مقالات

المؤتمر , البرلمان….ماذا تريدون منا ؟

بقلم : إبراهيم بن نجي
لعل من أكثر وجوه الفساد السياسي قتامة في هذه الايام هو ما يتجرأ عليه أعضاء المؤتمر ومجلس النواب من خرق لأبسط مبادئ الحرية والديمقراطية والشفافية وتجاوز صريح للإعلان الدستوري من تمديد لبقائهم على رأس السلطة وتلكؤهم المتعمد في إيجاد حل جدري لما تمر به البلاد من أزمة.
فهذا التمديد هو نذير مقيت بجثوم هذان الجسمان المنتهيان الصلاحية على حياتنا ومستقبل أبنائنا مدى حياتنا وحياة ورثتنا مالم تحدث معجزة وترمي بهؤلاء الى مزبلة التاريخ سلما وإلا فإن الليبيين ومن كافة الاتجاهات السياسية والايدولوجية مطالبين بنسيان خلافاتهم والتحزم من جديد لأسقاط أخر شكل من أشكال الاستبداد والفساد في ليبيا. فالليبيون وفي ظل هذا التردي في كل النواحي والاتجاهات لا يمكن أن ينظروا لهؤلاء إلا أنهم أسوء ما مر على الوطن من كوابيس وأمر ما أنتجته النخب الفاسدة من ديكتاتورية.
ولعل ما يزيد الطين بلة والمستنقع وحالة هو قيام هذان الجسمان ومن يدور في فلكهما بمحاولات حثيثة وخطط مرسومة بعناية لأجل الاستحواذ على السلطة والى أجل غير مسمى, فمن ناحيته يقوم المؤتمر هذه الايام بأحياء سنة النظام السابق باختيار وتعين البعض في كيانات جديدة “غير دستورية” أطلق عليها أسم مجالس الحكماء والاعيان لكي تكون أداته في توجيه الليبيين الى الوجهة التي يرغب بها والمسار الذي يحدده لهم وورقة يلعب بها أمام المجتمع الدولي ليبرر مصادرة حق الليبيين في الحرية واختيار حكامهم.
إن هذا الاجراء يعكس عقلية الاستبداد والتسلط عند البعض من اعضاء المؤتمر الحالمين بالقيادة التاريخية والزعامة المطلقة لهم ولعائلاتهم حتى ولو كان الاستعانة ببعض ممن كانوا من ضمن “وجوه الخير” في النظام السابق و من أجل حشد الدعم وتزوير إرادة الناس والتي لم تعد ترى فيهم إلا كابوسا يجثم على الصدور وطغمة للفساد والدكتاتورية.
اما مجلس النواب فهو منخرط في اعمال مخالفة للقانون والاعلان الدستوري والذي يحضر عليه التمديد لولايته إلا بإجراء استفتاء شعبي ويقوم وزرائه بتعين المحسوبين عليه وعلى رموز السلطة في مراكز الدولة الحساسة من عسكرية ومدنية من دون مراعاة لأبسط مبادئ المساواة والشفافية و الادارة الحديثة.
أيها الاعضاء غير المبجلون ما لذي تريدونه من الليبيين؟
ماذا عن القسم الذي أقسمتموه بالمحافظة على الدستور والانقياد له؟ هل وفيتم به؟
ألم تتسلموا رقابنا وتجلسوا عي صدر الوطن وانتم تتلذذون بالكراسي الوثيرة والمرتبات الخيالية والميزات والسيارات الفارهة؟
ألم تأخذوا وقتكم كاملا ووقت غيركم؟
ألم تفشلوا حتى في تطبيق حد واحد من حدود الله أو تطبيق أي عقوبة على القتلة والمجرمين واللصوص وقطاع الطرق؟
ألم تتغاضوا عن الانحلال الاداري المستشري وعن الفساد المالي الذي أرهق الوطن وحطم الاقتصاد وجعل معيشة الفقراء أشبه بالكابوس؟
ألم تتملقوا الغرب كما فعل من كان قبلكم واكثر فتنازلتم عن الكثير ولم يبقى إلا القليل من السيادة؟
ألم تجروا على الليبيين الخراب والدمار والغلاء بسبب سياساتكم الجوفاء وتملقكم وتقاعسكم تساهلكم؟

اتركونا يرحمكم الله ونفسوا عن صدورنا

Rate this post

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى