيلومترا و
  • 2 صقور بريداتور يصل مداها إلى 300 كيلومتر .

والشركة المنتجة تابعة لشركة ELBIT SYSTEMS بميزتها الرئيسية وهي سرعة إطلاق النار العالية التي تصل إلى دقيقة واحدة وهو كما يروج الجانب اليوناني تطور لـ LYNX MRL وهي الأقدم مع برامج تمت ترقيتها وميزات أفضل بكثير في جميع المجالات ويتم نقلها بسرعة بواسطة المركبات ذات العجلات التي يمكنها التحرك حتى على التضاريس الصعبة ووفقًا لمعلومات Onalert.gr الخاصة بالبرنامج اليوناني فيبدو أن GES قد اختارت بالفعل شاحنات IVECO بالإضافة إلى ذلك يمكن لنظام PULS أيضًا إطلاق الطائرة بدون طيار SKY STRIKER المسلحة والتي يصل مداها إلى 100 كيلومتر بينما يمكنها العودة دون استخدامها والهبوط بمساعدة المظلة ويتم استخدام قاذفات الصواريخ المتعددة PULS بنتائج مبهرة من قبل قوات الدفاع الإسرائيلية ويتم تصديرها بالفعل إلى الدنمارك وأذربيجان وكازاخستان ورواندا وهناك طلبات من ألمانيا وهولندا وإسبانيا وعندما تم تقديم النظام إلى هيئة الأركان العسكرية القبرصية اليونانية – كما يقول اليونانيين – وأعقب ذلك مفاوضات محمومة بين الجانبين للوصول إلى التكوين المطلوب من قبل GES ويتوقع اليونانيين أن ينص الاتفاق على مشاركة صناعة الدفاع المحلية والتي ستصل إلى حد إنشاء خط إنتاج في اليونان ويبدو أن قدرات صواريخ PULS التي يصل مداها إلى 300 كيلومتر بالإضافة إلى التكلفة النهائية ومشاركة صناعة الدفاع المحلية قد قلبت الموازين لصالح نظام الأسلحة الإسرائيلي مع تخلي GES عن النية الأصلية لتحديث النظام الأمريكي الصنع ملرس M270A0 وهو البرنامج الذي أقرته اللجنة المختصة بمجلس النواب الأمريكي في نهاية عام 2023 لكنه لم يستمر بعد قرار مراجعة كافة برامج التجهيز بناء على الاحتياجات الجديدة وبيانات الموازنة الجديدة وفق التخطيط لعام 2024 فقد دعت الخطة الأصلية إلى تحديث إجمالي 24 قاذفة من أصل 36 بتكلفة 1.81 مليار يورو يليها اقتراح جديد لتحديث عدد أقل من قاذفات الصواريخ أي ما يصل إلى 12 بهدف الحد من قاذفات الصواريخ بتكلفة تصل إلى نصف مليار يورو ولكن كما يظهر من كل شيء فإن GES تمضي قدماً في اقتناء أنظمة PULS جديدة مع احتمال توسيع البرنامج بهذه الأموال  .

أوضح موقع  sigmalive القبرصي/اليوناني في  3 ديسمبر2024 أنه وفقا لمعلومات صحيحة تماما ومرجعية فإن الدفعة الأولى من نظام الدفاع الجوي الحديث من إسرائيل ليست فقط في قبرص وفي أيدي الحرس الوطني ولكن تم وضعها أيضا في حالة استعداد تشغيلي وهو ما أكده موقع صحيفة timesofisrael الصهيونية في عددها بتاريخ 4 ديسمبر2024 إذ أشار إلي أن نيقوسيا تمضي في تركيب نظام باراك MX المضاد للطائرات في الوقت الذي تسعى فيه جاهدة لإيجاد بدائل لأسلحتها الروسية الصنع وسط حظر على موسكو وأن نظام باراك MX المُضاد للطائرات سيحل في النهاية محل Tor M1 الروسي الصنع القديم فروسيا كانت موردا رئيسيا للمعدات العسكرية إلى قبرص منذ عقود لكن الصفقات تقلصت حتى قبل فرض حظر شامل على الصادرات في أعقاب غزو روسيا لأوكرانيا عام 2022 وأن وسائل إعلام محلية ذكرت في 5 /12/2024 أن قبرص تسلمت نظام دفاع جوي إسرائيلي في الوقت الذي تستغل فيه الجزيرة الواقعة في شرق البحر المتوسط أسواقا جديدة لتحديث قدراتها الدفاعية بعد خسارة روسيا المورد الرئيسي وأن دفعات هذا النظام وصلت قبرص في 3ديسمبر2024 فيما أضاف موقع sigmalive القبرصي/اليوناني أنه من المتوقع أن تُستكمل الدفعات المتبقية من الطلب في المستقبل القريب والتي ستُشكل مظلة الدفاع الجوي الجديدة لقبرص وأنه في أكتوبر 2021 ثم خلال حكومة أناستاسياديس بثت sigmalive لأول مرة الأخبار التي تفيد بأن قبرص على اتصال متقدم مع إسرائيل للحصول على نسخة مختلفة من “القبة الحديدية” تتكيف مع احتياجات الحرس الوطني وتبع ذلك المزيد من التقارير التي قدمتها sigmalive عن التقدم المحرز في المفاوضات مع إسرائيل التي مرت بصعوبات وعقبات مختلفة لكن الآن تستمر جهود الاستحواذ ويتم استكمالها كما يظهر كل شيء من قبل حكومة كريستودوليديس الحالية وأشار موقع sigmalive أن ما يهم هو أن “القبة الحديدية” هنا في قبرص وإنه سلاح دفاعي رئيسي لإسرائيل نراه في عشرات مقاطع الفيديو من الحرب في الشرق الأوسط لاعتراض صواريخ حماس بنجاح كبير وأن مظلة الدفاع الجوي التي ستحصل عليها قبرص عندما تصل جميع الدفعات بإنفاق كبير يبلغ مئات الملايين  ستكون قادرة على تغطية مجموعة واسعة من التهديدات وستكون قادرة على اعتراض كل شيء من طائرات العدو المقاتلة إلى الصواريخ والصواريخ والهدف المستقبلي هو إضافة أنظمة أخرى من شأنها تعزيز قدرات اعتراض الطائرات بدون طياركما أن نظام الدفاع الجوي الجديد للجمهورية القبرصية سيكون متوافقا تماما مع القبة الحديدية التي تبنيها اليونان  في الوقت نفسه بالتعاون مرة أخرى مع الإسرائيليين وفي اليونان وفقا لـ Dendias سيتم الانتهاء من الدفاع الجوي في حوالي عامين ونصف إلى ثلاثة أعوام عندما يتم إنشاء مظلة واحدة من قبرص وكريت وبحر إيجة بأكمله وهذه المظلة الجديدة المضادة للطائرات التي ستحصل عليها اليونان تم تقديمها قبل حوالي شهر من قبل وزير الدفاع الوطني نيكوس دندياس أمام البرلمان اليوناني وفي اليوم نفسه نشر خريطة توضح نطاق التغطية وأفـاد مصدر موثوق موقع sigmalive   أن نيكوس دندياس سُأل من قبل نائب يوناني عما إذا كانت التغطية تمتد إلى قبرص ومع إجابة الوزير بالإيجاب أضاف أنه على اتصال بالحكومة القبرصية بشأن هذه القضية وفي الوقت نفسه ومع إقتراب عيد الميلاد من المتوقع أن تصل أول ست طائرات هليكوبتر هجومية فرنسية من طراز إيرباص H145M إلى قبرص لتحل محل 11 طائرة هليكوبتر روسية من طراز Mi-35 باعتها قبرص إلى صربيا , ويُذكر أن محاولة قبرص تحديث مظلتها المضادة للطائرات في عام 1998 بصواريخ أرض-جو من طراز S-300 من روسيا بلغت ذروتها في مواجهة عسكرية مع تركيا فسارعت نيقوسيا إلى تحويل النظام إلى جزيرة كريت  .

علق خريستودوليديس رئيس قبرص/اليونانية للصحافة الذي كان يحضر منتدى المخاطر في لارنكا في 5/12/2024 بقوله :”سنفعل كل ما هو ضروري لتعزيز قوة الردع في قبرص ليس فقط لأننا دولة تحت الاحتلال ولكن أيضا كدولة عضو في الاتحاد الأوروبي وفي منطقة ذات أهمية جيواستراتيجية خاصة” وأشارإلى أن حكومته تتخذ إجراءات تشمل الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي مُوضحاً أن عدم قدرة قبرص الحالية على الانضمام إلى الناتو يمنع الحرس الوطني القبرصي من تعزيز صفوفه على مختلف المستويات مما يدفع إلى اتخاذ مبادرات محددة مع الولايات المتحدة لتعزيز قدرات الردع مُضيفاً “لقد تم عمل الكثير والإعلان عنه وسيتم الإعلان عن المزيد في الفترة المقبلة وعندما سئل عن رد فعل تركيا (التي لم تعلق رسميا حتي اليوم على هذا التطور)على هذه التطورات رفض الرئيس خريستودوليديس التعليق قائلا فقط إن “تركيا يمكنها أن تضع نفسها كما تراه مناسبا” .

توفر صواريخ باراك MX التي تم تسليمها إلى قبرص مستوى غير مسبوق من الأمن مع صواريخ قادرة على اعتراض أهداف من مسافة قريبة تصل إلى كيلومترين إلى 150 كيلومترا وهذه القدرة بعيدة المدى تخلق بشكل فعال “منطقة حظر طيران” داخل منطقة معلومات طيران نيقوسيا مما يوفر الحماية من طائرات الهليكوبتر والطائرات بدون طيار وصواريخ كروز وحتى التهديدات الباليستية وكانت جمهورية قبرص/اليونانية قد بدأت مناقشات مع وزارة الدفاع الإسرائيلية في عام 2021 وبلغت ذروتها في عقد لنظام باراك MX بعد ما يقرب من ثلاث سنوات وبالتالي فقد أصبح الحرس الوطني القبرصي /اليوناني لديه الآن أحد أكثر أنظمة الدفاع الجوي تقدما في المنطقة مما يسمح بالإستغناء عن أنظمة BUK-M1 الروسية الصنع القديمة والأقل كفاءة .

كان التحالف الهيليني / الصهيوني أول خطوة تتخذها قبرص للدخول المباشر في أتون النزاع في الشرق الأوسط من البوابة الصهيونية مروراً من البوابة الأمريكية الأعرض والمشرعة للقبارصة اليونانيين فقط أما الخطوة الثانية فكانت بعد إنضمام الولايات المتحدة للتحالف الهيليني/ الصهيوني والذي أخذ مسمي 3+1 أي بإضافة الولايات المتحدة له ثم كانت الخطوة الثالثة التي أشتد بعدها هذا التحالف أكثر وأكثر بفعل تداعيات الحرب في غزة وطول مدتها عندما إستعانت الولايات المتحدة بقبرص لتنفيذ مخطط إقامة ” ماتدعي أنه مــيــنــاء إصطناعي مــؤقت لغزة” وفي الواقع فهذا الميناء المزعوم لن يخرج معناه عن أن يكون منفذ سياسي/ أمني أمريكي صهيوني لترتيب أوضاع طويلة الأمد في غزة تخدم الإستراتيجية الصهيونية خاصة في ضوء حقيقة رفض الصهاينة بقوة ووضوح حل الدولتين الذي تدعي الولايات المتحدة علي سبيل الخداع أنها تقترحه وتدعمه وفي نفس الوقت يوافق الصهاينة بسرعة ووضوح علي المخطط الأمريكي لهذا الميناء الذي أدعي الأمريكيين أنه مــؤقت , المهم أن قبرص/اليونانية أحد أطراف التحالف الصهيوني / الـهـيـلـيني ستكون مـــعـــيـناً علي تنفيذ هذا المخطط ذو الأبعاد الخفية غير المُعلنة بعد والذي أُفتتح فعلاً والذي قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن بشأنه مؤخراً “إنه لا يرى أي مؤشر على أن حماس تخطط لشن هجوم على القوات الأمريكية في غزة  لكنه أضاف أنه تم اتخاذ الإجراءات الكافية لحماية الأفراد العسكريين ” مـوضـحـاً : أنه ” لن يناقش المعلومات الاستخباراتية على الأرض” وقال أوستن خلال مؤتمر صحفي : “لكنني لا أرى أي مؤشر في الوقت الحالي على أن هناك نية نشطة للقيام بذلك”وقال “ومع ذلك… إنها منطقة حرب ويمكن أن يحدث عدد من الأشياء، وسيحدث عدد من الأشياء”, ولا أستبعد في تقديري أن تعرض قبرص نفسها لتداعيات الحرب علي غـزة طالما إمتلكت شجاعة المشاركة في مخطط عدواني أمريكي/صهيوني أخذ مسمي “الميناء الإصطناعي المؤقت لغزة ” فشظايا حرب غزة قد تصل لقبرص كنتيجة  .

رد الــــفــــعـــل الـــتـــركــــي :

تنظر تركيا بإهتمام وترقب تطورات العلاقات الأمريكية مع قبرص اليونانية (الشطرالآخر من الجزيرة القبرصية المُقسمة) خاصة في المجال العسكري بدءاً من القرار الأمريكي برفع حظر الأسلحة الأمريكي المفروض على قبرص وتعزيز القوات العسكرية في الجزيرة لحماية إسرائيل والنقاش الأخير حول طلب قبرص لعضوية الناتو  والآن ظهور القبة الحديدية ،تنظر تركيا إلى تطور آخر يثير الشكوك حول الجغرافيا السياسية للمنطقة .

وبصفة عامة يمكن القول أنه إزاء عملية التسليح في قبرص اليونانية مال الجانب التركي إلي المزيد من التشدد فيما يتعلق بأفق حل القضية القبرصية وهو الأفق الذي يضيق ويضيق وتتسع الهوة بين أطراف هذه القضية وفي هذا الإطاراستقبل نائب الرئيس التركي جودت يلماز في 4 ديسمبر2024 في القصر الرئاسي في أنقرة رئيس وزراء جمهورية شمال قبرص التركية أونال أوستل وشدد يلمازفي هذا الإجتماع فقال أن تركيا ستواصل تقديم الدعم المالي  لجمهورية شمال قبرص التركية فـهدفنا هو أن تصبح الجمهورية التركية لشمال قبرص دولة يمكنها الوقوف على قدميها وتصبح أقوى وأكثر ازدهارا كل عام في الوقت نفسه ، ورفض نائب الرئيس التركي إمكانية حل المشكلة القبرصية في إطار الاتحاد  وأعرب مرة أخرى عن موقف أنقرة الثابت لحل الدولتين في قبرص بقوله :”يجب على المجتمع الدولي الآن الاعتراف بجمهورية شمال قبرص التركية وإقامة علاقات دبلوماسية وسياسية واقتصادية ونشدد في كل فرصة على أن الحل القائم على حقائق الجزيرة وحدها سيكون عادلا ودائما وقابلا للتطبيق بشأن مسألة قبرص والحمد لله ساد جو من السلام والثقة ليس للقبارصة الأتراك لأكثر من 50 عاما فحسب فالجزيرة هي جزيرة سلام اليوم ومن الضروري أن يرى الجميع ويفهموا الواقع الحالي هنا وأن الموقف المتعنت للجانب اليوناني لم يعد خيارا وبتركيا بوصفها وطنا وبلدا ضامنا ستواصل الدفاع عن القضية العادلة للقبارصة الأتراك حتى النهاية” .

فيما يتعلق بصفقة نظام القبة الديدية بين إسرائيا وقبرص اليونانية فقد صدر عن الخارجية التركية بيان في 5 ديسمبر2024 أشار إلي :” أننا في تركيا نود أن نذكر بأن هذه السياسة الخاطئة التي اتبعتها الإدارة القبرصية اليونانية يمكن أن تزيد من تقويض الاستقرار والسلام في منطقتنا وتؤدي إلى سباق تسلح في الجزيرة”.

في أول تصريحاته عن شراء ونشر قبرص اليونانية نظام الدفاع الجوي الإسرائيلية الصنع المعروفة بـالقبة الـحــديديــة قال رئيس جمهورية شمال قبرص التركية أرسين تـتـار في مقابلة مع CNN Turk في 5 /12/2024 : ” إن “تركيا هي الضامن لقبرص حقيقة أن “جنوب قبرص” متورط في هذه الشؤون في جمهورية قبرص  التي سرقت منا وعقد مثل هذه الصفقات دون أن تسأل تركيا أعني دون استشارة  تكشف أن “جنوب قبرص” قد تفكك فهذا يثبت أنها “دولة قبرصية يونانية” لذا فسياسة الدولتين مهمة للغاية لكي يستمر السلام  ومن الضروري عدم عقد مثل هذه الاتفاقيات من أجل مواصلة الاتفاقية التي تم الحفاظ عليها بنجاح لمدة 50 عاما(إعلان إستقلال قبرص بضمان بريطانيا وتركيا واليونان) بوجود القوات المسلحة التركية كما تذكر المعارضة في جنوب قبرص قادتها بعناد بأن هذه دولة جزرية وجزيرة لقضاء العطلات وأضاف :”إن هذه القبة الحديدية لها ميزانية ضخمة كيف سيدفعون للإسرائيليين ؟ وإذا نظرنا إلى معاهدة لوزان ومعاهدة قبرص فسنرى أهمية التوازن اليوناني التركي وهذه التطورات تزيد من التوتر وبالطبع لا يمكنني تقييم هذا بمفردي فنحن بحاجة إلى الاجتماع مع هاكان فيدان وزير خارجية الجمهورية التركية من الواضح أن “جنوب قبرص” منشغل بأشياء تتجاوز ذلك” وأوضح الزعيم القبرصي التركي بأنه “بعد كل شيء فهذه جزيرة مهمة لأمن تركيا ولدينا الحق في “الوطن الأزرق” بفضل أرض أجدادنا. هناك مسألة تحويل “جنوب قبرص” إلى قاعدة إمداد. أنا أتحدث عن صفقة بقيمة مليار دولار(ربما يقصد قيمة صفقة القبة الحديدية) وقدرة “جنوب قبرص” وسكانها واقتصادها واضحة وهذا إنما يدل على أن “جنوب قبرص” يستخدم لأشياء أخرى وقد نفذت  القوات المسلحة لجمهورية شمال قبرص التركية تعاوناً مع القوات المُسلحة التركية لتحقيق “السلام”ومع ذلك فإن اتفاق “جنوب قبرص”يعرض للخطر إحلال السلام والهدوء والأمن وكان اعتراف العالم بـ “جنوب قبرص” فعالا في تطوير اقتصادها لكن العالم لا يزال يصر على عدم الاعتراف ب “شمال قبرص التركية”  .

في مقابلة أجريت معه في 3 ديسمبر 2024 على قناة ميادين (لبنان) حذر إرسين تتار رئيس جمهورية شمال قبرص من أن المسؤولين في جنوب قبرص يتصرفون دون موافقة تركيا مما يعرض قبرص للخطر من خلال السماح بوجود عسكري أمريكي وبريطاني في الجزيرة وشدد على أن تركيا كدولة ضامنة لها الحق في التدخل ولا يمكن لجنوب قبرص الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي دون موافقة تركيا وأكد تتار مجددا على دور تركيا الرئيسي باعتبارها “الوطن الأم” لشمال قبرص وأهميتها الاستراتيجية بسبب علاقاتها مع الولايات المتحدة ودعا الرئيس تــتـارإلى حل الدولتين وأنتقد  رفض القبارصة اليونانيين الاعتراف بالوجود التركي في الجزيرة وأكد الرئيس تتار بأنه ما لم يتوصل الجانبان إلى اتفاق فلن يكون هناك اتفاق لمستقبل قبرص وقال: “في جنوب قبرص توجد قواعد عسكرية بريطانية وتنتشر القوات الأمريكية في بعض المناطق هناك وكل هذا قد يؤدي إلى مجموعة من الاضطرابات في قبرص وبصفتي قبرصيا تركيا فإنني لا أوافق على الإطلاق على أن تتورط بلادي في الصراع الدائر في الشرق الأوسط وأن ترسل الأسلحة والطائرات والذخيرة،لأن ذلك سيؤدي إلى استهداف هذه المنطقة ” فـ”ينبغي علي المسؤولين القبارصة اليونانيين أن يبحثوا الأسس التي أنشئت عليها جمهورية قبرص فالاتفاقيات والمعاهدات تنص على أن تركيا التي تبعد 40 كيلومترا عن هنا هي دولة ضامنة لها الحق في التدخل .

في مؤتمر صحفي مشترك في 5  ديسمبر2024 لرئيس البرلمان التركي نعمان كورتولموش مع رئيس برلمان جمهورية قبرص التركية ضياء أوزتوركلر قال كورتولموش: “لن نسمح لأي شخص بتعكير صفو السلام في الجمهورية التركية لشمال قبرص مكررا موقف تركيا المُعارض للتسليح في المنطقة مُوضحاً أنه “لا يهمنا ما هي الأسلحة التي تحصل عليها نود أن تتوقف التسلح ونحن نعلم أن أولئك الذين يقدمون هذه الاقتراحات في قبرص(اليونانية) قاموا بتسليح الجنوب وتحصينهم بعض القواعد هناك مُضيفاً قوله “إن تركيا لديها القدرة على ضمان سلام وأمن القبارصة الأتراك ولكن أيضا للقبارصة اليونانيين ” وأنه “مهما فعلوا نريد بكل الوسائل المتاحة لنا أن يعيش الشعبان القبرصي التركي والقبرصي اليوناني في الجنوب والشمال بسلام تحت علم دولهم حتى النهاية ” ثم أشار إلي أنه “قد نحذر الآخرين من تسليح أنفسهم لكننا بالتأكيد لا نقرر ما هي الأسلحة التي سيحصل عليها كل واحد ومن من” في حين قلل من شأن المعدات القبرصية بأنهم “سيرون أن الأسلحة التي يأخذونها عديمة الفائدة”.

قال حزب الوحدة الوطنية الحاكم بجمهورية شمال قبرص التركية أن هذه الخطوة من جانب الجانب القبرصي اليوناني وتعاونه مع إسرائيل يمكن أن يُؤدي إلى زيادة تصعيد التوترات في الجزيرة وقال أوغوزهان حسيب أوغلو الأمين العام لحزب الوحدة الوطنية الحاكم إن الإدارة القبرصية اليونانية لجنوب قبرص أوضحت نواياها في قبرص / اليونانية أولا من خلال العمل من أجل عضوية الناتو ثم من خلال إدراج نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي القبة الحديدية في مخزونها ووصف حسيب أوغلو أنشطة التسلح للقبارصة اليونانيين بأنها “جهود غير مجدية في مواجهة القوة الإقليمية لتركيا التي تقف إلى جانب جمهورية شمال قبرص التركية”.

في أول رد فعل من جانب جمهورية شمال قبرص التركية في 5/12/2024 علي نشر نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي الصنع “القبة الحديدية” في الجانب القبرصي اليوناني قالت وزارة خارجية جمهورية قبرص التركية في بيان صدر عنها : “بصفتنا مالكين متساوين للجزيرة فسنواصل كفاحنا ضد محاولة تحويل “جنوب قبرص” إلى قاعدة عسكرية وفقا لمصالح بعض القوى فمن المرجح جدا أن تؤدي أنشطة التسلح التي يقوم بها الجانب القبرصي اليوناني على أساس أنه يتعرض لما يسمى ب “التهديد الأمني”  إلى كارثة للجزيرة بأكملها في المستقبل  ” .

إتــصـــالاً وإرتـــبـــاطــاً بـمـوضوع العلاقات العسكرية الآخذة في النمو والتطور السريع بين الكيان الصهيوني وقبرص اليونانية في المجال الـتـسليحي (صفقة القبة الحديدية) وهو حيوي في قائمة العلاقات العسكرية فقد أدلي أرسين تـتـار رئيس جمهورية شمال قبرص التركية بتصريح  في 3 ديسمبر2024 لوسائل أعلام قبرص التركية حول الرغبة القبرصية اليونانية المُعلنة مؤخراً لحلف شـمـال الأطـلـنـطـي وفيما يتعلق بمسألة إنضمام قبرص اليونانية إلي حلف شمال الأطلنطي  قال الرئيس أرسين تتار :”يعتقد القبارصة اليونانيون أنه إذا وافقت تركيا على ذلك فسوف يُقدم شيئا لتركيا ما يهم هو أن يقبلوا واقع الدولتين المتساويتين في السيادة في قبرص وإذا قبلوا ذلك فبوسع تركيا أن توافق على انضمام جنوب قبرص إلى حلف شمال الأطلسي يقولون إن الاتحادات ذات النطاقين والطائفتين تنظر إلى ما يحدث مع إسرائيل وغزة اللتين أخذتا في الاعتبار قرارات مجلس الأمن الدولي يجب الآن مراجعة هذه القرارات “, وطبعاً فإن كلام الرئيس القبرصي التركي واقعي فـالـ Veto التركي علي مسألة الإنضمام جاهز فتركيا لن تقبل هذا الإنضمام إلا لو قبلت قبرص اليونانية واليونان بتسوية القضية القبرصية علي قاعدة حل الدولتين متساويتي السيادة وهذا ما يرفضانه إلي اليوم وحتي في هذه الحالة ربما تظل تركيا رافضة لهذا الإنضمام وإتصالاً بهذا الإنضمام أدلي وزير الخارجية التــركـــي السابق كوتلاي إرك بتصريحات لتلفزيون آدا بشأن طلب الإدارة القبرصية اليونانية لجنوب قبرص عضوية الناتو قال فيها أن أعضاء الناتو الآخرين لا يعتبرون مشاركة جنوب قبرص ضرورية للغاية وأن تركيا واليونان وبريطانيا موجودة في الجزيرة كأجنحة ثلاثة لحلف الناتو منذ عام 1960 وأنهم يحاولون – أي القبارصة/اليونانيين – حل القضية الأمنية لقبرص بعضوية الناتو ويقترحون أن يكون الناتو الضامن والسوال هو : هل هناك حاجة لأن تصبح قبرص عضوا في حلف شمال الأطلسي؟ لا. ولذلك ولإن الإنضمام القبرصي مُستبعد في ضوء الـ Veto التركي فقد صرح وزير الخارجية القبرصي /اليوناني كونستانتينوس كومبوس في 3  ديسمبر2024 أمام اللجنة الدائمة للشؤون الخارجية في مجلس النواب القبرصي /اليوناني ” بإننا لسنا على وشك التقدم بطلب لانضمام جمهورية قبرص إلى الناتو ” مشيرا إلى أن النقاش حول انضمام قبرص إلى الناتو سيجري في الوقت المناسب , وفي جلسة مجلس النواب هذه أطلع السيد كومبوس اللجنة على الوضع في المنطقة ودور وعلاقات جمهورية قبرص مع دول المنطقة والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة والمشكلة القبرصية ومناقشة إمكانية انضمام قبرص إلى حلف شمال الأطلسي وقال إننا نسعي إلي إيجاد آليات تعزيز القدرة الدفاعية لقبرص من خلال شراكات محددة وفيما يتعلق بالولايات المتحدة قال الوزير إنها سلسلة من القضايا التي تم إطلاقها بدرجات مختلفة من التنفيذ وأنه من المتوقع حدوث تطورات في بعضها قريبا ” فالعلاقة بالنسبة لنا مهمة للغاية”مشيرا إلى أنها تقوم على المصالح الاستراتيجية وأن هذا في حد ذاته يضع جمهورية قبرص في مجال اهتمام الولايات المتحدة بسبب الأزمات في المنطقة ولكن أيضا توجه نيقوسيا في هذا الاتجاه وفيما يتعلق بالقضية القبرصية أشار إلى الاجتماع بشأن المتاريس في قبرص والاجتماع الخماسي قائلا إنه لا يوجد وضوح بشأن التواريخ  , ومن جهة أخري وفي تصريح لنائبي AKEL حزب المعارضة الرئيسي في قبرص اليونانية / مارينا نيكولاو وجيورجوس كوكوماس بأن النقاش حول الناتو بدأ من الرئاسة وليس من المجال العام  وهو ما رد عليه وزير الخارجية القبرصي وقال أن رئيس الجمهورية أثـارالقضية وأوضح أنه لم يقل إنه لا ينبغي أن يكون هناك حوار لكن الحوار حول النتيجة النهائية التي تجري الآن لا معنى له لأنه “لا يمكن للمرء أن يحدد متى سيحدث هذا (الإنضمام)”,وحول مسألة الإنضمام هذه قال المتحدث باسم الحكومة القبرصية /اليونانية كونستانتينوس ليتيمبيوتيس في 4 ديسمبر2024 : بأن مسألة الحماية الدفاعية لجمهورية قبرص ليست جزءا من النقاش العام وفي تصريحات لوسائل الإعلام بعد اجتماع مجلس الوزراء طلب من  المتحدث باسم الحكومة القبرصية /اليونانية التعليق على معلومات حول وصول جزء من نظام الدفاع الجوي “القبة الحديدية” إلى قبرص من قبل إسرائيل فكان رد السيد ليتيمبيوتيس إنه “كما هو معروف فإن الجهود التي تبذلها جمهورية قبرص فيما يتعلق بدروعها الدفاعية مستمرة وليست جزءا من النقاش العام”.

 نـُـــذر عـــداء الـقـبـارصـة /الـيـونـانــيــين الـــســـافر للمصالح والأمن الـعـربي :

من الوجــهــة الـمـبدأيــة لابد من الإعــتراف بخيانة حكام العرب والمسلمين للعروبة وللإسلام ولقضيتهم ولمصالحهم وأمن بلادهم القومي من خلال إبـرام إتفاقيات كإتفاق إبراهيم وهي إتفاقيات ولدت فقط وسفـاحـاً في أرحام هؤلاء القادة العرب المزعومين , وهذه الخيانة وحدها طـمـأنت خصوم العرب والمسلمين المؤكدين منهم والمحتملين من التلاقي مع الكيان الصهيوني والتعامل معه علي كافة الأصعدة كما تفعل قبــرص /اليونانية الآن فقبرص اليونانية طالما أدعت أنها مع القضية الفلسطينية لكن هاهي الآن تصف حماس صراحة وجهاراً بأنها منظمة إرهابية مع أن حماس لم تفعل مافعلته منظمة أيوكا EOKA القبرصية /اليونانية التي قابت بإبادة القبارصة الأتراك في خمسينات وستينات القرن الماضي .

صفقة القبة الحديدية لقبرص/اليونانية من الكيان الصهيوني بموافقة أمريكية لم تكن النذير الأول لإنقلاب قبرص /اليونانية الـسافـر علي موقفها التقليدي الداعم للقضية الفلسطينية فالنذير الأول كان عندمـا وجه السيد حسن نـــصـــرالله الأمين العام لـ”حزب الله” اللبناني يوم19يونيو2024 خــطــابــاً إنذارياً للكيان الصهيوني من مغـبـة حرب “بلا قواعد أو أسقف”ألــحــقـه بتحذير واضح لقبرص من مــغـــبـة أنها ستكون “جزءا من الحرب مع الصهاينة” إذا فتحت مطاراتها وقواعدها أمام القوات الإسرائيلية فقال :”أن فتح المطارات والقواعد القبرصية أمام العدو الإسرائيلي لاستهداف لبنان سيعني أن الحكومة القبرصية جزء من الحرب والمقاومة [حزب الله] سيتعامل معها (أي مع قبرص/اليونانية) كجزء من الحرب” وذلك بعد يوم من تحذير إنذاري لإسرائيل نفسها من أن “الحرب الشاملة معها تقترب جدا” .

تعليقا على تهديدات زعيم حزب الله قال الوزير التركي إنه “لن يكون من المفيد لقبرص أو اليونان أن يستخدم هذا المكان (قبرص) والجزر اليونانية لعمليات في الشرق الأوسط” كما أن قبرص “أصبحت قاعدة تستخدمها بعض الدول خاصة في العمليات ضد غزة” وأنها “في الواقع قاعدة عسكرية” ثم أشار إلي :”فيما يتعلق بمسألة قبرص حذرنا الجهات الأوروبية والإقليمية منذ البداية وخاصة الإدارة القبرصية اليونانية في جنوب قبرص فهذا المكان تحول إلى مركز عمليات… وبعد 7 أكتوبر بعد العمليات الأولى التي شنتها إسرائيل نرى في التقارير الاستخباراتية أن الإدارة القبرصية اليونانية في جنوب قبرص  أصبحت قاعدة تستخدمها بعض الدول خاصة في العمليات ضد غزة أي أن رحلات جمع المعلومات الاستخبارية والرحلات العسكرية تنطلق باستمرار من هناك إلى غزة وعندما وضعنا هذه القضية على جدول الأعمال أعلنوا فجأة أن هذا المكان قاعدة لوجستية لغزة وقال هاكان فيدان: “ثم قلنا إن قاعدة الدعم اللوجستي هذه هي بوضوح نشاط يخفي حقيقة أنها في الواقع قاعدة عسكرية“وتابع الوزير التركي قائلا إن “حقيقة استخدام هذا المكان والجزر اليونانية لعمليات في الشرق الأوسط لن تفيد الإدارة القبرصية اليونانية ولا اليونان ونصيحتنا ما قلناه لليونانيين هو أن “ابتعدوا عن هذه القضايا” لأنه عندما تتورطون بهذه الطريقة في الحروب الدائرة في الشرق الأوسط إذن فقد أصبحتم جزءا منها وستأتي النار وتجدكم ونحن معكم في نفس الجغرافيا لذا ستأتي [النار] وتجدنا أيضاً ولذلك فإننا ننقل إلى محاورينا المختصين دون أي تردد الاستنتاجات التي استخلصناها من الملاحظات التي نبديها بناء على البيانات إنكم متورطون أيضًا في أشياء مختلفة لكن يجب على جميع اللاعبين الإقليميين أن يدركوا أن هناك عسكرة مكثفة هناك ويجب منع احتمال حدوث شيء ما هنا في المنطقة .

أن قبرص اليونانية لم تكن يوماً نطاق آمن للأمن القومي العربي حتي تكون اليوم أو غداً سواء كانت الجزيرة القبرصية نفسها أو القاعدتين البريطانيتين العسكريتين (أكروتيري وذيكيليا) ذواتا السيادة البريطانية وهاتين القاعدتين بهما محطتين للتشويش الراداري والتصنت والإرسال والإستقبال الإيكتروني ألخ , ولا مبررأبداً للتعويل علي كلام القبارصة بأنهم مع الحق العربي فلا مصداقية لهذا الكلام الذي لا يُصدق اليوم من بعض المسؤلين العرب !! .

إنها فـرصة لإعادة التفكير والمراجعة العربية لموقف الدول العربية المؤيد بل والداعم لقبرص/اليونانية بعد نشأة القضية القبرصية إثر تقسيم الجزيرة القبرصية بين القبارصة الأتراك ولهم37% تقريباً من أراضي الجزيرة بعد الغزو العسكري التركي لتخليص القبارصة الأتراك من براثن اليونان والقبارصة/اليونانيين في يوليو1974فقبرص  فصفقة القبة الحديدية من الكيان الصهيوني لقبرص اليونانية هي نتيجة مباشرة لتطور العلاقات الأمريكية مع قبرص اليونانية وفقاً للعوامل الثلاث وهي(1) التحالف الثلاثي مع اليونان والصهاينة و(2) تأسيس قبرص والولايات حوار إستراتيجي و(3)عضوية قبرص في الإتحاد الأوروبي , فقبرص اليونانية أصبحت بعد صفقة القبة الحديدية مع الكيان الصهيونية ذات عــداء مـزدوج للـجــمــهــوريـة الـتـركــية وللعرب معاً وبقدر يكان متساو فلم تــعــد قـبـرص/الـيـونـانـية بعد هذه الــصـــفــقــة دولة موثوق في كونها تعتبر ضروروية لمنظومة الأمن القومي العربي أو القطري فتحالفها مع الصهاينة يتعارض مع أمن شعوب تــركـــيــا ومــصــر ولبــنــان مثلاً فـعلي الأقل  فـإن حوارها الإستراتيجي مع الأمريكيين يضعها في منظومة خدمة المصالح الأمريكية والأطلنطية وهي في جزء كــبــيــر منها متعارضة كلية وستظل كذلك مع أمن تـــركـــيــا ومصر و/ أو سوريا و / أو لبنان و/ أو العراق .

من أجل الأمن القومي الــقـــطــري سيكون من ألأنسب والأصوب تبني مــوقــف جديد من قبرص اليونانية يتناسب مع تغير قوامها السياسي بفعل العوامل الثلاث سابق الإشارة إليها وكذا إتساقاً مع الواقع الحالي للقضية الـقـبـرصـية فهذا الواقع يقتضي من العرب وخاصة من مصر (وليبيا ولبنان التي قد لا تستطيع بحكم تنوع تركيبتها السكانية) تغيير موقفها غير المفهوم والساذج من القضية القبرصية بحيث تعترف بالأمر الواقع علي الجزيرة القبرصية وتعترف بجمهورية شمال قبرص التركية كما إعترفت قبرص نفسها بالكيان الصهيوني وفقاً لمبدأ الأمر الواقع أيضاً , فمصالح مصر المستقبلية خاصة الأمنية والعسكرية تقتضي التنسيق الدائم مع تركيا وهي كاليونان عضو بحلف شمال الأطلنطي وليس مع اليونان (التي ترتبط مع الكيان الصهيوني وقبرص بتحالف ذا تفكير متماثل كما وصفه نتنياهو) وبالتالي فإعتراف مصر بجمهورية شمال قبرص التركية سيكون كافياً للرد علي قبرص اليونانية واليونان والكيان الصهيوني معاً وهم الذين لم يأبهوا بقدر مصر فحذفوها وأستبعدوها من تحالفهم الثلاثي علي مــرأي ومسمع من العالم  هذا بالإضافة إلي أن إبتعاد مصر نسبياً عن المدي السياسي لليونان ولقبرص يمنح مصر مسافة للمناورة في ملفي الغاز والحدود البحري ومن يدعي أن لمصر روابط تاريخية باليونان وبقبرص فما بين مصر من روابط تاريخية ودينية يفوقها

كما عزلت قبرص مصالحها مع العرب والشاهد حرب غــزة ودور قبرص/اليونانية الـسـلـبـي فيها مـمـا دفع أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله أن يُطلق تحذيره الحاسم لقبرص مُنذراً إياها من مغبة التعاون العسكري مع آلة الحرب الصهيونية , فإننا كـــعرب يجمل بنا عـــزل القضية القبرصية عن مجمل سياستنا مع تــركـــيـــا والتعامل معها كــشــان قبرصي / يـونـاني داخلي والتـحــرر من ربقتها علي الأقل تأســيـســا علي حــقيــقـة أن شـــرق البحر المتوسط بعد 7 أكتوبر 2023 ليس كقبله فمن الواضح أن تدشين الولايات المتحدة حواراً إستراتيجياً مع قبرص اليونانية يعني أن قبرص اليونانية ستكون في خدمة المصالح المتعلقة بالأمن القومي تالأمريكي بشرق البحر المتوسط الذي تغيرت درجة أهميته صعوداً للعسكرية الأمريكية بفعل تداعيات الحرب الروسية / الأوكرانية وبفعل تداعيات حرب غزة بين الصهاينة وحماس والجهاد الإسلامي وحزب الله .

قال وزير الدفاع القبرصي فاسيليس بالماس في 11 أغسطس2024 تصريح مُثير للسخرية مـــنــا أو مــنــه إذ أشار السيد بالماس إلى البيان الصادر عن وزارة خارجية  بلاده فقال : “… وهو البيان الذي نؤكد فيه على أن وجود القوات في جمهورية قبرص سواء كانت أمريكية أو كندية أو ألمانية أو فرنسية(حلــف الأطلــنـطي) له علاقة بالجهود التي تبذلها هذه القوات لهذه الدول من خلال قبرص وهي دولة صديقة وحليفة لتسهيل ومساعدة مواطنيها في عملية إخلاء جديدة محتملة للبنان لذلك ليس هناك مجال للعمليات العسكرية بمعنى أن البعض يجعل من المفهوم أن هذه القوات التابعة لهذه الدول موجودة “وعندما سُئل عن التنقل في القاعدة الجوية في بافوس قال السيد بالماس “إننا نقدم تسهيلات للدول الصديقة وفي نفس الوقت في الأسبوع الماضي أجرينا مناورة ثنائية مع الولايات المتحدة بالطائرات” وأضـــاف :”لا شيء نلومه لا شيء نلومه فنحن دولة ديمقراطية وحديثة معترف بها في المجتمع الدولي ولدينا كل الحق الحق غير القابل للتصرف في ممارسته إذا ظهرت قضايا تتطلب الطيران وشدد على أن “الوسائل أو أجزاء أخرى من الحرس الوطني القبرصي اليوناني وأنا لا أتحدث عن العمليات الحربية أنا أتحدث عن العمليات السلمية وكذلك العمليات الأخرى” وردا على سؤال حول الجهود المبذولة لحماية القبارصة قال إن قبرص ليست دولة عاجزة ولديها القدرة على حماية نفسها  .

في تقديري أن الولايات المتحدة تمهد للتدخل العسكري  أي الإنتشار العسكري لحلف شــمــال الأطلنطي في غــــزة ولبنان واليـمـن والــعـراق وربما ســـوريــا مــســتــقـبلاً علي غرار سابق تدخلاته في أفغانستان وليبيا وسيكون هذا التدخل بالتنسيق مع القيادة العسكرية المركزية الأمريكية USCENTCOM , وستكون قبرص نقطة ثابتة في التدخل العسكري المحتمل لحلف شمال الأطلنطي المُشار إليه وعملية ESTIA  للإجلاء أخذت مسمي متطور أُطلق عليه أســم حـــركـــي مـُوحي هو Hestia “هيستيا (الــمــوقــد )وهو الأسم الحركي الجديد لخطة إجلاء الرعايا الأجانب حال إتساع حرب غـــزة وفي الواقع الميداني فلن تكون قــــبـــرص اليونانية مجرد محــطـة إجلاء أوإخـــلاء فتلك عملية تـــعـــمـــيــة أو Camouflageلأن القاعدتين البريطانيتين في قبرص وهما : Akrotiri و Dhekelia ومينـــاء ليمــاســول القبرصي اليوناني ومطار بافوس القبرصي اليوناني (ولديه رحلات جوية منتظمة للكيان الصهيوني ) كل تلك الأماكن وبعض الأماكن الثانوية في قبرص اليونانية ستكون داخلة في الجهد العسكري المحتمل لحلف شمال الأطلنطي علي غـــزة وجبهاد الإسناد العربية بما فيها إيــــران .

من الدلائـــل الــمــؤكـــدة لــعملية تقودها الولايات المتحدة الأمريكية من خلال حلف شــــمـــال الأطلنطي NATO ضد غـــزة وجبهات الإســـنــاد العربية وإيـــران مــــُســـتــقــبــلاً أن :

– حلــف شمال الأطلنطي قرر في 10 يوليو2024 أخــتـيار الأردن لاستضافة أول مكتب اتصال له في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وسيتولي رئيس مكتب الاتصال التابع لحلف شمال الأطلسي في الأردن التواصل مع السلطات في المملكة الأردنية الهاشمية وسيقيم في عمان علي أن يتحرك بصفة متكررة ما بين عمان وبروكسل حيث مقر الحلف وهذا في إعتقادي من بين أهم دلائل التمهيد لعملية تدخل عسكري محتمل لحلف شمال الأطلنطي لحماية وضمان أمن الكيان الصهيوني الملعون بمعونة الأعراب والتاج الأردني المخضب بدم الفلسطينيين الطاهر فالأردن بقرار إختياره ليستضيف مكتب إتــصـــال مـع حـــلـــف شــمـــال الأطـــلـنطـــي الأردن سيتحول عسكرياً إلي يــكــون حـــأئــــط صــد Blocking wall لحماية الكيان الصهيوني  بدلاً من كونه في المـاضــي مـجـرد منطقة عازلة صـــمـــاء Buffer Zone بين الكيان الصهيوني وخصومه العرب والإيرانيين فإيران وحــمـــاس أعتبرتا الأردن عملياً ليلتي 13 و14 أبريل أعداء لهما  .

– إتخذت الولايات المتحدة الأمريكية في إطار التمهيد  لدور قبرصي يوناني مُحتمل لتدخل أو إنتشار عسكري جاد تقوده الولايات المتحدة ضد غـزة وجبهات الإسناد العربية وإيران قــرار مؤثر برفع قيود حظر السلاح الأمريكي على قبرص اليونانية بناء علي تقدم أعضاء من الحزبين الجمهوري والديموقراطي في أول مايو2024 للكونجرس الأمريكي بدعم من المعهد الهيليني الأمريكي واللجنة اليهودية / الأمريكية ولجنة التنسيق HALC والجهد الهيليني المنسق وحركة جبهة الدفاع عن الديموقراطية ومجلس القيادة الهيلينية الأمريكية العالمية للنضال من أجل الديموقراطية , تقدم الحزبان ومعهم هذا الدعم بمشروع قانون بصفة مشتركة من قبل أعضاء الكونجرس الأمريكي كريس باباس جوس بيليراكيس و نيكول ماليوتاكيس ودينا تيتوس بهدف تمديد رفع حظر الأسلحة الأمريكي عن قبرص سنة واحدة في خمس سنوات ومشروع القانون الجديد المقدم من الحزبين يجعل مدة جعل قرار التمديد لحظر السلاح الأمريكي من كونه يُجدد كل سنة  إلى يكون التجديد كل خمس سنوات وهذا يعني أن الرئيس الأمريكي سيتخذ قرار التجديد كل خمس سنوات بناءً على هذا التشريع , كذلك بموجب قانون شراكة الأمن والطاقة في شرق البحر الأبيض المتوسط لعام 2019أذن الكونجرس للرئيس الأمريكي برفع الحظر على السلاح لقبرص سـنوياً بعد المراجعة ومع ذلك فإن القبارصة اليونانيين يرون أن التجديد السنوي الساري لحظر السلاح إليهم يحد من قدرة قبرص على تصميم وشراء المنتجات الدفاعية الأمريكية بشكل فعال وبالتالي يمنع الهدف المشترك بين البلدين المتمثل في البحث المشترك والأمن السيبراني والأمن البحري وغير ذلك الكثير , لذا فإن برنامج الشراكة بين الشركات الأمريكية والحرس الوطني يُقدر القبارصة اليونانيين أنه برنامج غير فـعال والحالة هذه  .

– أفادت وكالة الأنباء المتحدة في 4 يناير2021 أن القائم بأعمال وزير الأمن الداخلي الأميركي قال أن مركزا تموله الولايات المتحدة في قبرص سيساعد في تدريب المسؤولين من دول منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط ​​والشرق الأوسط على أحدث التقنيات في مجالات الأمن الحدودي والجمارك والبحري والسيبراني وقال تشاد وولف إن مركز قبرص للأمن البري والبحار المفتوحة والموانئ (CYCLOPS) الذي تبلغ تكلفته 5 ملايين دولار (4 ملايين يورو) سيشتمل على منشأة متنقلة لتدريب المسؤولين على أفضل طريقة لحماية البنية التحتية الرئيسية والمشاركة في التحقيقات الإلكترونية عبر الحدود وسيتضمن المركز أيضًا معبرًا حدوديًا بريًا وهميًا ومنطقة لفحص الركاب وستقوم الولايات المتحدة ببناء المنشأة وتوفير المعدات والمدربين ومن المتوقع أن يتم الانتهاء منها بحلول نهاية العام وقال وولف في حفل أقيم بمناسبة بدء تشييد المركز: “ستعمل منصات التدريب هذه كمركز يعمل بالتنسيق الوثيق والشراكة مع الدول الشريكة في البحر الأبيض المتوسط ​​والشرق الأوسط وأماكن أخرى” وقال وولف إن المركز سيكون بمثابة نسخة طبق الأصل من منشأة مماثلة أنشأتها وزارة الخارجية الأميركية في أميركا الوسطى لأكثر من عقد من الزمان ووصف المركز بأنه نتيجة مهمة للمشاركة الأميركية المتجددة في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط ​​و”العلاقة القوية بين الولايات المتحدة وجمهورية قبرص” , من جهة أخري قال وزير الخارجية القبرصي نيكوس خريستودوليديس إن المحادثات جارية مع مسؤولين من الولايات المتحدة وكلية الأمن والدفاع الأوروبية لتوسيع عمليات المركز لتشمل التدريب على مكافحة الإرهاب وتم التوصل إلى اتفاق لإنشاء المنشأة في قبرص خلال زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى الدولة الجزيرة في سبتمبر 2020.

عملت قبرص والولايات المتحدة على توطيد الروابط الأمنية في السنوات الأخيرة وبلغت هذه الروابط ذروتها مع موافقة الكونجرس في عام 2019 على قانون شراكة الطاقة والأمن في شرق البحر الأبيض المتوسط والذي يؤكد دعم الولايات المتحدة للشراكة القائمة على الطاقة بين اليونان وقبرص وإسرائيل فبموجب هذا القانون تقدم الولايات المتحدة لقبرص المنقسمة تمويلا للتدريب العسكري كما رفعت جزئيا حظر الأسلحة الذي تم فرضه قبل 33 عاما لمنع سباق تسلح محتمل يضر بالمحادثات مع القبارصة الأتراك .

إن التحركات اوالإتصالات التي يقوم بها ويجريها قائد القيادة المركزية (التي ضمت الكيان الصهيوني منذ أكثر من عامين) تُشير إلي أن العسكرية الأمريكية عـامدة إلي عـــمـــل ما يـعقـب حربي غــزة وجــنــوب لـبـنـان ففي 25 نوفمبر2024 أصدرت القيادة المركزية العسكرية الأمريكية بياناً  نصه :

” أكمل قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل إريك كوريلا سلسلة من الاجتماعات رفيعة المستوى مع العديد من القادة الرئيسيين في ست دول في الشرق الأوسط، خلال رحلة استغرقت سبعة أيام عبر المنطقة في الفترة من 16 إلى 22 نوفمبر2024 , والتقى الجنرال كوريلا بكبار المسؤولين العسكريين والحكوميين في قطر والبحرين والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية وإسرائيل لإعادة التأكيد على التزام الولايات المتحدة بالاستقرار الإقليمي وتعزيز الشراكات العسكرية ومناقشة الإجراءات المطلوبة لمواجهة التحديات الأمنية الحالية وفي الفترة من 16 إلى 18 نوفمبر2024 استضاف الجنرال كوريلا مؤتمر قادة القيادة المركزية الأمريكية في قاعدة العديد الجوية في قطر حيث ناقش قادة من القيادة المركزية الأمريكية والقيادات التابعة لها وهيئة الأركان المشتركة بين الوكالات وهيئة الأركان المشتركة الوضع الأمني الحالي في منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأمريكية وفرص تعزيز التعاون الأمني والجهود المبذولة لمواجهة المنظمات المتطرفة العنيفة مثل داعش والحوثيين المدعومين من إيران , وبعد مؤتمر المركز، في 18 نوفمبر2024 التقى اللواء كوريلا بشكل منفصل مع نائب رئيس مجلس الوزراء القطري ووزير الدولة لشؤون الدفاع الشيخ سعود بن عبدالرحمن بن حسن بن علي آل ثاني ورئيس أركان القوات المسلحة القطرية الفريق الركن جاسم محمد المناعي وكلاهما جديدان في منصبيهما وناقش الزعيمان الوضع الأمني في المنطقة والتزامهما المتبادل بالاستقرار الإقليمي وتوسيع قابلية التشغيل البيني والتعاون مثل التبادلات والتدريبات الإضافية فقطر شريك استراتيجي مهم للولايات المتحدة والقيادة المركزية الأمريكية ملتزمة التزاما راسخا بالبناء على العلاقة القوية والالتزام المشترك بالأمن الإقليمي , وفي الفترة من 18 إلى 19 نوفمبر 2024 زار اللواء كوريلا البحرين والتقى بمستشار الأمن الوطني الشيخ ناصر بن حماد آل خليفة وكذلك المشير الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة، القائد العام لقوة دفاع البحرين وأعضاء أركان قوة دفاع البحرين حيث ناقشوا تعزيز التعاون بين الولايات المتحدة والبحرين كما أكد الجنرال كوريلا أن البحرين شريك حيوي ووافق على مواصلة تعزيز قابلية التشغيل البيني للقوات الأمريكية البحرينية مما يدعم الاستعداد والردع. تحدث الشيخ عبد الناصر واللواء كوريلا عن الاحتمالات العديدة التي يمكن أن توفرها اتفاقية التكامل الأمني الشامل والازدهار (C-SIPA) الموقعة في سبتمبر 2023 بين الولايات المتحدة والبحرين  للمملكة كما اتفقوا على أهمية البحرين القوية والمزدهرة لصالح المنطقة بأسرها وفي الفترة من 19 إلى 20 نوفمبر2024 زار اللواء كوريلا الإمارات العربية المتحدة والتقى مستشار الأمن القومي الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان ورئيس أركان القوات المسلحة الإماراتية الفريق عيسى سيف المزروعي وناقش القادة التحديات في المنطقة بما في ذلك الأنشطة الخبيثة والمتهورة التي يقوم بها الحوثيون والاستفادة من الفرص مثل العلاقة الاستراتيجية لدولة الإمارات مع الشركاء في جميع أنحاء المنطقة واتفق الجانبان على مواصلة تعميق الشراكة الأمنية الأمريكية والتعاون مع الإمارات العربية المتحدة التي تم الاعتراف بها كواحدة من شريكين دفاعيين رئيسيين للولايات المتحدة , وفي 20-21 نوفمبر2024 سافر اللواء كوريلا إلى المملكة العربية السعودية حيث التقى برئيس الأركان العامة للقوات المسلحة السعودية الفريق فياض بن حامد الرويلي،وأركانه الرئيسيين وركزت الزيارة على اكتساب وجهة النظر السعودية للوضع الإقليمي والطرق المقترحة للمضي قدما وناقش القادة التحديات الأمنية الإقليمية والفرص المتاحة للحد من التوترات في المنطقة وإعادة ضبطها وأثناء وجوده في المملكة العربية السعودية التقى الجنرال كوريلا أيضا بالفريق صغير حمود أحمد عزيز رئيس أركان القوات المسلحة اليمنية الذي سافر من اليمن للزيارة وناقش القادة رؤى حول الحوثيين المدعومين من إيران وزيادة الجهود لمكافحة هجمات الحوثيين على السفن العسكرية والتجارية في البحر الأحمر وباب المندب ,وفي الفترة من 21 إلى 22 نوفمبر2024 سافر اللواء كوريلا إلى الأردن والتقى بجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين ورئيس هيئة الأركان المشتركة الأردنية اللواء يوسف الحنيتي وناقش الزعيمان البناء على التاريخ الطويل للتعاون بين البلدين اللذين أقاما علاقات دبلوماسية في عام 1949 كما ناقش القادة الجهود المبذولة لتعزيز التعاون الإقليمي وتعزيز علاقة الولايات المتحدة مع القوات المسلحة الأردنية التي لا تزال تعمل كشريك استراتيجي موثوق به للسلام والاستقرار في المنطقة .

في 22 نوفمبر2024 سافر الجنرال كوريلا إلى إسرائيل والتقى برئيس هيئة الأركان العامة الإسرائيلية اللفتنانت جيرزي هاليفي ورئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي الميجور جنرال أوري جوردين القائد الشمالي للجيش الإسرائيلي وموظفين رئيسيين آخرين في الجيش الإسرائيلي لمناقشة قضايا الأمن الاستراتيجي والاستعداد للتهديدات الإقليمية وغزة والجهود المبذولة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان كما كرر الجنرال كوريلا العلاقة العسكرية الصارمة بين الولايات المتحدة وإسرائيل  قبل مغادرته المنطقة وقال الجنرال كوريلا: “في هذه الأوقات الصعبة من الضروري الحفاظ على علاقات قوية وفعالة مع شركائنا في المنطقة لحماية الاستقرار ومواجهة النفوذ الخبيث” وهذا يتم فقط من خلال الجلوس مع شركائنا ورؤية المنطقة فمن خلال أعينهم يمكننا أن نفهم حقا التعقيد والفروق الدقيقة التي تميز هذا الجزء الحيوي من العالم تساهم الروابط الإنسانية التي نقيمها والسياق الثقافي الذي نكتسبه في فهم أعمق لا يمكن تحقيقه من خلال الخرائط أو التقارير أو الإحاطات وحدها “.

يهذه الزيارات لقائد القيادة العسكرية الأمريكية المركزية مجتمعة وفي فترة زمنية قصيرة لدول عربية شرق أوسطية مع التغير العميق في مركزوأهمية قبرص للعسكرية الأمريكية بدليل أن قبرص تتحدث الآن جهاراً علي أمها في عضوية حلف الأطلنطي وفراقها للروس (معلوم الأرتباطات الدينية القوية بين الكنيسيتين القبرصية والروسية فكلاهما ينتمي للروم الأرسوذوكس) تطور العلاقات العسكرية بين الكيان الصهيوني وقبرص/اليونانية حتي وصلت الأمور إلي حد إتمام صفقة القبة الحديدية لقبرص /اليونانية وكل هذا وأكثر منه حدث إما بسبب أو بناء علي حربي غـزة وجنوب لـبـنـان إنما يُشير بصفة مؤكدة إلي أن الولايات المتحدة والبنتاجون تحديداً بالتضافر مع الأجهزة الأمنية الأمريكية والصهيونية بقيادة المخارات المركزية الأمريكية CIA يرتــبــون أمــــور كثيرة للمنطقة لن تنجو منها دولة واحدة والهدف المزدوج الرئيسي للترتيبات الأمريكية الصهيونية المُشتركة هو إقــتــلاع أو علي الأٌقل تـلطيف حدة جــبـــهــات الـمـقـاومة بالتوازي مع محاولة خفض حدة المشاعر المعادية للولايات المتحدة في الشارع العربي أما النظم العربية “الـمـُعــتدلة” فلم تعد لها فائدة للولايات المتحدة وللكيان الصهيوني وقدرتها علي كبح مشاعر شعوبها متدنية جداً إن لم تكن مُتناقصة وبالتالي فالأفضل تركها لمصيرها مع شعوبها والكف عن دعمها وهي علي كل حــال لم يعد لديها المزيد لفعله أولاً لانها نظم كــســيــحــة ثانياً لانها  تكاد أن تكون مُحاصرة الآن فهي مابين إفلاس أو ضعف إقتصادي متنام وبين جفاف سياسي وإنعـدام شـــعـــبــيــة .

 يُلاحظ أن قائد القيادة الأمريكية المركزية العسكرية جعل زيارته للكيان الصهيوني الأخيرة ليقدم للعسكريين الصهاينة إفـادة كـاملـة بإتصالاته مع الدمي من المسؤلين السياسيين والعسكريين العرب وكأن قائد القيادة الأمريكية المركزية العسكرية يعمل إما تحت قيادة الصهاينة أو أنه طُلب به كأمــر عــســكـــري أن يُــنـــســق معهم لكن قبرص /اليونانية مع أنها كانت غير مشمولة بزيارت قائد القيادة الأمريكية المركزية العسكرية  إلا أنها إشتركت في مناورات النجم الساطع لعام 2021 التي جرت خلال الفترة من 2 إلى 17 سبتمبر في قاعدة محمد نجيب العسكرية بمصر بمشاركة 21 دولة هي مصر والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والأردن وقبرص والعراق والبحرين والسودان والمغرب وكينيا وإيطاليا وإسبانيا والمملكة المتحدة واليونان وباكستان والكويت والإمارات العربية المتحدة وتونس ونيجيريا وتنزانيا وفرنسا  .

إن صفقة القبة الحديدية من الكيان الصهيوني إلي قبرص اليونانية تجعل المرء قريب جداً من الإعتقاد بناء علي التطورات السابقة في العلاقات العسكرية بين الولايات المتحدة وقبرص اليونانية واليونان نفسها (الحليف المقدس لقبرص) تجعل المرء قريب من الإعتقاد بأنه يجري حالياً إعداد سيناريوهات التدخل العسكري أو الإنتشــار العســكــري لحلف الأطلنطي ولذلك آمل أن تصغي غـــزة وجـــبــهات الإسناد وإيران إلي تــحــذيــري بألا يعتبروا أن المفاوضات سواء مع حــزب الله في لبنان أو في غـــزة فهذه المفاوضات أو تلك ماهي إلا “نقطة وثـــوب” هي أمـــر لا تــعول عليه الولايات المتحدة والكيان الصهيوني وشركاء الولايات المتحدة الأوربيين في حلف شمـال الأطـــلنـطــي فالمفاوضات الجارية عبثية وهي وسيلة رئيسية لصرف إدراك وإنتباه إيران وغــزة وجبهات الإسناد عن التمهيد الجاري فعلاً علي قدم وساق في قبرص اليونانية والأردن لـــشن هــجــوم عسكري حـــاســم من حلف شمال الأطلنطي علي أهداف إيرانية ولنانية وعراقية ويمنية فكما أن جبهات الإسناد حـــلف عربي / إيراني لــصد ودحـــر العسكرية الأمريكية الصهيونية فقد رأت الولايات المتحدة أن تستنفر شركاؤها في حلف شمال الأطلنطي لعملية عسكرية تعتقد أنها حاسمة لإنقاذ الكيان الصهيوني والأنظمة العربية المتواطئة والمصالح الإستراتيجية الغربية وإبعاد الشبحين الروسي والصيني الرابضين علي مشارف الشرق الأوسط .

من المؤكد أن الولايات المتحدة قررت سلوك طريق إستراتيجي جديد ومختلف مع تــركـــيـــا والسبب واضح وهو السياسات الخارجية المستقلة نسبياً لتركيا في مســائل عدة كالحرب الأوكرانية الروسية إذ لم تُشارك تركيا – حليفة الولايات المتحدة في حلف الأطلنطي – نظام العقوبات التي فُرضت علي روسيا كما أن مسير العلاقات الأمريكية/التركية جنح عن سبيله المستقيم إبان عهدة الرئيس دونالد ترامب الأولى فقد كانت فترة هذه العهدة مليئة بالانحرافات غير العادية وغير المتوقعة فيما يتعلق بالسياسة الخارجية مع المجتمع الدولي وضمنه تركيا فبينما كان ترامب يحاول إقامة علاقات ودية مع تركيا كان من ناحية أخرى يضر بالعلاقات معها من خلال العقوبات القاسية والتهديدات بالحظر فعلى سبيل المثال أدى فرض الولايات المتحدة لعقوبات الــ (Countering America’s Adversaries Through Sanctions Act ) CAATSA على شراء تركيا لنظام الدفاع الجوي S-400 من روسيا إلى خلق نقطة انهيار كبيرة في العلاقات وخلال عهد ترامب الأول أيضاً دعمت الولايات المتحدة وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها تركيا منظمة إرهابية في سوريا فزاد هذا من مخاوف أنقرة المتعلقة بالأمن القومي , وتبرز الأزمة السورية باعتبارها واحدة من أكثر القضايا تعقيدًا في العلاقات التركية الأمريكية في السنوات الأخيرة فالوجود العسكري الأمريكي في سوريا ودعمها لوحدات حماية الشعب يؤثر بشكل خطير على مخاوف الأمن القومي التركي وخلال فترة ولاية ترامب الأولى كرئيس أدلى بتصريحات حول الانسحاب من سوريا لكن هذا الانسحاب لم يتحقق بشكل كامل لذلك فاستمرار وجود وحدات حماية الشعب في شمال سوريا يزيد من تصور التهديد الأمني لتركيا فعلى سبيل المثال فإن توفير الولايات المتحدة للأسلحة والدعم اللوجستي لوحدات حماية الشعب تعتبره تركيا دعمًا للإرهاب وسيبرز انسحاب ترامب الكامل من سوريا ووقف دعم وحدات حماية الشعب خلال فترة ولايته الثانية كرئيس أحد أهم توقعات تركيا من الولايات المتحدة  وتتوقع أنقرة خطوات إيجابية في ولاية ترامب الثانية بشأن قضايا مثل الانسحاب من سوريا وإنهاء الدعم لوحدات حماية الشعب ورفع العقوبات. ومع ذلك فإن نهج ترامب الموجه نحو المصلحة الوطنية الأمريكية قد يكون محدودا في تلبية هذه التوقعات التركية لكن زيارة الرئيس القبرصي اليوناني أعتقد أنها تشكل وستشكل تهديد إضافي لأمن تركيا القومي الذي تعد حمهورية شمال قبرص التركي أحد أهم مكوناته وتوازناً في علاقات تركيا مع خصمها التاريخي :اليونان ومع ذلك من جهة أخري فإن استراتيجية الولايات المتحدة المتمثلة في إبقاء موارد النفط في سوريا تحت السيطرة وجهودها للحفاظ على نفوذها الإقليمي تجعل هذا التوقع صعباً وقد يظل فشل واشنطن في إحداث تغيير في سياستها بشأن هذه القضية مصدرًا للتوتر في العلاقات التركية الأمريكية إضــافـــة لسياستها الجديدة ذات البعد العسكري مع قبرص اليونانية والتي تُوجت بزيارة الرئيس القبرصي اليوناني لواشنطن في 30 أكتوبر2024

يـــُشــــار إلي أن التوقيت الذي تمت فيه زيارة الرئيس القبرصي / اليوناني للولايات المتحدة في 30أكتوبر2024 توقيت هام جداً في إستنتاج موقع قبرص / اليونانية في مخطط الولايات المتحدة التالي لحربي غزة وجنوب لبنان والشرق الأوسط بمفهومه العريض فالزيارة تمت في آخر عـهـدة الرئيس جو بايدن الآتي من معسكر الحزب الديموقراطي وقبل تولي الرئيس دونالد ترامب القادم الجديد والفائز في الإنمتخابات الرئاسية الأمريكية التي جرت في نوفمبر2024 فهل ستكون نتائج هذه الزيارة مُلزمة للرئاسة الجمهورية أي لفريق الرئيس الجديد الجمهوري ترامب ؟ الأجابة علي هذا السؤال يسيرة إلي حد كبير فهناك ثلاث متغيرات إثنتان منهما غير ثابتتين هما (1) متغير العلاقة الأمريكية / القبرصية اليونانية (2) فهوالعلاقة التركية /الأمريكية أما المُتغيرالثالث الثابت (3) فهو العلاقة الصهيونية / الأمريكية وهذا المتغير ثابت ثبات الدستور الأمريكي ويمتد ثباته إلي العلاقة بين الحزب الجمهوري الأمريكي والحزب الديموقراطي الأمريكي فهذين الحزبين مُلتزمين بأمن الكيان الصهيوني مهما كانت أهمية وخطورة متغيرات مسألة أو قـضـيـة ما يتناولها رئيس جمهوري أو ديموقراطي وبالتالي يمكن القول بناء علي كون زيارة الرئيس القبرصي اليوناني في 30 أكتوبر2024 لواشنطن تأسست أسبابها علي ضمان وصيانة أمن الكيان الصهيوني مع أن عنوانها المعلن هو : “العلاقات الأمريكية /القبرصية اليونانية” وبالتالي فإن قيمة هذه الزيارة للحزب الديموقراطي الأمريكي ستظل آخر بيان يؤكد ولاء هذا الحزب لأمن الكيان الصهيوني حتي لو أدي هذا إلي الإضرار بالعلاقات التركية / الأمريكية وبالمناسبة فهذه الزيارة كانت ستتم حتي لو لم تتخذ تركيا موقفاً داعماً لحمـــاس وبمعني آخر لو كان الحزب الجمهوري التركي هو من يتولي السلطة في تركيا فقد كانت الولايات المتحدة ستسعي لإتمام زيارة الرئيس القبرصي اليوناني لواشنطن علي قاعدة أهمية قبرص/اليونانية الإستراتيجية لضمان وصيانة أمن الكيان الصهيوني ومما يؤكد ذلك التطورات الثلاث آنفة الذكر فالعلاقات الصهيونية الأمريكية تسمو علي أي علاقات أمريكية مع أي قوة دولية أو إقليمية أخري فمكوناتها ديــــــنــــــيــة ومصلحية فهي علاقات تديرها أقوي جماعـة ضغــط في عالمنا المـعـاصـر علي وجه الإطلاق وهي The American Israel Public Affairs Committee المعروفة إختصاراً بـ IPACوهي التي للأسف تمارس أدوارها منذ تكوين السياسي الحزبي الأمريكي مروراً بإنتخابة علي مستويا مجلسي النواب والشيوخ الأمريكي وإنتهاء بإنتخابه رئــيسـاً للولايات المتحدة بل وحتي إنتخاب رؤساء الجامعات وعمداء الكليات وكافة المناصب الحكومية ورؤساء الحكومات في كثير من دول العالم ومنهم الكثير في العالم العربي والإسلامي بمساعدة المجلس اليهودي ووكالات المخابرات في الكيان الصهيوني لذلك فزيارة الرئيس القبرصي كانت نتاجاً لجهود مُشتركه للـ IPAC المعهد الهيليني الأمريكي و ولجنة التنسيق HALC , ومعروف أن شراء تركيا لنظام الدفاع الجوي S-400 من روسيا تسبب في واحدة من أكبر الأزمات في العلاقات مع الولايات المتحدة فبسبب هذا الشراء قامت الولايات المتحدة بإزالة تركيا من برنامج الطائرات المقاتلة من طراز F-35 ونفذت عقوبات CAATSA وأثناء محاولته إقامة علاقات جيدة مع تركيا نفذ ترامب هذه العقوبات تحت ضغط الكونجرس ولا يزال من غير الواضح كيف سيتم حل هذه الأزمات خلال فترة ولاية ترامب الثانية وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة لا تزال تنظر إلى تركيا كحليف في حلف شمال الأطلسي (الناتو) فإن زيادة التعاون العسكري مع روسيا تثير الانزعاج في واشنطن وتقول تركيا إن من حقها السيادي باعتبارها دولة عضو في حلف شمال الأطلسي شراء أنظمة دفاعية من روسيا ومع ذلك فإن إصرار الولايات المتحدة على فرض العقوبات يسرع جهود تركيا لتطوير سياسات دفاعية مستقلة فعلى سبيل المثال تحاول تقليل الاعتماد على الولايات المتحدة من خلال اتخاذ مبادرات مثل الاستثمار في صناعة الدفاع المحلية وإنتاج طائراتها الحربية الخاصة وستظل كيفية تعامل ترامب مع هذه الأزمة في عهدته الثانية سوف تؤثر بشكل مباشر على التعاون العسكري المستقبلي بين البلدين .

عززت قبرص قدراتها الدفاعية بتسليمها الدفعة الأولى من أنظمة صواريخ أرض- جو من طراز باراك إم إكس الإسرائيلية كجزء من جهد أوسع نطاقا لتحديث جيشها وربما تمهيد الطريق للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي ومن المتوقع أن تصل شحنات إضافية لتعزيز أنظمة الدفاع الجوي القبرصية واستبدال المعدات القديمة التي تعود إلى حقبة الحرب الباردة  وقد أثارت هذه الخطوة انتقادات من تركيا التي تحتفظ بنحو 35 ألف جندي في الثلث الشمالي المحتل من الجزيرة وقد أعربت تركيا عن معارضتها لجهود إعادة تسليح قبرص وخاصة بعد أن رفعت الولايات المتحدة حظر الأسلحة الذي فرضته على البلاد لعقود من الزمن وقد تم اختيار شراء نظام باراك إم إكس الذي بدأ في عهد الرئيس السابق نيكوس أناستاسيادس على نظام القبة الحديدية الإسرائيلي بسبب نطاقه التشغيلي الأوسع وتوافقه مع الأنظمة الحالية ويمكن لنظام باراك إم إكس أن يتكامل مع أنظمة بوك إم 1-2 وتور إم 1 الروسية الصنع في قبرص مما يوفر حلاً دفاعيًا جويًا متعدد الاستخدامات وشاملاً كما جاء القرار في أعقاب بيع قبرص في وقت سابق أنظمة إس-300 الروسية إلى اليونان ردًا على التهديدات التركية وقد تم تطوير نظام باراك إم إكس من قبل شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية (IAI) وهو قادر على مواجهة مختلف التهديدات الجوية بما في ذلك الطائرات بدون طيار والطائرات المقاتلة والصواريخ الباليستية والصواريخ المجنحة والمروحيات ويمثل نشره ترقية كبيرة للقدرات العسكرية لقبرص وبالإضافة إلى أنظمة الصواريخ، تعمل قبرص على استبدال مروحياتها من طراز Mi-35 التي تعود إلى الحقبة السوفيتية بست مروحيات هجومية من طراز Airbus H145M مما يؤدي إلى تحديث ترسانتها بشكل أكبر وأكد وزير الدفاع اليوناني نيكوس ديندياس على خطط لإنشاء شبكة دفاع جوي متكاملة تمتد عبر قبرص وكريت مما يعزز التنسيق بين اليونان وقبرص (والكيان الصهيوني بالطبع) ضد التهديدات أو الاستفزازات المحتملة , ركزت المناقشات في عام 2021 في البداية على حصول قبرص على نظام القبة الحديدية الإسرائيلي والذي أثبت فعاليته الكبيرة ضد الهجمات الصاروخية من حزب الله ومع ذلك تم اختيار نظام باراك إم إكس في النهاية لقدراته الأوسع وإمكانات التكامل مع الأنظمة الحالية ويشير هذا إلى التزام قبرص بتعزيز بنيتها التحتية الدفاعية وسط التوترات المستمرة في المنطقة حيث تسعى إلى إقامة شراكات أمنية أكبر بما في ذلك مع الولايات المتحدة وتعزيز مكانتها في شرق البحر الأبيض المتوسط  .

الحقيقة النهائية التي ستسود في المدي القصير – علي الأقل – تشير إلي أن عهداً جديداً للعلاقات الأمريكية /القبرصية اليونانية قد نشأ مكونه الرئيسي عسكري / مخابراتي وستتحول قبرص اليونانية بموجبه وبإرادة أمريكية قوية إلي قاعدة إسناد للكيان الصهيوني وستحاول تــركيا غــــض الـطرف عن هذه الخطورة الموجهة أساساً لدول الشرق الأوسط العربية الهشة الضعيفة لو توفــر شـــرطان :(1) نأكد تــركـــيــا من أن أمـــن تـــركـــيـــا الــقــومي في مــأمن وهذا ما لا أعــتــقــده ولا أتــوقـــعـــه و(2) أن التقدم في العلاقات مع القبارصة اليونانيين سيظل بمنأي عن القضية القبرصية التي تؤسس تركيا موقفها من تسويتها علي حـــل الدولتين دولة للقبارصة الأتراك تكون متساوية السيادة مع دولة أخري للقبارصة اليونانيين علي أرض نفس الجزيرة وهذا أيضاً غير ممكن بل غير منطقي عـمـليـاً , ولكن إذا ما بدا أن هناك مساس بالأمن القومي التركي ولو كان موجهاً لجمهورية شمال قبرص التركية فلن تدع تركيا الإستراتيجية الجديدة للولايات المتحدة في قبرص تعمل بكفاءة أو تعمل علي الأطلاق وهي قادرة علي ذلك فهناك 30 ألف جندي تركي متمركز في القسم التركي من الجزيرة القبرصية وهناك خطط تركية لإقامة قاعدة بحرية في الجزء التركي من الجزيرة ولكن ما ينبغي أن نلتفت إليه هو أن قبرص اليونانية لم تعد آمنة بأي مقياس أو مـعـيـار ولو حتي معيار الـخــيـانة المعمول به من قبل معظم الحكام العرب الدمي فأمن الدول العربية المتوسطية كسوريا ولبنان ومصر وليبيا والجزائر وتونس والمغرب أصبح هو الآخــر ولابد من الإعتراف للأسف أنه وبفضل ما كشفته حربي غــزة ولــبــنــان جزء ضروري لتحقيق وصيانة وتطوير أمن الكيان الصهيوني ومن المهم بل من المنطقي أن تبدأ الدول العربية المتوسطية وخاصة مصر ولبنان في إعادة النظر وتقييم علاقاتها بقبرص / اليونانية والنظر من باب الإنتقام اللطيف في الإعتراف بجمهورية قبرص التركية التي نالت حق المشاركة في قمة الدول المتحدثة بالتركية مؤخراً وذلك مقابل مساندة تركية عسكرية وسياسية للدول العربية المتوسطية فالتحالف الــمُتقادم مع اليونان وقــبرص / اليونانية وهو تـحـالف صــوري فهو لا يقدم ولايؤخر ولا مردود سياسي أو عسكري له مالم تكن الدول العربية المتوسطية تخشي السطوة الأمريكية الممُانعة لذلك .

الـــمــــــغــــزي الإســـتـــراتـــيــجي للـصــفـقـة :  

– إن صفقة القبة الحديدية من الكيان الصهيوني لقبرص اليونانية أعتبرها في جوهرها “عملية ضم” أكيدة لقبرص للإستراتيجتين الأمريكية/الصهيونية في الشرق الأوسط مع كل ما تشي به كلمة “ضم” من معاني فالصفقة نوعية وتقفز من فوق محظورات عسكرية/ أمنية كثيرة بالإضافة إلي أنها تأكيد لفاعلية وكفاءة المحور أو التحالف الصهيوني /الـهـيـلـيـني الذي أشرت إليه بالتفصيل في دراستي بعنوان : ” التحالف الثلاثي الصهيوني / الـــهـــيـــلــيـني والعلاقات التركية – المصرية ” كما أن هذه الصفقة بالتأكيد وفي كل مراحل إتمامها مـرت من خلال قناة التفاهم الإستراتيجي الأمريكية/الصهيونية فقرار إتمامها مؤثر علي أمور كثيرة من بينها العلاقات العسكرية الصهيونية مع نظم”الإعتدال” العربية وهي علاقات مفرغة من أي محتوي مفيد أو إيجابي .

– صـفـقـة القبة الحديدية الصهيونية/ القبرصية اليونانية حذفت عـمـلـيـاً مسافات جيو/ سياسية كانت تفصل بين الكيان الصهيوني وقبرص / اليونانية فقبرص/ اليونانية  أصـبـحـت وسـتـصـيـر – وفـقـاً لهذه الصفقة المفعمة بالدلالات الجيو/ إستراتيجية في نظر الإستراتيجيتين الأمريكية / الصهيونية – حـلـيف شـرق أوسطي مُعـتـمـد و مـوثـوق بـه       وكنتيجة ستكون قبرص اليونانية مـؤهــــلـة بمفردها أو بالمشاركة مع الكـيـان الـصهـيوني لأداء أدوار ومـهـام ليست إيجابية أو غـير مـُضادة بالضرورة للنـظـم الــعـربية المُقابـلة لـقـبـرص /اليونانية علي الساحل الآخــر للبحر المتوسط  ولهذا تداعيات ضــارة علي النظم العربية إن كان قد تبقي لديها أثـــر من حـــس أو خـــشـــية أمــنــيــة أن تتحــســب له أو تدرأه فقبرص / اليونانية أمـس غير قبرص/اليونانية اليوم وغداً .

– هذه الــصـفـقـة لأنها نــوعـــيــة ولا تتم إلا بين حـــلـــفــاء فهي تُشـــيــر إلي أن قبرص اليونانية ستكون Hub للعـسـكـريتين الأمريكية والصهيونية ولحلفاء الولايات المتحدة في حلف الأطلنطي(فـيـمـا عدا تـركـيـا) ونتيجة لهذه الأهمية المُضطردة لقبرص اليونانية علي إعتبار موقعها الجيو/إستراتيجي بالغ الأهمية والقريب جداً من جبهة الكيان الصهيوني المتماس مع أخطار متنوعة والمرفوض من شعوب العالم العربي المحيط البشري المتاخم للكيان الصهيوني وفي نفس الوقت فقبرص اليونانية معزولة عن هذا المحيط البشري العربي الكاره والذي زادت كراهيته للولايات المتحدة الداعم الأكبر للكيان الصهيوني فبالتالي ستكون قبرص / اليونانية المسرح المناسب والمفضل للعسكريتين الصهيونية والأمريكية لإجراء التدريبات والمناورات والمؤتمرات ذات الطبيعة العسكرية/ الأمنية وستقل وتتناقص أهمية العسكريات العربية بالنسبة للولايات المتحدة والكيان الصهيوني لتبقي المهمة الوحيدة لها وهي أن تكون حارساً Sentinel وكابحاً لأي عمليات ديموقراطية مُحتملة أو تنمية حقيقية بمعناها العلمي الواسع قد تُقدم عليها النخب الحقيقية للشعوب العربية وبالتالي فستتبوأ قبرص /اليونانية مركزاً متقدماً يُعتمد عليه وربما بديلاً بالنسبة للأمريكيين والصهاينة فلم تكن قبرص / اليونانية يوماً بهذه الأهمية الجيو/ إستراتيجية , وكل هذا بسبب وكنتيجة لطوفان الأقصي في غـــزة فقبرص اليونانية إستطاعت إستغلال بعض نتائج طوفان الأقصي بإيجابية لشعبها فيما أدارت النظم العربية ظهرها له ولم تستفد هي ولا شعوبها .

– صفقة القبة الحديدية ربما تكون أدت إلي جعل الكيان الصهيوني في مواجهة مع تركيا تحت حكم العدالة والتنمية أو حكم حزب الشعب الجمهوري المُعارض فكلاهما ومعظم أحزاب تركيا يري في قبرص قضية أمن قـومـي فهذه الصفقة عقدت أكثر القضية القبرصية وستؤدي إلي سباق سلاح ما بين اليونان وقبرص طرفي القضية القبرصية الحقيقيين وهذا بالطبع أمــر يـسـعي إليه الكيان الصهيوني منذ زمن بعيد , مع أن الدافع الرئيسي وقد يكون الوحيد لدي القبارصة /اليونانيين لإبرام صفقة القبة الحديدية هو يأسهــم التام من تسوية ما للقضية القبرصية فتركيا لأسبابها  وبسبب موجبات أمنها القومي تتمسك الآن بحل الدولتين المتساويتان في السيادة واحدة للقبارصة / الأتراك والأخري للقبارصة / اليونانيين , وهذه الصفقة ربما تكون قد قادت بعض الساسة الأتراك لتـصـنـيـف الكيان الصهيوني ليس كـخـــصـم بل كعدو لــتـركـــيــا تماماً كما يفعل الـعـرب وفي مقدمتهم الفلسطينيين .

– الخطــوة الــقــادمــة منتظرة من الدول العربية المتوسطية – علي الأقل – التي لا يجب أن تنتظر أكثر من ذلك فالولايات المتحدة ترتب شؤون شــــرق الــمـتـوسط لتأمين الكيان الصهيوني ففيم إنتظارنا ؟ فهذه الترتيبات تتم والنظم العربية والعسكريات العربية في غيبوبة تختلفت حدتها من نظام”معتدل” وغيره لكنها ترتيبات أمريكية / صهيونية أي أنها لن تكون لا في صالح النظم ولا الشعوب وبالتالي فهي ترتيبات تزيد من قبضة الكيان الصهيوني في النهاية فعلي النظم العربية أن تبادر بتغيير عــقليتها السياسية لتكون علي الأقل ومـرحــلـيـاً أقـل إعـتـدالاً فهذا أضعف الإيمان .

بناء علي المغزي العسكري الإستراتيجي لصفقة القبة الحديدية الإسرائلية لقبرص /اليونانية فإنه قد آن أوان القول بحزممنطقة شرق المتوسط يجب أن تتغير تحالفاتها بشكل ثوري متدرج فقبرص اليونانية التي كانت قاعدة عسكرية مُستترة أصبحت قاعدة عسكرية / مخابرتية مــُعلنة كما أشرت وبينت , وقبرص أصبحت مقبلة بالفعل علي أداء دور مختلف تماماً في خدمة العسكريتين الأمريكية والصهيونية ومن غير المعقول والحالة هذه أن تظل النظم العربية المعتدلة علي نفس حالها فيما يتعلق بنظرتها إلي قبرص اليونانية فإني أعتقد جازماً أن النظم العربية حتي وهي” معتدلة” يمكنها أن تفعل شيء هذا الشيء ملك يمين معظم هذه النظم وهو أن تتغير بعض مواقفها السياسية فمثلاً بعد صفقة القبة الحديدية هذه لم تعد قبرص مجرد كيان ضعيف غير مُحايد وبالتالي وكنتيجة يمكن للنظم العربية حتي وهي “مـُعـتـدلـة” أن تتخذ قرار يزلزل كيان قبرص اليونانية ويقوي الجانب التركي ويدفعه للتعاون بمزيد من الفاعلية والإيجابية هذا القرار هو : الإعتراف جمهورية شمال قبرص التركية فالإعــتــراف بجمهورية شمـال قـبـرص الـتـركية سيكون رافعة للعلاقات العربية /التركية ولعلاقات تركيا مع هذا البلد العربي أو الآخر الذي يتخذ مثل هذا القرار الذي أعتقد أنه في تقديري أقل تكلفة من قرار التطبيع مع الكيان الصهيوني وهو قرار مُكلف وينطوي علي أخطار متنوعة إن لم يكن مقامرة أما قرار الإعتراف بجمهورية شمال قبرص التركية فهو قـرار لا يخرج عن كونه ترتيب لأوراق سياسية في ملف العلاقات الخارجية العربية كما أنه قرار وقائي فقبرص /اليونانية الآن جزء من الإستراتيجيتين الأمريكية والصهيونية العسكرية والأمنية في شرق المتوسط بما يتضمنه من أهمية سياسية وطاقوية (غـاز وبترول) ولإنها أصبحت بالتأكيد جزء من إستراتيجية الكيان الصهيوني في المتوسط فستكون أيضاً متماهية تماماً مع الإستراتيجية الصهيونية في مجال ترسيم الحدودالبحرية واستـغلال مواقع وجود الغازوالبترول في باطن البحر المتوسط والأهم أن قرار الإعتراف بجمهورية شمال قبرص التركية علي الأقل سيكونمفيداً إذ سيعمل علي ترقية المردود السياسي والإقتصادي التركي لمن يتخذه من الأنظمة العربية أما التمسك بـ والثبات الموقف الحالي وهو العـــتــراف فقط بجمهورية قبرص / اليونانية وعدم الإعــتــراف بجمهورية شمال قبرص التركية فهو نوع من أنواع الغفلة والسذاجة العربية وعدم إدراك أن قبرص/اليونانية نفسها تتغير وتتنكر لثوابتها فهي ظلت منذ أعلان إستقلالها في 1960 بعيدة عن الولايات المتحدة والكيان الصهيوني أما اليوم قبرص اليونانية وبسبب تداعيات حربي غــزة وجنوب لـبـنـان تخلت عن سياسة عدم الإنحياز المموجة وأعلنت أنها تبغي أن تكون دولة أطــلـــســيــة  ثم أنها دولة مـفـلسـة ولا مردود إقـتـصـادي ما من الــحـــفاظ علي مــوقــف سـيـاسي صرف فقـــبـــرص الـــيونــانــيــة نـــفـــسها  تعي وتدرك أن جمهورية شمال قبرص التركية أصبحت حقيقة مـاثــلة ولن تتخلي تركيا عنها وهي مقبلة علي نيل الإعتراف من جمهوريات العالم التركي الذي تقوده تركيا وربما روســـيــا نفسها وبالتالي فمـا يمكن الحصول عليه اليوم من عائد سياسي أو إقتصادي أو هما معاً من الإعتراف بجمهورية شمال قبرص التركية سيكون في أعلي منسوب ممكن له أما غداً فسيتدني هذا المنسوب , هذا بالإضافة إلي أن قــبــرص اليونانية نفسها ستعترف يوماً مابحقيقة جمهورية شمال قبرص التركية ومن دلائل ذلك المؤكدة ما أعلنته قبرص / اليونانية علي لسان رئيسها وقادتها السياسيين من أن لديها خطة مرحلية للإنضمام لحلف شمال الأطلنطي وهي تعلم أن الإنضمام لهذا الحلف لا يمكن أن يتحقق وتركــيــا تعارضه بحق الإعتراض أو الـVeto  وبالتالي فطريق الوصول والإنضمام لحلف شمال الأطلنطي سيمكن في حالة واحدة وهو أن تكون علي أرض الجزيرة القبرصية دولتان أحدهما للقبارصة اليونانيين والأخري للقبارصة الأتراك وبصراحة يمكنالقول بأن المجتمع الدولي ومجلس الأمن والقوي الدولية الكبري التي توافقت ووافقت علي الإعتراف بالكوريتين والسودان الشمالي والجنوبي وبتقسيم الصومال لن يجد مبرراً معقولاً لرفض الإعتراف بجمهوريتان علي أرض الجزيرة القبرصية فالدوام لله الواحد الأحد .

الــــــــــــــــســـــــــــــفــــــــيـــــــر : بــــــــــلال الـــــمــــــــصــــــــــري –

حصريا المركز الديمقراطي العربي – الـــقـــاهــــرة / تــحـــريـــراً في 8 ديــســـمـــبــر 2024

5/5 - (1 صوت واحد)

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى